شبكة سبيل المؤمنين العلمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير

اذهب الى الأسفل

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Empty مجموع منهج السلف في النقد والتحذير

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مارس 22, 2024 3:15 pm

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Aaac_i10

الفرق بين النصيحة والتعيير
تصنيف: الإمام الحافظ  ابن رجب الحنبلي المتوفى سنة (795هـ )
قال رحمه الله وغفر له:
الحمد لله رب العالمين، وصلاته وسلامه على إمام المتقين، وخاتم النبيين وآله وصحبه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فهذه كلمات مختصرة جامعة في الفرق بين النصيحة والتعيير – فإنهما يشتركان في أن كلاً منهما: ذِكْرُ الإنسان بما يكره ذِكْرَه، وقد يشتبه الفرق بينهما عند كثير من الناس والله الموفق للصواب.
اعلم أن ذِكر الإنسان بما يكره محرم إذا كان المقصود منه مجرد الذمِّ والعيب والنقص.
فأما إن كان فيه مصلحة لعامة المسلمين خاصة لبعضهم وكان المقصود منه تحصيل تلك المصلحة فليس بمحرم بل مندوب إليه.  
وقد قرر علماء الحديث هذا في كتبهم في الجرح والتعديل وذكروا الفرق بين جرح الرواة وبين الغيبة وردُّوا على من سوَّى بينهما من المتعبدين وغيرهم ممن لا يتسع علمه.  
ولا فرق بين الطعن في رواة حفَّاظ الحديث ولا التمييز بين من تقبل روايته منهم ومن لا تقبل، وبين تبيين خطأ من أخطأ في فهم معاني الكتاب والسنة وتأوَّلَ شيئاً منها على غير تأويله وتمسك بما لا يتمسك به ليُحذِّر من الاقتداء به فيما أخطأ فيه، وقد أجمع العلماء على جواز ذلك أيضاً.
ولهذا نجد في كتبهم المصنفة في أنواع العلوم الشرعية من التفسير وشروح الحديث والفقه واختلاف العلماء وغير ذلك ممتلئة بالمناظرات وردِّ أقوال من تُضَعَّفُ أقواله من أئمة السلف والخلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم.
ولم يترك ذلك أحد من أهل العلم ولا ادعى فيه طعناً على من ردَّ عليه قولَه ولا ذمَّاً ولا نقصاً اللهم إلا أن يكون المصنِّف ممن يُفحش في الكلام ويُسيءُ الأدب في العبارة فيُنكَر عليه فحاشته وإساءته دون أصل ردِّه ومخالفته، إقامةً للحجج الشرعية والأدلة المعتبرة.
وسبب ذلك أن علماء الدين كلُّهم مجمعون على قصد إظهار الحق الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم ولأنْ يكون الدين كله لله وأن تكون كلمته هي العليا، وكلُّهم معترفون بأن الإحاطة بالعلم كله من غير شذوذ شيء منه ليس هو مرتبة أحد منهم ولا ادعاه أحد من المتقدمين ولا من المتأخرين فلهذا كان أئمة السلف المجمع على علمهم وفضلهم يقبلون الحق ممن أورده عليهم وإن كان صغيراً ويوصون أصحابهم وأتباعهم بقبول الحق إذا ظهر في غير قولهم .
كما قال عمر رضي الله عنه في مهور النساء وردَّت المرأة بقوله تعالى: ﴿ وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِينا﴾ [النساء:20] ، فرجع عن قوله وقال: (أصابتِ امرأةٌ ورجلٌ أخطأ) وروي عنه أنه قال: ( كل أحد أفقه من عمر).
وكان بعض المشهورين إذا قال في رأيه بشيء يقول : ( هذا رأينا فمن جاءنا برأي أحسنَ منه قبلناه ) .
وكان الشافعي يبالغ في هذا المعنى ويوصي أصحابه باتباع الحق وقبول السنة إذا ظهرت لهم على خلاف قولهم وأن يضرب بقوله حينئذٍ الحائط، وكان يقول في كتبه : ( لا بد أن يوجد فيها ما يخالف الكتاب والسنة لأن الله تعالى يقول: ﴿ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً ﴾ [النساء:82]
وأبلغ من هذا  أنه قال: ( ما ناظرني أحد فباليت أظهرت الحجة على لسانه أو على لساني ) .    
وهذا يدل على أنه لم يكن له قصد إلا في ظهور الحق ولو كان على لسان غيره ممن يناظره أو يخالفه.    
ومن كانت هذه حاله فإنه لا يكره أن يُردَّ عليه قولُه ويتبين له مخالفته للسنة لا في حياته ولا في مماته. وهذا هو الظن بغيره من أئمة الإسلام، الذّابين عنه القائمين بنَصْرِه من السلف والخلف ولم يكونوا يكرهون مخالفة من خالفهم أيضاً بدليل عَرَضَ له ولو لم يكن ذلك الدليل قوياً عندهم بحيث يتمسكون به ويتركون دليلهم له.      
ولهذا كان الإمام أحمد رحمه الله تعالى يذكر إسحاق بن راهويه ويمدحه ويثني عليه ويقول : ( وإن كان يخالف في أشياء فإن الناس لم يزل بعضهم يخالف بعضا ) أو كما قال .
وكان كثيراً يُعرضُ عليه كلام إسحاق وغيره من الأئمة ، ومأخذهم في أقوالهم فلا يوافقهم في قولهم ولا يُنكِر عليهم أقوالهم ولا استدلالهم وإن لم يكن هو موافقاً على ذلك كله، وقد استحسن الإمام أحمد ما حكي عن حاتم الأصم  أنه قيل له : أنت رجل أعجمي لا تفصح وما ناظرك أحد إلا قطعته فبأي شيء تغلب خصمك ؟ فقال بثلاث : أفرح إذا أصاب خصمي وأحزن إذا أخطأ وأحفظ لساني عنه أن أقول له ما يسوؤه أو معنى هذا فقال أحمد : (ما أعقله من رجل ) .
فحينئذٍ فرد المقالات الضعيفة وتبيين الحق في خلافها بالأدلة الشرعية ليس هو مما يكرهه أولئك العلماء بل مما يحبونه ويمدحون فاعله ويثنون عليه.
فلا يكون داخلاً في الغيبة بالكلية فلو فرض أن أحداً يكره إظهار خطئه المخالف للحق فلا عبرة بكراهته لذلك فإن كراهة إظهار الحق إذا كان مخالفاً لقول الرجل ليس من الخصال المحمودة بل الواجب على المسلم أن يحب ظهور الحق ومعرفة المسلمين له سواءٌ كان ذلك في موافقته أو مخالفته .
وهذا من النصيحة لله ولكتابه ورسوله ودينه وأئمة المسلمين وعامتهم وذلك هو الدين كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم .
وأما بيان خطأ من أخطأ من العلماء قبله إذا تأدب في الخطاب وأحسن في الرد والجواب فلا حرج عليه ولا لوم يتوجه إليه وإن صدر منه الاغترار بمقالته فلا حرج عليه وقد كان بعض السلف إذا بلغه قول ينكره على قائله يقول : ( كذب فلان ) ومن هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم : " كذب أبو السنابل " لما بلغه أنه أفتى أن المتوفى عنها زوجها إذا كانت حاملاً لا تحل بوضع الحمل حتى يمضى عليها أربعة أشهر وعشر .
وقد بالغ الأئمة الوَرِعون في إنكار مقالات ضعيفة لبعض العلماء وردِّها أبلغ الردِّ كما كان الإمام أحمد ينكر على أبي ثور وغيره مقالات ضعيفة تفردوا بها ويبالغ في ردها عليهم هذا كله حكم الظاهر.
وأما في باطن الأمر: فإن كان مقصوده في ذلك مجرد تبيين الحق ولئلا يغتر الناس بقالات من أخطأ في مقالاته فلا ريب أنه مثاب على قصده ودخل بفعله هذا بهذه النية في النصح لله ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم.
وسواء كان الذي بين الخطأ صغيراً أو كبيراً فله أسوة بمن رد من العلماء مقالات ابن عباس التي يشذ بها وأُنكرت عليه من العماء مثل المتعة والصرف والعمرتين وغير ذلك .
ومن ردَّ على سعيد بن المسيِّب قوله في إباحته المطلقة ثلاثاً بمجرد العقد وغير ذلك مما يخالف السنة الصريحة ، وعلى الحسن في قوله في ترك الإحداد على المتوفى عنها زوجها ، وعلى عطاء في إباحته إعادة الفروج ، وعلى طاووس قوله في مسائل متعددة شذَّ بها عن العلماء ، وعلى غير هؤلاء ممن أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم ومحبتهم والثناء عليهم .
ولم يعد أحد منهم مخالفيه في هذه المسائل ونحوها طعناً في هؤلاء الأئمة ولا عيباً لهم ، وقد امتلأت كتب أئمة المسلمين من السلف والخلف بتبيين هذه المقالات وما أشبهها مثل كتب الشافعي وإسحاق وأبي عبيد وأبي ثور ومن بعدهم من أئمة الفقه والحديث وغيرهما ممن ادعوا هذه المقالات ما كان بمثابتها شيء كثير ولو ذكرنا ذلك بحروفه لطال الأمر جداً.
وأما إذا كان مرادُ الرادِّ بذلك إظهارَ عيب من ردَّ عليه وتنقصَه وتبيينَ جهله وقصوره في العلم ونحو ذلك كان محرماً سواء كان ردُّه لذلك في وجه من ردِّ عليه أو في غيبته وسواء كان في حياته أو بعد موته وهذا داخل فيما ذمَّه الله تعالى في كتابه وتوعد عليه في الهمز واللمز وداخل أيضاً في قول النبي صلى الله عليه وسلم : "يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من يتبع عوراتهم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته " . وهذا كله في حق العلماء المقتدى بهم في الدين فأما أهل البدع والضلالة ومن تشبه بالعلماء وليس منهم فيجوز بيان جهلهم وإظهار عيوبهم تحذيراً من الاقتداء بهم . وليس كلامنا الآن في هذا القبيل والله أعلم.
فـصـل فـي أنواع النصيحة
ومن عُرف منه أنه أراد بردِّه على العلماء النصيحة لله ورسوله فإنه يجب أن يُعامَل بالإكرام والاحترام والتعظيم كسائر أئمة المسلمين الذين سبق ذكرهم وأمثالهم ومن تبعهم بإحسان.
ومن عرف منه أنه أراد برده عليهم التنقص والذم وإظهار العيب فإنه يستحق أن يقابل بالعقوبة ليرتدع هو ونظراؤه عن هذه الرذائل المحرمة.
ويُعرف هذا القصد تارة بإقرار الرادِّ واعترافه، وتارة بقرائن تحيط بفعله وقوله، فمن عُرف منه العلم والدين وتوقير أئمة المسلمين واحترامهم لم يَذكر الردَّ وتبيين الخطأ إلا على الوجه الذي يراه غيره من أئمة العلماء.
وأما في التصانيف وفي البحث وجب حمل كلامه على الأول ومن حمل كلامه [على غير ذلك ] – والحال على ما ذُكر – فهو ممن يَظن بالبريء الظن السوء وذلك من الظن الذي حرمه الله ورسوله وهو داخل في قوله سبحانه : ﴿ وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً﴾ [النساء:112] ، فإن الظن السوء ممن لا تظهر منه أمارات السوء مما حرمه الله ورسوله فقد جمع هذا الظانّ بين اكتساب الخطيئة والإثم ورمي البريء بها.
ويقوي دخوله في هذا الوعيد إذا ظهرت منه – أعني هذا الظان – أمارات السوء مثل: كثرة البغي والعدوان وقلة الورع وإطلاق اللسان وكثرة الغيبة والبهتان والحسد للناس على ما آتاهم الله من فضله والامتنان وشدة الحرص على المزاحمة على الرئاسات قبل الأوان.
فمن عُرفت منه هذه الصفات التي لا يرضى بها أهل العلم والإيمان فإنه إنما يحمل تَزْمنة العلماء [وإذا كان ] ردُّه عليهم على الوجه الثاني فيستحق حينئذٍ مقابلته بالهوان ومن لم تظهر منه أمارات بالكلية تدل على شيء فإنه يجب أن يحمل كلامه على أحسن مُحْمَلاتِهِ ولا يجوز حمله على أسوأ حالاته. وقد قال عمر رضي الله تعالى عنه: ( لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المسلم سوءاً وأنت تجد لها في الخير محملاً ).
فــصل فـي كـيـفـيـتـهـا
ومن هذا الباب أن يقال للرجل في وجهه ما يكرهه فإن كان هذا على وجه النصح فهو حسن وقد قال بعض السلف لبعض إخوانه : ( لا تنصحني حتى تقول في وجهي ما أكره) .
فإذا أخبر أحد أخاه بعيب ليجتنبه كان ذلك حسناً لمن أُخبر بعيب من عيوبه أن يعتذر منها إن كان له منها عذر وإن كان ذلك على وجه التوبيخ بالذنب فهو قبح مذموم .
وقيل لبعض السلف : أتحبُّ أن يخبرك أحد بعيوبك ؟ فقال : ( إن كان يريد أن يوبخني فلا ) .
فالتوبيخ والتعيير بالذنب مذموم وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن تُثَرَّبَ الأمة الزانية مع أمره بجلدها فتجلد حداً ولا تعير بالذنب ولا توبخ به.
وفي الترمذي وغيره مرفوعاً: " من عيَّر أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله ". وحُمل ذلك على الذنب الذي تاب منه صاحبه. قال الفضيل: ( المؤمن يستر وينصح والفاجر يهتك ويُعيِّر ) .
فهذا الذي ذكره الفضيل من علامات النصح والتعيير ، وهو أن النصح يقترن به الستر والتعيير يقترن به الإعلان .
وكان يقال: ( من أمر أخاه على رؤوس الملأ فقد عيَّره ) أو بهذا المعنى.
وكان السلف يكرهون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على هذا الوجه ويحبون أن يكون سراً فيما بين الآمر والمأمور فإن هذا من علامات النصح فإن الناصح ليس له غرض في إشاعة عيوب من ينصح له وإنما غرضه إزالة المفسدة التي وقع فيها . وأما إشاعة وإظهار العيوب فهو مما حرمه الله ورسوله قال الله تعالى : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ﴾ [النور:19]
والأحاديث في فضل السر كثيرةٌ جدَّاً.
وقال بعض العلماء لمن يأمر بالمعروف: ( واجتهد أن تستر العصاة فإن ظهور عوراتهم وهن في الإسلام أحقُّ شيء بالستر: العورة ).
فلهذا كان إشاعة الفاحشة مقترنة بالتعيير وهما من خصال الفجار لأن الفاجر لا غرض له في زوال المفاسد ولا في اجتناب المؤمن للنقائص والمعايب إنما غرضه في مجرد إشاعة العيب في أخيه المؤمن وهتك عرضه فهو يعيد ذلك ويبديه ومقصوده تنقص أخيه المؤمن في إظهار عيوبه ومساويه للناس ليُدخل عليه الضرر في الدنيا.
وأما الناصح فغرضُه بذلك إزالة عيب أخيه المؤمن واجتنابه له وبذلك وصف الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم فقال: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة:128]
ووصف بذلك أصحابه فقال: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ﴾ [الفتح:29].
ووصف المؤمنين بالصبر والتواصي بالمرحمة.
وأما الحامل للفاجر على إشاعة السوء وهتكه فهو القوة والغلظة ومحبته إيذاء أخيه المؤمن وإدخال الضرر عليه وهذه صفة الشيطان الذي يزيِّن لبني آدم الكفر والفسوق والعصيان ليصيروا بذلك من أهل النيران كما قال الله: ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [فاطر:6].
وقال بعد أن قص علينا قصته مع نبي الله آدم عليه السلام ومكرَه به حتى توصل إلى إخراجه من الجنة: ﴿ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا﴾ [لأعراف: من الآية27].
فشتان بين من قصده النصيحة وبين من قصده الفضيحة ولا تلتبس إحداهما بالأخرى إلا على من ليس من ذوي العقول الصحيحة.
 فـصـل فـي الـعـقـوبـة
وعقوبة من أشاع السوء على أخيه المؤمن وتتبع عيوبه وكَشَفَ عورته أن يتبع الله عورته ويفضحه ولو في جوف بيته كما رُوي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه وقد أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي من وجوه متعددة.
وأخرج الترمذي من حديث واثلة بن الأسقع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تُظْهِر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك ". وقال: حسن غريب.
وخرَّج أيضاً من حديث معاذ مرفوعاً: " من عيَّر أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله " وإسناده منقطع .
وقال الحسن: ( كان يقال: من عيَّر أخاه بذنب تاب منه لم يمت حتى يبتليه الله به "
ويُروى من حديث ابن مسعود بإسناد فيه ضعف: " البلاء موكل بالمنطق فلو أن رجلاً عيَّر رجلاً برضاع كلبة لرضعها ".
وقد رُوي هذا المعنى عن جماعة من السلف.
ولما ركب ابن سيرين الدَّيْن وحبس به قال : ( إني أعرف الذنب الذي أصابني هذا عيَّرت رجلاً منذ أربعين سنة فقلت له : يا مفلس ) .
فـصـل فـي الـتـعـيـيـر
ومِن أظهرِ التعيير: إظهارُ السوء وإشاعتُه في قالب النصح وزعمُ أنه إنما يحمله على ذلك العيوب إما عاماً أو خاصاً وكان في الباطن إنما غرضه التعيير والأذى فهو من إخوان المنافقين الذين ذمهم الله في كتابه في مواضع فإن الله تعالى ذم من أظهر فعلاً أو قولاً حسناً وأراد به التوصل إلى غرض فاسد يقصده في الباطن وعدَّ ذلك من خصال النفاق كما في سورة براءة التي هتك فيها المنافقين وفضحهم بأوصافهم الخبيثة: ﴿ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادَاً لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴾ [التوبة:107].
وقال تعالى: ﴿ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [آل عمران:188]، وهذه الآية نزلت في اليهود لما سألهم النبي صلى اله عليه وسلم عن شيء فكتموه وأخبروه بغيره وقد أروه أن قد أخبروه بما سألهم عنه واستحمدوا بذلك عليه وفرحوا بما أتوا من كتمانه وما سألهم عنه. كذلك قال ابن عباس رضي الله عنهما وحديثه بذلك مخرّج في الصحيحين وغيرهما.
وعن أبي سعيد الخدري : أن رجالاً من المنافقين كانوا إذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الغزو تخلَّفوا عنه وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا قدِم رسول الله اعتذروا إليه وحلفوا وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا فنزلت هذه الآية .
فهذه الخصال خصال اليهود والمنافقين وهو أن يظهر الإنسان في الظاهر قولاً أو فعلاً وهو في الصورة التي ظهر عليها حسن ومقصوده بذلك التوصل إلى غرض فاسد فيحمده على ما أظهر من ذلك الحسن ويتوصل هو به إلى غرضه الفاسد الذي هو أبطنه ويفرح هو بحمده على ذلك الذي أظهر أنه حسن وفي الباطن شيء وعلى توصله في الباطن إلى غرضه السيء فتتم له الفائدة وتُنَفَّذُ له الحيلة بهذا الخداع.
ومن كانت هذه همته فهو داخل في هذه الآية ولا بد فهو متوعد بالعذاب الأليم، ومثال ذلك: أن يريد الإنسان ذمَّ رجل وتنقصه وإظهار عيبه لينفر الناس عنه إما محبة لإيذائه [ أو ] لعداوته أو مخافة من مزاحمته على مال أو رئاسة أو غير ذلك من الأسباب المذمومة فلا يتوصل إلى ذلك إلا بإظهار الطعن فيه بسبب ديني مثل: أن يكون قد ردَّ قولاً ضعيفاً من أقوال عالم مشهور فيشيع بين من يعظِّم ذلك العالم أن فلاناً يُبغِضُ هذا العالم ويذمُّه ويطعن عليه فيغرُّ بذلك كل من يعظِّمه ويوهمهم أن بغض الراد وأذاه من أعمال العرب لأنه ذبٌّ عن ذلك العالم ورفع الأذى عنه وذلك قُربة إلى تعالى وطاعته فيجمع هذا المظهر للنصح بين أمرين قبيحين محرَّمين :
أحدهما: أن يحمل ردُّ العالم القول الآخر على البغض والطعن والهوى وقد يكون إنما أراد به النصح للمؤمنين وإظهار ما لا له كتمانه من العلم .
والثاني: أن يظهر الطعن عليه ليتوصل بذلك إلى هواه وغرضه الفاسد في قالب النصح والذب عن علماء الشرع وبمثل هذه المكيدة كان ظلم بني مروان وأتباعهم يستميلون الناس إليهم وينفِّرون قلوبهم عن علي بن أبي طالب والحسن والحسين وذريتهم رضي الله عنهم أجمعين .
وأنه لما قُتِل عثمان رضي الله عنه لم ترَ الأمة أحق من علي رضي الله عنه فبايعوه فتوصل من توصل إلى التنفير عنه بأن أظهر تعظيم قتل عثمان وقُبحه وهو في نفس الأمر كذلك ضُمَّ إلى ذلك أن المؤلَّب على قتله والساعي فيه علي رضي الله عنه وهذا كان كذباً وبهتاً . وكان علي رضي الله عنه يحلف ويغلِّظ الحلف على نفي ذلك  وهو الصادق البارُّ في يمينه رضي الله عنه وبادروا إلى قتاله ديانةً وتقرُّباً ثم إلى قتال أولاده رضوان الله عليهم واجتهد أولئك في إظهار ذلك وإشاعته على المنابر في أيام الجُمَع وغيرها من المجامع العظيمة حتى استقر في قلوب أتباعهم أن الأمر على ما قالوه وأن بني مروان أحق بالأمر من علي وولده لقربهم من عثمان وأخذهم بثأره فتوصلوا بذلك إلى تأليف قلوب الناس عليهم وقتالهم لعلي وولده من بعده ويثبُت بذلك لهم الملك واستوثق لهم الأمر .
وكان بعضهم يقول في الخلوة لمن يثق إليه كلاماً ما معناه: ( لم يكن أحد من الصحابة أكفأ عن عثمان من علي ) فيقال له: لِمَ يسبُّونه إذاً ؟ فيقول: ( إن المُلك لا يقوم إلا بذلك ).
ومراده أنه لولا تنفير قلوب الناس على علي وولده ونسبتُهم إلى ظلم عثمان لما مالت قلوب الناس إليهم لما علموه من صفاتهم الجميلة وخصائصهم الجليلة فكانوا يسرعون إلى متابعتهم ومبايعتهم فيزول بذلك ملك أمية وينصرف الناس عن طاعتهم.
فـصـل فـي الـعـــلاج
ومن بُلي بشيء من هذا المكر فليتق الله ويستعن به ويصبر فإن العاقبة للتقوى.
كما قال الله تعالى: بعد أن قصَّ قِصَّة يوسف وما حصل له من أنواع الأذى بالمكر والمخادعة: ﴿ وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ ﴾ [يوسف:21]، وقال الله تعالى حكاية عنه أنه قال لإخوته: ﴿ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا ﴾ [يوسف: 90] ، وقال تعالى في قصة موسى عليه السلام وما حصل له ولقومه من أذى فرعون وكيده قال لقومه : ﴿ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا ﴾ [لأعراف:128] ، وقد أخبر الله تعالى أن المكر يعود وباله على صاحبه قال تعالى : ﴿ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ﴾ [فاطر:43] ، وقال تعالى : ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا ﴾ [الأنعام:123] ، والواقع يشهد بذلك فإن من سبر أخبار الناس وتواريخ العالم وقف على أخبار من مكر بأخيه فعاد مكره عليه وكان ذلك سبباً في نجاته وسلامته على العجب العجاب.
لو ذكرنا بعض ما وقع من ذلك لطال الكتاب واتسع الخطاب والله الموفق للصواب وعليه قصد السبيل وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً.


عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الجمعة مارس 22, 2024 4:41 pm عدل 2 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Empty رد: مجموع منهج السلف في النقد والتحذير

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مارس 22, 2024 3:22 pm

 
الجهاد بالحجة واللسان مقدم على الجهاد بالسيف والسنان
روى الهرويُّ بسنده إلى نصر بن زكريا قال سمعتُ محمد بن يحيى الذهلي يقول سمعتُ يحيى بن يحيى يقول: " الذّبُّ عن السُّنّة أفضلُ من الجهاد في سبيل الله،
قال محمد: قلتُ ليحيى: الرجلُ ينفِقُ مالَه ويُتْعِبُ نفسَه ويجاهد، فهذا أفضلُ منه؟!
قال: نعم بكثير! "
(( ذمّ الكلام ))  ( 111ـ أ )
وقال الحميدي شيخ البخاري :
" والله! لأن أغزو هؤلاء الذين يَرُدُّون حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم أحبُّ إلي من أن أغزو عِدَّتهم من الأتراك "
يعني بالأتراك: الكفار.
رواه الهرويُّ بسنده في (ذمّ الكلام ) (228 ـ الشبل)
ومثل هذا عند من هو أعلى طبقةً من الحميدي؛ قال عاصم بن شُمَيْخ: فرأيتُ أبا سعيد ـ يعني الخدري ـ بعد ما كبِر ويداه ترتعش يقول:
" قتالهم ـ أي الخوارج ـ أجلّ عندي من قتال عِدَّتهم من الترك "
رواه ابن أبي شيبة (15/303) وأحمد (3/33).
ولذلك قال ابن هبيرة في حديث أبي سعيد في قتال الخوارج:
" وفي الحديث أن قتال الخوارج أولى من قتال المشركين؛
والحكمة فيه أن قتالهم حفظ رأس مال الإسلام،
وفي قتال أهل الشرك طلب الربح؛
وحفظ رأس المال أولى "
فتح الباري لابن حجر (12/301).
وقال أبو عبيد القاسم بن سلاّم:
" المتبع للسنة كالقابض على الجمر،
وهو اليوم عندي أفضل من الضرب بالسيوف في سبيل الله "
تاريخ بغداد (12/410).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-:
"وأعداء الدين نوعان: الكفار والمنافقون وقد أمر الله نبيه بجهاد الطائفتين في قوله {جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم}[التوبة: 73] في آيتين من القرآن، فإذا كان أقوام منافقون يبتدعون بدعاً تخالف الكتاب ويلبسونها على الناس ولم تُبيّن للناس فسَدَ أمر الكتاب وبُدِّل الدين، كما فسد دين أهل الكتاب قبلنا بما وقع فيه من التبديل الذي لم يُنكَر على أهله، وإذا كان أقوام ليسوا منافقين لكنهم سماعون للمنافقين قد التبس عليهم أمرهم حتى ظنوا قولهم حقا وهو مخالف للكتاب وصاروا دعاة إلى بدع المنافقين كما قال تعالى {لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم}[التوبة: 27].
فلا بد أيضاً من بيان حال هؤلاء بل الفتنة بحال هؤلاء أعظم؛ فإن فيهم إيماناً يوجب موالاتهم وقد دخلوا في بدع من بدع المنافقين التي تُفسد الدين، فلابد من التحذير من تلك البدع وإن اقتضى ذلك ذكرهم وتعيينهم، بل ولو لم يكن قد تلقوا تلك البدع من منافق لكن قالوها ظانين أنها هدى وإنها خير وإنها دين، ولو لم تكن كذلك لوجب بيان حالها، ولهذا وجب بيان من يغلط في الحديث والرواية ومن يغلط في الرأي والفتيا ومن يغلط في الزهد والعبادة وإن كان المخطئ المجتهد مغفوراً له خطؤه وهو مأجور على اجتهاده، فبيان القول والعمل الذي دل عليه الكتاب والسنة واجب وإن كان في ذلك مخالفة لقوله وعمله...
" الفتاوى" ( 28/231-23)
وقال ابن القيم – رحمه الله تعالى:
" بعد أن بين أن القلوب تعود إلى قلبين، قلب يعرف الله بأسمائه وصفاته ويثبتها على مراد الله عز وجل من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل، وقلب معرض عن معرفتها ومحرف لها ومملوء بالشبه والجدال والمراء والكلام ومع ذلك فهو يُكفر أهل الحديث ويبدعهم ويضللهم ويجعل إثبات صفات الله تجسيماً وتشبيهاً فقال عن هذا القلب الثاني :
" فما أعظم المصيبة بهذا وأمثاله على الإيمان، وما أشد الجناية به على السنة والقرآن وما أحب جهاده بالقلب واليد واللسان إلى الرحمن، وما أثقل أجر ذلك الجهاد في الميزان،
والجهاد بالحجة واللسان مقدم على الجهاد بالسيف والسنان
ولهذا أمر به تعالى في السور المكية- حيث لا جهاد باليد- إنذارا وتعذيراً فقال تعالى {فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيرا}[الفرقان: 52] وأمر تعالى بجهاد المنافقين والغلظة عليهم مع كونهم بين أظهر المسلمين في المقام والمسير فقال تعالى {يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير} {التوبة: 73} فالجهاد بالعلم والحجة جهاد أنبيائه ورسله وخاصته من عباده المخصوصين بالهداية والتوفيق والاتفاق " أهـ.
انظر مقدمة منظومته الكافية الشافية ص/ 19
أشرف أنواع الأقلام
قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في بيان أنواع الأقلام :
(( القلم الثاني عشر : القلم الجامع، وهو قلم الرد على المبطلين، ورفع سنّة المحقين، وكشف أباطيل المبطلين على اختلاف أنواعها وأجناسها، وبيان تناقضهم، وتهافتهم، وخروجهم عن الحق، ودخولهم في الباطل، وهذا القلم في الأقلام نظير الملوك في الأنام، وأصحابه أهل الحجة الناصرون لما جاءت به الرسل، المحاربون لأعدائهم.
وهم الداعون إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، المجادلون لمـن خرج عن سبيله بأنواع الجدال.
وأصحاب هذا القلم حرب لكل مبطل، وعدو لكل مخالف للرسل.
فهم في شأن وغيرهم من أصحاب الأقلام في شأن )).
التبيان في أقسام القرآن ( ص:132)
{وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ }
قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - "قال الله تعالى: { وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ}[الأنعام :55]
وقال تعالى: { وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا }[النساء:115]
والله تعالى قد بين في كتابه سبيل المؤمنين مفصَّلة، وسبيل المجرمين مفصَّلة، وعاقبة هؤلاء مفصلة، وعاقبة هؤلاء مفصلة، وأعمال هؤلاء وأعمال هؤلاء، وأولياء هؤلاء وأولياء هؤلاء، وخذلانه لهؤلاء وتوفيقه لهؤلاء، والأسباب التي وفَّق بها هؤلاء والأسباب التي خذل بها هؤلاء، وجلا سبحانه الأمرين في كتابه وكشفهما وأوضحهما وبيَّنهما غاية البيان حتى شاهدتهما البصائر كمشاهدة الأبصار للضياء والظلام.
فالعالمون بالله وكتابه ودينه عرفوا سبيل المؤمنين معرفة تفصيلية، وسبيل المجرمين معرفة تفصيلية، فاستبانت لهم السبيلان كما يستبين للسالك الطريق الموصل إلى مقصوده والطريق الموصل إلى الهلكة. فهؤلاء أعلم الخلق وأنفعهم للناس وأنصحهم لهم وهم الدلاء الهداة، و بذلك برز الصحابة على جميع مَن أتى بعدهم إلى يوم القيامة، فإنهم نشأوا في سبيل الضلال والكفر والشرك والسُّبل الموصلة إلى الهلاك وعرفوها مفصلة، ثم جاءهم الرسول فأخرجهم من تلك الظلمات إلى سبيل الهدى و صراط الله المستقيم، فخرجوا من الظلمة الشديدة إلى النور التام، ومن الشرك إلى التوحيد، ومن الجهل إلى العلم ومن الغيِّ إلى الرشاد، ومن الظلم إلى العدل، ومن الحيرة والعمي إلى الهدى والبصائر، فعرفوا مقدار ما نالوه وظفروا به، ومقدار ما كانوافيه. فإن الضد يُظهر حسنه الضدُّ، وإنما تتبين الأشياء بأضدادها. فازدادوا رغبة ومحبة فيما انتقلوا إليه، ونفرة وبغضا لِما انتقلوا عنه، وكانوا أحَبّ النَّاس في التوحيد والإيمان والإسلام وأبغض النَّاس في ضدِّه، عالمين بالسبيل على التفصيل.
و أما مَن جاء بعد الصحابة، فمنهم من نشأ في الإسلام غيرَ عالم تفصيل ضده، فالتبس عليه بعض تفاصيل سبيل المؤمنين بسبيل المجرمين، فإنَّ اللبـس إنما يقع إذا ضعف العلم بالسبيلين أو أحدهما، كما قال عمر بن الخطاب : "إنما تُنقَضُ عُرَى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام مَن لا لم يعرف الجاهلية"، وهذا من كمال علم عمر رضي الله عنه، فإنه إذا لم يعرف الجاهلية وحكمها وهو كلّ ما خالف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه من الجاهلية، فإنها منسوبة إلى الجهل، و كلّ ما خالف الرسول فهو من الجهل .
فمَن لم يعرف سبيل المجرمين ولم تستـبن له أوشك أن يظن في بعض سبيلهم أنها من سبيل المؤمنين، كما وقع في هذه الأمة من أمور كثيرة في باب الاعتقاد والعلم والعمل وهي من سبيل المجرمين والكفار وأعداء الرسل، أدخلها من لم يعرف أنها من سبيلهم في سبيل المؤمنين ودعا إليها وكفَّر مَن خالفها واستحلَّ منه ما حرَّمه الله ورسوله كما وقع لأكثر أهل البدع من الجهمية والقدرية والخوارج والروافض وأشباههم ممن ابتدع بدعة ودعا إليها وكفَّر مَن خالفها.
والنَّاس في هذا الموضع أربع فرق :
الفـرقـة الأولـى :مَن استبان له سبيل المؤمنين وسبيل المجرمين على التفصيل علماً وعملاً، وهؤلاء أعلم الخلق .
الفـرقـة الثـانيـة : مَن عميت عنه السبيلان من أشباه الأنعام. وهؤلاء بسبيل المجرمين أحضَر ولها أسلَك.
الفـرقـة الثـالثـة : مَن صرف عنايته إلى معرفة سبيل المؤمنين دون ضدِّها، فهو يعرف ضدّها من حيث الجملة ولمخالفة، وأن كل ما خالف سبيل المؤمنين فهو باطل وإن لم يتصوَّره على التفصيل، بل إذا سمع شيئا مما خالف سبيل المؤمنين صرف سمعه عنه ولم يشغل نفسه بفهمه ومعرفة وجه بطلانه، و هو بمنزلة من سلمت نفسه من إرادة الشهوات فلم تخطر بقلبه ولم تدعه إليها نفسه، بخلاف الفرقة الأولى، فإنهم يعرفونها وتميل إليها نفوسهم ويجاهدونها على تركها لله.
وقد كتبوا إلى عمر بن الخطاب يسألونه عن هذه المسألة أيهما أفضل: رجل لم تخطر له الشهوات ولم تمر بباله، أو رجل نازعته إليها نفسه فتركها لله؟
فكتب عمر : إن الذي تشتهي نفسه المعاصي ويتركها لله عزَّ و جل من {الذين امتحن الله قلوبَهُم للتَّقوى لهم مغفرة و أجرٌ عظيمٌ}[الحجرات : 3]
وهكذا مَن عرف البدع والشرك والباطل وطرقه فأبغضها لله وحَذِرَها وحذَّر منها ودفعها عن نفسه، ولم يدعها تخدد وجه إيمانه ولا تورثه شبهةً ولا شكًا، بل يزداد بمعرفتها بصيرة في الحق ومحبة له، وكراهة لها ونفرة عنها، أفضل ممن لا تخطر بباله ولا تمرُّ بقلبه. فإنه كلما مرَّت بقلبه وتصوَّرت له ازداد محبة للحق ومعرفة بقدره وسروراً به، فيقوى إيمانه به.  كما أن صاحب خواطر الشهوات والمعاصي كلما مرَّت به فرغب عنها إلى ضدِّها ازداد محبة لضدِّها ورغبة فيه وطلباً له وحرصا عليه، فما ابتلى الله سبحانه عبده المؤمن بمحبة الشهوات والمعاصي وميل نفسه إليها إلا ليسوقه بها إلى محبة ما هو أفضل منها وخير له وأنفع وأدوم، و ليجاهد نفسه على تركها له سبحانه فتورثه تلك المجاهدة الوصول إلى المحبوب الأعلى. فكلما نازعته نفسه إلى تلك الشهوات واشتدَّت إرادته لها وشوقه إليها، صرف ذلك الشوق والإرادة والمحبة إلى النوع العالي الدائم، فكان طلبه له أشد وحرصه عليه أتم، بخلاف النفس الباردة الخالية من ذلك، فإنها وإن كانت طالبة للأعلى لكن بين الطلبين فرق عظيم. ألا ترى أن من مشى إلى محبوبه على الجمر والشوك أعظم ممن مشى إليه راكبا على النجائب ! فليس من آثر محبوبه مع منازعة نفسه كمن آثره مع عدم منازعتها إلى غيره، فهو سبحانه يبتلي عبده بالشهوات، إما حجابا له عنه، أو حاجبا له يوصله إلى رضاه وقربه وكرامته.
الفـرقـة الـرابـعة:  فرقة عرفت سبيل الشر والبدع والكفر مفصلة، وسبيل المؤمنين مجملة، و هذا حال كثير ممن اعتنى بمقالات الأمم ومقالات أهل البدع، فعرفها على التفصيل ولم يعرف ما جاء به الرسول كذلك، بل عرفه معرفة مجملة وإن تفصلت له في بعض الأشياء. ومن تأمل كتبهم رأى ذلك عيانا. وكذلك من كان عارفا بطرق الشر والفساد على التفصيل سالكا لها، إذا تاب ورجع عنها إلى سبيل الأبرار يكون علمه بها مجملا غير عارف بها على التفصيل معرفة من أفنى عمره في تصرُّفها و سلوكها.
و المقصود : أن الله سبحانه يحبُّ أن تعرف سبيل أعدائه لتُجتنب وتُبغض ، كما يحب أن تعرف سبيل أوليائه لتُحب وتسلك. وفي هذه المعرفة من الفوائد والأسرار ما لا يعلمه إلا الله من معرفة عموم ربوبيته سبحانه وحكمته وكمال أسمائه وصفاته وتعلُّقها بمتعلقاتها واقتفائها لآثارها وموجباتها. وذلك من أعظم الدلالة على ربوبيته وملكه وإلهيته وحُبِّه وبغضه وثوابه وعقابه، والله أعلم. [كتاب "الفوائد"]


أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Empty رد: مجموع منهج السلف في النقد والتحذير

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مارس 22, 2024 3:34 pm


[باب بيان ما يباح من الغيبة ]
قال الإمام النووي رحمه الله في كتابه المبارك "رياض الصالحين" :
(( باب بيان ما يباح من الغيبة ))
اعلم أن الغيبة تباح لغرض صحيح شرعي لا يمكن الوصول إليه إلا بها وهو ستة أسباب:
الأول التظلم فيجوز للمظلوم أن يتظلم إلى السلطان والقاضي وغيرهما ممن له ولاية أو قدرة على إنصافه من ظالمه، فيقول: ظلمني فلان بكذا.
الثاني الاستعانة على تغيير المنكر ورد العاصي إلى الصواب، فيقول لمن يرجو قدرته على إزالة المنكر: فلان يعمل كذا فازجره عنه، ونحو ذلك، ويكون مقصوده التوصل إلى إزالة المنكر، فإن لم يقصد ذلك كان حراماً.
الثالث الاستفتاء، فيقول للمفتي: ظلمني أبي أو أخي أو زوجي أو فلان بكذا فهل له ذلك؟ وما طريقي في الخلاص منه وتحصيل حقي ودفع الظلم؟ ونحو ذلك فهذا جائز للحاجة، ولكن الأحوط والأفضل أن يقول: ما تقول في رجل أو شخص أو زوج كان من أمره كذا؟ فإنه يحصل به الغرض من غير تعيين، ومع ذلك فالتعيين جائز كما سنذكره في حديث هند إن شاء اللَّه تعالى.
الرابع تحذير المسلمين من الشر ونصيحتهم، وذلك من وجوه؛ منها جرح المجروحين من الرواة والشهود، وذلك جائز بإجماع المسلمين بل واجب للحاجة. ومنها المشاورة في مصاهرة إنسان أو مشاركته أو إيداعه أو معاملته أو غير ذلك أو مجاورته، ويجب على المشاوَر أن لا يخفي حاله بل يذكر المساوئ التي فيه بنية النصيحة. ومنها إذا رأى متفقهاً يتردد إلى مبتدع أو فاسق يأخذ عنه العلم وخاف أن يتضرر المتفقه بذلك، فعليه نصيحته ببيان حاله بشرط أن يقصد النصيحة، وهذا مما يُغلط فيه، وقد يحمل المتكلم بذلك الحسد ويلبِّس الشيطان عليه ذلك ويخيل إليه أنه نصيحة فليُتَفطن لذلك. ومنها أن يكون له ولاية لا يقوم بها على وجهها، إما بأن لا يكون صالحاً لها، وإما بأن يكون فاسقاً أو مغفلاً ونحو ذلك، فيجب ذكر ذلك لمن له عليه ولاية عامة ليزيله ويولي من يصلح، أو يعلم ذلك منه ليعامله بمقتضى حاله ولا يغتر به، وأن يسعى في أن يحثه على الاستقامة أو يستبدل به.
الخامس أن يكون مجاهراً بفسقه أو بدعته كالمجاهر بشرب الخمر، ومصادرة الناس وأخذ المكس وجباية الأموال ظلماً وتولي الأمور الباطلة، فيجوز ذكره بما يجاهر به، ويحرم ذكره بغيره من العيوب إلا أن يكون لجوازه سبب آخر مما ذكرناه.
السادس التعريف، فإذا كان الإنسان معروفاً بلقب كالأعمش والأعرج والأصم والأعمى والأحول وغيرهم جاز تعريفهم بذلك، ويحرم إطلاقه على جهة التنقص، ولو أمكن تعريفه بغير ذلك كان أولى.
فهذه ستة أسباب ذكرها العلماء وأكثرها مجمع عليه. ودلائلها من الأحاديث الصحيحة المشهورة؛ فمن ذلك:‏
عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أن رجلاً استأذن على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فقال: ((ائذنوا له بئس أخو العشيرة)) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. احتج به البخاري في جواز غيبة أهل الفساد وأهل الريب
وعنها رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ((ما أظن فلاناً وفلاناً يعرفان من ديننا شيئاً)) رَوَاهُ البُخَارِيُّ. قال، قال الليث بن سعد أحد رواة هذا الحديث: هذان الرجلان كانا من المنافقين.‏
وعن فاطمة بنت قيس رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت: أتيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فقلت: إن أبا الجهم ومعاوية خطباني، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ((أما معاوية فصعلوك لا مال له، وأما أبو الجهم فلا يضع العصا عن عاتقه)) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وفي رواية لمسلم: ((وأما أبو الجهم فضراب للنساء)) وهو تفسير لرواية: ((لا يضع العصا عن عاتقه)) وقيل معناه: كثير الأسفار.‏
وعن زيد بن أرقم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: خرجنا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم في سفر أصاب الناس فيه شدة فقال عبد اللَّه بن أبي: لا تنفقوا على من عند رَسُول اللَّهِ حتى ينفضوا، وقال: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فأتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فأخبرته بذلك، فأرسل إلى عبد اللَّه بن أبي فاجتهد يمينه ما فعل، فقالوا: كذب زيد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فوقع في نفسي مما قالوه شدة حتى أنزل اللَّه تعالى تصديقي {إذا جاءك المنافقون} (المنافقين 1) ثم دعاهم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ليستغفر لهم فلووا رؤوسهم> مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.‏
وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت، قالت هند امرأة أبي سفيان للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: إن أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم، قال: ((خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف)) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.‏
وقد جمع ذلك بعض العلماء في بيتين من الشعر :
القدح ليـس بغيبة في ستة        متــظلم ومعرِّف ومحذر
ومجاهر فسقاً ومستفت ومن       طلب الإعانة في إزالة منكر



أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Empty رد: مجموع منهج السلف في النقد والتحذير

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مارس 22, 2024 3:39 pm

الجهاد الذي لا يصح الدين إلا به
شيخ الإسلام مُحَمَّد بن عبد الوهاب
مِمَّا قال الشيخ الإمام وعلم الْهُدَاة الأعلام ومجدد سنة سيد الأنام e
( شيخ الإسلام مُحَمَّد بن عبد الوهاب التميمي - رحمه الله - ) :
( لنذكر من كلام الله تعالى، وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكلام أئمة العلم جُمَلا في جهاد القلب واللسان، ومعاداة أعداء الله، ومولاة أوليائه، وأنَّ الدَّينَ لا يصح، ولا يدخل الإنسان فيه إلا بذلك فنقول :
باب في وجوب عداوة أعداء الله من الكفار والمرتدين والمنافقين
وقوله الله تعالى: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فيِ الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آياتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فيِ حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ) [النساء:240].
وقوله تعالى: (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فإِنَّهُ مِنْهُمْ ) [المائدة:51].
وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ) [الممتحنة:1].
إلى قوله تعالى : (كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِالله وَحْدَهُ) [الممتحنة :4].
وقوله تعالى: (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ الله وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آباءهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) [المجادلة:22].
وقال الإمام الحافظ محمد بن وضاح: أخبرني غير واحد أنَّ أسد بن موسى [الملقب بأسد السنة] كتب إلى أسد بن الفرات:
"اعلم يا أخي أنَّ ما حملني على الكتاب إليك ما ذكر أهل بلادك من صالح ما أعطاك الله من إنصافك الناس*، وحسن حالك مما أظهرت من السُّنَّة، وعيبك لأهل البدع، وكثرة ذكرك لهم، وَطَعْنك عليهم، فَقَمَعَهُم الله بِكَ، وشَدَّ بك ظهر أهل السُّنَّة، وَقَوَّاك عليهم بإظهار عَيْبِهِم والطعن عليهم، فَأذَلَّهُم الله بيدك، وصاروا ببدعتهم مُسْتَتِرين، فأبشر يا أخي بثواب ذلك، واعْتَد به من أفضل حسناتك من الصلاة والصيام والحج والجهاد، وأين تقع هذه الأعمال من إقامة كتاب الله تعالى ، وإحياء سُنَّة رسُول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((مَنْ أَحَيا شَيْئًا مِنْ سُنَّتِي كُنْت أنَا وَهُو فيِ الْجَنَّة كَهَاتَيْن - وضم بين أصبعيه - وقال :أَيُّمَا دَاع دَعَا إِلَى هُدَى فَاتُّبِعَ عَلَيه،كَانَ لَهُ مِثْلَ أَجْرِ مَنْ اتَّبَعَهُ إِلَى يَوم الْقِيَامَة)).
فمتى يدرك أجر هذا بشيء من عمله؟ وذكر أيضاً أنَّ لله عند كُلِّ بدعة كِيدَ بِهَا الإسلام وليًّا لله يَذُبُّ عنها، وينطق بِعَلامَاتِهَا، فَاغْتَنِمْ يا أخي هذا الفضل، وكُنْ من أهله، فإنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ حين بعثه إلى اليمن وأوصاه : ((لأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ كَذَا وكَذاَ)) وأعظم القول فيه، فاغتنم ذلك وادْعُ إلى السُّنَّة حتَّى يكون لك في ذلك ألفة وجماعة يقومون مقامك إن حدث بك حدث، فيكونون أئمة بعدك، فيكون لك ثواب ذلك إلى يوم القيامة كما جاء في الأثر.
فاعمل على بصيرة ونية وحسبة، فَيَرُدّ الله بك المبتدع المفتون الزائغ الحائر، فتكون خلفًا من نبيك صلى الله عليه وسلم، فإنَّك لنْ تلقى الله بعمل يشبهه، وإيَّاكَ أنْ يكون لك من أهل البدع أخ أو جليس أو صاحب، فإنه جاء في الأثر :"مَنْ مشى إلى إلى صاحب بدعة، مشى في هدم الإسلام، وجاء: ما مِنْ إله يُعْبَدُ من دون الله أبغض إلى الله من صاحب هوى .
وقد وقعت اللعنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل البدع، الله لا يقبل منهم صرفاً ولاعدلاً ولا فريضة ولاتطوعاً ، وَكُلما ازدادوا اجتهاداً وصوماً وصلاة ، ازدادوا من الله بُعْداً، فارفض مجالسهم وأذلهم وأبعدهم، كما أبعدهم الله، وأذلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأئمة الهدى بعده". انتهى كلام أسد _رحمه الله تعالى _.
واعلم _ رحمك الله _ أنَّ كلامه وما يأتي من كلام أمثاله من السلف في مُعَاَدَاة أهل البدع والضلالة في ضلالة لا تُخْرِج عن الملة، لكنهم شَدَّدُوا في ذلك، وَحَذَّرُوا منه لأمرين:                  
الأول: غلظة البدعة في الدِّينِ في نفسها، فهي عندهم أَجَلُّ من الكبائر، ويعاملون أهلها أغلظ ممَّا يُعَامِلُون به أهل الكبائر، كما تجد في قلوب الناس أنَّ الرَّافِضي عندهم _ ولو كان عالماَ عابداَ_ أبغض وأَشَدُّ ذنباً من السُّنِّي المجاهر بالكبائر .
الثاني :أنَّ البدع تَجُرُ إلى الرِّدَّة الصريحة كما وُجِدَ من كثير من أهل البدع، فمثال البدعة التي شَدَّدُوا فيها مثل تَشْدِيد النبي صلى الله عليه وسلم فِيمَنْ عَبَدَ الله عند قبر رَجُل صالح خوفاً مما وقع من الشرك الصريح الذي يصبر به المسلم مرتدَّا، فَمَنْ فهم هذا، فهم الفَرْقَ بين البدع وبين ما نحن فيه من الكلام في الرِّدَّة ومُجَاهَدَة أهلها،أو النَّفَاق الأكبر ومُجَاهَدَة أهله، وهذا هو الذي نَزَلَتْ فيه الآيات المحكمات مثل قوله تعالى: (( يَاأَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِيِنهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحُّبِهُمْ وَيحِبُّونَهُ) الآية [المائدة:54].
وقوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدْ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ )الآية[التوبة:73].
وقال ابن وضاح"في كتاب البدع والحوادث"بعد حديث ذكره:"أنه سَيَقعُ في هذه الأمَّةِ فِتْنَة الكُفْرِ وفتنة الضلالة.
قال - رحمه الله -: إنَّ فتنة الكُفْرِ هي الرِّدَّة يحلُّ فيها السَّبْي والأموال، وفتنة الضلالة لا يحل فيها السَّبْي والأموال".
وقال - رحمه الله - أيضاً: أخبرنا أسد: أخبرنا رجل عن ابن المبارك قال: قال ابن مسعود:"إنَّ لله عند كل بدعة كِيدَ بِهَا الإسلام وليًّا من أوليائه، يَذبُّ عنه، ويَنْطِقُ بعَلامَتِهَا، فاغتنموا حضور تلك المواطن، وَتَوَكَّلُوا على الله".
قال ابن المبارك: "وكفى بالله وكيلاً".
ثم ذَكَرَ بإسناده عن بعض السلف قال: "لأنْ أَرُدَّ رجلاً عن رأي سيئ أَحَبُّ إليَّ من اعتكاف شهر".
أخبرنا أسد، عن أبي إسحاق الحذاء، عن الأوزاعي قال:كان بعض أهل العلم يقولون: لا يَقْبَل الله من ذي بدعة صلاة، ولا صدقة، ولا صياماً، ولا جهاداً، ولا حجاً، ولا صرفاً، ولا عدلاً، وكانت أَسْلافكُمْ تَشْتَدُّ عليهم ألسنتهم، وَتَشْمَئزُّ منه قُلُوبُهُم، ويُحَذِّرُون الناس بدعتهم.
قال: ولو كانوا مُسْتَتِرِين ببدعتهم دون الناس ما كان لأحد أنْ يَهْتِكَ عنهم سِتْراً، ولا يظهر منهم عَوْرَةً، الله أَوْلَى بالأخذ بِهَا، أو بالتوبة عليها، فأمَّا إذا جاهروا به، فَنَشْرُ العلم حياة، والبلاغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة يعتصم بِهَا على مصر مُلْحِد.
ثم روى بإسناده قال: "جاء رَجُلٌ إلى حذيفة - وأبو موسى الأشعري قاعد -، فقال: أرأيت رجلاً ضرب بسيفه غضباً لله حتَّى قُتِلَ، أفي الجنَّةِ أم في النار؟ فقال أبو موسى: في الجنَّة. فقال حذيفة: استفهم الرجل وأفهمه ما تقول حتى فعل ذلك ثلاث مرات، فَلَمَّا كان في الثالثة قال: والله لا أستفهمه. فدعا به حذيفة فقال: رُوَيْدَك، وما يُدْرِيك أنَّ صاحبك لو ضرب بسيفه حتَّى ينقطع، فأصاب الحقَّ حتَّى يُقْتَل عليه فهو في الجنة، وإنْ لَمْ يصب الحقَّ، ولَمْ يوفقه الله للحَقِّ، فهو في النار؟ ثم قال: والذي نفسي بيده ليدخلنَّ النار في مثل الذي سَأَلْتَ عنه أكثر من كَذَا وكَذَا".
ثم ذكر بإسناده عن الحسن قال: "لا تُجَالِس صاحب بدعة، فإنه يُمْرِضُ قلبك".
ثم ذكر بإسناده عن سفيان الثوري قال:"مَنْ جالس صاحب بدعة لَمْ يسلم من إحدى ثلاث: إمَّا أنْ يكون فتنة لغيره، وإمَّا أنْ يقع في قلبه شيء فَيَزِل به فيدخله الله النار، وإمَّا أنْ يقول: والله مَا أُبَالِي ما تكلموه، وإني واثق بنفسي، فَمَنْ أمن الله على دينه طَرْفَة عَيْنٍ، سَلَبَه إيَّاه".
ثم ذكر بإسناده عن بعض السلف قال: "مَنْ أتى صاحب بدعة لِيوَقِّرَهُ، فقد أَعَان على هَدْمِ الإسلام".
أخبرنا أسد بن موسى قال: أخبرنا حماد بن زيد، عن أيوب قال: قال أبو قلابة: "لا تُجَالِسُوا أهل الأهواء، ولا تُجَادِلُوهُم، فإني لا آمن أنْ يَغْمِسُوكُم في ضلالتهم، أو يُلبسُوا عليكم ما كنتم تَعْرِفُون. قال أيوب: وكان والله من الفقهاء ذوي الألباب".
أخبرنا أسد بن موسى قال: أخبرنا زيد: عن محمد بن طلحة قال: قال إبراهيم: "لا تُجَالِسُوا أصحاب البدع، ولا تُكَلِّمُوهُم، فإنِّي أخاف أنْ تَرْتَدَّ قُلُوبُكُم".
أخبرنا أسد بالإسناد: عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الرَّجُلُ عَلَى دِيْنِ خَلِيْلِهِ،فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِل)).
أخبرنا أسد: أخبرنا مؤمل بن إسماعيل: عن حماد بن زيد، عن  أيوب قال: "دخل على محمد بن سيرين يومًا رَجُلٌ فقال: يا أبا بكر أقرأ عليك آية من كتاب الله، لا أَزيدُ على أنْ أقرأها، ثم أخرج، فوضع أصبعيه في أذنيه، ثم قال: أحرّج عليك إن كنت مسلمًا لما خرجت من بيتي. قال: فقال: يا أبا بكر إني لا أزيد على أنْ أقرأ، قال: فقام بإزَارِهِ يَشدُّه عليه، وَتَهَيَّأ للقيام، فأقبلنا على الرَّجُل ، فقلنا: قد حرج عليك ألا خرجت، أفيحل لك أنْ تُخْرِجَ رجلاً من بيته؟  قال: فخرج، فقلنا: يا أبا بكر ما عليك لو قرأ آية، ثم خرج؟ قال: إني و الله لو ظننت أنَّ قلبي يثبت على ما هو عليه ما بَاليْتُ أنْ يقرأ،ولكني خفت أنْ يُلْقِيَ في قلبي شيئاً أجهد أنْ أُخْرِجَه مِن قلبي فلا أستطيع".
أخبرنا أسد قال :أخبرنا  ضمر ة:عن سود ة قال:سمعت عبد الله بن القاسم وهو يقول :"ما كان عَبْدٌ على هَوَى فَتَركَهُ إلا آل إلى ما هو شَرٌّ منه. قال :فذكرت هذا الحديث لبعض أصحابنا فقال :تَصْدِيقُهُ في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: (يَمْرُقُونَ مِنْ الإسْلامِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنْ الرَّميَّةِ، ثُمَّ لا يَرْجِعُونَ حَتَّى يَرْجِعَ السَّهْمُ إِلَى فَوْقِهُ)".
أخبرنا أسد قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل: عن حماد بن زيد، عن أيوب قال: "كان رَجُلٌ يرى رأيًا، فرجع عنه، فأتيت مُحَمَّدًا فرحًا بذلك أُخْبِره، فقلت: أشعرت أنْ فلانًا رأيه الذى كان يرى.
فقال: انظروا إلى مَا يَتَحَوَّل، إنَّ آخر الحديث أَشَدَّ عليهم من أَوَّلِهِ يَمْرُقُونَ مِنْ الإسْلاَمِ لاَ يَعُودُونَ إِليه".
ثم روى بإسناده عن حذيفة: أنه أخذ حصاة بيضاء، فوضعها في كَفَّه ، ثُمَّ: إنَّ هدا الدَّينَ قد اسْتَضَاءَ استضاءة هذه الحصاة، ثم أخذ كفَّا من تراب، فجعل يذره على الحصاة حتى وَارَاهَا، ثم قال: والذي نفسي بيده لَيجيِئنَّ أقوام يَدْفِنُون الدِّينَ، كَمَا دُفِنَتْ هذه الحصاة".
أخبرنا محمد بن سعيد بإسناده: عن أبي الدرداء قال:"لو خَرَجَ رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم إليكم ما عَرَفَ شيئاً مما كان عليه هو وأصحابه إلا الصلاة.
قال الأوزاعي: فكيف لَوْ كَانَ اليوم.
قال عيسى - يعني: الروي - عن الأوزاعي: فكيف لو أدرك الأوزاعي هذا الزمان؟".
أخبرنا محمد بن سليمان بإسناده: عن علي رضي الله عنه أنه قال: "تَعَلَّمُوا العِلْمَ تُعْرَفُوا به، واعْمَلُوا به تكونوا من أهْلِهِ، فإنه سيأتي بعدكم زمان ينكر الحَقَّ فيه تسعة أعشارهم".
أجبرنا يحيى بن يحيى بإسناده: عن أبي سهل بن مالك، عن أبيه أبه قال:"ما أعرف منكم شيئاً مِمَّا أدْرَكْتُ عليه الناس إلا النِّدَاء بالصلاة".
حدثني إبراهيم بن محمد بإسناده: عن أنس رضي الله عنه قال:"ما أعرف منكم شيئاً كنت أعهده على عَهْدِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، ليس قولكم: لا إله إلا الله".
أخبرنا محمد بن سعيد قال: حدثنا أسد بإسناده عن الحسن قال: لو أنْ رجلاً أدرك السلف الأول ثم بُعِثَ اليوم ما عَرَفَ من الإسلام شيئا.ً قال: ووضع يَدَه على خَدِّه، ثم قال: إلا هذه الصلاة، ثم قال: أَمَا والله لمن عاش في هذه النكرا، ولَمْ يُدْرِك هذا السلف الصالح، فرأى مُبْتَدِعاً يدعو إلى بدعته، ورأى صاحب دُنْيَا يدعو إلى دنياه، فَعَصَمَه الله عن ذلك، وجعل قلبه يحن إلى ذكر هذا السلف الصالح، يسأل عن سَبِيِلهِم، ويتقص آثارهم، وَيَتَّبِعُ سبيلهم؛ ليعوض أجراً عظيماً، فكذلك فكونوا إن شاء الله تعالى".
حدثني عبد الله بن محمد بإسناده: عن ميمون بن مهران قال: "لو أنَّ رجلاً نشر فيكم من السَّلَفِ ما عَرَفَ فيكم غير هذه القِبْلَة".
أخبرنا محمد بن قدامة الهاشمي بإسناده: عن أُمِّ الدرداء قالت: "دَخَلَ عَلَيَّ أبو الدرداء مغضبًا، فقلتُ له:ما أغضبك؟ فقال: والله ما أعرف فيهم من أَمْرِ مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم شيئاً، إلا أنَّهُم يُصَلُّون جميعاً.
وفي لفظ: لو أنَّ رجلاً تَعَلَّمَ الإسلام وَأَهَمَّه، ثم تَفَقَّدَه ما عَرَفَ منه شيئاً".
حدثني إبراهيم بإسناده:عن عبد الله بن عمرو قال:"لو أنَّ رجلين من أوائل هذه الأمَّةِ خَليَا بِمُصْحَفيهمَا في بعض هذه الأودية، لأَتَيَا الناس اليوم ولا يَعْرِفَان شيئاً مِمَّا كانا عليه".
قال مالك:"وبلغني أنا هريرة رضى الله عنه تلا : (إذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فيِ دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً) فقال: والذي نفسي بيده إنَّ الناس لَيَخْرُجُونَ اليوم من دِيِنهِم أفواجاً،كَمَا دخلوا فيه أفْوَاجاً".
قِفْ تَأمَّل - رحمك الله - إذا كان هذا في زمن التابعين بِحَضْرَةِ أواخر الصحابة، فكيف يَغْتَرُّ المسلم بالكثرة، أو تُشْكلُ عليه، أو يَسْتَدِلُّ بِهَا على الباطل.
ثم روى ابن وضاح بإسناده: عن أبي أمية قال: أَتَيْتُ أَبَا ثَغْلَبَةَ الْخُشنِي فَقُلْتُ: يا أبا ثعلبة كيف تصنع في هذه الآية؟ قال: أَيَّة آية؟ قلت: قول الله تعال: (لاَ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ)
قال: أَمَا وَالله لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيراً، سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَال: ((بَلْ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ، وَتَنَاهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا، وَهَوًى مُتَّبَعاً، وَدُنْيَا مُؤثَرَةً، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ، فَعَلَيْكَ نَفْسِكَ، وَدَعْ الْعَوامَّ، فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ، لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلاً يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِه. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْهُمْ. قَالَ:أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ )).
ثم روى بإسناده عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما -: أنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال : ((طُوبَى لِلْغُرَبَاءِ - ثلاثاً -، قالوا: يا رسول الله ومن الغرباء؟ قال: (( نَاسٌ صَالِحُونَ قَلِيل فيِ أُنَاسِ سَوْءٍ كَثِيرٍ، مَنْ يُبْغضهمْ أَكْثَرُ مِمَّنْ يُحبهم )).
أخبرنا محمد بن سعيد بإسناده: عن المعافري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((طُوبَى لِلْغُرَبَاء الذِّين يَتَمَسكُون بِكِتَاب الله حِيْن يُنْكَر، وَيَعَمَلُون بالسُّنَّة حِين تُطْفَى)).
أخبرنا محمد بن يحيى : أخبرنا أسد بإسناده: عن سالم بن عبد الله، عن أبيه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((بَدَأَ الإِسْلاَم غَرِيباً ولاَ تَقُوم السَّاعة حَتَّى يَكُونَ غَرِيباً كَمَا بَدَأَ،فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ حِيْن يفْسد النَّاس،ثُمَّ طُوبَى لِلْغُرَبَاءِ حين يفْسد النَّاس )).
أخبرنا محمد بن يحيى : أخبرنا أسد بإسناده : عن عبدا لرحمن أنه سمع رسول الله صَلى الله عليه وسلم يقول  (( إِنَّ الإِ سْلاَمَ بَدَأَغَرِيباً، وَسَيَعُود غَرِيباً كَمَا بَدَأَ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاء . قيل : وَمَنْ الغُرَبَاء يَا رَسُول الله؟ قال : الْذَّينَ يُصْلحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاس )).
هذا آخر ما نَقَلْتُهُ من كتاب "البدع والحوادث" للإمام الحافظ محمد بن وضاح _ رحمه الله _.      
فتأمَّل _ رحمك الله _ أحاديث الغُرْبَة وبعضها في الصحيح مع كَثْرَتِهَا وشُهْرَتِهَا، وتأمَّل إجماع العلماء كلهم أنَّ هذا قد وَقَعَ من زَمَنٍ طويل، حتى قال ابن القيم _ رحمه الله _ : الإسلام في زَمَانِنَا أغرب منه في أول ظهوره.
فَتَأمَّل هذا تأمُّلاً جيداً لعلك أنْ تسلم من هذه الهوة الكبيرة التي هَلَكَ فيها أكثر الناس، وهي الاقتداء بالكثرة والسَّوَاد الأكبر، والأَقَلَّ، فما أقل من سلم منها ما أَقَلَّه ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!.
ولنختم بالحديث الصحيح الذي أخرجه مسلم في صحيحه، عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه: أنَّ رسول الله صَلى الله عليه وسلم قال : ((مَا مِنْ نَبَيًّ بَعَثَهُ اللهُ فيِ أُمَّةٍ قَبْلِي إِلاَّ كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ،وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ)).
وفي رواية : ((يَهْتَدُونَ بِهَدْيِهِ، وَيَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِهِ، ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ،وَيَفْعَلُونَ مَا لاَ يُؤْمَرُونَ فَمَنْ جَاهَدَهُم بِيَدِه فَهُو مُؤْمِن، وَمَنْ جَاهَدَهُم بِلِسَانِه فَهُو مُؤْمِن، وَلَسَ وَرَاء ذَلِكَ مِنْ الإِيْمَانِ حَبَّة خَرْدَل)) انتهى ما نقلته، والحمد لله رب العالمين.
وقد رأيت للشيخ تقي الدين رسالة كتبها وهو في السجن إلى بعض إخوانه لَمَّا أرسلوا إليه يشيرون عليه بالرِّفْقِ بخصومه؛ لِيَتَخَلَّصَ من السجن، أحببتُ أنْ أنقل أَوَّلَهَا لعظم منفعته قال - رحمه الله تعالى -: "الحمد  لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شُرُورِ أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضْلِل فلا هادي له، وَنَشْهَد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وَنَشْهَد أنَّ محمداً عبده ورسوله، أرسله بالُهدَى ودين الحقِّ؛ليظهره على الدِّينِ كُلِّهِ وكفى بالله شهيداً، صلى الله عليه وعلى آله وَصَحْبِه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد: فقد وصلت الورقة التي فيها رسالة الشيخين الناسكين القدوتين أيدهُمَا الله وسائر الإخوان بروح منه، وكتب في قُلُوبِهِم الإيمان، وأدخلهم مدخل صدق، وأخرجهم مخرج صدق، وجعل لهم من لدنه ما يَنْصُر به من السلطان سلطان العلم والحجة بالبيان والبرهان، وسلطان القدرة والنصرة بالسنان والأعوان، وجعلهم من أوليائه المتقين، وحزبه الغالبين لمن ناوأهم من الأقران، ومن الأئمة المتقين الذين جمعوا بين الصبر والإيقان، والله محقق ذلك، ومنجز وعده في السَّرَّ والإعلان، ومُنْتَقِم من حزب الشيطان لعباد الرحمن، لكن بِمَا اقتضته حكمته، ومضت به سُنَّتُهُ من الابتلاء والامتحان الذي يميز الله به أهل الصدق والإيمان من أهل النفاق والبهتان؛ إذ قد دَلَّ كتابه على أنه لا بد من الفتنة لِكُلِّ من ادعى الإيمان، والعقوبة لذوي السيئات والطغيان، فقال تعالى : (الم   أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ  وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ الله الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ  أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ)[العنكبوت:1_4].
فَأَنْكَرَ سبحانه على ظَنَّ أنَّ أهل السيئات يفوتون الطالب الغالب، وأنَّ مُدَّعِي الإيمان يُتْرَكُون بلا فتنة تُمَيِّزُ بين الصادق والكاذب، وأخبر في كتابه أنَّ الصِّدْقَ في الإيمان لا يكون إلا بالجهاد في سبيله، فقال تعالى: (قَالَتْ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلْ الإْيَمانُ فيِ قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا الله وَرَسُولَهُ لا يَلتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ    إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُوِلِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فيِ سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ)[الحجرات:14_15].
وأخبرنا سبحانه وتعالى بِخُسْرَان الْمُنْقَلب على وجهه عند الفتنة الذي يَعْبُدُ الله فيها على حرف، وهو الجانب والطرف الذي لا يَسْتَقِر مَنْ هو عليه، بل لا يثبت على الإيمان إلا عند وجود ما يَهْوَاهُ من خير الدنيا، فقال تعالى: (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلَى حَرْف فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ) [الحج 11 ].
وقال تعالى: (أَمْ حَسبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا منْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ )[آل عمران: 142 ].
وقال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ )[محمد: 31].
وأخبر سبحانه أنه عند وجود الْمُرْتَدَّين فلا بد من وجود المحبين المحبوبين المجاهدين، وقال تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِيِنهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) [المائدة:54].
وهؤلاء هُمْ الشَّاكِرُون لنعمة الإيمان، الصابرون على الامتحان، كما قال تعالى: (وَمَا مُحَمَّدٌ إلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ )[آل عمران:144 ].
(وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)[آل عمران:148].
فإذا أنعم الله على الإنسان بالصبر والشكر كان جميع ما يُقْضَى له من القضاء خيراً له، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((لاَ يَقَضِي الله لِلْمُؤْمِنِ مِنْ قَضَاء إلاَّ كَانَ خَيْراً لَه، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ فَشَكَرَ كَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ فَصَبَر كَانَ خَيْراً لَهُ)). والصَّبَّار الشَّكُور هو المؤمن الذي ذكر الله في غير موضع من كتابه.
وَمَنْ لَمْ يُنْعم الله عليه بالصبر والشكر فهو بِشَرِّ حال، وكل واحد من السَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ في حَقِّه يفضي به على قبيح المآل، فكيف إذا كان ذلك في الأمور العظيمة التي هي من محن الأنبياء والصِّدِّيقِين؟ وفيها تثبيت أصول الدِّينِ، وحفظ الإيمان والقرآن من كَيْد أهل النفاق والإلحاد والبهتان، فالحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً كَمَا يُحبُّ ربنا وَيَرْضَى، وكما ينبغى لكَرَمِ وجهه وَعِزِّ جلالة، والله المسئول أنْ يُثَبتكم وسائر المؤمنين بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الآخرة، ويتم نعمه عليكم الظاهرة والباطنة،وينصر دينه وكتابه ورسوله وعباده المؤمنين على الكافرين والمنافقين الذين أَمَرَنَا بجهادهم ولإغلاظ عليهم فى كتابه المبين".
انتهى ما نقلته من كلام أبى العباس رحمه الله فى الرسالة المذكورة وهى طويلة.
والحمد لله رب العالمين، وَصَلَّى الله عَلَى مُحَمّدٍ وآله وَصَحْبِه، وَسَلِّم تسليماً كثيراً.
انتهى كلام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
[من: ( مجموع فتوى ورسائل شيخ الإسلام الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله رحمة واسعة )( المجلد السادس ، صفحة 217 )]
______________________________
* تنبه - أخي في الله - إلى أنه جعل ذكر معائب أهل البدع والطعن عليهم وكثرة ذكر ذلك من الإنصاف للناس، ولم يجعل الإنصاف ذكر الحسنات إلى جانب السيئات كما يقوله أهل منهج الموازنات، ألا ساء ما يحكمون.




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في السبت أبريل 06, 2024 12:17 am عدل 2 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Empty رد: مجموع منهج السلف في النقد والتحذير

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مارس 22, 2024 3:46 pm


شيوخ الإسلام يقولون:
المبتدعة أضر على المسلمين من العلمانيين والولاة الظلمة
قال شيخ الإسلام إبن تيمية – رحمه الله – في منهاج السنة (5/150) :
(( والمبتدع الذي يظن أنه على حق كالخوارج والنواصب الذي نصبوا العداوة والحرب لجماعة المسلمين فأبدعوا بدعة وكفروا من لم يوافقهم عليها فصار بذلك ضررهم على المسلمين أعظم من ضرر الظلمة الذين يعلمون أن الظلم محرم وإن كانت عقوبة أحدهم في الآخرة لأجل التأويل قد تكون أخف لكن أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتالهم ونهى عن قتال الأمراء الظلمة، وتواترت عنه بذلك الأحاديث الصحيحة؛ فقال في الخوارج:
(( يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وقراءته مع قراءتهم وصيامه مع صيامهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية أينما لقيتموهم فاقتلوهم )).
وقال في بعضهم: (( يقتلون أهل الإيمان ويدعون أهل الأوثان )).
وقال للأنصار: (( إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض ) أي تلقون من يستأثر عليكم بالمال ولا ينصفكم فأمرهم بالصبر ولم يأذن لهم في قتالهم.
وقال أيضا: (( سيكون عليكم بعدي أمراء يطلبون منكم حقكم ويمنعونكم حقهم )) قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله!. قال: (( أدوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم )).
وقال: (( من رأى من أميره شيئا فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه )).
وقال: (( من خرج عن الطاعة وفارق الجماعة مات ميتة جاهلية )).
وقال: (( خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويعلنونكم )) قالوا: أفلا نقاتلهم؟. قال: (( لا ما صلّوا )).
وهذه الأحاديث كلها في الصحيح إلى أحاديث أمثالها.
فهذا أمره بقتال الخوارج، وهذا نهيه عن قتال الولاة الظلمة، وهذا مما يستدل به على أنه ليس كل ظالم باغ يجوز قتاله.
ومن أسباب ذلك: أن الظالم الذي يستأثر بالمال والولايات لا يقاتل في العادة إلا لأجل الدنيا؛ يقاتله الناس حتى يعطيهم المال والولايات، وحتى لا يظلمهم، فلم يكن أصل قتالهم ليكون الدين كله لله، ولتكون كلمة الله هي العليا، ولا كان قتالهم من جنس قتال المحاربين قطاع الطريق الذين قال فيهم: (( من قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون حرمته فهو شهيد )) لأن أولئك معادون لجميع الناس، وجميع الناس يعينون على قتالهم، ولو قُدِّر أنه ليس كذلك العداوة والحرب فليسوا ولاة أمر قادرين على الفعل والأخذ، بل هم بالقتال يريدون أن يأخذوا أموال الناس ودماءهم فهم مبتدؤون الناس بالقتال بخلاف ولاة الأمور فإنهم لا يبتدؤون بالقتال للرعية.
وفرق بين من تقاتله دفعا وبين من تقاتله ابتداء، ولهذا هل يجوز في حال الفتنة قتال الدفع؛ فيه عن أحمد روايتان لتعارض الآثار والمعاني.
وبالجملة؛ العادة المعروفة أن الخروج على ولاة الأمور يكون لطلب ما في أيديهم من المال والإمارة وهذا قتال على الدنيا، ولهذا قال أبو برزة الأسلمي عن فتنة ابن الزبير وفتنة القراء مع الحجاج وفتنة مروان بالشام: ( هؤلاء وهؤلاء وهؤلاء إنما يقاتلون على الدنيا وأما أهل البدع كالخوارج فهم يريدون إفساد دين الناس فقتالهم قتال على الدين ).
والمقصود بقتالهم أن تكون كلمة الله هي العليا، ويكون الدين كله لله، فلهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهذا ونهى عن ذلك.
ولهذا كان قتال علي رضي الله عنه للخوارج ثابتا بالنصوص الصريحة وبإجماع الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر علماء المسلمين، وأما قتال الجمل وصفين فكان قتال فتنة كرهه فضلاء الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر العلماء كما دلت عليه النصوص حتى الذين حضروه كانوا كارهين له فكان كارهه في الأمة أكثر وأفضل من حامده.
وقد ثبت في الصحيحين من غير وجه أنه صلى الله عليه وسلم كان يقسم مالاً فجاء ذو الخويصرة التميمي وهو محلوق الرأس كث اللحية ناتىء الجبين بين عينيه أثر السجود فقال: يا محمد أعدل فإنك لم تعدل. فقال: (( ويحك ومن يعدل إذا لم أعدل )) ثم قال: (( أيأمنني من في السماء ولا تأمنوني )) فقال له بعض الصحابة: دعني أضرب عنقه. فقال: (( يخرج من ضئضىء هذا أقوام يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم ...)) الحديث
فهذا كلامه في هؤلاء العُبّاد لما كانوا مبتدعين، وثبت عنه في الصحيح أن رجلاً كان يشرب الخمر وكان النبي صلى الله عليه وسلم كلما أتي به إليه جلده الحد، فأتي به إليه مرة فلعنه رجل وقال: ما أكثر ما يؤتى به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (( لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله )) فنهى عن لعن هذا المعين المدمن الذي يشرب الخمر، وشهد له بأنه يحب الله ورسوله، مع لعنة شارب الخمر عموما.
فعلم الفرق بين العام المطلق والخاص المعين، وعُلم أن أهل الذنوب الذين يعترفون بذنوبهم أخف ضررا على المسلمين من أمر أهل البدع الذين يبتدعون بدعة يستحلون بها عقوبة من يخالفهم )). اهـ.
وقال رحمه الله في الفتاوى (28/470) :
(( المبتدع الذى خرج عن بعض شريعة رسول الله وسنته واستحل دماء المسلمين المتمسكين بسنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وشريعته وأموالهم هو أولى بالمحاربة من الفاسق وان اتخذ ذلك دينا يتقرب به إلى الله كما أن اليهود والنصارى تتخذ محاربة المسلمين دينا تتقرب به الى الله.
ولهذا إتفق أئمة الإسلام على أن هذه البدع المغلظة شر من الذنوب التي يعتقد أصحابها أنها ذنوب، وبذلك مضت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أمر بقتال الخوارج عن السنة، وأمر بالصبر على جور الأئمة وظلمهم والصلاة خلفهم مع ذنوبهم، وشهد لبعض المصرين من أصحابه على بعض الذنوب أنه يحب الله ورسوله، ونهى عن لعنته وأخبر عن ذي الخويصرة وأصحابه مع عبادتهم وورعمهم أنهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية )).
وقال في (7/284) : (( وأئمة أهل البدع أضر على الأمة من أهل الذنوب ولهذا أمر النبى صلى الله عليه وسلم بقتل   الخوارج ونهى عن قتال الولاة الظلمة )).
ومثل هذا في "درء تعارض العقل النقل" (7/181).
وقال في الفتاوى (20/103) : (( وقد قررت هذه القاعدة بالدلائل الكثيرة مما تقدم من القواعد، ثم إن أهل المعاصي ذنوبهم فعل بعض ما نهوا عنه من سرقة أو زنا أو شرب خمر أو أكل مال بالباطل، وأهل البدع ذنوبهم ترك ما أمروا به من اتباع السنة وجماعة المؤمنين )).
وكان سفيان الثوري يقول:
البدعة أحب إلى إبليس من المعصية، والمعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها.
قال الإمام أحمد بن حنبل:
قبور أهل السنة من أهل الكبائر روضة، وقبور أهل البدعة من الزهاد حفرة،
فساق أهل السنة أولياء، وزهاد أهل البدعة أعداء الله.
[طبقات الحنابلة (1/184)]
وقال الإمام الشافعي:
لأن يلقى الله العبد بكل ذنب ما خلا الشرك خير من أن يلقاه بشيء من الهوى.
[أخرجه البيهقي في الاعتقاد ص 158]
وقال أبو علي الحسين بن أحمد البجلي:
( دخلت على أحمد بن حنبل ، فجاءه رسول الخليفة يسأله عن الاستعانة بأهل الأهواء ،
فقال أحمد : لا يستعان بهم ،
قال: فيستعان باليهود والنصارى ولا يستعان بهم ؟
قال : إن النصارى واليهود لا يدعون إلى أديانهم ، وأصحاب الأهواء داعية ) .
[الآداب الشرعية لابن مفلح الحنبلي ( 1/275)].
قال أرطأة بن المنذر:
لأن يكون ابني فاسقاً من الفسّاق أحب إليّ من أن يكون صاحب هوى.
[الإبانة (2/446)]
وقال سعيد بن جبير:
لأن يصحب ابني فاسقاً شاطراً ( أي: لصاً) سنياً أحب إلي من أن يصحب عابداً مبتدعاً.
[ الإبانة رقم : ( 89) ]
قال الفضيل بن عياض:
لإن آكل عند اليهودي والنصراني أحب إليَّ من أن آكل عند صاحب بدعة ؛ فإني إذا أكلت عندهما لا يُقتدى بي وإذا أكلت عند صاحب بدعة أقتدى بي الناس ، أحب أن يكون بيني وبين صاحب البدعة حصن من حديد ، وعمل قليل في سنة خير من عمل صاحب بدعة ، ومن جلس مع صاحب بدعة لم يعط الحكمة ، ومن جلس إلى صاحب بدعة فاحذره، وصاحب بدعة لا تأمنه على دينك ولا تشاوره في أمرك ولا تجلس إليه فمن جلس إليه ورثه الله عز وجل العمى ، وإذا علم من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له وإن قل عمله فإني أرجو له لأن صاحب السنة يعرض كل خير وصاحب البدعة لا يرتفع له إلى الله عمل وإن كثر عمله.
وقال: إن لله عز وجل وملائكة يطلبون حلق الذكر فانظر مع من يكون مجلسك لا يكون مع صاحب بدعة فإن الله تعالى لا ينظر إليهم، وعلامة النفاق أن يقوم الرجل ويقعد مع صاحب بدعة وأدركت خيار الناس كلهم أصحاب سنة وهم ينهون عن أصحاب البدعة.
[الحلية (8/103)]
قال أبي الجوزاء رحمه الله (83هـ) :
لأن يجاورني قردة وخنازير أحب إلي من أن يجاورني أحد منهم – يعني أصحاب الأهواء .
[ شرح أصول اعتقاد أهل السنة 1/131]
قال إمام أهل السنة والجماعة في عصره الإمام البربهاري – رحمه الله – في كتابه "شرح السنة" :
(( وإذا رأيت الرجل: رديء الطريق والمذهب، فاسقا فاجرا، صاحب معاص، ظالماً، وهو من أهل السنة؛ فاصحبه واجلس معه فإنه ليس تضرك معصيته، وإذا رأيت الرجل عابداً، مجتهداً، متقشفاً، محترفاً بالعبادة، صاحب هوى؛ فلا تجلس معه ولا تسمع كلامه ولا تمشي معه في طريق، فإني لا آمن أن تستحلي طريقه فتهلك معه.
رأى يونس بن عبيد ابنه وقد خرج من عند صاحب هوى فقال: يا بني من أين خرجت. قال: من عند فلان. قال: يا بني لأن أراك خرجت من بيت خنثى أحب إلي من أن أراك خرجت من بيت فلان وفلان، ولأن تلقى الله زانيا سارقا خائنا أحب إلي من أن تلقاه بقول أهل الأهواء.
أفلا تعلم أن يونس قد علم أن الخنثى لا يضل ابنه عن دينه وأن صاحب البدعة يضله حتى يكفره.)).اهـ.
قال الشيخ عبد العزيز الراجحي في كتابه "قمع الدجاجلة" (ص 402) في توضيح كلام الإمام البربهاري:
(( أن هذا ليس تهويناً للكبائر والموبقات! وإنما هو تعظيم للبدع والمحدثات، وأنه مع عظم الزنا، والسرقة، وغيرها من المعاصي والفجور، إلا أن البدع أعظم جرماً، وصحبة أربابها أشد ضرراً، من وجهين:
أحدها: اغترار الناس بالمبتدع، إذا كان مُظهراً للصلاح والعبادة، مما يَغُرُّ بعض العامة، ومن لا بصيرة له.
الثاني: أن المبتدع يتخذ بدعته ديناً يتدين به، ويدعو إليه، ويذب عنه، ويجادل فيه: فخطر التأثر به كبير
أما العصاة: فإنهم إن لم يستروا معاصيهم ويخجلوا منها، لم يدعو إليها. وإن دعوا إليها، لم يستجب لهم، لظهور قبحها للعامة والخاصة.
وإن تأثر بها أحد، فهو أخف من تأثرّه ببدعة مبتدع ربما أخرجته من الإسلام جملة )).
قال الإمام السجزي في رسالته إلى أهل زبيد (ص:177-181): ((والمعتزلة مع سوء مذهبهم أقل ضرراً على عوام أهل السنة من هؤلاء، لأن المعتزلة قد أظهرت مذهبها ولم تستقف (أي تأتي من الخلف) ولم تموه…فعرف أكثر المسلمين مذهبهم وتجنبوهم وعدوهم أعداء، والكلابية والأشعرية قد أظهروا الرد على المعتزلة، والذب عن السنة وأهلها، (ثم ذكر بعض عقائد الأشعري، ثم قال:) وكذلك كثير من مذهبه، يقول في الظاهر بقول أهل السنة مجملاً، ثم عند التفسير والتفصيل يرجع إلى قول المعتزلة، فالجاهل يقبله بما يظهره، والعالم يجهره لما منه يخبره، والضرر بهم أكثر منه بالمعتزلة لإظهار أولئك ومجانبتهم أهل السنة، وإخفاء هؤلاء ومخالطتهم أهل الحق)).
وما أحسن ما ذكره شيخ الإسلام إبن تيمية إذ قال:
(( وقد أمر الشيخ أبو عمرو بن الصلاح بانتزاع مدرسة معروفة من أبي الحسن الآمدي، وقال: "أخذها منه أفضل من أخذ عكا"(1) ، مع ان الآمدي لم يكن أحد فى وقته أكثر تبحراً فى العلوم الكلامية والفلسفية منه )).
[مجموع الفتاوى (18/52-53)]
قال الشوكاني – رحمه الله – في فتح القدير ( 1/169) :
((وقد تكون مفسدة إتباع أهوية المبتدعة أشد على هذه الملة من مفسدة إتباع أهوية أهل الملل، فإن المبتدعة ينتمون إلى الإسلام ، ويظهرون للناس أنهم ينصرون الدين ويتبعون أحسنه، وهم على العكس من ذلك والضد لما هنالك فلا يزالون ينقلون من يميل إلى أهويتهم من بدعة إلى بدعة ويدفعونه من شنعة إلى شنعة، حتى يسلخوه من الدين ويخرجونه منه، وهو يظن أنه منه في الصميم ، وأن الصراط الذي هو عليه هو الصراط المستقيم )).
يقول الشاطبي – رحمه الله - : (( والسر في خطورتهم يلبسون لباس الإسلام ؛ فيسهل عليهم اصطياد المسلمين، ومخادعتهم، وإيقاعهم في هوة البدع ، وتقليب الأمور والحقائق عليهم ؛ بجعل الحق باطلا ، والباطل حقا، والبدع سنة ، والسنة بدعة. وقد يتسببون في إدخال أناس في الكفر والنفاق والزندقة ، كما هو واقع كثير من أصناف المبتدعة، لا سيما الروافض وغلاة الصوفية. بخلاف الكفار ؛ فإن نفوس المسلمين تنفر منهم ، ولا تنخدع بحيلهم ودعاياتهم )).
وهذا يفسر لك سر إنشغال علماء السنة بالرد على أهل البدع، وعدم أنشغالهم بالرد على أهل الملل الكافرة.
قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – في كتابه "فضل الإسلام":
((باب ما جاء أن البدعة أشد من الكبائر))
قال الإمام عبد العزيز بن باز-رحمه الله- معلّقاً:
والمعنى: أن البدعة أكبر من الكبائر لأنها تَنَقُصٌ للإسلام وإحداث في الإسلام واتهام للإسلام بالنقص، فلهذا يبتدع ويزيد.
وأما المعاصي فهي اتباع للهوى وطاعة للشيطان فهي أسهل من البدعة وصاحبها قد يتوب ويسارع ويتعض، أما صاحب البدعة فيرى أنه مصيب وأنه مجتهد فيستمر بالبدعة نعوذ بالله، ويرى الدين ناقص فهو بحاجة إلى بدعته.
ولهذا صار أمر البدعة أشد وأخطر من المعصية قال تعالى في أهل المعاصي: (وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ). فأهل المعاصي تحت المشيئة، وأما أهل البدع فذنبهم عظيم، وخطرهم شديد؛ لأن بدعتهم معناها التنقص للإسلام، وأنه محتاج لهذه البدعة ويرى صاحبها أنه محق ويستمر عليها ويبقى عليها ويجادل عنها نسأل الله العافية.اهـ.
_____________
(1) قال الشيخ حامد الفقي: في (حاشيته نقص المنطق) ص156: أي: من الإفرنج أيام احتلالهم لبعض بلاد الشام ومصر في المائة السادسة.

أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Empty رد: مجموع منهج السلف في النقد والتحذير

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مارس 22, 2024 4:39 pm

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Oa_o10
إذا أظهر أهل الباطل باطلهم ، وجب على أهل الحق أن يظهروا الحق
أضغط هنـــــــــــــــــا
حكم التحذير مِنْ بِدَع شخص تُوفِّي
أضغط هنـــــــــــــا
لا مانع من نشر أشرطة الردود وليس هناك معصوم إلا النبي صلى الله عليه وسلم
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــا
وقال العـلامـة ابن بـــاز -رحمه الله - في رده على الصابوني : " و لو سكت أهل الحق عن بيانه لاستمر المخطئون على أخطائهم ، و قلدهم غيرهم في ذلك ، و باء الساكتون بإثم الكتمان الذي توعدهم الله في قوله سبحانه " إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات و الهدى من بعد ما بيَّنَّاه للنَّاس في الكتاب أولئك يلعنهم الله و يلعنهم اللاَّعنون إلا الذين تابوا و أصلحوا و بيَّنوا فأولئك أتوب عليهم و أنا التواب الرحيم" و قد أخذ الله على علماء أهل الكتاب الميثاق لتبيننه للناس و لا تكتمونه ، و ذمهم على نبذه وراء ظهورهم ، و حذرنا من اتباعهم . فإذا سكت أهل السنة عن بيان أخطـاء من خالف الكتاب و السنة شَـابَهُوا بذلك أهل الكتاب المغضوب عليهم و الضالين"
[مجموع فتاويه(3/72)]
سؤال : متى -حفظكم الله- تكون النصيحة سراً ومتى تكون علناً ؟
الجواب
يعمل الناصح بما هو الأصلح ، إذا رأى أنها سراً أنفع نَصَحَ سراً ، إذا رأى أنها في العلن أنفع فعل لكن إذا كان الذنب سراً لا تكون النصيحة إلا سراً ، إذا كان يعلم من أخيه ذنباً سراً ينصحه سراً لا يفضحه ، ينصحه بينه وبينه ، أما إذا كان الذنب معلناً يراه الناس مثلاً في المجلس قام واحد بشرب الخمر ينكر عليه أو قام واحد يدعوا إلى شرب الخمر وهو حاضر أو إلى الربا يقول يا أخي لا يجوز هذا ، أما ذنب تعلمه من أخيك تعلم أن أخاك يشرب الخمر أو تعلم أنه يتعاطى الربا تنصحه بينك وبينه سراً تقول يا أخي بلغني كذا .. تنصحه ، أما إذا فعل المنكر علانية في المجلس وأنت تشاهد المنكر أو شاهده الناس تنكر عليه ، إذا سَكتَّ معناه أنك أقرَّيت الباطل ، فإذا كُنَّا في مجلس ظهر فيه شرب الخمر تنكره إن استطعت ، وكذلك ظهر فيه منكر آخر من الغيبة تقول يا إخواني ترى ما تجوز الغيبة أو ما أشبهه من المعاصي الظاهرة ، إذا كان عندك علم تنكرها لأن هذا منكر ظاهر لا تسكت عليه من باب إظهار الحق والدعوة إلية. اهـ
[مجلة ( الإصلاح ، العدد : 241-17 ، بتاريخ 23/6/1993 ميلادي )]
وقال الشيخ عبد العزيز باز رحمه الله :" فلا يجوز لأهل العلم السكوت وترك الكلام للفاجر والمبتدع والجاهل فإن هذا غلط عظيم ومن أسباب انتشار الشر والبدع واختفاء الخير وقلته وخفاء السنة . فالواجب على أهل العلم أن يتكلموا بالحق ويدعوا إليه وأن ينكروا الباطل ويحذروا منه ويجب أن يكون ذلك عن علم وبصيرة ".اهـ
[مجموع فتاوى ومقالات متنوعة ( 6 / 53)]
قال العـلامـة ابن بـــاز -رحمه الله -:" و لو سكت أهل الحق عن بيانه: لاستمر المخطئون على أخطائهم، و قلدهم غيرهم في ذلك ، و باء الساكتون بإثم الكتمان الذي توعدهم الله في قوله سبحانه " إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات و الهدى من بعد ما بيَّنَّاه للنَّاس في الكتاب أولئك يلعنهم الله و يلعنهم اللاَّعنون إلا الذين تابوا وأصلحوا وبيَّنوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم". وقد أخذ الله على علماء أهل الكتاب الميثاق لتبيننه للناس ولا تكتمونه،
وذمهم على نبذه وراء ظهورهم، وحذرنا من اتباعهم. فإذا سكت أهل السنة عن بيان أخطـاء من خالف الكتاب والسنة شَـابَهُوا بذلك أهل الكتاب المغضوب عليهم والضالين".
[مجموع فتاويه( 3/ 72)].




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الخميس أبريل 04, 2024 2:28 pm عدل 7 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Empty رد: مجموع منهج السلف في النقد والتحذير

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مارس 22, 2024 5:01 pm

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Aoao10
هل من منهج السلف في الرد على المخالف أسلوب الموازنة .؟
أضغط هنــــــــــــــــــا
السائل : حول منهج السلف في الرد على المخالف ، فهل من منهج السلف في الرد على المخالف أسلوب الموازنة أي : ذكر حسنات المخالف وذكر سيئاته أمه أنه تمحيص موضع المخالفة والرد عليها دون الالتفات إلى ما له من حسنات أخرى ؟
الشيخ : لا ، هو ذكر السيئات ما أظن هذا أمر وارد في الموضوع ، أما ذكر الأخطاء ، لعلك تريد أن تقول : الأخطاء ،
السائل: الماخالفات
الشيخ: المخالفات ، ليتك قلت : المخالفات بدل السيئات .
السائل : هذا هو الذي جرى على ألسنتهم .
الشيخ : هذا هو الأصل أنه ما تذكر السيئات إنما تذكر الأخطاء التي تخالف الكتاب والسنة ، أما أنه أساء بأنه قال كذا وكذا هذا ليس من أسلوب الدعوة .
السائل : هل يلزم من كل مخالفة أن يذكر معها حسنات من الحسنات أخرى ؟
الشيخ : والله هذا يختلف باختلاف المجال ، المجال أن يذكر فحسن أن يفعل ، أما ممكن أن يذكر الحسنات قد تضيع الفائدة بذكر الحسنات عن الحسنة الكبرى .
[سلسلة الهدى والنور - شريط : 572 ]
ِمن ينكر الشدة في الردود على من يستحقها هو إخواني حزبياً أو منهجياً
أضغط هنــــــــــــــــــــــا

((السائل:...هل من الحكمة أن لا نقدح في شيوخهم أبدا ونسعى في بيان الحقّ بدون هذا الأسلوب؟ أو أيضا كجزء من الدعوة لابد أن نتصدّى لهذا التيّار فنبين ما فيه من ظلم ومن عدوان وانحراف؟ يعني هل نجمع بين الأمرين أو نرجّح جانب السكوت ونمضي في دعوتنا هكذا هادئين ونسكت عن هذه الموجات ونظلّ ماشين؟
الشيخ: لا ما يكفي هذا، لابدّ من الجمع بين الدعوة إلى الحقّ والرّدّ على الّذين يبطلون ويحاربون الحقّ والدّعاة إليه وهذا أمره واضح جدّا من كلامنا السّابق الصّدع بالحق ّواستعمال الحكمة والموعظة.
سائل آخر: أصبح في مفهوم النّاس أنّ هذا ليس من الحكمة.
الشيخ: ليس أيش؟
السائل: ليس من الحكمة المناقشة ...
الشيخ: رجعنا إلى النّاس ما لنا وللنّاس علينا أن نعرف الحقّ وأن نتقرّب إلى الله عزّ وجلّ بالدعوة إليه وكلنا يعلم قوله تبارك وتعالى في سورة العصر {والعصر إنّ الإنسان لفي خسر إلا الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات وتواصوا بالحقّ وتواصوا بالصّبر}، علينا أن ندعوا إلى الحقّ وأن نصبر على ذلك ولا نكلّ ولا نملّ مهما تألّب الأعداء علينا وردّوا علينا ونسبونا إلى التّشدّد وإلى ربما إلى الخروج ونحو ذلك لا يهمّنا إذا كان ربنا عزّ وجلّ يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: "ما يقال لك إلاّ ما قد قيل للرسل من قبلك" ترى ما نسبتنا نحن الّذين نزعم أنّنا دعاة ما نسبتنا إلى نبيّنا عليه السّلام؟ لا شيء يذكر، فإذا كان الكفّار والضّلاّل يتكلّمون عادة في الرّسل ومنهم نبينا صلّى الله عليه وسلّم فإذا نحن يجب أن نهيّئ أنفسنا أنّنا سنسمع من الّذين ضلوا كلاما كثيرا لابدّ من أن نهيئ أنفسنا لهذا وأن نصبر على دعوتنا لنؤجر كما قال تعالى: {إنّما يوفّى الصّابرون أجرهم بغير حساب} والله المستعان.
السائل: جزاكم الله خيرا.
الشيخ: و إيّاكم)).
[سلسلة الهدى والنور شريط رقم (369)]
سؤال : يتفرَّع عن هذا(1) قول بعضهم أو اشتراط بعضهم بمعنى أصّح أنه في حالة الردود لابد قبل أن يُطبع الرّد إيصال نسخة إلى المردود عليه حتى ينظر فيها ، ويقول إن هذا من منهج السلف ؟.
الجواب :
هذا ليس شرطـاً ، لكن إن تيسّر وكان يُرجى من هذا الأسلوب التقارب بدون تشهير القضية بين الناس فهذا لا شك أنه أمر جيّد ، أما أولاً أن نجعله شرطاً ، وثانياً أن نجعله شرطاً عاماً فهذا ليس من الحكمة في شيء إطلاقاً ، والناس كما تعلمون جميعاً معادن كمعادن الذهب والفضَّة ، فمن عرفت منه أنه معنا على الخط وعلى المنهج وأنه يتقبّل النصيحة فكتبت إليه دون أن تُشهّر بخطئه على الأقل في وجهة نظرك أنت فهذا جيّد ، لكن هذا ليس شرطاً ، وحتى ولو كان شرطاً ليس أمراً مستطاعاً ، من أين تحصل على عنوانه ؟! ، وعلى مراسلته ؟! ، ثم هل يأتيك الجواب منه أو لا يأتيك ؟! ، هذه أمور ظنية تماماً ... هذا الشرط تحقيقه صعب جداً ولذلك المسألة لا تُأخذ شرطاً .اهـ
[من شريـط  الموازنة في النقد - لوجه الأول ) ، من سلسلة ( الهدى والنور ، رقم638  )]
___________________
(1) السؤال الذي سبق هذا كان حول مسألة ذكر الحسنات في أثناء الرد على المخالف




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الخميس أبريل 04, 2024 11:20 pm عدل 7 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Empty رد: مجموع منهج السلف في النقد والتحذير

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مارس 22, 2024 5:03 pm

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير 3210
هل يرد على كل المبتدعة؟
أضغط هنـــــــــــــــــــــا
هل الكلام في أهل البدع والتحذير منهم يعتبر غيبة أم لا .؟ للشيخ العثيمين رحمه الله
أضغط هنــــــــــــــــــــــا
لا يترك أهل البدع بل لا بد أن يرد عليهم و يشهر بهم و يحذر منهم للشيخ العثيمين رحمه الله
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا
ما الواجب علينا تجاه علماء أهل البدع ؟ للشيخ العثيمين رحمه الله
أضغط هنـــــــــــــــــــــا
هل الرد على أهل البدع يكون من الاشتغال بعيوب الناس ؟ للشيخ العثيمين رحمه الله
أضغط هنـــــــــــــــــــا
الأمر بنشر أشرطة الردود التي تبين الحق وليست جدالا
أضغط هنـــــــــــــــــــا

((السائل:رجل صاحب طريقة من طرق الصوفية يرى التصوف ويقيم بعض البدع، إلا أن هذا الرجل يساعد في أعمال الخير، فمثل هذا الرجل إذا أُنكِرَ عليه في بدعته وشُهِر بين الناس؛ انقطع عن مساعدة أهل البر وأهل الخير، فما رأيكم يا شيخ؟
الشيخ: هل هذ الرجل مؤثر في دعوته؟
السائل: نعم يا شيخ يدعو إلى بدعته.
الشيخ: إذن أيهما أعظم: الفقر، أو الضلال؟
السائل: الضلال.
الشيخ: الضلال أعظم، فيجب إن كان هذا الرجل داعية ومؤثرًا، فيجب أن يبين ويُحذَّرَ منه؛ حتى لو قَطَع هو إحسان نفسه فإنما حَرَم نفسه، أما أن يبقى يُضل عباد الله من أجل أن يكسب من ورائه درهمًا أو درهمين، لا يمكن)).
[لقاء الباب المفتوح رقم:(226)الوجه(ب)].




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الخميس أبريل 04, 2024 11:22 pm عدل 4 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Empty رد: مجموع منهج السلف في النقد والتحذير

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مارس 22, 2024 5:04 pm

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Aaia10
الرد على المخالف من طريقة أهل السنة والجماعة.. ولا يتولى هذا إلا أهل العلم  
من هنــــــــــــــــــــــا
أو
أضغط هنـــــــــــــــــا
التفريغ:
السائل:
يقول السَّائل:هل الرَّد على المُخالِف وبيانُ خطإِ المُخطِئين من أصُول السُّنة؟
الشيخ:
نعم، الردُّ على المُخالف هذا من طريق فَهم السُّنة والجماعة، لكن هذا لا يَتوَلاَّهُ إلاَّ أهل العلم إِلِّي يعرفون الخطأ والصَّواب، ويعرفون كيف يَردُّون، أمَّا المُبتدي في طلبِ العلم والجاهل هذا ما يَصْلُحُ أنَّه يردُّ؛ لأنَّه قد يعتقدُ أنَّ هذا الشَّيء خطأ وهو ماهو خطأ، وقد يردُّ ردًّا غير مناسب، فهذا إنَّما يَتَولاَّه العلماء.نعم.اهـ
يقول بعضهم أن الرد على أهل الأهواء والبدع مضيعة للوقت وأنه لا ينفع العوام فهل هذا صحيح ؟
أضغط هنــــــــــــــــــــــــا
أو
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا
يقول أحسن الله إليكم، يقول بعضهم أن الرد على أهل الأهواء والبدع مضيعة للوقت وأنه لا ينفع العوام فهل هذا صحيح ؟
العلامة الفوزان: مضيعة للشخص هذا الذي قال هذا الكلام هو الضائع، أما بيان الحق فهو رد إلى الحق والصواب وجمع للأمة على الحق والصواب.
حينما ننتقد بعض دعاة السوء ببيان باطلهم يحتجون علينا بأن لحوم العلماء مسمومة
أضغط هنـــــــــــــــــــــا
الذي يقول إن المخالف لا يرد عليه، هذا جاهل
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــا
كشف شبهة لا أبدع المبتدع حتى أقتنع
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــا
يقول كثيرٌ مِن الناس إنّ الرادِّين على أهل البدع؛ إنه سببٌ للفُرقة!
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــا
التفريغ
يقول كثيرٌ مِن الناس إنّ الرادِّين على أهل البدع؛ إنه سببٌ للفُرقة!
أي نعم فرقة بين الحق و الباطل كلام صحيح. نحن نُفرِّق بين الحقّ والباطل وأهل الحقّ وأهل الضلال، وسنَرُدُّ ورَدُّ العلماء، وليس هذا لأجل الفُرقة هذا لأجل جمع الناس على الحقّ؛ لأنّ بقاء الناس على الضلال وعلى الأقوال الباطلة هذا هو إلّي يُفرِّق المسلمين، أمّا بيان الحقّ لهم ليجتمعوا عليه فهذه دعوة للاجتماع وليس دعوة للفُرقة، الدعوة للفُرقة أن يُقال لا يُرَّد على أهل الباطل؛ هذه الدعوة للفُرقة إن كانوا يعقلون!
إذا كانت الردود علمية و صادرة عن أهل العلم الثقات فإن الواجب نشرها لنفع المسلمين
أضغط هنــــــــــــــا
من وجد خطئا فليبينه أما التحذير من كتب الردود بالهوى فلا يجوز
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا
هل الردود على أهل الأهواء من نهج النبي ﷺ أم أحدثها من يريدون تفريق الناس و تصنيفهم ؟
أضغط هنــــــــــــــــــا
الرد على من يقول بـ حرية الرأي وأن الردود على أهل الباطل تقسي القلب
أضغط هنــــــــــــــــــــــا
التحذير من دعاة الفتنة هو من النصيحة
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــا
الرد على المخالفين عبادة وجهاد في سبيل الله
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــا
الرد على اهل البدع فرقة بين الحق و الباطل و سنرد و رد العلماء و هذا لجمع الناس على الحق
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــا

السؤال :
لقد تفشَّى بين الشّباب ورعٌ كاذبٌ، وهو أنهم إذا سمعوا النّاصحين من طلبة العلم أو العلماء يحذّرون من البدع وأهلها ومناهجها، ويذكرون حقيقة ما هم عليه، ويردُّون عليهم، وقد يوردون أسماء بعضهم، ولو كان ميِّتًا؛ لافتتان الناس به، وذلك دفاعًا عن هذا الدّين، وكشفًا للمتلبّسين والمندسّين بين صفوف الأمّة؛ لبثِّ الفرقة والنّزاع فيها، فيدَّعون أنّ ذلك من الغيبة المحرَّمة؛ فما هو قولُكم في هذه المسألة‏؟‏
الجواب :
القاعدة في هذا التّنبيه على الخطأ والانحراف، وتشخيصُه للناس، وإذا اقتضى الأمر أن يصرَّحَ باسم الأشخاص، حتى لا يُغتَرَّ بهم، وخصوصًا الأشخاص الذين عندهم انحراف في الفكر أو انحراف في السّير والمنهج، وهم مشهورون عند الناس، ويُحسِنون بهم الظّنّ؛ فلا بأس أن يُذكَروا بأسمائهم، وأن يُحذَّرَ منهم‏.‏
والعلماء بحثوا في علم الجرح والتّعديل، فذكروا الرُّواة وما يُقالُ فيهم من القوادح، لا من أجل أشخاصهم، وإنما من أجل نصيحة الأمة أن تتلقّى عنهم أشياء فيها تجنٍّ على الدِّين أو كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏
فالقاعدة أولاً أن يُنَبَّهَ على الخطأ، ولا يُذكرَ صاحبُه، إذا كان يترتَّب على ذكره مضرَّةٌ، أو ليس لذكره فائدة، أمّا إذا اقتضى الأمر أن يصرَّحَ باسمه لتحذير الناس منه؛ فهذا من النّصيحة لله وكتاب ورسوله ولأئمّة المسلمين وعامّتهم، خصوصًا إذا كان له نشاط بين الناس، ويحسنون الظّنّ به، ويقتنون أشرطته وكتبه، لا بدّ من بيان وتحذير الناس منه؛ لأنّ في السُّكوت ضررًا على الناس؛ فلا بدّ من كشفه، لا من أجل التّجريح أو التّشفّي، وإنما من أجل النّصيحة لله وكتابه ورسوله ولأئمّة المسلمين وعامّتهم‏.‏
[المنتقى من فتاوى الشيخ الفوزان]




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الخميس أبريل 04, 2024 11:18 pm عدل 8 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Empty رد: مجموع منهج السلف في النقد والتحذير

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مارس 22, 2024 5:04 pm

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Aayao10
هل من تقوى الله نشر الردود؟!
أضغط هنــــــــــــــــــــا
ثناء العلامة أحمد النجمي على العلامة ربيع المدخلي وبيان فضل الردود على أهل البدع
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــا
شخص يقول عن نفسه أنه سلفي و لكنه يخالط الحزبيين و لا يحذر منهم بل يحذر من الردود فما حكمه ؟
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــا
الرد على أهل البدع من أعظم التقوى ومن أعظم الجهاد في سبيل الله
أضغط هنــــــــــــــــــــا
بطلان مقالة: السكوت عن أهل البدع من أجل مصلحة الدعوة
أضغط هنــــــــــــــــــــ
الردود من منهج السلف
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ، وبعد :
باستقراء أحوال النَّاس وجد أنَّ هناك أقوامٌ ينتمون إلى المنهج السلفي حسب زعمهم ، ولكنَّهم يكرهون الردود ، ويرون أنَّها سببٌ في التفرق ، ونشر الضغائن بين الناس ، وبثِّ العداوات ، وغرس بذور الفرقة ؛ وهذا يدل على قلة تعمق هؤلاء فيما يترتب على كلِّ من الأمرين الرد وتركه ؛ من نتائج حسنة أو سيئة ؛ حلوةً أو مرَّةً ؛ والحقيقة أنَّ الرد على المخالف يعتبر إنكاراً لمنكر فشا ، وردَّاً لباطلٍ روِّج ؛ وقد قرن الله عزَّ وجل الأمر بالمعروف ، والنَّهي عن المنكر بالإيمان ؛ فجعل الثلاثة سبباً لخيرية هذه الأمة ؛ حيث قال تعالى : ) كنتم خير أمَّةٍ أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ( آل عمران 110 قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية : " يخبر تعالى عن هذه الأمة المحمدية بأنَّها خير الأمم ، فقال : ) كنتم خير أمَّةٍ أخرجت للناس ( قال البخاري : حدثنا محمد بن يوسف عن سفيان عن أبي ميسرة عن أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه : ) كنتم خير أمَّةٍ أخرجت للناس ( قال : خير الناس للناس تأتون بهم في السلاسل بأعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام ؛ وهكذا قال ابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، وعطاء ، والربيع بن أنس ، وعطية العوفي : ) كنتم خير أمة أخرجت للناس ( يعني خير الناس للناس ، والمعنى أنَّهم خير الأمم ، وأنفع الناس للناس ، ولهذا قال : ) تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ( " ثمَّ قال : " قال الإمام أحمد حدثنا أحمد بن عبد الملك حدثنا شريكٌ عن سماك عن عبد الله بن عَمِيرة عن زوج درة بنت أبي لهب عن درة بنت أبي لهب قالت : قام رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر ؛ فقال يا رسول الله : أيُّ الناس خير ؟ فقال رسول الله صلى الله علي وسلم : خير الناس أقرأهم ، وأتقاهم لله ، وآمرهم بالمعروف ، وأنهاهم عن المنكر ، وأوصلهم للرحم " اهـ . وقد تتبعت سند هذا الحديث فوجدتهم كلهم ثقات ، وشريكٌ سيءُ الحفظ ، وعبد الله بن عميرة كوفيٌّ مقبولٌ من الثانية ، وزوج درة بنت أبي لهب لم أعرفه ، ولعلَّه كان صحابياً ، وقد ساق ابن كثيرٍ أحاديث كثيرةٌ في خيرية هذه الأمة ، ثمَّ قال : " فهذه الأحاديث في معنى قوله تعالى : ) كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ( فمن اتصف من هذه الأمة بهذه الصفات دخل معهم في هذا الثناء عليهم ، والمدح لهم كما قال قتادة : بلغنا أنَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حجة حجها رأى من الناس سرعة فقرأ هذه الآية : ) كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس ( " ثمَّ قال : " من سرَّه أن يكون من تلك الأمة فليؤد شرط الله فيها ؛ رواه ابن جرير " قال ابن كثير : " ومن لم يتصف بذلك أشبه أهل الكتاب ؛ الذين ذمهم الله بقوله : ) كانوا لايتناهون عن منكرٍ فعلوه ( اهـ .
وأقول : إنَّ الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر واجبٌ حتميٌّ على الأمة جمعاء لايجوز لأحدٍ ترك ما يقدر عليه منه ، وإن ترك شيئاً يقدر عليه ناله من جرَّاء ذلك من الإثم ما ناله لامحالة ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوا فلايستجاب لكم )) رواه ابن ماجة ، وحسَّنه الألباني ، وعن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إيَّاكم والجلوس على الطرقات ؛ قالوا : مالنا بدٌّ إنَّما هي مجالسنا نتحدث فيها ؛ قال : فإذا أتيتم المجالس فأعطوا الطريق حقَّه ؛ قالوا : وما حقُّ الطريق ؛ قال : غضُّ البصر ، وردُّ السلام ، وأمرٌ بالمعروف ، ونهي عن المنكر )) رواه البخاري ومسلم .
ومن هذه الأدلة من الكتاب ، والسنة ، وإجماع الأمة على وجوب الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ؛ نأخذ وجوب الردود ، والردود لاتكون إلاَّ على أخطاء ؛ فهل يجوز أن نسكت على الخطـأ ؛ فلاننكره ؟ الجواب : لا ؛ إنَّ الذين ينكرون الردود إنَّما يريدون أن يفشوا المنكر فلا ينكر؛ ويفشوا المنكر فلاينكر حتى يستفحل الباطل وأهله ، ويضعف الحق وأهله ؛ فإذا خلت الأرض من آمرٍ بمعروف ، وناهٍ عن منكر ؛ استحق أهلها اللعنة كما لعن بنو إسرائيل ؛ قال تعالى : ) لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون $ كانوا لايتناهون عن منكرٍ فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ( .
إنَّ الله عزَّ وجل جعل خيرية هذه الأمة مبينةً على ثلاث قواعد ؛ وهي :
1 ) الأمر بالمعروف .
2 ) النهي عن المنكر .
3 ) الإيمان بالله .
والخلاصة أنَّ من أنكر الردود فقد أنكر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومن أنكر الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر فقد أضاع اثنتين من تلك القواعد ، وإذا ضاعت منه اثنتين فقد ضاعت منه الثالثة ؛ وهي الإيمان بالله ؛ لأنَّ الإيمان بالله هو الباعث على الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وبفقدهما يفقد قال تعالى : ) فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقيةٍ ينهون عن الفساد في الأرض إلاَّ قليلاً ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين ( وصلى الله على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه .
كتبه
أحمد بن يحيى بن محمد النَّجمي
في 2 / 5 / 1427 هـ

من يقول إنَّ تحذير الطلاب الصغار من الحزبيات يُشوش عليهم؟
فأجاب -رحمه الله-:
((هذا مخطئ وله هوى؛ فإنه يكره أن يُحذرُوا، وقد درج السلف الصالح على أنهم يحذِّرون طلاب العلم الصغار ممن يفسد عقيدتهم وفي مقدمة صحيح مسلم ما يشهد لذلك قال-أعني مسلماٌ-: حدثنا أبو كامل الجحدري ؛ حدثنا حماد-وهو ابن زيد- حدثنا عاصم؛ قال: كنا نأتي أبا عبد الرحمن السُّلمي ونحن غلمة أيفاع؛ فكان يقول: لا تجالسوا القُصّاص غير أبي الأحوص وإياكم وشقيقا قال: وكان شقيق هذا يرى رأي الخوارج وليس بأبي وائل.
قال النووي: قال أبو عبيد : أيفع الغلام إذا شارف الإحتلام ولم يحتلم. وقال الجوهري: يقال: غلمان أيفاع ويفعة أيضًا.
قلت –الشيخ أحمد- : وفي هذا شاهد ودليل على أن السلف كانوا يحذرون صغار الطلاب من الإستماع إلى من يفسد دينهم وأخلاقهم بكذبه وبدعه.
وقال مسلم: حدثنا عبيد الله بن سعيد حدثنا عبد الرحمن –يعني: ابن مهدي- حدثنا حماد بن زيد عن ابن عون قال لنا إبراهيم: إياكم والمغيرة بن سعد وأبا عبد الرحيم فإنهما كذّابان. انظر مقدمة الإمام مسلم {1/ 99-100}.
وأخيرًا: إنّ هؤلاء لا يتصرفون بأنفسهم ولكن يصرفهم غيرهم لذلك فإنهم لا يقنعون بأي دليل لا يقبله سادتهم وعند الله تجتمع الخصوم.
وقد قال الإمام ابن خزيمة رحمه الله عن سبب تأليف كتاب {التوحيد في صفات الرب عزوجل} قوله: "كنت أسمع من بعض أحداث طلاب العلم والحديث ممن للعله كان يحضر مجالس أهل الزيغ والضلال من الجهمية؛ والمعطلة؛ والقدرية؛ والمعتزلة ما تخوفت أن يميل بعضهم عن الحق والصواب من القول إلى البهت والضلال".
فانظر رعاك الله إلى هذا الإمام الجليل حيث ألّف هذا الكتاب العظيم الذي يعتبر من أهم كتب التوحيد وردَّ فيه على فرق الزيغ والضلال من جهمية ومعطلة وقدرية ومعتزلة كلُّ ذلك نصيحة لطلاب العلم ولم يقل هذه أمور تشوش على الطلاب فتمسك أخي الشاب بنهج أسلافك وإياك أن يلبِّس عليك الملبسون أو يغرك الغرَّارون)).
[الفتاوى الجلية عن المناهج الدعوية/ الجزء الثاني/ السؤال التاسع عشر(ص/52)]



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الخميس أبريل 04, 2024 11:25 pm عدل 5 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Empty رد: مجموع منهج السلف في النقد والتحذير

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مارس 22, 2024 5:04 pm

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Oc_ao_10
الردود على أهل البدع من الجهاد في سبيل الله
السؤال :
ما تقولون في قول القائل : إن الردود على أهل البدع والزيغ لم تكن ديدن السلف، وإن كتب الردود لا ينبغي أن تنشر إلا بين طلبة العلم، ولا تنشر بين غيرهم ؟
الجواب :
الردود على أهل البدع من الجهاد في سبيل الله، ومن حماية الشريعة من أن يلصق بها ما ليس منها، فتأليف الكتب وطبعها ونشرها هنا حق ودعوة للحق وجهاد في سبيل الله، فمن زعم أن طبع الكتب ونشرها في الرد على المبتدعين أمر مبتدع فإنه على خطأ، لأن الله جلا وعلا قال { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ }.
والجهاد يكون باليد، ويكون باللسان، ويكون بالمال ومن الجهاد باللسان الذب عن هذه الشريعة وحمايتها من كل ما لفق بها من شبه وأباطيل، ومن ذلك التحذير من البدع والدعوة إلى الحق ولهذا صنف الإمام أحمد وغيره كتبًا حذروا فيها من المبتدعين فالإمام أحمد ألف رسالة " الرد على الزنادقة " وبين شبههم وأجاب عن كل شبهة، والبخاري - رحمه الله -ألف كتابه " خلق أفعال العباد" وغيرهم من أئمة الإسلام ألفوا في الرد على المبتدعة ودمغ باطلهم وإقامة الحجج عليهم، وكذلك ألف شيخ الإسلام في الرد على الرافضة كتابه المعروف " منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية" وبين ما هم عليه من باطل وضلال .
[جريدة الرياض السعودية : الجمعة 4 المحرم 1424 هـ العدد 12674 - السنة الأربعون - بواسطة (( الفتاوى المهمة في تبصير الأمة )). ]




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الخميس أبريل 04, 2024 2:25 pm عدل 2 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Empty رد: مجموع منهج السلف في النقد والتحذير

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مارس 22, 2024 5:05 pm

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Oo10
تلازم قواعد الجرح والتعديل بين علم الرواية والرد على المخالف
سؤال للشيخ العلامة حامل لواء الجرح و التعديل في هذا العصر الشيخ ربيع بن هادي المدخلي سلمه الله :
أحسن الله إليكم هذا سائل يقول : هل تلازم في قواعد الجرح و التعديل بين علم الرواية و مسألة الرد على المخالف؟
الجواب :
أهل الجرح و التعديل ما كانوا يعرفون الرواية !!؟
و لماذا يجرحون إذا كانوا لا يعرفون الرواية ؟!
ما جرَّحُوا و عدَّلُوا لهذه الرواية ، فالذي ما عندَهُ رويات لماذا يتعب نفسه للجرح و التعديل !!؟ بارك الله فيكم .
الذين جاءوا بعدهم بقيت العقيدة و بقيت الرواية أيضا، الآن أنا أقول فلان و الله يعني روى عن فلان و أخطأ، و كذب على فلان لأن هذا انتهى و نضج و الحمد لله، و لكن الآن بقي الكذب على الله، لأن مَنْ يَكذِب فِي دِينِ الله، يكذِب على الله عز و جل، و يكذب على رسوله صلى الله عليه و سلم.
إن كل مبتدع كذَّاب، لماذا ؟ لأنه يقول هذه البدعة التي أنا عليها هي من دين الله، و هي حق ، فهو كذَّاب بهذه الدعوات ، و إن كان متأولاً ، و إن كَان متَأولا فهو كذَّاب !
فَيُجْرَح المُبتدع حماية لدين الله عز و جل و لسنة الرسول عليه الصلاة و السلام.
هُم و إن كانوا يجرحون الرواة ، و رجال الأسانيد ؛ الآن نحن ننتقد الكذَّابين من أهل البدع و من أهل الباطل الذين يأتي و يقول لك ، يجوِّز لك دعاء غير الله ، حرَّف القرآن و السنة فأنتَ تُبَيِّن أنَّهُ على ضلال ، و أن هذا يُجِيزُ الشرك ، الذي يجيز و يقول التوسل جَائز ، التوسل بالجاه ، جاه فلان ، جاه عبد القادر ، جاه البدوي ، الرفاعي ، أو يُجِيز دعاء البدوي أو الرفاعي ، أو الجيلاني في الشدة هذا من أكذب الكذَّابين على الله!
لابد من جرحه و إن كان غير رَاوٍ ، لكن الراوي قد يكذب على الرسول و هذا المبتدع يكذب على الرسول ، فيلتقيان في الكذب فيأتي الجرح من هنا بارك الله فيكم.
الذي يطعن في العلماء يقدح في دين الله ، و يريد إسقاط دعوة الحق ، فأنتَ تذب عنه لله ، و تبيِّن أنَّهُ كَذَّاب مفترٍ ، و هذا مِن حِمَايَة دين الله ، و يلتقي مع أئمة الجرح و التعديل في حماية دين الله عز و جل.
فأئِمَة الجرح أيضا كانوا يجرحون الرواة ، و كانوا يجرحون أهل البدع سواء كانوا رواة و غير رواة ، فإذا عَلِمُوا أن الشخص أنَّه رافضي أو قدري أو معتزلي أو مرجئي أو كذا بَيَّنُوا حَالَه، بيَّنُوا حاله و لو كان صادقاً في الرواية و لا يكذب فيها، لكنه عنده بدعة فيبينون حاله حماية لهذا الدين و ذباً عنه ، و حِفَاظًا على نصوصه و معانيه من التحريف، لأن أهل البدع يحرفون دين الله ، و يحرفون نصوص الشريعة اتباعاً لأهوائهم ، كما قال الله في شأنهم { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب و أخرُ مُتشابهات فأمَّا الَّذِينَ في قلوبهم زيغ فيتَّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله و ما يعلم تأويله إلا الله }[آل عمران:07]، تأويله تحريف ، تحريف لدين الله .
{ الرحمن على العرش استوى} : استولى ! ، كيف تسكت عنه ؟!
{ الرحمن على العرش استوى} يقول لك : في كل مكان ! ، كيف تسكت عنه ؟!
{ و من أضل ممن يدعو غير الله } يعني لا أحد أضل منه ، يقول لك : يجوز دعاء غير الله ! يسميه توسل ، كيف تسكت عنه ؟!
حَرَّفَ شَيْئاً مِن دين الله ؛ الديموقراطية روح الإسلام ! كيف تسكت عنه ؟!
هذا كَذِّب !
الشَاهِد أن أهل الضلال مُركِّزُن على قضية الجرح و التعديل ، مرة يقولون : الجرح و التعديل خاص بالرواة !
الآن انقطع الجرح و التعديل !
و يريدون أن يفرحوا و يمرحُوا بمسخ شباب الأمة ، و إفساد عقائدهم و مناهجهم ، هاه !! بدُون جرح و لا تعديل ، يريدون أن يستأصلوا شأفة الجرح و التعديل حتى يُفتَح المَجَال أمَامَهُم لِيَفعَلوا مَا يريدُون ؛ يعني :
خلا لك الجو فبيضي و اصفري {} و انقري ما شئت أن تنقري
فإذا تحــ(..كلمة غير مفهومة .) في هذه الأمة ، و أصبحوا يخافون من الجرح و التعديل ، بارك الله فيك !
و الجرح و التعديل ، و الجرح و التعديل ، و مَا كُل النَّاس يجرحون ، و ما يجرح كل من هب و دب !!
من الأكاذيب و الأساليب الماكرة !
نحن نقول : اتقوا الله يا مَن تتصدرون للجرح و التعديل ، عليكم بتقوى الله و عليكم بالإخلاص لدين الله ، و من تقوى الله الذب عن دينه ، و حماية دينه ، لكن تحميه بالصدق و الإخلاص و ليس بالكذب و ما شاكل ذلك ، فالخصم يهودي ، نصراني ، أو مبتدع ضال رافض ، جهمي ، معتزلي ، لا تكذب عليه ، لا تكذب عليه ! لا تطعن فيه بما ليس فيه ، و اطعنه بما فيه ! و يكفي و يشفي مؤمن أن تَذكُر ما فيه من ضلال و لا تتزيَّد عليه .
الشاهد ؛ مشروعية الجرح و التعديل قائمة إلى يوم القيامة ما بقي هذا الدين ، و ما بقيت هذه الطائفة المنصورة التي لا يضرها من خذلها و لا من خالفها ؛ مَن خالفها من أهل البدع ، و يقبلها من ينتمي إليها .
لا ينصر أصحابها : هذا خذلان ! فلا يضر الصادق ، المتوكل على الله الذي يذب عن هذا الدين ، و الذي نرجو أن يكون من الطائفة المنصورة .
و من التخذيل القول في الجرح و التعديل ؛ التنفير منه ،يريدون إسكات أهل السنة الصادقين عن الكلام في رؤوس الضلال و البدع .
(من شريط : " هل الجرح و التعديل خاص برواة الحديث؟" الوجه الأول . تسجيلات مجالس الهدى الجزائر )
هل يجوز لنا أن نسُّب من سبه أهل العلم ؟

السؤال: هل يجوز لنا أن نسب من سبه أهل العلم ؟
الجواب : السب ، لا ما تسب ، لكن إذا بُدع واحتجت إلى بيان حاله لنصح الناس فبين ، تقول فيه ، فلان مبتدع ، فلان عنده كذا ، أما السب فلا ، السب لا ، لا تسبه ، إذا سبه ، أنت لا تسبه ، إذا حكم عليه بحكم هو حق فيه ، وإذا رأيت أناسا يتضررون به ، فأنت عليك أن تبين حاله ، حتى يحذر الناس من شره ويسلمون من شره ، وأما السب فلا ، ولا يفيد .
[من فتاوى فضيلة الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله [ ج 1 ص 373 ] .
هل مسائل الجرح والتعديل اجتهادية وما الرد على من يقول لايلزمني قول الشيخ الفلاني
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــا
من لا يعرف كتب الردود فهو في موقف المتذبذب
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا
يقول بعض الشباب ان أشرطة و كتب الردود تثير الفتنة ، فما ردكم على هذا الكلام ؟
أضغط هنـــــــــــــــــــا
تعلموا العلم و تعلموا الردود على أهل البدع حتى لا تقعوا في الباطل
أضغط هنـــــــــــــــــــــا
منهج السكوت عن اخطاء الجماعات الاسلامية والحزبية
أضغط هنـــــــــــــــــــــا
رد نظرية اقرأ و خذ الحق و اترك الباطل !
أضغط هنــــــــــــــــــا
تعلموا العلم و تعلموا الردود على أهل البدع حتى لا تقعوا في الباطل
أضغط هنـــــــــــــــــــا



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الخميس أبريل 04, 2024 5:34 pm عدل 5 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Empty رد: مجموع منهج السلف في النقد والتحذير

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مارس 22, 2024 5:05 pm

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Oc_aay10
هل نتستر على أهل البدع ولا نتكلم فيهم؟
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــا



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الخميس أبريل 04, 2024 5:14 pm عدل 4 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Empty رد: مجموع منهج السلف في النقد والتحذير

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مارس 22, 2024 5:10 pm

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Aooa10
إذا عرفت أن الرجل غير مستقيم و ليس على عقيدة صحيحة فلا ينبغي سماع أشرطته
أضغط هنــــــــــــــــــــــا




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الخميس أبريل 04, 2024 4:47 pm عدل 3 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Empty رد: مجموع منهج السلف في النقد والتحذير

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مارس 22, 2024 5:47 pm

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Yoo10
الموقف الحق من المخالف  
أضغط هنـــــــــــــــــا
الحد الفاصل بين معاملة أهل السنة وأهل الباطل
أضغط هنــــــــــــــــــا
أو

لكن في الحقيقة هناك أُناس تقلقهم الردود العلمية وإن كانت مبنية على الدليل من الكتاب والسنة
أضغط هنـــــــــــــــــــــا

السؤال العاشر:
ما الجواب عمن يقول: (إن كثيرًا من المشايخ السلفيين المعاصرين، ينهجون في ردودهم على بعض المعاصرين، منهج التسرع والإسقاط، لا منهج النصح والإرشاد، فلا يراعون حال المردود عليه ولا يتلطفون معه، لكسبه وكسب أتباعه؟).
أولًا: أهل السنة وسط وعدول وأهل تؤدة ورفق، قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-: (أهل السنة هم أعرف الناس بالحق ، وهم أرحم الناس بالخلق).
ثانيًا: من رفق أهل السنة للمخالفين، أنهم يسلكون في الرد مسار المخالفة،" فإذا كانت المخالفة في النفس ناصحو، وإذا كانت في مجلس بينوا الحق، وإذا انتشرت نشروا الرد بنفس المسائل."
وهذه الردود مبنية على الأدلة العلمية، ومؤصلة طبق القواعد الشرعية، ليس فيها شطط أبدًا، ولكن هذا السؤال يحكي قاعدة، أو ذكرني بقاعدة يقعدها القوم.
وهي كما يزعمون: (التحذير من الدخول في نِيَّات الناس)، ويعنون به أهل العلم الذين ردوا المخالفات،" وحاشا أهل السنة، أهل السنة حكمهم على الظاهر قولًا أو فعلًا"، وهذا هو هدي الرسول-صلى الله عليه وسلم-، من ذلكم أنه قال للمسيء صلاته: (ارجع فصلي فإنك لم تصلي)، حكم على الفعل الظاهر، والحديث في صحيح البخاري وغيره، وهو حديث مشهور، أظن أن أبنائنا وبناتنا في الصفوف الابتدائية يحفظونه، وقال-صلى الله عليه وسلم-لرجل قال: (ما شاء الله وشئت يا رسول الله)، قال: (ويحك!!أجعلتني لله ندًا)، ولكن لا يزال المخالفون يسومون أهل السنة بما يعلم الله أنهم برآءاء منه، إما أهل السنة ليس لهم هدف في المردود عليه، بل الهدف تصفية السنة مما خلطها هذا المردود عليه.
وقولهم: (أنهم لا يراعون حال المردود عليه)، هذا ليس بصحيح، فإنه إذا كانت المصلحة الراجحة في عدم ذكر اسم المردود عليه فإنهم لا يذكرونه، إذا كان في مصلحة راجحة في عدم ذكر اسمه، أبدًا، ومن خَبُرَ أهل السنة وجد ذلك في منهجهم ومسلكهم في الذب عن السنة ورد المخالفة.
بل أهل السنة يسلكون أحيانًا المداراة، يسلكون المداراة ويتألف هذا المخالف بالثناء عليه من أهل السنة وليس ولاءً عامًا مطلقًا، لكن يهشون له ويبشون له إذا لقوه، ويحاولون الرفق في الكلام عليه، إذا أخطأ الشيخ فلان، ما كنا أن الشيخ فلان أو فضيلة الشيخ فلان يقول كذا وهو معروف بالعلم، ما كنا نظنه يقع في مثل هذه الزلة الخطيرة.
فهم لا يسلكون قاعدة الموازنة، ولكن يدارون أحيانًا، وأسوتهم رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، ففي صحيح البخاري أنه استأذن عليه رجل، فقال: (ائذنوا له بئس أخو العشيرة أو بن العشيرة)، فلما دخل ألان له الكلام، قالت عائشة-رضي الله عنها-: (قلت يا رسول الله قلتَ الذي قلت، ثم ألنت له الكلام)، قال: (أي عائشة إن شرَّ الناس من تركه الناس-أو ودعه الناس-اتقاء فحشه).
السؤال الخامس عشر:
ما ضوابط نصيحة المخالف لمنهج السلف، هل للنصيحة مدة محددة؟.
النصيحة أولًا: ذكرت لكم أن أهل السنة يسلكون مساق المخالفة، وفصَّلت فيه بما أرى أنه يغني عن إعادته هنا،"" فلا تلازم بين النصيحة والرد، لكن أهل الشطط وأهل الهوى، من كان جلدًا منهم، يعيبون على أهل السنة أنهم لم ينصحوهم بل ردوا، وهذا من تلبيساتهم.""
فإذا انتشرت المخالفة ردت، والنصيحة شيء آخر، النصيحة قد تنكر وقد لا تنكر، بل بعض الناس استنكف عن النصيحة، ولا يمكن الناس به، ومنهم من لا يقبل يفتح أبوابًا من الجدل، لكن إذا كان المخالف حسن التخاطب، ليِّن العريكة، ذلف الخلق، وأمكن الجلوس إليه ومناصحته فهذا حسن.
لكن لا يلزم أن يكون طول العمر، بل إذا بلغته النصيحة على أحسن وجه بالأدلة، ولا يلزم اقتناعه، اقتناعه شيء بينه وبين ما لنا شغل فيه، لكن تبليغه النصيحة على أحسن وجه، من لين الكلام، وحسن الخطاب، وحسن المسايسة، وإيراد الأدلة بصدر واسع.
كذلك استقبال حجته بصدر واسع وردها بالدليل، فإنه يستمر معه حتى يبين له البيان الشافي، الذي تبرأ به الذمة، فإن عاد عن تلك المخالفة والمخالفات إلى ما هو الحق والهدى فَبِهِ ونعمَ، ولا يضره الرد عليه أبدًا.
بل رَدَ العلماء على رجال قد رجعوا عن مخالفاتهم، ومن هؤلاء ابن قدامه-رحمه الله-، رَدَ على ابن عقيل-رحمه الله-، مع أن ابن عقيل تاب ورجع، لكن لأن رَدَه انتشر.
إن صدق العزم هذا المخالف، وبين الحق قبل الرد عليه فإنه لا يرد عليه، ما دام بين الحق ونشر رجوعه إلى الحق بنفس المسار الذي انتشرت فيه مخالفته قدر الإمكان، كانت المخالفات في التلفزة أو الإذاعة أو صحف سلك نفس المسالك، إن كانت في خطب جمعة سلك نفس المسالك يبين الحق، لقوله-تعالى-: (إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا)(البقرة:160)هنا لا يرد عليه، أما إن سكت وترك فإنه يرد عليه، والنصيحة قد تكون قبل الرد وقد تكون بعد الرد.
لكن إن كان كما ذكرت لكم: إن كان هو صَدَقَ وبين الحق وأعلن الرجوع عن مخالفاته، فالحمد لله كفانا، وإن كان قد رد عليه، فمن كان منصفًا لا مانع من مناصحته على الوجه الذي فصلناه آنفًا
[السؤالان من الأسئلة القطرية للشيخ العلامة عبيد الجابري رحمه الله] .
سئل الشيخ عبيد الجابري – رحمه الله - هذا السؤال:
هل يجوز تسمية أهل البدع بأعيانهم للعوام كمحمد حسان وطارق سويدان وغيرهم ؟
الشيخ عبيد : نعم ؛ إذا خشي نعم ، وكان السلف يحذرون الصبيان من الخوارج وغيرهم ، يحذرون صبياناً صغاراً ، لا سيما إذا وصلت أفكارهم إلى البلد وخشيت ، أو يوجد من يتردد على البلد هناك ، يحذرون ، أما إذا كان الناس لا يعرفون هؤلاء ولا تصل أفكارهم إلى البلد عندكم فيتركون.
السائل : يا شيخ إذا ترتب على تعيينهم مفاسد فكيف تحذير العوام من هؤلاء ؟
الشيخ عبيد : نمكن أن نقول فلان تكفيري ، نمكن أن نقول فلان يرى رأي الخوارج ، نبين الحق ونصدع به ، أو نقول فلان عنده بدعة تصل إلى التكفير ونبين ، لكن إذا خشي من العوام السطو على الدعوة أو الوشاية بها عند الحكام الفجرة ، يترك هؤلاء وإنما يكتفى برد البدع .
[من الأجوبة الجابرية على الأسئلة العراقية].
السؤال: أحسن الله إليكم، وهذا سائلٌ يقول: هل نُحَذِّر صغار السِّن من الجماعات المنحرفة والأشخاص المنحرفين عن السُّنة بأعيانهم وأسمائهم أم يُكْتَفَى بالتحذير إجمالًا دون ذكر أعيان وأسماء الجماعات والأشخاص المُبتدعين؟
جواب الشيخ: ((بل يُحَذَّر من المنحرفين جماعات وأفراد، وأذكر أن بعض السلف - نسيت اسمه الآن - قال: "كانوا يُحَذِّروننا ونحن صبيان" يعني من الخوارج وغيرهم من أهل البدع، فحَذِّروا أبناءكم وبناتكم، ومن بُلِيَ بهم في المدارس؛ أشيروا عليهم بأن لا يصادموهم، لا يُعَرِّضوا أنفسهم لمصادمتهم، يأخذون الدروس ويعودون البيوت، وأنتم نشِّئوهم على بغضهم، لأن الطالب قد يُبتلى بِمُدَرِّس منحرف في جامعة، أو في معهد، أو في كلية، أو في دراسة، وأنا أعرف أن الطلاب انقسموا قسمين، قسمٌ يُجادلهم ويُناقشهم؛ فهؤلاء يقعون في ضررهم، يضرونهم مَضَرَّة عظيمة، وقسمٌ يهدؤون فَيَسْلَمون من شَرِّهم. نعم)).
المصدر:ميراث الانبياء .



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الخميس أبريل 04, 2024 11:14 pm عدل 5 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Empty رد: مجموع منهج السلف في النقد والتحذير

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مارس 22, 2024 5:51 pm

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Aacyao10
الرد على أهل البدع من أعظم الخدمات وأشرف الوظائف
أضغط هنـــــــــــــــــا
أو
من هنـــــــــــــــــــا
ويقول أيضًا: ننشر الرد على أهل البدع فيقول قائل: أنت تقع في أعراضهم، فماذا نقول له؟.
الجواب:
نقول له مثل ما قال يوسف بن أسباط-رحمه الله-: (...يا هذا أنا أرحم بهؤلاء من آبائهم، أنا أذبُّ عنهم أن يتبعهم الناس...)، يعني: يقعون في الضلال فيحملون أوزارهم.
فالذي يبيِّن الغلط ويبيِّن البدعة هو في الحقيقة أرحم الناس بهذا المبتدع، حيث حذَّر الناس من أن يتَّبعوه على بدعته فيخف الحمل عليه، لأن الله-جلَّ وعَلَا-يقول في مَن يَضِلُّون الناس (لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ...) إيش؟، على ظهورهم (...كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ)(النحل/25).
فالذي يحذِّر الناس خفف عنك الحمل، إذ لَمْ يتَّبعك ألف، اتَّبعك واحد ما وجد مَن يحذِّره، وإن رحمك الله سلمت ما اتبعك أحد على خطئك وبدعتك فَيَخِفْ ظهرك، أمَّا أن تحاسب على ضلالك وإضلال الآخرين هذه مصيبة عظيمة، فهذا يقال له.
ثمَّ إن السلف كلُّهم يذكرون الرد على أهل البدع أنَّه جهاد وأنَّه أعظم من الطعن من السيوف في سبيل الله، لأن الضرب بالسيوف يحسنه كل أحد أمَّا الرد على أهل الأهواء والبدع فلا يحسنه إلَّا نخبة من الناس وهم أهل العلم.
يحيى بن يحيى النيسابوري يقول: (...الذَّب عن السنَّة أعظم من الضرب بالسيوف...) رحمه الله-تعالى-، شيخ مسلم.
المقصود: الذي يقول لك: إنَّك تقع في أعراضهم، نعم تقع في أعراضهم لثلاث مصالح:
المصلحة الأولى: تنقية الدين من الشوائب، وهذه واجبة.
المصلحة الثانية: هداية الخلق وتحذيرهم من الانحراف، وهذا من النصيحة.
المصلحة الثالثة: الرحمة بهذا الذي ضلّ أن يتَّبعه من يتَّبعه على ضلاله فيحمل وزره مع أوزاره.
فما أعظمها منه خدمة، وما أشرفها من وظيفة، ولله درُّ هؤلاء، هم أنصح الخلق للخلق وأرحم الخلق بالخلق.
أمَّا الساكتون فهم الغاشُّون لله، ولدين الله-تبارك وتعالى-، وشرعه، ولعباد الله المؤمنين، فهذا الذي نقوله لهم.
ثمَّ إنَّ هذه النصيحة والتحذير للناس هي التي أوجبت علينا أنّ نقع في شخص هذا الإنسان، فالوقع في شخصه لا لأجل شخصه وإنَّمَا لمقصد شرعي شريف.
وأقول لابني السائل: إن شئت اقرأ كتاب (رياض الصـــالحين) الذي هو في كل مسجد ولله الحمد، ففيه عقد بابًا للتحذير من الغيبة، وأردفه بباب (باب ما يجوز من الغيبة).
الجماعة هؤلاء اليوم ما يريدون (باب ما يجوز من الغيبة) بس (باب التحذير من الغيبة)، (باب ما يجوز من الغيبة) ملغي، النووي ذكر هذا وهو مقتدٍ بمن تقدَّمه، البخاري يقول: (باب ما جاء في اغتياب أهل الفساد والريب)، النووي تابع لهؤلاء، وذكر تحت هذا الباب أحاديث، وذكر الأسباب الستَّة المعروفة التي يجيز الشرع لِمَن عرض له قواعد منها أو أكثر من ذلك أن يغتاب بسببها.
وقدَّره النووي-رحمه الله-بقوله: (...تباح الغيبة لكل غرض صحيح لا يتوصل إليها إلَّا به...).
القـدحُ ليس بِغيبـةٍ في سِتَّةٍ......مُتظلِّمٍ ومُعـرِّفٍ ومُحـذِّرِ
ولِمُظهِرٍ فِسقًا ومُستَفتٍ ومَن......طلبَ الإعانةَ في إزالةِ مُنـكرِ.
ذكر هذا في الباب-هذه الأبيات-، فهذا ليس بغيبة، هذا القدح ليس بغيبة وإن كانت صورته غيبة، لكنَّه نصيحة.
وهؤلاء هم أحد رجلين:
   إمَّا أن يكون عالمًا بهذا الكلام الذي نقوله جميعه لكنَّه يكتمه، فهو من أهل الأهواء.
   وإمَّا أن يكون غير ذلك فهو يردِّد ما يقال له، وحينئذ لا عبرة به.
فنقول: الذي أجاز لنا الوقوع في عرض هذا المبتدع هو (المصلحة القائمة في تحذير الناس من بدعته حماية لشرع الله-تبارك وتعالى-ودينه، وحماية للخلق من أن يقعوا في الضلال، ورحمة به).
فبالله عليكم من المحسن إلى هذا المبتدع؟، نحن أم هذا الذي يقول: اسكتوا؟، أنا أسألكم! أجيبوا!، من المحسن إلى هذا المبتدع؟، أجيبوا!، نحن أم هذا الذي يقول: اسكتوا؟، نحن.
فنحن بمثابة من يضرب ولده ليصلحه، الضرب مؤلم لكنّ النتيجة طيِّبة، الإصلاح، النبي-صلى الله عليه وسلم-يقول في الصلاة مع الولد: (مُرُوا أَبْنَاءَكُمْ بِالصَّلاَةِ...) كم؟، (...لِسَبْعٍ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرٍ)، فأنت تضربه، هنا الضرب مكروه لهذا المضروب ما يحبه، وأنت تضربه وأنت لا تحب أن تضربه، لكن ضربته ليش؟، لمصلحته.
فهذه وإن كانت صورتها صورة الغيبة إلَّا أنها حقيقة ليست بغيبة، وهذا البلاء إنما جاء لهؤلاء من هؤلاء الذين ذكرناهم في أول حديثنا، لأنهم لا يستطيعون أن يغطوا على أهل البدع إلَّا بأن يرفعوا من مثل هذه المقالات في وجوه أهل الحق[1].
قام بتفريغه: أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد
الأحد الموافق: 18/ شعبان/ 1433 للهجرة النبوية الشريفة.
_______________
[1] من محاضرة (كيف غزيت الدعوة السلفية في السعودية) للشيخ العلامة الوالد المجاهد الناصح الشيخ محمد بن هادي المدخلي مع أولاده و إخوانه السلفيين في مدينة الرياض عاصمة الدعوة والعلم .وكان ليلة الخميس ليلة النصف من شعبان 1433هـ في استراحة ركن الضيافة بالسويدي.

الرد على المخالف نصيحة له وللمسلمين ورحمة به
أضغط هنــــــــــــــــا
للإستماع
من هنـــــــــــــــــــا
السؤال
وهذا يسأل يقول: هناك أحد الدعاة يقول انتقادات الشيخ ربيع لايعمل بها لأنه شديد في انتقاداته ،فهل هذا يخرجه من السلفية؟
الجواب
نقول : إن كان قد قال هذا القول تقليداً فلا ، و أما إن كان يريد بهذا الطعن في الشيخ فالله عند كل قلب قائلاً ولسانه
ونحن نقول له أنت الآن قد حكمت فهلا أريتنا ما بنية عليه الحكم؟ أوقفنا على الشدة مما قاله مما زعمت أنه تشدد فيه حتى نريك ونرى معك فإن كان كلامك حقّاً اتبعناك وقلنا للشيخ يجب عليك أن ترجع ، وإن كان هذا الكلام قد أخذته عن غيرك فاعلم أن هذا لا ينفعك والذي نعرفه من الشيخ أنه من ألطف الناس ولكن في السنة لا يجامل أحداً وهذا الذي يريد اليوم كثير من الناس فيه المجاملة وهذا قد قال الله فيه لرسوله – صلى الله عليه وسلم - {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) [سورة القلم]}فإن المجاملة هي المداهنة: أن تدع الإنسان على ما عليه من الخطأ أما أن تنصح له فهذا لا يريده بعض الناس اليوم وإذا أخطأ وكان خطأه شائعاً ذائعاً منتشراً ولم يترجع عنه ما يريد أحد يرد عليه !! هذا لابد منه لابد من التصحيح لعباد الله المؤمنيين لأننا نحن جميعاً ننطلق من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - { الدين النصيحة فلما قيل له لمن يا رسول الله ؟ قال لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين ، وعامتهم[ أخرجه مسلم من حديث أبي رقية تميم الداري برقم205] } فالذي يخطئ الخطأ ينقل عنه الرد عليه نصيحة للمسلمين ورحمة بهم لأن الله جل وعلا يقول: { لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ (25)[سورة النحل]} فحين ما يحمل هذا وزره و وزر من جاء بعده هذه مصيبة فحينما تصحح للناس فلا يتبعونه تقل التبعة ولهذا لما كُلِّم يوسف بن اسباط حينما حذّر من بعض من وقع في بعض البدع والأهواء قيل أما تخاف أن يكون خصمائك هؤلاء الذين قد ماتوا ولقوا الله تبارك وتعالى قال: ياهذا أنا أرحم بهؤلاء من ءابائهم أو قال من ءابائهم وأمهاتهم
لأنه إذا بين حذِر الناس الخطأ الذي أخطأ فيه هؤلاء وتجنبوه فحينئذٍ تخف التبعة عليهم فالنصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامة المسلمين واجبة على كل أحد بحسبه بحسب ما يستطيع فبيان الحق لابد منه للخلق لاسيما فما شاع و داع وانتشر بين الناس فالمصلح العامة مقدمة على المصلحة الخاصة ينصح له بعد ذلك بعد أن يصحح للناس فإن قبل فذلك وإلا كان قد أُدي النصيحة للناس فلا يتبعوه على خطأه وانحرافه، أما إذا كان الخطأ مخصوص مختصر ومقتصر عليه أو على طائفة من الناس مخصوصة لا يعلمها أحد فهذا الواجب المناصحة له فيما بينك وبينه ، أما إذا شاع الخطأ وهذا الآن الخطأ الذي يوقع فيه ويقع فيه كثير من الناس يشيع الخطأ شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً وأكثر من ذلك في المعمورة كلها مع هذه الأدوات والوسائل التي يسرت الإتصال كالشبكة العنكبوتية والقنوات الفضائية يخطأ فيه على رؤوس الملاء فيحمل عنه الخطأ ألوف بل مائة الألوف و ربما ملايين ويقال اسكتوا!! هذا غير صحيح ، النصحية هنا واجبة ومتحتمة على كل من علم هذا وكان يستطيع أن يبين وجه الحق ونحن نقول إذا كان بين الحق يُزْعِلْ بعض الخلق فإنه -ان شاء الله – يرضي خالق الخلق{ومن أرضى الله -سبحانه وتعالى بسخط الناس رضي الله عنه وارضى عنه الناس } وانظروا إلى قوله(وارضى عنه الناس ) فإن الناظر فيها يستدل منها أو يشم منها أنه قد لا يرضى عنه الناس أو بعض الناس ابتداء فالله سيرضى هؤلاء ولو بعد حين حينما يتبين لهم أنه قال حقّاً ويرجعون أنفسهم { رضي الله عنه وأرضى عنه الناس } ، { ومن أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس } وتأمل في هذه الكلمة ، بعض الناس الآن يرى كلامك حق ويبقى يعميه عنه معرفته والتدبر فيه الهوى الذي قد جمح به وأغلق على عقله وقلبه ولبه لكنه بعد مرور مدة بعد هدوء جموح العاطفة به ربما يتأمل فيجد كلاماً الناقل صحيح فينقلب ساخطًا على الأوّل ويعود حامدًا للثاني الذي بين الحق فالواجب أن يراعى النصحية لوجه الله تبارك وتعالى لايقصد بها رضى فلان ولا رضى علان من الناس وإنما يقصد بها احقاق الحق وأرشاد الخلق وإبطال الباطل والرد عن من أخطأ هذه سنة هذه سنة متقررة يقول الإمام مالك -رضي الله عنه- { ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر وأشار إلى الحجرة- رحمه الله تعالى-} فالنبي – صلى الله عليه وسلم – هو الذي يأخذ منه قوله كله وأما من عاده من البشر فلابد منه أن يرد ويرد عليه لكن العاقل صاحب العقل هذا الذي يقبل الرد عليه فما أخطأ لاسيما فيما انتشر خطأه
انتقد الحافظ عبد الغني الأزدي الحاكم- رحمه الله- النيسبوري وهو في نسابور في بعض الأوهام التي وقعت له وكتب إليه بذلك كتاباً فأخذ الحاكم هذا الكتاب وجعل يقرأه على الناس ويدعو لعبد الغني ويقول أنه رجل عاقل ويثني عليه ، يقرأ كتاب فيه ردّ عليه يقرأه على الناس وما كان قد أخطأ فيه يقول أخطأت فيه- جزاه الله خيراً- كان رجلا عاقلا يعني عنده علم يبين لي من يصل بالله إلى هذه الدرجة؟!! الآن بعض الناس ما يريد أن تقول أخطأت بس ، ما يريد أن يسمع الحجة منك ، فهؤلاء نبلوا-رحمهم الله- بتجردهم للحق ونصحيتهم وحبهم إلى إصال الحق للخلق
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم ممن يستمع إلى القول فيتبع أحسنه وأن يثبتنا وإياكم على الحق حتى نقاله وإلا يجلعه ملتبساً علينا فنضل إنه ولي ذلك والقادر عليه وآخر دعونا ان الحمد لله رب العالمين
الرّدّ على من ينبز أهل السنّة بأنّهم دعاة التجريح
أضغط هنـــــــــــــــــا
فأنت تريد سلامته..وهو يريد قتلك بالطعن فيك بين الناس
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــا
أو
من هنــــــــــــــــــــا
قال الشّيخ العلاّمة مُحمّد بن هادي المدخليّ -حفظَهُ اللهُ-:
"فهذا هُوَ الواجبُ له علينا حينما يردُّ لبيان الخطأ وَلِيُقَلِّلَ من وقوع الخطأ ولِيَرْحَمَ مَنْ أخطأ فلا يُتَّبَع على الخطأ؛ هذا حقُّه علينا الاحترام مَا هُو الطَّعن فيه.
الآن بالعكس في هذه الأيّام: الرُّدود لا يَرُوج لها سوق عند الكثير من الناس! الرُّدود الصّحيحة الشّرعيّة التي تُبيِّن الحقّ وتهدي الخلق بأمرِ اللهِ -تباركَ وتعالى- الآن تُحارَب! ماعندهم إلا رُدود رُدود رُدود رُدود رُدود؛ يُعبِّرون بهذا الكلام!!
وما علموا أن هذه الرُّدُود:
← يُحفظ بها دين الله.
← ويُحمى بها خلق الله.
فدينُ الله يُحفظ من أن يُحرف، وخلق الله يُحمَوْن من أن يقعوا في ما؟ في التّحريف وفي اتِّباع المُحرِّفين وفي الأغلاط وفي اتِّباعِ الغالِطين.
فلو عرف هؤلاء حقيقةً: المصالح والمنافع التي حُصّلت من الرّدود لما قالوا هذا الكلام.
ولهذا: أوفى النّاس حظًّا في هذا البَاب: العُلَماء، ولذلكَ قامُوا بهذا الواجب بأنفُسِهم خيرَ قيامٍ، فتجدُ رُدودَهُم على أهل الخطأ والباطِل والهوَى من أوَّلِ يومٍ وكُتُبُهم في هذا مُصنّفة.
بَلْ: عقائد أهل السنة أكثرها إنما دُوِّن بسبب شذوذ أهل البدع، فاحتاجوا إلى بيان السُّنَن في هذه الأبواب والمواقف كلها، والرّدّ على من خالفهم.
فإذَنْ؛ حقّ هؤلاء أهل الرّدّ الشّرعيّ حقُّهُمْ: أن يُعامَلوا بالاحترام والإكرام والتّعظيم، لا أنَّه يُطعن فيهم، فهُم يُحسنون إلينا بحفظ ديننا وحِفْظِنا نحنُ، ونحنُ نُسيء إليهم بالطّعنِ فيهم! وتشويهِ صُوَرِهِم! وسُمْعَتِهِم! والتّنفير عنهُم! فهذا واللهِ هُوَ الجزاءُ الجائر، فَمَثَلُكَ ومَثَلُهُ كما قال القائل: أُريدُ حياتَهُ ويُريدُ قَتْلِي.
فأنت تُريد سلامَتَهُ من الوُقوع في الزّيغ والانحراف وهو يُريد قتلك بالطّعنِ فيك بين النّاس وتشويه سُمعتك وتنفير النّاس عنك: ما عندهم إلا الردود! وكأن الرّدود أصبحت عارًا وشنارًَا !، نسألُ الله العافية والسّلامة".اهـ (1)
فرّغه:/ أبو عبد الرحمن أسامة
15 / ربيع الأول / 1435هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
(1) من شرح العلاّمة محمّد بن هادي المدخلي -حفظه الله- لـرسالة الحافظ ابن رجَب: "الفرق بين النّصيحة والتّعيير" / الدّرس الرّابع / ضمن فعاليات الدورة الشرعية الحادية عشر بجامع الصحابي عتبة بن غزوان بالدمام، والتي نُقلت عبر إذاعة ميراث الأنبياء.

من الثوابت التي أصبح الآن يشكك فيها قضية الرد على من أخطأ
أضغط هنــــــــــــــــــــــا
فقول لا يلزمني هومن باب الضرب في صدر الناصح والرد عليه بغير ما حجة ولا دليل
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا
استمرار أهل السنة في الرد على المندسين في صفوف أهل السنة الذين ينخرون من الداخل؛ ويخذلون من الداخل ويضعفون الجبهة الداخلية هو الأولى
أضغط هنـــــــــــــــــــا
أو
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا
الرد على من يطعن في العلماء ويزهد في الردود العلمية
أضغط هنـــــــــــــــــــــا
الردود الصحيحة الشرعية التي تبين الحق وتهدي الخلق الآن تحارب
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــا
هجر أهل البدع والأهواء والتحذير منهم من السنة ومنهج السلف
( محاضرة )
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــا



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الخميس أبريل 04, 2024 5:21 pm عدل 5 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Empty رد: مجموع منهج السلف في النقد والتحذير

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مارس 22, 2024 6:51 pm

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Aaoa10
هل التحذير من المبتدعة تزيد الأمة جراحاً ؟

نص السؤال:
عندنا إذا تكلمت مع بعض طلاب العلم وبينت لهم أخطاء أهل البدع ومنهم جماعة التبليغ والإخوان ويقولون لا تزد الأمة جرحا ًوالوقت وقت مواجهة العدو الخارجي فما تعليقكم على هذا ؟
نص الإجابة:
أقول ان هذا الجواب مستوحى من الاخوان المفلسين ، هم الذين يقولون هذا وإلا فموسى يقول لصاحبه : " انك لغوي مبين " ، والنبي - صلى الله عليه وعلى اله وسلم - يقول لمعاذ : " أفتان أنت يامعاذ " ، ويقول لأبي ذر : " إنك امرؤ فيك جاهلية " ، ويقول رب العزة في كتابه الكريم : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ " شاهدنا : من هذا قوله : " فاسق " ، فلا بد من البيان : " قل هذه سبيلي ادعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني " ، هذه سبيلي ، لا بد من البيان ، وقد أجمع المسلمون على الجرح والتعديل .
بقي من كان يهمه أمر المسلمين فعليه أن يدعو هؤلاء الشاردين عن تحكيم الكتاب والسنة يدعوهم إلى تحكيم الكتاب والسنة فإن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم : " ومااختلفتم فيه من شي فحكمه إلى الله " ، ويقول أيضاً : " فان تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر " ، عليهم أن يدعوا هؤلاء الشاردين ، أما أن يقال لا تتكلم في علي الطنطاوي ، ولا تتكلم في محمود الصواف ، ولا تتكلم في الصابوني ، ولا تتكلم أيضا في الإخوان المفلسين ، ولا تتكلم في جماعة التبليغ ، ولا تتكلم في الفسقة ، ولا تتكلم .. ، الله عز وجل يقول في كتابه الكريم : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ " ، " إن الله يامر بالعدل والاحسان " ، " وإذا قلتم فاعدلوا " ، " ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى " ،.
أين أحاديث الأمر بالمعروف ياأيها الضائع المائع الذي تقول لا تزيدوا الأمة جرحاً وفرقة ، أين أحاديث الأمر بالمعروف ، وآيات الأمر بالمعروف ، أين أحاديث النصيحة أين أحاديث الحث على كلمة الحق ، كل واسكت وتعامى وأبقى أصم ، أصم أبكم!! من أجل أن تمشي على مذهب الضائعين المائعين .
فالحمدلله لسنا نطيعكم في هذا ، بل سنقول للفاسق يافاسق ، ونقول للمبتدع يامبتدع ، محمد بن وضاح الأندلسي هذا على مذهب الضائعين المائعين يجرح الأمة لأنه ألف كتاباً في البدع والنهي عنها !! الشاطبي على مذهب الضائعين المائعين يعتبر جارحاً للأمة لأنه ألف كتاباً في البدع والنهي عنها وهو ( الاعتصام )!! ، والإمام الشافعي أيضا يعتبر مفرقا لأنه قال : لو تصوف أحدُ في الضحى لماجاء الظهر إلا وهو أبله !! ، الشعبي أيضا يعتبر مفرقا لأنه قال : لو كان الشيعة من الدواب لكانوا حمراً ، ولو كانوا من الطيور لكانوا رخماً .
أجمع المسلمون على الجرح والتعديل فلن نعبئ بكم ولا بهرائكم ، فأربعوا على أنفسكم والله المستعان .
[من شريط : ( أسئلة شباب جدة )]

بعض الناس يرد قول الجارح من علماء السنة في بعض المبتدعة، بحجة أن هذا المجروح لم يتكلم فيه باقي علماء السنة، قائلا: أين فلان وفلان لماذا لا يتكلمون؟! لو كان حقا لتابعوه، فهل يشترط في الكلام على الشخص وتجريحه، أن يكون أكثر علماء السنة أو كلهم قد جرحوه؟ لاسيما وأن هذا الجارح قد اطلع على بينة من كلام هذا المبتدع، من خلال محاضراته وتآليفه؟.
جواب الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله
نعم نعم، المسألة يا إخوان، ما قرأ القوم المصطلح، أو أنهم قرؤوه ويلبسون! نقول لكم بأعظم من هذا: هب أن أحمد بن حنبل قال: ثقة، ويحيى بن معين قال: كذاب، فهل يضره قول يحيى، وقد خالفه أحمد بن حنبل؟ نعم، قول يحيى جرح مفسر، اطلع على ما لم يطلع عليه أحمد بن حنبل، فماذا؟ فماذا؟ دع عنك لو جرَّحه يحيى بن معين وحده، فعلى هذا إذا قام عالم من علماء العصر، وأبرز البراهين على ضلال محمد الغزالي، أو يوسف القرضاوي، أو منهج الإخوان المفلسين، نقبل ويجب قبوله، ï´؟يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمينï´¾، نعم؛ إذا جاءنا العدل نقبل كما هو مفهوم الآية، إذا جاءنا العدل نقبل، فأين أنتم من الآية؟ التي تدل على أنه إذا جاءنا العدل بنبأ نقبله، وإذا جاءنا الفاسق بنبأ نتبين، فماذا يا إخوان؟ فالمهم القوم ملبسون، مخالفون لعلمائنا المتقدمين ولعلمائنا المتأخرين، والحمد لله، وإنني أحمد الله سبحانه وتعالى، الناس لا يثقون بك يا أيها المهوس، ولا بكلامك اهـ
[من شريط «الأجوبة الندية على الأسئلة الهولندية» 23/ربيع أول/1420هـ ]
يقول الحزبيون لماذا تحذرون من كتب القطبيين ولا تحذرون من كتب ابن حجر والنووي ؟
أضغط هنـــــــــــــــــــــا
الاشتغال بالنقد و التحذير من الفرق و إهمال طلب العلم
أو الإهتمام بالعلم و ترك التحذير

أضغط هنــــــــــــــــــــــا
نص السؤال:
يلاحظ على بعض من ينتسب إلى السلفية الاشتغال بالنقد والتحذير من الفرق وإهمال طلب العلم وآ خر اهتم بالعلم وترك التحذير
حتى وصل بهم الأمر أنهم قالوا إن النقد ليس من منهج أهل السنة في شيء فما الصواب في ذلك ؟
نص الإجابة:
هؤلاء الذين يشتغلون بالنقد والتحذير يعتبرون مفرطين فى طلب العلم ومفرطين فى شأن النقد فعلماؤنا إذا نظرت إلى ترجمة ابن أبي حاتم وجدته حافظاً كبيراً بل لقب بشيخ الإسلام ، وهكذا الإمام البخارى ، والإمام أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، ويحيى بن سعيد القطان ، وأبو حاتم ، وابو زرعة ، والدار قطنى ، وابن حبان ، والحاكم فقد أخرجوا المؤلفات النافعة فى التفسير وعلم الحديث ، وألفوا الكتب النافعة وحفظوا لنا سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى اله وسلم - ، واخرجوا الكتب النافعة فى الجرح والتعديل .
فلابد من الجمع بين هذا وهذا وإلا كان الشخص ناقصا ومفرطا .
وانا أسألك بأى ميزان تزن الناس إذا كنت جاهلا بالعلم النافع ؟ أتزنهم بالهوى ؟! أم بما قال لك الشيخ فلان ؟ فإذا تراجع الشيخ فلان تراجعت ، وإذا حمل على طائفة حملت فلابد من الجمع بين هذا وهذا .
والطرف الأخر الذين يهتمون بالعلم ولا يرفعون رأساً إلى الجرح والتعديل فهذا الطرف فى نظرى أحسن من الطرف الأول ، لأن الطرف الأول يتصدى لما ليس من شأنه أن يتصدى له ، لكن هذا الطرف هدم جانبا مهما .
ورسالة أخينا بكر بن عبد الله أبي زيد < تصنيف الناس بين الظن واليقين > تعتبر أردى ما ألف ، فكثير من مؤلفاته بحمد الله تعتبر من أحسن المؤلفات فجزاه الله خيرا .
أما أن يهدم الجرح والتعديل فإن الله عز وجل يقول فى كتابه الكريم :" وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ * هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ* مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ* عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ " [القلم 10-13 ]
ويقول أيضاً : " تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ* مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ*سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ* وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ* فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ* " [المسد 1- 5 ] .
والله سبحانه وتعالى يجرح أبا لهب ويجرح امرأته أيضاً ، وموسى عند أن أراد أن يبطش بالقبطى قال لصاحبه : " إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ" [القصص 18 ] .
فهذا دليل على جواز التجريح .
والنبى - صلى الله عليه وسلم - يقول لرجل : " بئس أخو العشيرة " فلما دخل ألان له الكلام ، فسألته عائشة فقال : " إن شر الناس من تركه الناس اتقاء فحشه " , أخرجه البخارى ومسلم من حديث عائشة .ويقول أيضاً كما فى ( الصحيح ) من حديث عائشة تقول له امرأة أبى سفيان : إن أبا سفيان رجل شحيح لا يعطينى ما يكفينى ، فالنبى - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقرها على جرح أبي سفيان .
والنبى - صلى الله عليه وعلى اله وسلم - يقول : "من سيدكم يا بنى سلمة ؟ " قالوا : الجد بن قيس ؛ على أنا نبخله ، فقال النبى - صلى الله عليه وعلى اله وسلم - : " أي داء أدوأ من البخل ؟ سيدكم عمرو بن الجموح " .
ويقول النبى -صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لمعاذ بن جبل : " أفتان أنت يا معاذ ؟ "، ويقول لأبى ذر : " إنك رجل فيك جاهلية " ، ويقول لبعض نسائه : " إنكن صواحب يوسف " .
وروى البخارى فى (صحيحه ) أن النبى - صلى الله عليه وعلى اله وسلم - قال : " ما أظن فلانا وفلانا يعرفان من ديننا شيئا " وتفسير الليث بن سعد على أنهما منافقان لم يسلَّم له .
ويقول النبى - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لحمل بن مالك بن النابغة ، وقد قال النبى - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فى امرأة ضربت امرأة أخرى فأسقطت جنينها فقال : " فيه غرة عبد أو أمة " فقال حمل بن مالك بن النابغة : يا رسول الله ! كيف ندي من لا شرب ولا أكل ولا صاح ولا استهل فمثل ذلك يطل ! فقال النبى - صلى الله عليه وعلى اله وسلم - : " إنما هذا من إخوان الكهان " من أجل سجعه .
ويقول النبى - صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " هلك المتنطعون ، هلك المتنطعون " ، ويقول فى الخوارج : " إنهم كلاب أهل النار " ، ويقول أيضاً : " إنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية" .
فالذى يزهِّد فى الجرح والتعديل فهو يزهد فى السنَّة ، فإن لم يكن هناك جرح وتعديل فإن كلام الداعى إلى الله العالم الفاضل مثل كلام على الطنطاوى ، أو مثل كلام محمود الصواف ، أو مثل كلام محمد الغزالى ، أو مثل كلام حسن الترابى ، أو مثل كلام الشعراوى ، أو مثل كلام الشيعة الرافضة ، أو مثل كلام الصوفى حسن السقاف .
فأنا أقول : لا يزهد فى هذا العلم إلا رجل جاهل ، أو رجل فى قلبه حقد ، أو رجل يعلم أنه مجروح ، فهو ينفر عن الجرح والتعديل لأنه يعلم أنه مجروح .
وأبى الله إلا أن ينصر دينه وأن يعلى كلمته وأن يظهر الحق ، فأصبح أهل السنة يلهجون بالجرح والتعديل وكأنهم كانوا نياما فيسر الله لهم بمن يوقظهم ، فما كانوا يتكلمون فى الجرح والتعديل وكأنه خاص بزمن البخارى ومسلم ، ألا نجرح الآن من يقول : الديمقراطية لا تتنافى مع الإسلام ، أليس حقيقيا بأن يجرح ، وأن يبين للناس بأنه دجال من الدجاجلة ! .
ألا تجرح الان من يسب علماء المسلمين ، فلماذا يجرحون علماءنا الأفاضل ونحن نسكت عن هذا ؟!.
فلابد من الجمع بين هذا وذاك ، أما لو قرأنا سير الصحابة ، وقرأنا سير التابعين وأتباع التابعين ، هؤلاء يقولون : كيف لو سمعوا كلام الذهبى : رتن وما رتن دجال من الدجاجلة ادعى الصحبة بعد ستمائة عام .
أو سمعوا قول الإمام الشافعى : الرواية عن حرام بن عثمان حرام ، أو قول الشافعى ايضا : من روى عن البياضى بيض الله عيونه ، كيف لو سمعوا هذا الكلام ، يقولون : الإمام الشافعى هذا متشدد متزمت يطعن فى المسلمين وفى العلماء .
نحن نتحداكم أن تثبتوا أننا نطعن فى العلماء ، طعنا فى الديمقراطية والذين يقولون بالرأي والرأى الآخر ، وفى الذين يعترفون بقرارات الأمم المتحدة ، وبقرارات مجلس الأمن ، ويقولون : ليس هذا زمان حدثنا وأخبرنا ، وهذا حديث صحيح ، وهذا حديث ضعيف .
فنقول لهم : بل هذا زمانه لأنه قد كثرت الأحاديث الضعيفة والموضوعة .
ونختم كلامنا هذا بقول الحافظ الصورى رحمة الله تعالى إذ يقول :
قل لمن عاند الحديث وأضحى
عائبـــــا أهلــه ومــــن يدعيـــه
أبعلـــم تقول هـــذا أبـــن لــى
أم بجهــل فالجهـل خلق السفيـه
أيعـاب الذين هــم حفظوا الديـ
ــن مـن التراهـــات والتمــويـــه
وإلــى قولهـم ومــا قـد رووه
راجــــــع كــل عــالــــم وفقيـــه
وأنا لا أريد من السنى أن يشغل وقته ، يجعل وقتا للجماعات ، ووقتا أكبر للتنفس والنزهة ، ووقتا للأكل والنوم ، بل أريده أن يكون كما قيل :
فكــن رجلا رجلـه فـى الثــرى
وهـامــة همـتــــه فــى الثـريـــا
وقد كتب إلىَّ بعض إخوانى فى الله وقالوا : لا تشغل نفسك بهذا ، فهم يظنون أننى أشغل نفسى بهذا الأمر ، فأنا لا أشغل نفسى بهذا الأمر بحمد الله ، فالكتابة فى وقتها ، والتعليم فى وقته ، والجرح والتعديل فى وقته .
وكان ابن الجوزى يتحدى أهل زمانه أن يأتوا أو يحدثوا بأحاديث ضعيفة أو موضوعة وهو موجود . وهكذا غير ابن الجوزى من العلماء المتقدمين قبله كانوا يتحدون معاصريهم أن يأتوا بأحاديث ضعيفة أو موضوعة وهم موجودون .
والحمد لله انتشرت السنة وأخذ الإخوان المفلسون يدرسون فى المصطلح ، ولكن كما يقال : تسبيحة حارس ، فليست إلا من أجل أن يقبضوا شبابهم حتى لا يتفلتون عليهم .
وعبد الله صعتر أخذ <شرح الطحاوية > يدرس فيه ! لقد ارتقيت مرتقا صعباً يا عبد الله صعتر فحضر أول ليلة جمع كبير , والليلة الثانية أقل ، والليلة الثالثة اقل ، وبعدها نحو سبعة ، وبعدها ثلاثة ، فهو لا يعرف إلا قالت صحيفة الحياة ، وقالت إذاعة لندن ، وقالت صحيفة كذا فهم أرادوا أن يتشبثوا بشبابهم يقولون : نحن ندرس العقيدة وندرس المصطلح وكذا وكذا .
ولكن كما يقال : رجعت حليمة إلى عادتها القديمة ، لما رأوا هذا لا ينفع ولا يجدى رجعوا إلى الكذب والتلبيس .
[من كتاب فضائح ونصائح ص 111 - 117 ].



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الخميس أبريل 04, 2024 11:41 pm عدل 4 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Empty رد: مجموع منهج السلف في النقد والتحذير

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مارس 22, 2024 6:51 pm

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Ayac_o10
أهمية السيرة في الرد على المخالفين
أضغط هنــــــــــــــــــــــا
أو
أضغط هنــــــــــــــــــــا
التفريغ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (النساء:59).
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)(النساء:1).
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)(الأحزاب: 70-71).
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد-صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة في دين الله بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أما بعد:
فهذه محاضرة بعنوان: (أهمية السيرة النبوية في الرد على المخالفين)، أشارك بها ضمن البرنامج الدعوي للأخوة في اليمن، وذلك في يوم الجمعة الرابع والعشرين من شهر رجب، من عام ألف وأربعمائة وثلاثين هجرية، أسأل الله-سبحانه وتعالى-أن يوفقنا لما فيه رضاه.
وقد قسمت هذه المحاضرة إلى عدة محاور:
المحور الأول: في التعريفات.
المحور الثاني: في بيان أن السيرة النبوية أصلًا في الرد على أهل الخلاف.
المحور الثالث: أمثلة من بيان السيرة النبوية في الرد على المخالف، وتنوع مجالات الاستدلال بالسيرة النبوية.
هذه ثلاثة محاور أعددت عليها هذه المحاضرة، ونبدأ بالمحور الأول وهو التعريفات حتى تكون مقدمة لمن يستمع إليها في فهم المعاني التي يقصدها المحاضر في هذه المحاضرة، فأقول:
المحور الأول: التعريفات
الحديث: هو ما أضيف إلى الرسول-صلى الله عليه وسلم-، من أفعاله وأقواله وتقريراته.
الشمائل: هي ما أضيف إلى الرسول-صلى الله عليه وسلم-من صفة خَلْقِيِّة أو خُلُقِيَّة.
السيرة:هي الأحداث والأيام والغزوات والسرايا، التي جرت في حياته-صلى الله عليه وسلم-.
فالسيرة تنقل حَدَثْ، والشمائل تنقل وصف، والحديث يختص بالأقوال والأفعال والتقريرات الصادرة منه-صلى الله عليه وسلم-في ذلك جميعًا.
السُنَّة: هي الهدي العام الذي كان عليه الرسول-صلى الله عليه وسلم-، بمعنى: الطريقة التي كان عليها-صلى الله عليه وسلم-.
والإمام البخاري-رحمه الله-سمى كتابه (الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله-صلى الله عليه وسلم-وسننه وأيامه)، بخلاف كتب السنن، وهي في اصطلاحهم: (الكتب المرتبة على الأبواب الفقهية، من الإيمان والطهارة والصلاة والزكاة) إلى آخرهم، وبخلاف كتب السيرة التي تَخْتَص برصد الأحداث والغزوات والأيام في حياته-صلى الله عليه وسلم-.
والسُنَّة المقصودة في كتب السنن هي: الأحكام العملية و ألاعتقاديه، وقد تُفْرَد كتب باسم السُنَّة ويقصد بها ما يتعلق بالأمور ألاعتقاديه، وأفراد الحديث وأفراد السيرة يؤخذ منها السنة، فكتب السنن تنقل أفراد مسائل ما ورد عن الرسول-صلى الله عليه وسلم-، وكتب السيرة تنقل الأحداث، وكتب الشمائل تنقل الأوصاف، وكتب الجوامع تجمع ذلك جميعه.
وعمومًا فإن السنة في كلام الرسول-صلى الله عليه وسلم-وأصحابه هي الهدي العام، الذي كان عليه الرسول-صلى الله عليه وسلم-، بدون النظر إلى أفراد المسائل في كل موضوع من موضوعات الهدي.
ومن ذلك ما جاء في حديث العرباض بن سارية، قال: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي)، والمعنى المراد هنا والله أعلم: الهدي العام الذي كان عليه الرسول-صلى الله عليه وسلم-، والهدي العام الذي كان عليه الخلفاء الراشدين المهديين من بعده-صلى الله عليه وسلم-.
فليس المراد أفراد ما جاء عن الرسول-صلى الله عليه وسلم-، وأفراد ما جاء عن الخلفاء الراشدين-رضي الله عنهم-من باب أولى.
وقد قال أبو حاتم ابن حبان-رحمه الله-في قوله: (فعليكم بسنتي) عند ذكره الاختلاف الذي يكون في أمته: (بيان واضح أن من واظب على السنن قال بها، ولم يُعَرِّج على غيرها من الآراء من الفرق في القيامة) جعلنا الله منهم بمنه، ثم بَوَّبَ في (ذكر الإخبار عمَّا يجب على المرء من لزوم سنن المصطفى-صلى الله عليه وسلم-، وحفظه نفسه عن كل ما يأباها من أهل البدع، وإن حَسَّنوا ذلك في عينه وزيَّنُوه)انتهى.
المحور الثاني: بيان أهمية السيرة النبوية في الرد أهل الخلاف.
أقول: هذا الأمر بات واضحًا عند من مارس الحوار مع أصحاب البدع والانحرافات، فإنك إذا استدللت عليهم بنصوص من القرآن أو من السنة احتجت إلى تقرير أمور كثيرة، خاصة في خطابك مع من له ليس لديهم دراية علمية شرعية، وهذه سمة في غالب هؤلاء.
ولكن إذا استدللت عليهم بالسيرة النبوية، وجدت الدليل القوي المفهوم القريب إلى ذهن المخالف من هؤلاء، والذي يحسم بإذن الله المسألة، ويفتح ذهن المخالف للسؤال والاستماع حتى تصل معه إلى بَرِ الأمان.
ولذلك نجد الرسول-صلى الله عليه وسلم-حينما يذكر المخالفين والتفرق وأهل الأهواء، يدعوا للأخذ بالهدي العام، كما في حديث أبي نجيح العرباض بن سارية، وفيه(قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، ومن يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، وعليكم بالطاعة وإن عبدًا حبشيًا، عَضوا عليها بالنواجذ، فإنما المؤمن كالجمل الأَنِفْ حيثما انْقَيدْ انقاد).
وكما في حديث التفرق، عن معاوية بن أبي سفيان أنه قام خطيبًا فقال: (ألا إن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-قام فينا، فقال: ألا إن من كان قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على اثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين، اثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة).
وأخرج الترمذي عن عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما-قال: قال-صلى الله عليه وسلم-: (ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل، وإن بني إسرائيل تفرقت على اثنتين وسبعين ملة، وتفترق أمتي على ثلاثة وسبعين ملة كلها في النار إلا ملة واحدة، قالوا: من هي يا رسول الله؟، قال: ما أنا عليه وأصحابي).
والشاهد هنا: أن الرسول-صلى الله عليه وسلم-، أحال عند التفرق والاختلاف إلى الجماعة، وإلى ما كان عليه هو وأصحابه، وإلى سنته وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، والمعنى في ذلك جميعه هو الهدي العام مما كان عليه الرسول-صلى الله عليه وسلم-.
وهي في اصطلاحنا اليوم: (السيرة النبوية)، إذ هي التطبيق العملي لنصوص الوحيين-القرآن والسنة النبوية-، وهي الهدي العام الذي كان عليه النبي-صلى الله عليه وسلم-.
وتمتاز السيرة النبوية بأمور: أن كل ما يعتري نصوص الوحي مما يمنع العمل بظاهرها لا يوجد فيها، فلا يوجد في السيرة نص متشابه، ولا منسوخ، ولا عام مخصوص، ولا مجمل بحاجة إلى بيان، ولا مطلق بحاجة إلى تقييد.
كما أن السيرة فيها تفسير لنصوص الشرع، على أساس أنها التطبيق العملي لهذه النصوص، فهي تفسير عملي لمراد الشارع من النصوص الواردة في أي موضوع في الكتاب أو السنة.
كذلك أن السيرة سهلة الضبط لا تحتاج ما تحتاجه النصوص في حفظها وضبطها، وهي سهلة الفهم لأنها قصص، والعقول والقلوب تهفوا إلى حفظ المعاني إذا جاءت على هيئة القصص، بل إن أئمة الحديث ذكروا كما جاء عن الإمام أحمد بن حنبل أنه قال: (إذا كان في الحديث قصة فهذا ادعى أن يضبطه راويه)أو كما قال-رحمه الله-.
والعقول والقلوب تهفوا إلى حفظ المعاني إذا جاءت على هيئة القصص، لذلك جمهور المسلمين وخاصة العوام يسهل تعليمهم السيرة، ويتيسر لهم قراءتها أكثر من قراءة الآيات وتعلمها والأحاديث وتفهمها، إذ سمة الحكام الشرعية ليست فيها مما يسهل تعاملهم معها.
المحور الثالث: أمثلة من بيان السيرة النبوية في الرد على المخالف، وتنوع مجالات الاستدلال بالسيرة النبوية.
ولنضرب لك أمثلة على كيفية الحوار مع المخالفين، وكيف أن السيرة النبوية تقوم مقام الاحتجاجات الطويلة والصعبة.
المثال الأول: مسألة الأمر بقتال الكفار الواردة في بعض الآيات الكريمات، كقوله تعالى: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ)(آل عمران:195)، وكقوله: (وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً)(التوبة:36)، وكقوله: (قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ)(التوبة:29).
فإن هذه الآيات تَفْهَمُها الفهم الصحيح بالرجوع إلى سيرة الرسول-صلى الله عليه وسلم-العملية، حيث تجده-صلى الله عليه وسلم-لم يقاتل اليهود الذين كانوا عنده في المدينة على الصلح، ولم يقاتل كفار مكة بعد أن دخل معهم في صلح الحديبية، حتى نقضوه فكان فتح مكة، ودخول الرسول-صلى الله عليه وسلم-في صلح مع الكفار لما رآه من المصلحة، يفيد جواز ذلك للأئمة من بعده بحسب حالهم من القوة والضعف للمصلحة.
فليس المراد بالآيات إذًا قتال كل كافر، إنما المراد قتال الكافر الحربي الذي ليس بيننا وبينه عهد ولا ميثاق، وليس المراد بالآيات مشروعية قتال الكفار على أي حال نكون عليه من القوة والضعف، وتحقق المصلحة من عدمها، بل قد تدل السيرة النبوية في الآيات السابقة وفي فهمها على أكثر من مسألة.
حيث يسأل:
هل قاتل الصحابة الكفار من غير رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، أو كانوا معه ويقاتلون من وراءه؟.
هل كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-يقاتل الكفار قبل إعداد العدة؟.
هل كان القتال لمجرد القتال أو للشهرة أو للظهور أو لإعلاء كلمة الله-سبحانه وتعالى-؟.
وهكذا تجد سيرة رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، تفتح لك دربًا واضحًا في النقاش وفي الاستدلال هو محل تسليم من المخالف.
المثال الثاني: مسألة جواز أن يدفع ولي الأمر المال للكفار لدفع أذاهم، انظر كيف استدل ابن قدامه في تقريرها قال: (وأما إن صالحهم)يعني: ولي أمر المسلمين يصالح الكفار(على مال يبذله لهم، فقد أطلق أحمد)يعني: ابن حنبل(القول بالمنع منه، وهو مذهب الشافعي لأن فيه صغار للمسلمين)، قال ابن قدامه: (وهذا محمول على غير حال الضرورة، فأما إن دعت إليه الضرورة، وهو أن يخاف على المسلمين الهلاك أو الأسر فيجوز، لأنه يجوز للأسير فداء نفسه بالمال فتدعو هنا، ولأن بذل المال إن كان فيه صَغَار فإنه يجوز تحمله لدفع صَغَار أعظم منه وهو القتل والأسر، وسبي الذرية الذي يفضي سبيهم إلى كفرهم.
وقد روى عبد الرزاق في المغازي، عن معمر عن الزهري أنه قال: (أرسل النبي-صلى الله عليه وسلم-إلى عيينة بن حصن وهو مع أبي سفيان)يعني: يوم الأحزاب(أرأيت إن جعلت لك ثلث ثمر المدينة، أترجع بمن معك من غطفان وتخذل بين الأحزاب؟، فأرسل إليه عيينة: إن جعلت لي الشطر فعلت).
وقال معمر: حدثني ابن أبي نجيح أن سعد بن عبادة قال: (يا رسول الله والله لقد كان يجر صرمه في الجاهلية، في عام السنة حول المدينة ما يطيق أن يدخلها فالآن حين جاء الله بالإسلام نعطيهم ذلك)، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم-: (فنعم إذًا)، ويتابع ابن قدامه يقول: (ولولا أن ذلك جائز لما بذله النبي-صلى الله عليه وسلم-).
وروي أن الحارث بن عمر الغطفاني بعث إلى النبي-صلى الله عليه وسلم-، فقال: (إن جعلت لي شطر ثمار المدينة وإلا ملأتها عليك خيلًا ورجالًا)، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم-: (حتى أشاور السعود)يعني: سعد بن معاذ، وسعد بن عبادة، وسعد بن زرارة، فشاورهم النبي-صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: (يا رسول الله إن كان هذا أمرًا من السماء فتسليم لأمر الله تعالى، وإن كان برأيك وهواك اتبعنا رأيك وهواك، وإن لم يكن أمرًا من السماء ولا برأيك وهواك فو الله ما كنا نعطيهم في الجاهلية بُسرة ولا تمرة إلا شراءً أو قِرى، فكيف وقد أعزَّنا الله بالإسلام؟)، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم-لرسوله: (أتسمع).
فعرضه النبي-صلى الله عليه وسلم-جعلنا ضعفهم من قوتهم، فلولا جوازه عند الضعف لما عرضه عليهم).انتهى كلام ابن قدامه.
فهذا استدلال من ابن قدامه بالسيرة النبوية على جواز بذل المال للكفار إذا طلبوا ذلك في حال حاجتنا إلى الضعف بسبب حاجاتنا وضرورتنا إلى ذلك.
وعلق السهيلي في الروض الأنف على هذا الموطن بقوله: (وفيه من الفقه جواز إعطاء المال للعدو، إذا كان فيه نظر المسلمين، وحياطة لهم).
وقد ذكر أبو عبيد الخضر وأنه أمر معمول به، وذكر أن معاوية صالح ملك الروم على الكف عن ثغور الشام بمال دفعه إليه قيل كان مائة ألف دينار، وأخذ من الروم رحمة فغدرت الروم ونقضت الصلح، فلم يرى معاوية قتل الرهائن وأطلقهم، وقال: (وفاءً بغدر خيرٌ من غدرٍ بغدر)، قال: (وهو مذهب الأوزاعي وأهل الشام أن لا تقتل الرهائن وإن غدر العدو).انتهى
المثال الثالث: مسألة إخراج المشركين من جزيرة العرب، تجد أن الرسول-صلى الله عليه وسلم-كان يتعامل مع الكفار والمشركين الذين كانوا في المدينة من اليهود والنصارى وغيرهم معاملة حسنة، دعاه يهودي إلى إهالة سنخة فأجاب: (عن انس بن مالك-رضي الله عنه-أن يهوديًا دعا رسول الله-صلى الله عليه وسلم-إلى خبز شعير وإهالة فأجابه)، أخرجه أحمد في المسند وصححه محقق المسند على شرط مسلم.
وعن أنس بن مالك-رضي الله عنه-: أن يهودية أتت رسول الله-صلى الله عليه وسلم-بشاة مسمومة فأكل منها فجئ بها فقالوا: (ألا تقتلها)، قال: (لا)، قال أنس: (فمازلت أعرفها في لهوات رسول-الله صلى الله عليه وسلم-).
وأيضًا تعامل رسول الله-صلى الله عليه وسلم-مع يهود خيبر، على ما اتفق عليه معهم من العهد والميثاق، ومات ودرعه مرهونة عند يهودي، عن عائشة رضي الله عنها قالت: (توفي رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، ودرعه مرهونة عند يهودي، بثلاثين صاعًا من شعير).
بل إن الله-عز وجل-أباح لنا الزواج من الكتابيات-اليهود والنصارى-، ومعلوم أن هذا الزواج يكون فيه ود في المعاملة الظاهرة بين هذا الرجل المسلم وهذه المرأة، فأذن في هذا الوجه في الأمور الظاهرة أو في هذا التعامل معهم.
وهكذا تجد أن الرسول-صلى الله عليه وسلم-لم يخرج اليهود من المدينة ولا من خيبر، وأن الحال كذلك كان في زمن أبي بكر وزمن عمر بن الخطاب في أوله، حتى حدث منهم ما أوجب عند عمر إخراجهم إلى تيماء، وتيماء من جزيرة العرب عند بعض أهل العلم.
فهذه النصوص وهذه الأمور من سيرة النبي-صلى الله عليه وسلم-، تبين لك أن معنى حديث(أخرجوا المشركين من جزيرة العرب)ليس المراد منه أفرادهم، وإنما المراد منه أن لا يكون لهم كيان ودين ووطن في جزيرة العرب، بحيث يبنوا كنائسهم وبيعهم ومعابدهم في هذه الجزيرة.
كما قال-صلى الله عليه وسلم-في الحديث الآخر: (لا يجتمع في أرض العرب دينان)فالمراد: لا يكون هناك دين ظاهر مع دين الإسلام، وليس المراد أن لا يكون أفراد منهم، وإلا عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-الذي أخرج اليهود من المدينة، من الذي قتله؟ قتله أبو لؤلؤة المجوسي، وهو رجل مجوسي كان في المدينة، فلو كان مراد عمر إخراجهم برمتهم جميعهم، لمَا سمح لأبي لؤلؤة المجوسي بالمكوث في المدينة، ولكن المراد أن لا يكون هناك دين ظاهر في مكة والمدينة وما جاورها على أرجح أقوال أهل العلم في المراد من جزيرة العرب، أن لا يكون هناك دين ظاهر غير دين الإسلام.
وكذا في أرض الإسلام التي هي بحكم الإسلام، لا يكون هناك شيء ظاهر من دين هؤلاء الكفار والمشركين.
المثال الرابع: مسألة موالاة الكفار والتفصيل فيها الذي عليه جمهور أهل العلم، فإنك تجد في سيرة الرسول-صلى الله عليه وسلم-العملية وخاصة ما تقدم قبل قليل ما يبين الحق.
المثال الخامس: مسألة ترك النصرة لإخواننا المسلمين إذا كان بيننا وبين الكفار المعتدين ميثاق، دَلَّ عليه قوله تعالى: (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)(الأنفال:72) ففي الآية صحة الميثاق مع الكفار، حتى وإن اعتدوا على أخوة لنا مستضعفين، فنحن مأمورون بحفظ الميثاق، ومعنى هذا أن الميثاق لا ينتقض بمجرد اعتداء الكفار على إخوان لنا.
ومعلوم أن هذا في حال الضعف، وإلا لو كان في المسلمين قدرة على النصرة في القتال والرد على الكفار، فمن الواجب نصرة إخواننا بالشرط المذكور في الآية، وذلك بأن ننبذ إلى الكفار ما بيننا وبينهم من العهد والميثاق، قال تعالى: (وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ) (الأنفال:5.
هذا الحكم بينته السيرة النبوية في صلح الحديبية، فإن الرسول-صلى الله عليه وسلم-لم ينصر أبا جندل ولا أبا بصير محافظة على عهد وميثاق مع الكفار، وعقد الصلح وهو يعلم ما تفعله قريش بالمستضعفين.
وفي مجال الدعوة فإن للسيرة النبوية أهميتها، فالسيرة تدل على صدق نبوته-صلى الله عليه وسلم-، وهي كافية الدلالة على وجوب الإيمان به، عن أبي هريرة عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-أنه قال: (والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي أو نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به، إلا كان من أصحاب النار).
المثال السادس: في حديث هرقل عظيم الروم، استدلال بسيرة الرسول-صلى الله عليه وسلم-، على صدقه-صلى الله عليه وسلم-سأذكره لفائدته وأختم به.
(‏عن عبد الله بن عتبة بن مسعود،‏ ‏أن ‏ ‏عبد الله بن عباس ‏أخبره أن ‏ ‏أبا سفيان بن حرب ‏أخبره،‏ أن ‏‏هرقل ‏ ‏أرسل إليه في ‏ركب ‏‏من ‏قريش، ‏‏وكانوا تجارًا ‏‏بالشام ‏‏في المدة التي كان رسول الله-‏صلى الله عليه وسلم-‏ماد ‏ ‏فيها ‏ ‏أبا سفيان ‏ ‏وكفار ‏ ‏قريش)يعني بعد زمن صلح الحديبية(‏فأتوه وهم ‏ ‏بإيلياء)معنى ذلك: أن هذه القصة حدثت بين السنة الخامسة والثامنة(فأتوه وهم ‏ ‏بإيلياء ‏فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء ‏ ‏الروم،‏ ‏ثم دعاهم ودعا بترجمانه)، فقال: (أيكم أقرب نسبًا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي)، فقال ‏‏أبو سفيان: ‏‏فقلت: (أنا أقربهم نسبًا)، فقال: (أدنوه مني وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره)، ثم قال لترجمانه: (قل لهم إني سائل هذا عن هذا الرجل فإن كذبني فكذبوه، فو الله لولا الحياء من أن ‏‏يأثروا ‏‏علي كذبا لكذبت عنه، ثم كان أول ما سألني عنه أن قال كيف نسبه فيكم) قال أبو سفيان: قلت: (هو فينا ذو نسب)، قال: (فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله) قال أبو سفيان: قلت: (لا)، قال: (فهل كان من آبائه من ملك)، قال أبو سفيان: قلت: (لا)، قال: (فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم)، قال أبو سفيان: فقلت: (بل ضعفاؤهم)، قال: (أيزيدون أم ينقصون)، قال أبو سفيان: قلت: (بل يزيدون)، قال: (فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه)، قال أبو سفيان: قلت: (لا)، قال: (فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال)، قال أبو سفيان: قلت: (لا)، قال: (فهل يغدر)، قال أبو سفيان: قلت: (لا ونحن منه في مدة)يعني مدة زمن الصلح التي كانت بعد الحديبية(لا ندري ما هو فاعل فيها)، قال أبو سفيان: (ولم تمكني كلمة أدخل فيها شيئا غير هذه الكلمة).
قال: (فهل قاتلتموه)، قلت: (نعم)، قال: (فكيف كان قتالكم إياه)، قلت: (الحرب بيننا وبينه ‏‏سجال ‏ينال منا وننالمنه)، قال: (ماذا يأمركم)، قلت: (يقول: اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئًا، واتركوا ما يقول آباؤكم، ويأمرنا بالصلاة والزكاة والصدق ‏‏والعفاف ‏‏والصلة).
فقال ملك الروم للترجمان: (قل له سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب، فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها، وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول فذكرت أن لا، فقلت لو كان أحد قال هذا القول قبله لقلت رجل ‏ ‏يأتسي ‏ ‏بقول قيل قبله، وسألتك هل كان من آبائه من ملك، فذكرت أن لا قلت فلو كان من آبائه من ملك قلت رجل يطلب ملك أبيه، وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال، فذكرت أن لا فقد أعرف أنه لم يكن ‏ ‏ليذر ‏الكذب على الناس ويكذب على الله، وسألتك أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم، فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه وهم أتباع الرسل، وسألتك أيزيدون أم ينقصون، فذكرت أنهم يزيدون وكذلك أمر الإيمان حتى يتم، وسألتك أيرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه، فذكرت أن لا وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب، وسألتك هل يغدر، فذكرت أن لا وكذلك الرسل لا تغدر، وسألتك بما يأمركم، فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، وينهاكم عن عبادة الأوثان ويأمركم بالصلاة والصدق ‏والعفاف، ‏فإن كان ما تقول حقًا، فسيملك موضع قدمي هاتين، وقد كنت أعلم أنه خارج، لم أكن أظن أنه منكم، فلو أني أعلم أني أخلص إليه ‏ ‏لتجشمت ‏‏لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه).
ثم دعا بكتاب رسول الله-‏صلى الله عليه وسلم-‏الذي بعث به ‏ ‏دحية ‏ ‏إلى عظيم ‏ ‏بصرى ‏‏فدفعه إلى ‏‏هرقل ‏فقرأه فإذا فيه:
‏‏بسم الله الرحمن الرحيم
‏‏من ‏‏محمد ‏‏عبد الله ورسوله، إلى ‏‏هرقل ‏عظيم ‏‏الروم، ‏ ‏سلام على من اتبع الهدى.
أما بعد:
فإني أدعوك ‏‏بدعاية ‏الإسلام، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن ‏‏توليت ‏فإن عليك إثم ‏ ‏الأريسيين، ‏‏و(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ).
‏‏قال ‏ ‏أبو سفيان:‏ (‏فلما قال ما قال وفرغ من قراءة الكتاب،كثر عنده ‏‏الصخب، ‏وارتفعت الأصوات، وأخرجنا)، فقلت لأصحابي حين أخرجنا: (لقد أمِرَ أمر ‏‏ابن أبي كبشة، ‏إنه يخافه ملك ‏‏بني الأصفر، ‏فما زلت موقنا أنه سيظهر حتى أدخل الله علي الإسلام).
وكان ‏‏ابن الناظور ‏صاحب ‏‏إيلياء ‏وهرقل ‏سقفًا ‏‏على ‏‏نصارى ‏ ‏الشام ‏‏يحدث: أن ‏هرقل ‏حين قدم ‏ ‏إيلياء ‏ ‏أصبح يومًا ‏خبيث النفس، ‏‏فقال بعض ‏ ‏بطارقته:‏ (‏قد استنكرنا هيئتك) قال ‏ابن الناظور: ‏(‏وكان‏ ‏هرقل ‏‏حزاء ‏‏ينظر في النجوم) فقال لهم حين سألوه: (إني رأيت الليلة حين نظرت في النجوم ملك الختان قد ظهر، فمن يختتن من هذه الأمة؟)، قالوا: (ليس يختتن إلا ‏‏اليهود ‏‏فلا يهمنك شأنهم، واكتب إلى ‏ ‏مداين ملكك فيقتلوا من فيهم من ‏‏اليهود).
‏‏فبينما هم على أمرهم أتي ‏‏هرقل ‏‏برجل أرسل به ملك ‏ ‏غسان، ‏‏يخبر عن خبر رسول الله-‏صلى الله عليه وسلم-‏، ‏فلما استخبره ‏‏هرقل ‏‏قال: (اذهبوا فانظروا أمختتن هو أم لا، فنظروا إليه فحدثوه أنه مختتن، وسأله عن ‏‏العرب ‏‏فقال: (هم يختتنون)، فقال ‏‏هرقل: ‏(‏هذا ملك هذه الأمة قد ‏ ‏ظهر).
‏‏ثم كتب ‏ ‏هرقل ‏ ‏إلى صاحب له ‏ ‏برومية، ‏‏وكان نظيره في العلم، وسار ‏‏هرقل ‏‏إلى ‏ ‏حمص، ‏‏فلم يرم ‏‏حمص ‏‏حتى أتاه كتاب من صاحبه، يوافق رأي ‏هرقل ‏‏على خروج النبي-‏صلى الله عليه وسلم-‏وأنه نبي.
فأذن ‏‏هرقل ‏لعظماء ‏‏الروم ‏ ‏في ‏‏دسكرة ‏‏له ‏‏بحمص، ‏‏ثم أمر بأبوابها فغلقت، ثم اطلع فقال: (يا معشر ‏ ‏الروم ‏ ‏هل لكم في الفلاح والرشد، وأن يثبت ملككم فتبايعوا هذا النبي، ‏‏فحاصوا ‏‏حيصة حمر الوحش إلى الأبواب فوجدوها قد غلقت).
فلما رأى ‏‏هرقل ‏ ‏نفرتهم وأيس من الإيمان قال: (ردوهم علي)، وقال: (إني قلت مقالتي ‏‏آنفًا ‏أختبر بها شدتكم على دينكم، فقد رأيت فسجدوا له ورضوا عنه)، فكان ذلك آخر شأن ‏ ‏هرقل)أخرجه البخاري في آخر كتاب بدء الوحي.
هذا حديث من الأحاديث الصحيحة، فيه استدلال بسيرة الرسول-صلى الله عليه وسلم-، على صدق نبوته، وفيه محاججة لكل من يكذب بصدقه-صلى الله عليه وسلم-، في ما جاء به من خبر التمام.
وهكذا تجد سيرة النبي-صلى الله عليه وسلم-فيها من أقوى الحجج، ومن أوضحها، ومن أسهلها، ومن أبينها، في المناظرة والمباحثة مع أهل الخلاف، سواء من كان من أهل الخلاف من أهل البدع والأهواء، أم كان من أهل الخلاف ممن لم يكن على ملتنا ملة الإسلام.
هذا ما لدي في هذا الموضوع، أردت به لفت النظر إلى عظيم الاهتمام بسيرة الرسول-صلى الله عليه وسلم-، وإلى مدى أثرها، وإلى مدى قوتها، عند المحاججة مع المخالفين.
أسأل الله-سبحانه وتعالى-أن يوفقنا إلى ما فيه طاعته ورضاه، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تم بحمد الله
بتصرف يسير...........
للتحميل
من هنـــــــــــا pdf
أو
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــا
أو
أضغط هنـــــــــــdocــــــــــــــــــا



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الجمعة مايو 10, 2024 10:59 pm عدل 4 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Empty رد: مجموع منهج السلف في النقد والتحذير

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مارس 22, 2024 6:51 pm

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Oc_aa_10
الرّد على أهل البدع من إماطة الأذى عن الطريق
قال الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر - حفظه الله -
بعد كلامه عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الإيمان بضع وسبعون شعبة أفضلها لا إله إلا الله وأوضعها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان.)
[ ...... وكذلك الحال في إماطة الأذى عن الطريق ، فإنَّ الناس مع هذه الشعبة على ثلاثة أقسام :
قسم يميط الأذى عن الطريق ، وقسم يدع الأذى في الطريق ، وقسم يضع الأذى في الطريق . وكلُّهم من أهل الإيمان لكنهم لا يستوون .
وفي الحديث فائدة لطيفة ، وهي أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم عدَّ إماطة الأذى عن الطريق إيماناً ، والمراد بالأذى : أي الحسي الذي يؤذي الناس ويعيقهم في سيرهم لتحصيل مصالحهم الدنيوية . وعليه فإنَّه من باب أولى أن يكون إماطة الأذى المعنوي الذي يعيق الناس في طريقهم إلى طاعة ربهم إيماناً ، ولهذا كان الرد على أهل البدع وتحذير الناس من باطلهم والرد على شبهاتهم من إماطة الأذى عن الطريق وهو من الإيمان.] اهـ
[من " تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي "(ج 1 / ص 307)]




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الخميس أبريل 04, 2024 5:00 pm عدل 3 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Empty رد: مجموع منهج السلف في النقد والتحذير

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مارس 22, 2024 6:51 pm

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Oy_110

رسالة
مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Fetch?id=192439&d=1625531409
الفهرس
مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Fetch?id=192441&d=1625531409
تصنيف الناس أو الرد على منكري التصنيف
للشيخ عبد السلام بن برجس

أضغط هنــــــــــــpdfـــــــــــــــــــا
أو
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــdocــــــــــــا




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الجمعة مارس 22, 2024 9:37 pm عدل 1 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Empty رد: مجموع منهج السلف في النقد والتحذير

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مارس 22, 2024 6:52 pm

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Oc10
قضية عدم التحذير من أهل البدع لا يسلم بها عاقل
أضغط هنـــــــــــــــــــــا
الردود على أهل البدع من منهج السلف وكشف بعض الشبهات
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا

ما نصيحتكم يا شيخ لمن شغل نفسه من المبتدئين بالردود ولا يعرف حتى فقه الطهارة وغيرها؟

سئل الشيخ العلامة زيد المدخلي رحمه الله:
سائل من الإمارات يقول: ما نصيحتكم يا شيخ لمن شغل نفسه من المبتدئين بما بين العلماء من الردود والأقوال ولا يعرف حتى فقه الطهارة وغيرها؟
الجواب: نصيحتي له أن يتفقَّه في الدين، في عقيدته وفي الشعائر التعبُّدية، وفي سلوكه وفي منهجه الذي يسير عليه، ومن ذلك كتب الردود التي رد بها السلف الصالح وأتباعهم على أهل الأهواء والبدع وما أكثرها في كل زمان ومكان. فلا يجوز لأحد أن يتذرَّع بقلة الفقه في الطهارة أو الصلاة يتذرع بذلك ليُحرِم الناس من سماع كتب الردود وكتابتها والاستفادة منها وقراءتها، وإنما الدين كامل فكما يجب أن نتفقه في العقيدة وفي الشعائر التعبدية نتفقَّه كذلك في المنهج العملي وفي السُّنة لنعمل بها ونتعرف على ضدها لنجتنبه وهي البدعة. فهذا هو الذي ينبغي أن يكون، فلا يجوز لأحد أن يقول للناس اتركوا هذه الردود واتركوا كذا وكذا وعليكم بكذا، هذا بدون علم يقول، لأنه إن لم يعرف الشر وقع فيه، والردود تبيِّن طريق الخير من طرق الشر، فيسمع الشريط ويقرأ الكتاب ويسمع من العالم في جميع مراتب الدين: عقيدة وشريعة، سُنَّة ومنهج. وما عُرف لنا أصحاب البدع من قديم الزمان من عهد الصحابة إلى يومنا هذا إلا بواسطة كتب الردود عليهم. فلو لم توجد كتب الردود في الأزمنة والأمكنة ما عَرَفَ الناس أهل البدع ولا استطاعوا أن يُحذِّروا من مبتدع. وعلى أهل الردود عليهم عهد الله وميثاقه أن لا يقولوا إلا الحق، ولا يتهموا مَنْ ليس لهم عليه بينة ومعرفة من كتابته أو مطوياته أو شريطه أو كتابه المؤلَّف. هذي طريقة الردود، وبدون ذلك لا يجوز لأحد أن يرد على سبيل الظن والاتهام بدون حقيقة. نعم
هناك من يزهد في الردود ويرى أن هذا تفريق للأمة

السائل : فضيلة الشيخ , هل لطلبة العلم بيان حال المنحرفين إذا اقتضى الحال البيان أم هو مختص بالعلماء ؟
الجواب : من عرف الحق وجب عليه بيانه عند اقتضاء الحال لذلك وعند لزوم الأمر وعند التقيد بمنهج الدعوة الصحيح , ومن عرف الباطل كذلك وجب عليه بيانه ولكن بالضوابط الشرعية وبآداب الدعوة السلفية , والعلماء هم الذين يحسنون الدعوة في هذا الباب ويحسنون معالجة هذه الأمور , فلا يستعجل طالب العلم المبتدئ أو المتوسط ولا يحمله الحماس على ترشيحه لنفسه في تخظئة الناس أو الحكم عليهم بالضلال أو البدعة , حتى يتأكد ويدع الحكم لغيره ومناقشة هذا الأمر لغيره وهو يكون من خير الأعوان على نشر الخير وقمعاً للبدعة , ولكن يجب أن يكون منضبطاً ويجب أن يكون متأنياً حتى لا يصدر الأحكام مجازفة بدون علم وبدون فهم في الأمور والحقائق فيقع فيما يضر ولا ينفع .
[العقد المنضد الجديد في الإجابة على مسائل الفقه والمناهج والتوحيد : 1/154]
هذا سؤال يذكر فيه صاحبه يقول: نود منكم التعليق على بعض العبارات التي يطلقها البعض من طلاب العلم وهذه العبارات يقول:
إن الإسلام يريد منّا أن نكون مثل ما نجتمع في الصلاة، لا يسأل الواحد عن المصلين ما جماعة المصلين الذين عن يمينه ولا عن يساره ولا مع أي شيخ هم لا نصّنف!.
كذلك عندما نصلي على جنازة ندعو ونرجو له المغفرة ولا نسأل عنه!،

وهكذا أيضا يقول :
التشهير بالأشخاص الذين عندهم بدع ليس من منهج السلف.
فيريد التوجيه في هذه العبارات جميعا؟!.
الجواب :
((على كل حال المسلم الذي هومن جملة المسلمين وتوفي على الإسلام، يدعى له بالمغفرة والرحمة ولو عُرف عنه بأنه صاحب معاصي، طالما هو من أهل الإسلام.
وأما من كان من أهل البدع فلا يخلو من حالين:
إما أن يكون من أهل البدع الداعين إلى بدعهم، إما بالمؤلفات أو بالنشر في وسائل النشر في هذا الزمن ويستمر على ذلك فهذا يجب أن يبين أمره ويُذكر باسمه ويحذر منه نصحا للمسلمين لأن من قلّ نصيبهم من العلم وسمع من المبتدع بكلام مزخرف يزيّن للناس البدع ويزهدهم في السنة يغتر به.
وصاحب العلم الناصح، صاحب السنّة يبين البدعة وضررها وأدلة مخالفتها للسنّة ويحذر منها بيقين بعد أن يتيقن ممّا ألف أو نُشرفي وسيلة من الوسائل أو الخطابة أو نحو ذلك.
وهذا له الأجر العظيم لأنه ممن ينصر السنّة ويذب عنها ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويبذل النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، فلا يجوز أن يقال لماذا يشهّر بفلان بعد أن أشهر البدعة التي تحارب السنّة ونشرها بأيدي الناس وعلى أسماعهم في هذه الوسائل المعروفة في هذا الزمن.
وأما من كان من أهل البدع يُظن به أنه صاحب بدعة ولكنه يخفيها... ولا ينشرها فمن علمها عنه نصحه على سبيل الإنفراد، أو بيّن الخطأ في مجامع الناس ولا يذكر باسمه وإنما يذكر البدعة ويحذر منها فهو لا يعامل معاملة من ينشر البدع ويدعو الناس إليها، ليفتن الناس ويحارب السنّة جهرا)).
[مقطع مفرغ من شريط بعنوان وصية فضيلة الشيخ زيد بن محمد المدخلي حفظه الله لأبنائه في المدينة [ الدقيقة 49 و13 ثا ] .

هل من منهج السلف السكوت على دعاة أهل البدع مراعاة لبعض المصالح ، وكذلك السكوت عن تبديع المبتدع والتحذير منه مراعاة للمصلحة ؟
الجواب : (ليس من منهج السلف السكوت عن أهل البدع الداعين إليها مراعاة لبعض المصالح، وذلك لأن انتشار البدع في المجتمعات يفسد أهلها، ولا شك أن درء المفاسد مقدّم على جلب المصالح، كما لا يجوز السكوت عن ذكر المبتدع بما فيه؛ لأن السكوت عنه يسبب ضررا على المجتمع، فلابد من ذكره ببدعته، ولابد من التحذير منه؛ نصيحة للمسلمين، وكل ذلك عند القدرة على البيان حسّا ومعنى، وفي الحديث الصحيح :((من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)). الحديث .
وانتشار البدع والسكوت عن الدعاة إليها ترك للمنكر بدون تغيير ، وذلك غير جائز في شريعة الإسلام التي جاء بها البشير النذير والسراج المنير تنزيل من حكيم خبير) .
[الأجوبة الأثرية عن المسائل المنهجية،صفحة 104].



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الخميس أبريل 04, 2024 11:23 pm عدل 11 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Empty رد: مجموع منهج السلف في النقد والتحذير

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مارس 22, 2024 6:53 pm



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الجمعة أبريل 05, 2024 5:36 am عدل 3 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Empty رد: مجموع منهج السلف في النقد والتحذير

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الخميس أبريل 04, 2024 2:47 pm

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Aa10
حكم الرد على المخالف
أضغط هنــــــــــــــــــــا
أو




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الخميس أبريل 04, 2024 4:11 pm عدل 1 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Empty رد: مجموع منهج السلف في النقد والتحذير

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الخميس أبريل 04, 2024 4:09 pm

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Yac13

الفرق بين التبديع وبين التحذير
أضغط هنـــــــــــــــــــا
أو
من هنــــــــــــــــا
التفريغ:
من الأمور المهمّة التي إن شاء الله تُخرج السلفين من الكثير من المشاكل معرفة قاعدة مهمّة و معرفة أمرِ مهم و هو : الفرق بين التبديع و بين التحذير،و متى يكون هذا و متى يكون هذا. و هذه القاعدة معرفتها تخرج السلفيين من مشاكل لأنك أحيانًا حينما تحذّر من شخص يقول تبدّعه ثمّ يقيم عليك الدنيا و يختلف معك و يتضارب معك فالعلماء رحمهم الله تعالى و السلف الصالح رضي الله عنهم و أرضاهم و من سار على منهجهم إلى يومنا هذا يفرّقون بين تبديع الشخص و بين التحذير منه ، فالتبديع حكمٌ عليه بوقوعه في البدعة و الحذر منه ، أمّا التحذير فليس حكما عليه بالوقوع في البدعة و إنّما هو في مرحلة المخالفة مع النُصحْ ، بمعنى أنّه خالف المنهج في مسائل قد تكون ملتبسة عليه..قد يكون أخطأ فيها و أسرّ على خطإه في بداية أمره، حينها نحذّر من هذا الشخص : انتبهوا فلان من النّاس لا يُلتَفُّ حوله و يُحْذَر حتّى يتوب و يرجع وحتّى نقف على فصل قول العلماء فيه.
طيّب ما هي القضيّة الخطيرة هنا ؟..القضيّة الخطيرة هنا من جهات:
-القضيّة الأولى: حصول الإختلاف بين الشباب السلفي في الولاء و البراء لهذا الشخص ، فبعضهم يرى أنّك بدّعته و أنّك طعنت فيه و بالتالي تحصل هناك فُرقة..هذه قضيّة خطيرة.
-القضيّة الثانية: أنّه بعض الشباب و هم الطرف الآخر يظنّون أن هذا الشخص لا زال محطه و لا زال صالحًا للإستفادة منه ؟ ..لا فإنّ هذا الشخص بهذه المخالفة في مرحلة التوقّف عنه و البُعد عنه حتّى لا يـُؤثِّـر ، فإن تاب و ترك و رجع إلى الحق يُرجع إليه و إن أصرّ حَكم عليه العلماء بالتبديع و نحوهِ....واضح؟..فالمحذَّرْ منه يُجتنب خاصّةً لطلاّب العلم الذين لم تَرصخ قدمُهم في العلم ، لماذا ؟ لأنّه في هذه المرحلة هذا المحذّر منه بين أمرين : بين أن يرجع إلى الحق و جزاه الله خيرًا و بينَ أن يُصِرَّ على باطله و لا يَرجع . و في هذه المرحلة يَبُثُّ في قلوب و أفكار الشباب قواعد و أدلّة متشابهة و يُؤَصّل فيهم تأصيلات تجعلهم لا يرون أنّه مبتدع و لا يرون أنّه خرج من المنهج ، فلو بدّعه العلماء بعد ذلك ما يرضَون لأنّه خلاصْ زَرع في قلوبهم أن هذا الكلام لا يصدُقُ عليه . طيّب يقولون نتركه؟ نعم أتركوه ، لأن السّلامة ما في خير منها، أن تسْلم و يَسْلمَ لك دينك ، الحمد لله العلماء موجودون و الحمد لله طلاّب العلم السلفيّون متواترون ، فإن عُدموا فالأشرطة و الكتب السلفيّة موجودة ، الله ما علّق الدِين على شخص و الدين و الحق سائر بإذن الله و لا يعلّق بالأشخاص " إعرفِ الحقَّ تعرِفْ أهلهُ " واضح؟..فهذه قاعدة خطيرة جدّا يجب التنبُّه لها ، بعضهم يأتي يقول فلان من الناس عنده و عنده..وللساّعة العلماء ما بدّعوه ؟ طب إذا ما بدّعوه معناه هو في مرحلة إمّا الاستجابة للحقّ و إمّا رفضه، و أنت قد تغتر به و تقع في حبائله و بالتالي الواجب عليك شرعًا أن تبتعد عنه و أن تنتظر قول العلماء فيه : هل يصلح أن يُرجع إليه و يستفاد منه أم يترك؟
واضح الآن كيف هذه القاعدة؟ ..طيّب،أيضًا الوارد في هذه القاعدة أيضًا عدم التعصّب و عدم تعليق الحق بالشخص .
إيش الحلبي ..إيش الحلبي ؟قرآن ، سنّة ، سلف صالح ؟ و لا شيئ إنِ اهتدى فلنفسه و إن ضلّ فعليها و الحقُّ ثابت ،أمّا أن تعلّق الحق بالحلبي إن قاله قلته و إن رفضه رفضتَهُ دون أن يكون مرجعك الكتاب و السنّة هذا ضلال ..ضلال ، كيف و الحلبي الآن كما تعلمون على سبيل المثال وقع في مسألة وِحدة الأديان و أنّ الإسلام الوسط الذي جاء به النبيّ صلّى الله عليه و سلّم هو الذي يجمع النّاس على مبدأ الإنسانية و عدم التمييز و التفريق و هذا هو الإلحاد و الكفرُ بذاته ، و مع هذا القول الباطل الذي وقع فيه الحلبي إلاّ أنّك تجد بعضْ أو كثيرْ أو كلُّ من يتّبعه من أحبابه يدافعون عنه و هذا يؤكّد لكم ما سبق أنّ طالب العلم المحذَّرْ منه ..(فالحلبي ليس بعالم) فطالبُ العلم المحذَّر منه ينبغي أن يُـجتنب حتّى لا يـفتتن بفتنته ، و لذلك الشيخ النجمي رحمه الله تعالى ماذا قال :هؤلاء أهل الشام يدافعون عن أهل البدع و مثلهم لا يؤخذ مه العلم يعني يُتَوقّف فيه ، تنتظر إمّا أن يتوب إلى الحقّ و إمّا أن تتركه، لا تعلّق دينك و لا تعلّق الحق الذي تتبعه لأشخاص و لذلك قول ابن مسعود أيضًا و هذه قاعدة مع نفس القاعدة هذه :"من كان مُستنًّا مُقتديًا مُهتديًا فليستنّ بمن قد مات ممّن لم يُفتن و هم الصحابة رِضوان الله عليهم فإنّ الحيّ لا تُؤمن عليه الفتنة" و هذه قاعدة قالها بن مسعود و قالها بن عمر رضي الله عنهم أجمعين. أين السلفيّون عنها ؟ ..بعضهم في بُعدٍ عنها ، بعضهم مُعلّقْ الإقتداء بفلان إن اهتدى اهتدوا و إن ضلّ ضلّوا و هذا خطأ و أنت آثم بهذا و مسؤولٌ عند الله عزَّ و جلَّ فإنَّ الله عزَّ و جلَّ جعل للحقّ أهلاً و أمارات و علامات و جعل للباطل أهلا و علامات و أمارات ، فأمَرك باتّباع سبيلِ الحقِّ و نهاك عن اتّباع سُبُل الباطل "و أَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَ لاَ تَتَّبِعُوا السُبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِه " و هذا و صايا من الله عزَّ و جلَّ كما هو معلوم ، القاعدة الثانية و هي معلومة و لكن لابد من تكرارها و التذكير بها لأننا نجد كثير من الشباب السلفي لا يطبّقها و لا يفهمها أو يفهمها و يتغافل عنها فنُذكّر فإنّ الذكرى تنفع المُؤمنين
الرد على المخالف بين القبول والرد
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمدصلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أما بعد
فلا زال أهل العلم يردون على من خالف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى كل من وقع في الباطل، ولو كان هذا المخالف يظهر السنة، والتمسك بها، ويظهر تمسكه بالمنهج السلفي والغيرة، فيناصحونه أولاً ويطالبونه بالرجوع عما خالف فيه السنة أو عما وقع فيه من مخالفة وطعن في أهل العلم والسنة، فإذا لم يتراجع عن باطله، ويقف عند حده، أظهروا ردهم عليه، وقد يردون عليه ابتداءاً إذا بلغهم خبره وسئلوا عن ذلك فلا يكتمون محابة أو مجاملة.
وعادة أهل السنة قبولهم للنصيحة وتراجعهم عن الخطأ وعدم تماديهم
بل يشكرون من بَيَّن لهم الخطأ ويعترفون بفضله وجميله عليهم
أما من نصح وبُيِّن له خطؤه ولم يرجع عنه !!!
فهذا مؤشر سوء طوية وقلب نية، وعدم إخلاص وإنصاف وقبول للحق
وقد يعيب بعض الناس على أهل السنة السلفيين ردهم على مخالفهم بشدة
خصوصاً إذا كان المخالف له أتباع يحبونه، ويعظمونه.
ويصفون رد أهل السنة بالقسوة أو الجفوة أو الغلظة أو التهجم ....
وقل ما شئت من العبارات التي تخرج من المتعصبين للمخالفين
وليتهم غضبوا لمخالفة الحق والسنة
لكن عين الرضا عن كل عيب كليلة
وعين السخط تبدي المساوئ
فهؤلاء إذا كان عيبهم تعصباً وحمية لمحبيهم المخالفين للسنة !!!
فهولاء لا حيلة لي معهم
إلا أن يبصرهم الله بحقيقة حالهم فيؤبون ويرجعون إلى الحق مذعنين
لكن:
قد يكون عيب بعض الناس تحسيناً لظنهم بالمردود عليهم
مع جهلهم وعدم علمهم بحقيقة مسلك أهل العلم في هذا الباب
فإلى هؤلاء أقول:
قد يكون الرد بشدة وحدة من باب التأديب، فأهل العلم وأهل القدوة يريدون بشدتهم التأديب والتقويم، دون المكافأة والمجازاة وبعض هذا مما يراد به بعض الناس ويصلح بذلك من عوج أخلاقهم.
وقد تكون شدتهم غضباً لله لا لأنفسهم، كما قال سَالِمُ بن عبد اللَّهِ أَنَّ عَبْد اللَّهِ بن عُمَرَ قال سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول :"لَا تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمْ الْمَسَاجِدَ إذا اسْتَأْذَنَّكُمْ إِلَيْهَا" فقال بِلَالُ بن عبد اللَّهِ : والله لَنَمْنَعُهُنَّ! فَأَقْبَلَ عليه عبد اللَّهِ فَسَبَّهُ سَبًّا سَيِّئًا ما سَمِعْتُهُ سَبَّهُ مثله قَطُّ وقال أُخْبِرُكَ عن رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَتَقُولُ والله لَنَمْنَعُهُنَّ".
قال ابن الجوزي :" قد كان الإمام أبو عبد الله أحمد بن حنبل لشدة تمسكه بالسنة، ونهيه عن البدعة يتكلم في جماعة من الأخيار إذا صدر منهم ما يخالف السنة، وكلامه ذلك محمول على النصيحة للدين".
وقال ابن رجب :"من علامات العلم النافع أن صاحبه لا يدعي العلم ولا يفخر به على أحد ولا ينسب غيره إلى الجهل إلا من خالف السنة وأهلها فإنه يتكلم فيه غضباً لله لا غضباً لنفسه ولا قصداً لرفعتها على أحد".
وقال ابن رجب أيضاً :" مخالفة بعض أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم خطأ من غير عمد، مع الاجتهاد على متابعته، فهذا يقع كثيراً من أعيان الأمة من علمائها وصلحائها، ولا إثم فيه، بل صاحبه إذا اجتهد فله أجر على اجتهاده، وخطأه موضوع عنه،
ومع هذا فلا يمنع ذلك من علم أمر الرسول، نصيحة لله ولرسوله ولعامة المسلمين، ولا يمنع ذلك من عظمة من خالف أمره خطأ،
وهب أن هذا المخالف عظيم له قدر وجلالة، وهو محبوب للمؤمنين إلا أن حق الرسول مقدم على حقه وهو أولى بالمؤمنين من أنفسهم.
فالواجب على كل من بلغه أمر الرسول وعرفه أن يبينه للأمة وينصح لهم، ويأمرهم بإتباع أمره
وإن خالف ذلك رأي عظيم الأمة، فإن أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أحق أن يعظم ويقتدى به
من رأي معظم قد خالف أمره في بعض الأشياء خطأ.
ومن هنا رد الصحابة ومن بعدهم من العلماء على كل من خالف سنة صحيحة،
وربما أغلظوا في الرد لا بغضاً له بل هو محبوب عندهم، معظم في نفوسهم
لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليهم، وأمره فوق كل أمر مخلوق.
فإذا تعارض أمر الرسول وأمر غيره فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أولى أن يقدم ويتبع،
ولا يمنع من ذلك تعظيم من خالف أمره وإن كان مغفوراً له،
بل ذلك المخالف المغفور له لا يكره أن يخالف أمره إذا ظهر أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بخلافه،
بل يرضى بمخالفة أمره ومتابعة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم إذا ظهر أمره بخلافه .
كما أوصى الشافعي :" إذا صح الحديث في خلاف قوله؛ أن يتبع الحديث ويترك قوله".
وكان يقول :" ما ناظرت أحداً فأحببت أن يخطئ، وما ناظرت أحداً فباليت أظهر الحق على لسانه أو على لساني".
لأن تناظرهم كان لظهور أمر الله ورسوله لا لظهور نفوسهم والانتصار لها.
وكذلك المشايخ والعارفون كانوا يوصون بقبول الحق من كل من قال الحق؛
صغيراً كان أو كبيراً وينقادون لقوله.
فلا يزال الناس بخير ما كان فيهم الحق وتبيين أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم التي يخطئ من خالفها وإن معذوراً مجتهداً مغفوراً له،
ولهذا مما خص الله به الأمة لحفظ دينها الذي بعث الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أن لا تجتمع على ضلالة بخلاف الأمم السالفة". انتهى كلامه رحمه الله تعالى
وقد تكون شدتهم لأنهم يغضبون لجهل الناس عليهم، وسوء أدبهم في التعامل معهم،
روى عبد اللَّهِ بن شَقِيقٍ قال خَطَبَنَا ابن عَبَّاسٍ يَوْمًا بَعْدَ الْعَصْرِ حتى غَرَبَتْ الشَّمْسُ وَبَدَتْ النُّجُومُ وَجَعَلَ الناس يَقُولُونَ الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ قال فَجَاءَهُ رَجُلٌ من بَنِي تَمِيمٍ لَا يَفْتُرُ ولا يَنْثَنِي الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ
فقال ابن عَبَّاسٍ أَتُعَلِّمُنِي بِالسُّنَّةِ لَا أُمَّ لك
ثُمَّ قال رأيت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَمَعَ بين الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ".
وقال عبد الله بن إسحاق: كان عبد الله بن الحسن يكثر الجلوس إلى ربيعة، قال: فتذكروا يوماً السنن
فقال رجل كان في المجلس: ليس العمل على هذا،
فقال عبد الله: أرأيت إن كثر الجهال، حتى يكونوا هم الحكام أفهم الحجة على السنة؟
قال ربيعة: أشهد أن هذا الكلام أبناء الأنبياء".
وقالت امرأة لإبراهيم النخعي: يا أبا عمران! أنتم العلماء أحد الناس؟
فقال لها: ما ذكرت عن الحدة فإن العلم معنا، والجهل مع مخالفينا،
وهم يأبون إلا دفع علمنا بجهلهم، فمن ذا يطيق الصبر على هذا ؟.
إخواني هذه تذكرة لنفسي
ولكل محب للخير والسنة
إن كنا حقاً نحب السنة والمنهج السلفي
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Empty رد: مجموع منهج السلف في النقد والتحذير

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الخميس أبريل 04, 2024 4:45 pm

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Oc11
تسليط الأضواء على أهل البدع والأهواء
أضغط هنـــــــــــــــــــــا

أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Empty رد: مجموع منهج السلف في النقد والتحذير

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الخميس أبريل 04, 2024 5:23 pm

الشيخ عادل منصور حفظه الله
الرد على من يقول تردون على أهل البدع وتدرون أهل الإلحاد والكفر
أضغط هنــــــــــــــــــــــــا
نصيحة لمن يزهد في الردود ويقسم الدروس إلى علمية وردود
أضغط هنــــــــــــــــــــــــا


أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Empty رد: مجموع منهج السلف في النقد والتحذير

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الخميس أبريل 04, 2024 5:25 pm


منهج السلف في نقد الرجال عدم اشتراط اللقاء


الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فالبعض يظن أن من شرط الرد على المخالف والكلام فيه والتحذير منه يشرط اللقيا أو عن سابق معرفة وخلطة.
بل تجد من أهل السنة من يعبر بتعبير خاطئ، يقول: كيف أتكلم في فلان وأنا لم يسبق لي أن لقيته، أو لا أحب أن أتكلم في أشخاص لم يسبق لقاؤهم والتعرف عليهم، وهذا من الورع البارد والورع المظلم، فبيان حال المخالف ورد أقواله الباطلة واجب، {وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} [الأنعام: 55].
ولا أعلم لهذا الشرط دليلا من كتاب أو سنة.
بل الذي عليه سلفنا الصالح أنهم يحذرون من أناس بأعينهم لم يسبق لهم رؤيتهم فضلا عن اللقاء بهم.
والشرط في هذا معرفة حال المخالف وما عليه من أقوال مخالفة وبدع منكرة.
ومن أشهر الأمثلة على الرد على المخالفين والطعن فيهم والكلام عليهم من غير سابق لقاء ومن غير سابق معرفة شخصية.
عن يحيى بن يعمر، قال: كان أول من قال في القدر بالبصرة معبد الجهني، فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري حاجين - أو معتمرين - فقلنا: لو لقينا أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر، فوفق لنا عبد الله بن عمر بن الخطاب داخلا المسجد، فاكتنفته أنا وصاحبي أحدنا عن يمينه، والآخر عن شماله، فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي، فقلت: أبا عبد الرحمن إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرءون القرآن، ويتقفرون العلم، وذكر من شأنهم، وأنهم يزعمون أن لا قدر، وأن الأمر أنف.
قال: فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم، وأنهم برآء مني، والذي يحلف به عبد الله بن عمر، لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا، فأنفقه ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر.
ثم قال: حدثني أبي عمر بن الخطاب قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، ... حديث جبريل المشهور.
أخرجه مسلم.
وعن أبي إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي يقول كنت أنا وأحمد بن الحسن الترمذي عند أحمد بن حنبل فقال له أحمد بن الحسن: يا أبا عبد الله ذكروا لابن أبي قتيلة بمكة أصحاب الحديث فقال: قوم سوء.
فقام أحمد أبو عبد الله وهو ينفض ثوبه فقال: (زنديق زنديق زنديق) ودخل بيته.
أخرجه الحاكم في ((معرفة علوم الحديث)) من طريقه الصابوني في ((عقيدة السلف أصحاب الحديث)) وأخرجه الخطيب البغدادي في ((شرف أصحاب الحديث)) والهروي في ((ذم الكلام وأهله)) والكلاعي في ((المسلسلات من الأحاديث والآثار)) وابن أبي يعلى في ((طبقات الحنابلة)) وابن الجوزي في ((مناقب الإمام أحمد)).
وهذا الأثر يشعر بعدم لقاء الإمام أحمد لابن أبي قتيلة.
ومن تتبع كتب الرجال والتاريخ وجد عند سلفنا الصالح من أمثال هذه الآثار الشيء الكثير.
بل جل ما في المصنفات في كتب الرجال والجرح تكلم فيها أصحاب هذه المؤلفات في رواة وأناس لم يدركوهم أصلا، بل ربما تكلموا في بعض من حط رحاله في الجنة.
وعلى سبيل المثال كتاب ((تقريب التهذيب)) لابن حجر وكذلك كتاب ((الكشاف)) للذهبي كل الرجال الذين تكلما فيهم لم يعاصروهم فضلا عن أن يروهم ويلتقوا بهم ويتعرفوا عليهم.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الجمعة 2 ربيع الآخر سنة 1441 هـ
الموافق لـ: 29 نوفمبر سنة 2019 ف


أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Empty رد: مجموع منهج السلف في النقد والتحذير

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الخميس أبريل 04, 2024 6:02 pm


تحذير السلف من أهل البدع
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه وسلم .
وبعد فهذه أقوال ومواقف منهجية لعلماء أجلاء برزوا في نشر السنة بين الناس ونبذ الخرافات التي أتى بها أصحاب الأهواء والبدع , وقد نقلت عنهم ذالك ليعلم السني طريق الحق فيتبعه وطريق الباطل فيجتنبه , وقد عزونا كل كلام الى قائله والى مصادره وذالك باسم الكتاب ورقم الكتاب ومجلد الكتاب ان كان المصدر الذي نقلنا منه ذات مجلدات , وقد وضعت بعض التعليقات , ليس زيادة على كلامهم , بل كزيادة في توضيح عباراتهم, وقد قمنا بهذا العمل المبارك ان شاء الله ابتغاء وجه الله تبارك وتعالى وقصد النصيحة لعموم المسلمين , ونسأله سبحانه وتعالى أن يتقبل ذالك منا انه هو السميع العليم.
1- التحذير من أهل البدع واجب باتفاق المسلمين
وممن نقل الاجماع على ذالك الامام ابن تيمية حيث قال كما في< مجموع الفتاوى 28 – 231 >
قال : < .... ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة , أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة , فان بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين > قلت : فتأمل في قوله رحمه الله { فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين } ففي هذا الكلام نص واضح لا إشكال فيه على أن العلماء أجمعوا على التحذير من أهل البدع , وما ذاك إلا لأنهم أضر على المسلمين من أعداء الله في الخارج كما سيأتي في كلام ابن تيمية رحمه الله
2-الكلام في أهل البدع أفضل من الصلاة والصيام والاعتكاف بل من الجهاد في سبيل الله
- قال شيخ الاسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى في نفس المصدر قال < ... حتى قيل لأحمد بن حنبل رحمه الله تعالى : الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب اليك أو يتكلم في أهل البدع , فقال : اذا قام وصلى واعتكف , فانما هو لنفسه , واذا تكلم في أهل البدع فانما هو للمسلمين , هذا أفضل > قلت : فانظر رحمك الله كيف جعل الامام أحمد رحمه الله الرد على أهل البدع والتحذير منهم وكشف عوارهم أفضل من الصلاة, والصيام, والاعتكاف , وفيه رد على من يتهرب من قول الحق في الخالفين بحجه أنه يشغل عن العبادة , فأقول هل أنت أعلم من الامام أحمد ؟ وهل فتواه كانت مخطئة حين أفتى بأن التكلم في أهل البدع أفضل من الصلاة والصيام ونحوها من العبادات التي أنت تخشى أن تشغلك الردون عنها ؟
ثم قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى : < فتبين أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله , اذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشريعته ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذالك واجب باتفاق المسلمين , ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين , وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب , فان هؤلاء – أي أهل الحرب – اذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين الا تبعا , وأما أولائك – أي أهل البدع – فهم يفسدون ابتداء > قلت : الحمد لله أن جعل لكل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم , ينفون عنه انتحال المبطلين , وتأويل الجاهلين , ومن هؤلاء النفر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله , الذي نصر الله به السنة وقمع به البدعة وهتك به عوار أهل البدع , فرحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ءامين .
وقال أيضا : < الردود على المعتزلة والقدرية وبيان تناقضهم فيها قهر المخالف , واظهار فساد قوله هي من جنس المجاهد المنتصر , فالراد على أهل البدع مجاهد حتى كان يحيى بن يحيى – شيخ البخاري ومسلم – يقول : < الذب عن السنة أفضل من الجهاد > انظر < نقض المنطق لابن تيمية – ص : 12 >.
وقال في منهاج السنة < 5/ 146 : < .... وكذالك بيان أهل العلم لمن غلط في الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم , أو تعمد الكذب عليه , أو على من ينقل عنه العلم , وكذالك بيان من غلط في رأي راه في الدين من المسائل العلمية والعملية , فهذا ان تكلم فيه انسان بعلم وعدل وقصد النصيحة فالله يثيبه على ذالك لاسيما اذا كان المتكلم فيه داعيا الى بدعة فهذا يجب بيان أمره للناس , فان دفع شره عنهم أعظم من دفع شر قاطع الطريق > قلت : الله أكبر , الرد على أهل البدع بقصد النصيحة يثاب عليه المسلم ان كان بعلم وعدل , فلما أهل البدع ينفرون الشباب عن الردود ؟
3-الكلام في أهل البدع ليس بغيبة بحال .
قال أبو صالح الفراء رحمه الله : < ذكرت ليوسف بن أسباط عن وكيع شيئا من أمر الفتن , فقال : ذالك يشبه أستاذه – يعني الحسن بن صالح - , فقال : فقلت ليوسف : أما تخاف أن تكون هذه غيبة , فقال لم يا أحمق ؟ أنا خير لهؤلاء من ابائهم وأمهاتهم , أنا أنهى الناس أن يعملوا بما أحدثوا فتتبعهم أوزارهم ومن أطراهم كان أضر عليهم > انظر تهذيب التهذيب < 1 / 398 >.
وقال ابن أبي زمنين – رحمه الله - : < ولم يزل أهل السنة يعيبون أهل الأهواء المضلة , وينهون عن مجالستهم ويخوفون فتنتهم , ويخبرون بخلاقهم , ولا يرون ذالك غيبة لهم ولا طعنا عليهم > انظر كتاب أصول السنة لابن زمنين / 292 .
وقال الحسن البصري – رحمه الله - : < ليس لصاحب بدعة ولا لفاسق يعلن بفسقه غيبة > انظر كتاب السنة للالكائي 279 > قلت : الغيبة الجائزة لمن يعلن في بدعته ومعصيته , أما المستور فلا يدخل .
وقال أيضا : < ليس لأهل البدع غيبة > انظر كتاب السنة للالكائي 280 >
وقال أيضا : < ثلاثة ليس لهم حرمة في الغيبة – وذكر منهم – فاسق معلن الفسق , وصاحب البدعة المعلن البدعة > انظر كتاب السنة للالكائي /278 >
وقال إبراهيم النخعي – رحمه الله - : < ليس لصاحب البدعة غيبة > انظر كتاب الدارمي / 394
وقال أبو زيد الأنصاري – رحمه الله - : < أتينا شعبة يوم مطر , فقال : < ليس هذا يوم حديث , اليوم يوم غيبة , تعالوا نغتاب الكذابين > انظر كتاب الكفاية / 91 > قلت : يا من تتهموننا بالغيبة إذا ما تكلمنا عن داعية خالف السلف في المسائل المنصوص عليها في كتبهم ومنها مجالسة المبتدعة والدفاع عنهم لا سيما من يدافع في هذا الزمان عن سيد قطب , أقول هل هؤلاء السلف كانوا آثمين عندما كانوا يتكلمون في أهل البدع ؟ فإن قلتم لا , لم يأثموا , فخذوا بأقوالهم .
وقال أبو زرعة الدمشقي – رحمه الله - : < سمعت أبا مسهر يسأل عن الرجل يغلط ويهم ويصحف ؛ فقال : بين أمره , فقلت لأبي مسهر : أترى ذالك غيبة ؟ , قال : لا > انظر كتاب الكفاية /92 >.
وقال عبد الله بن المبارك – رحمه الله - : < المعلى بن هلال هو ؛ إلا أنه جاء الحديث يكذب . فقال له بعض الضوفية : يا أبا عبد الرحمان تغتاب ؟ فقال : اسكت , إذا لم نبين كيف يعرف الحق من الباطل؟ > انظر كتاب الكفاية / 91 >
وقال عبد الله ابن الامام أحمد – رحمه الله - : < جاء أبو تراب النخشبي – عسكر بن الحصين – الى أبي , فجعل أبي يقول : فلان ضعيف , وفلان ثقة , فقال أبو تراب : يا شيخ , لا تغتب العلماء , قال : فالتفت أبي إليه ؛ فقال : ويحك , هذا نصيحة , هذا ليس بغيبة > انظر كتاب طبقات الحنابلة /1-249> قلت :هذا هو كلام كثير من الشباب بعينه , إذا قام رجل ينصر سنة النبي صلى الله عليه وسلم , وذالك بالرد على فلان وفلان لأنهم خالفوا الحق , تكلم من لا علم عنده وقال : أنت تغتاب العلماء , مع أنك لو نظرت الى المردود عليه تجده من طلاب العلم , وعلى فرض أنه من العلماء , فالواجب التحذير منه إذا خالف الحق كما هو مدون في كلام السلف.
وقال إسماعيل الخطبي – رحمه الله - : حدثنا عبد الله بن أحمد , قال : قلت لأبي : ما تقول في أصحاب الحديث يأتون الشيخ لعله يكون مرجئا أو شيعيا , أو فيه شيء من خلاف السنة , أيسعني أن أسكت عنه , أم أحذر عنه ؟ ؛ فقال أبي : < إن كان يدعو إلى بدعة , وهو إمام فيها ويدعو إليها ,نعم ؛ تحذر عنه> انظر كتاب شرح العلل / 1-350 >
4-التحذير من مجالسة أهل الأهواء والبدع ومخالطتهم والمشي معهم.
-قال تعالى : < ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء ...
وقال : < ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون >
قال الفضيل بن عياض رحمه الله - : < من جلس مع صاحب بدعة فاحذره , ومن جلس مع صاحب البدعة لم يعط الحكمة , وأحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد , اكل عند اليهودي والنصراني أحب الي من أن اكل عند صاحب بدعة> انظر كتاب السنة للامام الالكائي - / 1139
وقال أحمد ابن حنبل رحمه الله تعالى - : < أهل البدع لا ينبغي لأحد أن يجالسهم ولا يخالطهم ولا يأنس بهم >. انظر كتاب الابانة – 495 . قلت : وما أكثر من يجالسهم ويثني عليهم ويمدح كتبهم ويخطء كتب أهل السنة , كما يفعل الان الصحويون والحركيون والقطبيون في هذا الزمان مع أهل السنة , ولما قام الشيخ ربيع حفظه الله بالرد على سيد قطب قام عليه الاخوان المسلمون والحركيون وغيرهم كثير فشنعوا عليه وعابوه , مع أن الشيخ الألباني زكى رد الشيخ ربيع , ولاكن لا حياة لمن تنادي , لأنه الهوى والعياذ بالله , كما قال الشاعر : أتاني الهوى قبل أن أعرف الهوى فصادف قلبا خاويا فتمكنا .
وقال حبيب بن أبي الزبرقان رحمه الله - : < كان محمد بن سيرين اذا سمع كلمة من صاحب بدعة وضع اصبعيه في أذنيه , ثم قال : لا يحل لي أن أكلمه حتى يقوم من مجلسه > .المصدر السابق قلت : رحمك الله يا ابن سيرين , تخاف على نفسك مع ما أتيت من علم , فما بال أناس يزعمون أنهم ينصحونهم مع قلة علمهم فإذا بهم , تراهم قد انحرفوا واتبعواالباطل نسأل الله الثبات على الحق .
قال سلام بن أبي مطيع – رحمه الله - : < أن رجلا من أصحاب الأهواء قال لأيوب السختياني : يا أبا بكر أسألك عن كلمة , قال أيوب – وجعل يشير باصبعه - : ولا نصف كلمة ولا نصف كلمة >.
انظر كتاب السنة للامام الالكائي -291 .
وقال أحمد ابن حنبل رحمه الله تعالى – في رسالته الى مسدد : < ولا تشاور صاحب بدعة في دينك , ولا ترافقه في سفرك > انظر الاداب الشرعية
< 3 / 578 / . قلت : فما بال الكثير من الشباب تراهم يسؤلون ويستفتون كل من هب ودب , ولا يسألون عن حالهم ومنهجهم , تقول له أن الرجل من أهل البدع , يجيبك بأنه شيخ , وهو لم يطلع هذا المسكين عمن يفوق هؤلاء بكثير مثل , الحارث المحاسبي , والحسن بن صالح , وكانوا علماء كبار , ولم يمنع الإمام أحمد أن يحذر منهم ويبدعهم , لما علم من أن من خالف الحق وركب الهوى ولم يقبل نصائح الناصحون من أهل العلم الربانيون , اتهم في دينه وحذر منه ولا كرامة .
وقال الامام ابن الجوزي رحمه الله تعالى - : < الله , الله من مصاحبة هؤلاء – يعني : أصحاب البدع - , ويجب منع الصبيان من مخالطتهم لئلا يثبت في قلوبهم من ذالك شيء , واشغلوهم بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم , لتعجن بها طبائعهم > انظر المصدر السابق .
قال أبو محمد البربهاري – رحمه الله تعالى - : < اذا ظهر لك من انسان شيء من البدع فاحذره فان الذي أخفى عنك أكثر مما أظهر > انظر كتاب السنة للامام البربهاري – 148 > . قلت : وصدق رحمه الله , فإن أهل البدع يخفون الكثير من خرافاتهم وبدعهم , ولولا أهل العلم الربانيون لأظهروا كل شيء , ولاكن هيهات هيهات , {بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق }.
وقال أيضا : < مثل أصحاب البدع مثل العقارب , يدفنون رءوسهم وأبدانهم في التراب ويخرجون أذنابهم , فاذا تمكنوا لدغوا , وكذالك أهل البدع هم مختفون بين الناس , فاذا تمكنوا بلغوا ما يريدون > انظر كتاب طبقات الحنابلة / 2 – 44 / > .
وقال ابن رجب رحمه الله : < أما أهل البدع والضلال ومن تشبه بالعلماء وليس منهم , فيجوز بيان جهلهم , واظهار عيوبهم تحذيرا من الاقتداء بهم > انظر الفرق بين النصيحة والتعيير 36 /. قلت : وما أكثرهم في هذا الزمان , تجدهم يظهرون التخشع , وفصاحة اللسان , وكثرة النقولات , فيظن به السامعون أنه من كبار العلماء وهو حاطب ليل , ويصدق فيهم , قوله صلى الله عليه وسلم : < المتشبع بما لم يعطى كلابس ثوبي زور > والحديث في الصحيحين .
وقال الحسن البصري رحمه الله - : < لا تجالس صاحب هوى فيقذف في قلبك ما تتبعه عليه فتهلك , أو تخالفه فيمرض قلبك > انظر كتاب ابن وضاح /-57 / >.
وقال الحسن وابن سيرين رحمهما الله - : < لا تجالسوا أصحاب الأهواء , ولا تجادلوهم , ولا تسمعوا منهم > انظر كتاب الابانة < 395 >.قلت : ما أكثر النقولات عن هؤلاء الأعلام , في التحذير من مجالسة أهل البدع , والاستماع لمواعظهم , إنهم يريدون لكم الخير إخواني , خذوا بوصاياهم تفلحوا , فالسلف يحذرونكم منهم لأن أهل البدع عندهم أساليب مكرة , وطرائق مختلفة , فهم يصطادون الحوت في الماء العكر فاحذروهم .
وقال عطاء رحمه الله : < أوحى الله عز وجل الى موسى عليه السلام : لا تجالس أهل الأهواء , فانهم يحدثون في قلبك ما لم يكن فيه > انظر كتاب < الابانة – 358 > .
وقال أبو نعيم – رحمه الله - : < دخل الثوري يوم الجمعة فاذا الحسن بن صالح بن حي يصلي , فقال : نعوذ بالله من خشوع النفاق , وأخذ نعليه وتحول > انظر كتاب <التهذيب / 2 – 249 > . قلت : فانظر رحمك الله كيف أن الامام الثوري رحمه الله لم يغره تخشع الحسن بن صالح , لعلمه أن العبرة بموافقته للحق لا بتخشعه المزيف .
وقال بشر بن الحارث الحافي رحمه الله : < كان زائدة يجلس في المسجد يحذر الناس من ابن حي وأصحابه , قال : وكانوا يرون السيف > .انظر كتاب < السير / 7 -363 > .
وقال محمد بن الحسن بن هارون الموصلي – رحمه الله - : < سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن قول الكرابيسي : نطقي بالقران مخلوق , فقال لي أبو عبد الله : اياك , اياك وهذا الكرابيسي لا تكلمه ولا تكلم من يكلمه . أربع مرات , أو خمس مرات > . انظر كتاب < السنة لعبد الله بن الامام أحمد -187 . قلت : انظر كيف حذر الامام أحمد من هذا الكرابيسي مع أنه لم يقل أن القرآن مخلوق , بل قال نطقي بالقرآن مخلوق , وهو كلام حق , لاكن لما قد يتبادر الى الذهن معنا آخر ويفضي الى القول بخلق القرآن لم يقبله الإمام أحمد , فكيف لو رأى في هذا الزمان كتب سيد قطب , ورأى أقواله , ومنها القول بخلق القران , وكيف لو رأى كذالك مقولة عمرو خالد , قوله { والذي خلق السماوات والأرض وهذا القران الحكيم } التي فيها القول بخلق القرآن , قلت ماذا لو رأى الامام أحمد هذا الكلام ما سيكون موقفه منهم , لاشك أنه يحذر منهم غاية التحذير , بل أشد من الحارث المحاسبي, وأمثاله , فتأمل أخي القارئ ولا تكن من الغافلين .
وقال أيوب السختياني رحمه الله - : قال لي أبو قلابة : < لا تمكن أصحاب الأهواء من سمعك فينبذوا فيه ما شاؤوا < فيغيروا قلبك > > انظر كتاب < الابانة – 397 .قلت : ما أجمل من نصيحة لو أخذ بها شبابنا المتدين .
وقال عثمان بن زائدة – رحمه الله - : أوصاني سفيان قال : < لا تخالط صاحب بدعة > انظر كتاب < الابانة – 453 .
وقال الفضيل بن عياض – رحمه الله - : أدركت خيار الناس كلهم أصحاب سنة , وينهون عن أصحاب البدع > انظر كتاب < السنة للامام الالكائي -267 >.قلت : ليس هو أول من ينهى الناس عن اهل البدع بل أدرك الكثير من أهل العلم , وهم كلهم أهل سنة , فتأمل أن تظن أن التحذير من أهل البدع قاله واحد من السلف أو اثنان فحسب , بل كلهم أخي المحب .
وقال عبد الله بن المبارك رحمه الله - : اياك أن تجلس مع صاحب بدعة > انظر كتاب الابانة 452
وقال يحيى بن أبي كثير – رحمه الله - : < اذا لقيت صاحب بدعة في طريق فخذ في طريق اخر > وكذا قال الفضيل بن عياض . انظر كتاب الابانة – 490-493 /.
وقال مقاتل بن محمد – رحمه الله - : < قال لي عبد الرحمان بن مهدي : يا أبا الحسن , لا تجالس هؤلاء أصحاب البدع , ان هؤلاء يفتون فيما تعجز عنه الملائكة .انظر كتاب < الابانة -456 .
وقال الفضيل رحمه الله : < لا تجلس مع صاحب بدعة , فاني أخاف أن ينزل عليك اللعنة > . انظر كتاب شعب الايمان – 9472 .
وقال : < احذروا الدخول على أصحاب البدع , فانهم يصدون عن الحق > انظر كتاب السنة للالكائي / 261 .
وقال علي بن شقيق – رحمه الله - : سمعت عبد الله بن المبارك – رحمه الله – يقول على رؤوس الناس : < دعوا حديث عمرو بن ثابت فانه كان يسب السلف > انظر كتاب صحح مسلم /1/16>
وقال هشام بن عروة – رحمه الله - : < كان الحسن , وابن سيرين يقولان : < لا تجالسوا أهل الأهواء , ولا تجادلوهم , ولا تسمعوا منهم > . انظر كتاب تهذيب الكمال / 6 – 111 >.
وقال أيوب رحمه الله : < راني سعيد بن جبير جلست الى طلق بن حبيب فقال لي : < ألم أرك جلست الى طلق بن حبيب , لا تجالسنه قال أيوب : وما شاورته في ذالك ولاكن يحق للرجل المسلم اذا رأى من أخيه شيئا يكرهه أن ينصحه > انظر كتاب الشريعة / 137 .
وقال علي بن أبي خالد – رحمه الله - : < قلت لأحمد – يعني : ابن حنبل - : ان هذا الشيخ – لشيخ حضر معنا – هو جاري , وقد نهيته عن رجل , ويحب أن يسمع قولك فيه : حارث القصير – يعني الحارث المحاسبي - , وكنت رأيتني معه منذ سنين كثيرة , فقلت لي : < لا تجالسه , ولا تكلمه > , فلم أكلمه حتى الساعة , وهذا الشيخ يجالسه , فما تقول فيه ؟ فرأيت أحمد قد احمر لونه , وانتفخت أوداجه وعيناه , وما رأيته هكذا قط , ثم جعل ينتفض ويقول : < فعل الله به وفعل , ليس يعرف ذالك الا من خبره وعرفه , أويه , أويه , ذاك لا يعرفه الا من خبره وعرفه , ذاك جالسه المغازلي , ويعقوب , وفلان , فأخرجهم الى رأي جهم , هلكوا بسببه >
فقال له الشيخ : يا أبا عبد الله , يروي الحديث , ساكن , خاشع , من قصته , ومن قصته . فغضب أبو عبد الله , وجعل يقول : < لا يغرك خشوعه ولينه > ويقول أيضا : < لا تغتر بتنكيس رأسه فانه رجل سوء , ذاك لا يعرفه الا من خبره , لا تكلمه , لا كرامة له , كل من حدث بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مبتدعا تجلس اليه ؟ لا . ولا كرامة , ولا نعمى عين > , وجعل يقول : < ذاك , ذاك > . انظر كتاب طبقات الحنابلة /325 .
وقال اسماعيل الطوسي – رحمه الله - : قال لي ابن المبارك : < يكون مجلسك مع المساكين , واياك أن تجلس مع صاحب بدعة > انظر كتاب شعب الايمان < 7/ 64 >.
وقال الفريابي – رحمه الله - : < وكان سفيان الثوري ينهاني عن مجالسة فلان > يعني : رجلا من أهل البدع . انظر كتاب الابانة / 454 >.
وقال مفضل بن مهلهل السعدي – رحمه الله - : < لو كان صاحب البدعة اذا جلست اليه يحدثك ببدعته , حذرته وفررت منه , ولاكنه يحدثك بأحاديث السنة في بدو مجلسه , ثم يدخل عليك بدعته فلعلها تلزم قلبك , فمتى تخرج من قلبك > انظر كتاب الابانة / 394 >.قلت : أجل والله , وهذه هي المصيبة , أنك تجد فلان وفلان ممن يتزيون بتزين أهل العلم , يحدثك بالأحاديث والآيات , ويظن السامعون أنه على صواب , بينما تجد أهل العلم قد عرفوا حالهم ومنهجه وعقيدته , وذالك إما من خلال كتبه , أو سماع أشرطته , أو مناقشته , فيكشف عن حاله , لأنه يعرف أين عنده الخطأ من الصواب , أما العامي فلا يدري عنه شيئا لأنه ليس من أهل هذا الفن لأن يعرف .

منقول

أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Empty رد: مجموع منهج السلف في النقد والتحذير

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الخميس أبريل 04, 2024 10:53 pm


جمع أقوال الفضلاء لمن يزعم بعدم التحذير من أصحاب الأهواء
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فإن التمسك بالكتاب والسنة هو الأصل العظيم في الإسلام,فمن خالفهما ضل عن سواء الصراط, ومن تمسك بهما فاز فوزا عظيما,فمن تأمل في كلام الله وجد الأوامر الكثيرة بطاعة الله ورسوله
قال تعالى: ( ياأيها الذين آمنوا أطيعوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعا ....)
قال تعالى:(ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين و الصديقين والشهداء وحسُن أولئك رفيقا )
قالى تعالى:(ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)
ومن مميزات أهل السنة والجماعة العمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في كل الأمور ,فعلى المسلم العاقل أن يلتزم بهما وأن يجعلهما في كل أمر يُقبل عليه ولايتعرض لهما قال تعالى ( ومن يشاقق الرسول من بعد ماتبين له الهُدى ويتبع غير سبيل المُؤمنين نوله ماتولّى ونصله جهنم وساءت مصيرا).
ومن لاحظ في هذا الزمان والعياذ بالله أنه قد تخلل صفوف المنهج السلفي كثير من أصحاب الأهواء والتحزب والبدع,فلاهم التزموا به ولادعوا الناس إليه,بل قد أضلوا من سبقهم لهذا المنهج علما وعملا وأثاروا الفتن ونسبوا أنفسهم ونسبوا لهذا المنهج الذي ماهو منه براء :
-قالوا التكلم في أصحاب الأهواء والبدع غيبة وهذا حرام
-فضلوا الصغار من طلبة العلم على كبارهم سنا وعلما
-قالوا إن من إثارة الفتن ذكر أصحاب الأهواء بأسمائهم وكناهم فلهم أتباع وأن علم الجرح هذا لاأصل له
وأقوالهم كثيرة, فهم لاقول لهم إلا ماينصرهم وينصر باطلهم,لذا أستعين بالله في ذكر بعض أقوال الصحابة والأئمة كيف كانوا يتعاملون مع هؤلاء
فصل
في ذكر أئمة الهدى المعروفين بالجرح وقولهم بأن هذا ليس من الغيبة

لقد أجمع أهل الحديث قاطبة على أن جرح الرواة وأهل البدع والفساق لايُعدُّ من الغيبة بل هو من النصيحة في دين الله وواجب ومستحب
قال الحافظ النووي رحمه الله(1) :(باب مايُباح من الغيبة ) إعلم أن الغيبة تُباحُ لغرض صحيح شرعي لا يمكن الوصول إليه إلا بها ونذكر منها
-التظلم
-الإستعانة على تغيير المنكر والمعاصي إلى الصواب
-الإستفتاء
-تحذير المسلمسن من الشر ونصيحتهم وذلك من وجوه:
*منها جرح المجروحين من الرواة والشهود وذلك جائز بإجماع المسلمين بل واجب للحاجة إلى أن يقول رحمه الله ومنها إذا رأى متفقها يتردد إلى مبتدع فاسق يأخذ عنه العلم وخاف أن يتضرر المتفقه بذلك,فعليه نصيحته ببيان حاله,شرط أن يقصد النصيحة .إ.ه
ومن الأئمة المعروفين في هذا الباب لحماية الدين والمعروفين بجرح المخالفين وقاموا بهذا الواجب
سفيان الثوري,عبد الله ابن المبارك,شعبة بن الحجاج,عبد الرحمان بن مهدي,مالك ابن أنس,أحمد بن حنبل,يحي بن معين,يحي بن سعيد القطان,علي بن المديني,محمد بن اسماعيل البخاري السخاوي,ابن حجر,الذهبي,النووي,أبوعبدالله الحاكم,الدارقطني,ابن حبان,ابن أبي حاتم,أبو حاتم الرازي,أبو زرعة الرازي,الخطيب البغدادي.رحمهم الله أجمعين
فصل
في التحذير من أصحاب الأهواء جميعا

-عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم:سيكون في آخر أمتي أناس يحدثونكم بمالم تسمعوا أنتم ولاآباؤكم فإياكم و إياهم.(2)
- وقد ذكر صلى الله عليه وسلم أشخاص معينين بدون ذكر محاسنهم ولم يقل أن هذا حرام ,فعن عائشة رضي الله عنها :أن رجلا استأذن النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه قال بئس أخو العشيرة وبئس ابن العشيرة فلما جلس تطلق النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه,فلما انطلق الرجل قالت له عائشة,يارسول الله حين رأيت الرجل قلت كذا وكذا ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه فقال: ياعائشة متى عهدتني فاحشا؟ ان شر الناس عند الله منزلة من تركها الناس اتقاء شره.(3)
قال الحافظ قال القرطبي في الحديث: جواز غيبة المعلن بالفسق أو الفحش أو نحو ذلك من الجور في الحكم والدعاء إلى البدعة...(4)
-قال ابن عباس رضي الله عنه( لاتجالسوا أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب. (5)
- وقال شريك:لئن يكون في كل قبيلة حمار أحب إلي من أن يكون فيها رجل من أصحاب أبي فلان .رجل كان مبتدعا.(6) -وقال الإمام مالك لاتسلم على أهل الأهواء ولاتجالسهم إلا أن تغلظ عليهم , ولايُعاد مريضهم ولاتحدث عنهم الأحاديث(7) -قال ابن عون كان محمد بن سيرين يرى أن أسرع الناس ردة أهل الأهواء وكان يرى أن هذه الآية أُنزلت فيهم"وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم"(8)
-وعن ليث بن أبي سُليم عن أبي جعفر قال(لاتجالسوا أهل الخصومات فإنهم الذين يخوضون في آيات الله)(9)
-قال مجاهد لاتجالس أهل الأهواء فإن لهم عرَّة كعرَّة الجرب(10)
-وعن هشام بن حسان قال:كان الحسن ومحمد بن سيرين يقولان:لاتجالسوا أصحاب الأهواء ولاتجادلوهم ولاتسمعوا منهم(11)
-قال إبراهيم النخعي:لاتجالسوا أهل الأهواء فإن مجالستهم تُذهب بنور الإيمان من القلوب وتسلب محاسن الوجوه وتورث البغض في قلوب المؤمنين.(12)
-وقال الإمام البربهاري رحمه الله: وإذا رأيت الرجل جالسا مع أهل أهواء فحذّره وعرّفه,فإن جلس معه بعد ماعلم فاتقه فإنه صاحب هوى.(13)
-وقال الشاطبي أيضا رحمه الله : حين تكون الفرقة تدعو إلى ضلالتها وتزينها في قلوب العوام ومن لاعلم عنده,فإن ضرر هؤلاء على المسلمين كضرر إبليس وهم من شياطين الإنس فلابد من التصريح بأنهم من أهل البدع والضلالة...(14)
-قال الفضيل بن عياض:لاتجلس مع صاحب بدعة,فإني أخاف عليك أن تنزل عليك اللعنة.(15)
وحتى لا نطيل عليكم فما ذكرناه كان التحذير والتنفير من أصحاب الأهواء عامة بدون ذكر اسم معين ولاكُنية وهذا من باب أن لهم نفس الطباع والدسيسة.
فصل
في ذكر أصحاب الأهواء بأسمائهم وكُناهم والتحذير منهم

في هذا الفصل جملة من أقوال الفضلاء كيف كانوا يذكرون أصحاب الأهواء بأسمائهم وكناهم ويحذرون منهم أشد التحذير,هذا لأن ضررهم كان في الدين, فانظر إلى الرجال كيف كانوا يعاملون أصحاب الأهواء وأصحابهم, ومن والاهم وأظهر حبهم ألحقوه بهم
-قال أبو داود في مسائله للإمام أحمد (16):ورأيت أحمد سلّم عليه رجل من أهل بغداد,قال أبو داود بلغني أنه- أبوبكر المغازلي- ممن وقف فيما بلغني فقال له أغرب لاأرينك تجيئ إلى بابي في كلام غليظ ولم يرد عليه السلام وقال له ماأحوجك أن يصنع بك ماصنع عمر بصبيغ فدخل بيته وردّ الباب .
–وقال أبو بكر المروذي :أظهر يعقوب بن شيبة(صاحب المصنف)الوقف في ذلك الجانب من بغداد ,فحذّرأبو عبد الله منه وقد كان المتوكل أمر عبد الرحمان بن يحي بن خاقان أن يسأل أبا عبد الله عمّن يُقلد القضاء قال عبد الرحمان فسألته عن يعقوب بن شيبة فقال مبتدع صاحب هوى,قال الخطيب وصفه بذلك لأجل الوقف.(17)
-وقال أبو توبة:حدثنا أصحابنا أن ثورا لقي الأوزاعي فمدّ يده إليه فأبى أن يمد يده إليه وقال:ياثور لو كانت الدنيا لكانت المقاربة لكنّه الدين.(18)
-وقال أبو صالح الفراء:حكيت ليوسف بن أسباط عن وكيع شيئا من أمور الفتن فقال ذاك يُشبه أستاذه-يعني الحسين بن حي-فقلت ليوسف ماتخاف أن تكون هذه غيبة؟فقال:لم ياأحمق أنا خير لهؤلاء من آبائهم وأمهاتهم أنا أنهى الناس أن يعملوا بما أحدثوا فتتبعهم أوزارهم ومن أطراهم كان أضر عليهم(19)
-وقيل للإمام أحمد بن حنبل,ذكروا لابن قتيلة بمكة أصحاب الحديث فقال أصحاب الحديث قوم سوء فقام أحمد بن حنبل وهو ينفض ثوبه ويقول:زنديق,زنديق زنديق حتى دخل البيت.(20)
-قال صالح بن أحمد: جاء الحزامي إلى أبي وقد كان ذهب إلى ابن أبي دؤاد فلما خرج إليه ورآه أغلق الباب في وجهه ودخل.(21)
-عن عقبة بن علقمة قال: كنت عند أرطأة بن المنذر فقال بعض أهل المجلس ماتقولون في الرجل يجالس أهل السنة ويُخالطهم,فإذا ذُكر أهل البدع قال:دعونا من ذكرهم ولاتذكروهم قال: يقول أرطأة:هو منهم لا يلبس عليكم أمره,قال:فأنكرت ذلك على أرطأة فقدمت على الأوزاعي وكان كشّافا لهذه الأشياء إذا بلغته فقال :صدق أرطأة والقول ماقال, هذا ينهى عن ذكرهم,ومتى يحذروا إذا لم يشد بذكرهم.(22)
-وقال الأوزاعي: من ستر علينا بدعته لم تخفى علينا ألفته.(23)
ومن هذا قد مضى الصحابة رضوان الله عليهم والتابعون إليهم بإحسان وعلماء السنة على معاداة أصحاب الأهواء والتحذير منهم وعد الجلوس إليهم وزد على هذا فإن أهل السنة قد أجمعوا على وجوب قهر أصحاب الهوى والبدع وتذليلهم وإخزائهم وردّ شبهاتهم الخطافة,فلذلك لو رجعنا إلى النظر في هؤلاء المخذلين كيف يعلمون الناس الدين وخاصة التوحيد لبانت عوراتهم وانكشف سترهم ,ولو رجعت إلى إلقاء محاضراتهم لوجدت الإبتسامات الشيطانية والحركات البهلوانية التي تجعل الحليم حيران,وكذا اصطناع الدموع والتعصر لإخراجها فلاهم أراحو أنفسهم ولاهم أراحوا الناس,عكس الداعية والإمام السلفي فإن له هيبة تذيب الحجارة وأقوال تنشرح لها الصدور لأنه يعلم مايقول ومايقول إلا بدليل, وبلا شعور تجد الدمع ينحدر,
فنسأل الله أن يُلهمنا رشدنا وأن يثبتنا ويوفقنا لما يُحب ويرضا,
فالحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم وصلى الله وسلم على محمد
منقول
__________________
-1-رياض الصالحين ص489 تحقيق الشيخ الألباني
-2-مقدمة صحيح مسلم
-3-صحيح البخاري -4-الفتح(10/452)
-5- الإبانة 2/438 -6- الإبانة 2/469
-7- الجامع لابن أبي زيد القيرواني ص 125
-8-الابانة لابن بطة
-9-تفسير الطبري 7/299
-10-الابانة 2/441
-11-الابانة2/444
-12-الابانة4/439
-13-شرح السنة ص121
-14-الاعتصام2/228.229
-15- ارشاد الساري الى توضيح السنة للبربهاري للشيخ النجمي
-16-ص 355
-17-تاريخ بغداد14/350
-18-السر للذهبي 11/344
-19-السير7/364
-20-شرح السنة للبربهاري -23-الابانة لابن بطة 2/479
-21-مناقب أحمد لابن الجوزي ص250
-22-تاريخ دمشق8/15


أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Empty رد: مجموع منهج السلف في النقد والتحذير

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة أبريل 05, 2024 1:02 am


بيان منهج السلف في التحذير من أهل البدع
للشيخ ماهر القحطاني حفظه الله
أضغط هنـــــــــــــــــــا

أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Empty رد: مجموع منهج السلف في النقد والتحذير

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة أبريل 05, 2024 1:22 am


كتاب
إجماع العلماء على
الهجر والتحذير من أهل الأهواء

خالد بن ضحوي الظفيري
أضغط هنـــــــpdfـــــــــــــا
و
أضغط هنــــــــdocـــــــــــا

أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع منهج السلف في النقد والتحذير Empty رد: مجموع منهج السلف في النقد والتحذير

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الأربعاء مايو 01, 2024 9:49 am


الثبت المؤمون لمؤلفات الردود على المخالفين عبر القرون
توطـئة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{ يَأيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اتّقُواْ اللّهَ حَقّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنّ إلاّ وَأَنْتُمْ مّسْلِمُونَ } [آل عمران 102 ].
{ يَأَيّهَا النّاسُ اتّقُواْ رَبّكُمُ الّذِي خَلَقَكُمْ مّن نّفْسٍ وَّاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَّاتّقُواْ اللّهَ الّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } [النساء 1 ].
{ يَأَيّهَا االّذِينَ آمَنُواْ اتّقُواْ اللّهَ وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُّطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } [الأحزاب 71 - 72 ].
أما بعد:
لقد وفقنا الله جل و علا بجمع أسـماء كتب ردود أهل العلم على المخالفين عبر القرون ؛ وبجمع هذه الأسماء نستفيد عددا من الفوائد:
1- جرد أسماء كتب الردود على المخالفين و تقريبها للقارئ.
1- الرد على من يقول : حذر من البدعة واترك المبتدع.
2- الرد على من يحذر من كتب الردود ويزهد فيها ولا يرى لها قيمة.
3- بيان جهود الأئمة في حفظ دين الله وسنة نبيه.
بيان فضل الرد على المخالف، وأنها سنّة سلفية متوارثة .
بيان اهتمام السلف بالردود و عنايتهم بالرد على المخالف.
و غيرها من الفوائد.
مع العلم أنني لم أرتبها كما يليق ، و سأفعل ذلك في الإصدار القادم ـ إن شاء الله تعالى ـ مع إضـافات أخرى .مع العلم أنني لم أستوعب كل ما ألف من ردود ـ لتعذره ـ و الله أعلم.
و أخيراً ؛ و أشكر كل من ساهم في جمع مادة هذا البحث ، سائلا الله تعالى أن ينفع بها .
أسماء كتب ردود أهل العلم على المخالفين عبر القرون
الحيدة " رسالة في مناظرة بشر المريسي" للإمام عبد العزيز بن يحي الكناني [ت :240هـ ].
الرد على الزنادقة و الجهمية للإمام أحمد بن حنبل [ت:241هـ]
3-خلق أفعال العباد و الرد على الجهمية للإمام البخاري [ت:256هـ].
الجامع الصحيح للإمام البخاري : تضمن على عدة كتب في الردود ؛ منها :
4-كتاب الإيمان : رد على الخوارج و المرجئة.
5-كتاب التوحيد : رد على الجهمية .
6- كتاب الاعتصام بالكتاب و السن : رد على أهل البدع جميعهم.
7- كتاب أخبار الآحاد : رد على الجهمية الرادين لأخبار الآحاد.
8- كتاب استتابة المرتدين و المعاندين : رد علىيهم.
9- كتاب فضائل الصحابة و المناقب : رد على الروافض .
10- كتاب الوحي و النبوة : رد على المنكرين للنبوة.
11- كتاب بدء الخلق : رد على المتفلسفة.
12- كتاب خلق أفعال العباد .
13- كتاب جزء رفع اليدين : رد على متعصبة الأحناف.
14- كتاب جزء القراءة : رد على المنكرين لهذه السنة.
15- الاختلاف في اللفظ و الرد على الجهمية للإمام ابن قتيبة الدينوري [ت :276هـ].
16- رد بن سعيد على بشر المريسي العنيد للإمام عثمان بن سعيد الدارمي [ت: 280]
17-الرد على الجهمية . للدارمي.
18- نونية القحطاني للشيخ أبي محمد بن عبد الله القحطاني.
19- الرد على الجهمية للإمام محمد بن اسحاق بن منده [ت: 395هـ]
20- الإمامة و الرد على الرافضة : للإمام أحمد بن عبد الله أبو نعيم الأصفهاني [ت:430هـ]
21- رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف و الصوت للإمام أبو نصر عبيد الله بن سعيد ابن حاتم السجزي [ت:444هـ ].
22- ذم الكلام و أهله للحافظ أبو اسماعيل الهروي [ت: 481هـ ].
23- الحوادث و البدع للعلامة محمد بن الوليد أبو بكر الطرطوشي [ت: 520].
الحجة في بيان المحجة للإمام اسماعيل بن محمد الأصبهاني [ت: 535هـ].
25- الرد على ابن عقيل الحنبلي للعلامة موفق الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي [ت:620]
26- ذم التـــــأويل : له
27- المناظرة في القرآن مع المبتدعة : له
28- إثبات العلو : له
29- الصرم المنكي في الرد على السبكي للحافظ محمد بن أحمد بن عبد الهادي [ت:744].
30- العلو للعلي الغفار للحافظ الذهبي [ت:748].
31- تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي للشيخ ابراهيم بن عمر البقاعي [ت: 885].
32- كتب شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب [ت : 1206].
33- النبذة الشريفة في الرد على القبوريين الشيخ حمد بن ناصر التميمي [ت:1225]
34- منحة القريب المجيب في الرد على عباد الصليب للشيخ عبد العزيز بن ناصر بن معمر [ت: 1244].
35- دحض شبهات على التوحيد الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين [ت: 1282].
36- تأسيس التقديس في كشف شبهات ابن جرجيس: له
37- الانتصار لحزب الله الموحدين و الرد على المجادل عن المشركين : له
38- كشف ما ألقاه ابليس على قلب داود بن جرجيس للشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب [ت: 1285].
39- المورد العذب الزلال من نقض شبه أهل الضلال : له
40- الاتحاف في الرد على الصحاف للشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن [ت :1293]
41- دلائل الرسوخ في الرد على المنفوخ : له
42- منهاج التأسيس و التقديس في كشف شبهات داود بن جرجيس: له
43- البراهين الاسلامية في رد الشبه الفارسية : له
44- الرد على شبهات المستغيثين بغير الله للشيخ أحمد بن ابراهيم بن عيسى [ت: 1329].
45- تنبيه النبيه و الغبي في الرد على المدراسي و السندي و الحلبي : له
46- غاية الأماني في الرد على النبهاني للشيخ أبي المعالي محمود بن شكري الآلوسي [ت:1342].
47- الأسنة الحداد في الرد على علوي الحداد للشيخ سليمان بن سمحان النجدي [ت: 1349].
48- الضياء الشارق في رد شبهات الماذق المارق : له
49- الصواعق المرسلة الشهابية على الشبه الداحضة الشامية : له
50- البيان و الاشهار لكشف زيغ الملحد الحاج مختار للشيخ فوزان بن سابق النجدي [ت: 1373].
51- التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل للشيخ عبد الرحمن بن يحي المعلمي [ت: 1386].
52- كتب الشيخ محمد بن ابراهيم [ت: 1389]
53- الخطوط العريضة للشيخ محب الدين الخطيب [ت: 1389].
54- السيف المسلول على عابد الرسول للشيخ عبد الرحمن بن القاسم النجدي [ت: 1392].
55- الرد على ابن محمود للشيخ عبد الله بن محمد بن حميد [ت : 1402].
56- كتب الشيخ إحسان إلهي ظهير [ت 1407].
57- المرد الزلال في التنبيه على أخطاء الظلال للشيخ عبد الله بن محمد الدويش [ت:1408].
58- دفاع أهل السنة و الايمان عن حديث خلق آدم على صورة الرحمن : له
59- عقيدة المسلمين في الرد على الملحدين و المبتدعين للشخ صالح بن ابراهيم البليهي [ت: 1410].
60- كتب الشيخ حمود بن عبد الله التوجري [ت: 1413].
61-كتاب الصفات لحماد بن سلمة [ت: 167]
62- الرد على أهل الأهواء و البدع لعبد بن فروخ [176]
63- الموطأ للإمام مالك بن أنس [179] ألفه ردا على تلبيسات الجهمية.
64- رسالة في السنة لعبد الرحمن القاسم [191]
65- ذم الهوى لمحمد بن عمر الواقدي [207]
66- ترك الخوارج و الفتن : له
67- السنة و الجماعة : له
68- الرد على القدرية لإسمـاعيل بن حماد [212]
69- الصفات و الرد على الجهمية لنعيم بن حماد [229]
70- الصفات و الرد على الجهمية لعبد الله بن محمد الجعفي.
71- الرد على الجهمية لعبد العزيز بن يحي الكناني
72- الرد على الجهمية لمحمد بن أسلم الطوسي[242]
73- الرد على الكرامية : له
74- الاستقامة في الرد على أهل الأهواء و البدع لخشيش بن أصرم النسائي[253]
75- الجامع الصحيح [يحتوي على كتب الردود] للإمام البخاري[256]
76- الرد على اللفظية لمحمد بن أحمد بن حفص.
77- الايضاح في الرد المقلدين للقاسم بن محمد البياني.
78- السنة ليعقوب بن سفيان الفسوي[277]
79- البدع و النهي عنها لمحمد بن وضاح القرطبي [286]
80- النظر إلى الله : له
81- الإبانة لأبي الحسن الأشعري [324]
82- الرد على الجهمية لعبد الرحمن بن أبي حاتم[327]
83- شرح السنة للحسن بن علي البربهاري[329]
84- الإيمان لأبي بكر أحمد بن اسحاق المعروف بالصبغي[339]
85- القدر [رد على القدرية] : له
86- الأسماء و الصفات [رد على الجهمية] : له
87- الرؤية [رد على المعتزلة] : له
88-الخلفاء الأربعة [رد على الرافضة] : له
89- الرد على من يقول القرآن مخلوق لأحمد النجلا [347]
90- رسالة في محاربة التقليد المذهبي لأبي نصر القاضي
91 - الرد على المخالفين من القدرية و الجهمية و الرافضة لمحارب المحاربي [359]
92- الشريعة لأبي بكر الآجري
93- التصديق بالنظر إلى الله بالاخرة : له
94- المناظرة لإبراهيم بن أحمد بن شاقلا [369]
95- التنبيه و الرد على أهل الهواء و البدع لمحمد الملطي [377]
96- الإبانة لابن بطة [387]
97- الغنية عن الكلام و أهله لأبي سليمان الخطابي [388]
98- الرد على الجهمية لأبي عبد الله بن مندة[395]
99- الرد على اللفظية : له
رؤية الله لأبن النحـاس [416]
101- الرد على الباطنية لأبي عمر الطلمنكي [429]
102- الرد على اللفظية الحلولية لأبي نعيم الأصبهاني [430]
103- الإبـانة في مسألة القرآن لعبيد الله أبو نصر السجزي
104- الرد على المجسمة لأبي يعلى [458]
105- الرد على الكرامية : له
106- الرد على الباطنية : له
107- الرد على الأشعرية : له
108- إثبات إمامة الخلفاء : له
109- إبطال التأويلات : له
110- شرف أصحاب الحديث للخطيب البغدادي
111- الرد على الجهمية لعبد الرحمن بن مندة [470]
112- الانتصار لأهل الحديث لأبي مظفر السمعاني [489]
113- الحجة على تارك المحجة لنصر المقدسي [490]
114- الانتصار لأهل الحديث لأبي الوفاء علي بن محمد بن عقيل[513]
115- رسالة في الرد على إحياء علوم الدين للغزالي لأبي بكر الطرطوشي [520]
رسالة في الرد على الأشعرية لعبد الوهاب بن عبد الواحد الشيرازي[536] 11
الانتصار في الرد على القدرية ليحي بن سالم العمراني [558]
118- ذم التأويل لأبن قدامة [615]
119- الرد على ابن الجوزي لأبي الفضل العُثلي [634]
120- رسالة إلى سامري صاحب المستوعب لعبد الله بن محمد الحنبلي
121- الرد على أهل الإلحاد لعلي بن وضاح الشهرياني[672]
122- النصائح المفترضة في فضائح الرافضة لهبة الله القفطي[697]
123- الرد على الاتحادية و المبتدعة لعماد الدين الحزامي [711]
القاطعة في الرد على الباطنية لمحمد بن حنش [719]
رسالة في الرد على بدعة المولد لتاج الدين الفاكهاني [731]
بعض ردود شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ
126- الرد على الأخنائي في مسألة الزيادة.
127-الاستقامة.
128- جواب من قال : إن معجزات الأنبياء قوى نفسية.
129- درء تعارض العقل و النقل.
130- اقتضاء الصراط المستقيم.
131- الرد على البكري في مسألة الاستغاثة.
132- الرد على المنطقيين.
133- تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية.
134- الصارم المسلول على شاتم الرسول.
135- الرد على النصارى.
136- الرد على أهل كسروان الروافض
137- منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة و القدرية.
ذم التحزب والحزبيين لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - [ 728هـ ]
بعض ردود شيخ الإسلام ابن قيم الجوزية ـ رحمه الله تعالى ـ
139- اللمحة في الرد على ابن طلحة.
140- الصواعق المنزلة على الجهمية و المعطلة.
141- الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية.
142- شفاء العليل في مسائل القضاء و القدر و الحكمة و التعليل.
143- الرسالة القبرية في الرد على منكري عذاب القبر من الزنادقة و القدرية.
144- جوابات عابدي الصلبان و أن ما هم عليه دين الشيطان.
145- بيان الاستدلال على بطلان اشتراط محلل السباق و النضال.
146- بطلان الكيمياء من أربعين وجها.
147- اجتماع الجيوش الاسلامية على غزو المعطلة و الجهمية.
148- الرد على المضنون به على غير أهله .. لمحمد بن منظور [750]
149- العواصم و القواصم لأبن المرتضى اليمني [775]
150- ترجيح أساليب القرآن على أساليب اليونان له
151- يان فساد عقيدة أبي عربي لأحمد الناشري [815]
152- قصيدة في ذم ابن عربي لشرف الدين إسماعيل بن المقرئ [837]
153- الرد الوافر ... لمحمد بن ناصر الدين [842]
154- السيف الباتر لرقاب الشيعة و الرافضة الكوافر لعلي الهيتمي [1025]
155- الرد على القبورية لمرعي بن يوسف الحنبلي [1032]
156- الصاعقة المحرقة على المتصوفة الراقصة المتزندقة لمحمد بن أبي أحمد [1061]
157- الرد على من ادعى أن لأولياء الله تصرفا ... لصنع الله الحنفي [1120]
158- سيف الله على من كذب على اولياء الله : له
159- الرد على ابن عربي لمحمد بدر الدين [1182]
160- معارج الألباب في معرفة الحق و الصواب لحسين بن مهدي النعمي [1187]
161- الأبحاث الرفيعة في الرد على الشيعة لحين العشاري [1194]
162- جواب أهل السنة النبوية في نقد كلام الشيعة و الزيدية لعبد الله بن محمد بن عبد الوهاب [1242]
163- تقوية اليقين في الرد على عقائد المشركين لحسن بن علي القنوج [1253]
164- نزهة الإثني عشرية في الرد على الروافض لأحمد الهندي [1255]
165- بيان كلمة التوحيد و الرد على الكشميري لعبد الرحمن بن حسن [1285]
166- الفرق المبين بين السلف و ابن سبعين
167- قصد السبيل إلى ذم الكلام و التأويل لصديق حسن خان[1307]
168- صيانة الإنسان في الرد على أحمد زيني دحلان لمحمد السهسواني [1326]
169- الرد على ما جاء في خلاصة الكلام لأحمد بن إبراهيم بن عيسى [1329]
170- الرد على شبه المستغيثين بغير الله : له
171- منظومة في الرد على أمين العراقي بن حنش لإبراهيم بن عبد اللطيف
172- الوشيعة في نقض كلام الشيعة لموسى جار الله
173- النوار الرحمانية في الرد على الطائفة التجانية لعبد الرحمن الإفريقي[1377]
174- هذه هي الصوفية لعبد الرحمن الوكيل
175- رسالة في ختم النبوة و الرد على القاديانية لمحمد أعظم الجندولي [1405].
176- السراج المنير (رد على جماعة التبليغ) للشيخ تقي الدين الهلالي.
177- العواصم من القواصم ، لأبي بكر بن العربي.
178- حقيقة التصوف في ضوء الكتاب والسنة ، للشيخ محمد بن ربيع المدخلي
179- الحركة الوهابية (رد على مقال للدكتور محمد البهي في نقد الوهابية ) للشيخ محمد خليل هراس.
180- الديوبندية تعريفها وعقائدها ، للسيد طالب الرحمن.
181- الأنوار الكاشفة لما في كتاب أضواء على السنة من الزلل والتضليل والمجازفة ، (رد على أبي رية) للشيخ عبدالرحمن بن يحيى المعلمي (ت:1386هـ).
السيف المسلول على عابد الرسول ، للشيخ عبدالرحمن بن قاسم (1392هـ).
كشف الشبهتين ، للشيخ سليمان بن سحمان (ت:1349هـ).
184- الرد القويم على المجرم الأثيم ، للشيخ حمود التويجري.
185- الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع ، لأبي بكر السيوطي.
المنظومة التائية في الرد على القدرية ، لشيخ الإسلام ابن تيمية ( ت:728هـ).
187- المورد الزلال في التنبيه على أخطاء الظلال، للشيخ عبدالله الدويش.
188- الضياء الشارق في الرد شبهات الماذق المارق ( رد على جميل أفندي).
189- تأييد مذهب السلف وكشف شبهات من حاد وانحرف.
190- البيان المبدي لشناعة القول المجدي.
191- منهاج أهل الحق والاتباع في مخالفة أهل الجهل والابتداع.
192- الجواب المنكي على الكنكي.
193- كشف الالتباس عن تشبيه بعض الناس.
194- الأسنة الحداد على علوي حداد.
195- الصواعق المرسلة الوهابية على الشبه الداحضة الشامية.
196- الجيوش الربانية في كشف الشبه العمروية.
197- الجواب الفاصل في الساعة بين من قال إنها سحر ومن قال إنها صناعة.
198- إقامة الحجة والدليل وإيضاح المحجة والسبيل.
199- تنبيه ذوي الألباب السليمة عن الوقوع في الألفاظ المبتدعة الوخيمة.
كلها للشيخ سليمان بن سحمان (ت:1349هـ).
200- جلاء العينين في محاكة الأحمدين، للشيخ نعمان الألوسي.
201- السيوف الباترة لإلحاد الشيوعية الكافرة ، للشيخ مقبل الوادعي.
تحذير الخواص من أكاذيب القصاص، لابن الجوزي، (911هـ).
نقد القومية العربية ، لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز (1421هـ).
زوابع في وجه السنة ، للشيخ صلاح الدين مقبول أحمد.
الرد على البردة ، للشيخ عبدالله بن عبدالرحمن أبا بطين (ت:1282هـ).
207- الحمية الإسلامية ، للسرّمرّي.
208- الدفاع عن الحديث ورد شبهات المستشرقين. للشيخ صلاح الدين مقبول أحمد.
209- دحض شبهات على التوحيد من سوء الفهم لثلاثة أحاديث، للشيخ عبدالله بن عبدالرحمن أبا بطين (ت:1282هـ).
أداء ما وجب من بيان وضع الوضاعين في رجب ، لابن دحية الكلبي (ت:633هـ).
211- الإعلام بنقض كتاب الحلال والحرام للفوزان (رد على القرضاوي)، للشيخ صالح الفوزان.
212- إثبات علو الله على خلقه والرد على المخالفين، للشيخ أسامة بن توفيق القصاص.
213-رسالة حول كلام الله هل هو مخلوق ام لا؟، للشيخ عبدالله بن عبدالرحمن أبا بطين (ت:1282هـ).
معارج الألباب في مناهج الحق والصواب، للشيخ حسين بن مهدي النعمي (1187هـ).
المعتزلة وأصولهم الخمسة وموقف أهل السنة منها، لعواد بن عبدالله المعتق.
إبطال التأويلات لأخبار الصفات، لأبي يعلى الفراء (ت:458هـ).
217- البابية.
218- الشيعة والسنة.
الشيعة والقرآن .
الشيعة وآل البيت .
221- القاديانية. كلها للشيخ إحسان إلهي ظهير.
إظهار الحق (رد على النصارى)، لرحمة الله الهندي (1308هـ).
223- الأستاذ أبو الحسن الندوي الوجه الآخر من كتاباته ، للشيخ صلاح الدين مقبول أحمد.
224- الرد على القومية للشيخ عبدالعزيز بن باز وقد ذكرتهما أنت .
225- الطريق إلى اللَّـه للعلامة محمد تقي الدين الهلالي الشريف المغربي
226- البراهين الإنجيلية على أن عيسى عليه السلام داخل في العبودية للشيخ تقي الدين الهلالي
227- نقد أصول الشيوعية للشيخ صالح اللحيدان .
228- وكتاب الرد علىالاشتراكيين للشيخ عبدالرحمن بن حماد العمر .
229- رد على القصيمي للشيخ أبي السمح إمام الحرم المكي.
230- وكتاب الأنوار الكاشفة في الرد على أبي رية الطاعن في السنة المستهزئ بها للشيخ العلامة عبدالرحمن بن يحيى المعلمي
231- وكتاب ظلمات أبي رية للشيخ العلامة محمد عبدالرزاق حمزة .
232- البيان والإشهار لكشف زيغ الملحد الحاج مختار للشيخ فوزان السابق ألف في عام (1332هـ ) وطبع سنة (1372هـ ) .
233- رسالة للشيخ ابن باز في الرد على القذافي حيث كفره بإنكار السنة، وكذلك رد على بورقيبة .
234-والغارة على العالم الإسلامي لمحب الدين الخطيب .
235- والخطوط العريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة الإمامية الإثنى عشرية له.
236- وإخراجه للمنتقى من ميزان الاعتدال للذهبي مع تعليقاته القيمة عليه.
237- وإخراجه للعواصم من القواصم لابن العربي المالكي وتعليقاته عليه.
238- مثل كتاب التنكيل للشيخ العلامة عبدالرحمن بن يحيى المعلمي نكل بالجهمي الغالي محمد زاهد الكوثري .
239- هذه هي الصوفية لعبدالرحمن الوكيل .
240- الشيوعية والإسلام للشيخ مصلح الدين الأعظمي المتوفى سنة 1402هـ .
241- حقيقة المذهب ـ الشيوعي ـ وهيئته العالمية للشيخ نذير أحمد الكشميري.
242- تقويم المجتمع الإنساني وأبديته (للمؤلف نفسه ) .
243- الرئاسة العامة والنظام الجمهوري ونظام الأخوة والمساواة (للمؤلف نفسه).
244- وحدة الأمة وأسس الدين المستقلة (للمؤلف نفسه ) .
245- أحسن البيان في تنقيد الفرق والأديان .
246- عصر الإلحاد ، خلفيته التاريخية وبداية نهايته للشيخ محمد تقي .
247- وجود الباري للمرزا محمد مهدي اللكهنوي .
248- تبليغ الإسلام للشيخ عبدالحكيم .
249- القوم والمذهب للشيخ محمد إبارهيم مير السيالكوتي .
250- الحرية في الإسلام لإمام الهند أبي الكلام آزاد .
251- الدين والمذهب والشيوعية للشيخ محفوظ الرحمن الفيضي .
252- الحل الإسلامي للمشاكل الإقتصادية للشيخ ذكر اللَّـه ذاكر الندوي .
253- الأدلة على وجود الباري لعبدالرحمن الرحماني .
254- وجود الباري تعالى للشيخ عطاء الرحمن المدني .
255- جوابات النصارى للشيخ ثناء اللَّـه الأمرستري 1367 هـ . وطبع في عام 1930م .
256- التوحيد والتثليث وطريق النجاة ـ للمؤلف نفسه . وطبع سنة 1332هـ ـ
257- الإسلام والمسيحية ـ للمؤلف نفسه ـ طبع عام 1941م .
258- إعلام الأحبار والأعلام أن الدين عند اللَّـه الإسلام للشيخ عبدالباري السهسواني .
259- البرهان للقاضي محمد سليمان المنصور بوري .
260- كسر الصليب للشيخ محمد إبراهيم السيالكوتي . طبع عام 1933م.
261- رد إثبات التثليث للشيخ محمد الغوندلوي .
262- الإسلام والسياسة لثناء اللَّـه الأمرستري ، طبعة سنة 1905م الطبعة الثانية . مطبعة أهل الحديث .
263- الكتاب المقدس وتعاليمه في القرآن المجيد والعقل للشيخ مصلح الدين الأعظمي . المتوفى سنة 1402هـ
264- يسوع المسيح ـ للمؤلف نفسه ـ .
265- والمسيح والمسيحية لعبدالحليم شرر .
266- الرحمة المحيطة في الخاتمة الفارقليط للشيخ عبدالغفور دانا بوري.
267- ابن اللَّـه في الأناجيل للقاضي محمد سليمان المنصور بوري .
268- حدوث الويد . طبع سنة 1903م مطبعة أهل الحديث . أمرتسر
269- غزو الجيوش الإسلامية على الآرية . طبع سنة 1904م .
270- تغليب الإسلام في أربعة أجزاء . طبع سنة 1906م . .
271- الكتاب الإلهامي . طبع سنة 1905م .
272- بحث التناسخ . طبع سنة 1909م .
273- أصول الآرية .طبع سنة 1926م .
274- إظهار الحق . ما سبق كلها للشيخ ثناء اللَّـه الأمرستري . طبع سنة 1901م . بأمرتسر .
275- الإسلام والهند والدول الإسلامية للشيخ نذير الكشميري. طبع سنة 1977م .
276- الإسلام والبرهمية والتفرق ـ للمؤلف نفسه ـ .
277- ثمرات التناسخ للقاضي محمد مجهلي شهري المتوفى سنة 1320هـ
278- إلهامات الميرزا . طبع سنة 1904م .
279- شهادات المرزا . الطبعة الأولى سنة 1909م .
280- عقائد المرزا . الطبعة الأولى سنة 1906م .
281- تاريخ المرزا . الطبعة الأولى سنة 1919م .
282- أباطيل المرزا .الطبعة الأولى سنة 1933م .
283- التحفة الأحمدية . طبع سنة 1939م .
284- ملك الإنجلترا والمرزا القادياني . طبع سنة 1921م .
285- ختم النبوة . كلها للشيخ ثناء اللَّـه الأمرستري (1287ـ1367).
286- شهادة القرآن للشيخ محمد إبراهيم السيالكوتي المتوفى سنة 1375هـ . الطبعة الثانية سنة 1330هـ .
287- خلاصة دين الجماعة الإسلامية ـ وهو نقد لفكر المودوي وعقيدته ومنهجه ، للشيخ نذير أحمد الكشميري ـ طبع سنة 1979م.
288- الطريقة الواحدة وتجديد الدين الحنيف ـ نقد لأفكار المودودي ، للشيخ نذير الكشميري ، طبع سنة 1977م .
289- الصوفية و الوجه الآخر جميل غازي.
290- هل المسلم ملزم باتباع مذهب معين لمحمد سلطان المعصومي
الأدلة القواطع و البراهين في إبطال أصول الملحدين للعبد الرحمن بن ناصر السعدي
تنزيه الدين و حملته و رجاله مما افتراه القصيمي في أغلاله : له
293- الجواب المستقيم في التحقيق في كيفية انزال القرآن.. لمحمد بن إبراهيم آل الشيخ
294- نصيحة الاخوان في الرد على الشيخ ابن حمدان : له
295- السيف المسلول في الرد على عابد الرسول لعبد الرحمن بن محمد بن قاسم
غاية المقصود في التنبيه على أوهام ابن محمود لعبد الله بن محمد بن حميد [ت: 1402هـ]
297- دفاع عن الإسلام و الاشتراكية حرام : له
298- نقد نظام العمل و العمال : له.
299- لا إشتراكية في الإسلام : له .
عقيدة المسلمين و الرد على الملحدين و المبتدعين لصالح بن إبراهيم البليهي [ت:1410هـ].
301- القول المبين في الرد بدع المبتدعين لعبد الله بن محمد الخليفي.
كشف الشبهات لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب [ت:1206هـ].
302- رسالة في الرد على الرافضة : له
303- القول بفناء النار بين الألباني و ابن تيمية و ابن القيم للألـــــــباني .
304- نقد كتاب التاج الجامع للأصول للشيخ منصور ناصيف: له
305- الرد على الغماري : له.
306- الرد على العلامة الآلوسي : له
307- الرد على الغزالي و جهيمان و شلتوت : له
308- الرد على المدعو السيد عبد الرضا المرعشي : له
309- الرد على من صعف حديث العترة : له
310- الرد على مفتي ألبانية قبل دخول الشيوعية إليها : له
311- الرد على الصابوني : له
312- عودة ‘لى السنة : له
313- الرد على الشيخ الحامد في أحاديث العمامة في الإسلام : له .
314 - الرد على ميرزا غلام القادياني الهندي : له
315- وقفات مع جماعة التبليغ لنزار ابراهيم الجربوع.
316- وقفات مع كتاب للدعاة فقط لمحمد بن سيف العجمي.
317- كشف الشبهتين لسليمان بن سمحان النجدي
318- الشرك و مظاهره لمبارك بن محمد الميلي.
319- تنبيه أولي الأبصار إلى كمال الدين و ما في البدع من ألخطار لصالح بن سعد السحيمي.
320- تحذير المسلمين عن الابتداع في الدين لأحمد بن حجر آل ابو طامي.
321- بيان كذهب الباطنية و بطلانه لمحمد بن الحسن
322- بذل المجهود في ‘ثبات مشابهة الرافضة لليهود لعبد الجميلي.
323- الرد القويم على ملحد القصيم لعبد الله بن علي بن يابس.
324- ملاك التأويل القاطع بدوي الإلحاد و التعطيل لأحمد بن ابراهيم بن الزبير.
325- التسعينية لابن تيمية .
326- مختصر التحفة الاثني عشرية لمحمود شكري الآلوسي.
327- القرامطة لمحمود شاكر.
328- القرامطة لابن الجوزي.
329- الفصل في الملل و الأهواء و النحل لابن حزم.
330- رسالة المدنية لابن تيمية.
331- الرد الكافي على مغالطات الدكتور عبد الواحد وافي لاحسان إلهي ظهير.
332- البوذية لعبد الله نومسوك.
333- بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة و القرامطة لابن تيمية.
334- الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية.
335- النهي عن سب الأصحاب لأبي عبد الله محمد المقدسي.
336- حجية السنة لعبد الغني عبد الخالق.
337- الحديث حجة بنفسه في العقائد و الحكام لمحمد ناصر الدين الألباني
338- تمام المنة في التعليق على فقه السنة : له
339- مشتهى الخارف الجاني في رد زلقات التجاني الجاني لمحمد الخضر بن سيدي
340- مصرع التصوف أو تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي لبرهان الدين البقاعي.
341- النصيحة في صفات الرب جل و علا لأبي العباس أحمد الواسطي
342- تنزيه السنة و القرآن عن أن يكونا من أصول الضلال و الكفران لأحمد ابن حجر آل بوطامي
343- المعيار لعلم الغزالي لصالح بن عبد العزيز آل الشيخ.
344- هذه مفاهيمنا : له.
345- الآية الكبرى على ضلال النبهاني في رائيته الضغرى لللآلوسي.
346- أباطيل الأباطيل نقد كتاب أباطيل يجب أن تمحى من التاريخ لحسني شيخ عثمان
347- إبراز الغي الواقع في شفاء العي اللكنوي
348- إبطال الحيل لعبيد الله بن بطة العقيلي
349- الاتحاف بعقيدة الإسلام و التحذير من جهمية السقاف لعبد الكريم بن صالح الحميد
350- الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة الزركشي.
351- إصلاح غلط أبي عبيد لأبن قتيبية.
352- الأنوار الكاشفة لتناقضات الخساف الزائفة لعلي بن حسن الحلبي
353- الإيقاف على أباطيل قاموس شتائم السقاف: له
354- براءة أهل الفقه و أهل الحديث من أوهام محمد الغزالي لمصطفى سلامة.
البيان لأخطاء بعض الكتاب لصـالح الفوزان
التوضيح الجلي في الرد على النصيحة الذهبية المنحولة على الإمام الذهبي للشيبـاني.
357- تهديم المباني في الرد على النبهاني لأبن عيسى.
358- جزء الخلع و إبطال الحيل لأبن بطة.
359- دلائلا الرسوخ في الرد على المنفوخ لعبد اللطيف بن عبد الرحمن
360- الرد العلمي على حبيب الأعظمي لعلي حسن و سليم الهلالي.
361- الرد على عبد الله الحبشي لعبد الله الشامي.
362- الرد على رؤيا الشيخ أحمد الكاذبة .
363- الرد على رسالة ابن عفالق لعثمان بن معمر
364- ردع الجاني المعتدي على الألباني لطارق عوض الله.
365- السيف اليماني في نحر الأصفهاني صاحب الأغاني للأعظمي
366- شبهات أهل الفتنة و أجوبة أهل السنة لعبد الرحمن دمشقية
367- الصارم البتار للإجهاز على من خالف الكتاب و السنة و الإجماع و الآثار لحمود التويجري.
368- الصارم المسلول في الرد على الترابي شاتم الرسول لأحمد بن مالك.
369- الصارم المنكي لابن عبد الهادي.
370- قصيدة في الرد على النبهاني لحسين بن حسن بن عبد الوهاب
371- القول الفصل النفيس في الرد على المفتري داود بن جرجيس
372- كشف المعلم بأباطيل كتاب تنبيه المسلم لعلي بن حسن الحلبي
373- قصيدة في الرد على النبهاني لعبد العزيز بن إبراهيم
374- قصيدة في الرد على النبهاني لعلي بن سليمان.
375- نظرات و تعقيبات على ما في كتاب السلفية للبوطي من الهفوات لصالح الفوزان.
376- هذه هي الوهابية لصالح بن عبد العزيز آل الشيخ
377- عداء الماتريدية للعقيدة السلفية لشمس الدين الأفغاني
378- أجوبة المسائل الثمان لمحمد سلطان المعصومي
379- الانصاف فيما تضمنه الكشاف من الاعتزال لناصر الدين بن المنير.
380- دراسات عن البهائية و البابية مجموع رسائل لمحب الدين الخطيب و كرد علي.
381- القادياني و معتقداته لمنظور أحمد الباكستاني
382- القول المسدد في الذب عن المسند للإمام لأحمد ابن حجر العسقلاني.
إجماع أهل السنة النبوية على تكفير المعطلة و الجهمية ؛ مجموع لعلماء السنة.
384- الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة لصالح الفوزان
385- الأرجوزة المنبهة لأبي عمرو الداني
386- أصول السنة لأبن أبي زمنين
387- حز الغلاصم في إفحام المخاصم للقفطي.
388- موقف أهل السنة و الجماعة من أهل الأهواء و البدع لأبراهيم الرحيلي.
389- زوابع في وجه السنة قديما و حديثا لصلاح الدين مقبول.
390- القطبية هي الفتنة فاعرفوها للعدناني.
391- حقيقة الدعوة إلى الله تعالى لسعد الحصين.
392- البدعة تعريفها أنواعها أحكامها لصالح الفوزان
393- البدعة ضوابطها و أثرها السيء في الأمة لعلي ناصر فقيهي.
394- حقيقة الصوفية في ضوء الكتاب و السنة لمحمد بن ربيع المدخلي.
395- وصايا الخواص من أكاذيب القصاص للسيوطي.
396- تنبيه الغافلين عن أعمال الجاهلين لابن النحاس.
397- الرد على من كذب بالأحاديث الصحيحة الوارد في المهدي لعبد المحسن العباد.
398- القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ لحمود التويجري
399- وقفات مع جماعة التبليغ لنزار الجربوع.
400- جماعة التبليغ عقيدتها و أفكارها و مشايخها محمد أسلم الباكستاني.
401- نظرة عابرة اعتبارية حول الجماعة التبليغية لسيف الرحمن أحمد.
402- الصفات الست عند جماعة التبليغ لمحمد الشرقاوي
403- جماعة التبليغ مفاهيم يجب أن تصحح لحسن جناحي
405- حقائق عن جماعة التبليغ لعبد الله العبدلي.
406- السراج المنير في تنبيه جماعة التبليغ على أخطائهم لتقي الدين الهلالي.
407- براءة علماء الأمة من تزكية أهل البدعة و المذمة لعصام السناني.
408- الفتاوى الجلية عن المناهج الدعوية لأحمد النجمي
409- منهاج أهل الحق و الاتباع في مخالفة أهل الجهل و الابتداع لسليمان بن سمحان.
410- تنوير الظلمات بكشف مفاسد و شبهات الانتخابات لمحمد الإمام.
411- نقض قول من تبع الفلاسفة في دعواهم ..لمحمد الخميس.
412- المورد العذب الزلال فيما انتقد على بعض المناهج الدعوية لأحمد بن يحي النجمي.
413- الإيضاح و البيان في أخطاء طارق السويدان : أحمد التويجري
414- دعاة على أبواب جهنم لصالح الفوزان.
415- مدارك النظر .. لعبد المالك رمضاني
416- فتاوى العلماء الأكابر فيما أهدر من دماء في الجزائر : له
417- الانتصار للصحابة الأخيار في رد أباطيل حسن المالكي لعبد المحسن العباد.
418- فتح الباري في الذب عن الألباني و الرد على إسماعيل الأنصاري لسمير الزهيري.
419- القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد لعبد الرزاق العباد
420- ملحزظات و تنبهات على فتوى الجبرين لعبد الله الظفيري
421- الرد على الرفاعي و البوطي لعبد المحسن العباد
422- الرد على من ينفي الحرف من القرآن لأبي القاسن ابن المندة.
423- الإرهاب و آثاره على الأفراد و الأمم لزيد بن محمد المدخلي.
424- مصباح الظلام في الرد على من كذب على الشيخ الإمام ونسبة إلى تكفير أهل الإيمان والإسلام ، لعبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ
425- الرد على البردة لعبدالله بن عبدالرحمن أبابطين / ت 1282 هـ
426- تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس لعبدالله بن عبدالرحمن أبابطين / ت 1282 هـ
427- منهاج أهل الحق والإتباع في مخالفة أهل الجهل والإبتداع / الشيخ سليمان سحمان- رحمه الله - [ 1349هـ]
428- حوار هادىء مع إخواني / للأخ الفاضل أحمد بن محمد الشحي .
429- التوضيح الجلي في الرد على النصيحة الذهبية لمحمد بن إبراهيم الشيباني
430- دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب سلفية لا وهابية لأحمد بن عبد العزيز الحصين
431- رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار للأمير الصنعاني
432- الجماعات الإسلامية في ضوء الكتاب و السنة لسليم الهلالي.
433- الشيخ محمد بن عبد الوهاب لأحمد بن حجر آل بوطامي.
434- الطريق إلى الجماعة الأم لعثمان عبد السلام نوح.
435- موقف الجماعة الإسلامية من الحديث النبوي لمحمد إسماعيل السلفي
436- مؤلفات سعيد حوى دراسة و تقويم لسليم الهلالي.
437- الأجوبة الفاخرة على الأسئلة الفاجرة لأحمد بن إدريس القرافي.
438- تحريم نكاح المتعة لأبي الفتح نصر المقدسي [490]
439- المعتزلة و أصولهم الخمسة و موقف أهل السنة منها لعواد بن عبد الله المعتق.
440- بيان تلبيس المفتري لأحمد بن محمد الغماري
441- القرآنيون لخادم حسين إلهي بخش.
442- طه حسين في ميزان العلماء و الأدباءلمحمود مهدي استامبولي.
443- أبــــاطيل و أسمار لمحمود محمد شاكر.
444- العقلانيــون لعلي بن حسن الحـلبي.
445- نقض كتاب في الشعر الجاهلي لمحمد خضر الحسين.
446- الفواكه العذاب في الرد على من لم يحكم بالسنة و الكتاب لمحمد بن ناصر بن عثمان المعمر.
447- تبرئة الشيخين الإمامين من تزوير أهل الكذب و المين لسليمان ابن سمحان.
448- البيان المبدي لشناعة القول المجدي لسليمان بن سمحان النجدي .
449- فتح المنان في ترجيح الراجح و تزييف الزائف من صلح الإخوان لمحمد بن ناصر النجدي [1283]
450- محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم و مفترى عليه لسعود الندوي.
بعض ردود العلمـــاء على القصيمي الملحد
451- بيان الهدى من الضلال في الرد على صاحب الأغلال لأبراهيم بن عبد العزيز بن إبراهيم آل الشيخ [1369ٍ]
452- تنزيه الدين و حملته عما افتراه القصيمي في أغلاله لعبد الرحمن بن ناصر السعدي .
453- الرد القويم على ملحد القصيم لعبد الله بن علي أبو يابس [1389]
454- رد الشيخ محمد حمزة على القصيمي لمحمد عبد الرزاق حمزة [1392]
455- رد ابن باز على القصيمي (لم يكمله) لعبد العزيز بن عبد الله بن باز [1420]
456- الرد على رسالة الإقناع بصحة صلاة الجمعة خلف المذياع لأحمد الغماري / لعبد الرحمن ناصر السعدي.
457- الجوهر النقي في الرد على البيهقي لعلي بن عثمان التركماني[745]
458- الرد على رسالة أكمل الدين في انتصاره لمذهب أبي حنيفة لعلي بن علاء الدين [932]
459- الرد على أبي حنيفة لابن أب شيبة[235]
460- رد المحتار على الدر المختار لأبن عابدين
461- الإبداع في مضار الابتداع لعلي محفوظ [1361]
462- انتقاص الاعتراض في الرد على العيني في شرح البخاري لابن حجر العسقلاني [852]
463- المنخل لغربلة خرافات ابن الحاج في المدخل لمحمد بن عبد الرحمن الخميس.[معاصر]
إهلام بالتوبيخ لمن ذم التاريخ لأبي عبد الرحمن السخاوي.
البريلوية عقائد و تاريخ لإحسـان إلهي ظهير[1407]
466- تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية لمحمد الشويعر.[معاصر]
467- منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز - محمد الامين الشنقيطي- رد على القائلين بالمجاز [1393]
468- الرد على الاشتراكية من سبعين وجه لابن عثيمين ألفه عام 1381هـ ( مخطوط ) [1421]
مؤلفات الشيخ حمود الويجري [ ت : 1413هـ]
469- الاحتجاج بالأثر على من أنكر المهدي المنتظر .
470- إثبات علو الله ومباينته لخلقه والرد على من زعم أن معية الله للخلق ذاتية .
471- الرد على من أباح الربا الجاري في بعض البنوك .
472- تغليظ الملام على المتسرعين في الفتيا وتغيير الأحكام .
473- الإيضاح والتبين لما وقع فيه الأكثرون من مشابهة المشركين.
474- إيضاح المحجة في الرد على صاحب طنجة ، رداً علـى أحمــــد بن محمد الغماري.
475- الرد القوي على الرفاعي والمجهول وابن علوي وبيان أخطائهم في المولد النبوي .
476- الانتصار على من أزرى بالمهاجرين والأنصار رداً على (عبد الله السعد) .
477- السراج الوهاج لمحو اباطيل أحمد شلبي عن الإسراء والمعراج .
478- إنكار التكبير الجماعي وغيره ، وهو أول كتاب طبع له .
479- إعلان النكير على المفتونين بالتصوير .
480- إقامة البرهان في الرد على من أنكر خروج المهدي والدجال ونزول المسيح في آخر الزمان .
481- تحذير الأمة الإسلامية من المحدثات التي دعت إليها ندوة الأهلة الكويتية .
482- تحريم الصور والرد على من أباحه .
483- تنبيه الإخوان على الأخطاء في مسألة خلق القرآن .
484- ذيل الصواعق لمحو الأباطيل والمخارق .
485- الرد الجميل على أخطاء ابن عقيل .
486- الرد على الكاتب المفتون .
487- الرد على من أجاز تهذيب اللحية .
488- الرد القويم على المجرم الأثيم .
489- الصارم البتار للإجهاز على من خالف الكتاب والسنة والإجماع والآثار .
490- الصارم المشهور على أهل التبرج والسفور .
491- الصواعق الشديدة على أتباع الهيئة الجديدة .
492- عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن .
493- فتح المعبود في الرد على ابن محمود .
494- فصل الخطاب في الرد على أبي تراب .
495- القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ .
496- التنبيهات على رسالة الألباني في الصلاة .
497- إقامة الدليل على المنع من الأناشيد الملحنة والتمثيل .
498- الشهب المرمية لمحق المعازف والمزامير وسائر الملاهي بالأدلة النقلية والعقلية .
499- دلائل الأثر على تحريم التمثيل بالشعر .
500- تبرئة الخليفة العادل والرد على المجادل بالباطل .
501- الرسالة البديعة في الرد على أهل المجلة الخليعة .
بعض مؤلفات العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألـباني ـ رحمه الله تعالى ـ [ت:1420هـ]
502- دفاع عن الحديث النبوي و السيرة في الرد على جهالات الدكتور البوطي.
503- الرد على أرشد السلفي
504- الرد على التعقيب الحثيث
505- الرد على رسالة الشيخ التويجري في بحوث من صفة الصلاة.
506- الرد على السخاف فيما سوَّده على دفع شُبه التشبيه.
507- الرد على الشيخ إسماعيل الأنصاري في مسألة الذهب المحلّق.
508- الرد على عز الدين بيلق في "منهاجه".
509- الرد على كتاب " تحرير المرأة في عصر الرسالة".
510- الرد على كتاب "ظاهرة الإرجاء " .
511- الرد على كتاب المراجعات.
512- الرد على هدية البديع في مسألة القبض بعد الركوع.
513- الرد المفحم على من خالف العلماء و تشدد و تعصب...
514- الذب الأحمد عن " مسند الإمام أحمد" .
515- كشف النقاب عما في كلمات أبي غدة من الأبلطيل و الافتراءات.
516- المناظرة و الردود
517- المناظرة بين الشيخ الألباني و الشيخ الزمزمي.
518- مناظرة كتابية مع طائفة من أتباع القاديانية.
519- نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق.
النصيحة بالتحذير من تخريب ابن عبد المنان ...
نقد نصوص حديثية في الثقافة الإسلامية.
بعض مؤلفات الشيخ مقبل بن هادي الوادعي ـ رحمه الله تعالى ـ [ت:1422]
522- الطليعة في الرد على غلاة الشيعة.
523- رياض الجنة في الرد على أعداء السنة.
524- السيوف الباترة لإلحاد الشيوعية الكافرة.
525- إرشاد ذوي الفطن لإبعاد غلاة الروافض من اليمن.
526- الإلحاد الخميني في أرض الحرمين.
527- ردود أهل العلم على الطاعنين في حديث السحر.
528- المصارعة.
529- قمع المعاند و زجر الحاقد الحاسد.
530- غارة الأشرطة على أهل الجهل و الفسفطة.
531- تحفة الشباب الرباني في الرد على الإمام محمد بن علي الشوكاني
532- غارة الفصل على المعتدين على كتب العلل.
533- إعلان النكير على أصحاب عيد الغدير.
534- إقامة البرهان على ضلال عبد الرحيم الطحان.
535- فضائح و نصائح.
536- البركان لنسف جامعة الإيمان.
537- إسكات الكلب العاوي يوسف بن عبد الله القرضاوي.
538- الزنداني و مجلس الشورى للشيخات في اليمن.
539- صعقة الزلزال لنسف أباطيل أهل الرفض و الاعتزال.
مؤلفات الشيخ العلامة ربيع بن هـادي عمير المدخـلي ـ حفظه الله تعالى و متع به ـ
540- أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره .
541- الحد الفاصل بين الحق والباطل حوار مع بكر أبي زيد
542- النصر العزيز على الرد الوجيز حوار مع عبدالرحمن عبدالخالق
543- بيان فساد المعيار حوار مع حزبي متستر
544- النقد منهج شرعي وهو شرح لكتاب الفرق بين النصيحة والتعيير لابن رجب
545- النصيحة هي المسؤولية المشتركة في العمل الدعوي
546- انقضاض الشهب السلفية على أوكار عدنان الخلفية
547- العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم
549- دفع بغي عدنان على علماء السنة والإيمان
550- كشف موقف الغزالي من السنة وأهلها ونقد بعض آرائه
551- مكانة أهل الحديث ومآثرهم وآثارهم الحميدة في الدين
552- منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقل
553- المحجة البيضاء في حماية السنة الغراء من زلات أهل الأخطاء وزيغ أهل الأهواء
554- مكانة عيسى - عليه السلام - في الإسلام
555- مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
556- مذكّرة الحديث النبوي في العقيدة والاتباع
557- مَنهج أَهْل السُّنَّةِ والجَماعةِ في نَقْدِ الرِّجال والكُتُبِ والطَّوائِف .
558- التنكيل بما في لجاج أبي الحسن من الأباطيل .
559- نظرات في كتاب التصوير الفني في القرآن الكريم لسيد قطب .
560- جماعة واحدة لا جماعات وصراط واحد لا عشرات حوار مع عبدالرحمن عبدالخالق.
561- التنكيل بما في توضيح المليباري من الأباطيل
562- التعصب الذميم .
563- مآخذ منهجية على الشيخ سفر الحوالي .
564- نظرة سيد قطب إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
565- أهل الحديث هم الطائفة المنصورة والفرقة الناجية - حوار مع سلمان بن فهد العودة
566- منهج الإمام مسلم في ترتيب كتابه الصحيح ودحض شبهات حوله
567- تقسيم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف بين واقع المحدثين ومغالطات المتعصبين ((ردٌّ على أبي غدّة ومحمد عوامة))
568- تنبيـــه أبي الحسن إلى القـول بالتي هي أحسن
569- إعــانة أبي الحسن على الرجوع بالتي هي أحسن
570- جناية أبي الحسن على الأصول السلفية
571- إبطال مزاعم أبي الحسن حول المجمل والمفصل
572- موقف أبي الحسـن من أخبار الآحــاد (الحلقة الأولى)
573- موقف أبي الحسـن من أخبار الآحــاد (الحلقة الثانية)
574- انتقاد عقدي ومنهجي لكتاب "السراج الوهاج" لأبي الحسن المصري المأربي
575- براءة أهل السنة مما نسبه إليهم ذو الفتنة (في مسألة خبر الآحاد)
576- التثبت في الشريعة الإسلامية وموقف أبي الحسن منه
577- دحر افتراءات أهل الزيغ والارتياب عن دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب "رحمه الله" (نقد لحسن المالكي)
578- التنكيل بما في لجاج أبي الحسن من الأباطيل .
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى