شبكة سبيل المؤمنين العلمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

التثبت والتحري؛ وما أدراك ما التثبت والتحري!!

اذهب الى الأسفل

التثبت والتحري؛ وما أدراك ما التثبت والتحري!!  Empty التثبت والتحري؛ وما أدراك ما التثبت والتحري!!

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مايو 10, 2024 11:04 pm


التثبت والتحري؛ وما أدراك ما التثبت والتحري!!
قال الشيخ : صَالح بِنْ سَعد السُّحيْميّ–حفظه الله- :
نحن في عصر الإشاعات الكثيرة؛ قد يكون مصدر بعضها إنترنت، قد يكون المصدر جريدة وصحيفة، قد يكون المصدر شريطًا وزعه فلان وعلان، قد يكون المصدر شخصًا مغرضًا يريد أن يوقع العداوة بين الناس، قد يكون المصدر وسيلة من وسائل الإعلام، قد يكون المصدر ظنًا؛ "إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث"، والله – تبارك وتعالى – يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [الحجرات: 12]، قد يكون المصدر تقصيرًا عندي أنا، ما استطعت أن أُفهِم أخي ما أريد!
يعني فلا يتسرع المسلم في تصديق الإشاعات التي تثار، وقد كثر القيل والقال في هذه المسألة.
الله – عز وجل – يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ
نَادِمِينَ} [الحجرات: 6] .
وقال –مخاطبًا الصحابة-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}
[النساء: 94].
البعض من الإشاعات قد تكون إلزامات، قد تكون إلزامات! فلان قال: كذا وكذا، إذًا هو يقصد كذا وكذا.
فلان كتب كذا كذا؛ إذن هو يقصد كذا كذا!
قد تكون الإشاعة ناتجة عن بتر كلامٍ، بُترَ الكلام واقتصر على كلام، كقاعدة من يَـقِـفُـون على (فويل للمصلين) ولم يقرأ ما بعدها.
قد يكون السبب ناتجًا عن مرض في القلوب، يحتاج إلى علاج، والقلوب تصدأ كما يصدأ الحديد. والرسول صلى
الله عليه وسلم؛ يقول: ((ألا وإن في الجسد مضغة إذا صَـلَحت صَـلَح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله))
ألا وإني أوصيكم ونفسي بالعناية بهذه القلوب، وعلاجها بهدي كتاب الله – عزَّ وجل–، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقراءة سيرة السلف الصالح؛ من أمثال كتب مشايخنا: كتب ابن القيم، وابن تيمية، وابن عبد الوهاب، والسعدي، وغيرهم من المشايخ الذين كتبوا في هذا الباب.
فإذن الأمر هذا يحتاج إلى وقفة.
حتى البعض إذا ناصحه أخوه وبـيّـن له مسألة نفر منه!
قد تكون النصيحة بينه وبينه! يقول له: يا فلان! أنت أخي، المؤمن مرآة أخيه، فأنا –والله- أخي نصحني في مسألة، وقال لي: ترى كذا وكذا، إن كانت النصيحة واردة؛ فالحمد لله، فهذا .. إن كان لي ملحوظة عليها أقول: يا أخي! ترى وجهة نظري كيت وكيت، يسددني وأسدده، والمؤمنون يكمل بعضهم بعضًا ((المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بدمتهعم أدناهم)).
أما أن أرتب على شيء وقع في نفسي، أو في قلبي، أو وُشِيَ إليّ، أو نُقِلَ إليّ، أو أُشِيعَ عندي، ثم أبدأ أحمل على أخي، وأزيد الطن بلة، ثم تتنامى المسألة؛ حتى تصبح كبيرة، وهي عبارة عن فقاعات، ولكن تنمو –والعياذ بالله- الشر ينمُّ بسرعة……
فالجريان وراء الإشاعات يعتبر جريان وراء السراب، وقد رتب البعض على تلك الإشاعات: الهجر، والولاء والبراء! مصائب عظيمة خطيرة جدًا،
وقد تكون لا شيء، قد تكون وهمًا، ومرضًا في القلوب، أو مرضًا في النفوس؛ فانتبه يا عبدَ الله! أوصيك ونفسي بالوقوف طويلاً عند هذه الأمور.
البعض منهم يأتيه مثلاً –قد يكون خطيبًا، يفعله حتى بعض الخطباء عندنا– يأتيه شاب طائش! بقصاصة جريدة، والله نُشِر في الجريدة الشيء الفلاني، والخبر الفلاني، يصعد على المنبر ويخطب على ضوء ما نُشِرَ في هذه الصحيفة!
فيعني القضية تتطلب وقفة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ
الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [الحجرات: 12]
انتبه -يا عبد الله!- لا تلزم أخاك .
ثم هناك شيء آخر: يا أخي لا تعاتب في كل شيء، هب أنني أخطأت أنا، وحصلت مني هفوة!
«إذا كنت في كل الأمور معاتبا ** أخاك فلن تلقى الذي لا تعابه»
لماذا لا تكظم؟!
لماذا لا تكون من الذين قال الله فيهم: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ}؟
[آل عمران: 134]
سبحان الله! يا أخي حاول أن تتصف بهذه الصفة، فلان قال فيك الذي قال، التقي به بوجه طلق، وانْسَ كل ما قيل، وعانقه، وصافحه؛ حتى تتحات الذنوب بهذه المصافحة، وانسَ هذه الإشاعة التي قيلت، لاسيما أنتم طلبة العلم، والسلفيين خاصة، والمسلمين عامة، ينبغي أن يتنبهوا لهذه القضايا.
هل تعلم أنكما إذا تصافحتما تحاتت خطاياكما؟ كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم.
كم من هذا المعنى؛ الحديث انتبه له، اجعله نصب عينيك.
والله نفسك قالت لك: هذا الذي لا خير فيه، تكبر علينا، وفي قلبه كبر و ... قد يكون ما عنده لا تكبر، ولا شيء، يمكن هذا وهم في نفسك، قد يكون وهمًا في نفسك.
فانتبه! اكسر الحاجز أنت! ابدأه بالسلام، اتبع السنة، وبخاصة أن البعض قد اتخذ طريقة في الهجر تختلف عن ضوابط السلف؛ فيهجر بدون سبب واضح، يا أخي! مسائل الهجر، وقواعد الهجر حددها العلماء، قد يقع أخوك في مسألة، ولا ينبغي لك أن تهجره؛ لئلا يقع في ما هو أعظم، لا تسْـلمه للأعداء، انتبه! تتركه لمن؟ فتتلقفه الجماعات الأخرى، هناك ألف جماعة تتحرى، وأنت مباشرة تعنفه، وتعابته، وتصول، وتجول عليه، وتكيل له المكايل من الظنون وما إلى ذلك؛ حتى تنفره؟
انتبهوا! لا يفهمني أحد خطأ، لا يفهمني أحد خطأً!
أنا لا أقصد العمل بالموزانات؛ التي يدعو إليها دعاة البدع؛ يقول: إذا أردت أن ترد على أهل البدع؛ فأذكر حسناتهم أولاً، لا، والله ! هذا مرفوض، هذا مبدأ فاسد، ولا أقصد القاعدة الفاسدة التي تقول: "نجتمع فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه" لاسيما أنهم طبقوا تحتها حتى أصول الدين –وللأسف!-. …..
افرض أن أخي أخطأ، وصدرت منه كلمة؛ لماذا لا أذهب إليه؟ لماذا لا أبين له؟ لماذا لا أرسل إليه من يدعوه إلى الخير، ويبين له حتى لا نسلمه أعداء منهج أهل
السنة والجماعة؟
أنا وقفت عند هذه المسألة –يا إخواني-؛ لأنها -كما يقول الصحفيون-: حديث الساعة، أو حديث شؤون الساعة.
فنحن لابد أن نعالج هذه المسألة.
أيضًا هذه قد تجر إلى التسرع في مسألة الجرح والتعديل، يا إخواني! هذه لها ضوابط، يعرفها أهل العلم، أنا لن أعيدها – الآن – هنا – لكن يُرجَعُ فيها إلى العلماء الربانيين، إلى أهل العلم الكبار.
فلان وقع في كذا؛ هو مبتدع، فلان مشى مع فلان قال: هذا مبتدع! اتركه عنك!
فلان ذهب إلى المكان فلاني –على ما قالوا في اللغة العامية-: ( اقصروك منو، لا خليه يروح بس، ما دام أنو راح مع المبتدع هو مبتدع)!
والله إني وجدت شخصًا محسوبًا على طلب العلم –زيد من الناس–؛ قال عن أحد إخوانه كلمة، نقَل أن فلانا يقول في فلان: كيت وكيت؛ فلما انتشرت
القالة حققنا في الأمر؛ فأحضر الرجل؛ فقيل له: لماذا تنقل عن أخيك كذا وكذا؟
قال: أنا سألته عن مسألة وعرفت –انتبهوا إخواني!- أنه عندما أجاب أنه يعني فلانًا!
أشهد أن لا إله إلا الله!
كيف عرفت؟ ظلمتني يا أخي! كيف استنتجتَ من أنني أعني فلانًا؟
ووالله! ما خطر في قلبي ذلك الرجل الذي أشرت إليه!
هذه كثير! مسائل تحتاج إلى وقفة –يا إخوان!– تحتاج إلى تركيز.
الآن يتصل بنا وبغيرنا من إخواننا من طلبة العلم، ومن مشايخنا؛ يتصل شخص بسماحة المفتي –وفقه الله- أو بمشايخنا الآخرين الشيخ صالح الفوازن، الشيخ الغديان، الشيخ صالح اللحيدان، وغيرهم من مشايخنا، الشيخ عبد المحسن العباد، وغيرهم من مشايخنا،
الذكر ليس على سبيل الحصر –بارك الله فيكم–.
يأتي ويطرح مسألة يقول: يا شيخ! ما رأيك في كذا؟
فيجيب الشيخ جوابًا مسدَّدًا كاملاً موفقًا، بعد قليل يأتي هذا المسكين الذي سأل؛ فيضيف إلى جواب الشيخ الحكيم الذي هو فصلٌ في المسألة التي سأل عنها؛
فيجعل عنوانًا: (رد الشيخ فلان على فلان من الناس)!
وهو يكذب!
أولاً: أن الشيخ لم يقصد فلانًا من الناس؛ فافترى على الشيخ.
ثانيًا: لا تنطبق المسألة على هذا الذي يزعم أنه يُرد عليه.
ثالثًا: فيها كذب وتزوير وسفه وتلبيس.
رابعًا: فيها إشاعة للباطل.
خامسًا : فيها إفساد للقلوب.
طيب! الجاهل إذا رأى رد الشيخ فلان –من مشايخنا الكبار الذين نعتز بهم وبالتتلمذ عليهم– رد الشيخ فلان على فلان؛ ماذا يتصور العامي الذي يقرأ هذا العنوان في مواقع الإنترنت؟
خلاص المشايخ اختلفوا! يا سبحان الله!
ظلم الشيخ، وظلم المجني عليه –الذي يزعم أنه مردود عليه-، وظلم نفسه، وظلم الأمة؛ بهذا الطرح الفاسد. فانتبه يا عبد الله!
الآن ملآنة الساحة من هذا الموضو ! ملآنة من هذه الخزعبلات!
إخواني! اسمحوا لي أن أطلت في هذه المسألة؛ لأمر نحن نعاني منه الآن.
عشرات الأشرطة –الآن– مليئة: رد الشيخ فلان على فلان، رد الشيخ فلان على فلان، وكلها -لو حققت– لوجدت أنها من هذا القبيل.
فانتبه يا عبد الله! واتق اللهَ! تذكر الوقوف بين يدي الله، وعند الله تجتمع الخصوم.
إذا وقف أمامك الشيخ المُستفتى، والشيخ المظلوم، والأمة التي ظلمتها بهذا الطرح بين يدي الله، يوم نقف بين يدي الله غرلاً بُهمًا، ليس أمامك إلا ما قدمت؛
ما جوابك؛ إذا كان هؤلاء كلهم خصومًا لك؟ ماذا تقول؟ ما هي حجتك؟
الدواوينثلاثة:
o ظلم لا يغفره الله وهو الشرك .
o وظلم تحت مشيئة الله، وهو ظلم العبد فيما بينه وبين ربه.
o وظلم لا يترك الله منه شيئًا، وهو ظلم العباد فيما بينهم.
أتدرون من المفلس؟ -يقول النبي صلى الله عليه وسلم-؛ قالوا : يا رسول الله! المفلس عندنا من لا درهم له ولا متاع؛ قال: ((لا؛ المفلس من يأتي يوم القيامة
بصلاة وصوم وأعمال، ثم يأتي وقد ظلم هذا، وشتم هذا، وسب هذا، وضرب هذا؛ فيؤخذ لهذا من حسناته، ولذاك من حسناته؛ فإذا فنيت حسناته أخذت من سيئاتهم
فطرح عليه ؛ فطرح في النار)).
تذكر يا صاحب الإشاعة! هذا الموقف؛ تذكر أنه ستخاصمك أمة، ليس فردًا؛ فيما طرحت، وفيما نشرت عبر الإنترنت أو عبر بعض الفضائيات.
ثم من المشكل أنهم إلى الآن يتسمون بأسماء مزورة، وأسماء مزيفة، وأسماء كبار، وفلان الكذا، فلان الكذا، فلان الكذا .
«مما يزهدني في أرض أندلس ** أسماء معتضد فيها ومعتمد
أسماء مملكة في غير موضعها ** كالهر يحكي انتفاخًا صولة الأسد»
فاتق الله يا عبدَ الله! .انتهى كلام الشيخ حفظه الله
[من محاضرة بعنوان وصايا مهمة لعامة الأمة]


أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 2369
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 48

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى