شبكة سبيل المؤمنين العلمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار

اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار Empty مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مايو 03, 2024 2:24 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار Aaoyo_10
الحُجة القاطعة في حكم المقاطعة
الحمد لله, نحمده, ونستعينه, ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضلَّ له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد,
فلتعلم رعاك الله بأن الإنسان محاسب على كل كلمه تخرج من فيه, لقوله تعالى (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ), وقد سمعت المسدد الموفق ابن عثيمين رحمه الله يقول لأحد طلبته: أنك تملك الكلمة مادامت في فيك, فإذا خرجت فهي تملكك.أهـ بتصرف
ولذلك فقد أمرنا الله جل في علاه بالقول السديد والكلام المفيد في ديننا ودنيانا, قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا).
وقد كثر الحث من بعض الناس في السنون المتأخرة على دعوة جعلوها عبادة وقربه إلى الله العليم الحكيم, وليت من دعى إلى هذه الدعوة أستند إلى حكم شرعي معتبر, بل تستغرب أخي في الله لو علمت بأن كبار العلماء يعارضون هذه الدعوة الباطلة!!.
وقد تسأل رحمك الله, ماهي هذه الدعوة, ومن حكم للناس بأنها قربة وطاعة, وعلى أي أساس بُني هذا الحكم؟؟
أقول مستعينا بعالم الغيب الشهادة الرحمن الرحيم,
الدعوة هي مقاطعه مايسمى بالمنتجات الأجنبية ومنّ لا يفعل فهو آثما قلبه وعوناً للكفرة!!!
والحكم لبعض ما يسمى بعلماء الأمة وهم كُثر من يتسمون بعلماء الأمة اليوم!!
وبُني الحكم على أساس الحرب على أعداء الإسلام!
وأنك لِتستغرب يا باغي الحق من فعل الداعين لهذه الدعوة المسماة (المقاطعة) هداهم الله, والكيل بمكيالين مع المنتجات, فيدندنون على أمور بسيطة كالمأكولات والمشروبات, ويتغاضون عن السيارات والأجهزة الإلكترونية مثل الحاسوب, وإذا هربوا يهربون من دول الغرب الكافر إلى دول الشرق المشرك, وينسون أو يتناسون بأن الكفر والشرك ملة واحده كما قال ذلك ابن كثير في تفسير قوله تعالى { وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى }
قال رحمه الله: حيث أفرد الملة على أن الكفر كله ملة واحدة.أهـ
فلتعلم يا مّن تريد أن تعلم بأن هذه الدعوة باطله مردودة على قائلها بكتاب رب العالمين وبسنة سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
المخالفة الأولى لهذه الدعوة (المقاطعة), إنها تخالف فعل الرسول عليه الصلاة والسلام في عين هذه المسألة, فقد توفي صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي في طعام لأهله, فقد جاء في صحيح البخاري، عن عائشة رضي الله عنها قالت: توفي النبي صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين. يعني صاعا من شعير.
فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد دسوا له السم أبناء القردة والخنازير في كتف شاة في خيبر من قبل, بل قال الزهري رحمه الله: إن النبي صلى الله عليه وسلم مات بقتل اليهود له, وصح في البخاري قوله عليه الصلاة والسلام: (يا عائشة، ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت إنقطاع أبهري من ذلك السم).
أي قد ظل صلي الله علي وسلم يرى أثر تلك الأكلة التي في خيبر حتى توفي, ومع هذا أستمر يتعامل معهم صلى الله عليه وسلم, وفي هذا إخبار بجواز التعامل معهم في ما أحل الله لنا فلا يجوز تحريم شراء الأكل منهم أو غير ذلك ولو كان فيه مصلحه لفعله خير العابدين صلى الله عليه وسلم فلا يجوز مخالفته وادعاء المصلحة فيما لم يفعله عليه الصلاة والسلام لقوله: ( ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وقد أمرتكم به وما تركت شيئاً يبعدكم عن الله إلا وقد نهيتكم عنه ).
فلا تعتقد رحمك الله بأن الله سبحانه يتوفى رسوله عليه الصلاة والسلام ودرعه مرهونة عند اليهودي في طعام لأهلة صدفة أو عرضاً ولكن هذا تدبير من العليم الحكيم سبحانه.
وقد فعل اليهود أشنع الأفعال من سب لله سبحانه وتعالى عما يصفون بقولهم { يد الله مغلولة} لعنوا بما قالوا, وقولهم {الله فقير ونحن أغنياء} قبحهم الله,
ولنا في قصة أبا بكر رضي الله عنه وفنحاص اليهودي عبره, لما سمع الصديق هذا القول من فنحاص لعنه الله فلطمه ابوبكر وقال رضي الله عنه: فلولا هدنة كانت بـين النبـيّ صلى الله عليه وسلم وبـين بنـي مرثد لقتلته.(الطبري)
أنظر رحمك الله لوقوف الصحابة عند الأمر والنهي, فهذا اليهودي يتهم رب العزة بالبخل وهو الكفر البين ومع هذا يتذكر الهدنة الصديق مؤمناً ومصدقاً لأمر الله وأمر رسوله ولم يغلبه الحماس فيتعدى أمر الله وأمر رسوله فيقتل اليهودي.
ومع هذا الفعل اليهودي المشين ورغم أن الله أنزل فيه القرآن من فوق سبع سماوات تصديق للصديق وغيرها من الأفعال كما سبق ذكرها, لم ينقل أن الرسول ïپ² وأصحابه فعلوا مثل هذه المقاطعة الباطلة اليوم.
فكل عمل يُرى فيه مصلحة لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كان المقتضي قائم لفعله فلا يعتبر مصلحة بل تسمى من المصالح الملغاة كما قرر ذلك جمع من أهل العلم منهم شيخ الإسلام ابن تيميه في الفتاوى.
يقول الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في المباح من التعامل مع الكفار:
أما ما يجوز لنا من التعامل مع الكفار فهو التعامل المباح نتعامل معهم بالتجارة، ونستورد منهم البضائع، ونتبادل منهم المنافع، ونستفيد من خبراتهم، نستقدم منهم من نستأجره على أداء عمل كهندسة أو غير ذلك من الخبرات المباحة، هذا حدود ما يجوز لنا معهم.أهـ
وكذلك فهذه الدعوة (المقاطعة) هي من قبيل جعل المباحات قربات إلى الله وهذه مخالفة ثانيه لا تجوز باتفاق أهل العلم.
فلا يجوز ترك بعض الأكلات أو المشروبات المباحة وغيرها من الطيبات وجعل هذا الفعل قربه وعبادة تبتغي بها وجه الله, فقد أنكر الرسول عليه الصلاة والسلام على أحد أصحابه وقد حرم أكل اللحم على نفسه قربه إلى الله وقال له: من رغب عن سنتي فليس مني, وهذا من المذموم في هذه الدعوة هداك الله فلتتنبه!!
يقول شيخ الإسلام ابن تيميه في كتاب العبادات الشرعية:
فإن الدّين أصله متابعه النبي صلي الله علي وسلم وموافقته بفعل ما أمرنا به وشرعه لنا وسنَّه لنا, فأما الفعل الذي لم يشرعه هو لنا ولا أمرنا به ولا فعله, فهذا ليس من العبادات والقُرب, فإتخاذ هذا قُربه مخالفة له صلي الله علي وسلم  , وما فعله من المباحات على غير وجه التعبد يجوز لنا أن نفعله مباحاً كما فعله مباحاً, ولكن هل يشرع لنا أن نجعله عبادة وقُربه؟؟
فأكثر السلف والعلماء على أنا لا نجعله عبادة وقُربه, فأن فعله مباحاً فعلناه مباحاً, وإن فعله قُربه فعلناه قُربه.أهـ
فالتذرع بمحاربه الكفار أقتصادياً ومناصرة أخواننا المسلمين بمقاطعه المنتجات التي هي في الأصل من الطيبات المباحة لنا شرعاً تصبح من الطاعات التي نرجو بها القُربه من الله فتدخل في معنى العبادة وبالتالي تصبح مخالفه صريحة لهدي النبي صلي الله علي وسلم كما بيّن ذلك ابن تيميه رحمه الله في كلامه السابق فلتتنبه رحمك الله.
فالقول المطلق بتحريم المنتجات الأجنبية على المسلمين وجعل تركها عبادة وقُربه إلى الله هو من الابتداع المذموم في الدين وهو بجعل المباحات من قبيل الطاعات هو قول ليس له مستند شرعي بل يوجد ما يعاكسه من هدي النبي عليه الصلاة والسلام وأقوال سلف الأمة.
وبهذا الاعتقاد تدخل هذه الدعوة في مخالفة ثالثه وهي تحريم ما أحل الله وهذا اعتداء لا يرضاه الله وقد نهانا عنه أشد النهي قال تعالى {‏لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ‏}.
يقول الشاطبي رحمه الله في الاعتصام:
التارك لما أحل الله يصير عاصيا بتركه أو باعتقاده التحريم, وأما إن كان الترك تدينا فهو الابتداع في الدين على كلتا الطريقتين إذ قد فرضنا الفعل جائزا شرعا فصار الترك المقصود معارضة للشارع في شرع التحليل وفي مثله نزل قول الله تعالى {‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِين‏} فنهى أولا عن تحريم الحلال ثم جاءت الآية تشعر أن ذلك اعتداء لا يحبه الله.أهـ
وأنك لتتعجب أخي في الله من المتكلمين بالدعوة إلى هذه المقاطعة وجعلوها دين ندين الله بها فا يصبح الذي لا يقاطع, عدواً للدين موالياً لأعداءة مساعداً لهم على أخواننا المسلمين!!
سبحانك ربنا هذا بهتان عظيم.!!
نقول كما تقولون الواجب على المسلمين التكاتف والتعاون على أعداء الدين, والأفضل للمسلم أن يقتني المنتجات المسلمة خير له من منتجات أعداء الإسلام.
لكن !!
لا نحرم على أنفسنا ما أحل الله من الطيبات بدعوة باطله لم يفعلها نبي الرحمة صلي الله علي وسلم ولا أصحابة من بعده فهذا هو التنطع في دين الله.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى:
والدين كله مأخوذ عن الرسول ليس لأحد بعده أن يغير من دينه شيئا هذا دين المسلمين بخلاف النصارى فإنهم يجوزون لعلمائهم وعبادهم أن يشرعوا شرعا يخالف شرع الله قال تعالى :( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح بن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون) قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنهم أحلوا لهم الحرام فأطاعوهم وحرموا عليهم الحلال فأطاعوهم فكانت تلك عبادتهم إياهم ) ولهذا كان أئمة المسلمين لا يتكلمون في شيء أنه عبادةٌ وطاعةٌ وقربةٌ إلا بدليل شرعي وإتباع لمن قبلهم لا يتكلمون في الدين بلا علم.أهـ
فالذي أفتى الأمة وأقنعها بهذه الدعوة الباطلة لم يستند إلى دليل شرعي يطابق هذه المقاطعة بل تجدهم فرضوها على الناس بالاستحسان وباستغلال عواطف المسلمين لما تعانيه الأمة من هزائم وانتكاسات لابتعادهم عن دين الله, فليتهم ساقوا الأمة لأسباب النصر والعزة الحقيقية وهي العودة إلى كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام على ماكان علية سلف الأمة من الصحابة الكرام متمثلين قول الإمام مالك رحمه الله: ما لم يكون يومئذاً ديناً لا يكون اليوم ديناً, ولن يصلح أخر هذه الأمة الأ ما صلح به أولها.أهـ
فالاستحسان في دين الله مما ليس من دين الله هو سبب المصائب والضلالة لجميع الأمم السابقة كاليهود والنصارى وكذلك من بعدهم من الفرق الضالة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
قال الشافعي رحمه الله: من استحسن فقد شرّع.أهـ
قال تعالى‏ ‏{‏أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ‏}‏
يقول شيخ الإسلام ابن تيميه معلقاً على هذه الآية:
فمن ندب إلى شيء يتقرب به إلى الله، أو أوجبه بقوله أو فعله، من غير أن يشرعه الله، فقد شرع من الدين ما لم يأذن به الله، ومن اتبعه في ذلك، فقد اتخذ شريكًا لله شرع في الدين ما لم يأذن به الله، فمن أطاع أحدًا في دين لم يأذن الله به ـ من تحليل، أو تحريم، أو استحباب، أو إيجاب ـ فقد لحقه من هذا الذم نصيب، كما يلحق الآمر الناهي‏.أهـ
أما الذين استدلوا بفعل الرسول عليه الصلاة والسلام في حروبه مع الكفار, فنقول نعم والله أنه حق وهذا هو الحق وليس غيرة, فالرسول صلي الله علي وسلم هو ولي أمر المسلمين وله أن يقرر ما يراه فيه مصلحه رعيته ومع هذا لم يكن هذا فعله عليه الصلاة والسلام على الدوام بل كان سلاح يستخدمه أحسن الإستخدام متى دعته الحاجة بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام.
ومنهم من أستدل قصة الصحابي الجليل ثمامة بن أثال الحنفي رضي الله عنه,
جاء في مسلم, أنه بعد أن أسلم ثمامه بن أثال الحنفي رضي الله عنه قدم على قريشٍ، قالوا: صَبَوتَ يا ثمَامة قال: لا والله، ولكني أسلمت مع محمد ، ولا والله لا يأتيكم من اليمَامَة حَبة حنطَةٍ حَتى يأذَنَ فيها رسول الله .(و كان رضي الله عنه سيد قومه)
وكانت اليمامة ريفَ مكة، فانصرف إلى بلاده، ومنع الحملَ إلى مكة حتى جَهدَت قريش، فكتبوا إلى رسول الله يسألونه بأرحامهم أن يكتب إلى ثمامةَ يخلى إليهم حملَ الطعام، ففعل رسول الله .
فليس في هذه القصة ما يستدل بها على هذه المقاطعة الباطلة من عدة أوجه:
ـ أن ثمامة رضي الله عنه كان سيد قومه وهو من دعا ونفذ هذا العمل.
ـ قول من أستدل بهذه القصة أن الرسول عليه الصلاة والسلام أقر ثمامة رضي الله عنه على المقاطعة وهذا غير صحيح, فلما علم الرسول عليه الصلاة والسلام أمر باأنهاها ولنا في فعله صلى الله عليه وسلم مع اليهودي دليل على عدم أقراره, فإن الشريعة لا تفرق بين المتماثلات ولا تجمع بين المختلفات.
ـ وإذا سلمنا لهم جدلاً وليس اتفاقا بأن النبي صلي الله علي وسلم وهو ولي أمر المسلمين ذلك الوقت قد أقر ثمامة رضي الله عنه في أول أمره, فهل أقركم ولي الأمر يا دعاة المقاطعة؟؟
وهذه هي المخالفة الرابعة لهذه الدعوة الباطلة (المقاطعة) لما فيها من الافتئات على ولي الأمر من الأمراء والعلماء,
ولننظر اليوم مّن هم الذين يدعون المسلمين لهذه المقاطعة ما هم الأ أفراد نصبوا أنفسهم علماء للمسلمين وقد ضيعوا شبابها من قبل بمثل هذه الفتاوى الحماسية الخالية من الفقه في الدين العامرة بالهوى واللين.
أما علماء الحق فقالوا كلمه الحق التي توافق فعل رسولنا ïپ² وربطوا هذا الأمر بولي أمر المسلمين, ولم يأبهوا بمن تكلم وشنّع بالقول لأنهم يعرفوا قوله صلي الله علي وسلم  { من التمس رضى الله بسخط الناس رضى الله تعالى عنه وأرضى الناس عنه ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس } الترمذي وابن حبان (صحيح).
فإليك رعاك الله قول شيخ الإسلام في معامله الكفار بالبيع والشراء وهم التتار في ذاك الوقت وتعرف أخي في الله ما فعل التتار بالمسلمين, فلتقرأ قول ابن تيميه رحمه الله: وقد سئُل عن معاملة التتار: هل هي مباحة لمن يعاملونه؟
فأجاب: أما معاملة التتار، فيجوز فيها ما يجوز في أمثالهم، ويحرم فيها ما يحرم عن معاملة أمثالهم، فيجوز أن يبتاع الرجل من مواشيهم، وخيلهم، ونحو ذلك، كما يبتاع من مواشي التركمان، والأعراب، والأكراد، وخيلهم، ويجوز أن يبيعهم من الطعام والثياب ونحو ذلك، ما يبيعه لأمثالهم.أهـ
وقد أجمع أكابر علماء المسلمين أمثال ابن باز وابن عثيمين والفوزان وآل الشيخ واللجنة الدائمة على عدم جواز ما يسمى بمقاطعة المنتجات الأجنبية واعتبروا هذا الأمر من قبيل تحريم الحلال وربطوا هذا الأمر بولي أمر المسلمين في كل دوله.
وختاماً أقول والعون من الله سبحانه وحده لا شريك له,
المسلم له في خاصة نفسه أن يتعامل مع الكفار وله أن يترك التعامل معهم ولكن لا يجعل الفعل أو الترك قربه وطاعه يتقرب بها الى الله سبحانه ولكن يفعله مباحاً كما فعله رسول الهدى بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام, وأن ترك التعامل لا يدعو الناس الى ذلك الأ أن يأمر ولي الأمر بذلك فيجوز له حث الناس على هذا الفعل لأنه بطاعة ولي الامر هو يتقرب الى المولى عز وجل لا بترك التعامل معهم, والله أعلم
وصلي اللهم على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه
منقول



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الجمعة مايو 03, 2024 2:52 pm عدل 1 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مايو 03, 2024 2:24 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار Aayao110
 رقم(21776) وتاريخ 25/12/1421 هـ
السؤال:
يتردد الآن دعوات لمقاطعة المنتجات الأمريكية مثل بيترا هت وماكونالدز... إلخ فهل نستجيب لهذه الدعوات وهل معاملات البيع والشراء مع الكفار في دار الحرب جائزة؟ أم أنها جائزة مع المعاهدين والذميين والمستأمنين في بلادنا فقط؟
الجواب:
يجوز شراء البضائع المباحة أيا كان مصدرها مالم يأمر ولي الأمر بمقاطعة شيء منها لمصلحة الإسلام والمسلمين لأن الأصل في البيع والشراء الحل كما قال تعالى : والنبي صلى الله عليه وسلم اشترى من اليهود.
وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة العلمية للأفتاء
الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن ابن غديان عضو
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ رئيس اللجنة الدائمة للإفتاء




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في السبت مايو 04, 2024 7:31 am عدل 5 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مايو 03, 2024 2:25 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار Oa_o10
حكم التعامل مع الكفار بيعًا وشراء
السؤال: الذين يعيشون في بلاد الكفر في أمريكا وبريطانيا وغيرها يتعاملون مع الكفار، ما أدري ما الحكم في ذلك؟
الجواب: النبي ﷺ مات ودرعه مرهون عند يهودي، والمحرم الموالاة، أما البيع والشراء فما فيه شيء، اشترى ﷺ من وثني أغنامًا، ووزعها على أصحابه ﷺ.
وإنما المحرم موالاتهم ومحبتهم، ونصرهم على المسلمين، أما كون المسلم يشتري منهم ويبيع عليهم، أو يضع عندهم حاجة، فما في ذلك بأس، حتى النبي ﷺ أكل طعام اليهود، وطعامهم حل لنا، كما قال سبحانه: وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلُّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ.. [المائدة:5]
[مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 19/ 60].
باب الشراء والبيع مع المشركين وأهل الحرب
الشيخ: هذه الأخبار وما جاء في معناها كلها تدل على أنه لا مانع من معاملة المشركين فيما ينفع المسلمين، وفيما أباح الله عزوجل ، وقد فعل النبي ذلك عليه الصلاة والسلام، فقد اشترى من المشركين كما في حديث عبدالرحمن بن أبي بكر: اشترى الشاة من المشرك، وقد اشترى من اليهود الطعام، ومات ودرعه مرهونةٌ في طعامٍ لأهله عند بعض اليهود.
ولا بأس أيضًا بشراء الرقيق، واستخدام الرقيق، كما في قصة هاجر، فقد استقرت بيد سارة وإبراهيم، وهي من هبة المشركين، ثم تسرَّاها إبراهيم وأولدها إسماعيل.
فالمعاملة مع غير المسلمين في الشراء والبيع والهبة وغير ذلك جائزةٌ بشروطها الشرعية، سواء كان ذلك في الرِّقاب، أو في الأموال الأخرى، سواء بالنقد؛ كما في قصة الشاة التي اشتراها النبي ﷺ من المشرك، أو بالدَّين، ولا يتضمن هذا مودةً ولا محبةً في المعاملات، لا تتضمن المودة والمحبة، فالمحبة والمودة شيءٌ، والبيع والشراء شيءٌ آخر، نعم.
س: إذا كان هناك تاجرٌ مسلمٌ، وتاجرٌ رافضيٌّ، ما يدخل هذا في الولاء والبراء؟
ج: لا، البيع والشراء ما هو من باب الولاء والبراء، قد تكون السلعة عند الرافضي، أو عند اليهودي، أو عند الوثني، قد تكون عنده سلعةٌ أحسن من التي عند المسلم، أو أرخص، فيشتريها، نعم.
س: هل صلاتهم غير صلاتنا، أم أن الكافر سمح لها أن تتوضأ وتُصلي؟
ج: المقصود أن الله جلَّ وعلا أرغم أنفه وأذلَّه وحماها، ففيه دلائل على أن الله سبحانه وتعالي يحمي أولياءه من أعدائه بأي شيءٍ سبحانه وتعالي : أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولَا هُمْ يَحْزَنُونَ ۝ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ [يونس:62- 63]، فهذا من حماية الله لوليةٍ من أوليائه، وهي سارة، حماها الله من هذا الكافر فضلًا منه سبحانه، وأظهر آياته في ذلك التي يحمي بها هذه المرأة المؤمنة، فكلما همَّ بشيءٍ أصابه ما أصابه، حتى يُخشى عليه من الموت، حتى كفاها الله شرَّه.
فهذا من كرامات الله لأوليائه، وحمايته لأوليائه، ونصره لهم، وهذا شيءٌ كثيرٌ في أهل الإيمان، من كرامات الله لأهل الإيمان، وحفظه لهم، وكلاءته لهم، وقد يبتليهم إذا شاء؛ فيُقتل مَن يُقتل منهم، كما جرى للأنبياء وللصحابة في أحدٍ وغيرها، فهو سبحانه وتعالي له الحكمة البالغة في نصر أوليائه، وفي حمايتهم، وإظهار الكرامات على أيديهم، وفي ابتلائهم بالقتل وغيره، نعم.
س: الآن الشراء من الكفار يرفع من اقتصادهم، فهل نشتري منهم؟
ج: يقول النبي ﷺ: إياكم والغلوَّ في الدين، فإنما أهلك مَن كان قبلكم الغلوُّ في الدين، ومنع الشراء منهم من الغلو الذي لا وجهَ له، وهو مُخالفٌ للأدلة الشرعية.
[ من صحيح البخاري باب الشراء والبيع مع المشركين وأهل الحرب]
من موقع الشيخ



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الجمعة مايو 03, 2024 11:27 pm عدل 4 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مايو 03, 2024 2:25 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار Oa_ooa12
مشروب الكولا تنتجه شركة يهودية فما حكم شراء هذا المشروب؟ وماحكم بيعه؟ وهل هو من التعاون على الإثم والعدوان؟
أضغط هنـــــــــــــــا
أو
أضغط هنـــــــــــــــــــــا
أو

السؤال:فضيلة الشيخ يوجد مشروب يسمى مشروب الكولا تنتجه شركة يهودية فما حكم شراء هذا المشروب؟ وماحكم بيعه؟ وهل هو من التعاون على الإثم والعدوان؟
الجواب: ألم يبلغك أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى من يهودي طعاماً لأهله؟ ومات ودرعه مرهونة عند هذا اليهودي . ألم يبلغك أن الرسول عليه الصلاة والسلام قبل الهدية من اليهود؟ و ألم يبلغك أن النبي صلى الله عليه وسلم أجاب دعوة اليهودي ولو أننا قلنا: لا لانستعمل ما صنعه اليهود أو لا نأكل ما صنعه اليهود مما لايشترط فيه الذكاة , لفات علينا شيء كثير، فيه سيارات الآن مايصنعها إلا اليهود. . صحيح أن هذا الشراب قد يكون فيه بلاء يضعه اليهود، لأن اليهود غير مؤتمنين ، ولهذا وضعوا للرسول صلى الله عليه و على آله وسلم وضعوا في الشاة التي أهدوها إليه وضعوا فيها سما ومات عليه الصلاة والسلام وهو يقول ما زالت أكلت خيبر تعاودني وهذا أوان انقطاع أبهري يعني موتي، ولهذا قال الزهري رحمه الله: إن النبي صلى الله عليه وسلم مات بقتل اليهود له، لعنة الله على اليهود، ولعنة الله على النصارى، فهم لايؤتمنون لا اليهود ولا النصارى، لكن في ظني أن هذا الذي يرد إلينا لابد أن يكون قد اختبر وقد محص، وعرف هل فيه خطر أو ضررأم لا.
[من الباب المفتوح 61-70]
تعليقا على مقاطعة البضائع الامريكية : اشتري ما أحل الله لك و اترك ما حرم الله عليك
أضغط هنـــــــــــــــــــا
أو
أضغط هنــــــــــــــــــــا
السؤال:
فضيلة الشيخ مارأي فضيلتكم في نشر فكرة مقاطعة المنتجات والمواد الأستهلاكية والمنتجات الأمريكية الصنع للمساهمة في زيادة تدهور اقتصادها لما لها من نشاطات ومواقف شيطانية ضد المسلمين؟
الجواب:
أشتر ما أحل الله لك واترك ماحرم الله عليك .
[شريط لقاء الباب المفتوح رقم 64]



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الجمعة مايو 03, 2024 11:46 pm عدل 9 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مايو 03, 2024 2:25 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار Oc_aay10
حكم المقاطعة ( مقاطعة المنتجات )

السؤال ما حكم مقاطعة المنتجات الأجنبية؟ وهل للمقاطعة أصل؟
الجواب هذا يرجع إلى الدولة، وهي التي تقاطع، وإذا قوطعت هي فهل تتحقق المقاطعة؟
أما كون الشيء موجود في البلد فالإنسان يأخذ ما يشاء ويتصرف فيما يشاء، ولا يمنعه من ذلك مانع.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الأحد مايو 05, 2024 9:34 am عدل 3 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مايو 03, 2024 2:25 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار Aaia10
ما حكم مقاطعة بضائع الكفار المعادين للإسلام عداوة واضحة؟
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا
أو
أضغط هنــــــــــــــــــــا
أو

ما حكم مقاطعة بضائع الكفار المحاربين؟
أضغط هنــــــــــــــــــــا
أو
أضغط هنــــــــــــــــــــــــا
أو

العلماء ما افتوا بتحريم السلع الأمريكية و ليس بضار أمريكا عدم شرائك منها ولا تقاطع البضائع الا اذا امر ولي الأمر
أضغط هنـــــــــــــــــــــا
أو
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا
السؤال:
فضيلة الشيخ وفقكم الله ، يكتب في الصحف هذه الأيام الدعوة لمقاطعة البضائع الأمريكية وعدم شراءها وعدم بيعها ومن ذلك ماكتب في هذا اليوم في إحدى الصحف من أن علماء المسلمين يدعون إلى المقاطعة وأن هذا العمل فرض عين على كل مسلم وأن الشراء لواحدة من هذه البضائع حرام ، حرام وأن فاعلها فاعلٌ لكبيرة ومعين لهؤلاء ولليهود على قتال المسلمين فأرجو من فضيلتكم توضيح هذه المسألة للحاجة إليها وهل يثاب الشخص على هذا الفعل؟
الجواب:
أولاً: أطلب صورة أو قصاصة من هذه الجريدة ومن هذا الكلام الذي ذكره السائل .
ثانياً: هذا غير صحيح. العلماء ما أفتو بتحريم الشراء من السلع الأمريكية ، والسلع الأمريكية مازالت تورد وتباع في أسواق المسلمين ، ولاهو ضار أمريكا إذا منك ما أشتريت منها من سلعها ماهو ضارها هذا ، ماتقاطع السلع إلا إذا أصدر ولي الأمر إذا أصدر ولي الأمر منعاً ومقاطعة لدولة من الدول فيجب المقاطعة أما مجرد الأفراد أنهم يبون يسوون هذا ويفتون فهذا تحريم ما أحل الله لايجوز.
[من الفتاوى الشرعية في القضايا العصرية« لمحمد بن فهد الحصين من صفحة 223-219].
لا تقاطع بضائع الكفار إلا بأمر ولي الأمر
أضغط هنـــــــــــــــــــــا
أو

ما حكم مقاطعة الكفار المقاتلين بغية إضعافهم؟
أضغط هنــــــــــــــــــــــــا
أو

الرد على من استدل بجواز المقاطعة الإقتصادية بقصة الصحابي ثمامة
أضغط هنــــــــــــــــــــا
أو
أضغط هنـــــــــــــــــــا
كيف نتعامل مع دولة الدانمرك ؟! وهل نقاطع منتجاتها ؟
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا
أو

المقاطعة من جملة مسؤولية ولي الأمر فإذا لم يصدر شيئا فالأصل حل البضائع
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا
ما حكم المقاطعة لمنتجات الكفار ؟! وهل صدر من دار الإفتاء شيء في ذلك ؟

المقاطعة هل هي من منهج السلف ، وما مفهوم النصرة للنبي ﷺ ؟





عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في السبت مايو 04, 2024 12:01 pm عدل 13 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مايو 03, 2024 2:25 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار Aayao10
المقاطعة للمنتجات الأمريكية والإسرائيلية
سؤال بخصوص فتـوى الشيخ عبد الله ابن جبرين بشأن المقاطعة للمنتجات الأمريكية والإسرائيلية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة و السلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه .
وبعد: فقد ورد إلَيَّ سؤالٌ من إحدى مدارس البنات بِمحافظة صامطة تسأل كاتبته عن فتـوى الشيخ عبد الله ابن جبرين بشأن المقاطعة للمنتجات الأمريكية والإسرائيلية هذا نصها:
( فضيلة الشيخ أحمد بن يحيى النَّجمي -يحفظه الله- سلام الله عليك ورحمته وبركاته؛ وبعد: نود من فضيلتكم النظر في هذه الفتوى -يعنِي فتوى الشيخ عبد الله بن جبرين في وجوب مقاطعة المنتجات الأمريكية- والَّتِي تعجبت من أمرها يا شيخنا الكريم فوالله أغلب الموجودات هي من منتجات أمريكا فكيف نعمل، ونحن يعلم الله ليس في نيتنا مساعدتُهم أو أن نكون عونًا على إخواننا المسلمين، فتطبيق هذه الفتوى أمرٌ صعب بالنسبة لنا؛ أليس إسلامنا يبيح لنا التعامل معهم فيما ينفعنا ونترك منهم ما يضرنا، ويكون محرمًا في كتابنا شيخنا فصِّل فِي أمر هذه الفتوى، فوالله لقد انتشرت انتشارًا عظيمًا بين الناس وكلهم يسأل نفس السؤال انتهى ؟ )
الإجابة : وأقول وبالله التوفيق:
إنَّ الواجب على كل مسلمٍ أن يتَّبع ما جاء في الشريعة الإسلامية من تحليل وتحريم وأخذٍ ومنع؛ متجنبًا للانفعالات الهوجاء؛ الَّتِي تأتي على غير بصيرة ولقد صحَّ لنا عن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم أنَّه مات، ودرعه مرهونةٌ عند يهودي في شعير أخذه نفقةً أو قال قوتًا لأهله، والحديث بذلك في الصحيحين .
وصحَّ عنه أنَّه صلى الله عليه وسلم عامل أهل خيبر على شطر ما يخرج منها من زرعٍ وثمر وقد ورد أنَّ الصحابة -رضوان الله عليهم- أنَّهم كانوا يجاهدون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيغنمون الثياب وغيرها فيلبسونَها من غير غسلٍ، وآجر عليُّ بن أبي طالب نفسه من يهودي، فنَزع له خمس دلاءٍ أو ستًّا كلَّ دلوٍ بتمرةواستأجر النَّبِي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أريقط الدِّيلي دليلاً في الطريق؛ علمًا بأنَّه كان على شِرْكِه واتفق علي بن أبي طالب مع صائغٍ يهودي من بني قينقاع أن يأتي بإذخر يبيعه منه ليستعين به في وليمة فاطمة والحديث في صحيح البخاري .
وفي الصحيحين أيضًا كان يأتينا أنباطٌ من الشام فنسلفهم في البر والشعير، فقال النَّبِي صلى الله عليه وسلم : (( من أسلف فليسلف في كيلٍ معلوم أو وزنٍ معلوم إلى أجلٍ معلوم )) .
والمهم أولاً : أنَّ الأدلة على جواز معاملة الكفار كثيرة جدًّا ؛ سواءً كانوا يهودًا أو نصارى أو مشركين ، ولَم يأت دليلٌ واحد ينهى عن معاملتهم إلاَّ إذا كانوا محاربين .
ثانيًا : إنَّ المقاطعة وعدم المقاطعة حقٌّ من حقوق الدولة، ومسئولية من مسؤلياتِها لا يجوز أن يفتات به عليها أحد.
ثالثًا : من الواجب على الدولة إذا همَّت بِهذا الأمر أن تدرس ذلك دراسة وافية للنظر في المصالح والمفاسد المترتبة على المقاطعة وعدمها، وتعمل بما ترجح عندها أنَّ فيه المصلحة ؛ لتضمن بذلك مصلحة مواطنيها.
رابعًا : وقد أفتى بوجوب مقاطعة منتجات أمريكا عبد الله بن جبرين، وهذا افتياتٌ على الدولة وكان الواجب عليه ألاَّ يفعل .
خامسًا : إن قيل تجب مقاطعة منتجات اليهود -دولة إسرائيل- فهذا مقبول؛ لأنَّها هي الدولة المحاربة، وقد أعلنت الدولة السعودية، وسائر الدول العربية من زمن طويل فيما أعلم مقاطعتها لدولة إسرائيل، والظاهر أنَّهم ما زالوا على ذلك . والمهم أنَّ فتوى ابن جبرين خالفت الشرع الإسلامي من جهتين :
الجهة الأولى : أنَّها حرَّمت التعامل مع دولة كافرة غير محاربة، وهذا خروجٌ عن التعاليم الشرعية وتحريم لما أباحه الله لعباده، وفي ضمن ذلك تضييقٌ على المسلمين بتحريم ما أحلَّ الله .
الجهة الثانية : أنَّه افتياتٌ على الدولة، وابتزازٌ لحقها، وإنِّي لأعلن استنكاري لهذه الفتوى وأرى عدم الأخذ بِها . هذا وأسأل الله أن يهدي ضالنا، ويرشد زائغنا، ويعلم جاهلنا، ويهدينا سبل السلام، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه .
أملى هذه الفتوى
أحمد بن يحيى النَّجمي
19 / 10 / 1421 هـ
ملحوظة : هذه الفتوى قديمة ، والمناسبة الآن لنشرها أنًَّ بعض الناس أعلنوا مقاطعة منتجات دولة الدانمرك ، وذلك لأنَّه قد حصل من بعض أفراد هذه الدولة استهزاءٌ بالرسول صلى الله عليه وسلم ، ونحن نقول أنَّ الواجب أن يغضب المسلمون لهذا العمل وأمثاله ، ولكن المقاطعة حقٌّ للدولة ، وليس للأفراد ، والله تعالى يقول : (( ولاتسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدْواً بغير علم )) وبالله التوفيق .
كتبه
أحمد بن يحيى النّجمي
25 / 12 / 1426 هـ



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الجمعة مايو 03, 2024 8:49 pm عدل 2 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مايو 03, 2024 2:26 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار Ayoao13
حكم مقاطعة الشركات الداعمة لإسرائيل





عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الجمعة مايو 03, 2024 8:46 pm عدل 1 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مايو 03, 2024 2:27 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار Ayoao14
ما حكم مقاطعة المنتجات؟ ومن الذي يأمر به؟

والله إنهم ما فهموا كلام الشيخ ابن عثيمين عن المقاطعة ، و مقاطعة المنتجات






عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الأحد مايو 05, 2024 9:48 am عدل 3 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مايو 03, 2024 2:40 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار Aacyao10
حكم مقاطعة منتجات الكفار
أضغط هنــــــــــــــــــا
أو





عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في السبت مايو 04, 2024 7:34 am عدل 3 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مايو 03, 2024 3:04 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار Yac13
هل المشروبات الأمريكية والأوروبية تدخل في الولاء والبراء ؟
الشيخ أحمد ابن عمر بازمول
من هنـــــــــــــــــــــــــا
أو
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــا
التفريغ :
طيب هذا السؤال من الأسئلة التي يعني ، سؤال : هل يجوز شرب المشروبات الغازية الأمريكية ؟ وهل هذا من جهاد المال ؟
الجواب على هذا السؤال يحتاج عدة أمور :
الأمر الأول : الأصل عند أهل السنة والجماعة ،عند السلف الصالح أنّ المسائل العامة التي تتعلق بالمجتمع المسلم وبعامة الناس مرجعها إلى الحاكم الشرعي ، لا يجوز لأحاد الناس ولو كان من العلماء أن يأتي إلى الناس ويقول لهم اشربوا كذا أو لا تشربوا كذا من المباحات ، ما يجوز .
فلو جاءنا عالم ، لو ابن باز رحمة الله عليه وهو لا يفعل هذا ، لكن لو كان ابن باز في علمه وفي قدره ، جاءنا قال : لا تشربوا البيبسي ولا كذا هذه منتوجات أمريكية . نقول : يا شيخ جزاك الله خير ، على العين والرأس ، لكن إذا ولي أمرنا قال : كذا ، فنحن مرجعنا هو ولي الأمر القائم ، إلا إذا كان في البيبسي أمر محرّم فهذا تحريم آخر لكن شيء مباح ، تريد أن تقول لا تستعملوه ، هذا ليس لك يا ابن باز .
ابن باز مايفعل هذا رحمة الله عليه ، لأنه مؤدب ومؤصّل على تأصيل أهل السنة والجماعة واضح . إذن هذا الأصل الأول .
الأمر الثاني : من جاءنا وفعل هذا فقد وقع في أمر محرّم لأنه يعتبر استياء وتقدم على ولاة الأمر وسبب لزعزعة أمن المجتمع ، هذا يشرب وهذا لا يشرب ، يا أخي قاطع المنتوجات الأمريكية ، يا أخي كذا ، يا أخي كذا ، يا أخي لا تشرب وينكر عليه كأنه أمر محرّم ، لا ، ما الذي سبّب ؟ سبّب زعزعة في المجتمع ، ولي الأمر لو نهى عن شربه لانتشر في المجتمع ، ولي الأمر لا يحرّم حلالا ، لا ، وإنما لمصلحة المجتمع ولمصلحة المسلمين قد يمنع الناس من شيء معين مباح ولا يكون محرم , ينتقل إلى كل محرم ، لا ، ولكن لمصلحة . واضح .
الأمر الثالث : هل عدم استعمال البيبسي وكذا السيارات الأمريكية هل هذا يؤثر في الإقتصاد الأمريكي أوغيره ؟ الجواب : لا ، لا يؤثر ، لأنه ليس فقط المسلمون هم الذين يستعملون هذا ، في كل مكان في العالم ، بل هم الأمريكان في أنفسهم قد يكون عندهم اكتفاء ذاتي ، هم يصدّرون من باب زائد فليس هناك أثر طيب في المقاطعة .
الأمر الرابع : منهج المقاطعة ، طيب هذا منهج دسيس ، منهج دخيل من منهج الإخوان المسلمين ، يستفيد فيه الإخوان المسلمون ، طيب من منهج المقاطعة ، عدة أمور :
الأمر الأول : الطعن في ولاة الأمور شوفوا نحن نبغي مصلحة الإسلام والمسلمين ، وولي الأمر هذا ماهو فاهم ولا يبغي مصلحة الإسلام والمسلمين ، خلاص ، بعض الناس يقول : يا أخي الدولة ليش بدّخل البيبسي ، يا أخي الدولة ليش ...السيارات الأمريكية ؟ نقول : هذا الأمر مباح والدولة فعلت أمر مباح ليش تنكر ؟ واضح ، إذن مقصودهم من هذا ،الطعن في ولاة الأمور .
ثم بيان أن العلماء لا يفقهون الواقع ، هم الذين لم يتعلموا العلم والذين هم يعني فيهم شك أنهم يكونوا يخدموا العمالة الأمريكية وغيرهم، هم الذين يفقهون الواقع ،أما العلماء لا يفقهون الواقع .
الأمر الثالث الذي يستفيده الإخوان المسلمون من هذا ، طيب ، تربية المجتمع على أن يفعلوا أمر دون الرجوع إلى ولي الأمر فما يكون في قلوبهم تعظيم لولي الأمر، واضح ، يستخدمون أمر ولي الأمر وينشرون لا تستخدمون بيبسي ، لا تستخدمون كذا ، فتربيتهم على مخالفة ولي الأمر ، أو حتى لو ما صدر الحكم من ولي الأمر.
وهذا الأمر الرابع : تربية الناس والمجتمع على أنهم هم مصدر للأوامر ومنفعة المسلمين ، وبالتالي يتدرجون في هذا لأن الناس دائما ترجع لأقوالهم ،ولأنهم دائما محطة لقيادة الأمة ،واضح ، وهذا الذي يرغبون فيه وإلا فهم أنفسهم يركبون السيارات الأمريكية ويستخدمون الأشياء الأمريكية ،وهم أنفسهم ومن يؤيدونهم من أسامة بن لادن وسعد الفقيه وغيرهم فين يعيشون ؟ وأين يسكنون ؟ ومن يؤيدون ؟ أسامة بن لادن في قتال أفغنستان وفي غيرهم إلى الآن ، يعني كما يقول بعض أهل العلم حاله وقرائنه تدل على أنه عميل للمخابرات الأمريكية أبدا ، ما يمكن أن يأتي و يقعد بهذا الشكل وهوإنسان عادي ، رئيس دولة ، صدام حسين طالعوه من تحت القبر، هذا فرد عادي ما يطلعوه !! حاله مشكوك فيه ، صح ولا ، لا ؟ فالذين تشجعونهم وتمدحونهم وتؤيدونهم وأنتم في أنفسكم تستخدمون هذه العلب وهذه المنتوجات الأمريكية فلما الزعزعة ؟ ولما الكلام الفاضي ؟ ثم نِجي ننظر لحال النبي صلى الله عليه وسلم وحال الصحابة كان بينهم قتال مع الكفار وكان بينهم شدة مع الكفار هل استخدموا المقاطعة بهذه الصورة وبهذا الشكل ؟ وهل أحد من الصحابة نادى بالمقاطعة أبدا ، إن كنتم تريدون فعلا نصرة هذا الدين (( إن تنصروا الله ينصركم )) ، نصرة هذا الدين لا تكون إلا بنشر السنّة ، وبنشر الإسلام والرجوع إلى الإسلام [ إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاّ لا يرفعه عنكم حتى تعودوا أو حتى ترجعوا إلى دينكم ] مو ترجعوا إلى المظاهرات وإلى المقاطعات وإلى الإعتصامات وإلى التفجيرات وإلى الدسائس هذه التي تخرّب على الإسلام والمسلمين ، أبدا هذه ما هي من فعل أهل السنّة نهائيا . الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعرف منافقين بأعيانهم وما كان يقتلهم وقال حينما لم يقتل بعضهم : [ حتى لا يتحدث الناس بأن محمدا يقتل أصحابه ] وهؤلاء المخرّبون المفسدون الخوارج الإرهابيون ، هذا حالهم ، هذا حالهم وأفسدوا على الإسلام والمسلمين ، فيجب علينا إذا كنا متبعين للسنّة أن لا نلتفت إلى هؤلاء الشرذمة المفسدين في الأرض .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
قام بالتفريغ الأخ كمال زيادي




أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مايو 03, 2024 3:50 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار Yoo10
خطبة حول أحداث الدانمارك و المقاطعة
أضغط هنــــــــــــــــــــــا
أو
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــا
حكم المقاطعة وأصلها وموقف السنة

بسم الله الرحمن الرحيم
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد
فهذه العبارة ( الا رسول الله ) مصدرها دعاة المقاطعة من حزبين وجهلة وخلاصة القول في هذه المسألة ان اصل المقاطعة ماخوذ عن الرافضة قال شيخ الاسلام ابن تيمية( منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية (ج 1 / ص 38)
وأما سائر حماقاتهم فكثيرة جدا مثل كون بعضهم لا يشرب من نهر حفره يزيد مع أن النبي صلى الله عليه وسلم والذين معه كانوا يشربون من آبار وأنهار حفرها الكفار وبعضهم لا يأكل من التوت الشامي ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه كانوا يأكلون مما يجلب من بلاد الكفار من الجبن ويلبسون ما تنسجه الكفار بل غالب ثيابهم كانت من نسج الكفار)
21/ربيع الأخر/1429هــ
وقال - رحمه الله – :- أقول ما أشار إليه أخونا الشيخ محمد – المدخلي – فأبسطه فيما يأتي :-
أولاً : - نحن معاشر أهل السنة لا تغلبُ عوطفن غلبة تنسينا السنة ولهذا فإنّا في أحك الأوقات وأشد النوازل نتعامل مع الموافق والمخالف بالسنة لأنه متقرر عندنا من كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم وإجماع أئمتنا وأهل العلم الإيمان فينا أن العمل لا بد له من اجتماع شرطين حتى يكون صالحاً مقبولاً عند الله عز وجل وذلكم الشرطان هما :-
1- تجريد الإخلاص لله وحده .
2- تجريد المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم ، هذا أولا.ً
وثانياً :- هذا المقاطعة من أين نشأت سيستغرب كثيرٌ منكم هذه المقاطعة أصلها رافضية ذكر هذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه النافع الماتع النفيس المبارك " منهاج السنة" و بالتحديد في الصفحة (38) من الجزء الأول منه فذكر رحمه الله :-
أن من حماقة الرافضة أنهم لا يشربون من آبار و انهار حفرها يهود و تعرفون هذا من شدة حمقهم على بني أمية وكان النبي صلى الله عليه وسلم يشرب من آبار حفرها الكفار.
ومن حمقاتهم أنهم لا يأكلون التوت المجلوب من الشام وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل ما يجلب إليه من أطعمة الكفار ، وكان المسلمون يلبسون من ما يجلب إليهم من ألبسة الكفار بل كان غالب لبسهم رضي الله عنهم من نسج الكفار ونحن نعلم أن الكفار سبوا الله وسبوا رسوله صلى الله عليه سلم وسبوا الدين هذه اليهود تقول العزير بن الله أليس هذا سباً لله والنصارى تقول المسيح بن الله (وقالوا إن الله هو المسيح بن مريم ) و (قالوا إن الله ثالث ثلاثة ) واجتمعت اليهود والنصارى على قول ( نحن أبناء الله وأحباءه ) وكان من قريش ما كان ما أشار إليه أخونا الشيخ محمد – أي المدخلي – بما يغني عن بسط العبارة فيه ومع هذا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقاطع هؤلاء ولا هؤلاء هذا أمر.
والأمر الثالث :- من حق من المقاطعة ، المقاطعة من حق ولي الأمر فإذا دعا ولي الأمر أجابه أهل الإسلام ، أما أن كل فردٍ سواء كان ينتسب إلى العلم والعاطفة يدعوا إلى المقاطعة فهذا في الحقيقة افتيات على ولي الأمر، فلا بد من الأمر الصريح من إمام المسلمين .
ومن هنا أقول المخالفون الداعون إلى المقاطعة صنفان من الناس :-
1- صنف نحسبهم علماء فضلاء مشهود لهم بالفقه وخالص النصح للأمة نحسبهم كذلك والله حسبيهم والظن بهم أنهم لو وقفوا على ما وقف عليه غيرهم ما خالفوا العلماء ما خالفوا الفتوى وهي من هيئةٍ شرعيةٍ منصبة لمثل هذه الأمور .
2- و صنف آخر : يغتنموا كل حدثٍ وكل نازلة تنـزل بأهل الإسلام فينبروا لما ينبرون ليرووا غليلهم ويشفوا عليلهم بما تنطوي عليه صدورهم من الثورة الفكرية .
نعم و لهذا يتهمون من لم يقاطع بأنه يوالي اليهود ويوالي النصارى ولا يحب محمداً صلى الله عليه وسلم إلى غير ذلك من العبارات ، و أدركتم حوادث تشهد بأن هؤلاء يغتنموا كل فرصة تسمح لأفراغ ما في صدورهم وإعلانه ثورةً على السنة وأهله وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
[من  الجلسة التي عقدت في المدينة ليلة الخميس الموافق16/محرم/1427هـ]
حكم مقاطعةِ منتجات الكفار

السؤال:
وهذا يسأل عن حكم مقاطعةِ منتجات أهل الكفر؟
الجواب:
هذا ليس في السمت الأول عند أهل الإسلام، لم يقاطع النبي – صلى الله عليه وسلم – الكفار اليهود والنصارى وغيرهم، ولم يقاطع كذلك الخلفاء الأربعة ولا من بعدهم من خلفاء الإسلام، فأول ما حدثت المقاطعة من الرافضة فكانوا لا يشربون من آبار حفرها يزيد بن معاوية – رضي الله عن معاوية – ولا يأكلون من الجبن والفواكه التى ترد من الشام، فانتهج هذا كثيرٌ من المتحزبة الذين لا يفقهون التعامل حق فقهه.
مجموع فتاوى في مقاطعة منتجات الكفار و حملة الا رسول الله ؟




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في السبت مايو 04, 2024 12:44 pm عدل 6 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مايو 03, 2024 4:03 pm


المقاطعة التجارية ليست من الشرع ولا من العقل
الغلو في الدين : تجاوز لحدود الشريعة وتقرُّبٌ إلى الله بما لم يأذن به الله بحسن نيَّةٍ وقصدٍ في غالب الحال، وحسن النِّيَّة والقصد لا يغني عن حسن العمل بالاتباع لا بالابتداع، قال الله تعالى: { يَا أَهْلَ الكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الحَقَّ } [النساء:171]، والتقرب إلى الله بغير شرعه غلوٌّ في الدين، والدعوة إلى ذلك قول على الله بغير علمٍ، ومعظم الشرك فما دونه من البدع نتج عن حسن النية مع الجهل، قال الله تعالى عن شرِّ خلقه: { إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ } [الأعراف: 30]، وقال تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللهِ } [يونس: 18]، وفي الآية الأخرى: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى } [الزُّمر: 3].
وقد فرح أكثر المسلمين باتِّفاق كلمة المنتمين إلى الإسلام على مقاطعة البضائع الدنمركيَّة على اختلاف فِرَقهم وطوائفهم وجماعاتهم وأحزابهم وظنُّوا ذلك من علامات الهدى ( وبعض الظنِّ إثم )، ورأى أكثرهم ـ ومن بينهم بعض طلاب العلم الشرعيِّ ـ وجوب المقاطعة إذا كانت مؤثرةً، كأنَّ النتائج تُحلُّ الحرام أو تحرم الحلال.
واختلف رأيي عن رأي الأغلبيَّة فرددت الأمر إلى الله (كتابه) وإلى رسوله (سنته) فوجدت ما يلي:
1- قال الله تعالى: { وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ } [الأنعام: 116]، { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ } [يوسف: 106]، وكثيرٌ من آيات الكتاب المحكمة تبيِّن أنَّ الصالحين: { وَقَلِيلٌ مَا هُمْ } [ص: 24] ، وأنَّ: { أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } [الأعراف: 187].
2- وبيَّن النبيُّ صلى الله عليه وسلم أنَّ أمَّته: (ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النَّار إلا واحدة»، و«لا تزال طائفةٌ منها على الحقِّ)، وكما أنَّ هذه الأمَّة (فقهاؤها في القرون المفضَّلة بخاصَّة) لا تجتمع على ضلالة، فهي كلُّها لا تجتمع على هدًى؛ بل إنَّ فرقةً وطائفةً واحدةً تكون: (على مثل ما عليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأصحابُه) لا يضرُّهم من خالفهم ولا من خذلهم من الأفراد والفرق والطوائف والأحزاب، بل إنَّ أكثر هؤلاء المخالفين لمنهاج النبوَّة والصحبة والاتِّباع: (سيتبعون سنن من كان قبلهم من اليهود والنصارى والمشركين شبرًا بشبرٍ وذرعًا بذراعٍ)؛ كما دلت الأحاديث المعتدُّ بها في (الصحيحين) وغيرهما.
3- خير عصور المسلمين عصر النبي صلى الله عليه وسلم، ثم عصر خلفائه، ثم عصر الحسن ومعاوية رضي الله عنهم، ثم عصر التابعين حتى آخر الخلفاء الاثني عشر من قريشٍ رحمهم الله جميعًا، ولم تخل ولاية من هذه الولايات من منافقٍ أو خائنٍ أو عاصٍ أو خارج على السنة أو الجماعة (بل عليهما معًا) أو جاهلٌ، وإنما يُعتدُّ بأولي العلم أهل الحَلِّ والعقد، وأكثر النَّاس في كلِّ عصرٍ ليسوا من أولئك كما تقدَّم.
4- النتائجُ لا تصلح دليلًا على الخير أو الشرِّ، فقد يؤيد الله الإسلامَ بالرجل الفاجر، ويأتي الرسول من أولي العزم من الرسل يوم القيامة وليس معه إلا قليل من المؤمنين بعد الدعوة الصالحة إلى الله تعالى مئات السنين، ويأتي النبيُّ وليس معه أحدٌ، كما دلَّت الآيةُ والحديثُ.
5- لا أعلمُ سلفًا للمقاطعين إلا مشركي قريش حين حُصِرَ النبي صلى الله عليه وسلم ومن شايعه من المؤمنين والكافرين في الشِّعب بمكة المباركة قبل الهجرة، ومقاطعة الهند (بقيادة غاندي الهندوسي) بضائع وخدمات إنكلترا، ومقاطعة الأمم المتحدة دولة جنوب أفريقيا العنصرية، ومقاطعة أمريكا ليبيا والعراق ونحوها، ولا أعلم بينها من حقَّق غايته غير أتباع غاندي من الهندوس لما تميَّزت به الصوفيَّة الوثنيَّة في الهند من صبرٍ على شظف العيش واعتياد على قلة الأثاث والمتاع: {كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ} [الإسراء: 20].
6- قد يتشبَّثُ المقاطعون برواية من روايات السِّير والتواريخ عن قصَّة ثمامة بن أثال، كعادتهم: العمل على غير هدى من الله ثم البحث عن دليل ولو كالقشَّة لمحاولة النَّجاة من الغرق وستر عورة الجهل.
ولو ثبت مقاطعة ثمامة رضي الله عنه مشركي قريش بمنعه قومه من بيعهم الحنطة فإنَّما هي مثل مقاطعة المملكة المباركة في عهد الملك سعود رحمه الله عليه أوربا عام: 1376 بمنعه بيعهم البترول، ثم في عهد الملك فيصل مقاطعة أمريكا عام 1393 إعانةً للعرب في مصر وفلسطين؛ فإنه سيِّد قومه وليس فردًا من الغوغاء.
ولم ترتبط قضية ثمامة رضي الله عنه بأمر ولا فعل ولا تقرير من النبي صلى الله عليه وسلم ـ فيما علمتُ ـ إلا بالشفاعة لقريش لإنهاء مقاطعتهم إذا صحَّ هذا الجزءُ من الرواية.
7- ولو كان للنتيجة أو التأثير علاقةٌ بحكم المقاطعة شرعًا (وقطعًا لا علاقة) فإنَّ النتيجة كانت شرًّا على الإسلام والمسلمين:
الرسوم الكارِكَتيرية التي اقترفها صحفيٌّ علمانيٌّ في جريدة دنمركية لا يقرؤها إلا قليل من الناس في منطقة واحدة من العالم تتكلم لُغَةً لا يعرفها إلا أهلها، وبَقِيَتْ قريبًا من أربعة أشهر لا يُعرف عنها شيءٌ خارج أرضها؛ حرَّك الهوى والشيطان عربيًّا هاجر من أرض البركة والقداسة إلى أرض العلمانية والنصرانية من أجل المال ـ كما يقول عن نفسه ـ، وعرفتُ عنه من بعضِ دعاة السُّنة الصَّحيحة أنَّه من أكثر أقرانه حِقْدًا على دعاة السنة، فأخذ هذه الرسومَ وأضاف إليها رسومًا لم تُنشر وإنما ادَّعى أنَّها أرسلت إليه بالبريد، ونشرها في كلِّ بقعة في العالم، فهو ـ حقيقةً ـ تولَّى كِبْرَ نشرها أكثر من الصَّحفيِّ العلماني فكان كمن يشيع الفاحشة في الذين آمنوا (بل وفي الذين كفروا)، وما دفاعه ونصرته وذبُّه المزعوم عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا كمثل ما تقول الأسطورة عن الدبِّ الأحمق الذي رضخ رأس المحسن إليه بدعوى حمايته من ذبابٍ وقعتْ عليه، بل يضرب أهلُ مهجره بمِثْل حماقته مَثَلَ السَّوء فيقولون: (بمثل هذا الصديق لا نحتاج إلى عدوٍّ)؛ لأنه صديقٌ بقوله، عدوٌّ بفعله وقوله وفكره، هدانا الله وإياهم جميعًا وتجاوز عنَّا وعنهم، وعاملهم بنيَّاتهم فهي خيرٌ من عملهم.
تسبَّبت المقاطعة التجارية وسحب السفراء (وأسوأ منهما تحريق الأعلام والسفارات وقتل الأبرياء) بإثارة الحقد على الإسلام والمسلمين ونقل الاستهزاء بالرسول صلى الله عليه وسلم أو اتِّهامه بالإرهاب من جريدة مغمورة في منطقة نائية ولُغةٍ مجهولة إلى جميع الجرائد والفضائيات ومراكز التهريج والمهرِّجين في كل بقعة في العالم وبكل لُغَة إلا ما شاء الله، وتسابق أتباع كلِّ ناعقٍ (من الأصدقاء الأعداء المنتمين للإسلام والمدعين نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم ومحبته) على نشرها في الجوَّالات والمساجد والمراكز الإسلامية.
وأَضرَّت المقاطعة بتجارة المسلمين قبل غيرهم فامتنع أكثر الجهلة عن شراء بضاعة المسلم التي استوردها من الدَّنمرك قبل أن ينفخ شيطان الهوى والجهل في نار الفتنة، رغم كثرة الأحاديث الصحيحة عن شراء واستعارة واستدانة النبيِّ صلى الله عليه وسلم بضاعة المشرك واليهودي والنصراني وقبوله الهدية إذا جاءته من أحدهم فضلًا عن مطلق التعاون معهم جميعًا على البرِّ والعدل والإحسان؛ كما سبق في القسم الأول من هذا المقال.

وأَضرَّت المقاطعةُ بفَهم المسلم للإسلام (الولاء والبراء والمحبة والنُّصرة والتَّضحية) فخالف الحركيُّون سنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم في معاملة غير المسلمين وفي توجيه المسلم إلى الدَّفع بالتي هي أحسن، بل خالفوا كتاب الله في ذلك كلِّه ودعوا النَّاس إلى التي هي أسوأ.
وخير ما رأيت من هذه الزوبعة ما نُقل عن أحد التُّجار استعداده لتمويل محاكمة المجرم الدَّنمركيِّ؛ إن جاز اللجوء إلى محكمة الطَّاغوت.
وأعجبني خطيبُ جُمُعةٍ أخطأ بإثارته القضيَّة الظنيَّة في خطبة الجمعة وهي العبادة التي لا يصلح لها إلا اليقين، ولكنَّه أصاب جزاه الله خيرًا بتحذيره من نشر الصور المحرَّمة في الجوالات والأماكن العامة، وتحذيره من اتِّهام من لا يرى المقاطعة أو لا يأخذ بها بعدم محبة الرسول ونصرته.
وأذكر ـ قبل بضع عشرة سنة ـ أن دولة مسلمة سحبت سفيرها لتمنع الدولةُ الأخرى محطةً تلفزيونية من نشر فِلْم سينمائيٍّ ساقط من الدرجة السفلى فكانت النتيجة: رفْعه للدرجة الأولى، وجذب من لم يكن ليشاهده إلى مشاهدته، ونشره في حينه لأن دول الديمقراطية لا تملك منع وسائل الإعلام الخاصة (وكلها إلا النَّادر خاصَّة) من نشر ما ترغبه وبخاصة إذا وُجِد التَّحدي وهُدِّدت حرَّية التعبير المشؤومة التي تفتح أفواه الإعلاميِّين وتُكسِبُهم قُوْتَهُم، والله الهادي إلى سواء السبيل.
وكتبه:
سعد الحصين
الرياض: 21/2/1427
من موقع الشيخ



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في السبت مايو 04, 2024 10:50 am عدل 3 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مايو 03, 2024 4:31 pm

الشيخ علي السالم
ما حكم الذي لا يقاطع ؟ انتبه الجواب قد لا يعجك!!



أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مايو 03, 2024 8:41 pm


مقاطعة المنتجات والنكرات والخوارج القعدة والخلايا النائمة
للشيخ عبدالله القصير






عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الجمعة مايو 03, 2024 9:08 pm عدل 1 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مايو 03, 2024 8:56 pm


هذه هي المقاطعة الصحيحة للكفار



أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مايو 03, 2024 9:19 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار Images12
حكم المقاطعة




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في السبت مايو 04, 2024 9:53 am عدل 1 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مايو 03, 2024 11:15 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار Maxres11
ما رأيكم فيمن يدعو إلى مقاطعة المنتجات الأمريكية والدنماركية ؟
أجاب الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله
درس شرح كتاب التوحيد
السبت 21/شوال/1430هـ الموافق 10/10/2009
من هنـــــــــــــــــــا
التفريغ
المُقاطعة فيها تفصيلٌ، لم يكن هديُ الصَّحابةِ إعلانُ المُقاطعاتِ في المنابر ونحو ذلك ويقول "قاطعوا، قاطعوا" لأنَّه لو كان خير لفعلوه، لكن جاء عن الصَّحابيِّ -رضي الله تعالى عنه- تذكرون اسمه؟، ثُمَّان بن آثال كما في صحيح البُخاري قال (( وَاللهِ مَا يَصِلُ مِنِّي إِلَيْكُمْ حَبَّه مِنْ حَنْظَلٍ أَوْ مِنْ شَعِيرٍ حَتَّى يَأْذَنَ النَّبِيُّ ))؛ فمن هنا فصَّل بعض الفقهاء فقال "إن بادر إنسانٌ بالمُقاطعة بنفسه"، هذا وهذا بادروا بأنفسهم "فلا مانع، إلَّا أن يمنعَ وليُّ الأمرِ" ويقول هناك مفسدةٌ أكبر ستترتَّبُ على هذه المُقاطعة، لا تفعلوا؛ فيُطاعُ وليُّ الأمرِ، نعم، لأنَّه قال (( إِلَّا أَنْ يَأْذَنَ النَّبِيُّ )) وعلَّق الإذن بالنَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم.
أمَّا أن يَهْجِمَ النَّاسُ بشعاراتٍ في الشَّوارع ويقول "قاطعوا، قاطعوا" فهذا لو كان خير لسبقونا إليه الصَّحابةُ -رِضوانُ الله تعالى عليهم-، فمن شاء أن يُقاطع فليُقاطع على وجه الإنفراد، هذا يُقاطع، هذا يُقاطع، إن شاء، لأنَّ حنظلة واحدٌ ما دعا غيره، ما قال النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم "أُدعو إليها"، ونحن أُمَّةٌ مُتَّبعةٌ للصَّحابة، نعرفُ أنَّهم فعلوا خير الأمور، كما قال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم { مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي }؛ نسأل الله أن يُوفِّقنا وإيَّاكم للعمل بالصَّالحات وترك المُنكرات، والله أعلم وصلَّى الله على نبِّينا محمَّد.
حكم مقاطعة المنتجات الدنمركية والأمريكية والدعوة لذلك والألزام بها
بسم الله الرحمن الرحيم
ذهب الآمرون بالمقاطعة علنا والألزام بها حتى قال بعضهم أنها أوجب من الصلاة إلى أدلة إنما هي شبه مثل بيت العنكبوت وأن أوهن البيوت لبيت العنكبوت قد ذكرت في منبر الأسئلة كقوله تعالى وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر  ....فليرجع أهليها وأقول هنا
لايجوز الإستدلال بما ذكر على وجوب المقاطعة
أولا لأن أصحاب تلك الشركات مدنيون ليس بحربيين فلايجوز قتلهم ولادليل على وجوب مقاطعتهم وقد مات النبي صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي ولم يمنعهم النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة من معاملة المنافقين واليهود بالبيع والشراء والإجارة بل كان علي قد نضح ليهودي كل دلو بتمرة
فمن أراد أن يقاطع بنفسه وشخصه من آذى الله ورسوله كالدنمركيين الذين رسموا رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلك الشخصيات الهزلية قاتلهم الله للشركات حتى يتم الضغط على حكومتهم من طريق شركاتهم فلابأس ولكن أن يدعى الناس إليها من طريق المنابر ويلزموا بها حتى أني سمعت بعضهم يقول المقاطعة أوجب من الصلاة فهذا الذي لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه ألزم به حتى وقت أذية المنافقين واتهام فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم بمابراها الله منه
وإنما جاءت المقاطعة الفردية بما أذن له ولي الأمر فيما رواه البخاري في صحيحه في قصة ثمامة وقاطعته
فقال البخاري حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْلًا قِبَلَ نَجْدٍ فَجَاءَتْ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ يُقَالُ لَهُ ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ فَرَبَطُوهُ بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ فَخَرَجَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ فَقَالَ عِنْدِي خَيْرٌ يَا مُحَمَّدُ إِنْ تَقْتُلْنِي تَقْتُلْ ذَا دَمٍ وَإِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ فَسَلْ مِنْهُ مَا شِئْتَ فَتُرِكَ حَتَّى كَانَ الْغَدُ ثُمَّ قَالَ لَهُ مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ قَالَ مَا قُلْتُ لَكَ إِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ فَتَرَكَهُ حَتَّى كَانَ بَعْدَ الْغَدِ فَقَالَ مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ فَقَالَ عِنْدِي مَا قُلْتُ لَكَ فَقَالَ أَطْلِقُوا ثُمَامَةَ فَانْطَلَقَ إِلَى نَجْلٍ قَرِيبٍ مِنْ الْمَسْجِدِ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ يَا مُحَمَّدُ وَاللَّهِ مَا كَانَ عَلَى الْأَرْضِ وَجْهٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ وَجْهِكَ فَقَدْ أَصْبَحَ وَجْهُكَ أَحَبَّ الْوُجُوهِ إِلَيَّ وَاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ دِينٍ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ دِينِكَ فَأَصْبَحَ دِينُكَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيَّ وَاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ بَلَدٍ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ بَلَدِكَ فَأَصْبَحَ بَلَدُكَ أَحَبَّ الْبِلَادِ إِلَيَّ وَإِنَّ خَيْلَكَ أَخَذَتْنِي وَأَنَا أُرِيدُ الْعُمْرَةَ فَمَاذَا تَرَى فَبَشَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَرَهُ أَنْ يَعْتَمِرَ فَلَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ قَالَ لَهُ قَائِلٌ صَبَوْتَ قَالَ لَا وَلَكِنْ أَسْلَمْتُ مَعَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الشاهد(((وَلَا وَاللَّهِ لَا يَأْتِيكُمْ مِنْ الْيَمَامَةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ حَتَّى يَأْذَنَ فِيهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فبم يأمر بالمقاطعة ويلزم بها ويدعو إليها بل حتى لما رأى فرديا ذلك جعل الأمر منوطا بإذن ولي الأمر فله أن يقاطع فرديا إلا إذا نهاه ولي الأمر من باب السياسة الشرعية ودفع المفسدة الأعظم بالأقل0
ثم أن بيننا وبين الأمريكان ميثاق وإن حاربوا دولة أخرى فإن من نظر إلى فقه صلح الحديبية وحادثة أبي جندل وأبي بصير علم الحق في ذلك
[ ماهر بن ظافر القحطاني ]
المشرف العام على مجلة معرفة السنن والآثار
qahtany5@hotmail.com






عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في السبت مايو 04, 2024 9:43 am عدل 2 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل السبت مايو 04, 2024 9:15 am


الأنوار الساطعة في بيان حكم المقاطعة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قد يبدو لدى المطلع على هذا العنوان لأول وهلة أنني أقصد مقاطعة السلع والمنتجات اليهودية أو الأمريكية أو غيرها من بلاد الكفر، وهذا وإن كان داخلاً تحت العنوان إلا أنه ليس المقصود الوحيد به، فإن هناك نوعًا آخر من المقاطعة يأتي ذكره في محله -إن شاء الله تعالى- ولنبدأ بالكلام على أحد نوعي المقاطعة ألا وهى المقاطعة المذكورة، فأقول راجيًا من الله السداد والقبول:
قد تكلم في هذه المقاطعة المادية بعض رؤساء جماعة الإخوان، كيوسف بن عبد الله القرضاوي كلامًا لا يرضي الرحمن، ولا يرضي أهل العلم والإيمان، حيث اعتبر في فتوى منشورة له، اعتبر عدم مقاطعة سلع مثل تلك الدول من دول الكفر وأعداء الإسلام كبيرة من الكبائر، والحق يقال:
إن فتواه هذه هي من الكبائر، وبيان ذلك أن يقال:
إن القول على الله بغير علم لعظيم جدًا وخطير وقد قال الله -تعالى-: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (33)}
فقد قال بعض أهل العلم في هذه الآية ما ملخصه أن في هذه الآية تحريمًا للأشياء المذكورة فيها، وقد ترقى التحريم من الأدنى إلى الأعلى، وأن أعلى هذه المحرمات وأشدها هو القول على الله بغير علم، وأنه أعظم من المحرمات التي قبله، فهو أعظم من الشرك بالله -تعالى- فضلاً عما ذكر في الآية قبله.
وقال -تعالى- متهددًا ومتوعدًا نبيه محمدًا -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لو تقول على الله بعض الأقاويل:
{وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ}
وقال -تعالى-: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}
وقال -تعالى-: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً}
وقال –تعالى-: {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }
وقال –تعالى-: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا}
أي لا أحد أظلم منه.
ثم إن الأصل في المعاملات الحل والإباحة إلا ما دل الشرع على تحريمه.
وبناءً على ذلك فالأصل في البيع الحل إلا ما دل الشرع على تحريمه قال –تعالى-: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا}
وقد ثبت في السنة الصحيحة أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- عامل أهل خيبر على شطر ما يخرج منها، وقد ثبت في السنة أيضًا أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- مات ودرعه مرهونة عند يهودي في ثلاثين صاعًا من شعير، وقد ثبت فى السنة أيضًا في صحيح البخاري –رحمه الله- من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لقي رجلاً مشركًا مُشْعَانَّ طويل بغنم يسوقها فقال له: ((أبيع أم هبة)) أو قال: ((أو هدية)) فقال بل بيع، فاشترى منه شاة.
ومعلوم عداوة المشركين بمكة للنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ومعلوم عداوة اليهود بالمدينة للنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وقد قاتل النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- اليهود في خيبر وقتل مقاتلتهم وسبى نساءهم وغنم أموالهم، وقد مر أحد اليهود عليه -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فقال للنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: "السام عليك يا محمد" فقال له ((وعليك)) والسام هو الموت، فما زاد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- على ذلك، وقال ((لا يستجاب لنا فيهم ولا يستجاب لهم فينا)). فإن قيل:
قد كان النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يعامل اليهود من منطلق العزة والقوة والغنى، قلنا:
أجل، لكن أليس المستضعف أولى بهذه المعاملة من القوي الغني العزيز، فإن هذا الأخير يمكنه الاستغناء عنهم وعدم التعاون معهم بخلاف الضعيف الفقير الذليل فإنه قد لا يمكنه ولا يسعه الاستغناء عن التعامل المادي الدنيوي معهم لحاجته الماسة أو ضرورته الملجئة إلى ذلك، فكيف يسوغ بعد هذا أن نتحجر واسعًا أو أن نضيق على الناس أمرًا وسعه الله عليهم؟!
أو أن نغلق بابًا فتحه الله عليهم؟!
أو أن نحرم ما أحله الله وأباحه لهم ؟!
والمسلمون اليوم لا يخلون من أحد حالين، إما حال قوة وإما حال ضعف، فإن كانوا في حال قوة فهم مقتدون بنبيهم -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في تعامله مع الكفار في حال قوته كما سبق من معاملته لليهود -لعنهم الله – وإن كانوا في حال ضعف فإنهم أولى -بلا شك- بهذه المعاملة لدفع حاجتهم وضرورتهم، إذ لا يجوز أن نجمع عليهم ضعفين وشدتين.
ثم إنهم مقتدون في هذه الحالة بتعامل النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- مع مشركي قريش بمكة هو وأصحابه، وقد كانوا مستضعفين بمكة، ولذلك ذكرّهم الله بنعمه عليهم بعد أن كانوا مستضعفين فقال: {وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} ولم ينقل أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قطع هو أو أصحابه التعامل مع مشركي مكة بيعًا وشراءً وغيرهما من المعاملات المباحة، بل كان -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يمشي في الأسواق وكان هذا مشهورًا عنه -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- حتى قال الله عن المشركين: {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ}
إلى أن قال -سبحانه-: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ}
ولا يخفى على عاقل فضلاً عن عالم خبير ما عليه المسلمون اليوم من الضعف الدنيوي والديني أيضًا، بل ضعفهم الدنيوي تابع لضعفهم الديني -والله المستعان- فقد جمعوا بين نوعي الضعف وإنا لله وإنا إليه راجعون، ومعلوم في القواعد أنه كلما ضاق الأمر اتسع، وأن المشقة تجلب التيسير، والأصل في دين الإسلام عمومًا اليسر، وقد قال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-:
((إن هذا الدين يسر ولن يشاد الدين أحدٌ إلا غلبه)) وقال لمعاذ وأبي موسى الأشعري حينما بعثهما إلى اليمن: ((يسرا ولا تعسرا)) وقال -تعالى-: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}
وقال: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}
وقد وضع الله عن هذه الأمة الآصار التي كانت على من قبلنا، وقد ثبت في صحيح مسلم أن الصحابة-رضي الله عنهم- لما قرأوا {رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} قال الله قد فعلت ...، والحديث بطوله في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة، وقد جاء بنحوه من حديث ابن عباس -رضي الله عنهم- فوضع الله الأصار والأغلال عن هذه الأمة عمومًا وعن ضعفائها خصوصًا.
قال -تعالى-:
{لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ}
وقال: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا * إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونََ حِيلَةً ولَا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً * فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا}
وقد جاء في التفسير عن بعض السلف أن عَسَى من الله موجبة.
وقال –تعالى-:
{لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ} وقد قال الله –عز وجل- عن نبيه محمد–صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}
فمال أهل الأهواء يشددون على أمة محمد-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بما لايوافق شرعًا ولا عقلاً، وقد قال -تعالى-:
{يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ}
وقال –تعالى-: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}
ولا شك في أن تحريم ما أباحه الله لعباده هو من العسر والإصر ومضادة لله في حكمه وشرعه المبني على التيسير، وإذا كان الله قد أباح للمضطر أكل الميتة والدم ولحم الخنزير ونحو ذلك مما حرمه الله -عز وجل- أو حرمه رسوله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وذلك إبقاءً على الصحة والحياة ودفعًا للحرج وللضرورة، كما قال –تعالى-:
{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
أقول: إذا كان الأمر كذلك ألا وهو إباحة الله لمثل تلك المحرمات بقدر ما يزيل ضرورة صاحب الضرورة، أفليس من الأولى البقاء على أصل إباحة ما أباحه الله لعباده بأصل الشرع من غير ضرورة ؟!
ثم أليس من الأولى والأولى البقاء على أصل إباحة ما أباحه الله لعباده مع وجود ضرورة ؟!
قال –تعالى-: {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} جعلنا الله منهم بمنه وكرمه-.
ولقد وقفت على كلام لبعض أهل العلم في هذه المسألة، ألا وهي مسألة المقاطعة المذكورة، وخلاصة ذلك أن أمر المقاطعة منوط بولي الأمر؛ لأنه أدرى بالمصلحة أو المفسدة المترتبة على المقاطعة من عدمها.
قلت: وهذا كلام حق وصواب؛ ذلك لأن ولاة الأمور أدرى بذلك، وأدرى بما ينكى به العدو مما لا يفعل من تلك النكاية، فولاة الأمور وبطانتهم من أهل الحل والعقد هم أدرى وأعلم وأكثر خبرة بما يصلح الرعية وما يفسدها في هذه الأبواب، وفي مثل تلك المسائل العظيمة والخطيرة، وهم أقدر على تقدير المصالح الخالصة والراجحة والمفاسد الخالصة والراجحة في مثل تلك المسائل والأمور، فإن اجتهدوا وأصابوا فلهم أجران، وإن اجتهدوا واخطأوا فلهم أجر الاجتهاد ومعفو عن خطئهم، وإن فرطوا أو قصروا في النظر في ما يصلح الرعية أو يفسدها فهم المسؤلون عن تفريطهم أو تقصيرهم يوم القيامة، وإن تجاوزوا الحد فإنهم مسئولون عن هذا التجاوز، ولكن ليس معنى هذا منازعة ولاة الأمور والخروج عليهم والافتيات عليهم والخروج في مسيرات أو مظاهرات أو اللجوء إلى إضرابات أو اعتصامات أو إحداث تفجيرات أو بث روح الثورة والخروج على حكام المسلمين بالسيف والسلاح كما هو شأن الخوارج وأرباب الفساد وإن سموه باسم الإصلاح، ولكن حسب أفراد الرعية أن يناصحوا ولاة الأمور بالضوابط الشرعية المتعلقة بالنصيحة عمومًا ونصيحة أولياء الأمور خصوصًا؛ دفعًا للفوضى والإثارة والتشهير بهم على المنابر أو في المجالس العامة أو اغتيابهم في المجالس الخاصة، فإذا قرر أولياء الأمور المقاطعة وجب النزول على ما قرروه مالم يكن في ذلك معصية الله -عز وجل- أو معصية رسوله –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وبالنزول على ما قرره أولياء الأمور وأهل الحل والعقد تتحقق المصالح وتندفع الشرور وتدرأ المفاسد، أما أن يتصرف بعض أفراد الرعية تصرفًا فرديًا من تلقاء نفسه بحيث يدعو الناس ويلزمهم بالمقاطعة دون أمر ولي الأمر في ذلك فهذا لاشك في كونه افتياتًا على أولياء الأمور ومن منازعتهم ومن الخلاف الذي هو شر.
أما فتوى بعض الناس بأن من لم يقاطع فقد ارتكب كبيرة من الكبائر فأقول:
إن فتواه هذه -والحال ما ذكر- لإحدى الكبائر والكبر، خاصة إذا لم يكن في العمل بفتواه تحقيق مصلحة راجحة ولا خالصة، وإذا لم يكن في فتواه درء ودفع مفسدة راجحة أو خالصة.
أما مقاطعة بعض المأكولات أو المشروبات أو الملبوسات المستوردة من بعض بلاد الكفر والتي يستغني عن مثلها أكثر الناس لوجود البدائل الأخرى في ديار الإسلام فهذا لابأس به، من غير إيجاب ذلك على المسلمين جميعهم ودعوتهم إلى ذلك ومخالفة أولياء الأمور، خاصة إذا لم تكن مثل هذه الأشياء ضارة في الدين أو الدنيا، لكن من استغنى في نفسه وخاصته عنها واستغنى بغيرها واستعاض بغيرها عنها فلا بأس بذلك.
أما أن يقال بوجوب ذلك في مثل هذه الحالة وبإلزام الناس بذلك دون قرار أولياء الأمور والحكم على من لم يقاطع في مثل هذه الصورة بأنه ارتكب كبيرة من الكبائر فلا، خاصة أن قيام بعض الناس بمثل هذه المقاطعات لا يحصل بها غالبًا النكاية في العدو؛ ذلك لأن الأعداء أو الكفار هم في الغالب في زماننا هذا أقوياء وأغنياء -والمقصود الغنى الدنيوي بلا شك- فمثل تلك المقاطعات الفردية دون سائر الناس ودون الانضواء تحت قرار ولي الأمر الملزم شرعًا لا تسمن ولا تغني من جوع، وإن مثل هذه المقاطعة لتذكرني بحديث عبد الله بن مغفل -رضي الله عنه- أنه رأى رجلاً يخذف أي يرمي بالحصى، فقال له لا تخذف فإن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- نهى عنه أو كان يكرهه وقال: ((إنه لا يصيد الصيد ولا ينكى به العدو ولكنه يكسر السن ويفقأ العين)) ثم رآه بعد ذلك يخذف فقال: أحدثك عن رسول الله –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أنه نهى عنه أو كان يكرهه وتخذف ؟! لا كلمتك كذا وكذا، والحديث صحيح، فكذلك مثل هذه المقاطعات الفردية لا ينكى بها العدو، ولا تكاد تتحقق بها مصلحة راجحة للمسلمين فضلاً عن مصلحة خالصة خصوصًا مع هذا الحال الذي عليه المسلمون من الضعف والله المستعان.
فإذا كانت الحاجة ماسة إلى تلك السلع المستوردة، لم يكن للمقاطعة معنى إلا العود بالضرر على المسلمين، خاصة إذا كانت تلك السلع جيدة ورخيصة وليس هناك بدائل تسد مسدها أو تقوم مقامها.
فرحم الله رجلاً لم يقل في الدين برأيه دون الرجوع إلى العلماء الثقات الراسخين ودون مراعاة للقواعد الشرعية والمصالح المرعية ودون فهم الواقع الذي يعيشونه.
والعجب أن القوم يدندنون حول فهم أو فقه الواقع وهم من أبعد الناس عن هذا الفهم وذاك الفقه للواقع الذي يعيشون فيه، فهم في وادٍ وفقه الواقع وفقهاؤه في وادٍ آخر بعيد، ثم إنهم أيضًا لو فقهوا الواقع فلن يستطيعوا معالجة هذا الواقع وذلك لفقدانهم للعلم الشرعي الذي يؤهلهم لتنزيل الحكم الشرعي على المسالة الواقعة، بل إن فقدهم للعلم الشرعي سبب لعدم فقه الواقع فضلاً عن معالجته، وفاقد الشيء لا يعطيه، فالقوم من أبعد الناس عن العلم وأهله، ومن أشد الناس عداوة لأهل العلم، ومن أشد الناس جهلاً بكتاب الله وبسنة رسوله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وبمذهب السلف الصالح الذي لا مذهب غيره ولا طريق للنجاة سواه.
فالواجب إنما هو مقاطعة ما يعود بالضرر على المسلمين سواء كان مستوردًا من بلاد الكفار أو من غيرها أو من منتج البلد نفسها.
والعجيب أن غالب القوم قد عجزوا عجزًا كبيرًا عن مقاطعة شفرات وأمواس حلق اللحية -كما قيل، وكما هو الواقع- ومعلوم في الشريعة حرمة حلق اللحية لأمر النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بإعفائها في غير ما حديث صحيح وثبوت الأمر منه -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بمخالفة المجوس والمشركين، وثبوت لعنه لمن تشبه من الرجال بالنساء، فانظر -رحمك الله- كيف أنهم لم يقاطعوا ما يعينهم على معصية الله -تعالى- وكيف أنهم يخالفون الأحاديث الصحيحة الصريحة أو يتأولونها بتأويلات غير سائغة، وانظر كيف يلزمون الناس بمقاطعة ما لم يثبت بمقاطعته دليل صحيح صريحًا كان أو غير صريح، فما أبعدهم عن العلم الصحيح!! وما أبعدهم عن سلوك المسلك الصحيح لنصرة الإسلام وإن تشدقوا بنصرة الإسلام!! وهم ممن يحسن أن يقال فيهم: إنهم لا للإسلام نصروا ولا لعدوه كسروا، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في أهل الكلام الذين تظاهروا بنصرة السنة في مواضع كثيرة.
وإذا أردت أن تعرف حقيقة القوم فحدثهم عن المذهب السلفي وعلمائه واذكرهم بخير، ثم عرج على ذكر أهل الأهواء وبخاصة الذين نصبوهم علماء وأئمة لهم، واذكر مخالفاتهم وكيف أنهم ليسوا على الجادة وأنهم من أبعد الناس عن العلم الصحيح والعقل الصريح، فإن فعلت ذلك بان لك حقيقة القوم وأنهم ليسوا عند الأدلة والبراهين الصحيحة ولا عند العلماء السلفيين، وإنما هم عند رءوس جهال قد ضلوا وأضلوا كثيرًا، وإن فعلت ما ذكرته لك بان لك أثار غلظ قلوبهم على السلفيين، فالقوم يصلح أن يسموا بالحمقى والمغفلين بدلاً من أن يسموا بالإخوان المسلمين، على أن كلمة (الإخوان المسلمين) يدخل فيهم كل مسلم أيًّا ما كانت طريقته ومذهبه، فهو اسم يدخل فيه جميع أهل الأهواء والبدع ماداموا مسلمين، فالقوم مشغولون بالتجميع على غير هدى وعلى غير مذهب السلف، بل مذهب السلف والسلفيون من حزبهم وتفريقهم للأمة براء، وما كان للسلفي أن يدخل تحت لوائهم الملون بألوان البدع، بل ما كان لهم هم أن يقبلوا السلفي في صفوفهم مع بقائه على سلفيته؛ لأنه لا يمكن أن تجتمع سنة وبدعة إلا كما يجتمع الماء والنار.
ونذكر أصحاب المقاطعة بقول الله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}
وبقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالاً طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}
وبقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}
وبقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}
وفى ختام الكلام على هذا النوع من المقاطعة أقول: إن من طريف الأمر أنني كنت أناقش مدرسًا لإحدى المواد بمتجر في أحد شوارع مدينة الفردوس "المجزر" بمدينة المنصورة، وكان وقتها صاحب هذا المتجر صديقًا لي، وكان بيني وبينه مودة شديدة، وكان يدعوني إلى متجره أحيانًا، فدخل هذا المدرس ذات ليلة علينا واستطردنا في الحديث حتى وصلنا إلى مسألة المقاطعة وأبديت اعتراضي على فتوى من أفتى بوجوب المقاطعة وأنكرت اعتقاد هذا المفتي بأن عدم المقاطعة كبيرة من الكبائر، وذكرت لمناقشي ما حضرني من الدليل والتعليل على بطلان هذه الفتوى، وعارضني فيما ذهبت إليه من الإنكار والاعتراض على هذه الفتوى، وقد ناقشته نقاشًا طويلاً وكان مصرًا على موقفه، فبينما نحن على ذلك إذ دخلت بُنية له صغيرة فأخذت من المتجر شيئًا مما يدخل في حكم المقاطعة عنده فلم ينهرها ولم يمنعها ولم يأخذ منها هذا الشيء بحيث يأتيها ببديل آخر مثلاً، فابتسمت أنا وهو أو ضحكت وتبسم أو ضحك لا أذكر لبعد العهد بذلك، وقلت له وقتها ما معناه: لو كان الأمر على سبيل التحريم المجزوم به عندك لمنعتها من أخذ هذا الشيء، أو للزمك أن تمنعها( ) -ولم يكن منه لها منع- وأخبرته أن الأمر على السعة وعلى أصل الإباحة في باب البيع والشراء أو نحو هذا الكلام.
فرحم الله رجلاً سار بسير العلماء ولم يقلد في دينه الرجال مع وضوح الحجة والبرهان،، ورحم الله من يسر على المسلمين ورفع عنهم الآصار والأغلال،
ومما سمعناه من بعض أفراد جماعة الإخوان قولهم بصوت جماعي:
"قاطعْ قاطعْ قاطع، مِشْ عاوزين من أمريكا سلعة قاطع"
وقولهم: "قاطع الديل وراس التعبان اسرائيل!! والأمريكان"
قلت: ألا يعلمون أن اسرائيل هو يعقوب النبي الكريم( )؟! نعوذ بالله من الجهل.
ومما أذكره أيضًا أنني تكلمت مرة في أحد المساجد على المقاطعة فقال لي شاب في ذلك بعد الانتهاء من الكلمة عند خروجي من المسجد منكرًا عليَّ فنظرت إليه فإذا عليه ما يسمى بالفانيلا الخارجية فقلت له ما هذا ؟!
أو أليست هذه الفانيلا مستوردة وكان عليها فيما أذكر بعض الكلمات الأجنبية؟
فقال ما معناه: إنه يقصد الأشياء الأخرى كالمشروبات ولعله ذكر أشياء أخرى -فانظر رحمك الله- إلى تخبط القوم.
[فائدة: ما يلي شعر البدن يسمى شعارًا وما فوقه يسمى دثارًا، والله أعلم]
هذا ما حضرني من كلام أهل العلم ومما يسر به الكريم الرحمن في هذا النوع من المقاطعة والحمد لله رب العالمين.
أما النوع الآخر من المقاطعة فهو أعظم النوعين خطرًا وأشدهما ضررًا لتعلقه بالدين، وأما النوع السابق ذكره فمتعلق بالدنيا، والضرر في الدين أشد من الضرر في الدنيا بلاشك، وهذا النوع الثاني المذكور هنا متعلق بمقاطعة العلم وأهله والبعد عنهم والتنفير منهم والتحذير من مجالستهم ومخالطتهم على وجه الأخذ عنهم وعلى سبيل الإستفادة منهم في أبواب العلم والدين.
ولاشك في سوء مسلك صاحب هذه الخطة وخبث طويته أو فرط جهله ذلك؛ لأن التحذير من أهل العلم هو في الحقيقة تحذير من تعلم العلم الذي يحملونه، ومعلوم أن بالعلم يعرف الحق من الباطل، والحلال من الحرام، والسنة من البدعة، والتوحيد من الشرك، والصواب من الخطأ، ولا يَعلم ما في عواقب الإعراض عن العلم من الفساد إلا رب العباد، وقد قيل: الإنسان عدو ما جهل، فبسبب الجهل أو الهوى أو بسببهما معًا يعرض الإنسان عن العلم وأهله، وقد ذم الله –تعالى- الكفار بقوله:
{بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ}
وقال –تعالى-: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ}
وقال –تعالى-: {حم * تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ * وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آَذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ}
فخُلُق الإعراض عن العلم والبرهان والحجة والبيان خلق الكفار، ولا يجوز التشبه بهم في هذا الخلق، ومن تشبه بهم فله نصيب من هذا الخلق بقدر تشبهه بهم فيه، والناس في هذا بين مقل ومستكثر إلا من رحم الله، والمعصوم من عصم اللهُ -تعالى- ووفقه لسماع العلم من أهله والحجةِ من أهلها أهل الدراية والفقه والعلم والإيمان.
والإنسان إذا أعرض عن العلم والتعلم بقي على جهله؛ لأن الأصل في الإنسان الجهل، قال -تعالى-:
{وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}
فالله أنعم على الإنسان بنعمة السمع والبصر والفؤاد لكي يشكر نعمة الله عليه، ويطوع هذه الآلات لسماع الحق ورؤيته وعقله وتدبره وتفهمه والصدور عنه والعمل به والدعوة إليه، وغير ذلك مما يدخل في شكر الله على هذه النعم، وقد ذم الله أقوامًا من المشركين لم يستفيدوا بهذه الآلات والأدوات بل كانت حجة عليهم، قال -تعالى-:
{وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}
وقال -تعالى-: {وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ * وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ}
وقال -تعالى-: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}
فهؤلاء عطلوا نعمة الله عليهم وكفروها حيث منَّ عليهم بالقلوب والأعين والأذان لعلهم يشكرون، ولكنهم لم يستفيدوا منها، وإنما استعملوها في المعاصي والكفر بالله والإعراض عن الحجج والبينات فاستحقوا الذم ودخول النيران ونفاذ الوعيد فيهم، وقد قيل:
تعلم فليس المرء يولد عالمًا وليس أخو علم كمن هو جاهل
وقد قال الله لنبيه -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-:
{وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً}
وقال له: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}
فالأصل في الإنسان الجهل، والأصل أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لم يعلم إلا ما علمه الله إياه، وقد قال -تعالى- في سورة هود في آخر قصة نبي الله نوح مع قومه، قال مخاطبًا إياه: {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا}
وقال في سياق قصة مريم وزكريا:
{ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ}
وقال في آخر قصة نبي الله يوسف: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ}
وقال: {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ * وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ * وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}
وقال -تعالى-: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}
وقد كان الصحابة -رضي الله عنهم- قبل مبعث النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وقبل إسلامهم وإيمانهم، كانوا في جاهلية جهلاء ظلماء، وفي ضلالة صماء بكماء عمياء، ولكن الله نجاهم وأنقذهم من ظلمات الشرك والمعاصي والجهل بما منَّ به عليهم من إرساله محمدًا -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إليهم، وبعثته فيهم وتعليمه إياهم، قال -تعالى-: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}
وقال -تعالى-:
{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}
وقال -تعالى-:
{كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ}
فمن أعرض عن مصابيح الدجى بقى يتخبط في ظلام دامس، ومن أعرض عن العلم والعلماء بقى غارقًا في جهله سادرًا في ضلاله وغيه.
وقد ثبت في الحديث الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بينما هو يحدث أصحابه إذ أقبل ثلاثة نفر، فجاء أحدهم فوجد فرجة في الحلقة فجلس فيها وجلس الآخر خلف الحلقة وأدبر الثالث ذاهبًا، فلما قضى النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- حديثه قال:
((ألا أخبركم بالنفر الثلاثة ؟)) قالوا: بلى، قال: ((أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله، وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه، وأما الثالث فأعرض فأغرض الله عنه)) أو كما قال -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
فالجزاء من جنس العمل، وقد قيل: أعط أخاك تمرة فإن أبى فأعطه جمرة.
قال -تعالى-:
{وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ }
وقال -تعالى- بعد ذكر بعض الأنبياء في سورة مريم:
{أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا}
فلما ذكر الله –عز وجل- هؤلاء الصالحين قال: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا}
فلما أضاعوا الصلاة الواجبة عليهم وأضاعوا تلك العبادة العظيمة أقبلوا على المعاصي والشهوات المحرمة واتبعوها، ولذلك توعدهم الله بأنهم سوف يلقون غيا، وقوله حق ووعده صدق:{إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا} كما في الآية، وقد قيل: النفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية.
وقال –تعالى-: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آَيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ * وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آَمِنِينَ * فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ}
وقال –تعالى-: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}
فمن أعرض عن العلم أقبل وأكب على الجهل، ومن أعرض عن الخير والهدى والرشاد أقبل على الشر والضلال والغواية والعناد، قال -تعالى-: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}
ولما أعرض اليهود عن الحق ولم يعملوا به وكلوا إلى ما تتلوه الشياطين، قال -تعالى-:
{وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ}
وثبت في صحيح مسلم من حديث جابر أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كان يقول في خطبته:
((ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا...)) ومما نقل عن السلف قولهم:
[إن من جزاء الحسنة الحسنة بعدها، وإن من جزاء السيئة السيئة بعدها]
ومعلوم أن الجهل والشرك والبدعة والمعصية والظلم ظلمات بعضها فوق بعض، وأن العلم والحق والإيمان نور على نور لصاحبه، قال -تعالى-:
{اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}
وقال –تعالى-: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} فمن وفقه الله فهو الموفق، ومن أعانه الله فهو المعان، ومن هداه الله فهو المهتدي، ومن أغناه الله فهو الغني، ومن كفاه الله فهو المكفي، ومن شفاه الله فهو المشفي، ومن وكله الله إلى نفسه أو إلى شيطانه أو إلى الناس فهو الغوي الشقي؛ ذلك؛ لأن الأصل في النفس الظلم والجهل إلا من رحم الله -تعالى- قال الله -تعالى-:
{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً}
وقالت امرأة العزيز: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ}
فمن أعرض عن تعلم الكتاب والسنة بفهم السلف وكله الله إلى فهم نفسه القاصر، أو إلى فهم الخلف القاصر، أو وكله إلى تعلم علوم غير شرعية إن نفعته في دنياه لم تنفعه في أخراه، وخسر في صفقته وتجارته وبارت بوارًا لا ربح بعده إلا أن يشاء الله، واشتغل باللهو واللعب، واستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير، وعاقبه الله بالحرمان من التدبر في آياته الشرعية والكونية، فبدلاً من أن يتلو آيات الله البينات الهاديات لتاليها إذا به يركن إلى تلحين الأناشيد وتطريبها بطريقة تشبه طريقة أهل المجون والفسوق والمخنثين، وكان له حظ من التشبه بالذين اتخذوا دينهم لهوًا ولعبًا، هذا إن سلمت تلك الأناشيد من مخالفات شرعية في مضمونها من حيث هو، فكيف إذا جمعت بين الشرين في حقيقة الأمر، ولنذكر لذلك مثالاً واحدًا، حيث كان حسن البنا مؤسس جماعة (حزب) الإخوان المسلمين ينشد مع رفقائه في بعض الحضرات!! يقول:
صلى الإله على النور الذي ظهرا في العالمين ففاق الشمس والقمرا
هذا الحبيب مع الأحباب قد حضرا فسامح الكل فيما قد مضى وجرى
وقد جاء ذلك في كتاب "المورد العذب الزلال في انتقاد بعض المناهج الدعوية في العقائد والأعمال" للشيخ أحمد النجمي -حفظه الله( )- وهو إما في صلب الكتاب وإما في الحاشية فليتحقق من ذلك، وهو منقول عن بعض الكتب التي تكلمت عن جماعة الإخوان، وقد انْتُقِدَ البيت الأخير بأنه شرك إذ إن قائله أعطى النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بعض صفات الله -عز وجل- فالذي يغفر الذنوب ويعفو عن السيئات هو الله، قال -تعالى:
{وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ}
وقال: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}
وقال -تعالى-: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}
ثم إن في البيت كذبًا فاضحًا وهو ادعاء حضور النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- معهم.
أضف إلى ذلك ادعاء حضوره هذا المجلس المبتدع، أضف إلى ذلك الادعاء بأنه سامح (الكل) بلا استثناء أحد من أهل الحضرة!!
ولا أدري سر الاقتصار على مسامحة (الكل) من أهل الحضرة!! دون غيرهم!! ولا أدري أيضًا سر الاقتصار على مسامحة (الكل) فيما قد مضى وجرى دون ما تأخر!! فهل بعد هذا من جهل وتصوف شركي مبتدع؟!
وإذا كان هذا مبلغ علم حسن البنا فماذا ينتظر من أتباعه؟!
ومع شدة جهل القوم يريدون أن يصلوا إلى الحكم ليحكموا الناس وهم لا يستطيعون أن يحكموا أنفسهم ولا خاصتهم وأهليهم بكتاب الله -تعالى- وسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بفهم السلف الصالح، فلا مكن الله للقوم، وكفى ووقى المسلمين شر جهلهم وفتنتهم، وجزى الله السلفيين خيرًا على بيانهم ما عليه فرقة الإخوان المسلمين من ضلالات وانحرافات، وأخص بالذكر الشيخ الألباني والشيخ ابن باز والشيخ مقبل بن هادي الوادعي والشيخ أحمد بن يحيي النجمي والشيخ ربيع المدخلي، وغيرُهم من علماء المنهج السلفي كثيرون -كثرهم الله- وأطفأ بهم فتنة أهل الأهواء- فكم أطفأ الله بهم من الفتن!! وكم أحيا الله بهم من السنن!! ومن لم تنطفئ فتنته ببيان العالم فستنطفئ بحديد أو سيف الحاكم إن شاء الله.
الشاهد أن من أعرض عن الحق ودين الكبير المتعال وُكِل إلى الباطل وإلى آراء الرجال وما أحدثوه، ولقد أنكر السلف قديمًا ما أحدثه بعض الناس من القصائد الملحنة، واعتبروا ذلك صدًا عن القرآن، فما أدق فهم السلف!! وما أشد حرصهم على هذا الدين!! ولا تزال عجلة الصد عن كتاب الله بالأناشيد الملحنة والمنشدة بالصوت الجماعي والمشحونة بالمخالفات الشرعية من الكذب ونصرة الحزبية وحمية الجاهلية وتثوير الناس على ولاة أمور المسلمين وما تتضمنه من فخر وبغي، أقول:
لا تزال تلك العجلة تدور بما تحمله من شرور، وما الذي يضر الجاهل إذا جلس إلى العالم وأخذ عنه وتواضع للعلم وأهله ؟!
إن من جالس أهل العلم اكتسب من أخلاقهم الحميدة وأقوالهم السديدة، ومن جالس جانس، وإن الطباع نقَّالة وسراقة، وإذا كان الإنسان يتأثر بأخلاق البهائم التي يخالطها مع أنها ليست من جنسه فما الظن بمن يخالط من كان من جنسه وخصوصًا أهل العلم ؟!
وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أنه قال:
((السكينة والوقار في أهل الغنم والفخر والخيلاء في أهل الإبل))
ومعلوم أن في الإبل من العلو والنفرة والثورة والهيجان ما ليس في الغنم، ولذلك لم ينقل أن الأنبياء رعوا الإبل وإنما رعوا الغنم فقد ثبت في الصحيحين من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أنهم كانوا في سفر مع النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فتفرقوا في الأشجار يجنون الكَبَاث، وهو ثمر شجر الأراك، فقال لهم النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((عليكم بالأسود منه)) فقيل للنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: كأنك رعيت الغنم!! فقال: ((وهل من نبي إلا وقد رعاها)) أي ما من نبي إلا وقد رعاها، فسبحان من رقَّى الأنبياء إلى سياسة ورعاية الأمم، فمن جالس أهل العلم فهو حقيق وجدير بأن يكتسب من أخلاقهم ولا يشقى بمجالستهم.
وقد ثبت في الحديث الصحيح الطويل المتعلق بغفران الله للذاكرين الذين يسألون الله الجنة ويعوذون به من النار، قولُ الملائكة:
يا رب إن فيهم فلانًا ليس منهم، وإنما جاء أو جلس لحاجة، قالوا هذا حينما قال الله: أشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت لهم، فقال الله لهم:
هم القوم لا يشقى بهم جليسهم.
فإذا كان هذا الغفران قد عم وشمل من جلس إلى أهل ذكر الله لحاجة فما الظن بمن جلس إلى العلماء لطلب العلم الشرعي ابتغاء وجه الله -تعالى- ودام على ذلك السنين الطوال؟!
أليس هذا أولى بأن يغفر الله له؟! بلى والله.
[يتبع]


عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في السبت مايو 04, 2024 9:20 am عدل 1 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل السبت مايو 04, 2024 9:18 am

وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أنه قال:
((مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك (أي يُهديك) وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحًا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة))
وكذلك أهل السنة وأهل البدع، فأهل السنة جلساء صالحون، وأهل البدع جلساء سوء، فمن جالس أهل السنة أصاب خيرًا أو أمن من شر، ومن جالس أهل البدع أصاب شرًا، ومن جاور الحداد اكتوى بناره، فأهل البدع كالبعير الأجرب الذي يدخل في الإبل كأنها الظباء فَيُجْرِبُهَا، وفي صحيح البخاري معلقًا بصيغة الجزم قول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((فر من المجذوم فرارك من الأسد))
قلت: والفرار من أهل الأهواء أولى من الفرار من المجذوم ذلك؛ لأن أهل الأهواء سبب لإصابة المرء في دينه وهذا أشد ما يعتري الإنسان، وقد صحح الشيخ الألباني -رحمه الله- قول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-:
((المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)) في صحيح الجامع.
وقد خلّد الله ذكر كلب أصحاب الكهف وقد كان ثامن سبعة من فتية مؤمنين مهتدين، فإذا كان هذا الشأن والحال بخصوص كلب رافق وصحب صالحين، فما الظن بذكر ورفعة وشأن مَن صاحبهم يلتمس العلم منهم؟!
أليسوا أولى برفع الذكر والشأن ؟! بلى والله؛ لأن الله كرم بني آدم كما قال -تعالى-: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً}
ولقد جاء ذكر كلب أصحاب الكهف في قصتهم أربع مرات، وقد أباح الله صيد الكلب المعلَّم ولم يُبحْ صيد الكلب غير المعلم، قال –تعالى-: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}
فإذا سمى الصائد على كلبه المعلم ثم أرسله فصاد الكلبُ الصيدَ ولم يأكل من الصيد ولم يمسك على نفسه وإنما أمسك على صاحبه الذي أرسله فقد حل ذلك الصيد فضلاً من الله -تعالى- فما بال فرقة الإخوان المسلمين معرضة عن الأخذ عن العلماء السلفيين؟!
أليس هذا من إعراضهم وجهلهم، ذلك؛ لأن السلفيين وخصوصًا العلماء أصح وأصوب وأسلم وأحكم اعتقادًا ومنهجًا وأحكامًا، إذ مذهبهم مذهب السلف الصالح، فلا تجهم ولا اعتزال ولا أشعرية ولا خارجية ولا مذهبية صماء بكماء عمياء.
إن إعراض أهل الأهواء بما فيهم الإخوان المسلمين عن أهل العلم لمما يدل على تغلغلهم في الحزبية وتغلغل الحزبية فيهم، وغلوهم في العصبية للمشايخ وإن خالفوا الكتاب والسنة، فيالها من باقعة مالها من راقعة!! إلا أن يشاء الله، ويا لها من مصيبة ليس لها من دون الله كاشفة!!
ولتعلم فرقة وحزب الإخوان المسلمين وغيرهم أنه لا يجوز لهم الإعراض عن العلم والعلماء السلفيين ولا يجوز لهم أن يهجروهم ولا أن يتكلموا فيهم، بخلاف أهل العلم فلهم أن يتكلموا في المخالف، ولهم أن يهجروه إن احتيج إلى الهجر، ولهم سلف في الكلام فيهم وفي هجرهم، وسلفهم هم السلف الصالح ومن سار على منهجهم، أما هجر أهل الأهواء لأهل العلم وكلامهم وطعنهم فيهم فهو من صنيع أهل البدع قديمًا.
فلكل قوم وارث، ولكل قوم سلف، فنعم السلف سلف أهل السنة، وبئس السلف سلف أهل البدعة.
وهل هجرهم لأهل العلم والطعن فيهم هو من جملة اقتدائهم المزعوم بالرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-!!
فقد سمعنا أحدهم في المحنة ينشد نشيدًا ويردد الآخرون خلفه بقولهم:
رددي يا جبالْ رددي يا سهولْ إننا بالفعالْ نقتدي بالرسولْ
أقول: لا أدري كيف يكون اقتداؤهم بالرسول مع حزبيتهم، وحلقهم للحاهم، وبعدهم عن الاقتداء بالرسول، وبعدهم عن العلماء السلفيين، ونبزهم إياهم بالألقاب السيئة، وتعصبهم لمشايخهم مع ظهور أخطائهم وانحرافهم عن جادة مذهب السلف؟!
وكيف يكون اقتداؤهم بالرسول مع قيامهم بالمظاهرات، والطعن في أولياء الأمور، وتثوير الناس عليهم بوسيلة أو بأخرى؟!
وكيف يكون اقتداؤهم بالرسول وهم بعيدون عن طلب العلم الشرعي؟!
وكيف يكون اقتداؤهم بالرسول وهم يتوسعون في باب الصور من غير ضرورة، ولا شك أن مقصودي صور ذوات الأرواح؟!
وكيف يُفسر اقتداؤهم بالرسول وهم من أحرص الناس على الإمارة والحكم مع فقدهم لأهليتهم لذلك، ومع قول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((إنا لا نولي هذا الأمر من طلبه أو حرص عليه))؟!
وكيف يفسر اقتداؤهم بالرسول مع منازعتهم لأولياء الأمور، وإحداثهم القلاقل والاضطرابات والفتن؟!
وكيف يكون اقتداؤهم بالرسول وهم يُهدرون أموال المسلمين ويضيعونها في لافتات لا تسمن ولا تغني من جوع؟!
وكيف يفسر اقتداؤهم بالرسول مع إسبالهم الثياب؟!
إلى غير ذلك مما ينقض دعواهم ويبين أنهم ليسوا صادقين في قولهم: (إننا بالفعالْ نقتدي بالرسول) على ما في الأناشيد ما قد علمت.
ولذلك ينبغي أن يقال: "إنهم بالفعال خالفوا هدي الرسول" والله المستعان.
ولو لم يكن من مخالفتهم لهدي الرسول إلا عدم التأكيد على الدعوة إلى التوحيد ونبذ الشرك والبدع لكفى بذلك نقضًا وردًا وتكذيبًا لدعواهم الاقتداء بالرسول، فكيف إذا انضاف إلى ذلك ما سبق ذكره، وما لم أذكره كثير، ولكن اللبيب تكفيه الإشارة.
وبعد هذا أدعو الإخوان المسلمين إلى الرجوع إلى الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، ولزومهم غرز العلماء الكبار الراسخين، وترك التعصب لمشايخهم مع مخالفة الحق، ووجوب سيرهم مع الدليل حيث سار، ومن لم يلتزم بذلك ويعمل به فهو إما أن يكون سالكًا دربًا وسبيلاً أهدى من درب وسبيل محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وأصحابه، وإما أنه سالك درب ضلالة، ولاشك في بطلان الاحتمال الأول وصحة الثاني؛ لأنه يستحيل أن يكون أحد ممن بعد النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وأصحابه أقوم منهم قيلاً أو أهدى سبيلاً، فوجب الرجوع إلى سيرتهم وطريقتهم وهديهم، والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل، ومن لزمته الحجة الرسالية وجب التزامه بها واعتقادها والصدور عنها والعود الحميد الحثيث إليها، ونبذ التعصب الحزبي أو المذهبي أو القبلي أو العائلي أو العنصري أو غيره وراءه ظهريًا.
وقد ثبت في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((احتج آدم وموسى فقال موسى: يا آدم أنت أبو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شيء أخرجتنا وذريتك من الجنة!! فقال آدم لموسى: يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه وأنزل عليك التوراة ألم تجد فيها أن الله كتب عليّ ذلك قبل أن أخلق؟!))
قال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((فحج آدم موسى، فحج آدم موسى)) أو كما قال رسول الله –صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
ومعلوم أن آدم وحواء أكلا من الشجرة التي نهاهما الله عنها بسبب وسوسة الشيطان لهما فكان من عاقبة ذلك إخراجهما من الجنة إلى الأرض، وليس في هذا الحديث دليل على الاحتجاج بالقدر على جواز فعل المعاصي، وإنما توجيه هذا الحديث عند أهل العلم -فيما يحضرني-بأحد توجيهين:
التوجيه الأول: هو الاحتجاج بالقدر على المصائب باعتبار أن الخروج من الجنة مصيبة، وفرق بين باب المصائب وباب المعائب .
التوجيه الثاني: هو الاحتجاج بالقدر على الذنب بعد وقوعه والتوبة منه لا بعد وقوعه بدون توبة منه.
قلت: بل قد يحتج العازم على فعل المعصية قبل مباشرته لها بالقدر وبدعوى أن الله قد كتب عليه ذلك!!
ومعلوم أن آدم -صلى الله عليه وسلم- قد تاب من الذنب وكذلك حواء زوجه، قال -تعالى-:
{وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى * ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى}
وقال -تعالى-: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}
وقال: {فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}
الشاهد أن المؤمن له أن يناظر ويحاجّ غيره، فإن ظهرت له الحجة وبانت له المحجة ووضح له الحق لزمه اتباعه دون خصومة ودون جدل، فلن يكون أفضل من نبي الله موسى الذي قال فيه النبي محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((فحج آدم موسى)) مرتين.
يقال: [حاجّهُ فحجّه أي: علاه بالحجة أو غلبه بالحجة أو أقام عليه الحجة ونحو ذلك من المعاني التي لا تتعارض].
فإن كان الإخوان المسلمون يريدون نصر الدين حقًا فعليهم أن يصلوا مابينهم وبين أهل العلم السلفيين الراسخين الكبار، وحينها سيعرفون مالهم وما عليهم وسيعرفون السبيل الصحيح في الدعوة إلى الله.
وسيعرفون حق الله على العباد وحق العباد على الله.
وسيعرفون قدر التوحيد وقدر الدعوة إليه وقدر السنة وقدر الدعوة إليها، وقدر الشرك وقدر التحذير منه، وقدر البدعة وقدر التحذير منها.
وسيعرفون حرمة تفريق الأمة إلى شيع وأحزاب، وحرمة نصب أمير في الحضر مع وجود ولي الأمر المسلم.
وسيعرفون أن الأصل في المسلمين حكامًا ومحكومين هو الإسلام.
وسيعرفون حرمة التقليد الأعمى للمشايخ.
وسيعرفون أن كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وليس معنى هذا الأخذ عن الكافر والمبتدع وطلب العلم عندهما، وإنما المقصود قبول الحق من كل من جاء به ولو كان كافرًا أو مبتدعًا.
وسيعرفون حرمة المسيرات والمظاهرات وما يشبهها من الوسائل المحدثة في إنكار المنكر -إن ثبت أن ما ينكرونه منكر في الحقيقة-.
وسيعرفون حرمة تصوير ذوات الأرواح لغير ضرورة.
وسيعرفون بدعية الأناشيد ذات التلحين والتطريب وأنها من أسباب الصد عن القرآن وعن ذكر الله.
وسيعرفون قدر العلم وأهله، وقدر الجهل وأهله.
وسيعرفون أن الطريق المستقيم هو أقصر طريق للوصول إلى المرغوب والنجاة من المرهوب.
وسيعرفون أن المجتمع الذي يعيشون فيه هو مجتمع إسلامي، وأن السعي إلى تحصيل مجتمع إسلامي هو من باب تحصيل الحاصل.
وسيعرفون أن مذهب السلف أسلم وأعلم وأحكم، وأن ما سواه من المذاهب باطل مردود على أصحابه.
وسيعرفون محبة السنة ومحبة أهلها، وبغض البدعة وبغض أهلها.
وسيعرفون أن الجماعة قرينة السنة، وأن الفُرقة قرينة البدعة، ولذلك قيل: أهل السنة والجماعة، وقيل أهل البدعة والفرقة.
وسيعرفون أن السنة تجمع والبدعة تفرق.
وسيعرفون أن العبرة ليست بالكثرة، وأن العبرة إنما هي بالحق ومتابعة الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- والسير على سبيل السلف ولو قل السالكون له.
وسيعرفون أن العاقبة للمتقين وللتقوى، وأنه لا يجوز الاغترار بالحياة الدنيا ولا بالشيطان قال -تعالى-:
{فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ}
وسيعرفون أن سبيل الحق سبيل محفوف بالمكاره ولكن عاقبته حميدة، وأن سبيل الباطل محفوف بالشهوات ولكن عاقبته وخيمة، قال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات))
وسيعرفون أن الحق ثقيل مريء وأن الباطل خفيف وبيء.
وسيعرفون أن البدعة والمعصية والتحزب سبب لضعف المسلمين، وأن السنة والطاعة والاجتماع على الحق والتوحيد الخالص سبب لقوة المسلمين وعزهم وغلبتهم على عدوهم، قال -تعالى-:
{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا}
إلى أن قال: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}
وقال: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}
وقال: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}
وقال: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}
وسيعرفون أنه لن يُصلح أخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها.
وسيعرفون أنه لا يجوزلأحد أن يتكلم في دين الله برأيه وهواه مهما كان جاهه أو ماله أو سلطانه أو حسبه أو نسبه، وأن العبرة بالدليل وأن
العلم قال الله قـال رسولـه قال الصحابة ليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة بين الرسول وبين رأي فقيه
وسيعرفون أن سبيل العلم سبيل شاق وأنه لا يصبر عليه إلا الرجال الذين يعرفون قدره، وأنه لا يصبر على الخل إلا دوده.
وسيعرفون أن العبرة بالعقائد الصحيحة والمناهج السديدة والأحكام الصائبة الموافقة للأدلة، لا بكثرة الدعاوى والشعارات الجوفاء الخالية من المضامين النافعة، وأن الدعاوى لا يعجز عنها أحد.
وسيعرفون أن المعتبر إنما هو العلم النافع والعمل الصالح والنية السليمة الطيبة، وأن العملَ -أيَّ عمل- لا يقبل إلا بشرطي الإخلاص والمتابعة، وأن الاقتصاد في سنة خير من الاجتهاد في بدعة.
وسيعرفون أن أهل السنة والحق غرباء.
وسيعرفون أنهم فرطوا في العلم النافع والعمل الصالح، وأنهم ضيعوا كثيرًا من أعمارهم فيما يضرهم ولا ينفعهم في دينهم لو كانوا ينصفون أنفسهم.
وهل أنصف نفسه أو أنصف أمته من أنشأ حزبًا أو جماعة (فرقة) ووالى وعادى عليها، وفرق الأمة، وجعلها شذر مذر، وأوقعها في حيص بيص؟!
إن الإخوان المسلمين متجلدون في الدفاع عن فرقتهم وحزبهم ومنهجهم، وصابرون في الدفاع عن ذلك -إن لم يكونوا مستميتين في ذلك-.
ومن أناشيدهم الحماسية:
لبيك إن عطـش اللِّـوا سكب الشباب له الدما لبيك
فإن كانوا يقصدون مقاتلة حكام المسلمين فيا خيبة هذا الشباب الذي سيذهب كباش فداء لحزبيتهم المقيتة وفرقتهم البغيضة -لا رفعت مثل تلك الراية، ولا نصب مثل ذاك اللواء، وجعله الله منكوسًا أبد الآباد، ووقى أمة محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- شرهم، ووقى البلاد والعباد فتنتهم-.
وإذا عُلم تجلد هؤلاء المبطلين على باطلهم، وجب تجلد أهل الحق على الحق الذي معهم، ووجب على السلفيين التمسك بمنهجهم السلفي القويم الذي به يقوم للناس دينهم ودنياهم، وبه تمحق البدع ويذل أهلها.
وإني أحذر هذه الفرقة -فرقة الإخوان المسلمين- عقوبة الله -عز وجل- بسبب مخالفاتهم الشرعية وخروجهم عن الجادة والصواب، كما أحذرهم من أن يعاقبهم الله بتسليط الحكام عليهم والبطش بهم، وعلى نفسها براقش تجني.
وعلى كل حال، فإن أهل السنة أتباعَ الكتاب والسنة بفهم السلف لن يكفوا عن بيان باطل فرقة الإخوان وغيرهم من أهل الباطل، ولن يَكَلوا ولن يملوا -إن شاء الله-.
وأقول: إن رجوع الإخوان المسلمين وغيرهم ممن حاد عن مذهب السلف، إن رجوع هؤلاء إلى حظيرة الحق والصواب أحب إلينا من تماديهم في باطلهم، فإننا –واللهِ- نخشى عليهم من نزول العقوبات بهم بسبب بغيهم وإفسادهم في الأرض، وكفى بتحزيبهم الناس وإفساد فطرتهم وإبعادهم الناس وبخاصة الشباب عن العلماء السلفيين، كفى بذلك فسادًا وإفسادًا في الأرض يستحق صاحبه العقوبة، نسأل الله السلامة والعافية من الأدواء والأهواء.
وهل يسع السلفيَّ أن يترك مذهب السلف ويتبع منهجًا وفرقة وحزبًا ولد في القرن الماضي ولم يمضِ عليه قرن من الزمان؟!
كلا والله، ومن فعل فقد خاب وخسر وضل وغوى.
وإني لأقول في هذا المقام: إن من ادعى محبة منهج السلف أو السلفيين وجب عليه أن يتبع المنهج السلفي وإلا فهو كاذب في دعواه أو أنه صاحب تقيّة ونفاق -نعوذ بالله- وأحسن أحواله أنه جاهل بلازم تلك المحبة وهو اتباع مذهب السلف قولاً وفعلاً واعتقادًا، وقد قال الله -تعالى-:
{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
على أن فرقة الإخوان المسلمين لا يُعرفون بادعائهم محبة مذهب السلف ولو مجرد ادعاء فليعلم ذلك، وإنما يدعي ذلك ويظهر تلك الدعوى شيئًا ما أدعياء السلفية من قطبيين وغيرهم من أفراخ الإخوان المسلمين، وهؤلاء الآخِرون بهم من التقية والنفاق والمداهنة لأهل الأهواء والبدع، وبهم من التلبيس والكذب وتشويه المنهج السلفي وتشويه أهله ما بهم -عاملهم الله بعدله-.
وفي الختام أقول: إن الفتوى الصائبة الواجبة أن يقال:
إن مقاطعة حزب وفرقة الإخوان المسلمين وغيرهم من الفرق المعاصرة كالتبليغ والتكفير والهجرة والقطبية والسرورية وغيرها، إن مقاطعة هؤلاء لأهل العلم ووقيعتهم في أهل العلم وطعنهم فيهم لكبيرة من الكبائر بلاشك ولا مرية، فهل من مدكر؟!
أسأل الله أن يبصرنا بالحق، وأن يثبتنا عليه، وأن يرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وأن يبارك فينا وفي ذرياتنا وأهلينا وإخواننا، وأن يحفظنا وإياهم من الأهواء، وأن يغفر لنا ولهم، وأن يرحمنا وإياهم، وأن يختم لنا ولهم بالحسنى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم تسليمًا
انتهى في عشية يوم الجمعة الموافق الثامن عشر من شهر ربيع الأول لسنة ثمان وعشرين وأربعمائة وألف من الهجرة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام.
منقول

أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الأحد مايو 05, 2024 9:06 am


التفصيل في المقاطعة؟
الشيخ د. محمد هشام طاهري



أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الأحد مايو 05, 2024 9:14 am


هل المقاطعة واجبة ؟
الشيخ أسامة البداح



أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الأحد مايو 05, 2024 9:54 am

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في حكم مقاطعة منتجات الكفار Aa12
حكم مقاطعة المنتجات الدانمركية



أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى