شبكة سبيل المؤمنين العلمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة

اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة Empty مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مارس 08, 2024 9:28 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة 410
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
يظن بعض الناس أن علم الجرح والتعديل كان موجوداً في عصر من العصور ثم انقرض ولم يعد له وجود من مئات السنين من زمن ابن معين وأبي زرعه وابن حبان وأمثالهم من علماء الحديث القدامى .
أما في العصور المتأخرة فليس ثمة حاجة إلى هذا العلم لأن الأسانيد كتبت والأحاديث دونت والرواة عُدلّت وجُرّحت وما على المتأخر إلا الإفادة من المتقدم وليس لأحد أن يتكلم في الرجال جرحاً وتعديلاً بعد عصر الرواية فالجرح والتعديل مدون في الكتب ولم يعد الآن رواة للحديث ـ أصلاً ـ حتى ننشغل بجرحهم وتعديلهم !!.
هكذا يظن هؤلاء وهو ظن بليد ساذج ناشئ عن تصور خاطئ لعلم الجرح والتعديل حيث يتصورون أن هذا العلم خاص برواة الحديث وليس الأمر كما يتصور هؤلاء فإن علماء السنة والحديث القدامى أدخلوا في كتب الجرح والتعديل رجالاً ليسوا من الرواة ولا صلة لهم بالرواية وهذا أمر معروف لا يحتاج إلى ضرب أمثلة .
فيقال لهؤلاء :
إذا كان الجرح والتعديل محصوراً في الرواة كما تزعمون فلماذا عمد علماء الحديث القدامى إلى رجال لا علاقة لهم بالرواية فأوردوهم في كتبهم ؟!!
أهو من أجل الغيبة والقدح في الناس وأكل لحومهم ( كما يظنه من يظنه منكم !) أم لأجل النصيحة للناس والتحذير من مسالك أولئك المجروحين وبدعهم وضلالاتهم ؟
فإن قلتم :
ذكروهم لأجل الغيبة فقد وقعتم في شيء عظيم واتهام خطير لعلماء السلف لا يصدر إلا من زائغ مخذول لا مجال للكلام معه . وإن قلتم : بل ذكروهم تحذيراً من مناهجهم المخالفة للكتاب والسنة .
نقول: إذن التحذير من المبتدعة داخل في الجرح والتعديل بدليل صنيع الأئمة الأولين كما أقررتم أنتم به .
وعليه نقول : إن علم الجرح والتعديل لا ينقطع إذن مادام في الدنيا سنة وبدعة وهدى وضلالة وأهل حق وأهل باطل .
ومن حارب (( الجرح والتعديل )) بعد هذا فإنما يحارب دين الله من حيث لا يشعر فلولا الجرح والتعديل لما عرفنا الفرق بين محمد بن سيرين ومعبد الجهني وبين أيوب السختياني وعمرو بن عبيد وبين ابن المبارك وبشر المريسى*بل في عصرنا الحاضر كيف عرف الناس ضلالات زاهد الكوثري واعتزاليات محمد الغزالي وطامات سيد قطب وإخوانيات سلمان العودة أليس كشف هؤلاء وتحذير الناس منهم كان بالجرح والتعديل ؟!
ولو أن أهل العلم سكتوا عن هؤلاء فسكت الشيخ عبد الرحمن المعلمي عن زاهد الكوثري وسكت الشيخ صالح الفوزان عن الصابوني وسكت الشيخ ربيع عن سيد قطب فكيف يعرف الناس الحق ويهتدون إلى الصواب و يتبينون أخطاء وضلالات أولئك . فإن قال قائل : إن الرد على المخالف واجب على العلماء ونحن لا ننكره لكننا ننكر الجرح والتعديل في هذا العصر .
قيل له : قد قررنا آنفاً أن الرد على المخالفين والتحذير منهم هو جزء لا يتجزأ عن علم الجرح والتعديل وبينا الدليل على ذلك . وأنتم إن وافقتمونا على هذا فالخلاف يكون عندئذ لفظياً فنحن نقول (( جرح وتعديل )) وأنتم تقولون (( الرد على المخالف )) والمضمون واحد بين العبارتين . مع أن استعمال كلمة ( جرح وتعديل ) أولى لأنها كلمة سلفية درج عليها العلماء من قديم ولأنها أشمل حيث يدخل فيه التعديل والمراد به التزكية حيث يسأل الإمام أو العالم السلفي عن أشخاص فيزكيهم ويثني عليهم ويوصي بالأخذ عنهم وهذا مفيد أيضاً خصوصاً لطلبة العلم . ولا أظن أن أحداً من العقلاء يقول عن (( التعديل )) إنه انقطع الآن ولا حاجة لنا به . وأرى من المهم هنا التنويه بكلمة قالها الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله في حق أحد علمائنا الأفاضل ممن له جهود مشكورة في الرد على المخالفين والتحذير من الضلال المبتدعين وليس ينكر هذه الجهود إلا أعمى البصيرة مصاب بالكبر الذي هو بطر الحق وغمط الناس . ألا وهو قول الألباني في الشيخ ربيع إنه حامل لواء الجرح والتعديل وهي كلمة حق صادرة من إمام المحدثين في هذا العصر وداخلة في باب (( التعديل )) والمقصود بها هو الذي لا يعرف له في هذا العصر نظير في الرد على المخالف خصوصا بعد موت الشيخ حمود التويجري فهو بحق حامل لواء الجرح والتعديل بيد أن مشكلة الشيخ ربيع أنه يعيش في بيئة عشش فيها الإخوان المسلمون وباضوا وفرخوا وقد أدخلوا على الشباب كثيراً من المفاهيم الخاطئة كمفهوم الموازنات الذي عمل الشيخ ربيع نفسه على سحقه ومفهوم لا تتكلم في الناس حتى ولو كان هؤلاء الناس من أضل الناس . ومفهوم أن علم الجرح والتعديل انقطع مع انقطاع القرون الأولى وغير ذلك من المفاهيم التي حالت بين الشباب وبين الاستفادة من كتب الشيخ ربيع ومقالاته في الرد على المخالفين وإذا كان ما يقوم به الشيخ ربيع وأمثاله من أهل السنة في الرد على المخالفين الذي هو جزء من علم الجرح والتعديل إذا كان هذا غيبة وكلاماً في الناس ! فماذا نسمي ما كان يقوم به أحمد بن حنبل وكلامه معروف في يعقوب بن شيبة وعبد الله بن سعيد بن كلاب والحارث*المحاسبى*والحسين الكرابيسي وعلى بن الجعد وابن الثلجي وغيرهم كثير ممن كان يجرحهم ليس لأجل الرواية وإنما لأجل العقائد والمناهج وماذا يسمى أيضاً ما كان يقوم به شيخ الإسلام ابن تيمية من كلامه في ابن عربي ونصر المنبجي والجاشنكير وغيرهم ممن لا علاقة لهم بالحديث وروايته.
قال البرزالي - رحمه الله - وفي شوال ( سنة 707 هـ ) شكى الصوفية بالقاهرة على الشيخ تقي الدين ( ابن تيمية ) وكلامه في ابن عربي وغيره إلى الدولة . ( البداية والنهاية 18 / 74 ) وقال ابن كثير : ... أن الشيخ تقي الدين ابن تيمية كان ينال من الجاشنكير ومن شيخه نصر المنبجي ... ويتكلم فيهما وفي ابن عربي وأتباعه ( المصدر السابق 18 / 83 ـ 84 ) .
فهل هذا من الغيبة ؟ اللهم عذراً إليك فقد احتجنا إلى توضيح الواضحات لما ابتلينا به من عقول مغلقات قد أفسدتها التعصبات وحجّرتها الحزبيات ! حتى أصبح علم الجرح والتعديل وهو العلم الذي حفظ به دين الله أصبح كبيرة من كبائر الذنوب وأصبح من يحمله مرغوباً عنه وعن علمه لأنه يتكلم في الناس !! فالبشرى ينبغي أن تزف الآن إلى مشائخ الطرق الصوفية وملالي الحوزات الرافضية وغيرهم من الضلال بأن علم الجرح والتعديل الذى أقض مضاجعكم وهتك أستاركم وكشف مخازيكم وبين ضلالاتكم وأبعد الشباب عنكم وحذر الأمة منكم قد صلت عليه الجماعات الحزبية صلاة الغائب ودفن في مقابر الإخوان المسلمين حتى الأجزاء الحية التي بقيت منه قد تحولت عندهم إلى غيبة محرمه بإجماع المسلمين وما عاد شبابهم يقبلون كلاماً في أحد وهاهو الرافضي اللبناني حسن نصر الله قد مجده شباب السنة وعظموه وهتفوا له بصواريخ طائشة أطلقها على اليهود ! ولم يسمعوا إلى كلام شيوخهم أنه رافضي خبيث ! فهذا دليل واضح على أن علم الجرح والتعديل ما عاد له قيمه عند هؤلاء الشباب الذين تربوا في محاضن الإخوان المسلمين بل قد حرروا قواعد مضادة لعلم الجرح والتعديل ومن ذلك قولهم (( ليس أحد إلا وتكلم فيه فتنبه )) وهذه من أخبث القواعد لأنها تجعل الشاب ضائعاً مائعاً حائراً إذا حذر من الكوثري أو الصابوني أو أبي غدة أو الترابي أو الغزالي يقابل نصائح الناصحين وتحذير المحذرين بهذه القاعدة الخبيثة (( ليس أحد إلا وتكلم فيه )) يعني : لن أقبل ! والله المستعان . واختم الكلام بنفيسة من نفائس الحافظ السخاوي ( ت 902 ) وهو التلميذ الأبر والأشهر للحافظ ابن حجر ( ت 852 ) حيث قال رحمه الله في كتابه (( فتح المغيث )) : فإن قيل : قد شغف جماعة من المتأخرين القائمين بالتأريخ وما أشبهه كالذهبي ثم شيخنا ( ابن حجر ) بذكر المعايب ولو لم يكن المعاب من أهل الرواية وذلك غيبة محضة ولذا تعقب ابن دقيق العيد ابن السمعاني في ذكره بعض الشعراء وقدح فيه بقوله : إذا لم يضطر إلى القدح فيه للرواية لم يجز .
ونحوه ابن المرابط : قد دونت الأخبار وما بقي للتجريح فائدة بل انقطعت من رأس الأربعمائة ودندن هو وغيره ـ ممن لم يتدبر مقالته ـ بعيب المحدثين بذلك قلت ـ القائل الحافظ السخاوي ـ : الملحوظ في تسويغ ذلك كونه نصيحة ولا انحصار لها في الرواية ... إلى آخر كلامه رحمه الله وهو كلام متين خلاصته ما ذكرته آنفاً أن علم الجرح والتعديل قائم على النصيحة للمسلمين والنصيحة لا تنحصر في الرواية فقط ولأجل ذا كتب الحافظ الذهبي رسالته (( ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل )) وبلغ بها إلى عصره وهو القرن الثامن وذكر من علماء عصره : شيخ الإسلام ابن تيمية والحافظ أبي الحجاج المزي والحافظ البرزالي ... ومعلوم أن كلام هؤلاء ليس كله في الرواة ولا سيما الأول منهم . وكذلك الحافظ السخاوي حيث اعتمد رسالة الذهبي ونقلها في رسالته (( المتكلمون في الرجال )) وبلغ فيها إلى شيخه الحافظ ابن حجر المتوفى في منتصف القرن التاسع . فإذا كان العلماء حافظوا على علم الجرح والتعديل إلى القرن التاسع فما الذي يمنع من بقائه إلى القرن الخامس عشر مع قيام المقتضى أم أن المخالفين للسنة من ذوي الأهواء والبدع بقوا إلى القرن التاسع ثم انقرضوا فانقرض معهم الجرح والتعديل ؟! فإن قال قائل : إن الجرح والتعديل قد وضعه بعض الناس في غير موضعه فتراهم يتكلمون في غالب الناس ولا يتحاشون من الأقوام من أحد ولو كان هذا الذي يتكلمون فيه معروفاً بالسنة والطريقة المستقيمة ثم يجعلون هذا القدح الظالم من الجرح والتعديل الذي كان عليه الأئمة فنحن من أجل منع هؤلاء من هذا العبث والعيث في أعراض الناس قلنا : إنه لا جرح ولا تعديل في هذه الأزمان ! فالجواب : أن هذا البلاء كان موجوداً في زمن الأئمة حيث كان بعض الناس يتكلمون بدون علم ولا ورع ولم يكن معالجة هذا الداء بالمنع من الجرح والتعديل لأن العلماء يعلمون أن إغلاق الجرح والتعديل يفضي إلى مفاسد عظيمة أضعاف أضعاف تلك المفسدة المذكورة يقول الحافظ السخاوي عن الشيخ أبي القاسم عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي المعروف بأبي شامة المتوفى سنة ( 665 ) : كان ـ مع كونه عالماً راسخاً في العلم مقرئاً محدثاً نحوياً يكتب الخط المليح المتقن مع التواضع والإنطراح والتصانيف العدة ـ كثير الوقيعة في العلماء والصلحاء وأكابر الناس والطعن عليهم والتنقص لهم وذكر مساويهم وكونه عند نفسه عظيماً فصار ساقطاً من أعين كثير من الناس ممن علم منه ذلك وتكلموا فيه وأدى ذلك إلى امتحانه بدخول رجلين جليلين عليه داره في صورة مستفتيين فضرباه ضرباً مبرحاً إلى أن عيل صبره ولم يغثه أحد .
فالسخاوي ـ رحمه الله ـ الذي يندد هنا بهذا الأسلوب الأرعن في الوقيعة في الناس وينكره ويحذر منه هو نفسه الذي ذب عن علم الجرح والتعديل وقرر بقاءه إلى القرن التاسع إلى زمنه هو رحمه لله لتعلم أن العلماء لا يطرحون علماً كاملاً كعلم الجرح والتعديل من أجل أخطاء تقع من بعض المنتسبين له ولو جرينا على هذا النمط لألغينا علم الطب لكثرة ما يقع فيه من أخطاء ولا يقول بهذا عاقل .
والمقصود أنه إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث فالأخطاء والتصرفات الشاذة لا تسلم منها طائفة من الناس مهما بلغت في الرقى والكمال الإنساني إلا أنبياء الله ورسله صلوات الله وسلامه عليهم .
وعلى العاقل أن ينظر في المآلات ويوازن بين المصالح والمفاسد قبل أن يصدر الأحكام ويقرر إلغاء شيء أو إبقاءه . علماً بأن علم الجرح والتعديل صار من بين العلوم كالجبل الراسي لا يقوى أحد على زحزحته إلا إذا زحزح العلم كله ولو زحزح العلم (( لغلقنا الباب وانقطع الخطاب ولماتت الآثارواستولت الزنادقة ولخرج الدجال )) كما يقول الحافظ الذهبي في ترجمة ابن المديني من كتابه (( ميزان الاعتدال ))
وهذه  فتاوي أهل العلم السلفيين حول مسألة "جرح أهل البدع في هذا الزمان" أحببت أن أضعها بين يدي إخواني حتى يستفيدوا منها ويكونوا على بينة من أمرهم خصوصا في هذه الأوقات التي كثر فيها دعاة التشغيب والتلبيس نسأل الله أن يكفينا شرهم .


عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الأربعاء أبريل 03, 2024 10:44 pm عدل 6 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مارس 08, 2024 9:30 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة Oa_o10
هناك من يرى أن باب علم الرجال مغلق أو انتهى من قديم
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا
السؤال : فيما يتعلق بتخريج الأحاديث وتعديل الرواة وتجريحهم, هناك من يرى أن باب علم الرجال مغلق أو انتهى من قديم, كيف ترون ذلك -سماحة الشيخ-؟
الجواب : " لا، هذا ليس بصحيح، بل علم الرجال والنظر في الأحاديث باق، ولم يمض، بل لا يزال، أهل العلم عليهم أن يعتنوا بهذا وأن يراجعوا الأحاديث ويميزوا بين صحيحها وسقيمها ويرشدوا الناس إلى ذلك، ولا يقفوا عند ذكر فلان أو فلان، بل يتابع، مثل المنتقى مثل بلوغ المرام، مثل السنن الأربع، مثل مسند أحمد، يراجع الأسانيد ويعتني بها ويعرف صحيحها من سقيمها حتى يستفيد من ذلك ويفيد غيره، وهكذا شأن طالب العلم الذي قد وفقه الله لمعرفة الأحاديث ومعرفة أسانيدها ومعرفة أحوال الرجال واشتغل بهذا الشيء يكون فيه فائدة عظيمة له ولغيره ".
[   نور على الدرب-411] و[نشر في جريدة الرياض العدد 10736 بتاريخ 19/8/1418هـ. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 25/ 65)].
المصدر: موقع الشيخ.
ضابط الجرح والتعديل والفرق بينه وبين الغيبة




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الجمعة مارس 15, 2024 9:40 pm عدل 8 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مارس 08, 2024 9:31 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة Aoao10
(وباختصار أقول: إن حامل راية الجرح والتعديل اليوم في العصر الحاضر وبحق هو أخونا الدكتور ربيع، والذين يردون عليه لا يردون عليه بعلم أبداً، والعلم معه وإن كنت أقول دائماً وقلت هذا الكلام له هاتفياً أكثر من مرة أنه لو يتلطف في أسلوبه يكون أنفع للجمهور من الناس سواء كانوا معه أو عليه ، أما من حيث العلم فليس هناك مجال لنقد الرجل إطلاقاً إلا ما أشرت إليه آنفاً من شئ من الشدة في الأسلوب ، أما أنه لا يوازن فهذا كلام هزيل جداً لا يقوله إلا أحد رجلين : إما رجل جاهل فينبغي أن يتعلم، وإلا رجل مغرض ، وهذا لا سبيل لنا عليه إلا أن ندعو الله له أن يهديه سواء الصراط .
هذا هو جواب السؤال ، وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين).اهـ
[من شريط بعنوان"منهج الموازنات" ، تسجيلات طيبة بالمدينة النبوية ، برقم (86)]
وقد تراجع الشيخ الالباني عن قوله أن الشيخ ربيع عنده شيء من الشدة وكان ذلك في آخر حياته كما نقل عنه رحمه الله.
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــا
أو



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الأربعاء أبريل 03, 2024 10:56 pm عدل 5 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مارس 08, 2024 9:31 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة 3210
حكم الجرح والتعديل في هذا العصر
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــــــــــا
أو

يقول السائل: هل سنة الجرح والتعديل ماتت ؟ ،وما حكم الرد على المخالف بغض النظر عن شخصيته ؟
الجواب : " أنا أخشى أن تكون هذه كلمة حق أريد بها باطل ،
الْجَرح والتعديل لَم يَمُت ولَم يدفن ولَم يُمْرض ولله الحمد ، هو قائم .
الْجرح والتعديل يكون في الشهود عند القاضي ، يُمكن يجرحون الخصم ويطلب منهم البينة ،
ويكون أيضا في الرواية ، وقد سمعنا قراءة إمامنا قول الله تعالى:
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا)) .
فالْجَرح والتعديل لا يزال باقيًا ما دَام نوع الإنسان باقيًا،
ما دام النوع الإنسان باقيًا ؛ فالْجَرح والتعديل باق .
لكن أنا أخشى أن يقول قائل : إن هذا الإنسان مجروح ، وليس بمجروح ، فيتخذ من هذه الفتوى وسيلة لنشر معايب الخلق .
ولهذا أقول : إذا كان في شخص عيب ما ، فإنْ اقتضت الْمصلحة أو الْحاجة، أو الْضرورة إلى بَيانه . فلا بأس به ، لا بأس منْ بيانه ،
ولكن الأحسن أن يقول : بعض الناس يفعل كذا ، بعض الناس يقول:كذا،لسببين :
السبب الأول : أن يسلم من قضية التعيين .
والسبب الثاني : أن يكون هذا الْحكم شاملا له ولغيره.
إلا إذا رأينا شخصًا مُعينًا قد فُتِنَ الناس به ، وهو يَدْعو إلى بدْعة أو إلى ضَلالة ، فَحِينئذ لا بدّ منْ التّعيين حَتى لا يَغترّ الناس به " . اهــ
[من شريط "إلى متى هذا الخلاف "]




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الجمعة مارس 15, 2024 9:42 pm عدل 4 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مارس 08, 2024 9:32 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة Aaia10
علم الجرح والتعديل



أو


السؤال الثاني : ما موقف العلماء من دعاة التغريب الذين يبدون كل وقت من وسائل الإعلام المحلية الى تغريب المرأة فماذا تنصحون؟
الجواب : " دعاة الضلال كثيرون ومتنوعون, ما هو بس التغريب,
دعاة الضلال، دعاة للشرك، دعاة للبدع والمحدثات، دعاة للتغريب،
دعاة الى المعاصي والمحرمات ...الدعاة كثيرون إلى الضلال
يجب التحذير منهم
ويجب الرد عليهم لمن يحسن الرد
ويجب رفع أمرهم الى ولاة الأمور يأخذ على أيديهم
لا يجوز تركهم.
نعم".اهـ
[من " لقاء مفتوح 04-02-1433هـ"]
السؤال الثالث: أحسن الله إليكم هذا الأخ أبو أحمد ، الحقيقة يا شيخ صالح الفوزان أرسل لي سؤال جيد وجميل ونريد أن نبسط فيه القول يقول فيه الأخ أحمد :أنا أحب السنة وأكره البدع والخرافات ، ولكن يا فضيلة الشيخ الردود على أهل البدع والزيغ يقول بعض الناس لم يكن من منهج السلف وأن كتب الردود لا ينبغي أن تنشر إلا بين طلبة العلم نرجو من الشيخ صالح أن يوجهنا في ضوء هذا السؤال ؟
الجواب : " ما ذكر السائل الردود ، لا بد أن تكون صادرة عن العلماء الذين يتقنون الرد يعرفون الخطأ ويُتقنون الرد عليه بالدليل من الكتاب والسنة ونشر الردود هذا واجب لأنه تعليم للمسلمين ، إذا نشر هو بدعته ونشر هو أخطاءه على الناس ، فلا بد أن تنشر الردود الصحيحة لإزالة ضرر البدعة والأخطاء لا بد من هذا ، هذا علاج .إذا أُخفيت الردود انتشر الشر في الناس وراجت البدع ! فلا بد من نشر الردود الصحيحة ما هو كل الردود !! الردود الصحيحة الصادرة عن أهل العلم الذين يعرفون البدعة ويعرفون الخطأ ويعرفون كيف يردون عليه من الكتاب والسنة . نعم".اهـ
[من " نور على الدرب 28-02-1433هـ"]
نصيحة إلى أصحاب الورع الكاذب الساكتون عن أهل البدع !!!
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا
السؤال :
لقد تفشى بين الشباب ورع كاذب، وهو أنهم إذا سمعوا الناصحين من طلبة العلم أو العلماء يحذرون من البدع وأهلها ومناهجها، ويذكرون حقيقة ما هم عليه، ويردون عليهم، وقد يذكرون أسماء بعضهم، ولو كان ميتًا؛ لافتتان الناس به، وذلك دفاعًا عن هذا الدين، وكشفًا للمتلبسين والمندسين بين صفوف الأمة؛ لبث الفرقة والنزاع فيها، فما هو قولكم في هذه المسألة؟
الجواب:
القاعدة في هذا التنبيه على الخطأ والانحراف، وتشخيصه للناس، وإذا اقتضى الأمر أن يصرح باسم الأشخاص، حتى لا يغتر بهم، وخصوصًا الأشخاص الذين عندهم انحراف في الفكر أو انحراف في السير ، وهم مشهورون عند الناس، ويحسنون بهم الظن، فلا بأس أن يذكروا بأسمائهم، وأن يحذر منهم.
والعلماء بحثوا في علم الجرح والتعديل، فذكروا الرواة وما يقال فيهم من القوادح، لا من أجل أشخاصهم، وإنما من أجل نصيحة الأمة أن تتلقى عنهم أشياء فيها تجن على الدين أو كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فالقاعدة أولاً أن ينبه على الخطأ، ولا يذكر صاحبه، إذا كان يترتب على ذكره مضرة، أو ليس لذكره فائدة، أما إذا اقتضى الأمر أن يصرح باسمه من أجل تحذير الناس منه، فهذا من النصيحة لله ولكتابه و لرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، يذكر إسم هذا الذي لبس على الناس و روج على الناس ، خصوصًا إذا كان له نشاط بين الناس، ويحسنون الظن به، ويقتنون أشرطته وكتبه، لابد من بيان أن هذا الشخص عنده كذا وكذا من الأخطاء ، لا يوثق به ولا يوثق بما قدمه لان فيه ضرر على الناس ، لابد من كشف الأمور ، لا من أجل تجريح الأشخاص أو التشفي، وإنما من أجل النصيحة لله ولكتابه و لرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.

الرد على نبيل العوضي في قوله أنه لا يوجد علم الجرح والتعديل في هذا الزمان
 




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الجمعة أبريل 05, 2024 4:59 pm عدل 7 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مارس 08, 2024 9:33 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة Aayoca10

هل انتهى وقت الجرح والتعديل في هذا العصر ؟!







عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الجمعة مارس 15, 2024 9:44 pm عدل 4 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مارس 08, 2024 9:33 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة Oc_aay10
هل علم الجرح والتعديل انقطع وزال وأنه لا يحتاج إليه في رجال هذا العصر ؟
أضغط هنــــــــــــــــــا
السؤال: هل علم الجرح والتعديل انقطع وزال وأنه لا يحتاج إليه في رجال هذا العصر ؟
الجواب: " الجرح والتعديل فيما يتعلق بالنسبة للسابقين والذين يترتب على جرحهم وتعديلهم ثبوت الأحاديث أو عدم ثبوتها الموجودون والمتأخرون ليس عندهم شيء يأتون به إلا ما أتى به السابقون وإنما ينظرون في كلام السابقين قال فلان كذا وقال قال فلان كذا وقال فلان كذا ثم يخلصون إلى نتيجة .
أما بالنسبة لهذا الزمان فالتعديل والتجريح موجود في المحاكم عند الشهود عندما يشهدون على شخص بأن عليه كذا فإن المدعى عليه يجرح الشهود بما يعلمهم فيهم حتى يتخلص من شهادتهم إذا كانوا غير موثوقين وغير معتبرين.
وكذلك أيضا في الناس الذين يحصل منهم الإضلال ويحصل منهم الإفساد فكونه يبين حالهم حتى يحذروا يعني هذا يعني أمر مطلوب .
لكن التوسع في هذا والاشتغال فيه حتى يؤدي الأمر إلى أن يتكلم أهل السنة في أهل السنة وينفر بعضهم من بعض هذا لا يصلح ولا ينبغي". اهــ
[ من "شرح علل الترمذي رقم الشريط 429 الدقيقة 62 والثانية 13"]
الجرح والتعديل ليس خاصاً بالحديث !
https://ia601308.us.archive.org/30/items/fawaid_0119/056.mp3
أو

السؤال:
هل الجرح والتعديل خاص بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، فإن هناك بعض الناس يغتاب بعض العلماء، ويقول: هذا من الجرح والتعديل؟
الجواب:
الغيبة ليست من الجرح والتعديل، الغيبة كون الإنسان يتحدث عن آخر من غير مصلحة، فهذا من الغيبة المحرمة، والجرح والتعديل ليس خاصاً بالحديث، بل عند القضاة هناك جرح وتعديل وتزكية للشهود الذين يدلي بهم المدعي، والمدعى عليه يجوز له أن يقدح فيهم ويذكر عيوبهم، ويقول مثلاً: مثل هذا لا يصح للشهادة، ولا تحكم علي بشهادته؛ لأنه كذا وكذا.
فالجرح ليس مقصوراً على الحديث، ولكن لا شك أن الحديث وقبوله ينبني على الجرح والتعديل، وكذلك أحكام القضاة تنبني على الجرح والتعديل، وكذلك الأمور الأخرى مثل المشورة يحتاج فيها إلى الجرح والتعديل، كما لو كان الإنسان يريد أن يصاهر إنساناً فيسأل عنه، فالمسئول يذكره بما فيه؛ لأن هذا من النصيحة، والرسول صلى الله عليه وسلم لما جاءته فاطمة التي طلقها زوجها وبت طلاقها وقالت: إن معاوية وأبا جهم خطباني قال: (أما معاوية فصعلوك لا مال له، وأما أبو الجهم فلا يضع العصا عن عاتقه)، فالجرح والتعديل ليس خاصاً في الرواية بل يكون في الحكم والقضاء وفي غير ذلك.
[من باب ما جاء في المرأة ترث من دية زوجها من شرح سنن أبي داود. الشَّيخ العباد]



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الجمعة أبريل 05, 2024 3:02 pm عدل 5 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مارس 08, 2024 9:34 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة Yoo10
الجرح والتعديل ليس خاصاً بالحديث

قال - حفظه الله تعالى -  :
" الجرح جرحان والتعديل كذلك ، وإن شئت قل: إن هذا العلم قسمان :
أحدهما متعلق برواة ، رواة الأحاديث ورجال الأسانيد ، فهذا انتهي منه ، فرغ العلماء منه وانتهوا منه ، فما على المجتهد الآن إلا أن يدرس الأسانيد وفق القواعد والضوابط التي انتهى منها العلماء ، وقرروها ثم بعد ذلك يحكم على الحديث .
أما أصحاب المقالات ونقلة الأخبار فهذا العلم باق إلى يوم القيامة ، ولا ينفك عن حاجة الناس إليه أبدا ، الناس محتاجون إليه ، ومن ذلك الرد على المخالف،وتعديل الشهود أمام القاضي ، وفي المعاملة فيما بين الناس أبدا لا ينفكون عنه ، هو جار وباق ببقاء بني آدم حتى تقوم الساعة ، والناس على هذا والمحاكم شاهد ، فإنه يشهد على هذا بفسق ويشهد على هذا بالعدالة ، يجرح هذا ، ويعدل هذا ، وفي أمور النكاح لو تقدم رجل لخطبة إمرأة ، فزكاه رجل بأنه صاحب صلاة وصاحب صيام وكذا ، ثم جرحه آخر وقال إنه : شرس الأخلاق ، فكم من إمرأة طلقت منه لسوء خلقه ؛ فإن ولي المرأة المخطوبة لا يزوجه يبتعد عنه ، فالناس مضطرون إلى قبول الجرح والتعديل الآن ، نعم ". اهـ[شريط: "الإجابات المنهجية لأسئلة الدورة الشرعية" بجدة سنة 1423هـ ]
ما تعليقكم على من يقرر ويؤصل أن قواعد الجرح والتعديل إنما هي خاصة برواة الحديث؟


ـ


عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في السبت مارس 09, 2024 7:10 pm عدل 3 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مارس 08, 2024 9:34 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة Oo10
علم الجرح والتعديل في الدرجة الأولى يتناول المبتدعة
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــــــــــا
لسائل : أحسن الله إليكم وبارك فيكم وفي علمكم ونفعنا الله بما سمعنا .
هذا سائل يقول : هل علم الجرح والتعديل خاص بالرواة فقط بارك الله فيكم .
الشيخ ربيع حفظه الله : خاص بإيش ؟
السائل : بالرواة فقط ؟
الشيخ ربيع حفظه الله : علم الجرح والتعديل في الدرجة الأولى يتناول المبتدعة ، ولهذا تجد كتب الجرح والتعديل مليئة بقول فلان مرجئ فلان جهمي فلان معتزلي فلان كذا وكذا ، كتب الجرح والتعديل وكتب العقائد تتناول في الدرجة الأولى أهل البدع والضلال .
ولهذا تجد ابن حبان والحاكم وقبله الجوزاني وابن عدي يصدرون كتبهم بالكلام على أهل البدع والزنادقة .
فالذي يقول علم الجرح والتعديل خاص بالرواة ، هذا من أجهل خلق الله بمذهب أهل الحديث الذي هو مذهب أهل السنة والجماعة ، كتب العقائد وكتب الجرح والتعديل .
وهذه أظنها من بدعهم ، الحدادية ، يتكلمون في دين الله وفي الرجال بظلم وجهل فلما طولبوا ببيان الجرح قالوا لا الجرح لا يكون على الرواة صاروا مبدعة يبدعون ناس أبرياء ويقول لا يجوز أن .. بارك الله فيكم .
ثم هناك من قد تأثر بهم من لا عناية له بالجرح والتعديل وكتبه بارك الله فيكم.
والحق أنه يتناول أهل البدع تناولا أوليا ، وهذه كتبهم ثابتة في هذا والحمد لله . نعم ..
أشد الجرح بارك الله فيك لكن فيه مبتدعة مثل دعاة معروف عنهم الصدق والأمانة والضبط وما شاكل ذلك ، فلحاجة الأمة إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخوفهم من أن يضيع منها شيء أخذوا عن هؤلاء .
في أول الأمر لما ظهرت البدع قال ابن سيرين كما روى ذلك عنه مسلم في مقدمة الصحيح : كنا لا نسأل عن الإسناد أو كانوا لا يسألون عن الإسناد فلما ظهرت البدعة قالوا هاتوا رجالكم فيؤخذ عن أهل السنة ولا يؤخذ عن أهل البدعة .
فكانوا لا يأخذون أبدا عن أهل البدع ، اتهاما لهم بأنهم قد يحرفون بتنشيط مذاهبهم الفاسدة ثم ظهر من أهل البدع من ليس متحيزا لبدعته وعنده من الدين ما يردئه عن الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم والتحريف ويثق في أمانته منهم القدري ومنهم المرجئ وما شاكل ذلك فرووا عنهم ومنهم الشيعي وغير ذلك رووا عنه الحديث هذا منهجهم المعروف يعني يضع الحديث على الصدق والأمانة ، هذه وجدت عندهم يعني الصدق والأمانة .
واشترط الجوزاني أن لا يروي لهذا المبتدع ما يوافق بدعته ، هذا أحوط بارك الله فيكم .
 [من أجوبة الشيخ بعد شرحه للباعث الحثيث يوم الجمعة 07 ربيع الثاني 1430هـ الموافق لـ 03 أبريل 2009م]
 
السؤال : لقد ذكر بعض العلماء أن علم الجرح والتعديل كان خاصا بزمن الرواة ، لكن الآن عام ألف وأربع مائة وعشرين ليس هناك شيئا اسمه الجرح والتعديل فما هو الصواب في ذلك ؟
الجواب : " هذا والله من المهازل والمضحكات المبكيات: أن يقال مثل هذا الكلام , لماّ تكثر البدع ، ويكثر الإلحاد ، ويكثر العلمانيون والشيوعيون والروافض والصوفية والأحزاب الضالة ؛ توقف الإسلام ، وأطلق العنان للناس يمرحون ويسرحون ويقولون ما يشاءون ، ولا أحد يقول : هذا غلط ، أو هذا منكر ، ولا أحد يقول : هذا مفسد ، وهذا مصلح ؟!
هذا من الضياع ، وعدم الفقه في دين الله عزوجل ؛ فالسلف ألفوا كتبا في العقائد ينتقدون فيها أهل البدع والضلال ، وسمّوا أفرادا وجماعات فهل هذا يعني انتهى أيضا؟!
ونقول: إن المبتدعين الذين كانوا في عهد السلف يناقشون ويُبيّن ضلالهم والآن لا يجوز , حرام , الآن الكلام على أهل البدع حرام ، وعلى العلمانين حرام ، وعلى الزنادقة حرام ، وعلى الروافض حرام ، وعلى الصوفية حرام ، ماشاء الله ، هذه دعوة إلى وحدة الأديان أو ماذا ؟! نستغفر الله ونتوب إليه, هذا ضلال , يجب أن يبقى الجرح والتعديل يُذَبُّ به عن دين الله وعن سنة رسول الله إلى يوم القيامة , وأن تُسلّ السيوف أكثر من ذلك لإعلاء كلمة الله تبارك وتعالى ، ودحض الكفر والباطل .
والسلف قالوا : إن الذبّ عن السنة أفضل من الضرب بالسيوف , فالذبّ عن السنة يكون بالجرح والتعديل .
وبهذه المناسبة أقول لكم : إن الحاكم رحمه الله في كتابه (معرفة علوم الحديث) قال - وكلامه حق - : الجرح والتعديل علمان :
علم الجرح : وهو علم مستقل ، وهذا يرد منهج الموازنات الباطل , علم الجرح علم مستقل ، ولهذا ألّف كثيرٌ من الأئمة كتباً مستقلة في الجرح فقط , خصّصوها للجرح مثل البخاري في الضعفاء ، والنسائي في المتروكين ، وابن حبان في المجروحين ، وابن عدي في الكامل ، وهكذا الذهبي وابن حجر ، وغيرهم كثيرون ، ألفوا مؤلفات خاصة بالجرح فقط ؛ لأنه علم مستقل , وهذا يقصم ظهر منهج الموازنات ، ويقصم ظهور أهله .
وأئمة آخرون ألفوا كتباً في الثقات ، مثل الثقات للعجلي ، والثقات لابن حبان عرفتم هذا ؟
إذا كان السلف يؤمنون بأن الجرح والتعديل علمان مستقلان ؛ فكيف تأتي الموازنات ؟ واحد يؤلّف كتابا خاصا بالجرح ليس فيه أيّ ثغرة لمنهج الموازنات, فهمتم هذا بارك الله فيكم .
الجرح والتعديل باقٍ إلى يوم القيامة , الناس يريدون أن يستفيدوا من هذا العالم فتقول لهم : هذا عالم فاضل وعلى السنة , تزكيه بارك الله فيك , وهذا العالم رافضي , هذا صوفي يقول بوحدة الوجود , هذا علماني , هذا شيوعي يتستر بالإسلام .. هذا كذا .. هذا كذا ... واجب عليك أن تبيّن , هذا واجب وهو من الجهاد ، ولا ينقطع وليس خاصا بالرواة .
ولمّا ذكر الترمذي في كتابه العلل الذي هو في آخر سننه قال : هذا العلم يعني الناس استنكروا على علماء الحديث الجرح قال : وقد جرح فلان وفلان جرح فلان معبد الجهني ، وجرح فلان جابر الجعفي ، فبدأ بأهل البدع , لماذا ؟ لأن هذا يُنتقد لبدعته لا لأنه راوٍ .
ثم ألّف السلف في الرد على أهل البدع كما قلنا ، ولم يخصصوا الجرح والتعديل بالرواة فقط : مبتدع ليس من أهل الحديث أبدا , معتزلي , جهمي , مرجئ ...الخ ، ليس له علاقة بالرواية ، لكنه مبتدع فجرحوه , فمن أين لهؤلاء أن باب الجرح أغلق , هذه مثل دعوة المذهبيين المتعصبين أن باب الاجتهاد أغلق من القرن الثاني ، وبعضهم يقول الثالث ، وبعضهم يقول الرابع ، يعني خلاص ، الله عز وجل شلّ عقول المسلمين من ذلك الوقت إلى الآن ، عقولهم مشلولة ، لا يستطيعون أن يفهموا كلام الله ولا سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم - وهذا حكم جائر ، وافتراء على الله تبارك وتعالى ، وكذلك هذه فرية ؛ الذي يقول : إن الجرح انقطع وأغلق بابه ، هذا والله يجني على الإسلام , اتق الله يا أخي ، لا تسدّ باب الجرح والتعديل ، ولن يسمع لك أهل الحق وأهل السنة ". اهـ
[ من "مجموعة الكتب والرسائل" (14/244-246)]
المصدر: موقع الشيخ
وقال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله :
" مادام هناك صراع بين الحق والباطل والهدى والضلال فلا بد من سل سيوف النقد والجرح والتعديل على أهل الباطل وهم أخطر من أهل الرواية ".
[من المجموع 249/14 ]






عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الجمعة أبريل 05, 2024 4:54 pm عدل 7 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مارس 08, 2024 9:35 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة Aaoa10
" القوم يعرفون أنهم مجروحون , فهم يوافقون على الديمقراطية وحلق اللحية ولبس البنطلون والمجالس النيابية والتصويت والانتخابات وود مع الشيوعيين والفسقة , وقد أجمع من يعتد به على الجرح والتعديل , وإذا لم يقم أهل السنة العصريون بالجرح والتعديل فسيكون كلامك أيها السني الذي تقول : قال الله , قال رسول الله –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- , وكلام محمد الغزالي الذي يحارب السنة , وكلام الشعراوي الذي يتلون وكلام علي طنطاوي واحداً ,بل كل منهم هو المقبول عند الحزبيين وعند العامة لأنهم هم العلماء الذين يتكلمون في الإذاعة والتلفزيون , ويكتبون في الجرائد والمجلات , ومن أنت بجانبهم في نظر العامة ونظر الحزبيين؟ فلابد أن يقيم أهل السنة علم الجرح والتعديل ". اهــ
المصدر:" كتاب فضائح ونصائح"
يلاحظ على بعض من ينتسب إلى السلفية الاشتغال بالنقد والتحذير من الفرق وإهمال طلب العلم وآخر اعتم بالعلم وترك التحذير حتى وصل بهم الأمر أنهم قالوا إن النقد ليس من منهج أهل السنة في شيء فما الصواب في ذلك
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــا
نص السؤال:
   يلاحظ على بعض من ينتسب إلى السلفية الاشتغال بالنقد والتحذير من الفرق وإهمال طلب العلم وآخر اعتم بالعلم وترك التحذير حتى وصل بهم الأمر أنهم قالوا إن النقد ليس من منهج أهل السنة في شيء فما الصواب في ذلك ؟
نص الإجابة:
   هؤلاء الذين يشتغلون بالنقد والتحذير يعتبرون مفرطين فى طلب العلم ومفرطين فى شأن النقد فعلماؤنا إذا نظرت إلى ترجمة ابن أبي حاتم وجدته حافظاً كبيراً بل لقب بشيخ الإسلام ، وهكذا الإمام البخارى ، والإمام أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، ويحيى بن سعيد القطان ، وأبو حاتم ، وابو زرعة ، والدار قطنى ، وابن حبان ، والحاكم فقد أخرجوا المؤلفات النافعة فى التفسير وعلم الحديث ، وألفوا الكتب النافعة وحفظوا لنا سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى اله وسلم - ، واخرجوا الكتب النافعة فى الجرح والتعديل .
   فلابد من الجمع بين هذا وهذا وإلا كان الشخص ناقصا ومفرطا .
   وانا أسألك بأى ميزان تزن الناس إذا كنت جاهلا بالعلم النافع ؟ أتزنهم بالهوى ؟! أم بما قال لك الشيخ فلان ؟ فإذا تراجع الشيخ فلان تراجعت ، وإذا حمل على طائفة حملت فلابد من الجمع بين هذا وهذا .
   والطرف الأخر الذين يهتمون بالعلم ولا يرفعون رأساً إلى الجرح والتعديل فهذا الطرف فى نظرى أحسن من الطرف الأول ، لأن الطرف الأول يتصدى لما ليس من شأنه أن يتصدى له ، لكن هذا الطرف هدم جانبا مهما .
   ورسالة أخينا بكر بن عبد الله أبي زيد < تصنيف الناس بين الظن واليقين > تعتبر أردى ما ألف ، فكثير من مؤلفاته بحمد الله تعتبر من أحسن المؤلفات فجزاه الله خيرا .
   أما أن يهدم الجرح والتعديل فإن الله عز وجل يقول فى كتابه الكريم :" وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ * هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ* مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ* عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ " [القلم 10-13 ]
   ويقول أيضاً : " تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ* مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ*سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ* وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ* فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ* " [المسد 1- 5 ] .
   والله سبحانه وتعالى يجرح أبا لهب ويجرح امرأته أيضاً ، وموسى عند أن أراد أن يبطش بالقبطى قال لصاحبه : " إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ" [القصص 18 ] .
   فهذا دليل على جواز التجريح .
   والنبى - صلى الله عليه وسلم - يقول لرجل : " بئس أخو العشيرة " فلما دخل ألان له الكلام ، فسألته عائشة فقال : " إن شر الناس من تركه الناس اتقاء فحشه " , أخرجه البخارى ومسلم من حديث عائشة .ويقول أيضاً كما فى ( الصحيح ) من حديث عائشة تقول له امرأة أبى سفيان : إن أبا سفيان رجل شحيح لا يعطينى ما يكفينى ، فالنبى - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقرها على جرح أبي سفيان .
   والنبى - صلى الله عليه وعلى اله وسلم - يقول : "من سيدكم يا بنى سلمة ؟ " قالوا : الجد بن قيس ؛ على أنا نبخله ، فقال النبى - صلى الله عليه وعلى اله وسلم - : " أي داء أدوأ من البخل ؟ سيدكم عمرو بن الجموح " .
   ويقول النبى -صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لمعاذ بن جبل : " أفتان أنت يا معاذ ؟ "، ويقول لأبى ذر : " إنك رجل فيك جاهلية " ، ويقول لبعض نسائه : " إنكن صواحب يوسف " .
   وروى البخارى فى (صحيحه ) أن النبى - صلى الله عليه وعلى اله وسلم - قال : " ما أظن فلانا وفلانا يعرفان من ديننا شيئا " وتفسير الليث بن سعد على أنهما منافقان لم يسلَّم له .
   ويقول النبى - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لحمل بن مالك بن النابغة ، وقد قال النبى - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فى امرأة ضربت امرأة أخرى فأسقطت جنينها فقال : " فيه غرة عبد أو أمة " فقال حمل بن مالك بن النابغة : يا رسول الله ! كيف ندي من لا شرب ولا أكل ولا صاح ولا استهل فمثل ذلك يطل ! فقال النبى - صلى الله عليه وعلى اله وسلم - : " إنما هذا من إخوان الكهان " من أجل سجعه .
   ويقول النبى - صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " هلك المتنطعون ، هلك المتنطعون " ، ويقول فى الخوارج : " إنهم كلاب أهل النار " ، ويقول أيضاً : " إنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية" .
   فالذى يزهِّد فى الجرح والتعديل فهو يزهد فى السنَّة ، فإن لم يكن هناك جرح وتعديل فإن كلام الداعى إلى الله العالم الفاضل مثل كلام على الطنطاوى ، أو مثل كلام محمود الصواف ، أو مثل كلام محمد الغزالى ، أو مثل كلام حسن الترابى ، أو مثل كلام الشعراوى ، أو مثل كلام الشيعة الرافضة ، أو مثل كلام الصوفى حسن السقاف .
   فأنا أقول : لا يزهد فى هذا العلم إلا رجل جاهل ، أو رجل فى قلبه حقد ، أو رجل يعلم أنه مجروح ، فهو ينفر عن الجرح والتعديل لأنه يعلم أنه مجروح .
   وأبى الله إلا أن ينصر دينه وأن يعلى كلمته وأن يظهر الحق ، فأصبح أهل السنة يلهجون بالجرح والتعديل وكأنهم كانوا نياما فيسر الله لهم بمن يوقظهم ، فما كانوا يتكلمون فى الجرح والتعديل وكأنه خاص بزمن البخارى ومسلم ، ألا نجرح الآن من يقول : الديمقراطية لا تتنافى مع الإسلام ، أليس حقيقيا بأن يجرح ، وأن يبين للناس بأنه دجال من الدجاجلة ! .
   ألا تجرح الان من يسب علماء المسلمين ، فلماذا يجرحون علماءنا الأفاضل ونحن نسكت عن هذا ؟!.
   فلابد من الجمع بين هذا وذاك ، أما لو قرأنا سير الصحابة ، وقرأنا سير التابعين وأتباع التابعين ، هؤلاء يقولون : كيف لو سمعوا كلام الذهبى : رتن وما رتن دجال من الدجاجلة ادعى الصحبة بعد ستمائة عام .
   أو سمعوا قول الإمام الشافعى : الرواية عن حرام بن عثمان حرام ، أو قول الشافعى ايضا : من روى عن البياضى بيض الله عيونه ، كيف لو سمعوا هذا الكلام ، يقولون : الإمام الشافعى هذا متشدد متزمت يطعن فى المسلمين وفى العلماء .
   نحن نتحداكم أن تثبتوا أننا نطعن فى العلماء ، طعنا فى الديمقراطية والذين يقولون بالرأي والرأى الآخر ، وفى الذين يعترفون بقرارات الأمم المتحدة ، وبقرارات مجلس الأمن ، ويقولون : ليس هذا زمان حدثنا وأخبرنا ، وهذا حديث صحيح ، وهذا حديث ضعيف .
   فنقول لهم : بل هذا زمانه لأنه قد كثرت الأحاديث الضعيفة والموضوعة .
   ونختم كلامنا هذا بقول الحافظ الصورى رحمة الله تعالى إذ يقول :
   قل لمن عاند الحديث وأضحى  ***   عائبـــــا أهلــه ومــــن يدعيـــه
   أبعلـــم تقول هـــذا أبـــن لــى          ***        أم بجهــل فالجهـل خلق السفيـه
   أيعـاب الذين هــم حفظوا الديـ  ***     ــن مـن التراهـــات والتمــويـــه
   وإلــى قولهـم ومــا قـد رووه          ***     راجــــــع كــل عــالــــم وفقيـــه
   وأنا لا أريد من السنى أن يشغل وقته ، يجعل وقتا للجماعات ، ووقتا أكبر للتنفس والنزهة ، ووقتا للأكل والنوم ، بل أريده أن يكون كما قيل :
   فكــن رجلا رجلـه فـى الثــرى    *** وهـامــة همـتــــه فــى الثـريـــا
   وقد كتب إلىَّ بعض إخوانى فى الله وقالوا : لا تشغل نفسك بهذا ، فهم يظنون أننى أشغل نفسى بهذا الأمر ، فأنا لا أشغل نفسى بهذا الأمر بحمد الله ، فالكتابة فى وقتها ، والتعليم فى وقته ، والجرح والتعديل فى وقته .
   وكان ابن الجوزى يتحدى أهل زمانه أن يأتوا أو يحدثوا بأحاديث ضعيفة أو موضوعة وهو موجود . وهكذا غير ابن الجوزى من العلماء المتقدمين قبله كانوا يتحدون معاصريهم أن يأتوا بأحاديث ضعيفة أو موضوعة وهم موجودون .
   والحمد لله انتشرت السنة وأخذ الإخوان المفلسون يدرسون فى المصطلح ، ولكن كما يقال : تسبيحة حارس ، فليست إلا من أجل أن يقبضوا شبابهم حتى لا يتفلتون عليهم .
   وعبد الله صعتر أخذ <شرح الطحاوية > يدرس فيه ! لقد ارتقيت مرتقا صعباً يا عبد الله صعتر فحضر أول ليلة جمع كبير , والليلة الثانية أقل ، والليلة الثالثة اقل ، وبعدها نحو سبعة ، وبعدها ثلاثة ، فهو لا يعرف إلا قالت صحيفة الحياة ، وقالت إذاعة لندن ، وقالت صحيفة كذا فهم أرادوا أن يتشبثوا بشبابهم يقولون : نحن ندرس العقيدة وندرس المصطلح وكذا وكذا .
   ولكن كما يقال : رجعت حليمة إلى عادتها القديمة ، لما رأوا هذا لا ينفع ولا يجدى رجعوا إلى الكذب والتلبيس .  [ راجع كتاب : < فضائح ونصائح ص 111 - 117 >] .
لماذا أخترتم منهج الجرح والتعديل طريقاً ؟
https://www.muqbel.net/files/fatwa/muqbel-fatwa158.mp3
نص السؤال:
   لماذا اخترتم منهج الجرح والتعديل طريقًا؟، مع أنه في نظر كثير من الدعاة والمصلحين يعدونه سببًا في تفكك الأمة وسبيلًا إلى بغض من ينحو هذا المنحى؟، محتجين بأن زمن الجرح والتعديل قد انتهى مع زمن الرواية؟
نص الإجابة:
   إذا تركنا الجرح والتعديل صارت كلمة الشيخ الإمام القدوة الشيخ ابن باز وكلمة علي الطنطاوي سواء، وهما لا سواء.
   فنحن محتاجون إلى أن يبين حال حسن الترابي، ويوسف القرضاوي، وعبد المجيد الزنداني ، وهكذا أيضًا رؤوس الإخوان المسلمين لا بد أن تبين أحوالهم، وعلماء الحكومات أيضًا، لا بد أن تبين أحوالهم الذين يجادلون عن الحكومات بالباطل ورب العزة يقول في كتابه الكريم: " وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (النساء/ 107).
   والرسول-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-يقول : "إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الأَئِمَّةَ المُضِلِّينَ " رواه أبو داوود صحيح عن ثوبان .
   فإذا كان النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول ذلك ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ... " (التوبة/ 34).
   والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول: " بِئْسَ أَخُو العَشِيرَةِ "، ويقول كما في البخاري: " مَا أَظُنُّ فُلاَنًا وَفُلاَنًا يَعْرِفَانِ مِنْ دِينِنَا شَيْئًا " ، ويقول : " يَا مُعَاذُ! أَفَتَّانٌ أَنْتَ يا مُعَاذ "، ويقول لأبي ذر : " إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ "، ويقول لنسائه: " إِنَّكُنَّ لَأَنْتُنَّ صَوَاحِبَاتُ يُوسُفَ " .
   وإني أحمد الله فقد ذكرنا جملة طيبة في ( المخرج من الفتنة ) وفي أيضًا ( الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين ) ، وأن هذا من حيث الأدلة، وقد أجمع من يعتد به.
   وإنني أحمد الله فقد طحن الجرح والتعديل عبد الرحيم الطحان ، طحنه يا إخوان ، وقرَّض لسان يوسف بن عبد الله القرضاوي .
   كان شخص مصري يخبرونا أنه في موعظة وقد حضر جمع كثير من المسئولين ، وبعد ذلك ذلكم الشخص يفسر " وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ "(العصر1-2)، ويقول : وزير الداخلية في خسارة إلا إذا كان من المؤمنين ، وبعدها قال : ما شعرت إلَّا والوزراء والمسئولون إلَّا وهم كل واحد يتغطى بالآخر من أجل لا يراه ويقول : إنه في خسارة إلَّا إذا كان مؤمنًا!.
   وإنني أحمد الله ، المبتدعة ترجف أفئدتهم من شريط ربما أيضًا يصلهم في بريطانيا أو في أمريكاَ أو في غيرها والله المستعان .
   السائل: والذي يقول: إنه انتهى مع زمن الرواية؟.
   الجواب: الذي يقول إنه انتهى يا إخوان هم يعلمون أنهم مجروحون ، من أجل هذا ما يريدون أن يتكلم أحد في الجرح والتعديل ، ألتقيت في أناس منهم عند مكتب التوجيه والإرشاد بعد خروج (المخرج من الفتنة) ويقولون : غيبة،المخرج من الفتنة غيبة، هو مدخل إلى الفتنة .
   قلت لهم وقالوا لنا سنصطلح، سنصطلح قولوا لهم يسكتون وسنصطلح ما يقلقون ولا شيء، قالوا: (إيش قد لطمتنا وبعدها نصطلح!!) إذ لطمتنا وهو صحيح ما قلت نصطلح؟!، إلَّا أنهم قد لطموا ونخليها تبرد اللطمة أيامًا ثم نأتي لهم بلطمة أخرى ، الحرب خدعة.
   فهم يخافون من الجرح والتعديل لأنهم يعرفون أنهم مجروحون.
   وكذلك أيضًا التآليف يخافون منها، شيخ من مشايخ القبائل ممن يتعاطف مع الإخوان المسلمين قال لي : أحرقتهم يا أبا عبد الرحمن ، قلت : نصطلح وما مضى مضى، قال: لا بأس نصطلح وما مضى مضى، ولا تكتب ، قال: نحن سمحنا لك تتكلم، تكلم في شريط لا بأس لكن الكتابة هذه تقلقهم ، فلمَّا رأيتهم يقلقون عزمت على جمع الأشرطة في كتب وإخراجها والله المستعان .  [من شريط : ( سيرة الإمام الوادعي رحمه الله بصوته ) ]
بعض الناس يزعم أن الجرح والتعديل إنما شرع لأجل الرواة وحملت الآثار فقط أما الآن وقد صُنفت التصانيف في الحديث ورجاله فلا حاجة إليه وهو من الغيبة المحرمة ؟
https://www.muqbel.net/files/fatwa/muqbel-fatwa976.mp3
نص السؤال:
   بعض الناس يزعم أن الجرح والتعديل إنما شرع لأجل الرواة وحملت الآثار فقط أما الآن وقد صُنفت التصانيف في الحديث ورجاله فلا حاجة إليه وهو من الغيبة المحرمة ؟
فالذى يزهِّد فى الجرح والتعديل فهو يزهد فى السنَّة
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــا
أو


محاضرة إقامة الدليل على استمرار الجرح والتعديل
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــا
أو
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــــــــــا
أو

هل توافقون الشيخ ربيع في الجرح والتعديل؟! وهل يوافقه إبن باز والعثيمين والألباني؟




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في السبت مارس 09, 2024 7:12 pm عدل 8 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مارس 08, 2024 9:35 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة Oc10
السؤال : ظهر في هذا الزمان من يقول إن علم الجرح والتعديل إنما وضع لفترة زمنية معينة ، وأما الآن فلسنا بحاجة إليه فما رأيكم في ذلك وفقكم الله ؟
الجواب : " قبل الإجابة على هذا السؤال أُحبُّ أن أذكر أمورًا ينبغي لطلاب العلم ورثة الأنبياء الاطلاع عليها وفهمها حق الفهم :
الأمر الأول : ما أثر عن السلف فيما يتعلق بأهمية الإسناد وأنه من خصائص هذه الأمة التي امتازت بخصائص جليلة عن الأمم السابقة لا تخفى على ذوي الفقه في الدين ، فقد قال محمد بن سيرين " : إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم . "
وقال أيضًا " : لَمْ يكونوا يبالون بالإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم ، فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم ، وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم . "
قلت : وفي هاتين الجملتين شرف عظيم لأهل السنة ، وقدح صريح لأهل البدع ، فهنيئاً لأهل الحديث في كل زمان ومكان ، ذلكم الثناء العاطر والتزكية الصادرة لهم من ذويها ، وأسفاً بالغاً على أهل البدع من المسلمين الذين انعكست عليهم الأمور بسبب سوء تصرفهم الذي تجلى في إحيائهم وانتصار لَها ، والسعي في إماتة السنن وبغض أهلها .
الأمر الثاني : أن الجرح والتعديل في كل عصر من العصور له رجاله من أجل صفاتِهم العلم بالكتاب والسنة وعلومها ، مصحوباً بالعدالة والتيقظ ، كما قال الإمام مالك – رحمه الله " : إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ، لقد أدركت سبعين ممن يحدث قال فلان ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند هذه الأساطين ، وأشار إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما أخذت عنهم شيئاً ، وإن أحدهم لو أؤتمن على بيت المال لكان أميناً لأنَّهم لَمْ يكونوا من أهل هذا الشأن ، وقدم علينا ابن شهاب فكنا نزدحم على بابه . "
قلت : وما ذلك إلا لأن ابن شهاب من أهل العلم بالرجال وإتقان المتون والعدالة والتقيظ .
وقبل مقالة الإمام مالك قال مجاهد – رحمه الله - " : جاء بشير العدوي إلى ابن عباس فعجل يشير يحدث ويقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجعل ابن عباس لا يأذن لحديثه ولا ينظر إليه ، فقال : يا ابن عباس مالي أراك لا تسمع لحديثي ، أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تسمع . فقال بن عباس : إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلاً يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابترته أبصارنا وأصغينا إليه بآذاننا فلما ركب الناس الصعب والذلول لَمْ نأخذ من الناس إلا ما نعرف. "
الأمر الثالث : وجوب العناية بتطبيق قاعدة التصفية والتربية ، والمراد بالتصفية حسب فهمي : تميز الصحيح من الأحاديث من الضعيف وتميز الضعيف المنجبر عن الضعيف الذي لا ينجبر وتميز السنة من البدعة ، وتميز عقيدة السلف ومنهجهم العملي عن عقائد أهل البدع ومناهجهم من السابقين والمعاصرين ، وتميز العدول من الناس من المجروحين ، وتميز من ينبغي أن يؤخذ عنهم العلم وتسند إليهم الفتوى وهم العلماء الربانيون السائرون على نهج السلف علماً وعملاً ممن ليسوا كذلك من كل مبتدع ضال يدعوا لترويج ضلالته وينصح للناس ليقبلوا على غوايته .
وأما التربية : فالمقصود منها تربية النفوس والعقول بنصوص الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح – رحمهم الله – . إذ إن الناس إذا رُبًّو من قبل علمائهم على الالتزام بكتاب ربِّهم وصحيح سنة نبيهم فإنَّهم يفوزون بالحياة الطيبة المباركة ، وإن ربوا على أفكار المفكرين ممن قلت بصائرهم بالفقه في الدين ، وآراء المبتدعين التي لا تستمد من نصوص الشرع المبين ، فقد ظلموا أنفسهم وأوردوها موارد العطب فباءت بالإثم وسوء المنقلب .
وأما الجواب على نص السؤال فأقول مستمداً العون والسداد من الله ، الذي علمنا الاستعانة به في قوله الحق} : إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ. {
إن قول القائل في شأن علم الجرح والتعديل :إنَّما وضع لفترة زمنية معينة قد مضت وانتهت ورفعت أقلامها وجفت صحفها ومات أساطينها.
خطأ محض وفيه مجازفة واضحة وتثبيط للهمم عن العناية بنصوص الكتاب والسنة وعلومها ، وصرف لطلاب العلم الشرعي عن النظر في رواة الأحاديث ومتونِها ، وذلك من الخطر بمكان لا يخفى على رجال العلم وأئمة الفقه في الدين .
والحق – إن شاء الله – أن علم الجرح والتعديل باقٍ وسيبقى مادام العلم والعلماء ، وذلك أن في كل زمان غالباً أئمة مؤهلين لتعديل من يستحق التعديل وجرح من يستحق الجرح بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم : ((لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس – وفي رواية – لا تزال طائفة من أمتي قوامة على أمر الله لا يضرها من خالفها. ))
وقد قال جمع من أهل الأئمة : إن لَمْ تكن هذه الطائفة هم أهل الحديث فلا ندري من هم .
وأهل الحديث في الحقيقة هم العارفون بأسانيده ومتونه من حيث الصحة والضعف ، والمقبول والمردود ، وأسباب القبول وأسباب الرد ، إلى غير ذلك من مباحث علوم الحديث المدونة في أسفارهم ، ثُمَّ أنه يوجد اليوم وقبل اليوم وبعد اليوم علماء بأيديهم إجازات من أشياخهم الذين لهم أسانيد متصلة على النبي صلى الله عليه وسلم ، فتراهم يروون الأمهات الست كل كتاب بسند متصل وهذا دليل قائم على وجود علم الجرح والتعديل في هذا الزمان وبعده .
ثم إنه قد يفتح الله لمتأخر من أهل العلم فيما يتعلق بموضوع الجرح والتعديل شيء قد خفى على من كان قبله ، ولو كانت المدة بينهم تعد بالقرون وهذا أمر مسلم به ولكنه لا يحط من قدر الأوائل شيئاً ولا يزري بِهم ، ومما ينبغي التنبيه عليه أن كلاًّ من الجرح والتعديل يجري في نقل الأخبار عن قوم لآخرين والناقل حينئذ إما أن يكون عدلاً ، وإما أن يكون مجروحاً كما يجري ذلك في الشهادة فيما يتعلق بالأموال والأعراض والدماء . هذا ما ظهر لي ودونته على سبيل الاختصار . والله أعلم .
وخير ما يحمل عليه القائلون بأن الجرح والتعديل قد انتهى أمره ومات رجاله ومن قرون عديدة ، أنَّهم نظروا في المؤلفات التي عنيت بهذا الفن ومدى كثرتها وتنوع رتبها ، من حيث البسط والتوسط والاختصار فقرروا
عدم وجود ما يسمى بالجرح والتعديل في هذا الزمان ،وعدم وجود أهله ، كما قرروا عدم حاجة الناس إلى شيءٍ من ذلك أبدًا . والله أعلم ". اهــ
[من كتاب "الأجوبة السديدة على الأسئلة الرشيدة" (6/242-246) ]


عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الجمعة أبريل 05, 2024 3:04 pm عدل 2 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مارس 08, 2024 9:36 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة Aacyao10
السؤال : هذا يسأل يقول الذين يطعنون في الجرح والتعديل ويقولون إن زمن الجرح والتعديل هو زمن الصحابة أما اليوم فيعتبر كل ذلك غيبة كيف نرد عليهم ؟
الجواب : " الجرح والتعديل ما ظهر في زمن إنما ظهر بعد ذلك، زمن الصحابة زمن الصدق، ولكن لما وقعت الفتن وركب الناس الصعب والذلول فقيل سموا لنا رجالكم فيعرف أهل السنة فيعرف حديثم ويعرف أهل البدعة فيرد حديثهم، هذا من ناحية .
وأما من ناحية ثانية: وهي أن الجرح والتعديل قد انتهى زمنه هذا كذب وقول على الله بغير علم ، فالجرح والتعديل لأجل الرواية انتهى صحيح ، دون أسماء الرواة في الكتب ولا نزال أنا وأنت كطالب العلم وأهل العلم لانزال إلى الآن نغتاب أناسا أصبحوا رمما، أصبحوا ترابا نغتابهم لماذا ؟ لله تبارك وتعالى، للحفاظ على دين الله هو في القرن الثاني ونحن نقول عنه كذاب، هو في القرن الثالث ونحن نقول عنه دجال، هو في القرن الثاني ونحن نقول عنه شديد الضعف وهكذا، نحن نقول هذا لحفظ دين الله تبارك وتعالى فهذا لا نزال نقوله إلى الآن في رواة الحديث أما ما يتعلق بالبدع وأهلها فقد سمعتم كلام من ؟ النووي بين أدينا كتاب رياض الصالحين إن كان في هذا المسجد فباستطاعتك أن تأتي به في باب ما يجوز من الغيبة ومن رأى طالب علم يتردد على فقيه وخاف عليه حذره منه ، نعم فهذا ليس من الغيبة بل هذا من النصيحة ". اهــ
[من محاضرة التأصيل العلم الشرعي في دورة ابن القيم الجوزية الرابعة" يوم الجمعة 20 \ 10 \30 هـ الدقيقة 97:00]
الرد على من زعم أن الجرح والتعديل من ضياع الوقت
من هنــــــــــــــــــــــــا
هل تطبَّق قواعد الجرح والتعديل كلُّها في هذا العصر ؟
أضغط هنــــــــــــــــــــــا
أو
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــــــــا
أو

السؤال : جزاكم الله خيرًا، يقول السائل: هل تطبَّق قواعد الجرح والتعديل كلُّها في هذا العصر؟.
الجواب:
فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي-حفظه الله-: إذا فيه زيادة في الجرح والتعديل يتطلَّب هذا الأصل، كتب الجرح والتعديل السابقة وقواعدها قد لا تفي بِما يستحقُّه هؤلاء في هذا الأصل من أهل الضلال-بارك الله فيكم-.
فهم لا يطيقون هذا المنهج، ويبكون منه، ويريدون إلغاءه، ويؤصِّلون الأصول لإبطاله، ناس يدَّعون السلفيَّة هذا منهجهم تأصيل أصول: نصحح ولا نجرِّح، نريد منهجًا واسعًا أفيحًا.
لا يريدون جرح أهل البدع حتَّى أهل وحدة الأديان لا يريدون نقدهم-بارك الله فيكم-، ولا يريدون بيان الحق لأنَّهم أذناب لهؤلاء ومأجورين معهم-بارك الله فيكم-، فالجرح والتعديل أمر ضروري، لا نميِّز بين أهل الحق والباطل والضلال والهدى إلَّا من خلال هذا المنهج أصوله وقواعده وتطبيقاته، استخدمه السلف والقرآن مليء بالجرح والسنَّة كذلك، الجرح والتعديل موجودان في كتاب الله فعلوا في الأنبياء فعلوا في المؤمنين فعلوا في الكافرين في المنافقين في المجرمين في الفاسقين-بارك الله فيكم-، فعلوا فيهم، هذا أمر شرعه الله-تبارك وتعالى-.
وهو سند أو أصل للولاء والبراء، والولاء والبراء أصل عظيم من أصول الإسلام، ولا يتحقق إلَّا إذا طبَّقنا هذا المنهج-بارك الله فيكم-.
دعايات كثيرة ضد هذا المنهج الأصيل الذي هو سلاح أهل الحق على أهل الباطل في كل زمان ومكان-بارك الله فيكم-.
فلا يحاربه إلَّا أهل الأهواء والضلال، يقال: يكاد المجرم أن يقول: خذوني، يخاف أن تمسَّه هذه القواعد وتفضح حقيقته ومنهجه فيحارب منهج أهل السنَّة والجماعة في الجرح والتعديل.
والله أهل البدع ما حاربوا الجرح والتعديل في خلال الأصول هذه كلّها مثل ما حارب هؤلاء المنتسبين إلى السنَّة كذبًا وزورًا، ولا أصَّلوا أصولًا ضدَّ هذا المنهج-بارك الله فيكم-.
فافهموا هذه الأمور وأدركوها.
فضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي-حفظه الله-: جزاكم الله خيرًا.
أحب أن أضيف في الجرح والتعديل، الجرح والتعديل قام وباقي على ثلاثة جوانب:
الأول: لحفظ سنَّة رسول الله-صلى الله عليه وسلَّم-من الكذَّابين الوضَّاعين، ومن أهل الأهواء الذين كانوا إذا اهتووا شيئًا جعلوا فيه حديثًا كما ذكر الشافعي-رحمه الله-وغيره، وهذا الجانب ما يتعلَّق بالرواية بدأ عند ظهور الفتن.
فَسُنَّةُ اَلنَّبِيِّ وَحْيٌ ثَانِ ** عَلَيْهِمَا قَدْ أُطْلِقَ اَلْوَحْيَانِ
وَإِنَّمَا طَرِيقُهَا اَلرِّوَايَهْ ** فَافْتَقَرَ اَلرَّاوِي إِلَى اَلدِّرَايَهْ
لِصِحَّةِ اَلْمَرْوِيْ عَنْ الرَّسُولِ ** لِيُعْلَمَ اَلْمَرْدُودُ مِنْ مَقْبُولِ
لا سِيَّمَا عِنْدَ تَظَاهُرِ اَلْفِتَنِ ** وَلَبْسِ إِفْكِ اَلْمُحْدَثِينَ بِالسُّنَنِ
فَقَامَ عِنْدَ ذَلِكَ اَلأَئِمَّهْ ** بِخِدْمَةِ اَلدِّينِ وَنُصْحِ اَلأُمَّهْ
وَخَلَّصُوا صَحِيحَهَا مِنْ مُفْتَرَى ** حَتَّى صَفَتْ نَقِيَّةً كَمَا تَرَى
ثُمَّ إِلَيْهَا قَرَّبُوا الْوُصُولاَ ** لِغَيْرِهِمْ فَأَصَّلُوا أُصُولاَ
وَلَقَّبُوا ذَاكَ بِعِلْمِ اَلْمُصْطَلَحْ ** حَيْثُ عَلَيْهَا اَلْكُلُّ مِنْهُمُ اِصْطَلَحْ
وعلم المصطلح أخصر التفاسير فيه والتعريفات له: أنَّه علم بقوانين يعرف بها أحوال الراوي والمروي، أو معرفة حال الراوي والمروي من حيث القبول والرد، هذا جانب.
الجانب الثاني: ما يتعلَّق بالطعن في أهل البدع، فالجرح والتعديل قائم وهو ضميمة إلى مسألة الضبط، والصدق، والعدالة، فإنَّ العدالة هي استقامة الدين والمروءة من الخوارم، استقامة دين الإنسان ومروءة الإنسان، وأدخلوا هذا الباب الديانة باب أهل البدع مع الرواية للأمر الذي ذكرته قبل قليل، حتَّى يعرفوا المبتدع ومتى تقبل روايته ومتى ترد يفصَّل فيها ونحو ذلك، هل روى ما يؤيِّد بدعته؟، لا يؤيِّد بدعته إلى غير ذلك.
فتجد هذا وهذا بينهما تلازم، فيقولون: ثقة ناصبي، ثقة خارجي، ثقة قدري، ثقة مرجئ وهكذا، وبعد ذلك بقيَّة الألفاظ الأخرى التي ليست فيها تركيب: صدوق، صدوق يخطئ، سيء الحفظ، ليس فيه تركيب بين الضبط وما بين الديانة، فيأتيك مثل هذا: صدوق، صدوق يخطئ، صدوق يهم، يهم كثيرًا، له أوهام، ضعيف، مضطرب الحديث، منكر الحديث، ونحو ذلك، هذا يتعلَّق بجانب الضبط في الرواية البحتة.
هذا النوع انتهى ومن انتهى، كيف؟، إن أردت به تدوين الرجال الذين يبنى عليهم الحكم لصحة الحديث فقد انتهى لأنَّ عصر الرواية انتهى، وإن أراد أنَّه خلاص ما عاد يذكر فهذا يكذِّبه الواقع، نحن نقول هذا حديث ضعيف علَّته فلان وهو في القرن الثاني نتكلَّم فيه وقد ما عاد له وجود إلَّا عجب الذنب، فنحن الآن نتكلَّم فيه وقد صار ترابًا.
هل نحن نتكلَّم فيه تشهيًا؟، ولَّا حفظًا لسنَّة رسول الله-صلى الله عليه وسلَّم-؟.
واقْرَأْ كِتابًا يُفِيدُ الاصْطِلاحُ بِهِ……تَدْرِي الصَّحيحَ مِن الموْصوفِ بالسَّقَمِ
تعرف الضعيف من الصحيح، فمن هذه الناحية ما انتهى باقي إلى أن يرث الله ومن عليها، ما اشتغل أهل الحديث بالذّّب عن سنَّة رسول الله-صلى الله عليه وسلَّم-؟، فإنَّهم يحتاجون، وإلَّا لِمَاذا نقرأ هذه الكتب في الرجال ونحكم على الأسانيد؟، باقي الكلام فيهم من هذه الناحية باقي إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
الجانب الثالث: ما يتعلَّق بجرح الشهود، الآن في الدينار والدرهم يأتي الشاهد عند القاضي ليشهد على فلان أنَّه ظلم فلانًا أو أخذ ماله فيطعن في هؤلاء الشهود بأنَّهم إيش؟، غير عدول، لأجل إيش؟، لأجل الدينار والدرهم، في أمور الدنيا دينار ودرهم يجرَّح الشهود لحفظ حقوق الناس.
أفلا يستحق أهل الأهواء والبدع الذين قد أخبرنا النبي-صلى الله عليه وسلَّم-عنهم بأنَّهم باقون إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها-إلى أن تأتي الساعة-، لأن النبي-صلى الله عليه وسلَّم-: (لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللهِ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ) رواه مسلم ، وبدأ بالمخذِّل، فالمخذِّل قد يكون معك لكنَّه يخذلك هذا أشد، (…أَوْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ…).
فالعراك بين أهل السنَّة والجماعة ورثة النبي-صلى الله عليه وسلَّم-هؤلاء باقي بينهم العراك وبين أعداء السنن الذين افترقوا وفارقوا السنَّة والكتاب، فأنت بحاجة إلى أن ترد عليهم وتكشف عوارهم وتبيِّن انحرافهم.
فأيهم أولى بالله جرح الناس لحفظ دين الله؟، أو جرحهم لحفظ الدينار والدرهم؟.
فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي-حفظه الله-: لحفظ دين الله.
فضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي-حفظه الله-: لحفظ دين الله-جلَّ وعلا-، فما دامت هذه الطائفة الناجية المنصورة باقية إلى قيام الساعة وهي وخصومها في عراك فهي محتاجة إلى هذا السلاح، وهذا من أعظم أسلحتها وأخصِّه ما يقوم به إلَّا أهل الحديث، يطعن في أبيه يقول: ضعيف، شيخ لا ترووا عنه، وذا يطعن في ابنه لا يبالي، لِمَ؟، المقصود: حفظ دين الله-تبارك وتعالى-.
فإذا كان هذا على هذا النحو فالجرح والتعديل باقي وإن رغمت أنوف من لا يريده الآن، وهذا إنَّمَا يؤخذ من أهل الاختصاص والمعرفة به هذا من ناحية.
ومن ناحية ثانية: هؤلاء الذين يحاربونه يجرحون أهله ويطعنون فيهم، فما الذي جعل جرح أهل السنَّة فيهم غلوًا وتجريحًا وهؤلاء طائفة الجرَّاحين؟، ولَمْ يجعلهم هم وهم المبطلون لم يجعلهم جرَّاحين؟، كيف صار أهل السنَّة جرَّاحين بهذا اللفظ يقولونه، وهم حينما يطعنون في أهل السنَّة لا يصيرون جرَّاحين؟!.
هذا ذكَّرني بنكتة، قال: ما فعل أبوك بحماره؟، قال الرجل: باعِه، قال له: ما شاء الله كيف قلت: باعِه؟، قال له: وأنت لماذا قلت: بحماره؟، قال: الباء حرف جر، قال له: ما شاء الله باءك تجر وبائي لا تجر؟.
تمامًا هؤلاء باعِه باؤهم تجر وهي في غير موضعها.
فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي-حفظه الله-: إي والله.
فضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي-حفظه الله-: وباء بِحماره التي هي الجارَّة أصلًا لا تجر، فسبحان الله العظيم.
يقضى على المرء في أيام محنته     حتى يرى حسناً ما ليس بالحسن
فهذا الذي أحببت أن أوضحه في هذا وإلَّا كلام شيخنا هو القاعدة الأصل في هذا.
فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي-حفظه الله-: الله يبارك فيك، وفيه نكتة يعني: الرواية باقي الجرح والتعديل فيه إلى الآن، الرواية نفسها ما انتهت كما يقول بعض الناس: إنها انتهت بالقرن الثالث، لا نجد العلماء إلى العهد القريب يستخدمون الجرح والتعديل فلا يقبل رواية ولا يقبل كتابًا إلَّا من ثقة، ويشترطون فيمن يقرأ وهو لا يفقه لكنَّه يعني غير صادق ما يقبلون منه، ولا ثقة لا يقبلون منه.
يقرأ الحديث البخاري أو مسلم أو غيره وهو غير فقيه فيه لا بد أن يكون حوله من العلماء الثقات يعدِّلونه ويثبتون إسناده، ويثبتون رواياته.
فالجرح والتعديل إلى الآن باقٍ في نقل سنَّة رسول الله-صلى الله عليه وسلَّم-أحاديث وكتب باقٍ إلى الآن، ولهذا تجد الذهبي يجرح-بارك الله فيك-في شيوخ عصره من حملة الحديث يجرح فيهم، وابن حيان كذلك، ومن بعده إلى وقتنا هذا.
فالجرح والتعديل باقٍ رواية ورأيًا-بارك الله فيك-وفي أهل البدع باقٍ الجرح باقٍ إلى الآن، هؤلاء-بارك الله فيك-كل هدفهم أن يكمُّوا أفواه أهل السنَّة عن بيان الحق، وعن نقد أهل البدع والباطل والضلال-بارك الله فيك-، وعن نقد الكذَّابين والفاسقين، يريدون هذا، يريدون فوضى في الميادين الإسلاميَّة كلِّها-بارك الله فيكم-.
يريدوا أن يسرحوا ويمرحوا بباطلهم وخرافاتهم وأساطيرهم.
فالشاهد: تكلَّم الأخ محمد في الجرح والتعديل ووفاه حقَّه، لكن بقيت هذه النقطة أحببت توضيحها-بارك الله فيكم-.
فضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي-حفظه الله-: جزاك الله خيرًا.
فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي-حفظه الله-: وأنَّه حتى في مجال الرواية الجرح والتعديل باقٍ، فلا نقبل حديثًا أو كتابًا إلَّا من أيدٍ نظيفة من الثقات المقبولين الأمناء على دين الله-تبارك وتعالى-، نعم.
(اللقاء المفتوح بين الشيخين ربيع المدخلي ومحمد بن هادي المدخلي بمكة ليلة الأحد 7-11-1433هـ).
التفصيل في بعض مسائل الجرح والتعديل
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــــــــا
الجرح و التعديل علم شريف






عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الجمعة أبريل 05, 2024 3:30 pm عدل 9 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مارس 08, 2024 9:37 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة Ayac_o10
هل باب الجرح والتعديل يختص بعلم الرواية فقط وأن هذا الباب قد أغلق ؟
من هنـــــــــــــــــــــا
السؤال الثامن : هل باب الجرح والتعديل يختص بعلم الرواية فقط وأن هذا الباب قد أغلق ؟
" الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله:
أما بعد: فإن علم الجرح والتعديل والكلام فيه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة طالما هناك إسلام لماذا؟ أقول : باب الشهادات في القضاء والخصومات والمنازعات يقوم على أساس الجرح والتعديل فطالما هناك بشر فهناك اختلاف وهناك خصام وهناك نزاع وطالما هناك نزاع فهناك حكومات وقضايا وطالما هناك قضايا فلا بد من شهود والشهود لابد لهم من مزكين يزكونهم فالجرح والتعديل من حيث هو، لا يحدد بزمان ولا مكان إنما نقول طالما فيه إسلام قائم فيه جرح وتعديل. أدنى باب أذكره لك باب الشهادات معروف من أبواب الفقه وما يترتب عليه من أبواب القضاء والحكومات والنزاعات، أيضاً ما يتعلق بتطبيق أحكام الله عز وجل مثلاً : قتل الصيد على المحرم (المثلية فيه) {يحكم به اثنان ذوا عدل منكم} معناه أنه لابد من جرح وتعديل، لتمييز ذوي العدل، من غيرهم، فإذا جرحوا لم تقبل كلمتهم وهكذا أبواب أخرى في الشرع تقتضي الجرح والتعديل وعليه نقول: الكلام في الرجال جرحاً وتعديلاً هو من العلوم المتعلقة بالإسلام وجوداً وعدماً فطالما هناك إسلام قائم هناك جرح وتعديل، وقس على هذا أبواب كثيرة من أبواب الفقه كلها لابد فيها من جرح وتعديل .
خذ مثلاً باب طلب العلم وآداب طلب العلم، هذا الباب طالما فيه إسلام وعلم إسلامي يطلب لابد فيه من الجرح والتعديل قال أحد السلف : ( كانوا إذا أرادوا أن يسمعوا الحديث من شخص سألوا عنه حتى يظن الناس أنهم يريدوا أن يزوجوه) وقال الآخر: ( إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ) ما معنى هذا الكلام؟ معنى هذا الكلام أنك بحاجة إلى الجرح والتعديل طالما هناك علم إسلامي تطلبه . فمن قال أن الجرح والتعديل هو فقط خاص بسلسة رواة الأسانيد يعني بكتب الرواية فقط من قال بهذا؟! تطبيقات الإسلام تختلف مع هذا، أنت بحاجة إلى معرفة الجرح والتعديل في قضايا كثيرة جداً من المسائل التي يذكرها العلماء في باب الصلاة مسألة الصلاة خلف صاحب البدعة، الكلام على صاحب البدعة هو كلام في الجرح والتعديل, الكلام في أحوال الناس في البدعة والسنة هو كلام في الجرح والتعديل , في باب الطب والعلاج، ينص العلماء أنه يقبل كلام الطبيب المسلم الثقة معناه قد يوجد طبيب مسلم ولكنه غير ثقة، ثقة وغير ثقة هذا كلام في الجرح والتعديل , حينما تأتي لأمور الدعوة يأتي داعية يقال: هو داعية إسلامي ويريد أن يدعونا مثل قضية طلب العلم أن تعلم أن هذا الداعية زكاه أهل العلم أو لم يزكه أهل العلم! إذاً لا يقال يا أخي أن الجرح والتعديل انتهى أمره وانقضى زمانه وأنه هو متعلق بالرواية و الآن لا يوجد عندنا جرح وتعديل .
الشيخ الألباني وهو علم من أعلام هذا العصر في الحديث وصف الشيخ ربيع بأنه حامل لواء الجرح والتعديل في هذا العصر !! فلو كان هذا الوصف غير منطبق لكان أولى الناس بإنكاره وعدم استعماله على رجل في هذا العصر الشيخ الألباني لأنه من أهل الاختصاص. والله اعلم , وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ". اهــ
[من أسئلة الليبيين الى الشيخ محمد بن عمر بازمول حول العقيدة "]


عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الجمعة أبريل 05, 2024 3:06 pm عدل 3 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مارس 08, 2024 9:49 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة Ayao10
إذا كان الرد من باب الجرح والتعديل فهو واجب شرعي
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــا
أو
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا
أو
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــــــا
سائل يسأل: إن بعض الشباب حصلت لديهم عاطفة -عاطفة التبليغيين-
لذلك يرون ويستنكرون ردود المشايخ بعضهم على بعض، وأن هذه الردود تقسي القلوب؟
الشيخ معقبا : الذي يقسي القلوب: الإعراض عن الكتاب والسنة.
الجواب: الردود، إن كانت ردودًا بالهوى وانتقادًا بالهوى وتتبع عورات الناس وهفوات الناس والتفكه بأعراض الناس، هذا أمر محرم وجريمة في الإسلام. لكن إن كانت من باب الجرح والتعديل..
لأن بعض من ينتسب إلى الدعوة إلى الإسلام حاد عن المنهج السلفي، ويعادي المنهج السلفي بأسلوب ظاهر أو أسلوب خفي، وظهرت أمارات ذلك في طلابه وأتباعه؛ حيث أخذ الطلاب يكفرون المجتمع ويكفرون غيرهم، وينالون من كبار العلماء. الرد على أشرطة هؤلاء وعلى أفكار هؤلاء ودروسهم ومحاضراتهم واجب شرعي على طلاب العلم. لأن هؤلاء لبسوا على الشباب تلبيسًا، الملبس كاتم للحق ﴿وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ﴾، كتمان الحق والتلبيس متلازمان، كل من لبس على الناس وأظهر لهم خلاف الواقع وخلاف الشريعة وخلاف الحق وزين لهم الباطل فهو ملبس، وعلى من عرف ذلك وجب الرد والمناقشة.
لذلك، إن بعض كبار علمائنا كشيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز لما حمل إليه شريط للشيخ محمد هادي مدخلي فيه مناقشة لآراء بعض المشايخ، استحسنه وجوده وأثنى عليه، لماذا؟ لأن فيه ردود لبعض الأفكار، ردود تلك الأفكار ومناقشة تلك الأفكار من الدعوة إلى الله ومن بيان الحق، وهذا واجب.
لا تكونوا عاطفيين، لا تكونوا متعصبين لشيخ واحد.
بالمناسبة، أرجو أن لا يكون لي تلاميذ يتعصبون لي، لا، لا أرضى هذا ولا أستجيزه، ولا أبيح لأحد أن يتعصب لي ويدافع عني، أو يبلغني ما يقول فيَّ غيري، لا أبيح ذلك، دعوني بيني وبين ربي، ومن يقول ما يقول فالله حسيبه. لذلك لا أرضى أبدًا أن يكون لي تلاميذ يتعصبون لي، نكون كلنا إخوة صغيرنا وكبيرنا، دون أن يكون لي تلاميذ ولزيد تلاميذ ولعمرو تلاميذ، هذا يؤدي إلى التعصب والتفرق، كونوا كلكم إخوانًا.
أما مسألة قسوة القلب؛ قسوة القلوب لها أسباب:
١- الكلام الزائد على المطلوب في غير العلم وفي غير القرآن يسبب قسوة القلب.
٢- الأكل الزائد يسبب قسوة القلب.
٣- والنوم الزائد يسبب قسوة القلب.
راجعوا كتاب الفوائد لابن القيم حدد الأشياء التي تسبب قسوة القلوب، الأشياء الفاضلة... ذكر منها:
٤- الاختلاط الزائد.
يجب أن يكون اختلاطك بالناس اختلاطًا نافعًا؛ إما أن تفيد وإما أن تستفيد. أما اجتماع الناس على السواليف، قيل وقال، حصل ووقع، والتفرج على التلفاز، والتعليق على الأخبار بدون فائدة، هذا من الاختلاط الضار. إياكم والاختلاط الضار، والكلام الضار، والنوم الضار. راجعوا الكتاب الذي ذكرته لكم.



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الجمعة أبريل 05, 2024 3:32 pm عدل 7 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل السبت مارس 09, 2024 7:32 am

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة Aayao10

هل يوجد علماء الجرح و التعديل في هذا الزمان و من هم ؟





عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في السبت مارس 09, 2024 7:19 pm عدل 1 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل السبت مارس 09, 2024 8:13 am

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة Aa10

تَقْبلُ الجرْحَ وَالتَعْدِيلْ فِي الطمَاطمْ وَ لاَ تَقْبلهُ فِي الدِّينْ
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــا
أو

التفريغ
على الانسان أن يجتهد في أن يراقب ضميره وأن يراعي لسانه .. فإن استقام له ذلك ... استقامت له حياته .. وصحت له آخرته
ولا يُشنع على ذلك بقول قائل : فإن كان ذلك كذلك .. فكيف يُتكلم في الناس في الشيوخ أو غير الشيوخ
أو ممن يقال لهم شيوخ ... كيف يُتكلم في هؤلاء ؟؟ وهذه الآثار كلها إنما هي في إمساك اللسان إلا عن خير
فالجواب : هذا خير .. بل هو أصل الخير
وأنت إذا جاءك إنسان .. فاستنصحك وقال لك أريد أن أبني بيتا وأني أريد أن أذهب إلا فلان ليبنيه ... فما ترى ؟
إن كنت تعلم أن هذا البناء ليس هناك ... فإنك تقول له : لا ... دعك من هذا فهو لا يصلح لك ... وإن استفصل السائل .. فصّل له المسئول ..
سيقول له : سيغش ويماطل ولن يؤدي لك ما تريد على الوجه الذي تريد ، ولكن اذهب إلى فلان .. هذا جرح وتعديل
بل تكون أنت مع أخيك في السوق ... فتريد أن تشتري كيلوين من الطماطم ... فتريد أن تعرج على بائع ..
يقول لك : لا ابتعد عن هذا ... إنه ليخسر الميزان ... وبضاعته رديئة . وليس هناك ...
ولكن عليك بهذا البائع الذي تراه .. فإنه رجل أمين وعنده إسلام ... فتأخذ بكلامه ... تقبل الجرح والتعديل في الطماطم ولا تقبله في الدين
إنما يقال : فلان وهو يضل الناس ويحملهم على البدعة ... فيحذر منهم أهل العلم بعلم وحلم ...
يقول من يقول : كيف تتكلمون فيه ؟؟.. وهل تكلمنا فيه ؟؟؟ إنما تكلم في نفسه ، ومهما تكلمنا فيه بحق فهو لازم وحق ... ومن سكت أثم
لو اشترى أخوك تحت عينيك كيلوين من الطماطم ... من بائع غشاش ... لا أمانة عنده .. ثم وجد غشه بعد أن ذهب إلى بيته ...
فإعاد القصة عليك ... فقلت له : والله كنت أعلم ولكني لم أخبرك تورعا ... ءأتكلم في بائع الطماطم .؟؟ حرام ... أفأدل على غشه .. أفأحذر المسلمين منه ؟
لابد أن يغضب منه صاحبه .. يقول : بل أنت الذي غششتني .. إذ لم تحذرني من غشه
وكذلك إن علمت الخطأو والبدعة ... في قول القائلين في الدين لابد من بيانه .. بعلم وحلم ...
وإلا فانت أيضا غشاش .. وساع في ضلال وتبديع المسلمين ... فلا يُعكر ما مر ذكره على هذه القواعد الشرعية المرعية المؤصلة على الكتاب والسنة
وأما الذين يهرفون بما لا يعرفون ... ويقولون إن الجرح والتعديل علم صار تحت أطباق الثرى ...
فهؤلاء إما غافلون وإما مغفلون وإما غشاشون للأمة ... وأما الذين يقولون إن الإنسان يُسئل عن الجرح والتعديل في القبر إذا جاءه الملكان ... فهؤلاء حمقى ومجانين
وأما العدل والصواب ... فهو أنه ماض إلي يوم القيامة .. بعلم وعدل .. وبدون أن يتطاول الصغار ... فليقف كل عند حده وإياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام
ينبغي على الإنسان أن ينقل عن العلماء ... وأن يتوقف عند حدود ذلك وأن يؤدي بحلم وعلم .. وإلا فليستعمل أحاديث الصمت ...
هل نحتاج الجرح والتعديل في هذا العصر؟
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــــــا





عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في السبت مارس 09, 2024 7:20 pm عدل 2 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل السبت مارس 09, 2024 8:28 am

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة Yac10
هل صحيح ان علم الجرح والتعديل قد انتهى وان هذا الباب قد قفل
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا
أو

التفريغ
ايضا من القواعد التي يهدمون بها السنة ويهدمون بها منهج السلف قول بعضهم : ان علم الجرح والتعديل انتهى وهذا الباب قفل ، ولا شك ان هذا القول باطل يراد به حماية اهل البدع من الطعن فيهم ، تاتي تقول له فلان كذا يقول يا اخي اتق الله الان باب الجرح والتعديل انتهى .
لا باب الجرح والتعديل ما انتهى لانك ستتعلم او سياتيك ان شاء الله ان الجرح والتعديل الغاية منه معرفة حال هذا الرجل وقبول خبره من عدم قبوله .
الصورة الثانية حال بيانه وشرحه لسنة النبي صلى الله عليه وسلم فاذا كنا لا نقبل مجرد نقله للحديث اذا كان ضالا فاسقا او مبتدعا ضالا داعية لبدعته فلنا ان لا نقبل بيانه لمعنى الحديث من باب اولى فلذلك لا تستعجب اذا قال بعضهم ان علم الحديث نضج واحترق علم الحديث الجرح والتعديل انتهى ، قواعد يراد بها رد السنة والطعن في منهج السلف وتقرير البدعة واهلها .
فهل يصح بعد ذلك ان يقال ان علم الحديث نضج واحترق او ان علم الحديث لا يحتاج اليه او ان باب الجرح والتعديل قد قفل ؟ لا والله .
ثم ان باب الجرح والتعديل ايضا حماية لهذا الدين ممن يطعن فيه .
[من شريط (شرح كتاب التذكرة لابن الملقن ضمن دورة الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله لعام 1429 هـ)]



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الجمعة أبريل 05, 2024 3:10 pm عدل 2 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل السبت مارس 09, 2024 3:04 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة Oy_110
قال رحمه الله  :
ثم قال السخاوي: فإن قيل ـ وهذه شبهة لا بد من الإنتباه لها ـ فإن قيل قد شغف جماعة من المتأخرين القائمين بالتأريخ وما أشبه كالذهبي ثم شيخنا ـ يعني ابن حجر ـ بذكر المعايب ولو لم يكن المعاب من أهل الرواية وذلك غيبة محضة ولذا تعقب ابن دقيق العيد ابن السمعاني في ذكره بعض الشعراء وقدح فيه بقوله:
إذا لم يضطر إلى القدح فيه لرواية لم يجز، ونحوه قول ابن المرابط قد دونت الأخبار وما بقي للتجريح فائدة بل انقطعت من رأس الأربعمائة، ودندن هو وغيره ممن لم يتدبر مقاله لعيب المحدثين بذلك .
قلت: ـ هذا الآن الرد على هذه الشبهة وعلى من قالها ـ قلت: الملحوظ في تسويغ ذلك كونه نصيحة ولا انحصار لها في الرواية ـ العلة في ذلك كونها نصيحة والحكم يدور مع علته ـ قلت: الملحوظ في تسويغ ذلك كونه نصيحة ولا انحصار لها في الرواية فقد ذكروا من الأماكن التي يجوز فيها ذكر المرء بما يكره ولا يُعد ذلك غيبة بل هو نصيحة واجبة، أن تكون للمذكور ولاية لا يقوم بها على وجهها إما بأن لا يكون صالحاً لها، وإما بأن يكون فاسقاً أو مغفلاً أو نحو ذلك، فيذكر ليزال بغيره ممن يصلح، أو يكون مبتدعاً أو فاسقاً ـ يعني المذكور في الطعن أو يكون المذكور بما يسميه أولئك غيبة ـ أو يكون مبتدعاً أو فاسقاً ويرى من يتردد إليه للعلم ويخاف عليه عود الضرر من قبله ببيان حاله، ويلتحق بذلك المتساهل بالفتوى، أو التصنيف أو الأحكام أو الشهادات أو النقل أو المتساهل في ذكر العلماء أو في الرشاء والإرتشاء إما بتعاطيه له، أو بإقراره عليه مع قدرته على منعه، وأكل أموال الناس بالحيل والافتراء أو الغاصب لكتب العلم من أربابها أو … بحيث تصير ملكاً أو غير ذلك من المحرمات، فكل ذلك جائز أو واجب ذكره ليحذر ضرره، وكذا يجب ذكر المتجاهل بشىءٍ مما ذكر ونحوه من باب أولى.
قال شيخنا -يعني ابن حجر-: ويتأكد الذكر لكل هذا في حق المحدث هذا بيان لمن يقوم بهذا الأمر فليس كل أحد يتصدى لهذا الباب ويقوم به وإنما هو للمحدثين لأهل العلم بألفاظ الجرح والتعديل وبالقواعد التي ذكرها أهل العلم رحمهم الله تعالى وثنوها في هذا الباب ونحو ذلك ، فهو لا يجوز إلا لمن توفرت فيه الشروط التي نص عليها أهل العلم في القائمين بالجرح والتعديل ، ويتأكد الذكر لكل هذا في حق المحدث لأن أصل وضع فنه بيان الجرح والتعديل فمن عابه بذكره لعيب المجاهر بالفسق أو المتصف بشيء مما ذكر ـ يعني ببدعة أو نحو ذلك ـ مما ذكر فهو ـ انتبه هنا أحد ثلاثة رجال يكون ـ يقول : الحافظ رحمه الله فمن عابه بذكره لعيب المجاهر بالفسق أو المتصف بشيء مما ذكر فهو جاهل أو ملبس أو مشارك له في صفته فيخشى أن يسري إليه الوصف .
انتهى ما أردنا نقله في هذا المقام ولعل به يكتفى عن الإطالة والتوسع في ذكر من يحق له الجرح والتعديل وما شابه ذلك من المباحث التي قد تطول في مثل هذه الخلاصة.
[ من محاضرة ''الرد العلمي على منكري التصنيف'']

كتاب
مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة CZ6xDgGUsAAZn5z
الجرح والتعديل عند السلف
من هنــــــــــــــــا
أو
أضغط هنــــــــــــــــــــا
الرد العلمي على منكري التصنيف
https://badrweb.net/burjes_files/muhadrat/0059.mp3

كتاب
مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة Imgmou-748

أو
أضغط هنـــــــــــــا
أو
أضغط هنـــــــــــــا






عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الجمعة أبريل 05, 2024 3:15 pm عدل 2 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل السبت مارس 09, 2024 3:23 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة Io10

علماء الجرح و التعديل ذبوا عن سنة النبي الكريم و لم يقدموا عليها أحدا من الناس






عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الجمعة أبريل 05, 2024 4:22 pm عدل 3 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل السبت مارس 09, 2024 3:59 pm


بيان أهل الحق من أهل الباطل من النصيحة والجرح و التعديل ليس فقط في رواة الأحاديث
لفضيلة الشيخ علي الرملي حفظه الله تعالى

أضغط هنـــــــــــــــــــــــــا




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الجمعة أبريل 05, 2024 4:26 pm عدل 5 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل السبت مارس 09, 2024 4:28 pm


علم الجرح والتعديل
تعريفه..تاريخه..ثمراته
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله؛
أما بعد؛ فهذه نُبذة يسيرة عن علم "الجرح والتعديل"، هذا العلم الذي خصَّ الله سبحانه هذه الأمة به دون سائر الأمم، حفظًا للوحيين أن يدخل فيهما ما ليس منهما، وهو علمٌ يبحث في أحوال الرجال –رواة الحديث وغيرهم من المتصدرين للتعليم والدعوة والفتوى والتصنيف ونحو ذلك من المهمات- والفرق والكتب، والحكم عليهم بما يليق من حالهم جرحًا أو تعديلاً.
وجرح الرجال نوعان:
النوع الأول: جرح في العدالة، والذي يشمل التبديع والتضليل والتفسيق.
النوع الثاني: جرح في الضبط والحفظ، والذي يشمل: سوء الحفظ، والغفلة، والخطأ، والوهم، والتخليط..إلخ.
ويُسمى هذا العلم أيضًا بـ: "الرد على المخالف"، و"التحذير من أهل البدع والأهواء"، وهذا أصل عظيم من أصول أهل السنة، ولذلك اعتنوا بذكره في كتب أصول الاعتقاد.
وقد أخرجت هذا العمل في طبعته الأولى منذ حوالي خمس سنوات على صورة مطوية، ثم بدا لي أن أنقحه وأزيد فيه، ثم أعرضه على العلماء، وقد تم هذا، وشرُف العمل بمراجعة وتقريظ عدة من أفاضل أهل العلم له، وكان على رأسهم إمام هذا العلم في هذا الزمان شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي –حفظه الله ونفع بعلمه-، حيث قرأت عليه هذه المطوية إبان ظهورها، فأجازها ووصَّى بطبعها ونشرها، وقال لي: انشرها على شبكة سحاب.
فجزاه الله خيرًا، وجزى إخوانه من مشايخنا الذين بذلوا معي وقتًا لمراجعة هذه المطوية وتصحيح بعض العبارات فيها؛ كي تخرج في أبهى حلة إن شاء الله، والغرض منها هو تعريف عامة بالمسلمين بأهمية هذا العلم العظيم، ومعناه، وكيفية نشأته، وثمراته الجليلة؛ حيث إن أهل البدع والأهواء قد شوَّشوا على كل هذا، حتى اندثر هذا العلم وسط المسلمين، وصار غريبًا بغربة الإسلام.
ونظرًا لزيادة حجم العمل عن الطبعة الأولى، رأيت أن نجعله في كتيب صغير بدلاً عن المطوية.
والله أسأل أن يبلغ كلمة الحق فيه إلى كافة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؛ كي يعرفوا قدر هذا العلم، ولا ينجرفوا خلف شبهات أهل الأهواء في التنقص والسُّخرية منه، وليدركوا خطورة بخس حق علماء الجرح والتعديل، والطعن فيهم، الذي يؤول إلى الطعن في أصول ديننا، وتنفتح الثغرات التي ينفذ منها أهل الزيغ والكفر والضلال.
اعلم –رحمني الله وإياك- أن أوَّل من جرح الرجال نصحًا للأمة هو نبي الهدى صلى الله عليه وآله وسلم، فهو الذي سنَّ هذا المنهج الحكيم بوحي من الله لحماية هذا الدين من أهل البدع والأهواء، ولهذا أمثلة منها: تحذير النبي من ذي الخويصرة التميمي، فلما قال له ذو الخويصرة: "اتق الله يا محمد"، سأله رجل قتله، فمنعه فلما ولَّى قال: "إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا -أَوْ فِي عَقِبِ هَذَا- قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلامِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ لَئِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُمْ لأقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ"؛ وقال أيضًا عن الخوارج: "ألا إنَّهم كلابُ أَهْل النَّار".
وأخرج البخاري ومسلم من حديث عَائِشَةَ: أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : "ائْذَنُوا لَهُ، فَبِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ أَوْ بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ"، فَلَمَّا دَخَلَ ألانَ لَهُ الْكَلَامَ، فَقُلْتُ لَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ قُلْتَ مَا قُلْتَ ثُمَّ أَلَنْتَ لَهُ فِي الْقَوْلِ، فَقَالَ: "أَيْ عَائِشَةُ إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ تَرَكَهُ أَوْ وَدَعَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ".
ولما قال حَمَلُ بْنُ النَّابِغَةِ الْهُذَلِيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ أَغْرَمُ مَنْ لا شَرِبَ ولا أَكَلَ ولا نَطَقَ ولا اسْتَهَلَّ فَمِثْلُ ذَلِكَ يُطَلُّ؟، قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّمَا هَذَا مِنْ إِخْوَانِ الْكُهَّان"، مِنْ أَجْلِ سَجْعِهِ الَّذِي سَجَعَ، أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة.
ولما سألته فاطمة بنت قيس عن حال مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، وَأَبَا جَهْمٍ لما خطباها، فقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَمَّا أَبُو جَهْمٍ، فلا يَضَعُ عَصَاهُ عَنْ عَاتِقِهِ، وَأَمَّا مُعَاوِيَةُ، فَصُعْلُوكٌ لا مَالَ لَهُ"، أخرجه مسلم.
فهذه الأقوال من النبي صلى الله عليه وسلم كلُّها من باب النصيحة، والتحذير مِمَّا يجب التحذير منه، وليست هي من الغيبة باتفاق أهل العلم، وإليك بعض أقوالهم الدالة على هذا كما أوردها بأسانيد صحيحة الخطيب البغدادي –رحمه الله- في كتابه "الكفاية في علم الرواية" : (باب: وجوب تعريف الْمُزكي ما عنده من حال المسئول عنه) (ط دار الهدى):
(80) عن الحسن قال: "ليس لأهل البدعة غيبة".
(81) عن يحيى بن سعيد قال: سألت شعبة وسفيان ومالك بن أنس وسفيان بن عيينة عن الرجل يتهم في الحديث أو لا يحفظ: قالوا: "بيّن أمره للناس".
(82) عن عفَّان قال: "كنا عند إسماعيل بن عُلية جلوسًا فحدَّث رجل عن رجل فقلت: إن هذا ليس بثبت، فقال الرجل: اغتبته، قال إسماعيل: "ما اغتابه، ولكنه حكم أنه ليس بثبت".
(85) عن حماد بن زيد قال: "كلَّمنا شعبة بن الحجاج أنا وعباد بن عباد وجرير بن حازم في رجل، قلنا لو كففت عن ذكره؛ فكأنه لان وأجابنا ثم مضيت يومًا أريد الجمعة فإذا شعبة يناديني من خلفي، فقال: "ذاك الذي قلت لكم فيه لا أراه يسعني".
(87) عن أبي بكر بن خلاد قال: قلت ليحيى بن سعيد القطان: "أما تخشى أن يكون هؤلاء الذين تركت حديثهم خصماءك عند الله تعالى؟ قال: قال: لأن يكون هؤلاء خُصمائي أحب إلَيَّ من أن يكون خصمي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لِمَ حدَّثت عني حديثًا ترى أنه كذب؟!
(88) عن عاصم الأحول قال: كان قتادة يقصِّر بعمرو بن عُبَيْد فجثوت على ركبتي، فقلت: يا أبا الخطاب، هذه الفقهاء ينال بعضها من بعض؟ فقال: يا أحول رجلٌ ابتدع بدعة فيُذكَر خيرٌ من أن يُكَفَّ عنه.
(91) عن مكي بن إبراهيم قال: كان شعبة يأتي عمران بن حُدَيْر يقول: "يا عمران تعال حتى نغتاب ساعة في الله عز وجل÷ -يذكرون مساوئ أصحاب الحديث-.
(92) عن ابن المبارك قال: "المعلى بن هلال هو، إلا أنه إذا جاء الحديث يكذب، قال: فقال له بعض الصوفية: يا أبا عبد الرحمن، تغتاب؟ قال: "اسكت، إذا لم نُبَين كيف يعرَف الحق من الباطل؟!" -أو نحو هذا الكلام-.
(93) عن أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو قال: سمعت أبا مسهر يسأل عن الرجل يغلط ويهم ويُصحِّف؛ فقال: فقلت: لأبي مسهر: أترى ذلك من الغيبة؟ قال: لا.
(95) عن محمد بن بندار السبَّاك الجرجاني قال: قلت لأحمد بن حنبل: "إنه ليشتد علي أن أقول: فلان ضعيف، فلان كذَّاب، فقال أحمد: "إذا سكتَّ أنت، وسكتُّ أنا فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم؟!".
(96) عن عبد الله بن أحمد قال: قلت لأبي: ما تقول في أصحاب الحديث يأتون الشيخ لعلَّه أن يكون مُرجئًا أو شيعيًّا أو فيه شيء من خلاف السنة؟! أيسعني أن أسكت عنه أم أحذر عنه؟ فقال أبي: "إن كان يدعو إلى بدعة وهو إمام ويدعو إليها قال: نعم، تحذِّر عنه".
P وسئل العلامة صالح الفوزان -حفظه الله-:
$لقد تفشى ورع بارد بين بعض علوم طلبة العلم، وهو إذا سمعوا الناصحين من طلبة العلم أو العلماء يُحذِّرون من البدع وأهلها ومناهجها، ويذكرن حقيقة ما هم عليه ويردون عليهم وقد يوردون أسماء بعضهم ولو كان ميتًا لافتتان الناس به، وذلك دفاعًا عن هذا الدين، وكشفًا للمتلبسين والمندسين بين صفوف الأمة لبث الفُرقة والنزاع فيها، فيدَّعون أن ذلك من الغيبة المحرمة، فما قولكم في هذا المسألة؟
الجواب: "القاعدة في هذا التنبيه على الخطأ والانحراف وتشخيصه، وإذا اقتضى الأمر أن يُصرح باسم الأشخاص حتى لا يُغتر بِهم، وخصوصًا الأشخاص الذين عندهم انحراف فِي الفكر، أو انحراف فِي السيرة والمنهج، وهم مشهورون عنــــد الناس، ويحسنون فيهم الظن، فلا بأس أن يذكروا بأسمائهم وأن يُحذر منهم، والعلماء بحثوا في علم الجرح والتعديل فذكروا الرواة وما قيل فيهم من القوادح، لا من أجل أشخاصهم، وإنما من أجل نصيحة الأمة أن تتلقى عنهم أشياء فيها تجن على الدين، أو كذب على رسول اللّه ج، فالقاعدة أولاً أن ينبه على الخطأ ولا يذكر صاحبه إذا كان يترتب على ذكره مضرة أو ليس لذكره فائدة، أما إذا اقتضى الأمر أن يُصرِّح باسمه من أجل تَحذير الناس منه، فهذا من النصحيـــــــة لله ولكتابه ولرسولــــه ولأئمـــــة المسلمين وعامتهم، وخصوصًا إذا كان له نشاط بين الناس، ويحسنون الظن به، ويقتنون أشرطته وكتبه، لا بد من البيان، وتَحذير الناس منه، لأن السكوت عنه ضرر على الناس، لا بد من كشفه لا من أجل التجريح أو التشهير، وإنما من أجل النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم#. اهـ
قلت: وهل يقال إن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ليس حريصًا على توحيد صفوف الأمة حين جرح هؤلاء بهذه الألفاظ الشديدة: "بئس أخو العشيرة"، "إنما هذا من إخوان الكهَّان"، "يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ"، "لَئِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُمْ لأقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ"، "ألا إنَّهم كلابُ أَهْل النَّار"؟! وهل هذا من الغلو في الجرح يا صاحب "رسالة إلى غلاة التجريح" ؟!
وسار الصحابة رضوان الله عليهم على هذا السبيل القويم في حماية الدين من أهل الزيغ؛ فحذَّر علي بن أبي طالب رضي الله عنه من الخوارج، فأخرج مسلم عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ الْحَرُورِيَّةَ لَمَّا خَرَجَتْ وَهُوَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالُوا : لا حُكْمَ إلا لِلَّهِ، قَالَ عَلِيٌّ: كَلِمَةُ حَقٍّ أُرِيدَ بِهَا بَاطِلٌ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَفَ نَاسًا إِنِّي لأعرَفَ صِفَتَهُمْ فِي هَؤُلاءِ، يَقُولُونَ الْحَقَّ بِأَلْسِنَتِهِمْ لا يَجُوزُ هَذَا مِنْهُمْ، وَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ مِنْ أَبْغَضِ خَلْقِ اللَّهِ إِلَيْهِ.
ولما ظهرت القدرية حذَّر منهم عبدالله بن عمر رضي الله عنهما وتبرأ منهم، فأخرج مسلم عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَر َأنه قَالَ: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَن، إِنَّهُ قَدْ ظَهَرَ قِبَلَنَا نَاسٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، وَيَتَقَفَّرُونَ الْعِلْمَ، وَذَكَرَ مِنْ شَأْنِهِمْ، وَأَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنْ لا قَدَرَ، وَأَنَّ الأَمْرَ أُنُفٌ، قَال ابن عمر: "فَإِذَا لَقِيتَ أُولَئِكَ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّي بَرِيءٌ مِنْهُمْ، وَأَنَّهُمْ بُرَآءُ مِنِّي، وَالَّذِي يَحْلِفُ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، لَوْ أَنَّ لأحدهم، مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، فَأَنْفَقَهُ مَا قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ، حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ".
بل طعن فيهم بجرح شديد قائلاً: "الْقَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هَذِهِ الْأُمَّةِ: إِنْ مَرِضُوا فَلَا تَعُودُوهُمْ، وَإِنْ مَاتُوا فَلَا تَشْهَدُوهُمْ" (جاء موقوفًا ومرفوعًا).
و وأخرج ابن أبي عاصم في السنة (905) عن سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ أَبِي أَوْفَى وَهُوَ مَحْجُوبُ الْبَصَرِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَقُلْتُ: أَنَا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ. فَقَالَ: مَا فَعَلَ وَالِدُكَ؟ فَقُلْتُ: قَتَلَتْهُ الْأَزَارِقَةُ. قَالَ: قَتَلَ اللَّهُ الْأَزَارِقَةَ كُلَّهَا، ثُمَّ قَالَ: ثنا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا إِنَّهُمْ كِلَابُ أَهْلِ النَّارِ» . قَالَ: قُلْتُ: الْأَزَارِقَةُ كُلُّهَا، أَوِ الْخَوَارِجُ؟ قَالَ: الْخَوَارِجُ كُلُّهَا.
وأخرج ابن أبي عاصم في السنة (934) عن عقبة بن وساج أنه سأل ابن عمرو عن أناس بالعراق يطعنون على أمرائهم ويشهدون عليهم بالضلالة، فقال –مجرِّحًا إياهم-: "أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين".
ولما ذُكر لابن عباس الخوارج وما يصيبهم عند قراءة القرآن؟ قال: "يؤمنون بمحكمه ويضلون عند متشابِهه، وقرأ: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} [آل عمران:7]" ([1]).
فكانت الخوارج والقدرية هما أول فرقتين فارقتا سبيل الصحابة؛ وكان هذا هو موقف الصحابة منهما بأن حذَّروا منهما بهذه الألفاظ الشديدة في الجرح، بل استخدم الصحابة قوة السلطان في قمع أهل البدع؛ فضرب عمر رضي الله عنه صَبِيغ الذي أراد اتباع المتشابه من آيات القرآن، وحرَّق عليٌ رضي الله عنه الزنادقة الذين قالوا: أنت ربنا وخالقنا ورازقنا (انظر الفتح 12/270)؛ وقاتل عليٌ الخوارج –الذين وقعوا في بدعة الغلو في التكفير- وقتل منهم الكثير؛ فهل هذا من الغلو يا صاحب "رسالة إلى غلاة التجريح" ؟!!
وبلا شك هذه الفرق فيها خطأ وصواب، وحقٌّ وباطل؛ فليست هي على الباطل المبين، كما ذُكر من حال الخوارج واجتهادهم في العبادة، ورغم هذا كان هذا هو موقف النبي صلى الله عليه وسلم ثم الصحابة من هذه الفرق؛ وبِهذا يُرَد على صاحب " رسالة إلى غلاة التجريح" احتجاجه بفتاوى مجملة منسوخة للجنة الدائمة سئلت فيها عن أحزاب هي امتداد لفرق: الخوارج والمعتزلة والصوفية والرافضة؛ وهي: حزب الإخوان المسلمين، وفرقة التكفير والهجرة، وفرفة التبليغ والدعوة..إلخ؛ فأجابت: "كل من هذه الفرق فيها حق وباطل وخطأ وصواب، وبعضها أقرب إلى الحق والصواب وأكثر خيرًا وأعمُّ نفعًا من بعض؛ فعليك أن تتعاون مع كل منها على ما معها من الحق، وتنصح لها فيما تراه خطأ"؛ فنقول: وهل نصح النبي صلى الله عليه وسلم بالتعاون مع الخوارج فيما معهم من الحق حيث كانوا أصحاب اجتهاد في العبادة؟! وهل نصح عمر جند المسلمين أن يتعاونوا مع صبيغ بن عِسل فيما معه من الحق، ويدعوه يبث شبهاته في وسطهم دون ردع أو زجر؟! وهل نصح ابن عمر يحيى بن يعمر وحميد بن عبد الرحمن أن يتعاونا مع القدرية في قراءة القرآن وتقفر العلم؟! وهل..؟! ..وهل..؟! أم أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه نفَّروا أشد التنفير من هذه الفرق، وأمروا بمجانبتها بالكليَّة، خشية التأثر بمناهجها الفاسدة، حيث إن الحقَّ الذي معها، هو مع أهل السنة، فلسنا في حاجة إلى صوابِها؛ ولأن شرها غلب على خيرها، وخطأها على صوابِها، وفي الغالب من يتبع هذه الفرق من العامة يأخذ كل ما عندها من شر وخير؛ لأنه لا يستطيع التمييز؛ فلماذا نفتن الناس عن الدين الحقِّ بهذا التمييع المشين الذي يوقع المغرَّر بهم في حبال هذه الفرق المخالفة للسنة؟!!
وقد كتم صاحب "رسالة إلى غلاة التجريح" الفتاوى المحكمة لعلماء اللَّجنة الدائمة الناسخة لهذه الفتوى المجملة؛ فلما سئل الإمام عبدالعزيز بن باز –رحمه الله- رئيس اللجنة الدائمة سابقًا- عن فرقتي الإخوان والتبليغ قبل موته بسنتين: هل هاتان الفرقتان تدخلان في الفرق الهالكة؟ أجاب: "تدخل في الثنتين والسبعين، من خالف عقيدة أهل السنة دخل في الثنتين والسبعين".
وقال الإمام الألباني: "ليس صوابًا أن يُقال إن الإخوان المسلمين هم من أهل السنة؛ لأنهم يحاربون السنة"، وقال العلامة صالح اللحيدان: "الإخوان وجماعة التبليغ ليسوا من أهل المناهج الصحيحة فإن جميع الجماعات والتسميات ليس لها أصل في سلف هذه الأمة"، وقال العلامة عبد الرزاق عفيفي –رحمه الله- نائب رئيس اللجنة الدائمة- عن فرقة التبليغ: "الواقع أنَّهم مبتدعة ومُخرِّفون وأصحاب طرق قادرية وغيرهم، وخروجهم ليس فِي سبيل الله، لكنه فِي سبيل إلياس، وهم لا يدعون إلى الكتاب والسنة، ولكن يدعونَ إلى إلياس شيخهم"...إلخ الفتاوى المحكمة التي ذكرتُها كاملةً في "الكواشف الجلية"، وفيه توثيق هذه الفتاوى.
ولنا مقام آخر -إن شاء الله- أوسع من هذا نرد فيه ترهات وشبهات الجريح صاحب غلاة التجريح، ونظهر فيه زيف الجواهر الحسان في بيان منهج محمد حسَّان، والله المستعان.
وسار التابعون بإحسان إلى وقتنا هذا على هذا المنهج الرباني، وهذه مصنَّفات الجرح والتعديل شاهدة على هذا، ومنها: "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم، و"بحر الدم فيمن تكلَّم فيه الإمام أحمد بمدح أو ذمّ" لابن عبد الهادي، والتواريخ الثلاثة "الكبير والأوسط والصغير"، و"الضعفاء" كلُّها للبخاري، و"الكامل في الضعفاء" لابن عدي، و"الضعفاء" للعقيلي، و"ميزان الاعتدال" للذهبي، ولسانه لابن حجر، و"الضعفاء والمتروكين" للنسائي، ونحوه للدارقطني ثم ابن الجوزي..إلخ، وفيها تقرأ تجريح وتبديع مئات من الرجال –رواة وغيرهم- وبيان مخالفاتِهم –صغُرت أم كبُرت-، دون الاعتناء بذكر محاسنهم؛ لأن المقام مقام تحذير، ونصح للمسلمين، وهذه نُبذة يسيرة من هذه الأقوال:
في طبقات الحنابلة (1/233، 234) في ترجمة علي بن أبي خالد: قال علي: "قال قلت لأحمد: إن هذا الشيخ لشيخ حضر معنا هو جاري وقد نهيته عن رجل ويحب أن يسمع قولك فيه -حارث القصير، يعني: حارثًا المحاسبي- كنت رأيتني معه منذ سنين كثيرة فقلت لي: لا تجالسه، ولا تكلِّمه؛ فلم أكلِّمه حتى الساعة، وهذا الشيخ يجالسه فما تقول فيه؟ فرأيت أحمد قد احْمَّر لونه وانتفخت أوداجه وعيناه وما رأيته هكذا قط ثم جعل ينتفض ويقول: ذاك فعل الله به وفعل، ليس يعرف ذاك إلا من خبره وعرفه، أويه أويه أويه، ذاك لا يعرفه إلا من قد خبره وعرفه، ذاك جالسه المغازلي ويعقوب وفلان فأخرجهم إلى رأي جهم هلكوا بسببه؛ فقال له الشيخ: يا أبا عبدالله يروى الحديث ساكن خاشع من قصته ومن قصته؛ فغضب أبو عبدالله، وجعل يقول: لا يغرك خشوعه ولينه ويقول: لا تغتر بتنكيس رأسه؛ فإنه رجل سوء ذاك لا يعرفه إلا من قد خبره، لا تكلِّمه ولا كرامة له، كُلُّ من حدَّث بأحاديث رسول الله ج، وكان مُبتدعًا تجلس إليه لا ولا كرامة ولا نعمي عين، وجعل يقول: ذاك ذاك÷.
وجاء فِي ســــــؤالات البرذعي (ص561): "شهدت أبا زرعة سئل عن الحــــــارث المحاسبي وكتبه، فقلت للسائل: إياك وهذه الكتب هذه كتب بدع وضلالات عليك بالأثر فإنك تجد فيه ما يغني عن هذه الكتب، قيل له: في هذه الكتب عبرة، قال: من لم يكن له في كتاب الله عبرة فليس له في هذه الكتب عبرة، بلغكم أن مالك بن أنس وسفيان الثوري والأوزاعي والأئمة المتقـــــــــدمين صنَّفوا هــــــذه الكتب فِي الخطرات والوساوس وهــــــــــذه الأشياء؛ هــــــؤلاء قوم خـــــــــالفوا أهــــــل العلم؛ فآتوْنا مرة بالحارث المحاسبي ومرة بعبد الرحيم الديبلي ومرة بحاتم الأصم ومرة بشقيق البلخي، ثم قال: ما أسرع الناس إلى البدع÷.اهـ
قلت: فهذا هو موقف جبلين من جبال علم الجرح والتعديل مع أحد القُصَّاص الكبار، رغم أنه لم يكن جاهلاً متعالِمًا كحال كثير من قُصَّاص هذا الزمان، بل كان كما قال الخطيب في تاريخ بغداد (8/211): "وللحارث كتب كثيرة في الزهد وفي أصول الديانات والرد على المخالفين من المعتزلة والرافضة وغيرهما÷.
قلت: أي أنه كان له ردود على بعض المخالفين لأصول أهل السنة، وفي الوقت نفسه كان هو واقعًا في مخالفات أخرى لأصول أهل السنة، منها رأي جهم، وكلامه في الخطرات والوساوس، فلم يأبه أحمد بردوده على المعتزلة والرافضة، ويعقد موازنة بين حسناته وسيئاته كما يصنع رويبضة هذا الزمان.
وقال الذهبي في الميزان (2/166) بعد أن نقل كلام أبي زرعة: "وأين مثل الحارث؟! فكيف لو رأى أبو زرعة تصانيف المتأخرين كــــ(القوت) لأبي طالب؟ وأين مثل القوت؟ كيف لو رأى بهجة الأسرار لابن جهضم وحقائق التفسير للسلمي لطار لُبَّه؟ كيف لو رأى تصانيف أبي حامد الطوسي في ذلك على كثرة ما في الإحياء من الموضوعات؟ كيف لو رأى الغنية للشيخ عبد القادر؟ كيف لو رأى فصوص الحكم والفتوحات المكية؟ بلى لما كان الحارث لسان القوم في ذاك العصر كان معاصره ألف إمام في الحديث فيهم مثل أحمد بن حنبل وابن راهوية، ولما صار أئمة الحديث مثل ابن الدخميسي، وابن شحانة، كان قطب العارفين كصاحب الفصوص وابن سبعين، نسأل الله العفو والمسامحة آمين÷.اهـ
قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون!! فكيف إذا رأوا كتب سيد قطب، ومحمد الغزالي، والمودودي، والقرضاوي، والترابي؟ فكيف لو استمعوا لقُصَّاص هذا الزمان؟! لطار لُبَّهم.
قال أبو بكر بن أبي شيبة: كنا عند ابن عيينة فسأله منصور بن عمار عن القرآن؟ فزبره وأشار إليه بعكازه؛ فقيل يا أبا محمد: إنه عابد؛ فقال: ما أراه إلا شيطانًا÷.
وقال العقيلي في الضعفاء (4/193): "منصور بن عمار القاص، لا يقيم الحديث وكان فيه تجهُم÷.
قلت: هكذا لم يغتر ابن عيينة به، وقال فيه مثل هذا الجرح الشديد، فهلاَّ قام أصحاب منهج القصص والتمييع باتِّهَام ابن عيينة بالغلو في الجرح؟؟
وقال البخاري في ترجمة إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى المدني الأسلمي مَولاهم: "كان يرى القَدَر، عن يحيي بن سعيد: تركه ابن المبارك والناس، حدثنا محمد حدثني ابن المثني، ثنا بشر بن عمر، قال: نهاني مالك، عن إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى، قلت من أجل القدر تنهاني عنه؟ قال: ليس في دينه بَذَاك".(الضعفاء 9).
وقال في ترجمة أبان بن أبي عَيَّاش: "وهو أبان بن فَيْرُوز أبو إسماعيل البصري، عن أنس، كان شعبة سيئ الرأي فيه" (الضعفاء 33).
وقال في ترجمة عبد المجيد بن أبي روَّاد: "كان يرى الإرجاء عن أبيه، وكان الحميدي يتكلَّم فيه"(الضعفاء 239).
وقال في ترجمة يحيى بن بِسطام: "يُذكر بالقدر" (الضعفاء 394).
وقد جرح البخاري في الضعفاء ما يقرب من أربعمائة رجلاً، والنسائي جرح ما يزيد عن ستمائة وخمسين رجلاً في كتابه.
وقال إبراهيم بن طهمان: حدثنا من لا يتهم –غير واحد- أن جهمًا رجع عن قوله ونزع عنه وتاب إلى الله منه فما ذكرته ولا ذكر عندي إلا دعوت الله عليه، ما أعظم ما أورث أهل القبلة من منطقه هذا العظيم".
وعلى هذا المنهج الرباني أسَّس أئمة الجرح والتعديل مصنَّفاتِهم في بيان حال الرجال –رواة وغير رواة- حفظًا لهذا الدين من التبديل والتحريف والإحداث، وحتى ينقل جيلاً بعد جيل عن الثقات الأمناء إلى الثقات الأمناء، بأسانيد نظيفة إلى أن وصل إلينا في زماننا صاف غير مكدَّر محفوظًا بحفظ الله، فهنيئًا لك يا أمة الإسناد بعلم الجرح والتعديل.
قال أبو محمد عبدالرحمن بن أبي حاتم –رحمه الله- في تقدمته على "الجرح والتعديل" (ص5-6): "فلمَّا لم نجد سبيلاً إلى معرفة شئ من معاني كتاب الله ولا من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من جهة النقل والرواية وجب أن نميز بين عدول الناقلة والرواة وثقاتهم وأهل الحفظ والثبت والإتقان منهم، وبين أهل الغفلة والوهم وسوء الحفظ والكذب واختراع الأحاديث الكاذبة.
ولما كان الدين هو الذي جاءنا عن الله عزوجل وعن رسوله صلى الله عليه وسلم بنقل الرواة حق علينا معرفتهم ووجب الفحص عن الناقلة والبحث عن أحوالهم، وإثبات الذين عرفناهم بشرائط العدالة والثبت في الرواية مما يقتضيه حكم العدالة في نقل الحديث وروايته، بأن يكونوا أمناء في أنفسهم، علماء بدينهم، أهل ورع وتقوى وحفظ للحديث وإتقان به وتثبت فيه، وأن يكونوا أهل تمييز وتحصيل، لا يشوبهم كثير من الغفلات، ولا تغلب عليهم الأوهام فيما قد حفظوه ووعوه، ولا يشبه عليهم بالأغلوطات.
وأن يعزل عنهم الذين جرحهم أهل العدالة وكشفوا لنا عن عوراتهم في كذبهم وما كان يعتريهم من غالب الغفلة وسوء الحفظ وكثرة الغلط والسهو والاشتباه، ليعرف به أدلة هذا الدين [وأعلامه]
وأمناء الله في أرضه على كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهم هؤلاء أهل العدالة، فيتمسك بالذي رووه، ويعتمد عليه، ويحكم به، وتجري أمور الدين عليه، وليعرف أهل الكذب تخرصا، وأهل الكذب وهما، وأهل الغفلة والنسيان والغلط ورداءة الحفظ، فيكشف عن حالهم وينبأ عن الوجوه التي كان مجرى روايتهم عليها، إن كذب فكذب، وإن وهم فوهم، وان غلط فغلط وهؤلاء هم أهل الجرح، فيسقط حديث من وجب منهم أن يسقط حديثه ولا يعبأ به ولا يعمل عليه، ويكتب حديث من وجب كتب حديثه منهم على معنى الاعتبار، ومن حديث بعضهم الآداب الجميلة والمواعظ الحسنة والرقائق والترغيب والترهيب هذا أو نحوه".اهـ
وقال الجوزجاني في مقدّمته على "أحوال الرجال": "وسأصفهم على مراتبهم ومذاهبهم منهم الزائغ عن الحق كذاب في حديثه ومنهم الكذاب في حديثه لم أسمع عنه ببدعة وكفى بالكذب بدعة ومنهم زائغ عن الحق صدوق اللهجة قد جرى في الناس حديثه إذ كان مخذولا في بدعته مأمونا في روايته فهؤلاء عندي ليس فيهم حيلة إلا أن يؤخذ من حديثهم ما يعرف إذا لم يقو به بدعته فيتهم عند ذلك.
ومنهم الضعيف في حديثه غير سائغ لذي دين أن يحتج بحديثه وحده إلا أن يقويه حديث من هو أقوى منه فحينئذ يعتبر به.
فأبدأ بذكر الخوارج إذ كانت أول بدعة ظهرت في الإسلام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أولاً أعني التميمي الذي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم اعدل حين وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم أشياعه وجلاَّهم ونعتهم وأحسن نعتهم ثم هم تحركوا أيضًا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فرقوا جماعة الأمة وميلوا اعتدال الإلفة فشاموا أنفسهم أولا والأمة بعدها آخرا فنبذ الناس حديثهم اتهامًا لهم.
منهم:
1 - عبد الله بن الكواء رأسهم.
2 - وعبد الله بن راسب
3 - وشبث بن ربعي أول من حلل الحرورية.
4 - ومالك بن الحارث.
5 - وأبو بلال مرداس بن أدية
6 - وأخوه عروة بن أدية
7 - ونافع بن الأزرق
8 - ونجدة بن عامر
9 - وصعصعة بن صوحان ...".اهـ
قلت: كذا استهل الجوزجاني كتابه بذكر أسماء أول من ظهر من رءوس بدعة الخوارج، ناعتًا إياهم بأنهم سبب تفريق الأمة، وإذا تقفى الأئمة في زماننا آثار الأئمة السابقين نحو الجوزجاني في تعداد رءوس أهل البدع في زماننا خاصة رءوس الخوارج المفرقين للأمة من قديم، إذ برويبضة هذا الزمان يتهمون هؤلاء الأئمة بأنهم هم المفرقون الفتَّانون، فاللهم الصبر والثبات في زمن الغربة.
ولا نعلم أحدًا أبدًا من العلماء المعتبرين اعتبر التجريح الشديد لأهل الأهواء المخالفين لمنهج السلف غلوًّا، بل كانوا يعتبرونه مَحمدة لصاحبه، كما قال الحافظ في الإصابة (3/130): "وكان سمُرة بن جندب رضي الله عنه شديدًا على الخوارج، فكانوا يطعنون عليه".
وقال أحمد: "إذا رأيت الرجل يغمز حماد بن سلمة فاتهمه على الإسلام؛ فإنه كان شديدًا على المبتدعة"(السير7/447).
وقال مالك: "كان ابن هرمز قليل الكلام، وكان يشدُّ على أهل البدع، وكان أعلم الناس بما اختلفوا فيه من ذلك، وكذا كان عبد الرحمن عبد القاسم" (مناقب مالك للزواوي ص152).
وقال قتيبة بن سعيد: "كان عمر بن هارون شديدًا على المرجئة، وكان يذكر مساوئهم وبلاياهم"(تاريخ دمشق45/365).
وقال أبو الصلت الهروي في ترجمة إبراهيم بن طهمان: "كان شديدًا على الجهمية"(السير7/380).
وقال عبد الله بن أحمد في العلل ومعرفة الرجال (2/158): سمعت أبي يقول: وكان أبو عصمة شديدًا على الجهمية والرد عليهم، ومنه تعلم نُعَيْم بن حَمَّاد الردَّ على الجهمية.
وقيل في ترجمة يوسف بن يحيى البويطي: "إنه كان شديدًا على أهل البدع"(تبيين كذب المفتري ص348) ([2]).
وقال ابن رجب في ترجمة البربهاري: "شيخ الطائفة في وقته ومتقدمها في الإنكار على أهل البدع والمباينة لهم باليد واللسان"(طبقات الحنابلة2/18)...إلخ الأمثلة المبثوثة في كتب التراجم([3]).
وقال شيخ الإسلام في نقض المنطق (ص12): "الراد على أهل البدع مجاهد حتى كان يحيى بن يحيى يقول: الذَّبّ عن السنة أفضل من الجهاد".
وقد أجمع العلماء على وجوب التحذير من أهل البدع والأهواء، وحذَّروا من مجالستهم، كما قال الفضيل بن عياض: "وأدركت خيار الناس كلهم أصحاب سنة، وهم ينهون عن أصحاب البدعة".
وقال أبو عثمان الصَّابوني في عقيدة السلف وأصحاب الحديث (ص123): "واتفقوا مع ذلك على القول بقهر أهل البدع، وإذلالهم وإخزائهم وإبعادهم وإقصائهم والتباعد منهم ومن مصاحبتهم ومعاشرتهم والتقرب إلى الله عز وجل بمجانبتهم ومهاجرتهم".اهـ
وقال ابن بطة في الشرح والإبانة (ص282): "ومن السنة مُجانبة كلّ من اعتقد شيئًا مما ذكرناه –أي من البدع- وهجرانه، والمقت له، وهجران من والاه ونصره وذبَّ عنه وصاحبه، وإن كان الفاعل لذلك يظهر السُّنَّة".
وحذَّر السلف من القراءة في كتب أهل البدع، كما قال الفضل بن زياد: سألت أبا عبد الله –أي أحمد- عن الكرابيسي، وما أظهره؟ فكلح وجهه ثم قال: "إنما جاء بلاؤهم من هذه الكتب التي وضعوها، تركوا آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبلوا على هذه الكتب" (المعرفة والتاريخ 3/494)، وقال أحمد أيضًا: "إياكم أن تكتبوا عن أحد من أصحاب الأهواء قليلاً ولا كثيرًا، عليكم بأصحاب الآثار والسُّنَن" (السير 11/321)، وقال ابن أبي حاتم: "وسمعت أبي وأبا زرعة يأمران بهجران أهل الزيغ والبدع يغلّظان في ذلك أشد التغليظ، ويُنكران وضع الكتب برأي في غير آثار، وينهيان عن مجالسة أهل الكلام والنظر في كتب المتكلمين، ويقولان لا يفلح صاحب كلام أبدًا" (شرح اعتقاد أهل السنة للالكائي 322).
واعلم –أرشدك الله- أن هذا العلم العظيم ليس قاصرًا على رواة الحديث كما يُموه البعض، واسمع إلى ما قاله ابن رجب في الفرق بين النصيحة والتعيير (3/464-مجموع الرسائل): "ولا فرق بين الطعن في رواة ألفاظ الحديث، ولا التمييز بين مَن تقبل روايته ومن لا تقبل وبين تبيين خطأ من أخطأ في فهم معاني الكتاب والسنة وتأوَّل شيئًا منها على غير تأويله، وتمسك بما لا يتمسك به، ليُحذر من الاقتداء به فيما أخطأ فيه، وقد أجمع العلماء على جواز ذلك أيضًا([4])".
وكذلك الرد على المخالف لا يشمل أهل الأهواء فحسب بل يدخل فيه أيضًا المخالف من أهل السنة، لكنهم يفرقون في كيفية الرد بين المبتدع والسلفي، وبين العالم والمتعالم الجاهل، فقال ابن رجب في النصيحة (3/467): "وأما المبين لخطأ من أخطأ من العلماء قبله إذا تأدب في الخطاب وأحسن في الخطاب وأحسن في الرد والجواب؛ فلا حرج عليه ولا لوم يتوجه إليه...وقد بالغ الأئمة الوَرِعون في إنكار مقالات ضعيفة لبعض العلماء وردَّها أبلغ الردِّ كما كان الإمام أحمد ينكر على أبي ثور وغيره مقالات ضعيفة تفردوا بها ويبالغ في ردِّها عليهم هذا كله حكم الظاهر...وسواء كان الذي بيِّن الخطأ صغيرًا أو كبيرًا فله أسوة بمن رد من العلماء مقالات ابن عباس التي يشذ بها وأُنكرت عليه من العلماء مثل المتعة والصرف والعمرتَيْن وغير ذلك.."، إلى أن قال: "وهذا كلّه في حق العلماء المقتدى بهم في الدين، فأما أهل البدع والضلالة ومن تشبه بالعلماء وليس منهم، فيجوز بيان جهلهم وإظهار عيوبهم تحذيرًا من الاقتداء بهم".اهـ
وأهل البدع يشتركون في سمة رئيسة هي: مخالفة سبيل السلف الصالح في فهم الكتاب والسنة، فهم يتبعون أهواءهم وأراءهم المبنية على المتشابهات لا المحكمات، ويعارضون بها الكتاب والسنة، ومن ثَمَّ لا ينتسبون إلى السلف إما بلسان مقالهم أو بلسان حالهم، فإما أن ينتسبون صراحة إلى مسميات أخرى نحو الجهمية والخوارج والأشاعرة والمعتزلة والصوفية والإخوان والتبليغ..إلخ، أو يظهرون الانتساب إلى السلفية ادعاءً، ويخالفون هذا الانتساب اعتقادًا وعملاً، فيخالفون أصولاً عظيمة من الأصول السلفية، وأخطرهم من ينسب مخالفاته إلى المنهج السلفي، ويقدمها للناس على أنها من أصول منهج السلف الصالح، وفي واقع الأمر هي أصول الخوارج والمعتزلة والصوفية وغيرهم، ويدرك تدليسه وكذبه مَن له أدنى اهتمام بكتب العقيدة السلفية، وهذا بخلاف العالم الرباني المجتهد –لا المتعالم القصَّاص أو الجاهل- الذي قد تزل قدمه في بدعة أو خطأ في الأصول دون تعمُّد أو اتباع للهوى.
ومن سماتهم أيضًا إطلاق الألفاظ المنفرة على أصحاب الطائفة المنصورة والفرقة الناجية: السلفيين –أهل الحديث والأثر- إذا حذَّروا من أهل البدع والفرق المبتدعة، فيلقبونهم بأنهم وهابية، جامية، ألبانيون، مداخلة، فتَّانون، مفرِّقون..إلخ، ونسوا أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي شرع لنا التحذير من مُخالفي السنة، وهو الذي أخبر بافتراق الأمة، وحذَّر من سبل هذه الفرق، وأمر باتباع سبيل الجماعة الأم وهو ما كان عليه صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
ومن ثَمَّ ندرك الثمرة العظيمة لهذا العلم الجليل –علم الجرح والتعديل-، الذي ما وُضع إلا لبيان حال كل مخالف لسبيل هذه الفرقة الناجية –سبيل الصحابة والسلف الصالح-، والتحذير من سبل الفرق والأحزاب الذين قال الله سبحانه عنهم: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ}[الأنعام:159].
وعليه فإن الواجب على المسلم إذا سمع عالِمًا يحذِّر من أحد المخالفين للسنة أن لا يغضب ويتعصَّب له، بل الواجب عليه أن يذعن للحق، ويعتقد أن هذا التحذير يدخل في باب "النصيحة في الدين"، وأن به يتحقَّق توحيد المسلمين على المنهج الحق، وبه يحدث الفرقان بين الفرقة الناجية التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم باتباع سبيلها، وبين الفرق التي فارقت هذا السبيل القويم.
ومن أراد المزيد فليراجع كتب العلامة ربيع بن هادي –إمام الجرح والتعديل-: "منهج أهل السنة في نقد الرجال والكتب والطوائف"، "والمحجة البيضاء في حماية السنة الغراء"، و"النقد منهج شرعي".
ودعك من تهويل المرجفين الذين اتهموا أئمة السنة- ومنهم العلامة ربيع- بالغلو في الجرح؛ فإن سلفهم في ذلك هو بكر بن حَمَّاد المغربي الذي قال منتقصًا أصحاب الحديث ومنهم ابن معين:
ولابن معين في الرجال مقالة سيـُسأل عنها والمليك شهيد
فإن يكُ حقًّا قوله فهي غيبة وإن يكُ زورًا فالقصاص شديد
فأجابه أبو عبد الله الْحُمَيدي:
ولولا رواة الدين ضاع وأصبحت معالمه في الآخرين تبيد
هم حفظوا الآثار من كل شبهة وغيرهم عمَّا اقتنوه رقود
وهم هاجروا في جمعها وتبادروا إلى كل أفق والمرام كؤود
وقاموا بتعديل الرواة وجرحهم فدام صحيح النَّقل وهو جديد
في أبيات طويلة أخرجها الخطيب في الكفاية (ص38).
نسأل الله سبحانه أن يهدينا إلى سبيل الفرقة الناجية، وأن يجنبنا سبل الفرق المحدثة، وأن يوفقنا إلى تعظيم ما عظَّمه السلف الصالح من العلوم والأصول، ومنها علم الجرح والتعديل، وأصل الرد على أهل البدع والأهواء، ونبرأ إلى الله من التنقص من أئمة الحديث والسنة، ومن تلقيبهم بالألقاب السيئة؛ فإن هذا من الخيبة والخسران أن يُجرح العدول من أهل العلم، ويُعدل المجروحين من الحزبيين والقُّصَّاص والمتعصِّبين للباطل والأهواء، وعليه يُوسد الأمر إلى غير أهله، وهذا من غربة الإسلام الحق، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وكتب
أبو عبد الأعلى خالد محمد عثمان المصري
في ليلة الجمعة 17 من ذي القعدة 1427 (الطبعة الأولى)
وانتهيت من تحريرها إعدادًا للطبعة الثانية:
في ليلة الأربعاء 24 رمضان 1432
--------------------------------
([1]) أخرجه الآجري في الشريعة (1/343) (45/ط دار الوطن)، والهروي في "ذمِّ الكلام وأهله" (2/33) (193)، وإسماعيل القاضي في "أحكام القرآن"، وسعيد بن منصور في سننه، وابن أبي داود في المصاحف، كما في "إتحاف المهرة" للحافظ ابن حجر (7/301) (7857) من طريق معمر عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس به.
قلت: إسناده صحيح، وقال الحافظ: "على شرط الشيخين".
([2]) قال ابن عبدالبر في "الانتقاء في فضائل الأئمة الثلاثة الفقهاء" (ص109): " أَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ بْنُ يَحْيَى الْبُوَيْطِيُّ.. كَانَ عَالِمًا فَقِيهًا لَطِيفًا فِي أَسْبَابِهِ يُدْنِي الْغُرَبَاءَ وَيُقَرِّبُهُمْ إِذَا قَدِمُوا لِلطَّلَبِ وَيُعَرِّفُهُمْ فَضْلَ الشَّافِعِيِّ وَفَضْلَ كُتُبِهِ حَتَّى كَثُرَ الطَّالِبُونَ لِكُتُبِ الشَّافِعِيِّ الْمِصْرِيَّةِ وَكَانَ يَقُولُ كَانَ الشَّافِعِيُّ يَأْمُرُ بِذَلِكَ وَيَقُولُ لِي اصْبِرْ لِلْغُرَبَاءِ وَغَيْرِهِمْ مِنَ التَّلامِيذِ؛ وَكَانَ ابْنُ أَبِي اللَّيْثِ الْحَنَفِيُّ قَاضِي مِصْرَ يَحْسِدُهُ وَيُعَادِيهِ فَأَخْرَجَهُ فِي وَقْتِ الْمِحْنَةِ فِي الْقُرْآنِ فِيمَنْ أُخْرِجَ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ إِلَى بَغْدَادَ وَلَمْ يُخْرِجْ مِنْ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ غَيْرِهِ وَحُمِلَ إِلَى بَغْدَادَ وَحُبِسَ فَلم يجب الى مادعى إِلَيْهِ فِي الْقُرْآنِ وَقَالَ هُوَ كَلامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ وَحُبِسَ وَمَاتَ فِي السِّجْنِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَبْلَ الصَّلاةِ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَتَيْنِ".
([3]) راجع كتاب "إجماع العلماء على التحذير من أهل البدع والأهواء" للشيخ خالد الظفيري.
([4]) قال الشيخ عبدالرحمن محيي الدين –حفظه الله-: "بل على وجوبه على الكفاية".




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الجمعة أبريل 05, 2024 3:16 pm عدل 2 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة أبريل 05, 2024 3:09 pm

 الشيخ مزمل فقيري حفظه الله

الرد على شبهة أن علم الجرح والتعديل انتهى



أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة أبريل 05, 2024 3:18 pm


علماء الجرح والتعديل في المقابر الآن! كلمة قالها الشيخ العلامة الفوزان
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد فقد نسمع كثيرا استشهاد القطبيين والسروريين والحزبيين عموما بكلمة للشيخ الفاضل العلامة صالح الفوزان التي هي : ((علماء الجرح والتعديل في المقابر الآن))! ونحن على يقين تام بأن الشيخ الفاضل لم يقصد بكلمته هذه ما فسّرها به الحزبيون، فهم فسروا كلمته بأنها غلق لباب الكلام في المنحرفين والتحذير من المبتدعة والحزبيين، فرأيت أنه من الواجب عليّ أن أشارك في كشف هذه الشبهة درءا لإلصاق التهمة بعالم من علمائنا أفنى عمره في نشر التوحيد والسنة والدعوة إلى سلف هذه الأمة وذلك ببيان مقصد الشيخ من كلمته من خلال أقواله وسياق كلامه؛ لأن خير من يفسر كلامَ المرء هو المرء نفسُه وصاحب الدار أدرى بما فيها، وليس أعداؤه، فهؤلاء لا يحبون الشيخ ولا يقيمون لكلامه وزنا اذا خالف أهواءهم، ولكن يستدلون بكلمته هذه بناء على تفسيرهم الباطل لها خدمة لباطلهم وللتستر على بدعتهم، وإلا فلماذا لا ينقل هؤلاء كلام الشيخ الفوزان حفظه الله في التحذير من الاخوانية والسروية والقطبية ومن مؤلفات سيد قطب والحركيين؟!
أم انهم يكيلون بمكيالين و يشملهم نصيب من عموم قوله تعالى: {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} [المائدة : 41]
فهؤلاء يقولون لأتباعهم المقلدة: إن وجدتم من كلام العلماء السلفيين قولا محتملا يمكن تفسيره بما يخدم مناهجكم فخذوه، وإن لم تجدوا شيئا من هذا في كلامهم فاحذروهم فإنهم عملاء السلاطين وإنهم علماء الحيض والنفاس وإنهم وإنهم...!
وهؤلاء اليوم يلبسون لباس أهل السنة، ويتظاهرون بالتمسك بها، وهم لم يفعلوا ذلك إلا لأجل القضاء على وحدة أهل السنة والجماعة، وضرب بعضهم ببعض، وتفريق صفوفهم وكلمتهم لكي تعلو راية البدعة وتسود جيوشها، ولكن يمكرون ومكر أولئك هو يبور، لأن أهل السنة نصروا الله فنصرهم وحفظوا دينه من التحريف فحفظهم، ولذا فمهما اندس بينهم من تزيا بزيهم فإن الله سوف يفضح أمره ويهتك ستره، وها نحن الآن نحاول –بعون الله وتوفيقه- أن نكشف الستر عن هذه الشبهة فأقول وبالله التوفيق:
لقد فرح المنحرفون ببعض فتاوى الشيخ الفاضل صالح الفوزان وظنوا أنها لهم، ولكن عند التأمل يظهر أنها عليهم كما سيظهر، والفتوى هي:
((والله ما نعرف أحدا من علماء الجرح والتعديل في عصرنا الحاضر ، علماء الجرح والتعديل في المقابر الآن، ولكن كلامهم موجود في كتبهم –كتب الجرح والتعديل – والجرح والتعديل في علم الاسناد وفي رواية الحديث، وما هو الجرح والتعديل في سب الناس وتنقصهم، وفلان فيه كذا وفلان فيه كذا، ومدح بعض الناس وسب بعض الناس، هذا من الغيبة ومن النميمة، وليس هو الجرح والتعديل)).
أقول لقد أشار العلماء إلى ثلاثة أشياء ينبغي التفريق بينها:
1- الكلام في رواة الأحاديث
2- سبُّ الناس وتنقصهم
3- التحذير من المبتدعة في كل عصر ومصر
ونلاحظ من كلام الشيخ الفوزان السابق أنه حفظه الله أدخل النوع الأول في باب الجرح والتعديل بل خصّ هذا المصطلح بالنوع الأول.
وأدخل النوع الثاني في باب الغيبة والنميمة.
بينما أدخل الأخير في باب النصيحة ولم يدخله في باب الجرح والتعديل، (ولا مشاحة في الاصطلاح) فالمهم هو أنه لا ينكر الرد على المخالف ولا التحذير من المبتدعة، وأما أنه حفظه الله يسمي هذا نصيحة ولا يسميه جرحا فلا إشكال في ذلك فالخلاف لفظي وليس حقيقيا بينه وبين العلماء الآخرين الذين أدخلوا الأخير تحت اسم الجرح والتعديل كالشيخ الألباني رحمه الله والشيخ ابن عثيمين رحمه الله كما يظهر من قوله: ((فالجرح والتعديل لايزال باقيا مادام نوع الانسان باقيا، فالجرح والتعديل باق)).
فعلماؤنا السلفيون كلهم متفقون على التحذير من المبتدعة بالأدلة الشرعية وأن هذا الرد لا يكون داخلاً في الغيبة بالكلية وليس هو مما يكرهه أولئك العلماء بل مما يحبونه ويمدحون فاعله ويثنون عليه ، ومن أبرزهم في هذا المجال الشيخ صالح الفوزان نفسه تأصيلا وتنزيلا؛
أما تأصيلا فله أقوال كثيرة في هذا الباب كما هي مثبتة في (الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة) منها:
1. قال حفظه الله:((فالواجب على الشباب وغيرهم : رفض كل الجماعات والفِرق المخالفة لجماعة أهل السنة والاستقامة، وأن يحذروا من الدعاة الذين يدعون لتلك الجماعات كما حذّر منهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأن يلزموا جماعة أهل السنة، وهي الجماعة الواحدة الثابتة على ما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وأصحابه)).
2. وفي الجواب على سؤال نصه:(ما رأيكم في كتاب "القطبية"، وهل تنصح بقراءته، وهل كتب الردود من منهج السلف رحمهم الله؟) قال حفظه الله: ((الرد على المخالف؛ سنة السلف؛ فالسلف يردون على المخالفين وهذه كتبهم موجودة...وكثير من الأئمة ردوا على المخالفين من أجل بيان الحق وإظهار الحق للناس حتى لا تضل الأمة وتتبع المخطئين والمخالفين، وهذا من النصيحة للأمة أما كتاب "القطبية" وغيره من الكتب؛ فما كان فيه من صواب وصدق فلا بد من الأخذ به ... أما كوننا نتكتم على الناس، ونغرر بالناس ونقول اتركوا هذه الكتب بأيدي الشباب وبأيدي الناس وفيها السموم وفيها الأخطاء فهذا من الغش للأمة؛ ولا يجوز هذا. لابد من البيان لابد من النصيحة، لا بد من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. هذه كتب الردود موجودة من قديم الزمان وما عابها أحد ولا انتقدها أحد الحمد لله، لابد من البيان)).
3. وجوابا على سؤال نصه:(هل يجب على العلماء أن يُبَيَّنُوا للشباب وللعامة خطر التحزب والتفرق والجماعات؟ .) قال حفظه الله: ((نعم، يجب بيان خطر التحزب، وخطر الانقسام والتفرق؛ ليكون الناس على بصيرة، لأنه حتى العوام ينخدعون، كَمْ من العوام الآن انخدعوا ببعض الجماعات يظنون أنها على حق ؟ . فلابد أن نُبَيِّن للناس - المتعلمين والعوام - خطر الأحزاب والفِرَق؛ لأنهم إذا سكتوا قال الناس : العلماء كانوا عارفين عن هذا وساكتين عليه؛ فيدخل الضلال من هذا الباب؛ فلا بد من البيان عندما تحدث مثل هذه الأمور، والخطر على العوام أكثر من الخطر على المتعلمين؛ لأن العوام مع سكوت العلماء يظنون أن هذا هو الصحيح وهذا هو الحق ).
4. وقال أيضا: ((نعم، يجب أن نحذر من المناهج المخالفة لمنهج السلف، هذا من النصيحة لله، ولكتابه ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم . نحذِّر من أهل الشرور، ونحذِّر من المناهج المخالفة لمنهج الإسلام، ونُبيِّن مضار هذه الأمور للناس، ونحثهم على التمسك بالكتاب والسنة، هذا واجب . ولكن هذا من شؤون أهل العلم الذين يجب أن يتدخلوا في هذا الأمر، وان يوضحوه للناس بالطريقة اللائقة المشروعة الناجحة - بإذن الله -)).
5. وجوابا على سؤال نصه:(هل بيان بعض أخطاء الكتب الحزبية، أو الجماعات الوافدة إلى بلادنا؛ يُعتبر من التعرض للدعاة ؟) قال حفظه الله: ((لا، هذا ليس من التعرّض للدعاة؛ لأن هذه الكتب ليست كتب دعوة، وهؤلاء - أصحاب هذه الكتب والأفكار - ليسوا من الدعاة إلى الله على بصيرةٍ، وعلمٍ، وعلى حق . فنحن حين نُبَيِّن أخطاء هذه الكتب - أو هؤلاء الدعاة - ليس من باب التجريح للأشخاص لذاتهم، وإنما من باب النصيحة للأمة أن تتسرب إليها أفكار مشبوهة، ثم تكون الفتنة، وتتفرّق الكلمة، وتتشتت الجماعة، وليس غرضنا الأشخاص، غرضنا الأفكار الموجودة بالكتب التي وَفَدَت إلينا باسم الدعوة)).
6. وجوابا على سؤال نصه:(هل التحذير من المناهج المخالفة ودعاتها يعتبر تفريقًا للمسلمين وشقًا لصفهم؟) قال حفظه الله: ((التحذير من المناهج المخالفة لمنهج السلف يعتبر جمعًا لكلمة المسلمين لا تفريقًا لصفوفهم، لأنّ الذي يفرّق صفوف المسلمين هو المناهج المخالفة لمنهج السلف)). هذا التأصيل:
وأما تنزيلا فعلى نوعين:
الأول: تحذيره من الأحزاب والجماعات بعينها.
والآخر: تحذيره من شخصيات ورموز بأعينهم.
ونذكر بعض الأمثلة على كلا النوعين؛
أما الأول فكتحذيره من :
التبليغ والإخوان والقطبيين والسروريين وحزب النور المصري وغيرها من الفرق.
وقال حفظه الله: ((أما هذه الجماعات الوافدة فيجب أن لا نتقبلها لأنها تريد أن تنحرف بنا أو تفرقنا، وتجعل هذا تبليغي وهذا إخواني...)).
وأما الثاني فمنها:
1. ردّ الشيخ على محمد قطب في كتابه لمنهج التوحيد للمرحلة الثانوية وقال‏:ان ما قام به عمل ناقص جدًّا، لأن ما قام به في هذا العمل يقتصر غالبا على إثبات توحيد الربوبية، وهي تحصيل حاصل.
2. وردّ على محمد على الصابوني وحذر من كتبه.
3. وردّ على عبد الكريم الخطيب في كتاب ‏"‏الدعوة الوهابية ومحمد بن عبد الوهاب‏"‏
4. وردّ ما توهمه الدكتور عبد الفتاح محمد الحلو من صحة نسبة ما في كتاب ‏"‏نهج البلاغة‏"‏ إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
5. وردّ على محمد سعيد رمضان البوطي.
6. وردّ أوهام أبي زهرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمهما الله –
7. وردّ على ما قاله حسن البنا من أن آيات الصفات من المتشابه
8. قال الشيخ الفوزان في تحذيره من عرعور: ((وأصلا ما هو بعالم... أنصح الشباب السلفي بمقاطعته و عدم حضور دروسه هو و أمثاله)).
9. قال الشيخ الفوزان في تحذيره من أبي الحسن بقوله: (اتركوا هذا الرجل).
10. وردّ على طارق السويدان ووصفه بأنه مجرم.
11. و ردّ على محمد حسان.
12. وكذلك ردّ على محمد سرور بن نايف زين العابدين وقال : هذا القائل من دعاة الضلال؛ نسأل الله العافية فيجب أن نَحْذَر من كتابه هذا، وأن نُحذِّر منه.
وردّ على غير هؤلاء أيضا.
فظهر من هذا أن تعلقهم بمقولة الشيخ الفوزان حفظه الله السابقة تعلق باطل؛ لأن الشيخ حفظه الله لم يسكت هو عن منكرهم وبدعهم ولا عن التحذير منهم، وغاية ما يفهم من عموم أقواله في هذه المسألة أمران:
الأمر الأول: تحذيره من أن يقوم بالتحذير من ليس مؤهلا لذلك كالصغار الذين يتقدمون بين يدي الكبار في الحكم على الناس كما يظهر من قوله: ((لأنهم ليسوا من علماء الجرح والتعديل ولا يعرفون الجرح والتعديل، ولا يعرفون مواضع الجرح والتعديل)) ينظر موقع الشيخ على النت الفتوى رقم (9442). وأما تقدم الصغار بين يدي العلماء فإنه خصلة ذميمة ملاحظة في فرقة الحدادية الذين لا يقفون عند كلام العلماء بل هم يصدرون الأحكام على الدعاة بدون علم .
وهذا التحذير يشاركه فيه غيره من العلماء كالشيخ ربيع حفظه الله كما يظهر من أقواله هذه:
قال الشيخ ربيع حفظه الله: ((فإن كثيراً من الشباب إذا خاضوا في الفتنة جرفتهم أو مزقتهم، وقد حصل هذا، فالأسلم لهم البعد عنها وعدم الخوض فيها، والحفاظ على عقيدتهم وأخوتهم في الله، وأن يدَعوا العلاج للعلماء)).
والأمر الآخر: تحذيره من تجريح من لا يستحق ذلك من العلماء وطلبة العلم وأهل الخير فيحذر الشيخ من خلط التحذير من المبتدعة بالكلام في الأفاضل، كما يقول حفظه الله: ((ولا يجوز الكلام في الناس والكلام في العلماء وطلبة العلم وأهل الخير، ولو لاحظتَ عليهم شيئا ما يجوز أن تتكلم في غيبتهم، حرام هذه غيبة ونميمة، إذا لاحظت عليهم شيء تبلغهم هذا الشيء (كلمة غير واضحة) فليس هذا من الجرح والتعديل هذا من الغيبة))
وهذا التحذير يشاركه فيه غيره من العلماء كالشيخ ابن عثيمين رحمه الله محذرا من تتبع عورات المسلمين و لا سيّما العلماء وطلبة العلم بقوله:
((والواجب - بارك الله فيك- لمن صدر منه ما يُنتقد عليه ، أن يدافع الإنسان عن أخيه إذا سمع من ينتقده في هذا، ويقول: لعله اشتبه عليه الأمر..لعل له تأويلاً ، لاسيما من عُرف بالصدق والإخلاص، وحب نشر العلم ).
وكذلك يشارك الشيخُ ربيع الشيخَ الفوزانَ في التحذير من غلو واستعجال الحدادية ومن تأثر بهم من الشباب في طعنهم في كل من أصابته زلة أو وقع في خطأ من العلماء وطلبة العلم السلفيين ،كما يظهر من أقواله الكثيرة التي منها:
قوله: ((ولقد تعبتُ كثيراً وكثيراً هنا وهناك، من معالجة آثار كلام من لا ينظر في العواقب، ولا يراعي المصالح والمفاسد، ولا يستخدم الرفق والحكمة، تلكم الأمور والأصول العظيمة التي يجب مراعاتها، ولا تقوم للدعوة قائمة إلا بها)).
وقال حفظه الله ناصحا من يسيء الظن بإخوانه السلفيين الدعاة ويتتبع عثراتهم:
((أدعوك إلى أن تضع يدك في يد إخوانك، وأن تحسن بهم الظن، وأن تعتقد أن فيهم من يهمه أمر الدعوة مثلك وأكثر)). ((فهم ينصحون ويعالجون ويسعون لإزالة الشبه وجمع كلمة السلفيين بكل ما يستطيعون مادياً ومعنوياً. وكان يجب عليك أن تكون معهم في هذه الأمور التي يقومون بها، ويعانون من المشاكل والمصاعب في سبيل القيام بها ما الله به عليم، ويد الله مع الجماعة، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية)).
وقال حفظه الله لمن يدعي السنة وهو يطعن في الدعاة السلفيين : ((أدعوك إلى الجد في علاج ما جرى في هذه الأيام من فتن... وأدعوك إلى السعي في جمع الكلمة ومنها الثناء على إخوانك والتصدي لمن يطعن فيهم))
وبين حفظه الله أن هؤلاء لا يحسنون العلاج وإنما هم قادرون على إشعال نار الفتنة فقط فقال:((جاءت الفتن، واشتعلت نيران الفرقة التي أوقفت الدعوة ودمرتها، وجعلت بأس أهلها بينهم، ثم لا علاج من قبلكم)).
فظهر من كلام الشيخين الفوزان وربيع أن الكلام في علماء أهل السنة و طلبة العلم منهم وفي أهل الخير عموما هو الذي يُعد غيبة وشرّا وسببا للفتنة والفرقة، وأما التحذير من أهل البدع فالكل متفقون على وجوبه وأنه ليس من الغيبة وكما ذكر الفرق بين هذين الأمرين الإمام النووي رحمه الله فقد قال: عند شرحِه لحديث ( من سترَ مُسلماً ستره الله ...) : ((وأمَّا السِّترُ المندوب إليه هنا، فالمراد به الستر على ذوي الهيئاتِ ( أهل السُّؤددِ والفَضْلِ الذين لا يُعْرَفُون بالشَّرِ والفسادِ ) ونحوهم، ممَّن ليس معروفاً بالأذى والفسادِ، فأمَّا المعرُوفُ بذلك فيُستحبُّ ألاَّ يُستَرَ عليه؛ تُرفعُ قضيَّتُه إلى وليِّ الأمرِ، إن لم يُخَفْ من ذلك مفسدةً، لأنَّ السِّترَ على هذا يُطْمِعُهُ في الإيذاءِ والفسادِ، وانتهاكِ الحُرُمات، وجَسارةُ غيرِه على مثلِ فِعْلِه، وهذا كلُّه في سِترِ معصيةٍ وقعت وانقضت ...
وأمَّا جرحُ الرُّواةِ والشُّهودِ والأُمناءِ على الصَّدقاتِ والأوقافِ والأيتامِ ونحوهم، فيجبُ جرحُهم عند الحاجةِ، ولا يحلُّ السترُ عليهم إذا رأى منهم ما يقدحُ في أهليَّتِهم، وليس هذا من الغيبَةِ المُحرَّمةِ؛ بل من النَّصيحةِ الواجبةِ، وهذا مُجمعٌ عليه .
وقد نبَّه الإمامُ النَّوويُّ على هذه المسألةِ في كتابه ( رياضِ الصَّالحين ) أيضا تحت : باب ما يُباحُ من الغِيبةِ، فقال بعد سَرْدِه الأسباب التي تُبيحُ إظهارِ المستور : ((... الخامس : أن يكون مُجاهراً بِفسْقِه أو بدعتِه))
وقال شيخنا مقبل الوادعي رحمه الله في بعض دروسه : ((اجمع من يعتد به على شرعية الجرح والتعديل وقلنا (شرعية) لأنه قد يكون واجباً أو مباحاً أو محرماً والأصل في أعراض المسلمين التحريم)) ترجمة الشيخ مقبل الوادعي (ص / 60) .
وقد ردّ علماء الحديث قديما على هذه الشبهة التي يثيرها الحزبيون والقطبيون والسروريون اليوم والتي هي حصر الكلام في رواة الأحاديث فقط ومنع الكلام في المبتدعة والحزبيين، ومن العلماء الذين فندوا هذه الشبهة السخاوي وشيخه الحافظ ابن حجر رحمهما الله كما يظهر فيما يأتي:
قال السخاوي في فتح المغيث شرح ألفية الحديث - (3 / 362) : ((فإن قيل: قد شغف جماعة من المتأخرين القائلين بالتاريخ وما أشبهه كالذهبي، ثم شيخنا ـ يعني ابن حجر ـ بذكر المعائب، ولو لم يكن المعاب من أهل الرواية، وذلك غيبة محضة. ولذا تعقب ابن دقيق العيد ابن السمعاني في ذكره بعض الشعراء وقدح فيه بقوله: إذا لم يضطر إلى القدح فيه للرواية لم يجز. ونحوه قول ابن المرابط: (قد دونت الأخبار وما بقي للتجريح فائدة، بل انقطعت من رأس الأربعمائة)، ودندن هو وغيره ممن لم يتدبر مقاله بعيب المحدثين بذلك:
قلت: الملحوظ في تسويغ ذلك كونه نصيحة ولا انحصار لها في الرواية؛
فقد ذكروا من الأماكن التي يجوز فيها ذكر المرء بما يكره، ولا يعد ذلك غيبة، بل هو نصيحة واجبة:
1. أن تكون للمذكور ولاية لا يقوم بها على وجهها، إما بأن لا يكون صالحاً لها، وإما بأن يكون فاسقاً أو مغفلاً، أو نحو ذلك، فيذكر ليزال بغيره ممن يصلح.
2. أو يكون مبتدعاً أو فاسقاً، ويرى من يتردد إليه للعلم ويخاف عليه عود الضرر من قبله فيعلمه ببيان حاله.
3. ويلتحق بذلك المتساهل في الفتوى، أو التصنيف، أو الأحكام، أو الشهادات، أو النقل، أو المتساهل في ذكر العلماء أو في الرشاء والارتشاء، إما بتعاطيه له أو بإقراره عليه مع قدرته على منعه، أو أكل أموال الناس بالحيل والافتراء أو الغاصب لكتب العلم من أربابها أو المساجد بحيث تصير ملكاً، أو غير ذلك من المحرمات. فكل ذلك جائز أو واجب ذكره ليحذر ضرره.
4. وكذا يجب ذكر المجاهر بشيء مما ذكره ونحوه من باب أولى.
قال شيخنا-يعني ابن حجر-: ((ويتأكد الذكر لكل هذا في حق المحدث، لأن أصل وضع فنه بيان الجرح والتعديل))، وهذا بيان لمن يقوم بهذا الأمر فليس كل أحد يتصدى لهذا الباب ويقوم به وإنما هو للمحدثين لأهل العلم بألفاظ الجرح والتعديل وبالقواعد التي ذكرها أهل العلم رحمهم الله تعالى وثنوها في هذا الباب ونحو ذلك ، فهو لا يجوز إلا لمن توفرت فيه الشروط التي نص عليها أهل العلم في القائمين بالجرح والتعديل
ثم ذكر تكملة كلام الحافظ ابن حجر الذي هو: ((فمن عابه – يعني المحدث- بذكره لعيب المجاهر بالفسق أو المتصف بشيء مما ذكر فهو جاهل أو ملبس، أو مشارك له في صفته فيخشى أن يسري إليه الوصف)) وينظر: الرد العلمي على منكري التصنيف - (1 / 16-17) للشيخ عبدالسلام بن برجس رحمه الله.
**************
وأنا أقتدي بالحافظ ابن حجر فأقول: من عاب أهل العلم السلفيين بذكرهم لعيب المبتدعة والحزبيين والحدادية الغلاة والمميعة الجفاة فهو جاهل أو ملبس، أو مشارك له في صفته فيخشى أن يسري إليه الوصف.
وهذا معتقدي أُظهره ديانة وليس تقليدا لأحد
وبعد هذا فقد نشر بعض الإخوة من أهل السنة صوتية مسجلة لي وقام بتفريغها ونشرها في شبكة سحاب، وجاء في الصوتية ما يلي:
1. لا شك أنَّ مسائل الجرح والتعديل لها رجالها؛ هذه المسائل ليست لكل سلفي ولا لكل طالب علم فضلاً عن عامة المسلمين. مَنْ تكلَّم بهذا الكلام للعامة فنقول: قد أصاب!؛ العامة لا نشغلهم بهذا الأمر! ؛ لكلٍّ ميدانه ومجاله، ولكلِّ كلامٍ أهله، وما أنت بمحدِّث قوماً حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة، الكلام الذي يَصلح لهؤلاء قد لا يَصلح لأولئك، فليس كل ما هو حق يُقال لكل أحد. فإنْ قصد صاحب هذا الكلام أنَّ العوام لا يُتكلَّم معهم بمثل هذا الكلام؛ نقول: قد أصاب!!؛ لأنَّ الناس عقولهم لا تدرك بعض الأمورفيقعون في فتنة، وقد يسيئون بك الظن.
2. أما نقلُ كلام أهل العلم في باب الجرح والتعديل؛ نقلُ كلام أهل العلم، لا أنك تُنشئ كلاماً وتحكم على الناس!، نقلُ كلام أهل العلم لمن ترى أنَّ هذا الكلام ينفعه ويصلحه فلا شك أنَّ هذا واجبٌ؛ لكن ينبغي أن يُنقل هذا الكلام بأمانة ويُنقل إليه كذلك بالحق وبرفق وبلين وبقصد النصح والبيان إن شاء الله تعالى، ليس بقصد الانتقام والتشفي)).
أقول إنه قد يفهم من الفقرة الأولى من كلامي أنني أمنع تحذير العامة من المبتدعة والمنحرفين، وهذا وإن فُهم من عبارتي فأنا أبرأ إلى الله من هذا المنهج وأبين هنا وأصرح بأن هذا ليس مقصدي على الاطلاق وإن كلامي في الفقرة الثانية في الصوتية نفسها يرد هذا الفهم لكلامي الأول، فأنا فرقت بين أمرين في فقرتي كلامي :
اما الأمر الأول فهو مسائل الجرح والتعديل تلكم المسائل العلمية المذكورة في كتب المصطلح والجرح والتعديل المتعلقة بأسباب الجرح وما يجرح به الشخص وما لا يجرح به ومن هو المؤهل للتجريح والتعديل وهل يُقبل الجرح المجمل أم لا بد من تفسيره وما الحكم إذا تعارض الجرح والتعديل، وهل يشترط أن لا يكون المعدلون أكثر من الجارحين وغيرها من مسائل الجرح والتعديل، وكذلك الكتب المؤلفة في تجريح وتبديع الرموز والشخصيات وبعض الدعاة فالعوام ليسوا أهلا لفتح هذه المسائل معهم لأنَّ الناس عقولهم لا تدرك بعض الأمورفيقعون في فتنة.
وإنما الذي ينفع العامي هو:
[يتبع]



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الجمعة أبريل 05, 2024 3:25 pm عدل 1 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في علم الجرح والتعديل وأنه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة أبريل 05, 2024 3:24 pm

الأمر الثاني الذي أشرت إليه في الفقرة الثانية من كلامي: وهو نقلُ كلام أهل العلم في التحذير من المنحرفين وبيان أنهم ليسوا أهلا للاستماع لهم والرجوع إليهم وهكذا تنقل هذا الكلام لمن ترى أنَّ هذا الكلام ينفعه ويصلحه فلا شك أنَّ هذا واجبٌ .
وهذا التقييد والتفصيل واضح من كلامي الذي يأتي بعد كما في هذه الفقرات من كلامي في الصوتية نفسها:
1. قلت : ((نقلُ كلام أهل العلم لمن ترى أنَّ هذا الكلام ينفعه ويصلحهفلا شك أنَّ هذا واجبٌ)).
2. وقلت: ((أما إن قصد أنَّ هذا الباب يُغلق، وأنه لا ينبغي أن يَتَكلَّم أحدٌ في هذا الباب؛ نقول: هذا يُخالف أصلاً عظيماً من أصول الدين)).
3. وقلت: ((الرد على المخالف أصل من أصول الدين، فالذي يُنكر هذا، ويقول: لم يبق هذا المجال أو هذا الأمر في عصرنا هذا؛ هذا لا شك أنه إما جاهل ينبغي أن يُعلَّم، وإما معاند حاقد؛ نسأل الله أن يهديه)).
4. وقلت: ((نحتاج في كل عصر وفي كل مدينة مثلاً أن يقوم مَنْ هو أهل لذلك ورعاً وتقوى وعلماً وديانة أن يُحذِّر الناس من الخطيب الفلاني)).
5. وقلت: ((أيها المسلمون احذروا هؤلاء)).
6. وقلت: ((أفلا نحتاج إلى رجال يُحذِّرونمن أمثال هذا)).
7. وقلت: ((فالجرح والتعديل لا بدَّ منه، وحراسة الدين تكون بهذا)).
فكل هذه العبارات في هذه الصوتية نفسها بينت مقصدي من كلامي السابق بوضوح وفسرت عبارتي تلك، وقال ابن القيم:' إياك أن تهمل قصد المتكلم ونيته وعرفه فتجني عليه وعلى الشريعة وتنسب إليها ما هي بريئة منه'[إعلام الموقعين 3/62].
وينبغي أن يُعلَم أنني في عبارتي المتقدمة لم أعتمد على كلام أحد من المنحرفين ، وإنما اعتمدت على كلام الصحابي الجليل عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُودٍ كما جاء في صحيح مسلم أنه قَالَ: (مَا أَنْتَ بِمُحَدِّثٍ قَوْمًا حَدِيثًا لاَ تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ إِلاَّ كَانَ لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةً)؛ لان العقول لا تحمل الا قدر طاقتها فإذا زيد عليها ما لا تحتمله استحال الحال من الصلاح الى الفساد كما قال المناوي.
وسيأتي توضيح أكثر لهذه المسألة من كلام العلماء
وأما تفريقي بين (إنشاء الكلام في المبتدعة من قبل الشاب السلفي الذي لا علم له) الذي منعتُه، وبين (نقل كلام العلماء) الذي أوجبتُه فواضح جدا لأمور:
1. لأن إنشاء الكلام من قبل شباب أهل السنة المبتدئين في الطلب لا يكون بعلم وإنما يكون غالبا بالعاطفة والحماس ويكون معه شيء من الغلو وعدم الدقة والعدل، ولا ينظر الشاب المبتدئ في طلب العلم –وما أكثرهم- إلى مآلات الأمور. بينما نقل كلام العلماء يسلم من هذه المحاذير؛ لأن العالم يتكلم بعلم و عدل، ويتكلم حين يرى الكلام ينفع ويكون له –ظاهرا- مآل حسن..
2. وثمت فرق آخر وهو أنه ليس كل من صار سلفيا صار عالما بالجرح والتعديل عارفا بالناس وبما يجرح به الشخص، فليس من حق جميع السلفيين انشاء الكلام في الناس والحكم على الآخرين، بل كان في كل عصر قلة من الأئمة الأجلاء يقومون بهذا الواجب، ولهذا قلَّ الأئمة في هذا الفن، وإن كثر طلابه والراغبون فيه والمشاركون لأهله، في كل عصر ومكان؛ وما ذاك إلا لصعوبة هذا المسلك وعجز أكثر الطلاب عنه.
3. ولأن العلماء قالوا يشترط في المعدل والجارح أربعة شروط. هي:
1 ـ أن يكون عدلاً.
2 ـ أن يكون وَرِعاً يمنعه الورع من التعصب والهوى.
3 ـ أن يكون يَقِظاً غير مغفّل لئلا يغتر بظاهر حال الراوي.
4 ـ أن يكون عارفاً بأسباب الجرح والتعديل لئلا يجرح عدلاً أو يعدّل من استحق الجرح
وهذه الشروط لا تجتمع في من ليس من أهل العلم
ثم هل كان يحسن بالشباب أن يتقدموا بين يدي الشيخ ربيع مثلا في تبديع الحلبي وأمثاله؟!
بل هل كان مقبولا منهم لو فعلوا؟!.
نعم عقول العوام لا تدرك ولا تستسيغ التجريح الصادر من الشباب صغار السن والعلم للدعاة المشهورين عند العامة بالديانة والعلم، ولكن هذه العقول نفسها تستسيغ –غالبا- إذا نقل الشباب كلام أهل العلم وتجريحهم للمنحرفين، لأن منزلة أهل العلم عند العامة فوق منزلة الشباب بدرجات كثيرة.
ثم هل يُعقل أن يقبل كلام الشاب كما يقبل كلام ابن باز وربيع بل وابن المبارك؟!.
قال الشيخ صالح الفوزان: ((لا ينبغي للطلبة المبتدئين وغيرهم من العامة أن يشتغلوا بالتبديع والتفسيق؛ لأن ذلك أمر خطير وهم ليس عندهم علم ودراية في هذا الموضوع، وأيضًا هذا يحدث العداوة والبغضاء بينهم، فالواجب عليهم الاشتغال بطلب العلم وكف ألسنتهم عما لا فائدة فيه، بل فيه مضرة عليهم وعلى غيرهم)) المنتقى من فتاوى الفوزان - (45 / 6).
فظهر الفرق بين قيام الشباب بالتبديع والتجريح وبين نقلهم لأحكام أهل العلم في هذا الباب.
وظهر أنني لم أقصد غلق باب الجرح والذي بين قصدي هو بقية كلامي الذي هو: ((أما إن قصد أنَّ هذا الباب يُغلق، وأنه لا ينبغي أن يَتَكلَّم أحدٌ في هذا الباب؛ نقول: هذا يُخالف أصلاً عظيماً من أصول الدين؛ لأنَّ الردَّ على المخالف أصل يندرج تحت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والعلماء قالوا: الرد على المخالف أصل من أصول الدين، فالذي يُنكر هذا، ويقول: لم يبق هذا المجال أو هذا الأمر في عصرنا هذا؛ هذا لا شك أنه إما جاهل ينبغي أن يُعلَّم، وإما معاند حاقد؛ نسأل الله أن يهديه))!!!
فهذا الكلام الصريح مني يمنع حمل كلامي على غلق هذا الباب الذي هو باب الجرح والتعديل، وهذا ليس من باب حمل المجمل على المفصل ؛ لأن كلامي في هذه الصوتية نفسها مفصل وصريح.
بعض الضوابط والقواعد في الدعوة
وأخيرا أقول لإخواني شباب أهل السنة عموما ينبغي بعد إخلاص النية لله مراعاة بعض الضوابط والقواعد في الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كي نضمن إن شاء الله سلامة الكلام وسلامة قيامنا بهذه الوظائف:
القاعدة الأولى: وجوب اعتماد هذه الوظائف على العلم الشرعي الصحيح
القاعدة الثانية : وجوب التثبت والتأني والتورع والتدرج وعدم التسرع.
لأن الداعية إذا تدرج لوجد أنه سيحصل أكثر مما يحصل عليه بالسرعة التي ليس فيها مراعاة للواقع ولطبيعة الإنسان، ومن الأمثلة على هذا :
1. ما كان من هدي النبي عليه الصلاة والسلام لما طاف حول الكعبة - بعد صلح الحديبية في العام السابع من الهجرة- والأصنام حولها ستون وثلاثمائة صنم، فكان يطوف بها بدون أن يتعرض لها بالشتم أو الإزالة؛ لأن هذا لم يحِن وقته المناسب بعدُ بل له مجال آخر، وبعد مضي عام واحد فقط عندما جاء عليه الصلاة والسلام لفتح مكة فجعل يطعن هذه الأصنام بمحجنه وهي تتهاوى، ويقول: { وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا } [الإسراء:81].
2. وكذلك قصة عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز، فإنه لما تولى أبوه الخلافة ، وكان يتدرج في معالجة الأمور، فجاءه ابنه عبد الملك ينكر عليه ويقول: كيف تلقى الله عز وجل بمثل كذا وكذا؟
فقال له: ألا ترضى ألا يمر على أبيك يوم إلا وهو يميت بدعة ويحيي سنة؟
كان الابن الشاب يريد – لحماسته- أن تكون كلها في يوم واحد، ولكن الأب الحكيم المتأني كان يريد أن يجعلها بتدرج تحصل به النتيجة المطلوبة.
وهكذا فعلى طالب العلم السني أن يجتهد ويعد عدته ويفكر ويدبر ويستشير، ويستعين بالله عز وجل ، وأما التعجل فلا ينبغي أن يكون ؛ لأن كل شيء بأوانه.
قال الشيخ الفوزان: ((وأوصى بعدم التسرّع في الحكم على الناس، ورميهم بالمخالفة، وتنفيرهم)) الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة (ص:142)
القاعدة الثالثة: مراعاة مقاصد الشريعة.
(المقاصد التي شرعت الأحكام لتحقيقها وهي المصالح التي تعود إلى العباد وإسعادهم في دنياهم وأخراهم سواء أكان تحصيلها عن طريق جلب المنافع أو عن طريق دفع المضار) المقاصد العامة للشريعة الإسلامية
قال الشاطبي في الموافقات (3 / 123): ((إن أحكام الشريعة تشتمل على مصلحة كلية في الجملة، وعلى مصلحة جزئية في كل مسألة على الخصوص، أما الجزئية؛ فما يعرب عنها كل دليل لحكم في خاصته، وأما الكلية؛ فهي أن يكون كل مكلف تحت قانون معين من تكاليف الشرع في جميع حركاته وأقواله واعتقاداته؛ فلا يكون كالبهيمة المسيبة تعمل بهواها، حتى يرتاض بلجام الشرع، ...، فإذا صار المكلف في كل مسألة عنَّتْ له يتبع رخص المذاهب، وكل قول وافق فيها هواه؛ فقد خلع ربقة التقوى، وتمادى في متابعة الهوى، ونقض ما أبرمه الشارع وأخر ما قدمه)).
وقال الشاطبي: ( فزلة العالم أكثر ما تكون عنـد الغفلـة عن اعتبار مقاصـد الشرع في ذلك المعنى الذي اجتهد فيه..) الموافقات للشاطبي 4 / 170.
القاعدة الرابعة : اعتبار المآلات.

يقول الشاطبي : ( النظر فى مآلات الأفعال معتبر مقصود شرعاً أكانت الأفعال موافقة أو مخالفة وذلك أن المجتهد لا يحكم على فعل من الأفعال الصادرة عن المكلفين بالإقدام أو بالإحجام إلا بعد نظره إلى ما يؤول إليه ذلك الفعل،
1. وقد يكون مشروعاً لمصلحة فيه تستجلب أو لمفسدة تدرأ ولكن له مآل على خلاف ما قصد فيه.
2. وقد يكون غير مشروع لمفسدة تنشأ عنه أو مصلحة تندفع به ولكن له مآل على خلاف ذلك.
· فإذا أطلق القول في الأول بالمشروعية، فربما أدى استجلاب المصلحة فيه إلى مفسدة تساوي المصلحة أو تزيد عليها، فيكون هذا مانعًا من إطلاق القول بالمشروعية.
· وكذلك إذا أطلق القول في الثاني بعدم المشروعية ربما أدى استدفاع المفسدة إلى مفسدة تساوي أو تزيد، فلا يصح إطلاق القول بعدم المشروعية)) الموافقات 4 / 194 .
وقال: ((فإن الأعمال -إذا تأملتها- مقدمات لنتائج المصالح، فإنها أسباب لمسببات هى مقصودة للشارع والمسببات هي مآلات الأسباب، فاعتبارها في جريان الأسباب مطلوب، وهو معنى النظر في المآلات)) الموافقات (5 / 178)
ويقول ابن القيم : ( فإن كان في المسألة نص أو إجماع فعليه تبلغيه بحسب الإمكان فمن سئل عن علم فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار هذا إذا أمن المفتي غائلة الفتوى فإن لم يأمن غائلتها وخاف من ترتب شر أكثر من الإمساك عنها أمسك عنها ترجيحاً لدفع أعلى المفسدتين باحتمال أدناهما، ثم ساق قصة بناء الكعبة على قواعد إبراهيم ، ثم قال رحمه الله : وكذلك إن كان عقل السائل لا يحتمل الجواب عما سأل عنه وخاف المسئول أن يكون فتنة له أمسك عن جوابه ، قال ابن عباس t لرجل سأله عن تفسير آية وما يؤمنك أني لو أخبرتك بتفسيرها كفرت به أي جحدته وأنكرته وكفرت به ولم يرد أنك تكفر بالله ورسوله) أعلام الموقعين لابن القيم 4 / 157 - 158
قال ابن تيمية:' العمل الواحد يكون فعله مستحبا تارة، وتركه تارة باعتبار ما يترجح من مصلحة فعله وتركه حسب الأدلة الشرعية، والمسلم يترك المستحب إذا كان في فعله فساد راجح على مصلحته' [الفتاوى].
القاعدة الخامسة : مراعاة أحوال الناس ما أمكن والتدرج معهم في الدعوة والبيان إذ ليس كل ما يعلم مما هو حق يطلب نشره وإن كان من علم الشريعة..
ويدل لذلك ما يلي : ـ
لقد بوب على ذلك البخاري في الصحيح في كتاب العلم بقوله: بَاب مَنْ تَرَكَ بَعْضَ الِاخْتِيَارِ مَخَافَةَ أَنْ يَقْصُرَ فَهْمُ بَعْضِ النَّاسِ عَنْهُ فَيَقَعُوا فِي أَشَدَّ مِنْهُ:
عَنْ عَائِشَة قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا عَائِشَةُ لَوْلَا قَوْمُكِ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِكُفْرٍ لَنَقَضْتُ الْكَعْبَةَ فَجَعَلْتُ لَهَا بَابَيْنِ بَابٌ يَدْخُلُ النَّاسُ وَبَابٌ يَخْرُجُونَ.
فإن الرسول عليه الصلاة والسلام ترك ذلك لأنه سيؤدي إلى أمر أعظم من تحقيق تلك المصلحة. وكم كان من مواقف الصحابة والسلف رضوان الله عليهم ما أمسكوا به عن أمور كانوا يرون أن إنفاذها موافق للشرع، لكنه في وقت وحال معين قد يكون مترتباً عليها أعظم مما يراد من المصالح فتركوه
قال الشاطبي رحمه الله:((من يتبجح بذكر المسائل العلمية لمن ليس من أهلها، أو ذكر كبار المسائل لمن لا يحتمل عقله إلا صغارها، على ضد التربية المشروعة، فمثل هذا يوقع في مصائب، ومن أجلها قال علي, رضي الله عنه: "حدثوا الناس بما يفهمون أتحبون أن يكذب الله ورسوله؟"، وقد يصير ذلك فتنة على بعض السامعين)) الموافقات (1/123).
وقال: ((وقال علي: "حدثوا الناس بما يفهمون، أتريدون أن يكذَّب الله ورسوله؟!"، فجعل إلقاء العلم مقيدًا، فرب مسألة تصلح لقوم دون قوم، وقد قالوا في الرباني: إنه الذي يعلم بصغار العلم قبل كباره، فهذا الترتيب من ذلك)) الموافقات (5/36)
وقال: ((فصل: ومن هذا يعلم أنه ليس كل ما يعلم مما هو حق يطلب نشره وإن كان من علم الشريعة ومما يفيد علمًا بالأحكام، بل ذلك ينقسم:
1. فمنه ما هو مطلوب النشر، وهو غالب علم الشريعة،
2. ومنه ما لا يطلب نشره بإطلاق،
3. أو لا يطلب نشره بالنسبة إلى حال أو وقت أو شخص...
ومن ذلك علم المتشابهات والكلام فيها، ...
وقد جاء في الحديث عن علي: "حدثوا الناس بما يفهمون، أتريدون أن يكذب الله ورسوله؟"...
وعن ابْن عَبَّاس، كُنْتُ أُقْرِئُ عَبْدَالرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، فَلَمَّا كَانَ آخِرُ حَجَّةٍ حَجَّهَا عُمَرُ، فَقَالَ عَبْدُالرَّحْمَنِ بِمِنًى: لَوْ شَهِدْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَتَاهُ رَجُلٌ قَالَ: إِنَّ فُلانًا يَقُولُ: لَوْ مَاتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لَبَايَعْنَا فُلانًا، فَقَالَ عُمَرُ: لأقُومَنَّ الْعَشِيَّةَ، فَأُحَذِّرَ هَؤُلاءِ الرَّهْطَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَغْصِبُوهُمْ، قُلْتُ: لا تَفْعَلْ، فَإِنَّ الْمَوْسِمَ يَجْمَعُ رَعَاعَ النَّاسِ يَغْلِبُونَ عَلَى مَجْلِسِكَ، فَأَخَافُ أَنْ لا يُنْزِلُوهَا عَلَى وَجْهِهَا، فَيُطِيرُ بِهَا كُلُّ مُطِيرٍ، فَأَمْهِلْ حَتَّى تَقْدَمَ الْمَدِينَةَ دَارَ الْهِجْرَةِ وَدَارَ السُّنَّةِ، فَتَخْلُصَ بِأَصْحَابِ النَّبِىّ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ، فَيَحْفَظُوا مَقَالَتَكَ، وَيُنْزِلُوهَا عَلَى وَجْهِهَا. فقال : والله لأقومن في أول مقام أقومه بالمدينة)) الحديث أخرجه البخاري.
ومنه أن لا يذكر للمبتدئ من العلم ما هو حظ المنتهي، بل يربي بصغار العلم قبل كباره،
إلى غير ذلك مما يدل على أنه ليس كل علم يبث وينشر وإن كان حقًا وقد أخبر مالك عن نفسه أن عنده أحاديث وعلمًا ما تكلم فيها ولا حدث بها، وكان يكره الكلام فيما ليس تحته عمل، وأخبر عمن تقدمه أنهم كانوا يكرهون ذلك، فتنبه لهذا المعنى.
وضابطه أنك:
1. تعرض مسألتك على الشريعة، فإن صحت في ميزانها،
2. فانظر في مآلها بالنسبة إلى حال الزمان وأهله، فإن لم يؤد ذكرها إلى مفسدة،
3. فاعرضها في ذهنك على العقول،
1) فإن قبلتها، فلك أن تتكلم فيها:
أ*- إما على العموم إن كانت مما تقبلها العقول على العموم،
ب*- وإما على الخصوص إن كانت غير لائقة بالعموم،
2) وإن لم يكن لمسألتك هذا المساغ، فالسكوت عنها هو الجاري على وفق المصلحة الشرعية والعقلية)). الموافقات في أصول الفقه للغرناطي (5/167- 172).
قال الشيخ الفوزان: ((فالحاصل؛ أن طالب العلم والواعظ والمعلم يجب عليه أن يراعي أحوال الحاضرين وأحوال الناس، ويعطيهم ما يحتاجون إليه من المسائل، ولا يُلقى عليهم المسائل الغريبة التي لم يتوصلوا إليها، فلو أتيت عند طلبة علم مبتدئين، فلا تلق عليهم غرائب المسائل التي لا يعرفها إلاَّ الراسخون في العلم، بل تعلمهم مبادئ مبسطة سهلة يتدرّجونبها شيئاً فشيئاً، ...، الحاصل: أن كل شيء له شيء، وكل مقام له مقال)) ترجمة الشيخ صالح بن عبدالله الفوزان - (2 / 85).
فلا تتكلم مع العامي بكلام لا يبلغه عقله، لأن سامعه يفهمه - في الغالب - على غير وجهه، وهو فتنة تؤدى إلى التكذيب بالحق وإلى العمل بالباطل وكلامك هذا يوقعه إما في النفرة والشرود، وإما في التخبط الفكري والدخول في غياهب الفتن.
والكلام في موضعه جعله الشاطبي رحمه الله من السنة، وجعل الكلام في غير موضعه مما يترتب عليه الفهوم والأعمال الخاطئة ضرب من ضروب البدع ، كماقال الإمام الشاطبي: ((ومن ذلك- أي الابتداع- التحدث مع العوام بما لا تفهمه ولا تعقل معناه فإنه من باب وضع الحكمة غير موضعها فسامعها:
1. إما أن يفهمها على غير وجهها - وهو الغالب - وهو فتنة تؤدى إلى التكذيب بالحق وإلى العمل بالباطل
2. وإما لا يفهم منها شيئا وهو اسلم ولكن المحدث لم يعط الحكمة حقها من الصون بل صار في التحدث بها كالعابث بنعمة الله)). الاعتصام ـ للشاطبى (2 / 13)
وقال ابن القيم في 'إعلام الموقعين' تنبيهًا على هذا الأمر: ((ولا تَجْمد على المنقول في الكتب طول عمرك بل إذا جاءك رجل من غير إقليمك يستفتيك فلا تجره على عرف بلدك، وسله عن عرف بلده فأجره عليه وأفته به دون عرف بلدك والمذكور في كتبك)) إعلام الموقعين [3/78].
ثم بين ما يترتب على ذلك من الاضرار، فقال: ((ومن أفتى الناس بمجرد المنقول في الكتب على اختلاف عرفهم وعوائدهم وأزمنتهم وأحوالهم وقرائن أحوالهم فقد ضل وأضل، وكانت جنايته على الدين أعظم من جناية من طبّب الناس كلهم على اختلاف بلادهم وعوائدهم وأزمنتهم وطبائعهم بما في كتاب من كتب الطب على أبدانهم بل هذا الطبيب وهذا المفتي الجاهل أضر منه على أديان الناس وأبدانهم )) [إعلام الموقعين (3/78)].
وقال الشيخ ابن العثيمين رحمه الله: ((فيجوز أن نخصص بعض الناس بالعلم دون بعض، حيث أن بعض الناس لو أخبرته بشيء من العلم أفتتن فيحدث كل أحد حسب مقدرته وفهمه وعقله)) وقال: ((فلهذا نحن لا نحدِّثُ العامة بشيء لا تبلغه عقولُهم؛ لئلا تحصُلَ الفتنة ويتضرَّرَ في عقيدته وفي عَمَلِهِ)) وقال: ((فالحاصلُ: أنه ينبغي لطالب العِلم أن يكون معلِّماً مربيًّا، والشيءُ الذي يُخشى منه الفتنة؛ وليس أمراً لازماً لا بُدَّ منه؛ ينبغي له أن يتجنَّبه.)). محمد الصالح العثيمين - (127 / 38) و(173 / 63)
ولكن ينبغي أن يُعْلَم أنه ليس معنى هذا الكلام هو كتم العلم الذي لا تبلغه عقول العامة وإنما المراد هو أن لا يُفاجئهم به مفاجئة بدون تمهيد ومقدمات وتدرج كما قال الشيخ ابن العثيمين رحمه الله (26/212) : ((فإن قيل: هل ندع الحديث بما لا تبلغه عقول الناس، وإن كانوا محتاجين لذلك؟
أجيب: لا ندعه، ولكن نحدثهم بطريق تبلغه عقولهم، وذلك بأن ننقلهم رويدا رويدا؛ حتى يتقبلوا هذا الحديث ويطمئنوا إليه، ولا ندع ما لا تبلغه عقولهم ونقول: هذا شيء مستنكر لا نتكلم به)).
وقال ابن الجوزي: ((فالله الله أن تحدث مخلوقاً من العوام بما لا يحتمله دون احتيال وتلطف؛ فإنه لا يزول ما في نفسه، ويخاطر المحدِّث له بنفسه)).
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله ورعاه في الجواب على هذا السؤال : (إذا كان التنبيه على البدعة المتأصلة سيحدث فتنة؛ فهل السكوت عليها أولى؟ أم يجب التنبيه ويحدث ما يحدث؟)
فقال حفظه الله: ((حسب الظروف، إذا كان يترتب مضرة أكثر من المصلحة؛ فهنا ارتكاب أخف الضررين لدفع أعلاهما هو الأنسب، لكن لا تسكت عن البيان والدعوة إلى الله بالموعظة الحسنة وتعليم الناسشيئًا فشيئًا؛ فالله يقول جل وعلا: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن:16]؛ فإذا كان مثلاً إظهار الإنكار يحدث مفسدة أكبر؛ فنحن لا نظهر الإنكار أول مرة، ولكن نعلم الناس، ونخبر ونبين، ونبصر الناس حتى يتركوا هذا الشيء من أنفسهم، والله جل وعلا يقول:{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125]؛ فالجاهل يُبدأ معه بالحكمة واللين، وإذا رأينا منه بعض النفور، يوعظ ويخوف بالله عز وجل، وإذا رأينا منه أنه لا يقبل الحق ويريد أن يدافع الحق بالقوة؛ فإنه يقابل بالقوة عند ذلك.
فالحاصل أن القاعدة الشرعية أنه يجوز ارتكاب أخف الضررين لتفادي أعلاهما، كذلك درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.ولكن هذا شيء مؤقت؛ فنحن نتعامل مع هؤلاء الذين اعتادوا على هذا الشيء وأصروا عليه، نتعامل معهم بالرفق واللين، ونبين لهم أن هذا خطأ لا يجوز، ومع كثرة التذكير والتكرار؛ فإن الله سبحانه وتعالى يهدي من يشاء؛ فربما يتأثرون بالموعظة والتذكير، ويتركون هذا الشيء من أنفسهم؛ فنحن نتبع الطرق الكفيلة لإنجاح المهمة، ونستعمل الحكمة في موضعها، والموعظة في موضعها، ونستعمل الشدة في موضعها، وهكذا يكون الداعية إلى الله عز وجل، فلكل مقام مقال)). (مجموع رسائل دعوية ومنهجية)
وينبغي أن يُعلم أيضا أن عدم تحديث العوام بما يثير الفتن ليس معناه أن يغير الدعاة وطلبة العلم أو يبدلوا شيئا مما قرره الشرع تحت أي دعوى بل ينبغي التفريق بين:
- سعة الأمر في كيفية الدعوة، واختيار الأسلوب المناسب، والوقت الملائم.
- وبين تغيير المنهج الصحيح، وتمييع الأصول السنية السلفية.
فالأول مشروع، وأما الآخر فمحرم و غش وخيانة، فلا يجوز لأحد أن يُثني على مبتدع بحجة عدم تحديث العوام بأنه قد بدّعه العالم السُنّي في وقت ما أو مكان ما. فإن الشارع قد جوز للعالم، أو الداعية أن يكتم بعض العلم في بعض الأحيان لمصلحة معتبرة يراها، كما يدل على ذلك قوله تعالى: [ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم] وهكذا فقد يكون التصريح لبعض الناس بتبديع شخص ما يثير ردة فعل منهم بأن يطعنوا في علماء السنة ويسيئون بهم الظن ولا يقبلون منهم الحق فيُمنع التصريح وقتيا سدا للذريعة.
ولكن ليس له قلب الحقائق وجعل السنة بدعة والبدعة سنة، فليُنتبه لهذا.
القاعدة السادسة: وجوب مراعاة الفرق بين النصيحة والتعيير
فإنه يجب أن يحمل كلام أهل العلم ودعاة أهل السنة السلفيين الذي يحتمل أكثر من معنى على أحسن مُحْمَلاتِهِ ولا يجوز حمله على أسوأ حالاته . وقد قال عمر رضي الله تعالى عنه : ( لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المسلم سوءاً وأنت تجد لها في الخير محملاً ) .
وأما إذا وجد أحدٌ كلاما لأحدهم لا يحتمل غير الخطأ فإذا أمكن الاتصال به ليخبره بالخطأ وبالعيب ليجتنبه كان ذلك حسناً لمن أُخبر بعيب من عيوبه أن يعتذر منها إن كان له منها عذر أو يصلح خطأه بنفسه ويظهر ذلك، وإن ذلك أفضل للناصح والمنصوح، وأما أن يغتنم الناصح هذا الخطأ ليتخذه وسيلة وذريعة للطعن المبطن في المنصوح ولتوبيخه على خطأه فهذا قبح مذموم . وقيل لبعض السلف : أتحبُّ أن يخبرك أحد بعيوبك ؟ فقال : (إن كان يريد أن يوبخني فلا) فكيف إذا كان التوبيخ على رؤوس الأشهاد فلا ك أن هذا أقبح لأنه يفتح باب الجدل والقيل والقال ويثير الفتن ويوغر الصدور.
قال الفضيل : ( المؤمن يستر وينصح والفاجر يهتك ويُعيِّر ) .
فهذا الذي ذكره الفضيل من علامات النصح والتعيير ، وهو أن النصح يقترن به الستر والتعيير يقترن به الإعلان .
وكان يقال : ( من أمر أخاه على رؤوس الملأ فقد عيَّره ) أو بهذا المعنى .
وكان السلف يكرهون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على هذا الوجه ويحبون أن يكون سراً فيما بين الآمر والمأمور فإن هذا من علامات النصحفإن الناصح ليس له غرض في إشاعة عيوب من ينصح له وإنما غرضه إزالة المفسدة التي وقع فيها . وأما إشاعة وإظهار العيوب فهو مما حرمه الله ورسوله قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (النور:19)والأحاديث في فضل السر كثيرةٌ جدَّاً .
ومِن أظهرِ التعيير : إظهارُ السوء وإشاعتُه في قالب النصح ... وكان في الباطن إنما غرضه التعيير والأذى
ومثال ذلك : أن يريد الإنسان ذمَّ رجل وتنقصه وإظهار عيبه لينفر الناس عنه إما محبة لإيذائه أو لعداوته أو مخافة من مزاحمته على مال أو رئاسة أو غير ذلك من الأسباب المذمومة فلا يتوصل إلى ذلك إلا بإظهار الطعن فيه بسبب ديني مثل : أن يكون قد ردَّ قولاً ضعيفاً من أقوال عالم مشهور فيشيع بين من يعظِّم ذلك العالم أن فلاناً يُبغِضُ هذا العالم ويذمُّه ويطعن عليه فيغرُّ بذلك كل من يعظِّمه ويوهمهم أن بغض الراد وأذاه من أعمال العرب لأنه ذبٌّ عن ذلك العالم ورفع الأذى عنه وذلك قُربة إلى تعالى وطاعته فيجمع هذا المظهر للنصح بين أمرين قبيحين محرَّمين :
أحدهما : أن يحمل ردُّ العالم القول الآخر على البغض والطعن والهوى وقد يكون إنما أراد به النصح للمؤمنين وإظهار ما لا له كتمانه من العلم .
والثاني : أن يظهر الطعن عليه ليتوصل بذلك إلى هواه وغرضه الفاسد في قالب النصح والذب عن علماء الشرع.
حكم من يبين خطأ من أخطأ من علماء ودعاة أهل السنة (وليس أهل البدع والضلالة) كالآتي:
1. حكمه الظاهر هو أنه لا حرج عليه ولا لوم يتوجه إليه إذا تأدب في الخطاب وأحسن في الرد والجواب.
2. وأما في باطن الأمر ففيه تفصل كالآتي:
أ*- فإن كان مقصوده في ذلك مجرد تبيين الحق ولئلا يغتر الناس بمقالات من أخطأ في مقالاته فلا ريب أنه مثاب على قصده ودخل بفعله هذا بهذه النية في النصح لله ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم، ومن عُرف منه أنه أراد بردِّه على العلماء النصيحة لله ورسوله فإنه يجب أن يُعامَل بالإكرام والاحترام.
ب*- وأما إذا كان مرادُ الرادِّ بذلك إظهارَ عيب من ردَّ عليه وتنقصَه وتبيينَ جهله وقصوره في العلم ونحو ذلك كان محرماً سواء كان ردُّه لذلك في وجه من ردِّ عليه أو في غيبته وسواء كان في حياته أو بعد موته وهذا داخل فيما ذمَّه الله تعالى في كتابه وتوعد عليه في الهمز واللمز وداخل أيضاً في قول النبي صلى الله عليه وسلم : "يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من يتبع عوراتهم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته " . ومن عرف منه أنه أراد برده عليهم التنقص والذم وإظهار العيب فإنه يستحق أن يقابل بالعقوبة ليرتدع هو ونظراؤه عن هذه الرذائل المحرمة. ويُعرف هذا القصد تارة بإقرار الرادِّ واعترافه ، وتارة بقرائن تحيط بفعله وقوله مثل: كثرة البغي والعدوان وقلة الورع وإطلاق اللسان وكثرة الغيبة والبهتان والحسد للناس على ما آتاهم الله من فضله والامتنان وشدة الحرص على المزاحمة على الرئاسات قبل الأوان . ينظر: الفرق بين النصيحة والتعيير لابن رجب.
وأختم بفتوى للشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله
سئل فضيلة الشيخ : ما رأي فضيلتكم فيمن صار ديدنهم تجريح العلماء وتنفير الناس عنهم والتحذير منهم، هل هذا عمل شرعي يثاب عليه أو يعاقب عليه؟
فأجاب فضيلته بقوله: الذي أرى أن هذا عمل محرَّم، فإذا كان لا يجوز للإنسان أن يغتاب أخاه المؤمن وإن لم يكن عالمًا فكيف يسوغ له أن يغتاب إخوانه العلماء من المؤمنين؟ والواجب على الإنسان المؤمن أن يكف لسانه عن الغيبة في إخوانه المؤمنين. قال الله تعالى { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ } (الحجرات:12)وليعلم هذا الذي ابتلي بهذه البلوى أنه إذا جرَّح العالم فسيكون سببًا في رد ما يقوله هذا العالم من الحق، فيكون وبال رد الحق وإثمه على هذا الذي جرح العالم؛ لأن جرح العالم في الواقع ليس جرحًا شخصيّا بل هو جرح لإرث محمد صلى الله عليه وسلم.
فإن العلماء ورثة الأنبياء فإذا جرح العلماء وقدح فيهم لم يثق الناس بالعلم الذي عندهم وهو موروث عن رسوله الله صلى الله عليه وسلم، وحينئذٍ لا يتقون بشيء من الشريعة التي يأتي بها هذا العالم الذي جُرح.
ولست أقول : إن كل عالم معصوم، بل كل إنسان معرض للخطأ، وأنت إذا رأيت من عالم خطأ فيما تعتقده، فاتصل به وتفاهم معه، فإن تبين لك أن الحق معه وجب عليك اتباعه، وإن لم يتبين لك ولكن وجدت لقوله مساغًا وجب عليك الكف عنه، وإن لم تجد لقوله مساغًا فحذر من قوله؛ لأن الإقرار على الخطأ لا يجوز، لكن لا تجرحه وهو عالم معروف مثلا بحسن النية، ولو أردنا أن نجرح العلماء المعروفين بحسن النية لخطأ وقعوا فيه من مسائل الفقه، لجرحنا علماء كبارًا، ولكن الواجب هو ما ذكرت وإذا رأيت من عالم خطأ فناقشه وتكلم معه، فإما أن يبتين لك أن الصواب معه فتتبعه أو يكون الصواب معك فيتبعك، أو لا يتبين الأمر ويكون الخلاف بينكما من الخلاف السائغ، وحينئذ يحب عليك الكف عنه وليقل هو ما يقول ولتقل أنت ما تقول.
والحمد لله ، الخلاف ليس في هذا العصر فقط، الخلاف من عهد الصحابة إلى يومنا، وأما إذا تبين الخطأ ولكنه أصر انتصارًا لقوله وجب عليك أن تبين الخطأ وتنفر منه، لكن لا على أساس القدح في هذا الرجل وإرادة الانتقام من؛ لأن هذا الرجل قد يقول قولا حقًّا في غير ما جادلته فيه.
فالمهم أنني أحذر إخواني من هذا البلاء وهو تجريح العلماء والتنفير منهم، وأسأل الله لي ولهم الشفاء من كل ما يعيبنا أو يضرنا في ديننا ودنيانا.
والحمد لله ، الخلاف ليس في هذا العصر فقط، الخلاف من عهد الصحابة إلى يومنا، وأما إذا تبين الخطأ ولكنه أصر انتصارًا لقوله وجب عليك أن تبين الخطأ وتنفر منه، لكن لا على أساس القدح في هذا الرجل وإرادة الانتقام من؛ لأن هذا الرجل قد يقول قولا حقًّا في غير ما جادلته فيه.
فالمهم أنني أحذر إخواني من هذا البلاء وهو تجريح العلماء والتنفير منهم، وأسأل الله لي ولهم الشفاء من كل ما يعيبنا أو يضرنا في ديننا ودنيانا)).
ولا نشك في أن مراد الشيخ رحمه الله هو علماء أهل السنة وليس المبتدعة المنحرفين، لأنه هو كذلك حذر من المنحرفين و من الاستماع إليهم، فلا يفرحْ بفتواه هذه المنحرفون!.
وقد: سئل الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي السؤال التالي : يردد بعض من عندنا هنا في الرياض أنكم قد رددتم على بعض الحركيين رداً كلامياً وكتابياً هل ناصحتموهم قبل الرد؟
فأجاب الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى بقوله: هذا شيء معروف ومشهور أني أناصح وحتى الحدادية المغلفة تجعل هذا عيباً وهذا تمييعا قاتلهم الله، والله ما نفعل هذا إلا حِفَاظاً على السلفيين والله ما بدي أن تسقط شعرة سلفية، إذا إنسان انتمى إلى المنهج السلفي وقال أنا سلفي وعاشر السلفيين ووقع في أخطاء ولو كبيرة أنا لا أسكت عنه ولله الحمد أناصحه شفوياً كتابياً بقدر ما أستطيع "انتهى من صيانة السلفي للشيخ أحمد بازمول.
والخلاصة:
1. وجوب الرد على أهل الأهواء والبدع من قبل أصحاب العلم علماء كانوا أم طلبة العلم المؤهلين.
2. يجب في الحكم على دعاة أهل السنة النظر في قرائن الأحوال المصاحبة للقول والفعل.
3. إحسان الظن بالمحكوم على دعاة أهل السنة السلفيين وصفاء السريرة عليه مطلب أساسي في الحكم عليه.
4. مناصحة من يقع في خطأ من أهل السنة قبل الرد والنشر كما فعل الشيخ ربيع مع المنحرفين، ولم يكن ينشر شيئا عليهم في الانترنيت، حرصا منه على النصح ورأب الصدع وإصلاح المقابل، و درءا منه لباب فتنة القيل والقال وكما أوجب ذلك الشيخ ابن عثيمين والشيخ الفوزان وتقدم كلامهم.
قال الفوزان: ((ولا يجوز الكلام في الناس والكلام في العلماء وطلبة العلم وأهل الخير، ولو لاحظتَ عليهم شيئا ما يجوز أن تتكلم في غيبتهم، حرام هذه غيبة ونميمة، إذا لاحظت عليهم شيء تبلغهم هذا الشيء (كلمة غير واضحة) فليس هذا من الجرح والتعديل هذا من الغيبة))
وقال أيضا: ((إذا رأيتَ على أحدٍ خطأ تناصحه بينك وبينه مُب تجلس في مجلس تقول فلان سوى كذا وفلان سوى كذا ، تناصحه فيما بينك وبينه ، هذه النصحية أما كلامك في المجلس عن فلان هذه ليست نصيحة هذه فضيحة ، هذه غيبة ، هذه شر . نعم((. للاستماع :
http://www.islamgold.com/view.php?gid=2&rid=145
ولأنه إذا عدل الراد عن النصح السري إلى الرد العلني يؤدي هذا إلى أن يقوم المردود عليه بالرد على الراد، ثم ينشغل كل واحد منهما بقراءة الكتابات القديمة للآخر وبالاستماع إلى الأشرطة القديمة وينقش عن هذه الأمور من أجل تصيد الأخطاء والزلات –وإن كان بعضها من قبيل سبق اللسان-، ويتعصب لكل واحد منهما طائفة من الشباب ثم يدخل الهوى والمقاصد الشخصية –إلا أن يشاء الله- فيحمل المحتملات على المؤاخذات، ويُفرَح بالزلات والعثرات، وتُفَسّر النوايا والمقاصد، ويُوضَع الدعاة السلفيون تحت مطارق النقد، فيحدث التنابز بالألقاب وتبادل الاتهامات والتفرق والتشتت بين أصحاب المنهج الواحد وكل هذا ينشر بالإنترنيت فيستغلها المبتدعة والحزبيون ويطيرون بها كل مطير ويفرحون بها ويتخذونها حجة بأيديهم لتشويه سمعتنا والطعن في دعوتنا عند العوام وعند أتباعهم فيقنعونهم بأنه لو كان هؤلاء من الفرقة الناجية الوحيدة لما تفرقوا فيما بينهم شيعا وأحزابا!!!.
فكل هذه المفاسد قد تترتب على العدول عن المناصحة السرية بإخلاص الى الردود العلنية بين أهل السنة أصحاب المنهج الواحد. وهذه المفاسد هي مآل النشر قبل النصح، والشريعة جاءت بجلب المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتقليلها.
ولذا قال الشيخ الألباني رحمه الله: ((انظر! -يا أخي- أنا أنصحك أنت والشباب الآخرين الذين يقفون في خط منحرف فيما يبدو لنا والله أعلم: ألا تضيعوا أوقاتكم في نقد بعضكم بعضاً، وتقولوا: فلان قال كذا، وفلان قال كذا؛ لأنه أولاً: هذا ليس من العلم في شيء، وثانياً: هذا الأسلوب يوغر الصدور، ويحقق الأحقاد والبغضاء في القلوب، إنما عليكم بالعلم، فالعلم هو الذي سيكشف هل هذا الكلام في مدح زيد من الناس الذي له أخطاء كثيرة؟ وهل -مثلاً- يحق لنا أن نسميه صاحب بدعة؟ وبالتالي هل هو مبتدع؟ ما لنا ولهذه التعمقات؟ أنا أنصح بألا تتعمقوا هذا التعمق؛ لأننا في الحقيقة نشكو الآن هذه الفرقةالتي طرأت على المنتسبين لدعوة الكتاب والسنة، أو كما نقول نحن: للدعوة السلفية، هذه الفرقة -والله أعلم- السبب الأكبر فيها هو حظ النفس الأمارة بالسوء، وليس هو الخلاف في بعض الآراء الفكرية، هذه نصيحتي)).
أقول والله لا أشك في أن هذه الفرقة هي الحدادية، فحذار من التأثر بهم!
وأخيرا فإن هذه القواعد والضوابط والاعتبارات مهمة لكل من أراد الدعوة إلى السنة والتحذير من البدعة وأهلها، وأراد أن تكون دعوته مؤثرة مؤدية للغرض الذي يصبو إليه، ويسعى لتحقيقه من إخراج الناس من ظلمات الكفر، أو الجهل، أو البدع والضلال إلى نور الإسلام والسنة والصراط المستقيم ، فلا ينبغي له أن يهمل هذه الاعتبارات ويهمشها، ولا يكفي أن يكون المرء على معرفة وعلم بما يدعو الناس إليه، ولا يغني هذا بمفرده، حتى يتقن صاحبه الدور الثاني المهم، وهو القدرة على إيصال هذا الحق إلى الناس بالكيفية المناسبة، والدخول إليهم به من الباب الصحيح الذي يستقبلونه ويتقبلونه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وحسبنا الله ونعم الوكيل
منقول

أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى