شبكة سبيل المؤمنين العلمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية

اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية Empty مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الثلاثاء مارس 26, 2024 9:44 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية Aaoyoo10
العمليات الانتحارية
قال شيخ الإسلام كما في "مجموع الفتاوى"(25/281):
(فينبغي للمؤمن أن يفرق بين ما نهى الله عنه من قصد الإنسان قتل نفسه أو تسببه في ذلك
وبين ما شرعه الله من بيع المؤمنين أنفسهم وأموالهم له، كما قال تعالى: "إن الله اشترى من
المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة" وقال: "ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله"
أي يبيع نفسه.
والاعتبار في ذلك بما جاء به الكتاب والسنة لا بما يستحسنه المرء أو يجده أو يراه من الأمور
المخالفة للكتاب والسنة) أ.هـ
مقدمة:
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فهذه مناقشة علمية مختصرة في "العمليات الانتحارية" جعلتها بين طرفين، والطرف الأول هم المانعون من العمليات الانتحارية، والطرف الثاني هم المجيزون لها، وسقتها بأسلوب سهل ليفهمها الطلاب المبتدئون، ولاسيما بعد أن وجدنا للمجيزين تجلدا عجيبا وإصرارا غريبا في التمسك بهذا الرأي الضعيف.
أدلة المانعين:
قال المانعون:
إن العمليات الانتحارية هي كاسمها لها حكم الانتحار، بل هي الانتحار بعينه، ولذلك نرى أنها محرمة لعدة أدلة منها:
1- قوله تعالى: (ولا تلقوا بأيدكم إلى التهلكة)، وهذا عموم في اللفظ ولا عبرة بخصوص السبب، لأن النهي في الآية عام فيمن ألقى بنفسه لما فيه هلاكه فهو يشمل كل صور إهلاك النفس، وسبب نزول الآية هو الإمساك عن النفقة في سبيل الله، وإنما هو بعض العموم، فهو داخل في العموم كما هو معروف من قواعد المفسرين، ولا حجة لأحد في إخراج سائر العموم من الآية ومن أخرج سائر الأفراد فهو مطالب بالدليل.
2- ومنها قوله تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم)، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: (ومن قتل نفسه بحديدة عذب به في نار جهنم) رواه الشيخان عن ثابت بن الضحاك، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: (من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالدا مخلدا فيها أبدا ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا) رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه، فهذه الأحاديث وغيرها من الأحاديث تحرم على الإنسان أن يقتل نفسه، وهي نصوص عامة يدخل فيها كل ما يطلق عليه أنه قتل للنفس، وغيرنا متفق معنا أن هذه العمليات من قتل النفس وإنما نحن مختلفون في حكمه هل هو قاتل لنفسه له حكم المنتحر، أو قاتل لنفسه له حكم المستشهد.
3- ومن ذلك ما رواه مسلم في "صحيحه" عن سلمة بن عمرو بن الأكوع في حديث طويل وفيه قال سلمة: (فلما قدمنا خيبر قال خرج ملكهم مرحب يخطر بسيفه ويقول: "قد علمت خيبر أني مرحب، شاكي السلاح بطل مجرب، إذا الحروب أقبلت تلهب"، قال: "وبرز له عمي عامر فقال: "قد علمت خيبر أني عامر شاكي السلاح بطل مغامر"، قال: "فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر وذهب عامر يسفل له فرجع سيفه على نفسه فقطع أكحله فكانت فيها نفسه قال سلمة: فخرجت فإذا نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقولون بطل عمل عامر قتل نفسه قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقلت يا رسول الله بطل عمل عامر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال ذلك ؟" قال: قلت: ناس من أصحابك قال: "كذب من قال ذلك بل له أجره مرتين").
والشاهد في الحديث أن الصحابة أنكروا قتل النفس ولو في المعركة مع الكفار لأنهم لا يعرفون هذا الشيء في حروبهم فرأوه شيئا غريبا، فإذا كان قد أنكروا ذلك ولو عن طريق الخطأ فكيف بالمتعمد ؟!
4- ومن ذلك الإجماع على تحريم قتل الإنسان لنفسه، وقد نقل الإجماع غير واحد منهم شيخ الإسلام حيث قال رحمه الله كما في "مجموع الفتاوى" (25/280): (وقتل الإنسان نفسه حرام بالكتاب والسنة والإجماع كما ثبت عنه في "الصحاح").
أدلة المجيزين:
قال المجيزون:
إن مثل هذه العمليات الاستشهادية المذكورة تعتبر من النوازل المعاصرة التي لم تكن معروفة في السابق بنفس طريقتها اليوم، فيجتهد العلماء في تنزيل النصوص عليها وإلحاقها بالعمومات، ونحن نرى أن الأدلة قد دلت على جواز هذه العمليات، بل وورد عن سلفنا ما يدل على مشروعية هذا العمل، فمن هذه الأدلة:
1- قصة غلام الساحر الذي دل الملك على قتله وحديثه مشهور بغلام الساحر، فقد روى مسلم في "صحيحه" عن صهيب مرفوعا وفيه: (فقال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به قال: وما هو؟ قال تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني على جذع ثم خذ سهما من كنانتي ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل: باسم الله رب الغلام ثم ارمني فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني فجمع الناس في صعيد واحد وصلبه على جذع ثم أخذ سهما من كنانته ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال: باسم الله رب الغلام ثم رماه فوقع السهم في صدغه فوضع يده في صدغه في موضع السهم فمات فقال: الناس آمنا برب الغلام آمنا برب الغلام آمنا برب الغلام).
2- ومن الأدلة على مشروعية العمليات الاستشهادية ما ذكره أهل العلم من جواز الانغماس في العدو وهذا باتفاق المذاهب الأربعة وغيرها، ولهذا أدلة كثيرة من الكتاب والسنة ذكرها شيخ الإسلام في رسالة خاصة أسماها: "الانغماس في العدو" بين فيها أدلة الجواز وذكر لها أدلة كثيرة، بل وذكر بعض المعاصرين آثارا كثيرة عن سلفنا الصالح تدل على الانغماس في العدو.
قال شيخ الإسلام كما في "مجموع الفتاوى"(28/540): (وقد روى مسلم في "صحيحه" عن النبي صلى الله عليه وسلم قصة أصحاب الأخدود وفيها: "أن الغلام أمر بقتل نفسه لأجل مصلحة ظهور الدين" ولهذا جوز الأئمة الأربعة أن ينغمس المسلم في صف الكفار وإن غلب على ظنه أنهم يقتلونه، إذا كان في ذلك مصلحة للمسلمين).
مناقشة المجيزين لأدلة المانعين:
قال المجيزون:
وأما استدلالكم يا معاشر المانعين بقوله تعالى: (ولا تلقوا بأيدكم إلى التهلكة) فاستدلال غير صحيح لأن المنغمس في العدو ليس مهلكا لنفسه، ومعاذ الله أن يفتي الأئمة الأربعة وغيرهم بما يفضي إلى هلاك الإنسان وإتلافه.
ثم إنه قد أنكر عمر بن الخطاب وأبو أيوب الأنصاري وغيرهما من الصحابة على من نزل هذه الآية على من انغمس في العدو.
قال المجيزون:
وأما الاستدلال بقوله تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم) وقوله صلى الله عليه وسلم: (ومن قتل نفسه بحديدة عذب به في نار جهنم)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالدا مخلدا فيها أبدا ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا) وغيرها من النصوص التي تحرم قتل الإنسان لنفسه، فالاستدلال بها هنا غير صحيح أيضا، فإن هذه النصوص فيمن قتل نفسه جزعا وتسخطا على القدر أو اعتراضا على المقدور واستعجالا للموت أو تخلصا من الآلام والجروح والعذاب أو يأسا من الشفاء، أما من بذل نفسه مجاهدا فرحا مستبشرا متطلعا للشهادة والجنة، يريد نصرة الدين والنكاية بالعدو والجهاد في سبيله فهذا أمر آخر، فقياس هذه الحالة على هذه الحالة قياس مع الفارق.
قال المجيزون: ويجاب عما رواه مسلم في "صحيحه" عن سلمة بن عمرو بن الأكوع في قصة عمه عامر بن الأكوع بأن يقال: إنما حكموا بأنه قتل نفسه لأنه لم يحصل منه ضرر على العدو، وأما العمليات الاستشهادية فلا يشك أن فيها إضرارا بالعدو ونكاية تامة به.
رد المانعين على استدلالات المجيزين:
قال المانعون:
1- قد أطلعنا على ما ذكرتموه أيها المجيزون، ورأينا أن مثل هذه العمليات عندكم تعتبر من النوازل المعاصرة التي لم تكن معروفة في السابق بنفس طريقتها اليوم، فيجتهد العلماء على تنزيلها على النصوص، هكذا تقولون !! وكأنكم تشيرون إلى أنها مسألة اجتهادية لا إنكار على من قال: "بأنها عمليات استشهادية".
ويقال في الجواب عن ذلك: إن كنتم تعنون أنها من المسائل الاجتهادية التي اختلفت فيها أنظار العلماء، وللمفتي فيها أجر على كل حال وبإطلاق فهذا غير صحيح، وإنما يؤجر فيها من اجتهد من أهل العلم المعروفين بالتحري للصواب والباحثين عنه والمولين وجوههم شطره، والذين بذلوا فيه ما بوسعهم من النظر في الأدلة، فمثل هؤلاء يرجى لهم أن لا يكونوا آثمين إن شاء الله في فتواهم، وهذا الصنف اليوم أندر من الكبريت الأحمر.
وأما من تصدر لها وهو ليس من أهلها أو تكلف في الاستدلال لشيء في نفسه أو انتصارا لمتبوعه أو تبريرا لأئمة الحزب أو الاتجاه التي ينتمي إليه كما قد عهدناهم في كل مرة يبررون أخطاء اتجاهاتهم ويبحثون لها عن أدلة، فقد وجدناهم تكلفوا في الاستدلال لمسألة التمثيليات والمسرحيات، ومسألة الانتخابات الحكومية ومسألة التعدد الحزبي ومسائل أخرى لا وقت لذكرها هنا، فهذا لا نرى أنه داخل في عموم المجتهد المأجور كيف يكون كذلك وهو يتكلف في تطويع النصوص لصالح مذهبه، بل نخشى عليه من مغبة التسرع في الفتوى وإثم من اتبعه على هذا الغلط.
على أن بعضهم قد يرى أنها حق وأن المخالف فيها مستأجر للغرب كما ذكر ذلك الدكتور إبراهيم عوض حيث قال في "مقالاته": (يحاول الغربيون عبثا، عن طريق فتاوى المذلة والضلال، إيهامهم بأنها عمليات انتحارية كي يبثوا روح التخذيل فى نفوسهم وينزعوا من أيديهم هذا السلاح العبقري الذى لا قبل لهم ولا لأمثالهم به ممن يحبون الحياة حبا جما!) أ.هـ ولا شك أن هذا قول رديء، وصاحبه أعماه الحماس عن التدقيق والتحقيق.
ضوابط مهمة في قتل النفس:
قال المانعون:
وعندنا هنا ضوابط مهمة ينبغي أن يكون الطرفان على بينة منها لأنها تفرق بين أمور متشابهة التبست على كثير من الناس، فإليك هذه الضوابط:
الضابط الأول:
هناك فرق بين تعمد الإنسان أن يقتل نفسه ولو لغرض الإضرار بالعدو، وبين سلوك سبب شرعي ينتهي فيها بقتل نفسه، والفرق بينهما أن في النوع الأول من مباشرة الإنسان لقتل نفسه ما ليس في الثاني.
قال شيخ الإسلام رحمه الله كما في "مجموع الفتاوى"(25/281): (فينبغي للمؤمن أن يفرق بين ما نهى الله عنه من قصد الإنسان قتل نفسه أو تسببه في ذلك وبين ما شرعه الله من بيع المؤمنين أنفسهم وأموالهم له، كما قال تعالى: "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة" وقال: "ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله" أي يبيع نفسه) أ.هـ
الضابط الثاني:
الطريقة التي يتسبب الإنسان بها في قتل نفسه يجب أن تكون توقيفية، أي: متوقفة على ما ورد في الشريعة لا بما يراه هو حسنا، فهو توقيفية لا اجتهادية فلا يحل أن ينصب لموته سببا لم ينصبه الشارع، وإلا فإنه يدخل في عمومات تحريم قتل النفس.
وبعد الذي سمعنا به من أن البعض قد يقتل نفسه للإضرار بالعدو، فإننا نخشى أن تأتي علينا أيام يخرج علينا فيها جيل يرون أن من شرط التوبة أو من كمالها أن يقتل الإنسان نفسه قربة إلى الله، فمن هنا نقول: إنها توقيفية.
قال شيخ الإسلام كما في "مجموع الفتاوى"(25/281): (فينبغي للمؤمن أن يفرق بين ما نهى الله عنه من قصد الإنسان قتل نفسه أو تسببه في ذلك وبين ما شرعه الله من بيع المؤمنين أنفسهم وأموالهم له، كما قال تعالى: "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة" وقال: "ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله" أي يبيع نفسه.
والاعتبار في ذلك بما جاء به الكتاب والسنة لا بما يستحسنه المرء أو يجده أو يراه من الأمور المخالفة للكتاب والسنة) أ.هـ
قال المانعون:
وأما قولكم أيها المجيزون: (إن إلحاق المستشهد بالمنتحر قياس مع الفارق)، فيقال: إن هذا ليس قياسا وإنما هو أخذ بعموم النصوص التي تحرم قتل النفس، فمستندنا هو عموم النصوص لا القياس، إذ المنع في هذه النصوص عام وليس فيها ما يشير إلى أي تفريق بين من قتل نفسه جزعا وتسخطا على القدر أو اعتراضا على المقدور واستعجالا للموت، وبين من بذل نفسه مجاهدا متطلعا للشهادة والجنة، يريد النكاية بالعدو والجهاد في سبيله، فدعوى أن الأخذ بالعموم هو إلحاق فرع بأصل غير صحيح.
وهذا عمرو بن العاص قد فهم عموم النهي من مثل قوله تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم)، ففي غزوة ذات السلاسل أصابته الجنابة وكانت ليلة باردة فتيمم وصلى بأصحابه بالتيمم ولما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا عمرو أصليت بأصحابك وأنت جنب ؟" فقال: "يا رسول الله إني سمعت الله يقول: "ولا تقتلوا أنفسكم" فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئا)، فهل كان عمرو سيقتل نفسه جزعا وتسخطا على القدر أو اعتراضا على المقدور واستعجالا للموت ؟!
قال شيخ الإسلام كما في "مجموع الفتاوى" (25/280): (فهذا عمرو قد ذكر أن العبادة المفضية إلى قتل النفس بلا مصلحة مأمور بها هي من قتل النفس المنهي عنه وأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك) أ.هـ
قال المانعون:
وأما قولكم: (إن لشيخ الإسلام رسالة في الانغماس في العدو ذكر فيها الأدلة على جواز ذلك)، يقال: نحن لا نناقش في المنغمس في العدو، وإنما نناقش في قياس من قتل نفسه بعملية انتحارية وبينهما فرق كبير وواضح، وبيان ذلك أن شيخ الإسلام استدل لجواز الانغماس في العدو بعدة أدلة منها قوله: (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة) وقوله: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله) وغيرها من الأدلة، ولكن هذه الأدلة تدل على ما ذكره شيخ الإسلام من جواز الانغماس بين العدو، ونحن لا نناقش في هذا، وإنما نقول: إن هؤلاء الآيات لا تنزل على من قتل نفسه، فقد قال رحمه الله كما في "مجموع الفتاوى"(25/281):
(فينبغي للمؤمن أن يفرق بين ما نهى الله عنه من قصد الإنسان قتل نفسه أو تسببه في ذلك وبين ما شرعه الله من بيع المؤمنين أنفسهم وأموالهم له، كما قال تعالى: "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة" وقال: "ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله" أي يبيع نفسه) أ.هـ
فشيخ الإسلام يفرق بين تعمد قتل الإنسان نفسه وبين سلوك سبب شرعي ينتهي بقتل نفسه، فسقط استدلالكم بما يقوله شيخ الإسلام لأن قياس من قتل نفسه على المنغمس في العدو قياس مع الفارق، فالمنغمس في العدو يريد النكاية بالعدو أصلا فيحصل له الموت تبعا وقد لا يحصل له الموت، وأما قاتل نفسه فيقتل نفسه أصلا فتحصل النكاية بالعدو وغيره تبعا وقد لا تحصل النكاية، فعرف أن بينهما فرقا عظيما.
ثم إن قياس من قتل نفسه على المنغمس في العدو أيضا قياس مع الفارق لأمور:
1- الانغماس في العدو يعني الدخول في العدو، وهذا لا يكون إلا لمن كان ماهرا في الكر والفر وليس لكل أحد، ويكون بحسب قدرة الإنسان وقوته، فهو يدخل في العدو ويخرج منهم بسرعة فائقة، والسلامة متوقعة ومحتملة فيه وتكون الثمرة لمصلحة الجيش الإسلامي في قتال جماعي لا قتل فردي، وأما العمليات الانتحارية فالهلاك فيها محقق.
2- أيضا الانغماس في العدو لا يكون بالتحريق بالنار، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التعذيب بالنار، فإلحاق هذا بهذا غير صحيح بل هو قياس مع الفارق.
3- ثم إن الانغماس في العدو لا يكون مشروعا في كل حالة وفي كل وضع، فإن الله جل وعلا لم يأمر رسوله صلى الله عليه وسلم به في مكة ولا أمر به صلى الله عليه وسلم أصحابه، مع توفر الأسباب والدواعي، وتهيئ المقاتلين المتمرسين على الكر والفر، وإذا علمت الفرق بين الأمرين فيسقط قولك: (وذكر بعض المعاصرين آثارا كثيرة عن سلفنا الصالح تدل على الانغماس في العدو) فكل هذه الآثار التي أشرت إليها إنما تنزل على حالات غير الانتحار.
هذا وقد ضبط لنا شيخ الإسلام قضية متى يكون من تسبب في قتل نفسه محسنا ومتى يكون مسيئا فقال رحمه الله كما في "مجموع الفتاوى" (25/275):
(فإنه إذا فعل ما أمره الله به فأفضى ذلك إلى قتل نفسه فهذا محسن في ذلك كالذي يحمل على الصف وحده حملا فيه منفعة للمسلمين وقد اعتقد أنه يقتل فهذا حسن...
وأما إذا فعل ما لم يؤمر به حتى أهلك نفسه فهذا ظالم متعد بذلك، مثل أن يغتسل من الجنابة في البرد الشديد بماء بارد يغلب على ظنه أنه يقتله أو يصوم في رمضان صوما يفضي إلى هلاكه فهذا لا يجوز) أ.هـ مختصرا على موضع الشاهد.
وهذا ضابط نافع إن شاء الله من شيخ الإسلام كما عودنا رحمه الله، فمن فعل شيئا جائزا فكان ذلك سبب موته لم يكن ممن قتل نفسه كأن يحج البيت ثم مات في الزحام أو سافر للهجرة أو لطلب العلم فمات في الطريق أو ركب البحر لطلب الرزق فغرق أو دافع عن عرضه وماله فقتل أو غير ذلك، فمثل هؤلاء لا يعتبرون ممن قتلوا أنفسهم لأنهم فعلوا ما يؤمرون به.
وأما من سلك سبيلا معوجا وباشر قتل نفسه بشيء لم يأمره الله به فهذا ذم الشرع طريقته ففعله حرام، فالفرق إذا هو سلوك الطريقة المشروعة في أول الأمر وسلوك ما لم يأمر الله به.
قال شيخ الإسلام كما في "مجموع الفتاوى"(25/281):
(فينبغي للمؤمن أن يفرق بين ما نهى الله عنه من قصد الإنسان قتل نفسه أو تسببه في ذلك وبين ما شرعه الله من بيع المؤمنين أنفسهم وأموالهم له، كما قال تعالى: "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة" وقال: "ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله" أي يبيع نفسه.
والاعتبار في ذلك بما جاء به الكتاب والسنة لا بما يستحسنه المرء أو يجده أو يراه من الأمور المخالفة للكتاب والسنة).
وأما إنكار أبي أيوب الأنصاري وغيره من الصحابة فإنما هو على من نزل الآية على المنغمس في العدو ونحن معهم في هذا ولا ننكر أن هذا تنزيل في غير محله، ونحن إنما نحتج بعموم الآية وشمول لفظها لمن أهلك نفسه وأتلفها وهذا غير الانغماس في العدو، فهو عموم لا تخصيص فيه إلا ببينة.
وأما استدلالكم بما قاله شيخ الإسلام كما في "مجموع الفتاوى"(28/540): (وقد روى مسلم في "صحيحه" عن النبي صلى الله عليه وسلم قصة أصحاب الأخدود وفيها: "أن الغلام أمر بقتل نفسه لأجل مصلحة ظهور الدين")
فهذا فيه رد عليكم لأن شيخ الإسلام يجيز مثل هذا العمل استدلالا بقصة الغلام فيما لو كانت المصلحة عائدة على ظهور الدين ودخول الناس فيه وخروجهم من الكفر كما قصة غلام الساحر، والعمليات الانتحارية فائدتها عندكم تعود عليكم من جهة النكاية بالعدو، فهي لا تعود على ظهور الدين، بل هي إلى التنفير من الدين أقرب منها إلى ظهوره.
على أنه يمكن لقائل أن يقول: إن الاستدلال بقصة غلام الساحر غير صحيح لأنه شرع من قبلنا ليس شرعا لنا إذا جاء شرعنا بخلافه كما في هذه الحالة، أو يقول: إن قصة الغلام تدل على أنه محدث ملهم فليس كل شخص يحق له أن يفعل ذلك.
أشياء تسبق العمليات الانتحارية وأشياء تلحقها:
هذا وتتقدم العميات الانتحارية عجائب تكون قبلها وأخرى مثلها تكون بعدها:
أما التي قبلها فمنها:
1- أنهم لا يستطيعون القيام بعملية مثل هذه العملية الانتحارية إلا بأموال طائلة تشترى بها المواد المتفجرة، وأموال أخرى تكون للسيارة التي يتم التفجير بها، وأموال أخرى تصرف في غير ذلك، تقدر كلها أحيانا بستة آلاف دولار أو أكثر، أي ما يقارب المليون ومائتين ريال يمني وأكثر من ذلك، يتم جمعها من مساجد المسلمين باسم "إخواننا في فلسطين" وكأنها ستذهب للمشردين من البيوت أو للمترملات من النساء أو للأيتام من الأطفال ولكنها تذهب في غير ذلك، دون إشعار الكثير من المسلمين أين ستذهب أموالهم، ثم ينزلون عليها نصوص النفقة في سبيل الله والبذل ابتغاء مرضاته، مع أن نصوص إضاعة الأموال أقرب إليها من النصوص الأولى.
2- وهذا غير الجلسات الوعظية المكثفة على القادم على العملية، وقد يستخدم له شيء من المواد المخدرة التي تعطيه الجرأة على الإقدام كما اشتهر حتى في وسائل الإعلام اليوم من مواقع النت والصحف وغيرها، وقد نشرت عندنا صحف محلية تؤكد هذا الخبر وزعمت أن المختبرات كشفت عن وجود مواد مخدرة في دماء المنتحر المنتشرة في كل مكان والتي يجدونها بعد التفجير، وكنت أتوقف في هذا الخبر حتى حدثني أخ صومالي أن التكفيريين عندهم في الصومال يستخدمون نحو هذا التخدير في العمليات الانتحارية عندهم فتأكد لي الخبر.
الخلاصة مما تقدم ذكره:
والخلاصة أن هذه العمليات انتحارية وليست استشهادية، وهي غير مشروعة لعدة أمور:
الأول: أنها محرمة للأدلة التي ذكرناها، وكلامنا هنا عن العمل نفسه أما من وقع فيها فالله أعلم بحالهم وتأولهم.
الثاني: أن هذه العمليات مأخوذة أصلا من أعداء الإسلام بل هي من عمل العصابات عندهم، فقد أجمعت المجتمعات على حربها وملاحقة أهلها لأن فيها من المكر والخديعة والإضرار بالآخرين ما ليس في غيرها، فليست من عمل المسلمين أولاً فإنها غير معروفة عند المسلمين.
الثالث: أن هذه العمليات تطورت تطورا ملحوظا، فقد توسع المجيزون للعمليات الانتحارية كثيرا، ولم يقفوا عند الشيء الذين يرونه مشروعا وجائزا وإن كنا نخطئهم فيه، ففي بداية الأمر أباحوه لقتل جنود اليهود، ثم توسعوا قليلا فأباحوا قتل المدنيين من اليهود في تل أبيب بحجة أنهم حربيون، ثم توسعوا فقتلوا هذا المستأمنين ولو بين أناس من المسلمين من مجتمعاتنا العربية كاليمن وغيرها، وقد حصل هذا ورأينا بأم أعيننا وسمعنا بآذاننا، ثم توسعوا فقتلوا المسلمين باسم أنهم مرتدون ومغيرون للشرائع، ثم توسعوا حتى أفتوا "شبابا صغارا" بل و"نساءا" وإن شئت فقل: استعملوا لهذه العمليات "صبية" و"أطفالا" حتى اشتهر في وسائل الإعلام أن النساء الانتحاريات هي إحدى وسائل "القاعدة"، حتى قال قائلهم: (ألا يستحي هؤلاء الناس وفي النساء من الغيرة ما لا يوجد في كثير من الرجال). ونحن نقول لهم: (ألا تستحيون من استخدام النساء وقد عذرهن الله وأعفاهن من الجهاد) ؟!!
الرابع: أن في هذه العمليات تعذيبا بالنار للمنتحر وغيره وهذا لا يشرع، فالتعذيب بالنار لا ينبغي إلا من رب النار كما جاء في الحديث.
الخامس: أن هذه العمليات احتفت بها أشياء قبلها وبعدها زادت من ضررها وفسادها، من مثل ضياع الكثير من المبالغ في مثل هذه العملية، واستعمال وتناول المخدرات قبل العمليات.
السادس: أن العدو غير محدد عند من يفجر نفسه في هذه العمليات الانتحارية، ولذلك فإن هذه الضربات تأتي طائشة في كثير من الأوقات فقد يقتل البريء وقد يدمر البناء وقد يخرب العمران والمنشئات وغيرها.
السابع: إدخال الأسى والحزن والحسرة على أسر الكثير من الشباب الذين ذهبوا في هذه العمليات وقدموا أنفسهم على أنه استشهاد وهو في الحقيقة ضحايا للفتاوى المنحرفة، وهؤلاء الأسر لم يعلموا بمثل هذا إلا مع الناس من وسائل الإعلام كالقنوات الفضائية، وإن قلنا إن هذا من الجهاد في سبيل الله فهل هو فرض عين حتى يتجاوز الولد أبويه ويتركهما بحسرتهما، فإن لهما حقا في ولديهما في الجهاد الصحيح فكيف بغيره ؟! فإن أذنوا فقد سقطت مفسدة وبقيت مفاسدها الأخرى.
السادس: تحصل الكثير من المعاصي قبل هذا التفجير والعمليات الانتحارية من حلق اللحى وتزوير الجوازات وإخلاف العهود والغدر بالآمنين والكذب على النقاط في المعاملات وغيرها، ومنها الدخول في الدول الغربية بحجة قتل الكفار مع أنه لم يدخل بلادهم إلا بعد عهود شفهية أو مكتوبة أو على الأقل عرفية تعارف عليها الناس، فيدخل ثم يفسد في الأرض باسم الدين والجهاد في سبيل الله، فلهذه العمليات الانتحارية أمور تحصل قبلها وأضرار عظيمة تحصل بعدها ولا يصل الرجل في الغالب إليها إلا بعد تحقق مثل هذه الأمور أو تحقق غالبها.
السابع: أن هذه العمليات إن كانت عندهم من الجهاد فالجهاد له شروطه وقواعده وضوابطه عند أهل العلم فلا يعرف عند أهل العلم إلا بصورة "الجهاد الجماعي" الذي يكون منظما تحت راية واحدة ويصدرون عن قول واحد يقدر فيها الأمير المصلحة من المفسدة، ومن هنا أفتى من أفتى بجواز هذه العمليات بإذن الأمير، وهذا قول بعض أفاضل العلماء ممن لا نشك في ديانتهم وعلمهم بل وإمامتهم، وإن كنا نرى أنه قول مرجوح.
والحاصل أنه لا يعرف في الإسلام جهاد فردي يقوم به بعض الناس دون مراجعة لأهل الحل والعقد من أهل العلم وولاة أمور المسلمين.
الثامن: ما يذكرونه من أن هذه العمليات تحققت بسببها بعض المصالح مثل تضرر العدو وتوقف الانتقال إلى المستوطنات وهجرة الكثير ممن كان في أطراف الأراضي إلى عمق الأراضي المحتلة كما ذكره أو أشار إليه صاحب كتاب: "أحكام الجهاد عند ابن تيمية" وهو للمؤلف حسن وهدان/ بتقديم مشهور حسن سلمان، فما ذكروه من هذا الكلام وغيره ليس كافيا لأن يكون حجة مقنعة بعد أن رأينا مفاسدها العظيمة، فهذه المصالح المذكورة منغمرة في مفاسد أخرى أعظم منها بكثير، فماذا عسى أن تأتي هذه الأشياء مع غيرها من المفاسد العظيمة مثل:
1- هدم الكثير من البيوت وقتل الكثير من الأبرياء وتشريد الكثير من الأسر والذي ينشأ عن ردة فعل من هؤلاء المجرمين، لأن العمليات الانتحارية تثير حفيظة الظالم فيبطش بغيره أكثر من السابق.
2- خسر الفلسطينيون تعاطف الكثير من الناس من غير المسلمين معهم، حيث تعاطفوا مع خصومهم وهم اليهود، فنتج عن هذا تضيق كبير على الفلسطينيين في ديارهم وأراضيهم بل وخارج أراضيهم.
3- ما حصل من التضييق في أنحاء البلاد والتي تثمر في الغالب التضييق على الدعوة والدعاة إلى الله بل وغير الدعاة من المسلمين لأن الجميع يبقى متهما بتهمة الإرهاب، واسألوا ما هي الأضرار التي حصلت على المسلمين في العالم بسبب تدمير البرجين في أمريكا تعرفوا صدق ما أقول لكم.
هذا شيء مختصر وعسى الله أن ييسر فرصة أوسع من هذه نتوسع في هذا البحث.
منقول للفائدة




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في السبت أبريل 06, 2024 2:49 pm عدل 2 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الثلاثاء مارس 26, 2024 9:44 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية Aayao110

ومن التحديات التي تواجه الأمة : الإرهاب :

ذلك البلاء العظيم ، الذي أشقى المسلمين بل أشقى العالم كله ، هذا الإرهاب الذي
يستهدف المنشئات والنفوس البشرية بغير حق ، إنه مشكلة عالمية ، يوجد في العالم صور مختلفة لكن يستغله بعض الناس ويفسره على قدر هواه ، فإن رأوا في الإرهاب تهديدًا لمصالحهم وقضاءً على مصالحهم حاربوه وإن رأوا فيه ما يؤيد مصالحهم أمدوه بطريقة مباشرة وغير مباشرة ، وإنه لبلاء عظيم واجب المسلمين محاربة هذا البلاء والوقوف أمامه .
إن العالم يشكو من كثرة التفجيرات يشكو من إخلال الأمن ومن العمليات الانتحارية والتفجيرات الإجرامية التي جلبت على العالم الإسلامي البلاء والمصائب .
يا أمة الإسلام : إن هذه العمليات الانتحارية في بلاد المسلمين ضرر وبلاء ، رجال ونساء وأطفال استهدفوا بغير حق ، دمرت البنية التحتية ودمرت المنشآت ، وأضعفت الشوكة والمنعة ، وشلت السواعد وفرقت المجتمع ، فاحذروا عباد الله أن تكونوا سببًا لهدم بلادكم بأيديكم وأيدي أعدائكم ، احقنوا دماءكم وحلوا مشكلاتكم فيما بينكم ، ولا تركنوا إلى من يفرقكم باسم الطائفية وباسم وباسم ، احرصوا على المجتمع احرصوا على وحدته وتماسكه وحل المشكلات بينكم في إطار المحبة والمودة .



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الأربعاء مارس 27, 2024 3:56 pm عدل 2 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الثلاثاء مارس 26, 2024 9:45 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية Oa_o10
حكم تفجير النفس في الجهاد للإضرار بالعدو
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــا
السؤال:
عمل الغلام صاحب الأخدود الذي قال للملك: خُذْ سهمًا من كنانتي .. فإن فعلتَ ذلك قتلتني، هل هذا نوعٌ من التَّهلكة أو من الجهاد في سبيل الله؟
الجواب:
هذا شرع مَن قبلنا، جعله الله لهم، ما هو بشرعٍ لنا، شرعنا تحريم القتل، فالإنسان لا يقتل نفسه ولا يأذن في قتل نفسه إلا في الجهاد.
س: قصدي مَن يأخذه في التفجيرات؟
ج: ما يجوز، التفجيرات لا تجوز، كونه يُفجِّر نفسه ما يجوز.
س: هناك مَن يستدل بهذا على جواز التفجير؟
ج: لا ما يجوز، الرسول نهى عنه، الله يقول: وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا [النساء:29]، والرسول يقول: مَن قتل نفسَه بشيءٍ عُذِّبَ به يوم القيامة.
العمليات الانتحارية محرمة وهي قتل للنفس
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــا
أو


السؤال: ما حكم من يلغم نفسه ليقتل بذلك مجموعة من اليهود؟
الجواب: الذي أرى وقد نبهنا غير مرة أن هذا لا يصح، لأنه قتل للنفس، والله يقول: ((ولا تقتلوا أنفسكم))، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة))، يسعى في هدايتهم، وإذا شرع الجهاد جاهد مع المسلمين، وإن قتل فالحمد لله، أما أنه يقتل نفسه يحط اللغم في نفسه حتى يقتل معهم! هذا غلط لا يجوز، أو يطعن نفسه معهم! ولكن يجاهد حيث شرع الجهاد مع المسلمين، أما عمل أبناء فلسطين هذا غلط ما يصح، إنما الواجب عليهم الدعوة إلى الله، والتعليم، والإرشاد، والنصيحة، من دون هذا العمل) اهـ
[من كتاب الفتاوى الشرعية للحصين، ص166]



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الأربعاء مارس 27, 2024 9:48 pm عدل 3 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الثلاثاء مارس 26, 2024 9:47 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية Aoao10
حكم العمليات الانتحارية ضد العدو
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــــــا
ما حكم العمليات التي تدعى العمليات الاستشهادية؟
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــــــا
ما حكم ركوب السيارات المفخخة والدخول بها وسط الأعداء ، وهو ما تسمى بالعمليات الانتحارية ؟
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــا
أو
أضغط هنــــــــــــــــــــــا
السؤال الثالث: هل يجوز ركوب سيارة مفخخة بالمتفجرات والدخول بها وسط الأعداء وهو ما يسمى الآن بالعمليات الانتحارية؟ مع الدليل.
الجواب: قلنا مرارًا وتكرارًا عن مثل هذا السؤال بأنه في هذا الزمان لا يجوز، لأنها إما أن تكون تصرفات شخصية فردية لا يتمكن الفرد عادةً من تغليب المصلحة على المفسدة أو المفسدة على المصلحة، أو إذا لم يكن الأمر تصرفًا فرديًا وإنما هو صادر من هيئة أو من جماعة أو من قيادة أيضًا هذه الهيئة أو هذه الجماعة أو هذه القيادة ليست قيادة شرعية إسلامية، فحينئذ يُعتبر هذا انتحارًا، أما الدليل فمعروف! فيه أحاديث كثيرة في الصحيحين وغيرهما، أنَّ من نَحَر نفسه بأي آلة فهو في جهنم يعذب بمثلها، إنما يجوز مثل هذه العملية الانتحارية -كما يقولون اليوم- فيما إذا كان هناك حكم إسلامي، وعلى هذا الحكم حاكم مسلم، يحكم بما أنزل الله، ويطبق شريعة الله في كل شئون الحياة، منها: نظام الجيش، ونظام العسكر، يكون أيضًا في حدود الشرع، فإذا رأى الحاكم الأعلى -وبالتالي يمثله القائد الأعلى للجيش- إذا رأى أنَّ مِن مصلحة المسلمين إجراء عملية انتحارية في سبيل تحقيق مصلحة شرعية هو هذا الحاكم المسلم هو الذي يُقَدِّرها مستعينًا بأهل الشورى في مجلسه، ففي هذه الحالة فقط يجوز مثل هذه العملية الانتحارية، أما سوى ذلك فلا يجوز) اهـ
[سلسلة الهدى والنور 451]
ما صحة من يستدل على جواز الجهاد الفردي بفعل أبي بصير مع كفار قريش .؟ وما حكم العمليات الانتحارية .؟
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــا
ما حكم ما يسمى بالعمليات الانتحارية ، أو العمليات الاستشهادية كما يسميها البعض ؟
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــا
الشيخ : الآن نأتي إلى إيش الانتحارية ؟!
الطالب : العمليات الانتحارية .
الشيخ : العمليات الانتحارية : هذه عرفناها من اليابانيين وأمثالهم حينما كان الرجل يهاجم باخرة حربية أمريكية مثلًا بطائرته ، فينفجر مع طائرته ، ولكن يقضي على الجيش الذي هو في تلك الباخرة الحربية الأمريكية مثلًا ، نحن نقول : العمليات الانتحارية في الزمن الحاضر الآن كلها غير مشروعة ، وكلها محرمة ، وقد تكون من النوع الذي يخلد صاحبه في النار ، وقد تكون من النوع الذي لا يخلد صاحبه في النار ، كما شرحت آنفًا ، أما أن يكون عملية الانتحار قربة يتقرب بها إلى الله : اليوم إنسان يقاتل في سبيل أرضه ، في سبيل وطنه ، هذه العلميات الانتحارية ليست إسلامية إطلاقا ، بل أنا أقول اليوم : ما يمثل الحقيقة الإسلامية وليس الحقيقة التي يريدها بعض المسلمين المتحمسين ، أقول : اليوم لا جهاد في الأرض الإسلامية إطلاقا ، هناك قتال ، هناك قتال في كثير من البلاد ، أما الجهاد يقوم تحت راية إسلامية ، ويقوم على أساس أحكام إسلامية ، ومن هذه الأحكام أن الجندي لا يتصرف برأيه ، لا يتصرف باجتهاد من عنده ، وإنما هو يأتمر بأمر قائده ، وهذا القائد ليس هو الذي نصب نفسه قائدا ، وإنما هو الذي نصبه خليفة المسلمين ، فأين خليفة المسلمين اليوم ؟! أين الخليفة بل الحاكم الذي رفع راية الإسلام ، ودعا المسلمين أن يلتفوا حوله ، وأن يجاهدوا في سبيل الله - عز وجل - ؟! هذا لا وجود له ، فما دام أن هذا الجهاد الإسلامي يفترض أن يكون تحت راية إسلامية ، هذه الراية الإسلامية لا وجود لها ، فإذًا جهاد إسلامي لا وجود له ، إذًا انتحار إسلامي لا وجود له ، أنا أعني انتحارا قد كان معروفا من قبل في عهد القتال بالحراب وبالسيوف وبالسهام ، نوع من هذا القتال كان يشبه الانتحار ، مثلًا : حينما يهجم فرد من أفراد الجيش بسيفه على كردوس ، على جماعة من الكفار المشركين : فيعمل فيهم ضربا يمينا ويسارا ، هذا في النادر قل ما يسلم ، فهل يجوز له أن يفعل ذلك ؟ نقول : يجوز ولا يجوز ، إذا كان قائد الجيش المسلم هو في زمن الرسول هو الرسول - عليه السلام - ، إذا أذن له ، جاز له ذلك ، أما أن يتصرف بنفسه ، فلا يجوز له ، لأنها مخاطرة ومغامرة ، إن لم نقل مقامرة تكون النتيجة خاسرة لا يجوز إلا بإذن الحاكم المسلم ، أو الخليفة المسلم ، لم ؟ لأن المفروض في هذا الخليفة المسلم أنه يقدر الأمور حق قدرها ، فهو يعرف متى ينبغي أن يهجم مثلًا مئة من المسلمين على ألف ، أو أقل أو أكثر فيأمرهم بالهجوم ، وهو يعلم أنه قد يقتل منهم عشرات لكن يعرف أن العاقبة هي للمسلمين ، فإذا قائد الجيش المسلم ، المولَّى لهذه القيادة من الخليفة المسلم : أمر جنديا بطريقة من طرق الانتحار العصرية ، يكون هذا نوع من الجهاد في سبيل الله - عز وجل - ، أما انتحار باجتهاد شاب متحمس ، كما نسمع اليوم مثلًا أفراد يتسلقون الجبال ، ويذهبون إلى جيش من اليهود ويقتلوا منهم عددا ، ثم يقتلون ، ما الفائدة من هذه الأمور ؟! هذه تصرفات شخصية لا عاقبة لها في صالح الدعوة الإسلامية إطلاقا ، لذلك نحن نقول للشباب المسلم : حافظوا على حياتكم ، بشرط أن تدرسوا دينكم وإسلامكم ، وأن تتعرفوا عليه تعرفا صحيحا ، وأن تعملوا به في حدود استطاعتكم ، هذا العمل ولو كان بطيئا ولو كان وئيدا فهو الذي سيثمر الثمرة المرجوة التي يطمع فيها كل مسلم اليوم ، مهما كانت الخلافات الفكرية أو المنهجية قائمة بينهم ، كلهم متفقون على أن الإسلام يجب أن يكون حاكمًا ، لكن يختلفون في الطرق كما ذكرت أوَّلًا ، ( وخير الهدى هدى محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ) .
   [فتاوى عبر الهاتف والسيارة - شريط : 174 ]
ما حكم العمليات الانتحارية ؟ وبماذا يحكم عليه بعد الانتحار ؟
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــــــا
أو
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــــا
الشيخ : والجواب أن العمليات الانتحارية هذه لها صورتان ، الصورة التي تجوز لا وجود لها اليوم في اعتقادي إلا أن يكون شيء لا نعلمه وهو أن يكون المنتحر أقدم على الانتحار بطريقة ما لإصابة أكبر عدد ممكن من أعداء الله ، أن يكون انطلاقه إلى هذه العملية الانتحارية تنفيذا لأمر القائد الأعلى الذي يعرف ما تحتاجه الأمة المسلمة من الفداء هذا يجوز ؛ أما أن يقدم المسلم على عملية انتحارية بمحض رأيه واجتهاده فهذا لا يجوز ؛ واضح الجواب ؟
[سلسلة الهدى والنور رقم 273]
ما صحة من يستدل على جواز الجهاد الفردي بفعل أبي بصير مع كفار قريش .؟
أضغط هنــــــــــــــــــــــا
(يقول السائل: يعني أولاً ما يتعلق بموضوع فلسطين والجهاد هناك، بعض الجماعات تُقِر الجهاد الفردي مستدلة بموقف الصحابي أبي بصير، وتقوم بما يسمى "عمليات استشهادية" -لا أقول انتحارية!- فالسؤال يقول: فما حكم هذه العمليات؟
الشيخ: هنشوف الحكم، [كام سنة صار لهم]؟
أحد الحاضرين: أربع سنوات.
الشيخ: [...] من ثمارهم تعرفونها ...
السائل: استدلالهم بموقف أبي بصير.
الشيخ: شو عمل أبو بصير؟! عمل مثل ما عملوا الجماعة الآن؟! ولا خرج؟!
السائل: خرج.
الشيخ: رجعنا إلى حيث كنا، هل هم خرجوا؟!
السائل: نعم هم يقومون بعمليات من الخارج، من خارج فلسطين إلى داخل فلسطين.
الشيخ: [...] هذا بسؤالك، فما باله إذا سمع الجواب؟! هههه) اهـ
[سلسلة الهدى والنور 527]
ما حكم العمليات الانتحارية .؟
أضغط هنــــــــــــــــــــا
الشيخ : هذه مسألة تربطني بمسألة أخرى تقع اليوم وسُئلت عنها مرارا وهو الذي يسمى ب شو بسموها تبع الـ , تفجير نفسه
السائل : الانتحارية
الشيخ : ها
السائل : العمليات الانتحارية
الشيخ : العمليات الانتحارية هذه هل يجوز هذا ؟,هذا واقع ولا بد لي من جواب عليه أقول هذا يجوز ولا يجوز , ما يقع اليوم لا يجوز لأنها تصرفات فردية و منطلقة من عواطف جامحة لا يقيدها شرع ولا عقل ولا فرق بين هذا المسلم ينتحر وذاك الشيوعي أو الياباني كما وقع يوم وقعت المعركة بينهم وبين الأمريكان فهذا وهذا سواء لأنو هذا لا ينطلق عن دينه وعن فتوى من أهل العلم فلا يجوز أما لو كان هناك حاكم مسلم وبالتالي قائد للجيش مسلم وفقيه فيدرس الناحية العسكرية وساحة المعركة وإلى آخره يقدّر المرابح والخسائر بيعمل شو بقولوا معادلة بين الربح وبين الخسارة ثم يجد أن الربح في هذه العملية الإنتحارية تفوق خسارة هذا الشاب المسلم فحينئذٍ نقول يجوز لأن مثل هذا وقع في بعض المعارك الإسلامية الأولى متل فتح دمشق مثلا الشام بلاد الشام ونحو ذلك وقعت بعض العمليات الانتحارية كان الجندي يستأذن قائده ويقول بأنه يريد أن يموت شهيدا ويهجم على هالكردوس هذا يعني جماعة الروم وأمثالهم ويظل يقتلهم حتى يقتلوه فيسمح له القائد وفعلا يكون نهايته أنه يستشهد في سبيل الله تعالى فإذًا فلنتفقه في معرفة الأحكام لما يقع ونؤجل البحث في أمور لم تقع , غيره .
السائل : شيخ هذا قريب ذهاب بعض الشباب من الأردن لعمليات فدائية مثلا .
الشيخ : أي نعم .
السائل : لفلسطين .
الشيخ : هو كذلك .
[سلسلة الهدى والنور 533]
هل تجوز العمليات الانتحارية (الاستشهادية) .؟
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا
أو
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا
السائل: العمليات اللي بتقوم بيها .. العمليات الاستشهادية أي الانتحارية، تجوز ولا لا؟
الشيخ، لا، ما يجوز.
[سلسلة الهدى والنور 678]
السائل: ذكرت في جلسة سابقة .. ما أجزت العمليات الانتحارية، العمليات الانتحارية ما أجزتها، [نريد] توضيح -بارك الله فيك-، وهل يستطيع الرجل أو المرء أن يخرج للجهاد بعدم سماح والديه له؟
الشيخ: أنا في ظني بالنسبة للعمليات الانتحارية تكلمت أكثر من مرة بشيء من التفصيل، لكن المشكلة أن المجالس تختلف، تارةً نوجِز، تارةً نُفَصِّل، من المعلوم عند العلماء جميعًا دون خلاف بينهم أنه لا يجوز للمسلم أن ينتحر انتحارًا بمعنى خلاصًا من مصائب، من ضيق ذات اليد، من مرض أَلّمَّ به حتى صار مرضًا مزمنًا، ونحو ذلك، فهذا الانتحار للخلاص من مثل هذه الأمور بلا شك أنه حرام، وأن هناك أحاديث صحيحة في البخاري ومسلم أن من قتل نفسه بسُمٍّ أو بِنَحْر نفسه أو نحو ذلك بأنه لا يزال يعذب بتلك الوسيلة يوم القيامة، حتى فَهِم بعض العلماء بأن الذي ينتحر يموت كافرًا، لأنه ما يفعل ذلك إلا وقد نَقَم على ربه -عز وجل- ما فعل به من مصائب لم يصبر عليها، المسلم بلا شك لا يصل به الأمر إلى أن يفكر في الانتحار، فضلاً عن أن ينفذ فكرة الانتحار، ذلك لأن المسلم -وهنا مثال للموضوع السابق أن العلم يجب أن يقترن به العمل، وإذا كان ليس هناك علم صحيح فلا عمل صحيح-، حينما يعلم المسلم ويُرَبَّى المسلم على ما جاء في الكتاب والسنة، تختلف ثمراته .. انطلاقاته في الحياة الدنيا، وتختلف أعماله فيها عن أعمال الآخرين الذين لا أقول لم يؤمنوا بالله ورسوله، لا، ءامنوا بالله ورسوله ولكن ما عرفوا ما قال الله ورسوله، فمما قال الله -عز وجل- على لسان نبيه -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((عجب أمر المؤمن كله، إن أصابته سَرَّاء حَمِد الله وشكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضَرَّاء صبر فكان خيرًا له، فأمر المؤمن كله خير، وليس ذلك إلا للمؤمن))، فمن أصابه مرض مُزْمِن، من أصابه فقر مُدْقِع وهو مؤمن ما تفرق معه، إن كان صحيح البُنْيَة أو كان عليلها، إن كان غني المال أو كان فقيره، ما تفرق معه، لأنه -كما يقال في بعض الأمثال العامية- هو كالمنشار، الطالع والنازل هو مأجور يأكل حسنات، إن أصابته سرَّاء شكر الله -عز وجل- فأثيب خيرًا، وإن أصابته ضرَّاء صبر فكان خيرًا له، فالذي ينتحر هذا في الغالب لا يكون مؤمنًا.
لكن يمكن .. نستطيع أن نتصور أن مسلمًا ما قادته نوبة فكر انحرف به فانتحر، هذا يمكن أن يقع، لهذا الإمكان ولهذا الاحتمال ما نقول نحن يقينًا هذا ليس مؤمنًا، هذا كتارك الصلاة الجاحد لشرعيتها، إذا مات مسلم اسمه أحمد بن محمد أو محمد بن زيد أو ما شابه ذلك لكن كان معلومًا بإنكاره للصلاة بإنكاره لشرائع الإسلام، هذا إذا مات لا يُدفن في مقابر المسلمين، كذلك بالنسبة لمن انتحر وعُرف أنه انتحر نَقَم على الله -عز وجل- ما أَحَلَّ به من مصائب، أمَّا قلنا بأنه يمكن أنه تصيبه نوبة عصبية فكرية فينتحر، لهذا الاحتمال لا نقول نحن أنَّ كل من انتحر فهو كافر، ولا يُدفن في مقابر المسلمين.
الآن نأتي إلى إيش الانتحارية؟ العمليات الانتحارية، هذه عرفناها من اليابانيين وأمثالهم، حينما كان الرجل يهاجم باخرة حربية أمريكية مثلاً بطائرته فينفجر مع طائرته ولكن يقضي على الجيش الذي هو في تلك الباخرة الحربية الأمريكية مثلاً.
نحن نقول: العمليات الانتحارية في الزمن الحاضر الآن كلها غير مشروعة، وكلها محرمة، وقد تكون من النوع الذي يُخَلَّد صاحبه في النار، وقد تكون من النوع الذي لا يخلد صاحبه في النار -كما شرحت آنفًا-، أما أن يكون عملية الانتحار قُربة يتقرب بها إلى الله اليوم إنسان يقاتل في سبيل أرضه، في سبيل وطنه، هذه العمليات الانتحارية ليست إسلامية إطلاقًا، بل أنا أقول اليوم ما يمثل الحقيقة الإسلامية وليس الحقيقة التي يريدها بعض المسلمين المتحمسين، أقول: اليوم لا جهاد في الأرض الإسلامية إطلاقًا، هناك قتال، هناك قتال في كثير من البلاد، أما الجهاد يكون تحت راية إسلامية، ويقوم على أساس أحكام إسلامية، ومن هذه الأحكام أن الجندي لا يتصرف برأيه، لا يتصرف باجتهاد من عنده، وإنما هو يأتمر بأمر قائده، وهذا القائد ليس هو الذي نَصَب نفسه قائدًا، وإنما هو الذي نصبه خليفة المسلمين، فأين خليفة المسلمين اليوم؟ أين الخليفة بل الحكام الذي رفع راية الإسلام ودعا المسلمين أن يلتفوا حوله وأن يجاهدوا في سبيل الله -عز وجل-؟ هذا لا وجود له، فما دام أن هذا الجهاد الإسلامي يشترط أن يكون تحت راية إسلامية، هذه الراية الإسلامية لا وجود لها، فإذًا جهاد إسلامي لا وجود له، إذًا انتحار إسلامي لا وجود له، أنا أعني انتحارًا قد كان معروفًا من قبل، في عهد القتال بالحراب وبالسيوف وبالسهام، نوع من هذا القتال كان يشبه الانتحار، مثلاً: حينما يَهْجُم فرد من أفراد الجيش بسيفه على كردوس، على جماعة من الكفار المشركين، فيعمل فيهم ضربًا يمينًا ويسارًا، هذا في النادر قلما يسلم، فهل يجوز له أن يفعل ذلك؟ نقول: يجوز ولا يجوز، إذا كان قائد الجيش المسلم هو في زمن الرسول هو الرسول -عليه السلام- إذا أذن له جاز له ذلك، أما أن يتصرف من نفسه فلا يجوز له لأنها مخاطرة، ومغامرة، إن لم نقل مقامرة، تكون النتيجة خاسرة، لا يجوز إلا بإذن الحاكم المسلم، أو الخليفة المسلم، لِمَ؟ لأن المفروض في هذا الخليفة المسلم أنه يُقَدِّر الأمور حق قدرها، وهو يعرف متى ينبغي أن يهجم مثلاً مائة من المسلمين على ألف، أو أقل أو أكثر فيأمرهم بالهجوم، وهو يعلم أنه قد يُقتَل منهم عشرات، لكن يعرف أن العاقبة هي للمسلمين، فإذا قائد الجيش المسلم المُوَلَّى لهذه القيادة من الخليفة المسلم أَمَرَ جنديًا بطريقة من طرق الانتحار العصرية، يكون هذا نوع من الجهاد في سبيل الله -عز وجل-، أما انتحار باجتهاد شاب متحمس، كما نسمع اليوم مثلاً أفراد يتسلقون الجبال، ويذهبون إلى جيش من اليهود، ويَقتلون منهم عددًا، ثم يُقتَلون ما الفائدة من هذه الأمور؟! هذه تصرفات شخصية لا عاقبة لها في صالح الدعوة الإسلامية إطلاقًا.
لذلك نحن نقول للشباب المسلم: حافظوا على حياتكم، بشرط أن تدرسوا دينكم وإسلامكم، وأن تتعرفوا عليه تعرفًا صحيحًا، وأن تعملوا به في حدود استطاعتكم، هذا العمل ولو كان بطيئًا، ولو كان [...] فهو الذي سيثمر الثمرة المرجوة التي يطمع فيها كل مسلم اليوم، مهما كانت الخلافات الفكرية أو المنهجية قائمة بينهم، كلهم متفقون على أن الإسلام يجب أن يكون حاكمًا، لكن يختلفون في الطرق كما ذكرت أولاً، وخير الهُدَى هُدَى محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-) اهـ
[سلسلة الهدى والنور 760]
ما مدى صحة حديث ما معناه: ( عجب ربنا لرجل )
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــا
السائل: عند أبي داود -رضي الله عنه-: "عَجِبَ ربُّنا لرجل -أو كما قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- قاتل الجيش، وانهزم الجيش، وعاد وحده، وقاتل حتى قُتِل".
ما مدى صحة هذا الحديث؟ وهل هو دليل لجواز العمليات ضد اليهود الفردية، يعني: الأشخاص الذين يذهبون مُدَرَّبين بالسلاح، وجاهزين بالسلاح، وانتقامًا لحُرمات الله -تبارك وتعالى-، جزاك الله خيرًا؟
الجواب: وأنت جزاك الله خيرًا، أما عن الحديث فأنا لا أستحضره الآن هل هو صحيح أو ضعيف- ، وسنن أبي داود -كما تعلمون- فيه من هذا وفيه من هذا، ولكن إذا كان المقصود بالسؤال عن صحة الحديث أو ضعفه هو الناحية الفقهية منه، فممكن الوصول إلى الجواب عن الناحية الفقهية، ولو توقفنا الآن عن الجواب عن ثبوت الحديث أو ضعفه، لكن لعلَّ بعض إخواننا يذكر شيئًا .. تذكر شيء؟
المهم، العمليات الانتحارية التي تقع اليوم، أنا بقول في مثلها: تجوز ولا تجوز، وتفصيل هذا الكلام المتناقض ظاهرًا: تجوز في النظام الإسلامي، في الجهاد الإسلامي، الذي يقوم على أحكام الإسلام، ومن هذه الأحكام ألا يتصرف الجنديُ برأيه الشخصي، وإنما يأتمر بأمر أميره، لأنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلَّم- كان يقول: "من أطاعني فقد أطاع الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني"، فإذا كان هناك -ونرجو أن يكون هذا قريبًا- جهاد إسلامي قائم على النظام الإسلامي، وأميره لا يكون جاهلاً، إنَّما يكون عالِمًا بالإسلام، خاصة الأحكام المتعلقة بالجهاد في سبيل الله، هذا القائد أو هذا الأمير -أمير الجيش- المفروض أنَّه هو الذي يعرف وأخذ مخطط ساحة المعركة وتصورها في ذهنه تمامًا، فهو يقال في مثله: "يعرف كيف تُؤكل الكَتِف"، يعرف مثلاً إذا كان هناك طائفة من الجيش له نكاية شديدة في الجيش الإسلامي، ويرى أن يُفادي بجندٍ من جنوده ويختار، -هذا مثال وأنا لستُ عسكريًا لكن الإنسان يستعمل عقله-، كلنا يعلم أنَّ الجنود ليسوا في البسالة بنسبةٍ واحدة والشجاعة، وليسوا بنسبة واحدة في معرفة القتال وأحكام القتال وأصول القتال وإلى آخره، فأنا بتصور إنه هذا القائد الخبير الخِرِّيت هيأخذ رجل من الساقَة، يعني من الذين يصلحون للطبخ والنفخ مش يصلحون للقتال! لأنَّه لا يحسن القتال، وليس عنده شجاعة، بيقوله: تسلح بالقنابل، واركب الطائرة، وروح ارمِ فيها هالجماعة اللي موجودين في الأرض الفلانية، هذا انتحار يجوز، أمَّا ييجي واحد من الجنود -كما يفعلون اليوم- أو من غير الجنود أنَّه ينتحر في سبيل قتل اثنين ثلاثة أربعة من الكفار، فهذا لا يجوز، لأنَّه تصرف شخصي ليس صادرًا من أمير الجيش، هذا التفصيل هو معنى قولنا: "يجوز ولا يجوز"، ولعلَّ الجواب واضح إن شاء الله، أما الحديث فأرجو أن تتابعني بالسؤال هاتفيًا إذا كان بإمكانك، حتى أُراجعه، وأستفيد أنا أولاً، ثمَّ نفيد غيرنا ثانيًا.
السائل: القضية ليست هو أنْ يُفجر نفسه، إنَّما هو يُقاتل بسلاحه، فيُقتل بأيدي اليهود، هذه القضية.
الشيخ: هي نفسها يا أخي! فيه جيش إسلامي يُجاهد في سبيل الله؟؟ ما في!
السائل: الرجل الذي هجم على صف الروم، كما في رواية ...
الشيخ: أرجوك ما تستعجل، فيه جيش يُجاهد في سبيل الله فقاتل هذا بهذه الطريقة؟؟ الجواب: لا.
السائل: قضية أنَّه يُجرأ المسلمين على ...
الشيخ: نحن من أين أخذنا التفصيل بارك الله فيك؟ من المعارك التي كانت تقع في [السارية]، كان ييجي الرجل الذي بدّو يقتل جماعة من الكفار، يقول للقائد: أنا أريد أن أهجم على كردوس هذا الجماعة كذا، يقول له: يلاّ هيا في سبيل الله، فيسمع له ويأذن له، لكن ماذا تقول لو قال له: لا، هل يجوز له أن يتقدم؟
السائل: في حالة القائد: لا، لا يجوز له.
الشيخ: هذا قصدي، أنا ذكرت لك ما يجوز وما لا يجوز، حينما يكون هناك جهاد قائم على الأحكام الشرعية، لو قائد هو الذي يُنظم المعارك، وهو الذي يأذن بأنْ ينتحر فلان في سبيل القضاء على عدد من الكفار، الآن هذا غير موجود، ولذلك يجب سدّ هذا الباب، حتى نهيأ الجو الذي نوجِد فيه خليفة أولاً، ونوجد قائد يأتمر بأمر الخليفة، ونوجد جند يأتمرون بأمر إيش؟ القائد، وهكذا، ولذلك لا بدَّ من: ((وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ)).
السائل: [...] على الشباب إنه من طرق إحياء هذا العمل إنه هذه العمليات هو ما قتل أربعة، ما نظر للقتل، لكن إلى مردودها كبيرة في حماس الشباب، وإقبالهم على الإسلام، والعزة التي تُشعَر أو تُحَس بالنفوس، يعني بعدها فيها أثر طيب، هذه العمليات من هذا الباب يقولوا أنَّها طيبة ...
الشيخ: رغوة صابون، من متى بدأت هذه؟
السائل: من قريب.
الشيخ: طيب، ماذا تغير المجتمع ...؟
السائل: يعني على المدى يحسبونها.
الشيخ: ما يتغير المجتمع الإسلامي إلا بالتصفية والتربية، هؤلاء الذين ينتحرون الله أعلم بعقيدتهم، الله أعلم بعبادتهم، قد يكون فيهم من لا يصلي، قد يكون شيوعيًا، وإلى آخره ...
السائل: أسأل عن المسلمين.
الشيخ: يا أخي أنا عارف أنا عارف، أنت تسأل عن مسلم، لكن أنا بحكي عن الواقع، أنا بحكي عن الواقع. نعم.
السائل: يعني لو تصورنا أنَّ منظمة كـ"حماس" تدعوا إلى الإسلام وتجاهد [...] تجاهد في سبيل الله.
الشيخ: سبق الجواب يا أستاذ.
السائل: فإذا كان هناك قادة لهم عسكريون، وأوعدوا إلى بعض الأفراد أنْ يُهاجموا فئة من اليهود.
الشيخ: الله يهدينا وإياكم، الحركة القائمة اليوم في الضفة هذه حركة ليست إسلامية، شئتم أو أبيتم، لأنَّهم لو أرادوا الخروج لأعدوا له عدته، وين العدة؟! العالم الإسلامي كله بيتفرج، ودولي بيتقتَّلوا وبيتذبَّحوا ذبح النعاج والأغنام، ثمَّ نريد أن نبني أحكام كأنَّها صادرة من خليفة المسلمين، ومن قائد الجيش الذي أمَّره هذا الخليفة، ونيجي بأى لجماعة مثل جماعة "حماس" هذه، نعطيهم الأحكام الإسلامية، ما ينبغي هذا -بارك الله فيكم-! نحن نرى أنَّ هؤلاء الشباب يجب أنْ يحتفظوا بدمائهم ليوم الساعة، مش الآن.
[سلسلة الهدى والنور - شريط : 489]



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الأربعاء مارس 27, 2024 4:25 pm عدل 7 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الثلاثاء مارس 26, 2024 9:48 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية 3210
حكم العمليات الاستشهادية
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــا
ما حكم من استدل بقصة البراء ابن مالك رضي الله عنه على جواز العمليات الانتحارية ؟
أضغط هنــــــــــــــــــــــــا
أو
أضغط هنـــــــــــــــــــا
السائل : ما حكم من استدل بقصة البراء بن مالك رضي الله عنه على جواز العمليات الانتحارية ؟
الشيخ : الأعمال الانتحارية ـ بارك الله فيكم ـ هل هي موت محقق ؟ أسألكم ؟ نعم موت المحقق، هل قصة البراء بن مالك موت المحقق ؟ ما فيها دليل ،
السائل : هو أيضا أحيانا ينجح ؟
الشيخ : لكنه واحد بألف إنه ينجح والمنتحر فيه ألفين يموت .
[تفسير سورة المائدة-11a]
التفجير في مجتمع الكفار ليس من الجهاد في شئ
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــا
العمليات الإنتحارية
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــا
العمليات الإنتحارية لقتل الكفار
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــــا
من فجر نفسه فهو منتحر-العمليات الإنتحارية -
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــــا
قال رحمه الله في شرحه لأصول التفسير عند قول الله تعالى ((لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ)):
(ولما ظهرت قضية الإخوان الذين يتصرفون بغير حكمة، ازداد تشويه الإسلام في نظر الغربيين وغير الغربيين، وأعني بهم أولئك الذين يلقون المتفجرات في صفوف الناس زعمًا منهم أن هذا من الجهاد في سبيل الله، والحقيقة أنهم أساءوا إلى الإسلام وأهل الإسلام أكثر بكثير مما أحسنوا، ماذا أنتج هؤلاء؟ أسألكم، هل أقبل الكفار على الإسلام؟ أو ازدادوا نفرة منه؟ ازدادوا نفرة منه، وأهل الإسلام يكاد الإنسان يغطي وجهه لئلا يُنْسَب إلى هذه الطائفة المرجفة المروعة، والإسلام بريء منها، الإسلام بريء منها، حتى بعد أن فُرِضَ الجهاد ما كان الصحابة –رضي الله عنهم- يذهبون إلى مجتمع الكفار يقتلونهم، أبدًا، إلا بجهاد له راية من ولي قادر على الجهاد.
أما هذا الإرهاب فهو –والله- نقص على المسلمين، أقسم بالله! لأنا نجد نتائجه، ما في نتيجة أبدًا! بل هو بالعكس فيه تشويه السمعة، ولو أننا سلكنا الحكمة فاتقينا الله في أنفسنا وأصلحنا أنفسنا أولاً، ثم حاولنا إصلاح غيرنا بالطرق الشرعية، لكان نتيجة هذا نتيجة طيبة) ا.هـ.
[الشريط الأول من شرح أصول التفسير (1419 هـ)]
العمليات الانتحارية من قتل النفس و العياذ بالله
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا
أو
أضغط هنــــــــــــــــــــا
وقال رحمه الله في شرحه لـ"رياض الصالحين (1/165–166)" عند شرحه لحديث الغلام والساحر :
(... أما ما يفعله بعض الناس من الانتحار، بحيث يحمل آلات متفجرة ويتقدم بها إلى الكفار ثم يفجرها إذا كان بينهم، فإن هذا من قتل النفس والعياذ بالله، ومن قَتَل نفسه فهو خالد مخلد في نار جهنم أبد الآبدين، كما جاء في الحديث عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، لأن هذا قَتَل نفسه لا في مصلحة الإسلام، لأنه إذا قتل نفسه وقتل عشرة أو مئة أو مئتين لم ينتفع الإسلام بذلك، لم يُسلم الناس، بخلاف قصة الغلام، فإن فيها إسلام الكثير، كل من حضر [...] أسلم، أما أن يموت عشرة أو عشرين أو مائة أو مائتين من العدو فهذا لا يقتضي أن يُسلم الناس، بل ربما يتعنت العدو أكثر، ويُوغر صدره هذا العمل حتى يفتِكَ بالمسلمين أشد فتك، كما يوجد من صنع اليهود مع أهل فلسطين، فإن أهل فلسطين إذا مات الواحد منهم بهذه المتفجرات وقتل ستة أو سبعة أخذوا من جرَّاء ذلك ستين نفرًا أو أكثر، فلم يحصل بذلك نفع للمسلمين، ولا انتفاع للذين فُجرت هذه المتفجرات في صفوفهم.
ولهذا نرى أن ما يفعله بعض الناس من هذا الانتحار نرى أنه قتل للنفس بغير حق، وأنه موجب لدخول النار -والعياذ بالله-، وأن صاحبه ليس بشهيد، لكن إذا فعل الإنسان هذا متأولاً ظانًّا أنه جائز فإننا نرجو أن يسلم من الإثم، وأما أن تُكتب له الشهادة فلا! لأنه لم يسلك طريق الشهادة، لكنه يسلم من الإثم لأنه متأول، ومن اجتهد فأخطأ فله أجر) اهـ
ما حكم من يقوم بتلغيم نفسه وتفجيرها وسط الأعداء من يهود وغيرهم
أضغط هنـــــــــــــــــــا
فضيلة الشيخ -رحمه الله - نسمع في بعض ساحات الجهاد ممن يقوم بأعمال جهادية ويسميها البعض "أعمالاً انتحارية" بأن يحمل معه أو يلغم نفسه بالقنابل، ويلقي بنفسه بين جنود العدو لتتفجر القنابل في جسده، فيموت أولهم، فهل يقاس هذا الفعل على العبد الذي يَعْجَب الله منه وهو يقاتل بلا درع؟
الجواب: هذه الأعمال الانتحارية التي يذهب الإنسان إلى عدوه وقد ملأ جسمه من القنابل لتتفجر ويكون هو أول قتيل فيها محرمة، والفاعل لها قاتل لنفسه، وقتله لنفسه واضح، حَمَل قنابل وتفجرت به فمات، وقد ثبت عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه "من قتل نفسه بشيء فإنه يعذب به في نار جهنم خالدًا فيها مخلدًا"، لكن إذا كان هذا الإنسان فَعَل ذلك جاهلاً يظن أن هذا من تمام الجهاد، فإن الله -سبحانه وتعالى- لا يعذبه بذنبه، لأنه متأول، وأما من علم بذلك فإنه يعتبر قاتلاً لنفسه، وقد يورد علينا بعض الناس في هذا القول: أنّ البراء بن مالك -رضي الله عنه- في غزوة بني حنيفة أمر أصحابه أن يحملوه ويقذفوا به داخل الباب؛ باب الحَوْطة، من أجل أن يفتح الباب لهم، وهذا لا شك أنه إلقاء بنفسه إلى أمر خطير، فيقال: إن البراء بن مالك -رضي الله عنه- قد وثق من نفسه أنه سينجو، وفيه احتمال ولو واحد من مائة أنه ينجو، لكن من تقلد بالقنابل التي نعلم علم اليقين أنه أول من يموت بها فهذا ليس عنده احتمال ولا واحد في المائة ولا واحد في الألف أنه ينجو، فلا يصح قياس هذا على هذا، نعم للإنسان الشجاع البطل الذي يعرف نفسه أن يخوض غمار العدو ويخرق صفوفهم لأن النجاة فيها احتمال، وعلى هذا فيكون إيراد مثل هذه القضية غير وارد، لأن هناك فرقًا بين من يعلم أنه سيموت ومن عنده احتمال أنه سينجو.) اهـ
[لقاء الباب المفتوح رقم 80]
كيف تردون على من يستدل على جواز الانتحار بقصة غلام الأخدود ؟
أضغط هنــــــــــــــــــــا
السؤال: استدل بعض الناس بجواز قتل النفس أو ما يسمونه بالعمليات الانتحارية بحديث ذكره مسلم في صحيحه، حديث قصة غلام أصحاب الأخدود، فهل استدلالهم هذا صحيح؟
الجواب: هذا صحيح في موضعه، هذا صحيح في موضعه، يعني إذا وُجد أن قتل هذا الإنسان نفسه يحصل به إيمان أمة من الناس فلا بأس، لأن هذا الغلام لَمَّا قال للملك: خذ السهم من كنانتي ثم قل: "باسم رب هذا الغلام"، فإنك سوف تصيبني، وفعل الملك، ماذا صنع مقام الناس؟ آمنوا كلهم، هذا لا بأس، لكن الانتحاريين اليوم لا يحصل من هذا شيء، بل ضد هذا، إذا [...] أنه انتحر أول من يقتل نفسه، ثم قد يقتل واحدًا أو اثنين وقد لا يقتل أحدًا، لكن ماذا سيكون انتقام العدو؟ كم يقتل؟ يقتل الضعف أو أكثر، ولا يحصل لا إيمان ولا كف عن القتل، أفهمت؟ هذا الرد عليهم، نقول: إذا وجد حالة مثل هذه الحال، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يقصها علينا لنسمعها كأنها أساطير الأولين، قصها علينا لنعتبر، إذا وجد مثل هذه الحال لا بأس، بعضهم يستدل بقصة البراء بن مالك في غزوة اليمامة، حيث حاصروا حديقة مسيلمة، والباب مغلق، وعجزوا، فقال البراء: ألقوني من وراء السور، وأفتح لكم، فألقوه وفتح، هذا ما فيه دليل، ليش؟ لأن موته غير مؤكد، ولهذا حَيِي وفتح لهم الباب، لكن المنتحر الذي يربط نفسه بالرصاص والقنابل، ينجو ولاَّ ما ينجو؟ قطعًا لا ينجو، ولهذا لولا حسن نيتهم لقلنا: إنهم في النار يُعذَبون بما قتلوا به أنفسهم) اهـ
[لقاء الباب المفتوح 204]
حكم العمليات الاستشهادية
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــــا
السؤال: فضيلة الشيخ: علمت حفظك الله ما حصل في يوم الأربعاء من حادث قتل فيه أكثر من عشرين يهودياً على يد أحد مجاهدي حماس، وجرح فيه قريباً من خمسين، وذلك أن هذا المجاهد لَفَّ على نفسه متفجرات ودخل في إحدى حافلاتهم ففجرها، وهو إنما فعل ذلك:
أولاً: لأنه هو بنفسه إن لم يُقتَل اليوم قُتِلَ غدًا؛ لأن أشد شيء على اليهود الشباب الملتزم.
ثانيًا: أن الحادث الذي مَرَّ في الخليل يريد أولئك المجاهدون أن ينتقموا من اليهود منه.
ثالثًا: أنهم يعلمون أن اليهود يخططون هم وغيرهم من النصارى على القضاء على الحماس الموجود في فلسطين، فهل هذا الفعل منه يعتبر انتحار أو يعتبر جهادًا؟
وما نصيحتك في مثل هذه الحال، لأننا إذا علمنا أن هذا أمرًا محرمًا لعلنا نبلغه إلى إخواننا هنا، وفقك الله؟
الجواب: هذا الذي وضع على نفسه هذا اللباس الذي يقتل أول من يقتل نفس الرجل، لا شك أنه هو الذي تسبب لقتل نفسه، ولا يجوز مثل هذه الحال إلا إذا كان في ذلك مصلحة كبيرة للإسلام، لا لقتل أفراد من الناس، لا يمثلون الرؤساء، ولا يمثلون القادة لليهود، أما لو كان هناك نفع عظيم للإسلام لكان ذلك جائزًا، وقد نص شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- على ذلك، وضرب لهذا مثلاً بقصة الغلام، الغلام المؤمن الذي كان في أُمَّة يحكمها رجل مشرك كافر، فأراد أن يقتل هذا [الغلام] الحاكمُ المشرك الكافر، فحاول عدة مرات، مرة يُلقى من أعلى جبل -هذا الرجل-، ومرة يُلقى في البحر، ولكنه كلما فعل ما يهلك به هذا الرجل نجا، فتعجب! فتعجب الملك الحاكم، فقال له يومًا من الأيام: أتريد أن تقتلني؟ قال: نعم، وما فعلت هذا إلا لقتلك، قال: اجمع الناس كلهم، ثم خذ سهمًا من كِنانتي، واجعله في القوس، ثم ارمني به، ولكن قل: "باسم رب هذا الغلام"؛ وكانوا إذا أرادوا أن يُسَمُّوا: باسم الملك، لكن قال: قُل: "باسم رب هذا الغلام"، فجمع الناس، قال: سهلة! ليس عليّ إلا [...] جمع الناس، جمع الناس، ثم أخذ سهمًا من كنانته، وقال .. وضعه في القوس، وقال: "باسم رب هذا الغلام"، وأطلق القوس، فضربه، فهلك، فصاح الناس كلهم: الرب رب الغلام، الرب رب الغلام، وأنكروا ربوبية هذا الحاكم المشرك؛ أنكروا، لماذا؟ لأنهم قالوا: هذا الرجل المشرك -الحاكم- فعل كل ما يمكن أن يهلك به هذا الغلام ولم يهلك، ولما جاءت كلمة واحدة: "باسم رب هذا الغلام"، هلك، إذًا: مدبر الكون هو هذا الحاكم أم الله؟ الله! فآمن الناس.
يقول شيخ الإسلام: هذا حصل فيه نفع كبير -ولا لأ؟- نفع كبير للإسلام، وإلا مِنَ المعلوم أن الذي قتل .. أن الذي تسبب في قتل نفسه هو هذا الرجل لا شك، لكنه حصل فيه نفع كبير، آمنت أُمَّة كاملة، فإذا حصل مثل هذا فيقول الإنسان: أنا أفدي نفسي .. بل أنا أفدي ديني بنفسي ولا يهمني، أما مجرد أن يَقتل عشرة أو عشرين أو ثلاثين، ثم ربما تأخذ اليهود بالثأر فتقتل مئات، ولولا ما يحاولون اليوم من عَقد الصلح والسلام -كما يقولون-، لرأيت فِعَالهم في الانتقام من الفلسطينيين لهذه الفِعْلة التي فعلها هذا الرجل) اهـ
[اللقاء الشهري 22]
العمليات الإنتحارية قتل للنفس
أضغط هنــــــــــــــــــــــا
السائل: ماذا تقول في العمليات الانتحارية في فلسطين؟ هل هم شهداء؟
الشيخ: ما هي العمليات الانتحارية؟ ما هي ما هي ؟
السائل: تفجير، تفجير يا شيخ، تفجير أنفسهم مع الأعداء.
الشيخ: يعني يفجر نفسه؟
السائل: نعم يا شيخ.
الشيخ: حتى يموت؟
السائل: نعم.
الشيخ: هذه سبق الجواب عليها، وقلنا: إن هذا الذي يفعل ذلك قد قَتَل نفسه، وأنه مُعذَّب بما قتل به نفسه في نار جهنم خالدًا فيها مخلدًا، كما ثبت ذلك عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، وأن هذا حرام عليه؛ لأن الله قال: ((وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ))؛ لكن هؤلاء الجهال الذين فعلوا ما فعلوا إذا كانوا جاهلين ويظنون أن هذا يقربهم إلى الله -عز وجل-، فإني أرجو ألا يُعذبوا بهذا العذاب؛ لكن ليس لهم أجر؛ لأن ما فعلوه إثمًا لو تعمدوا ذلك، لكن هم متأولون، فيُعفى عنهم، ثم إننا لا نتدخل في النيات، هل هذا لأجل أن تكون كلمة الله هي العليا، أو انتقامًا لأنفسهم فقط؟ ما ندري! هذا شيء علمه عند الله؛ لكن يجب أن نعلم .. أن نلاحظ الفرق بين من يقاتل العدو انتقامًا، وبين من يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا، مَن الذي في سبيل الله؟ نعم؟ مَن قاتَل لتكون كلمة الله هي العليا، أما مَن قاتل انتقامًا لنفسه من قوم اعتدوا عليه فهذا لا يكون مقاتلاً في سبيل الله، لذلك يجب علينا أن نتعقل لئلا يفوتنا النصر، فإن فوات النصر للأمة الإسلامية التي تبلغ ملايين الملايين على طغاة من اليهود أو الوثنيين أو غيرهم أسبابها أنهم ما مشوا على ما ينبغي، أولاً: المعاصي عندهم كثير، والإهمال كثير، وتجد الواحد منهم يذهب -مثلاً- يقاتل العدو لكنه لا يصلي، هو نفسه لا يصلي! فلا بد أن نجاهد أنفسنا قبل كل شيء، ونصحح مسيرتنا إلى الله -عز وجل- قبل أن نقاتل؛ أن نحاول تصحيح مسيرة غيرنا.
على كل حال، الجواب باختصار: أن الانتحار حرام، وأن من فعله فقد قتل نفسه، وعَرَّض نفسه للعقوبة العظيمة أنه يعذب بما قتل به نفسه في نار جهنم خالدًا فيها مخلدًا؛ لكن من فعله عن جهل أو تأويل فإننا نرجو من الله -سبحانه وتعالى- ألا يلحقه هذا العقاب) اهـ
[لقاء الباب المفتوح 125]
ما تقولون في العمليات الإنتحارية التي تقام في فلسطين .؟
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا
أو
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــا
السؤال: يا شيخ بعض العمليات الانتحارية التي في فلسطين تنظمها حركة حماس، هناك بعض العلماء أفتوا بجوازها، ما رأيكم؟
الجواب: نرى أن العمليات الانتحارية التي يتيقن الإنسان أنه يموت فيها حرام، بل هي من كبائر الذنوب؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر بأن من قَتل نفسه بشيء فإنه يعذب به في نار جهنم، ولم يستثن شيئًا، بل هو عام، ولأن الجهاد في سبيل الله المقصود به حماية الإسلام والمسلمين، وهذا المنتحر يُدَمِّر نفسه، ويُفْقَد بانتحاره عضوًا من أعضاء المسلمين، ثم إنه [يسبب] ضررًا على الآخرين، لأن العدو لن يقتصر على قتل واحد، بل يقتل به أُمَمًا إذا أمكن، ولأنه يحصل من التضييق على المسلمين بسبب هذا الانتحار الجزئي الذي قد يقتل عشرة أو عشرين أو ثلاثين، يحصل ضرر عظيم، كما هو الواقع الآن بالنسبة للفلسطينيين مع اليهود.
وقول من يقول: "إن هذا جائز" ليس مبنيًا على أصل، إنما هو مبني على رأي فاسد في الواقع، لأن النتيجة السيئة أضعاف أضعاف ما يحصل بهذا، ولا حجة لهم في قصة البراء بن مالك -رضي الله عنه- في غزوة اليمامة حيث أمر أصحابه أن يلقوه من وراء الجدار ليفتح لهم الباب، فإن قصة البراء [ما هي] هلاك مائة في المائة، ولهذا نجا وفتح الباب ودخل الناس، فليس فيها حجة.
بقي أن يُقال: ماذا نقول في هؤلاء المعينين الذين أقدموا على هذا الفعل؟ نقول: هؤلاء متأولون، أو مقتدون بهؤلاء الذين أفتوهم بغير علم، ولا يلحقهم العقاب الذي أشرنا إليه؛ لأنهم كما قلت لك: متأولون، أو مقتدون بهذه الفتوى، والإثم في الفتوى المخالفة للشريعة على من أفتى) اهـ
[لقاء الباب المفتوح 164]
سؤال: ما الحكم الشرعي فيمن يضع المتفجرات في جسده, ويفجر نفسه بين جموع الكفار نكاية بهم؟ وهل يصح الاستدلال بقصة الغلام الذي أمر الملك بقتله؟
الجواب: الذي يجعل المتفجرات في جسمه من أجل أن يضع نفسه في مجتمع من مجتمعات العدو قاتل لنفسه, وسيعذب بما قتل به نفسه في نار جهنم خالدًا فيها مخلدًا, كما ثبت ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيمن قتل نفسه بشيء يعذب به في نار جهنم.
وعجبًا من هؤلاء الذين يقومون بمثل هذه العمليات وهم يقرؤون قول الله تعالى: ((ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما)) ثم يفعلوا ذلك!! هل يحصدون شيئًا؟ هل ينهزم العدو؟ أم يزداد العدو شدة على هؤلاء الذين يقومون بهذه التفجيرات كما هو مشاهد الآن في دولة اليهود, حيث لم يزدادوا بمثل هذه الأفعال إلا تمسكًا بعنجهيتهم, بل إنا نجد أن الدولة اليهودية في الاستفتاء الأخير نجح فيها (اليمينيون) الذين يريدون القضاء على العرب.
ولكن من فعل هذا مجتهدًا ظانًّا أنه قربة إلى الله -عز وجل- فنسأل الله تعالى ألا يؤاخذه، لأنه متأول جاهل.
وأما الاستدلال بقصة الغلام, فقصة الغلام حصل فيها دخول في الإسلام, لا نكاية في العدو, ولذلك لَمَّا جمع الملك الناس وأخذ سهمًا من كنانة الغلام وقال: "باسم الله رب الغلام", صاح الناس كلهم: "الرب رب الغلام", فحصل فيه إسلام أمة عظيمة, فلو حصل مثل هذه القصة لقلنا إن هناك مجالاً للاستدلال, وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قصها علينا لنعتبر بها, لكن هؤلاء الذين يرون تفجير أنفسهم إذا قتلوا عشرة أو مائة من العدو فإن العدو لا يزداد إلا حنقًا عليهم وتمسكًا بما هم عليه.) اهـ
[من كتاب  فتاوى الأئمة في النوازل المدلهمة]




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في السبت أبريل 20, 2024 9:38 pm عدل 8 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الثلاثاء مارس 26, 2024 9:50 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية Oc_ao_10
مفتي المملكة: العمليات الانتحارية خطط لها أعداء الدين
حذر مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، المسلمين من فئة نبتت ونمت سوءاً بين أظهر المسلمين، مبينًا أن هذه الفئة شذت عن الأمة، وعرفت بانحراف أخلاقها وطيش عقولها، مشدد على ضرورة كشف المخططات الإجرامية وفضح معاونيهم.
شدد مفتي عام المملكة على ضرورة كشف مخططات هذه الفئة المجرمة، وفضحههم ومن يتعاون معهم، والمؤمن لا يصلي ولا يصوم ولا يتعامل مع هذه الفئة الباغية، إن دينه سيمنعه، بجانب صلواته وإيمانه من أن يتعامل مع هذه الفئة المجرمة الضالة، هذه الفئة الضالة الخبيثة المخبثة لا خير فيها ولا في مبادئها ولكنها الشر المحض والبلاء العظيم، عافاني الله وإياكم من شرهم إنه على كل شيء قدير.
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في جامع الإمام تركي بن عبدالله، إن هذه الفئة كفّرت المسلمين واستباحت دماءهم وأعراضهم ظلما وعدوانا ، وهي فئة ظالمة مجرمة لاتبحث عن الخير، وإنما هم فئة مجرمة مع ما يقومون به من تمهيد الطريق لأعداء الإسلام للإستيلاء على بلاد الإسلام والعبث فيها والإخلال بأمنها واستقرارها وتهديد الدول المجاورة لها، لاسيما الحرمين الشريفين، ولكن الله لهم بالمرصاد.
وأكد المفتي أن هذه الفئة من المفسدين الظالين المظلين، ويرتكبون اجراماً عظيماً بقتل الابرياء، وفي مساجد الله التي لم تسلم من شرهم، قال الله تعالى: ((ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها الا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الاخرة عذاب عظيم)).
احترام دور العبادة
ونوه إلى وجوب احترام دور العبادة، سواءً كانت للمسلمين أو لغيرهم، ((ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز)).
وأفاد أن هذه الفتن والمحن ستزيد المواطنين ثباتاً واستقامة على الحق، والتفافاً مع القيادة والقائمين على أمر المسلمين، وقال: "نحن جميعًا مع القيادة، نؤيدهم على الحق، ونقف بجانب الحق وضد الباطل، ونعلم أن هذه المؤامرات امتحان واختبار لقوتنا وتماسكنا.. فالله المنة"، مشيرا إلى &أن هذه الفئة الباغية الضالة حذّر رسول الله أصحابه وسائر المسلمين منها، لذا فليحذر الناس من شرها وليعلموا أنها فئة ضالة، جاءت لتخدم أعداء الإسلام ولتكون جسراً لأعداء الأمة ينفذون عليها يدمرون اخلاقها وقيمها، فيا معشر المسلمين هذه الحوادث المؤذية تدل على أن هؤلاء أعداء صريحون بعداواتهم بل أعلنوا في إعلامهم أنهم وراء هذه المؤامرة افتخاراً بها يستغلون ثقة الأبرياء في حرم الله، مصلون يصلون ما جرمهم وما ذنبهم، ولكن هؤلاء المجرمون لا يفرقون بين حق وباطل، غسلت عقولهم وغيرت فطرهم وانتمائهم ، فالعياذ بالله من سوء هؤلاء ومن ضلالهم العظيم .
حرمة الدماء
وبين أن الدماء حرم الله سفكها مؤمنة كانت أو معاهدة، ((ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاءه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وعذبه عذابا عظيما))، ولا تسفك الدماء إلا بالحق، فقتل المسلم وقتل المعصوم، كل ذلك محرم في كتاب الله، فهذه الفئة المجرمة لا تبالي بذلك بل أسهمها موجهة على الإسلام لأن فكر هؤلاء الخوارج تدمير المسلمين وسفك دماءهم وأموالهم واعراضهم.
وأكد أن العالم الاسلامي عانى من هذه الفئات الباغية منذ عصوره الماضية، وتعرض للشدائد والبلايا على أيدي المارقين الخوارج الظالين المظلين، الذين لا خير فيهم، والذين هدفهم سفك الدماء وتدمير الممتلكات وإخافة الآمنين، قال صلى الله عليه وسلم :"يَخْرُجُ فِيكُمْ قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلاَتَكُمْ مَعَ صَلاَتِهِمْ، وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ، وَأَعْمَالَكُمْ مَعَ أَعْمَالِهِمْ، يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ وَلاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ أينما لقيتموهم فاقتلوهم".
وأوصى مفتي عام المملكة في خطبته على الحرص على ما ينفع المسلمين، والاستعانة بالله سبحانه وتعالى والتوكل عليه جل وعلا في كل الأحوال، موضحًا أن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال "المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير"، مبيناً أن المؤمن القوي كلما قوي الايمان في قلبه ازداد حباً لله عز وجل، ولرسوله عليه الصلاة والسلام.
وشدد على أن المؤمن القوي حصن حصين أمام كل تحديات الأعداء لا يقرهم على باطلهم، ولا يرضى بشرهم، بل يأتي ويوضح مخططاتهم، ويتعاون مع كل جهة مسئولة في سبيل القضاء على هؤلاء المجرمين، وفضحهم وكشف خفاياهم لأنهم دعاة ضلال، مؤكداً أن المؤمن القوي موقفه من أولاده موقف الحق والعدل، ويرفض الباطل ويكشف عن مخططات أعداء الإسلام، ويوضح للملأ ما انطوت عليه نياتهم الخبيثة.
وأوضح أن المؤمن القوي يجب أن يكون قوياً بأخلاقه، عند الوقوف مع المظلوم حتى يؤدى له حقه، قال صلى الله عليه وسلم :"أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، قالوا يارسول الله ننصره مظلومًا، فكيف ننصره ظالمًا.. قال: تردعه عن الظلم فذلك نصرك إياه".
وسئل الشيخ عبد العزيز آل الشيخ -حفظه الله-:
(تتعرض بعض الدول الإسلامية لحرب أو احتلال من دول أخرى، فيعمد بعض أفرادها إلى مهاجمة أفراد البلد المعتدي بالطرق الانتحارية، فيقتل نفسه، ويقتل غيره من الأعداء، وربما امتد ذلك لأهل بلده أو غيرهم من الآمنين، ويرون أن هذا لون من ألوان الجهاد في سبيل الله، وأن المنتحر شهيد. ما رأي سماحتكم في هذا العمل؟
فأجاب: الجهاد في سبيل الله من أفضل الأعمال، وأجَلّ القربات، وقد جاءت في الأمر به والحث عليه نصوص كثيرة من الكتاب والسنة، حتى قال بعض العلماء أن جمعها يستوعب مجلدًا كاملاً. من ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لغدوة أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها» متفق عليه.
وعن أبي عبس الحارثي -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من اغبرت قدماه في سبيل الله حرَّمه الله على النار» رواه البخاري وغيره.
وله من حديث ابن أبي أوفى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الجنة تحت ظلال السيوف».
وفي الصحيحين عن سهل بن سعد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها».
وقد أمر الله -سبحانه وتعالى- بالجهاد، حيث قال: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ..».
وأمر المؤمنين بذلك، فقال –سبحانه-: «انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ».
وجعل المجاهدين في سبيل الله أفضل من غيرهم من المؤمنين القاعدين، حيث قال سبحانه: « لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً * دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً».
وغير ذلك كثير من النصوص الدالة على الأمر بالجهاد وبيان فضله، وذلك لأن الجهاد في سبيل الله تتعلق به مصالح دينية وأخرى دنيوية، فمن المصالح الدينية إعلاء كلمة الله، ونشر دينه في بقاع الأرض، وكَبْت من أراد بهذا الدين وأهله سوءًا، وإظهار أهل هذا الدين الحق على غيرهم كما أمر الله بذلك، وفيه أيضًا حماية لحوزة المسلمين، ودفاع عن دينهم، وبلادهم، وأهليهم، وأموالهم، لذلك قال العلماء أن الجهاد يتعين -بمعنى أن يكون فرض عين على كل مسلم قادر- في ثلاث حالات:
الأولى: إذا التقى الزحفان، وتقابل الصفان، حرم على من حضر الانصراف، وتعين عليه المقام والجهاد، لقوله تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا»، وقوله: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ»، والتولي يوم الزحف قد عده النبي -صلى الله عليه وسلم- من السبع الموبقات.
الحالة الثانية: إذا نزل الكفار ببلد تعين على أهل البلد قتالهم ودفعهم.
الحالة الثالثة: إذا استنفر الإمام قومًا لزمهم النفير، لقوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ» الآية، ولحديث «وإذا استنفرتم فانفروا»، ويجب أن يكون الجهاد خالصًا لوجه الله، كما هو الشأن في سائر العبادات، وكذلك يجب أن يكون وفق ما شَرَع الله وبَيَّن رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فمن ذلك يجب أن يكون الجهاد تحت لواء المسلمين، يقوده الإمام المسلم، وأن يكون أهل الإسلام عندهم العدة الحسية من آلات الحرب، ووجود المحاربين، ولا بد من إعداد هذه العدة، وخصوصًا العدة المعنوية بتصحيح عقائد المسلمين وعباداتهم، وغير ذلك من الأمور المتعلقة بالجهاد الشرعي.
أما ما وقع السؤال عنه من طريقة قتل النفس بين الأعداء أو ما أسميته بالطرق الانتحارية، فان هذه الطريقة لا أعلم لها وجهًا شرعيًا، ولا أنها من الجهاد في سبيل الله، وأخشى أن تكون من قتل النفس، نعم إثخان العدو وقتاله مطلوب، بل ربما يكون متعينًا، لكن بالطرق التي لا تخالف الشرع.) اهـ
[ من لقائه مع جريدة الشرق الأوسط، العدد بتاريخ 21/4/2001، وانظر "الفتاوى الشرعية" للحصين ص 169]
وقال المفتي العام للسعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ إن من يفجر نفسه بالأحزمة الناسفة "مجرم عجل بنفسه لنار جهنم"، واصفا العمليات الانتحارية بأنها من "وسائل أعداء الإسلام للفتك بشباب الإسلام".
وأجاب المفتي ردا على سؤال عن العمليات الانتحارية، خلال محاضرة في جامع الإمام تركي بن عبد الله في الرياض قبل أيام، إن قتل النفس "جريمة كبيرة من كبائر الذنوب، والذين يقتلون أنفسهم بهذه النواسف هم قوم مجرمون عجلوا بأنفسهم لنار جهنم".
وأضاف: "هؤلاء ضلوا عن سواء السبيل، وغيرت أفكارهم، وأعطوا من المواد ما سلب عقولهم (...) وتم استخدامهم لهلاك أنفسهم وهلاك المجتمع، وهي من وسائل أعداء الإسلام التي فتكوا بها بشباب الإسلام".
وتابع المفتي إن "الانحرافات الفكرية أخطارها عظيمة. وهذه الأفكار تحارب العقيدة والمجتمع المسلم المستهدف من أعدائه".
وكان المفتي حذر في سبتمبر الماضي من تكفير "المسلمين والاعتداء على المعاهدين والمستأمنين" في ظل "التطورات الخطيرة" في العالم الإسلامي.
وقال: "نحب أن ننبه إلى خطورة الاعتداء على الأنفس المعصومة من مسلمين أو معاهدين أو مستأمنين"، في إشارة إلى أتباع الديانات الأخرى. وعدد "الأنفس المعصومة في الإسلام وهي المعاهدين وأهل الذمة والمستأمنين".



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في السبت أبريل 06, 2024 2:55 pm عدل 3 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الثلاثاء مارس 26, 2024 9:51 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية Aaia10
حكم العمليات الإنتحارية
أضغط هنــــــــــــــــــــــــا
ماحكم العمليات الإستشهادية
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــا
حكم العمليات الانتحارية في فلسطين
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــا
أو

ما حكم العمليات الاستشهادية؟



الرد على دعوى العمليات الانتحارية
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــا
السائل: هل تجوز العمليات الانتحارية وهل هناك شروط لصحة هذا العمل؟
الجواب: لا حول ولا قوة إلا بالله، ما تبغي الحياة؟! شو تعمل بالانتحار؟! والله -جل وعلا- يقول: ((وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا)) فلا يجوز للإنسان أن يقتل نفسه، بل يحافظ على نفسه غاية المحافظة، ولا يمنع هذا أنه يجاهد في سبيل الله، ويقاتل في سبيل الله، ولو تعرض للقتل والاستشهاد هذا طيب، أما أنه يتعمد قتل نفسه فهذا لا يجوز، وفي عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- في بعض الغزوات، كان واحد من الشجعان يقاتل في سبيل الله، مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ثم إنه قُتِل، فقال الناس يثنون عليه: ما أبلى منا أحد مثل ما أبلى فلان، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((هو في النار))، هذا قبل أن يموت، قالوا ما أبلى منا .. هو جرح، فقالوا: ما أبلى أحد منا مثل ما أبلى فلان، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((هو في النار))، فصعب ذلك على الصحابة، كيف هذا الإنسان الذي يقاتل ولا يترك من الكفار أحد إلا تَبِعه وقتله يكون في النار؟! فتبعه رجل وراقبه وتتبعه بعد ما جُرِح، ثم في النهاية رآه وضع السيف على الأرض .. يعني وضع غمد السيف على الأرض، ورفع ذُبابته إلى أعلى، ثم تحامل عليه، وقَتَل نفسه، تحامل على السيف ودخل السيف من صدره وخرج من ظهره فمات الرجل، فقال هذا الصحابي: صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعرفوا أن الرسول لا ينطق عن الهوى، لماذا دخل النار مع هذا العمل؟ لأنه قتل نفسه، ولم يصبر.
فلا يجوز للإنسان إنه يقتل نفسه [ولا يقدم على شيء فيه قتل نفسه؛ إلا إذا كان ذلك في حال الجهاد مع ولي أمر المسلمين وكانت المصلحة راجحة على مفسدة تعريض نفسه للقتل].) اهـ
الإضافة الأخيرة بين المعوفتين من كتاب "الأجوبَةُ المُفِيدَة عَنْ أَسئِلَةِ المْنَاهِجِ الجَْدِيدَة" ص 124
وقال الشيخ صالح الفوزان: منفذو العمليات الانتحارية مجاهدون في «سبيل الشيطان»
قال إن الجهاد من الأحكام السلطانية ولا يأمر به إلا ولي الأمر
في هجوم غير مسبوق على العمليات الانتحارية، وصف عضو بهيئة كبار العلماء في السعودية، أمس، منفذي هذه العمليات بأنهم «مجاهدون في سبيل الشيطان».
وأفتى الشيخ صالح الفوزان، أحد أبرز أعضاء هيئة كبار العلماء السعوديين، بعدم جواز قتل النفس عبر العمليات الانتحارية، وذلك في محاضرة ألقاها بالرياض، قائلا: «لا يجوز لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقتل نفسه.. بهذا التفجير يعلم أنه سيقتل، إذن فهو قاتل لنفسه متعمد والعياذ بالله.. وهو يزعم بأنه مجاهد في سبيل الله وهو ليس مجاهدا في سبيل الله، مجاهد في سبيل الشيطان، هو الذي أغراه وسول له، سواء أكان شيطان الجن أم شيطان الإنس، الواجب التنبه لهذا الأمر». وأبدى الشيخ الفوزان أسفه لارتباط الإرهاب بالإسلام. وقال: «كما تعلمون الآن، أصبح اسم الإرهابي واسم المسلم مقترنين.. إذا قيل مسلم قالوا هذا إرهابي، لأن الإسلام عندهم هو الإرهاب.
. سواء أكانوا يريدون التدليس على الناس أم أنهم جهال بالإسلام».
وشدد عضو هيئة كبار العلماء على أن الجهاد من الأحكام السلطانية، التي لا يأمر بها إلا ولي الأمر، وأن ما يحدث الآن من أعمال إرهابية ليس جهادا، بل «تخريب». ورد على سؤال نصه «فضيلة الشيخ: لماذا هذا العداء على الجهاد وتحريض الناس على عدم الذهاب إليه مع أن الأمة الإسلامية محتاجة لهذا الجهاد والأعداء لا يريدون الجهاد ونحن نوافقهم؟»، مجيبا: «نحن نقر بالجهاد ونرغب فيه ولكن هذا ليس بجهاد، هذا تخريب، قتل للنفوس بغير حق.. الجهاد له أحكام وله ضوابط وشروط ويتولاه ولي أمر المسلمين ويدعو إليه، حتى بنو إسرائيل قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله.. فالجهاد من الأحكام السلطانية، هو الذي يأمر به ويتولاه وهو الذي يجند الجنود ويعد الأسلحة».
[الشرق الاوسط]



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الأربعاء مارس 27, 2024 10:38 pm عدل 5 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الثلاثاء مارس 26, 2024 9:52 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية Aayoca10
حُكم العمليات الانتحارية الاستشهادية
أضغط هنــــــــــــــــــا
أو



من يقتل نفسه ليس شهيداً
قضاؤنا لا يتعاطف مع موقوفي التفجيرات
عبدالله العريفج (الطائف- هاتفياً)
حذّر رئيس مجلس القضاء الأعلى الشيخ صالح بن محمد اللحيدان من مغبة الانتماء لما يُسمى بتنظيم القاعدة الإرهابي، وقال إن من أيَّد هذا التنظيم أو فكره بعيد عن الخير كله ... ثم سئل:
قتل هؤلاء لأنفسهم انتحارًا بحزام ناسف أو تفجير خشية وقوعهم في قبضة الأمن.. ما حكمه? وهل هذا استشهاد في سبيل الله?
فقال: الاستشهاد ليس هكذا! ولكن في أن يقابل الشخص ميادين القتال بين المسلمين والكفار في حال حرب، ثم لو أقدم وهو يعرف حتمًا أنه سيقتل دون أن يقتل أحدًا لا يُجْزَم بأن هذا استشهاد.. أن يَقتل الإنسان نفسه فمهما فعل لا يقول إنسان يعرف دلالات الكتاب والسنة أن هذا العمل استشهادي، وأن القتيل فيه شهيد! بل إن السنة جاءت صريحة بعظيم إثم من يقتل نفسه, ومن يجعل نفسه في حال يفجرها هو أو تتعرض لأي عارض سيحصل فيه تفجير وقتل فهو داخل في باب قتل الإنسان نفسه.) اهـ



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الأربعاء مارس 27, 2024 6:12 pm عدل 1 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الثلاثاء مارس 26, 2024 9:53 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية Yoo10


السؤال: ما حكم العمليات الانتحارية التي يقوم بها بعض المقاتلين اليوم؟
الجواب: اسمٌ على مُسمى، انتحارية وإن سمَّاها بعضهم "استشهادية"، فهي قتلٌ للنفس أولاً، وقد جاءت النصوص المستفيضة الصحيحة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن قاتل نفسه في النار، بشكل عام.
الأمر الثاني: ليس فيها نِكاية للعدو، بل فيها تهييج وتحريض وتحريش العدو، وتحريك لما كان يخفيه من قوته على أهل الإسلام.
الأمر الثالث: على أرضية الواقع -كما يقولون- ماذا صنعت العمليات هذه في فلسطين ضد إسرائيل؟ هذا المنتحر -أو المستشهد كما يُسمونه- يُفجِّر نفسه وسيارة، ويُخرِّب منشآت محدودة: كمحطة محروقات، أو محطة سكة حديدية، أو متاجر، وقد يقتل أشخاصًا، ويجرح آخرين، لكن ماذا تصنع إسرائيل؟ إسرائيل تُدَمِّر جرّاء ذلك الأخضر واليابس، وتُدَمِّر قرى، وتُداهم بيوتًا، والله أعلم ماذا يحصل جرّاء هذه المداهمات الكافرة من سلبٍ ونهبٍ وانتهاك أعراض، والواجب على المجاهد أن يسعى في حماية بيضة الإسلام، وأن يتجنب كل ما كان فيه مهلكة للإسلام وأهله، لكن هؤلاء جُهّال، ولم يجدوا راية قوية تحكمهم، وتُحسن سياستهم، ويُعلموهم الجهاد الصحيح بالرجوع إلى أهل العلم، وإنما هي نَعَرَات، وأحزاب، كل حزب يُجَرِّب قوته، ويستعرض عضلاته، وقبل يوم أو يومين سمعت في الأخبار نقلاً عن بعض قوات منظمة جهادية في فلسطين -كما يقولون- أنها أوقفت أو قررت وقف العمليات الاستشهادية -كما يقولون-، وهي في الحقيقة انتحارية، نعم، وبهذا يستبين أنها ليست من السنة في شيء، وليست من الجهاد الحق الشرعي في شيء، بل هي عملٌ أرعن، أهوج، يُضر بالإسلام وأهله، ويفسد ولا يصلح. نعم.

أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الثلاثاء مارس 26, 2024 9:55 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية Aayao10
حكم العمليات الانتحارية
أضغط هنــــــــــــــــــــــا
أو

فتاوي
سؤال 21: فضيلة الشيخ، نسمع كثيرا عن ما يسمى بالعمليات الاستشهادية – الانتحارية – وصورتها كالآتي :
يقوم الرجل بوضع قنبلة في ملابسه، وعندما يصل إلى منطقة معينة محددة من قبل الجهات المنظمة لهذه العملية، فإنه يقوم بتفجير نفسه قاضيا معه على كل من وجد في هذه المنطقة، سواء كانت هذه المنطقة دكانا أو مطعما أو سوقا أو حديقة يكثر فيه اجتماع الناس أو يقوم بقيادة سيارة مليئة بالمتفجرات، وعندما تصطدم السيارة بمكان معين تتفجر، وينفجر معها السائق أو يقوم بقيادة حافلة مليئة بالمتفجرات، ومعه مجموعة من الناس كرهائن، سواء كانوا مسلمين أو كفارا أو خليطا من المسلمين والكفار، ثم يقوم بتفجير الحافلة، فيموت كل من وجد في هذه الحافلة حتى السائق .
والسؤال هو: ما حكم من يقوم بهذه العمليات الانتحارية، سواء قصد الانتحار أو لم يقصد، وذلك بهدف إلحاق الضرر بالعدو ؟
الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه .
وبعد: تسألون عن حكم العمليات الانتحارية التي وصفتم، وهذه العمليات عمليات محرمة لا يجوز فعلها، لأنها مبنية على الخيانة، وعلى أمور خفية يكون فيها تستر على الغادرين، والغدر لا يجوز والخيانة محرمة، حتى ولو كان القصد منه إلحاق الضرر بالعدو، وحتى لو كان العدو معتديا وظالما، فالله سبحانه وتعالى يقول: (( وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ )) [الأنفال: 58]. وجاء في الحديث: [ أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك ] (السلسلة الصحيحة برقم 424 وفي الإرواء برقم 1544) فالخيانة منبوذة في الشرع الإسلامي، وممنوعة فيه، وكذلك الغدر أيضا إذ لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يغدروا بأحد من قادة الكفر كالوليد بن المغيرة، وأبو جهل، وعتبة بن ربيعة وغيرهم، حتى ولم يكسر أصنامهم في حالة الغفلة منهم، ونبي الله موسى صلى الله عليه وسلم يقول لقومه كما أخبر الله عنه مع أن العدو يذبِّح أبناءهم ويستحيي نساءهم، فإذا ولدت المرأة جاء الجلاوزة فأخذوه إذا كان ذكرا وذبحوه أمام أبيه وأمه، فشكى قوم موسى إليه ذلك، فقال لهم: (( اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ )) [الأعراف: 128]، ولم يأمرهم بغدر أحد، ولا قتل أحد .
والمهم أن هذه العمليات تصدر من قوم جهال يجهلون الشريعة، فيعملون أعمالا مبنية على العاطفة من دون أن ينظروا هل هي مباحة في الشرع أم لا !! فهم يرون ظلم الأعداء، وعسفهم فيظنون أن ما عملوه له وجه من الصواب، وليس كذلك، ولعل هناك من يفتيهم بجواز هذه العمليات .
ثم إن في ذلك جناية على سائر المسلمين، حيث أن العدو يزداد في العداء لهم، والظلم والتعسف لهم، فانظروا مثلا العمليات التي حصلت في أمريكا ماذا ترتب عليها من ظلم للإسلام وأهله، واعتداء عليهم !! فالأفغان فيها الملايين من المساكين الذين ظلموا بسبب تلك الحادثة وكذلك الفلسطينيون والعراقيون، فنسأل الله أن يبصر المسلمين، ويجنبهم القادة الجاهلين .
أما وصف هذا العمل بأنه استشهاد، فإنه وصف في غير محله، ولما سمع النبي صلى الله عليه وسلم أم العلاء وهي تقول لعثمان بن مظعون – رضي الله عنهما – حين مرض ومات: (رحمة الله عليك أبا السائب، فشهادتي عليك لقد أكرمك الله) فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: [ وما يدريك أن الله أكرمه ! ] فقلت: لا أدري بأبي أنت وأمي يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ أما عثمان فقد جاءه والله اليقين ، وإني لأرجو له الخير، والله ما أدري – وأنا رسول الله – ما يفعل بي ] قالت: فوالله لا أزكي أحدا بعده أبدا) رواه البخاري، وقد ورد النهي عن أن يقال فلان شهيد، لأن الشهادة تترتب على الإخلاص، والإخلاص لا يعلمه إلا الله، فلا ينبغي أن نصف المنتحرين بأنهم شهداء، ولا أن عملهم شهادة، ولكنا نرجو لمن مات على التوحيد إذا كان عمله مشروعا نرجو له الشهادة .
أما عمل هؤلاء، فإنه عمل جاهلي، ولا يصح أن نصف أصحابه بأنهم شهداء، وبالله التوفيق .
سؤال 24: هل يجوز مساعدة الكفار في إلقاء القبض على من يدَّعون حقا أو باطلا أنهم من منظمي هذه العمليات ؟ وما الحكم إذا كان منظمي هذه العمليات من المسلمين ؟
الجواب: يجوز التعاون مع الكفار غير المحاربين على أصحاب العمليات الإرهابية، سواء كانوا من المسلمين أو الكفار، لأن السكوت عنهم يلحق الضرر بالإسلام والمسلمين، فيظن أن الإسلام دين إرهاب، ودين إفساد أو دين خيانة وغدر، والإسلام يبرأ من هذا كله، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أمَّر أميرا على جيش أو سرية، أوصاه في خاصته بتقوى الله - ومن معه من المسلمين – خيرا، ثم قال: [ اغزوا باسم الله، في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا ] رواه مسلم. فهو كما ترى يوصي المسلمين المجاهدين بعدم الغدر، فالغجر ليس له مكان في الإسلام، والخيانة كذلك، فالإسلام دين العدل ودين الحق .
وقبل ذلك لابد من معرفة الإرهاب ما هو ؟ إنه إخافة الآمنين، ونشر الذعر بين الناس بالأعمال السرية التي تبيت في السر، وتكون مبنية على الخيانة، والغدر، ولا يعلم بها الناس إلا بعد أن تنفذ، فهذا هو الإرهاب، فالخائف لا يطيب عيشه، ولو كان موفرا له المأكل والمشرب، ولذلك قرن الله عز وجل بين هذين الأمرين في قوله تعالى: (( الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ )) [قريش: 4] .
وإن ما يعمله اليهود في فلسطين من قتل وجرح المسلمين الآمنين لهو الإرهاب بعينه، وإن ما يقارفونه من احتلال للبيوت والأراضي، وتجريف للمزارع التي يعيش فيها المسلمون لهو الإرهاب والإفساد بعينه، فأين المنصفون ؟! وبالله التوفيق .
سؤال 25: هل يجوز للمسلم أن يتستر على منظمي هذه العمليات الانتحارية أو بخططهم إذا كانوا من المسلمين أو كفارا إذا كان الهدف واحد وهو إلحاق الضرر بدولة معينة بحجة أن هذه الدولة هي العدو المشترك لظلمها ولجورها، ولاغتصابها أراضي كان يعيش فيها المسلمون والكفار معا كما نسمع عن اجتماع النصارى مع المسلمين في فلسطين لمحاربة اليهود، أفيدونا مأجورين ؟
الجواب: لا يجوز التستر على منظمي هذه العمليات الانتحارية، ومن تستر عليهم فهو يعد منهم ومتعاونا معهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: [ لعن الله من آوى محدِثا ] رواه مسلم، ومعنى محدِثا: يعني كونه يعمل عملا إجراميا يأباه الإسلام، ويرده، فلا يجوز التعاون معهم على ذلك، وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
[ من الفتاوى الجلية عن المناهج الدعوية  الجزء الثاني (ص: 59 – 66) ط. (دار المنهاج) بالقاهرة – مصر ]
حكم العمليات الإنتحارية ؟

الـرد على من يقول أنَّ الشيخ الألباني رحمه الله يرىٰ بجواز العمليات الانتحارية





عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في السبت أبريل 20, 2024 9:59 pm عدل 6 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الأربعاء مارس 27, 2024 5:19 am

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية Oc_aay10
ما حكم العمليات الإنتحارية، وهل شيخ الإسلام ابن تيمية يجيز هذه العمليات ؟
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــا
أو
أضغط هنـــــــــــــــــا
أو


[شرح سنن الترمذي كتاب الطب-223  ]
أسئلة كثيرة أن هذا الحديث يستدل به من يجوز العمليات الانتحارية فهل له وجه ؟
أضغط هنــــــــــــــــــــا
[شرح سنن الترمذي كتاب تفسير القرآن-369]
هل العمليات الانتحارية أو الاستشهادية جائزة؟
أضغط هنــــــــــــــــــا
[ شرح صحيح مسلم كتاب الإيمان-032]
يمكن الاستدلال بهذا الحديث وبالمتقرر عند الصحابة أن العمليات الانتحارية لا تجوز؟
أضغط هنـــــــــــــــــــا
[ شرح صحيح مسلم  كتاب الجهاد والسير-203]
إذا لم نقل بجواز العمليات الإنتحارية فما الحل لأهل البلدان الذين يقتلهم الكفار ؟
أضغط هنــــــــــــــــــــــا
[شرح سنن الترمذي كتاب الطب-223  ]
قوله في الحديث " أقبل بصدره حتى يقتل أو يفتح له " هل يدل على جواز العمليات الإنتحارية ؟
أضغط هنــــــــــــــــــا
[شرح سنن الترمذي كتاب صفة الجنة-277  ]



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الأربعاء مارس 27, 2024 9:50 pm عدل 2 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الأربعاء مارس 27, 2024 5:21 am



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في السبت أبريل 20, 2024 10:13 pm عدل 6 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الأربعاء مارس 27, 2024 5:22 am

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية Aaoa10
 حكم العمليات الانتحارية ؟
أضغط هنـــــــــــــــــــــا
أو
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــا
نص السؤال:
   العمليات الانتحارية التي يقوم بها بعض أهل فلسطين وغيرهم يقول بعض طلبة العلم أنها قتال في سبيل الله إذا كان قاصدا ًنصر دين الله فهو شهيد عند الله يستدل على ذلك بقصة الغلام المؤمن في مسلم من حديث صهيب عندما بدأ بنفسه وكذا قصة البراء بن مالك عندما ألقى بنفسه في الحديقة يوم اليمامة ، فهل العمليات الانتحارية تكون قتال في سبيل الله أم أنها قتل للنفس لا تجوز ؟
نص الإجابة:
   هي قتل للنفس بلا شك ، وهي أيضاً لا تدل على بطولة بدليل أن بعض النسوة تفعل هذا ، فهي عبارة عن زر يضغط وينفجر .
   والبطولة أن يتقدم الشخص بآليه ويقاتل حتى يقتل ، والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أبى أن يصلي على قاتل نفسه ، وأيضاً الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " من قتل نفسه بحديدة فهو يقتل بها نفسه بالنار خالداً فيها مخلداً " ، وهكذا : " من تردى من جبل فهو يتردى في النار خالداً مخلداً " .
   القصتان اللتان ذكرتا ليس فيه أن الغلام قتل نفسه ، الغلام أراد أن يري الناس عجز هذا الملك قال : إنك لست بقاتلي ولكن إجمع الناس في صعيد واحد ثم تأخذ سهماً من كنانتي وتقول : بسم الله رب الغلام ، وهكذا البراء بن مالك الذي اقتحم الحديقة التي فيها مسيلمة الكذاب وأصحابه عند أن اقتحمها هذه دلالة على البطولة ، هل قتل نفسه ؟!! ، أم سينزل ويقاتل حتى يقتل .
   وأيضاً ذلكم الرجل في زمن أبي أيوب رأوه وهو يخوض الصفوف فقالوا : أما هذا فقد ألقى بنفسه إلى التهلكة ، فقال أبو أيوب : بئس ما فسرتم الآية فإننا معشر الأنصار لما أعز الله الدين قلنا لو مكثنا في أرضنا وأصلحناها بين أهلينا فأنزل الله هذه الآية ، فمكوثنا بين أهلينا وأرضنا هي التهلكة .
   المهم يا إخوان بعض العصريين يخالفون الكتاب والسنة ، ويبررون أفعالهم عند العامة بشبهات أوهى من خيط العنكبوت والله المستعان .
[من شريط : ( الأجوبة على أسئلة العيزري ) ]
هل الانتحاري الذي يقدم نفسه لتفجير الكفار يسمى شهيداً
أضغط هنــــــــــــــــــــــا
نص السؤال:
   هل الانتحاري الذي يقدم نفسه لتفجير الكفار يسمى شهيداً ، وهل يجوز فعل هذا ؟
نص الإجابة:
   يعتبر قاتل نفسه ، وفرق بين شخص يذهب بآليه أو وهو عنده جعلة من القنابل ومن معابر اللآلي أو غيره فهو يغامر بنفسه ويقاتل حتى يقتل ، هذا يعتبر بطلاً صحيح .
   لكن شخص يذهب - النساء يفعلن ذلك - يذهب هو وقد كره الحياة فيعتبر متنحراً ، فهو كما قال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " من وجأ نفسه بحديدة فهو يجأ نفسه بها يوم القيامة في نار جهنم خالداً مخلداً فيها ، ومن تردى من جبل فهو يتردى به يوم القيامة خالداً مخلداً في النار " أو بهذا المعنى .
   [من شريط : ( أسئلة شباب المحويت ) ]
حكم العمليات الإنتحارية
أضغط هنـــــــــــــــــــــا
أو




نص السؤال:
   هل يجوز أن يقوم المسلم بعمليات انتحارية وهل يجوز للمسلم أيضا ًأن يفرح حين أن يسمع أن جماعة معينة قد فجروا أنفسهم وقتلوا بعض الكفار ؟
نص الإجابة:
   لا يجوز ، والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " من قتل نفسه بحديدة فهو يقتل نفسه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها " .
   ويقول : " من تحسى سماً فهو يتحسى به في نار جهنم خالداً مخلداً فيها " .
   ويقول أيضاً : " من تردى - أي من على جبل أو غيره - فهو يتردى في نار جهنم خالداً مخلداً فيها " .
   إن كان بطلاً فليأخذ ما معه من العدة وليذهب وليواجه ولو قُتل فلا يبالي ، أما أن يذهب ويفجر نفسه بين أعداء الإسلام أو بين الكفار فهذه ليست ببطولة وهو يعتبر قاتل نفسه ، ولا يجوز هذا الفعل .
   السائل : يستدلون بقصة علي بن أبي طالب عند أن دخل الحصن ..؟
   الشيخ : هذه بطولة ؛ إذا كان بطلاً فليحمل ما معه ويواجه ، هل ذهب علي يقتل نفسه ؟! ما ذهب علي يقتل نفسه ، لكن هؤلاء يذهبون وهم عالمون أنهم سيموتون ، أما من استطاع أن يواجه الأعداء وأن يخترق صفوفهم فأبو أيوب الأنصارب عند أن قالوا له : أما هذا فقد رمى بنفسه إلى التهلكة ، قال : إنكم تؤولون الآية " وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ " إنكم تؤولون الآية على غير تأويلها وإننا معشر الأنصار لما أعز الله الإسلام قلنا : لو بقينا وأصلحنا أموالنا فهذه هي التهلكة ترك الجهاد هو التهلكة ، ففرقٌ بين هذا وذاك ، ولكن أصحاب الأهواء يبررون أهوائهم ولو بالكذب .
[من شريط : ( أسئلة من لندن )]



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الأربعاء مارس 27, 2024 9:52 pm عدل 4 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الأربعاء مارس 27, 2024 5:22 am

 مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية Ayoao13
هل تجوز العمليات الانتحارية





عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في السبت أبريل 20, 2024 9:42 pm عدل 2 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الأربعاء مارس 27, 2024 5:23 am


مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية Aa10
العمليات الانتحارية
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــا
أو
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا
أو
من هنـــــــــــــــــــــا
أو



القول الفَصْـل لِلعُـلَمَاء حول حُكم العَـمَلِيَّات الانْتِحَارِيّة (أوما تُسمّى بالاسْتِشْهاديّة)



بل هي عمليات انتحارية





عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الأربعاء مارس 27, 2024 10:54 pm عدل 6 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الأربعاء مارس 27, 2024 5:23 am

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية Ayoao14
 حكم عمليات استشهادية

حكم العمليات الاستشهادية





عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في السبت أبريل 20, 2024 9:51 pm عدل 3 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الأربعاء مارس 27, 2024 5:23 am

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية Oc_aa_10
حكم ما يسمى (العمليات الاستشهادية)





عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الأربعاء مارس 27, 2024 1:33 pm عدل 1 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الأربعاء مارس 27, 2024 5:24 am


العمليات الانتحارية فكرة مجوسية مخالفة للعقيدة السلفية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فمما ابتليت به الأمة الإسلامية شباب من أبنائها تلوثوا بفكر الخوارج المعاصرين – كلاب أهل النار – ومن تفرع عنهم من إخوان المسلمين وسروريين وقطبيين وحماسيين والقاعدة والنصرة وداعش، وهؤلاء الشباب يقومون بالعمليات الانتحارية غالبا في الدول الإسلامية وأحيانا في دول الكفر ممن دخول إليهم بأمان وعهد، غير أنهم وقعوا في الغدر وخانوا العهد بل في سفك الدماء وقتل الأبرياء، وهؤلاء السفهاء وقعوا في مشابهة شقي المجوس أبي لؤلؤة.
عن عمرو بن ميمون، قال: رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قبل أن يصاب بأيام بالمدينة، وقف على حذيفة بن اليمان، وعثمان بن حنيف، قال: كيف فعلتما، أتخافان أن تكونا قد حملتما الأرض ما لا تطيق؟
قالا: حملناها أمرا هي له مطيقة، ما فيها كبير فضل.
قال: انظرا أن تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق.
قال: قالا: لا.
فقال عمر: لئن سلمني الله، لأدعن أرامل أهل العراق لا يحتجن إلى رجل بعدي أبدا.
قال: فما أتت عليه إلا رابعة حتى أصيب.
قال: إني لقائم ما بيني وبينه، إلا عبد الله بن عباس غداة أصيب، وكان إذا مر بين الصفين.
قال: استووا، حتى إذا لم ير فيهن خللا تقدم فكبر، وربما قرأ سورة يوسف، أو النحل، أو نحو ذلك , في الركعة الأولى حتى يجتمع الناس، فما هو إلا أن كبر فسمعته يقول: قتلني - أو أكلني - الكلب، حين طعنه.
فطار العلج بسكين ذات طرفين، لا يمر على أحد يمينا ولا شمالا إلا طعنه، حتى طعن ثلاثة عشر رجلا، مات منهم سبعة، فلما رأى ذلك رجل من المسلمين طرح عليه برنسا، فلما ظن العلج أنه مأخوذ نحر نفسه ... الحديث.
أخرجه البخاري.

فهذه العملية الانتحارية المعاصرة أشد ضرر وأكثر فتك من العملية الانتحارية المجوسية.
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((مجموع فتاواه ورسائله)) : ((نرى أن العمليات الانتحارية التي يتيقن الإنسان أنه يموت فيها حرامٌ، بل هي من كبائر الذنوب؛ لأن النَّبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر بأنَّ "من قتل نفسه بشيء في الدنيا عُذِّب به يوم القيامة)) ولم يستثنِ شيئًا بل هو عامٌّ؛ ولأنَّ الجهاد في سبيل الله المقصودُ به حماية الإسلام
والمسلمين، وهذا المنتَحر يُدمِّر نفسه وُيفقَد بانتحاره عضو من أعضاء المسلمين، ثمَّ إنَّه يتضمن ضررًا على الآخرين؛ لأنَّ العدو لن يقتصر على قتل واحد، بل يقتل به أُمماً إذا أمكن؛ ولأنه يحصل من التضييق على المسلمين بسبب هذا الانتحار الجزئي الذي قد يقتل عشرة أو عشرين أو ثلاثين، يحصل ضررٌ عظيم، كما هو الواقع الآن بالنسبة للفلسطينيين مع اليهود.
وقولُ من يقول عن هذا: جائز، ليس مبنيًّا على أصل، إنما هو مبني على رأي فاسد في الواقع؛ لأنَّ النتيجة السيئة أضعاف أضعاف ما يحصل بهذا)) اهـ.
ومع هذا الفساد في الفكر والوقوع في قتل الأبرياء فيه مشابهة بذلك المجوسي قاتل خير الناس في وقته أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
✍ كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
قصر الأخيار ليبيا: ليلة الأثنين 9 ربيع الأول سنة 1442 هـ
الموافق لـ: 26 أكتوبر سنة 2020 ف

أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الأربعاء مارس 27, 2024 5:28 am


الرد على مجيزي العمليات الانتحارية
تأليف الفقير إلى ربه
ماهر بن ظافر القحطاني
الرد على مقالات كلاً من سلمان العودة وسليمان العلوان ويوسف القرضاوي وبن منيع في نصرة العمليات الانتحارية :
لقد اطلعت على مقال نشر في شبكة الإنترنت للشيخ سلمان العودة في الموقع المتعلق بالجهاد الفلسطيني عنوانه العمليات الاستشهادية في ميزان الشرع ذكر فيه الأدلة التي تدل عنده على أن العمليات الانتحارية من الدين في الرد على ما استشهد مما اعتده من الأدلة واستأنس فأقول مستعيناً بالله متوكلاً عليه :
أولاً ... قد ذكر ما يرجح جانب صحة مثل هذه العمليات بما رواه بن أبي شيبة في مصنفه من طريق ( محمد بن إسحاق ) عن عاصم بن محمد قال معاذ بن عفراء: يا رسول الله ما يضحك الرب من عبده قال غمسة في يده في العدو حاسراً قال: فألقى درعاً كانت عليه فقاتل حتى قتل .
قلت... وقد صرح بالسماع بن إسحاق في السيرة (3-175) دار الجيل ولكن ليس فيه وجه دلالة حيث أنه قال: ( غمسة يده في العدو حاسراً ) وفسره الصحابي أمام النبي بإلقاء الدرع ولم يفسره بإلقاء السلاح والمنتحرون بالعمليات يتيقنون القتل بالمتفجرات بلا احتمال في النجاة ومن كان معه سلاح ودخل على العدو وقاتل تحتمل نجاته فلا قياس مع كون سند الحديث ضعيف ثم أن ذلك المنغمس وراءه جيش عندما يصنع ذلك كما دلت على ذلك سنة جهاد النبي وأصحابه فيكون القتال المشروع لا التهور المذموم وهو أن يتسبب المنتحر بالمتفجرات في قتل العزل من خلفه عن السلاح فلا جيش يقاوم فيقتلوا بالمئات لأنهم عزل عن السلاح والعدو الصهيوني قاتله الله مدجج بالسلاح وسينتقم ظلماً وعلواً في الأرض بغير حق لمن قتل في هذه العمليات الانتحارية فتترتب مفسدة على المسلمين في فلسطين أكبر من مصلحة قتل عشرة أو ثلاثون من اليهود ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح سيما إذا كانت المفسدة أكبر بكثير من المصلحة حيث أن قتل عشرة من اليهود مصلحة ولكن المئات أو العشرات العزل بعد هذه العمليات مفسدة أعظم وليس من عادة أهل السنة فهم الحديث مجرداً عن العمل النبوي فهل فعل أحد من أصحاب النبي مثل هذا الانغماس في وقت الضعف حينما لا يكون جيش منظم مسلم يدافع ويقاتل فانظر الفارق بين أن ينغمس رجل في العدو ويكون وراءه جيش وبين أن يستفز رجل مسلم عدو نجس مثل اليهود لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة بعملية انتحارية تستفز الكفار ضد المسلمين العزل وليس وراء أصحاب هذه العمليات جيش إلا مدنيون عزل السلاح والله يقول :(وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بغير علم)(الأنعام: من الآية10 فسب الأصنام مصلحة ولكن لما أدت إلى مفسدة راجحة عليها وهي سب الله منعت فتدبر ولا تتأثر بالرأي فتتهور فمن يرد الله به خيراً يفقهه في الدين فلماذا لم يدل النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في صلح الحديبية على مثل هذا العمل بدل الصلح وقد فرض الجهاد .... ألم يكن قادر على أن يقول لأصحابه اهجموا بما تقدروا على الكفار حاسرين مقبلين غير مدبرين واجعلوا أرواحكم على أكفكم ولكن لأجل حقن الدماء وعدم التكافؤ ومن أجل مصلحة الدعوة صالحهم النبي صلى الله عليه وسلم بالشروط المعروفة ولم يعرض النبي أصحابه لما يعرضه صاحب المقال للفلسطينيين من كثرة القتل الناتج عن رده فعل اليهود ضد هذه العمليات على الشعب المسلم الأعزل الذي لم ينظم جيشاً يعد قتالياً وعتاد يرهب به عدوا الله وقد قال الله: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ)(الأنفال: من الآية60) ولم يفهم الصحابة أن القوة أن يأتي واحداً منهم وقت الضعف وعدم التكافؤ يستفز الكفار المدججين بالسلاح والعدة والعتاد بما يشبه مثل هذه الانتحارية بل كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصيهم بالصبر كما في حديث خباب بن الأرت الذي رواه البخاري ( 3343) ومسلم في صحيحهما أن خباب قال يا رسول الله ألا تدعوا لنا ألا تستنصر لنا فقال رسول الله: (أنه كان يؤتى بالرجل فيمن كان قبلكم فيحفر له حفرة فيوضع فيها ويؤتى بالمنشار فيشقه نصفين ويؤتى بأمشاط الحديد فيمشط ما دون لحمه من عظم وعصب ما يصده ذلك عن دينه ولكنكم قوم تستعجلون ...)الحديث فلم يأمرهم باستفزاز الكفار بما يشبه هذه العمليات أو الاغتيالات ولا يقال كما قال الكاتب أن المتفجرات لم تكن موجودة فلذلك لم يفعلوا فهذا أخطأ لأن الكاتب لم يراعي مقصود الشارع بترك المهاجمة بالاغتيالات وقت الضعف كما تبين من هدي النبي في مكة وصلح الحديبية بعد فرض الجهاد قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله: ( وكان هدي النبي مع الكفار وقت الضعف المسالمة وترك المقاتلة)... قلت فهذا هو العلم لا العاطفة التي مستندها الرأي والتعجل في الاستنباط بلا تأني لتأمل هدي النبي مع الكفار وقت الضعف فالله المستعان قال ابن القيم: ( وعادة قصار العلم النظر إلى المجمل من الدليل وترك عمل السلف المفصل له) انتهى كلامه بتصرف ( انظر كلامه رحمه الله في حاشية سنن أبي داوود عند التعليق على حديث عمرة في رمضان تعدل حجة ) ذلكم أن الأمر بإرهاب العدو جاء مجملاً في طريقة الإرهاب ولم يفسره السلف بعمل الاغتيالات وقت الضعف بل أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يغتل أحد في فترة الضعف في مكة حتى ذهب إلى المدينة أغتال كعب بن الأشرف ( بعد أن تقوى وكان له قوة ) يقدر بها على ردع أنصار كعب إذا هاجوا وحاصو حيصة الحمر.
ثانياً.... ثم احتج بما رواه بن حزم ( جزء 7- ص /2) في المحلى قال حدثنا عبدالله بن ربيع التميمي نا محمد بن معاوية المرواني أخبرنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي نا عبدالله بن عبدا لوهاب الحجبي نا خالد بن الحارث الهجيمي نا شعبة عن أبي إسحاق السبيعي قال: سمعت رجلاً سأل البراء بن عازب أرأيت لو أن رجلاً حمل على الكتيبة وهم ألف ألقى بيده إلى التهلكة قال البراء لا ولكن التهلكة أن يصيب الرجل الذنب فيلقى بيده ويقول لا توبة لي ( قلت قال بن حجر أخرجه بن جرير وابن المنذر وغيرهما بإسناد صحيح ) ثم قلت: ليس في هذا الأثر مع فرض تسليمنا بصحته ما يدل على جواز ما يفعل اليوم من عمليات انتحارية لأن ذلك محمول على ما إذا كان هناك جيش وراء ذلك الرجل يردون عن المسلمين ما يلحقهم من قتل جراء انتقام الكتيبة لا على رجل يفجر نفسه فيهم ثم يكون ذلك سبباً في استفزاز الكفار من اليهود ضد العزل من المسلمين فيتمالئون عليهم بالطائرات المقاتلات ورجماً بقنابل الدبابات وغير ذلك مما يقتلون به المستضعفين من المؤمنين بالعشرات بل بالمئات بل قد يؤول الأمر إلى قتلهم بالآلاف فإذا قال قائل ... ما حملك على هذا الحمل ؟ قلت الأحاديث يفسر بعضها بعضاً فلم يأتي حديث أو أثر فيما أعلم أن الرسول أمر أحداً من أصحابه بالحمل على كتيبة وحده وقت الضعف بل كان يخرج لمقاتلة الكفار جيش منظم ولو كان عدده أقل من الكفار ولكن كان هديه عدم ترك أسباب القوة من رمي وخطة حربية لإرهاب العدو لا لإرهاب المسلمين بردة الفعل التي تكون عليهم من جراء ذلك العمل التفجيري الاغتيالي ولا حول ولا قوة إلا بالله .
ثم أحتج بما رواه الترمذي ( 289 وأبو داود (2151) في قصة أبي أيوب في القسطنطينية وفيها فحمل رجل على العدو فقال الناس مه لا إله إلا الله يلقى بيديه إلى التهلكة فقال أبو أيوب إنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار لمَّا نصر الله نبيه وأظهر الإسلام قلنا هلم نقيم في أموالنا ونصلحها فأنزل الله تعالى: (وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ )(البقرة: من الآية195) فالإلقاء بالأيدي إلى التهلكة أن نقيم في أموالنا ونصلحها وندع الجهاد .
قلت .... وليس في هذا الأثر دليل على ما يصنعه أصحاب تلك العمليات الانتحارية لأن محل هذا الحمل ما إذا كان جيشاً وراء هذا الذي حمل على العدو هو ظاهر من الأثر ثم أن هلاك مثل هذا الذي جاء في الأثر غير متيقن وإذا قتل ذلك الرجل فأعداءه قتلوه أما هذا فيقتل نفسه وليس وراء هذه العمليات جيش يرد عن المسلمين العزل عن السلاح فيما إذا أراد اليهود أن ينتقموا والواقع يبين خطأ ذلك حيث أننا لا نزال نسمع ما تولده مثل هذه العمليات من ردة فعل اليهود للمخيمات الفلسطينية بالقتل والاعتقال ورشاشات الطائرات المروحية وقنابل الدبابات وقناصات إلى أن سمعنا أنه هدم ثلثي مخيم جنين وذهب الضحايا ربما بالآلاف من المسلمين وقد قال تعالى: (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ )(الأنعام: من الآية10 .
فمن تدبر هذه الآية علم وجه الشبه في الاستدلال حيث أنه إذا أدى سب غير الله إلى سب الله حرم فتبين أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح عند التعارض فقتل سبعة من اليهود أو ثلاثين وإرهابهم مصلحة ولكن ما يتولد من ردة فعل لهؤلاء ضد المسلمين العزل عن السلاح فيقتلون بالمئات مفسدة راجحة تتقدم على تلك المصلحة. نعم يحصل نوع إرهاب على اليهود ولكن كما تقدم فالإرهاب الذي يحصل على المسلمين من ردة فعل ضد تلك العمليات من اليهود أعظم في قلوب المسلمين فالله المستعان .
رابعاً..... ثم أستدل بما رواه ابن المبارك في كتاب الجهاد (1/124) قلت وكذلك رواها ابن عبد البر في كتاب الاستيعاب عن البراء أنه أمر أصحابه أن يحملوه على ترس على أسنة رماحهم ويلقوه في الحديقة فاقتحم إليهم وشد عليهم وقاتل حتى فتح باب الحديقة وجرح يومئذ بضعة وثمانين جرحاً وأقام خالد بن الوليد يومئذ شخصاً يداوي جراحة .
قلت ... قد مضى الكلام على بطلان الاحتجاج بهذا الأثر في رسالة لي سميتها النذارة لمنتحري فلسطين وأطفال الحجارة وقد تكلمت على إسنادها وبينت ضعفه وزاد الكاتب هنا بعض المصادر للقصة وهي كتاب الجهاد لعبد الله بن المبارك فينظر في سنده .
وأما التاريخ للطبري ففي سنده مجهول وهو شيخ من بني حنيفة .
وقد قلت هناك ... ولو صح الأثر لما كان دليلاً لما ذهب إليه العودة من الاستدلال على صحة العمليات الانتحارية لأن البراء لم يتيقن الهلاك وكان كذلك حيث أنه نجا ومرض شهر بعد ذلك ولأنه فعل ذلك عندما كان وراءه جيشاً قد حاصروا مسيلمة وحزبه في الحديقة واصحاب العمليات الانتحارية الفردية وراءهم شعب أعزل مسكين نساء وأطفال وشيوخ وشباب عزل عن السلاح فإذا رد عليهم اليهود نتاج العملية الانتحارية فلن يجد أولئك المساكين مقاومة من سلاح وعدة وعتاد وجيش يردوا به على اليهود فيكون قتالاً كما كان في بدر وغيرها لما استعد المسلمون ولو بعدد قليل ليس لهم إلا ذلك فهذا قول خطأ مبني على الرأي لا على الأثر لأن النبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية وموسى ومن معه لما لحقهم آل فرعون لم يقولوا نواجه بالحجارة ليس لنا إلا ذلك لأن في ذلك إذهاب للأنفس بلا مصلحة راجحة فقد شرع الجهاد الإسلامي الصحيح وفيه مفسدة قتل النفس ولكن مصلحة إقامة شرع الله في الأرض رجحت على تلك المفسدة إذا وجدت القدرة وأما في العمليات الانتحارية حصول مفسدتان ومصلحة تلاشت معها تلك المصلحة فالمفسدة الأولى قتل النفس والثانية ردة فعل اليهود على المسلمين بكثرة ما يحدثوه من القتل فيهم بدون أن يكون هناك شبه طريق للانتصار لعدم التكافؤ بين الحجارة والطائرات والدبابات أما مصلحة إرهاب اليهود وحدوث القتل فيهم فلا تساوي شئ أمام كثرة القتل في المسلمين وقطع طريق إقامة شرع الله في الأرض لأن الشرع بلا رجال لا يمكن تنفيذه وكثرة القتل والجوع يمنع تنظيم الدولة وإقامة الجهاد المؤدي للنصر عليهم ولنا في رسول الله أسوة حسنة حيث أنه لم يأمر أصحابه وقت الضعف وعدم التكافؤ بمثل هذه الاغتيالات ويقول هذا الذي نقدر عليه بل كان يأمر أصحابه بالصبر. يقول شيخ الإسلام بن تيمية كما في الإنصاف (4/116) يسن الانغماس في العدو لمصلحة المسلمين وإلاَّّ نهى عنه وهو من التهلكة ويلحظ في غالب هذه النصوص أنها في رجل أو رجال انطلقوا من جماعة من المسلمين وعسكرهم صوب العدو قلت فأين هذا من ذلك التهور الذي لا يقوم على ركن وثيق من العلم بل هو الرأي والعاطفة المهلكة وأما قوله رحمه الله في نفس الكلام ولكن في بعضها كما في قصة الغلام ما ليس كذلك فمحمول على حصول المصلحة كما ذكر في بداية كلامه وأين المصلحة اليوم من ردة الفعل الشنيعة من اليهود بعد العملية الانتحارية من قصف بالطائرات والدبابات وقتل العشرات والمئات ودخول هؤلاء المساكين من ضعف إلى ضعف يقتل العدو كل يوم العدد من الرجال المسلمين العزل فهل دعا رسول الله وأصحابه إلى مثل هذا وقت الضعف ( فاعتبروا يا أولي الأبصار ) ولو كانت الشبه في جريها كالأنهار وفي كثرتها كمد البحار وفي ألوانها وتنوعها كالأزهار .
خامساً..... ثم أحتج وهو يقول استأنس بما رواه أحمد عن أبي إسحاق قلت للبراء: الرجل يحمل على المشركين أهو ممن ألقى بيده إلى التهلكة قال لا لأن الله عز وجل بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك إنما ذلك في النفقة .
قلت.... في سنده ( أبو بكر بن عياش بن سالم الملقب بالمقرئ ) قال عنه بن حجر في التقريب: ثقة لما كبر ساء حفظه وكتابه صحيح قلت فلا أدري حدث هذا الأثر لما ساء حفظه من حفظه أو من كتاب ثم إبي إسحاق مختلط ولا أدري حدث عنه أبو بكر قبل الاختلاط أو بعده وقد يتجاوز عن ذلك لأنه باشر السؤال بنفسه فهل يوثق بتفرد بمن في مثل هذا السند ولو قبلنا مثله فلا حجة فيه.
أقول لاحجة في هذا الأثر لو صح على جواز العمليات الاغتيالية التفجيرية فإنه في رجل لا يتيقن هلاكه كما يفعل أصحاب تلك العمليات. بل نجاته محتملة ثم إنه محمول كما ذكر شيخ الإسلام بن تيمية في الإنصاف أن مثل هذه الأخبار في رجل أو رجال انطلقوا من جماعة المسلمين وعسكرهم صوب العدو فهذا إذن قياس مع الفارق فليس للفلسطينيين الآن صف من عسكر وجيش منتظم بل أن اليهود سيكرون بالانتقام على شعب أعزل يتفننون في سفك دمائهم بلا مبالاة .
فأوردها سعدٌ وسعدٌ مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الإبل
سادساً..... احتج بما رواه مسلم رحمه الله من حديث صهيب الطويل في قصة الغلام وقوله للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك قال: وما هو قال تجمع الناس في صعيد واحد وتصلي على جذع ثم خذ سهماً من كنانتي ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل بسم الله رب الغلام ثم ارمني فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني ... الحديث وفيه أن الملك فعل ما أمره به فمات الغلام فقال الناس: آمنا برب الغلام آمنا برب الغلام ... الحديث .
قال العودة: فهذا الغلام أرشد الملك إلى الطريقة التي يتحقق بها ما رمى وتحقق بها ما رمي إليه الغلام من المصلحة العظيمة العامة من إيمان الناس كلهم بالله بعدم بلغهم خبره .
قلت ... وليس في هذا الحديث مستند لما يذهب إليه العودة من جواز هذه العمليات الاغتيالية التفجيرية من وجوه اسردها مستعيناً بالله متوكلاً عليه :
أولاً// أن هذه الصورة وهي أن يتسبب الرجل الواحد في قتل نفسه للمصلحة التي ترجح على مفسدة التسبب في قتل نفسه غير موجودة في العملية الانتحارية حتى يستدل بها أصلاً حيث أن العملية الانتحارية قتل رجل واحد لنفسه بحمله المتفجرات في وسط العدو ولا يكون وراءه جيش ينطلق من عندهم بل يتسبب بهذه العملية حصول مفسدة كبرى لمن وراءه من العزل كما تقدم أكثر من مرة فلا مصلحة تجري من جراء قتل النفس بهذه الصورة إلا الحرب والدمار من قبل اليهود لشعب أعزل فأين المصلحة الراجحة على المفسدة هنا لاحول ولا قوة إلا بالله .
ثانياً// أن الغلام لم يقتل نفسه أصلاً بل قتل بيد الملك فقد دل الملك الناس على التوحيد الذي إذا نطق آمن الناس فينتقلون من الكفر إلى الإسلام وصاحب العملية يقتل نفسه مع غيره فلا يكون قتله من قبل أعداءه بل من قبل نفسه بنفسه فمع كثرة القتل الذي يجريه اليهود على المسلمين انتقاماً لمن قتل منهم في العملية الانتحارية بالطائرات والدبابات والقناصات والمدرعات التي تسحق المنازل على العزل من المسلمين قد يفتنوا عن دينهم فيخرجوا من دين الله أفواجاً وذلك مع قلة الإيمان وقلة العلم وفشوا المعاصي المنتشرة في تلك البلاد عافانا الله وإياكم فعمل الغلام ترتب عليه مصلحة على أنه لم يقتل نفسه بنفسه وعمل صاحب العملية ينجم من وراءه مفسدة كبرى ترجح على مصلحة قتل أربعة أو عشرة من اليهود على المسلمين .
فأين مطابقة مثل هذه العمليات الاغتيالية للمصلحة التي نتجت من عمل الغلام في تسببه في قتل نفسه
ثالثاً// فرق بين قتل النفس بالنفس وبذل السبب في القتال ولو من واحد ثم قتل العدو للمجاهد فوجه ذلك أن العدو إذا قتل المسلم بنفسه وكان هناك جيش مسلم وقتال لن تكون ردة فعل على من وراءه من المسلمين مثل ما إذا انطلق مسلم من شعب أعزل ليفجر نفسه مع العدو فسيحصل انتقام واسع يقتل معه المئات أوالآلاف من المسلمين العزل فافترقا.
سابعاً.... ثم احتج بما رواه بن أبي شيبة (4/569) والطبراني وغيرهما عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الذين يلقون في الصف الأول فلا يلتفتون وجوههم حتى يقتلوا أولئك يتلبطون في الغرف العلى من الجنة ويضحك إليهم ربك إن ربك إذا ضحك إلى قوم فلا حساب عليهم قال المنذري رجاله ثقات .
قلت... وليس في هذا الحديث لو صح وجه دلالة صحيحة على ما ذهب إليه العودة من تجويز العمليات الانتحارية فهو أضعف مما سبقه من الدلالات حيث أن ليس فيه أن هذا الذي يلقى في الصف دون التفات منزوع السلاح أو أنه منفرد يتيقن قتل نفسه أو أنه بلا جيش وراءه يقي المسلمين شر الملحمة والقتال بل كل ما فيه الترغيب في البقاء والثبات في الصف الأول والقتال دون الفر والتولي يوم الزحف وذلك عندما يكون هناك صفان صف من المسلمين وصف من الكفار وكلاهما في حرب وملحمة لا أن يكون جيش كافر ضد مسلمون عزل عن السلاح فيكونوا ضد كفار مشركون كاليهود لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة ما أن يقتل منهم عشرة أو ثلاثون في عملية انتحارية ولا يرون أن جيشاً وراءه إلا سحقوا المسلمين بالدبابات والطائرات والاعتقالات وأذاقوهم أشد العذاب ولذلك جنب النبي أصحابه الجهاد وقت الضعف ولم يقل لهم بدل صلح الحديبية أضربوهم بما عندكم من قوة ترهبونهم بها بل صبر وانتظر هو وأصحابه حتى قوى على قتالهم وكان آخر ذلك فتح مكة فقال صلى الله عليه وسلم لهم وقت الضعف في مكة عندما قال له خباب بن الأرت ألا تدعوا لنا ألا تستنصر لنا قال: (إنه كان يؤتى بالرجل فيمن كان قبلكم فيحفر له حفرة فيوضع فيها ويؤتى بالمنشار فيوضع على مفرق رأسه فيشق نصفين ...إلى أن قال لا يرجعه ذلك عن دينه لكنكم قوم تستعجلون) وقد قال في حديث( العجلة من الشيطان)
ثامناً.... ثم أحتج بما رواه ابن أبي شيبة عن مدرك بن عوف الأحمسي قال كنت عند عمر رضي الله عنه فقال قلت: إن لي جاراً رمى بنفسه في الحرب فقتل فقال ناس ألقى بيده إلى التهلكة فقال عمر كذبوا لكنه اشترى الآخرة بالدنيا )
قلت... قال ابن حجر رواه بن جرير وابن المنذر بإسناد صحيح عن مدرك بن عوف ( الفتح)
قلت... وهذا الأثر كذلك ليس فيه حجة للعودة بالقول بجواز العمليات الاغتيالية فليس فيه أن الذي رمى بنفسه في الحرب أنه كان أعزلاً عن السلاح يتيقن القتل بل لفظه عكس ذلك فقال رمى بنفسه في الحرب فظاهره كما قال شيخ الإسلام في مثل هذه النصوص أنطلق من عسكر مسلمين قلت وكانوا في حرب وراءه جيش مسلم والنجاة عنده محتملة وإن كانت ضعيفة والذي يفجر نفسه قد يتيقن الهلاك ولا ينطلق من جيش والمفسدة يولدها على من وراءه من المدنيين العزل عن السلاح بانتقام اليهود أكثر بكثير من مصلحة قتل اثنين أو ثلاثة أو إدخال الرهبة الجزئية في صفوف اليهود والتي لا تقارن بليالي الرهبة من شن هجوم شامل بالطائرات والمتفجرات بعد مثل هذه العمليات الانتحارية والقتل الذي يجري بالعشرات والمئات على الأطفال والنساء والشيوخ والشباب العزل فإنه يفرح والله بقتل يهودي أشد الفرح ولكن الحزن بظلمة انتقام اليهود وقتل المئات تطغى على هذا الفرح الذي يقضي على كل وبيص أمل في إقامة دولة إسلامية سيما وأصحاب هذه العمليات لم يصرحوا بالجهاد في سبيل الله ولا يستنون فيها بسنة رسول الله وأصحابه في الجهاد وطرقه وترك منهياته أو إعمال شروطه .
تاسعاً... ثم أحتج بما رواه محمد بن الحسن الشيباني في السير (1/163) أما من حمل على العدو فهو يسعى في إعزاز الدين ويتعرض للشهادة التي يستفيد بها الحياة الأبدية فكيف يكون ملقياً نفسه إلى التهلكة .
ثم قال: لا بأس بأن يحمل الرجل وحده وإن ظن أنه ثقيل إذا كان يرى أنه يصنع شيئاً فيقتل أو يجرح أو يهزم فقد فعل ذلك جماعة من الصحابة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ومدحهم على ذلك وقيل لأبي هريرة ألم ترى أن سعداً بن هشام لما التقى الصفان حمل فقاتل حتى قتل وألقى بيده إلى التهلكة فقال كلا ولكنه تأول آية في كتاب الله: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ )(البقرة: من الآية207) فأما إن كان يعلم أنه لا ينكي فيهم فإنه لا يحمل له أن يحمل عليهم لأنه لا يحصل بحملته شئ مما يرجع إلى إعزاز الدين ولكنه يقتل فقط وقد قال تعالى: (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ)(النساء: من الآية29) الخ ما قال .
قلت ... ولا حجة فيما ذكره من وجوه سنسردها سرداً فأقول وبالله التوفيق: أن ذلك محمول على أن ينطلق صوب العدو من عسكر مسلم يكون في حرب مع الكفار كما سلف لأنه قال كما في أُحد ثم لا حجة في أثر أبي هريرة لأن السائل قال لما التقى الصفان وفي فلسطين ليس هناك صفان بل صف واحد من اليهود المدججين بالسلاح من الطائرات وعسكر فكان هدي النبي كما قال شيخ الإسلام بن تيمية مع الكفار وقت الضعف المسالمة ( قلت حتى يتقوى ) لا المواجهة قلت لأنه يترتب مفسدة أكبر فأطلق القول بن تيمية في ترك المواجهة وقت الضعف ثم اشترط في آخر الكلام الذي نقله العودة عن محمد بن الحسن حصول النكاية فهل في كلامه رحمه الله ما إذا كانت النكاية بالعدو تؤدي إلى النكاية بالمسلمين أضعاف مضاعفة لا تعد ولا تحصى كما يحصل من العمليات الانتحارية فماذا سيكون جوابه فكلامه رحمه الله غير وارد في مثل هذه العمليات التي فارقت كل حجة ساقها في فتواه فكل الصور في رجل مسلم يحمل على العدو ويكون وراءه جيش ولا يتيقن الهلاك ويكون قصده أن تكون كلمة الله هي العليا ويحدث نكاية بالعدو تكون سبيلاً للنصر عليهم فيقتله العدو لا يقتل نفسه بنفسه .
وفي هذه العمليات لا نسمع أنهم أعلنوا الجهاد وليس وراء المفجر نفسه جيش فانطلق كما قال بن تيمية من عسكر المسلمين إلى المشركين والنكاية التي يحدثها مقابله بأضعافها على المسلمين فيزداد ضعف المسلمين يوماً بعد يوم بمثل هذه العمليات حتى نخشى عليهم الفتنة في الدين حيث قد يقول قائلهم ما بالنا نقول لا إله إلا الله ولا ننتصر والجواب أنهم لم يتابعوا رسول الله وأصحابه في ضوابط الجهاد وقت الضعف فقد قال شيخ الإسلام: ( وكان هديه صلى الله عليه وسلم وقت الضعف المسالمة مع أعداءه وهؤلاء جرهم الحماس لترك سؤال أهل العلم المعروفين بالتحقيق العلمي كالشيخ عبدالعزيز وبن عثيمين في طريقة الجهاد والذين لهم فتاوى تخالف فتاوى العودة هدانا الله وإياه للصواب قال تعالى: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (آل عمران:165)
عاشراً .... ثم ذكر قول الحافظ بن حجر في مسألة حمل الواحد على العدو الكثير من العدو أن الجمهور رجحوا بأنه إذا كان لغرض شجاعته وظنه أنه يرهب العدو بذلك أو يجرئ المسلمين عليهم أو نحو ذلك من المقاصد الصحيحة فهو حسن ومتى كان مجرد تهور ممنوع .
قلت.... وهذا كسابقه محمول على ما إذا كان معه جيش وراءه وانطلق صوب العدو من عسكره أما منفرداً هكذا فلا أعلم أن المسألة بهذه الصورة وقعت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فإن واقع هذه العمليات الاعتقالية أنها جرئت اليهود على المسلمين وحركت غضبهم الذي نفذوه برميهم بالقنابل وهدم منازلهم فصارت النكاية والرهبة بالمسلمين أكثر منها من العدو ولم نسمع أن أصحاب هذه العمليات أعلنوا الجهاد ولو أعلنوه لما كان على طريقة رسول الله وأصحابه من المسالمة مع العدو وقت الضعف كما أفتى بذلك شيخ الإسلام بن تيمية .
الحادية عشر ..... ثم ذكر عن حاشية الدسوقي أن يكون قصده إعلاء كلمة الله .
قلت .... فهل أعلن أصحاب هذه العمليات الجهاد لإعلاء كلمة الله أم غضباً على الأرض والوطن ثم لو قيل قد صرح بعضهم بالجهاد قلنا له وهل هذه الطريقة في الجهاد هي التي ربى عليها رسول الله أصحابه وقت الضعف فلا بد مع النية من المتابعة لأن الجهاد عبادة وترك المتابعة فيه للرسول وأصحابه طريق للهزيمة بلا شك .
ثم ذكر عن الدسوقي: أن يظن تأثيره فيهم .
قلت... فهذه العبارة لم تحرر من قبل ناقلها فتنزل واقع هذه العمليات عليها لو كانت حجة وهي أن التأثير بعد إتمام هذه العمليات عكسي حيث يقتل أضعاف أضعاف العدد الذي قتل من اليهود في تلك العمليات إنتقاماً فذلك يكون من أعظم أسباب الضعف في المسلمين وترى القتل عليهم وهم عزل بالمئات ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح فلا يكون طريقاً للم الشتات والتنظيم الجهادي والانتصار أبداً .
الثانية عشر .... ثم ذكر عن ابن العربي أن الصحيح جواز إقدام الرجل الواحد على الجمع الكثير من الكفار لأن فيه أربعة وجوه :
الأول: طلب الشهادة
قلت... فهل هؤلاء طلبوا الشهادة وأعلنوا إرادة أن تكون كلمة الله هي العليا لقوله صلى الله عليه وسلم: ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ) أم فعلت هذه العمليات حميَّة للأرض والوطن فإذا كان طلب الشهادة عبادة فلا بد مع الإخلاص المتابعة للنبي كما تقدم بدراسة سيرته مع أعداءه وقت الضعف والقوة ثم نتأسى به لقوله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ)(الأحزاب: من الآية21) .
الثاني: وجود النكاية .
قلت..... فأي النكايتين أعظم بعد إتمام هذه العمليات النكاية بالمسلمين العزل عن السلاح بانتقام اليهود المدججين بالسلاح أم قتل أربعة أو عشرون أو ثلاثون من اليهود فيظن العالم أنهم في حرب متكافئة .
الثالث: تجرئة المسلمين عليهم .
قلت ... إن جرءة اليهود على المسلمين تزيد بالقتل والتعذيب والتدمير للمخيمات انتقاماً لأنفسهم والنبي صلى الله عليه وسلم أعلم بمثل هذه التجرئة فهل كان يجرئهم وقت الضعف أم يأمرهم بالصبر فكان النصر مع الصبر حتى فتحت مكة وأعطى الكفار الجزية عن يد وهم صاغرون .
الرابع: ضعف نفوس الكفار ليروا أن هذا صنع واحد فيهم فما ظنك بالجميع .
قلت ... فأي النفوس أضعف بعد العملية نفوس المسلمين عندما يرون كثرة القتل فيهم أم اليهود عندما يكون القتل فيهم حافز على قتل المئات من الفلسطينيين فإنهم يزدادون بهذه العملية وطئة على المسلمين بالقنابل والرشاشات وسحقاً لهذا الشعب الأعزل بعمل مثل هذه العمليات ولاحظ أن هذه العمليات خلال تلك المدة الطويلة لم يتقدم الأمر بها إلى الفتح بل إلى أسواء ثم أسواء كما أقر بذلك لي بعض وجهاء الفلسطينيين وهو أدرى بواقعهم من أخواننا لأنها لم تكن على متابعة لهدي النبي في الجهاد وقت الضعف .
ثم إن العودة ختم كلامه بالرد على مثل تلك الاستشهادات من الأدلة التي ساقها بنقله لتحرير شيخ الإسلام بن تيمية لمثل هذه الأدلة التي ساقها :
فقال: وقال ابن تيمية كما في الإنصاف (4/116) ليس الإنغماس في العدو لمصلحة المسلمين وإلا نهي عنه وهو من التهلكة .
قلت .... فهذا الإنغماس في العدو لمصلحة الذي دعا إليه شيخ الإسلام بن تيمية لون والذي يدعو إليه العودة لون آخر والثاني من التهلكة حيث أن العملية الانتحارية تتولد منها مفسدة كبرى كما هو معلوم من ردة فعل اليهود وقتلهم لعشرات المئات من المسلمين تتلاشى معها مصلحة قتل ثلاثة أو عشرة منهم أو إحداث رعب جزئي لهم ويكون أضعافه على المسلمين بالقتل والاعتقال وغير ذلك من صنوف التعذيب.
ثم إن المنغمس في العدو تحتمل نجاته وإذا قتله أعداءه فهم القتلة أما هذا المنتحر إنما يقتل نفسه بنفسه لا بيد عدوه نسأل الله العافية فالقياس مع الفارق فإن المصلحة لو وجدت في مثل هذه العمليات تتلاشى مع المفسدة التي تجري على المسلمين العزل عن السلاح كما مضى أكثر من مرة .
ثم انفلق صبح الحق بهذه المقولة الآتية التي ساقها العودة عن شيخ الإسلام ليجتث بنيان كل الاستدلالات السالفة ببيان ضعفها وأن استعمالها إنما كان في غير محلها فقال رحمه الله ( بنقل العودة عنه ولا حول ولا قوة إلا بالله ): ويلحظ في غالب هذه النصوص والأخبار أنها في رجل أو رجال انطلقوا من جماعة المسلمين وعسكرهم صوب العدو قلت فكان كل الذي ساقه العودة من الاستدلالات بتلك الأدلة إنما هو خارج موضع النزاع فقد تعلمنا منه رحمه الله: أن كلام العلماء يحتج له ولا يحتج به فإن المتأمل في قصة أبو أيوب وغيرها يجد أن الواقع ما ذكره الشيخ رحمة الله تعالى عليه ولكنه استثنى رحمه الله فقال: ( ولكن في بعضها كما في قصة الغلام المؤمن ماليس كذلك )
قلت.... أما الغلام فقد تقدم الجواب عن ضعف وجه الاستدلال بقصته على العمليات الانتحارية وأما أدلة أخرى نزِّلت عند الشيخ على طريقة عمل الغلام فلم أرى نصاً صريح يدل على ذلك ببحث علمي والذي رأيته أنها محتملة لوجود جيش وانطلق منه أو أنطلق يستفز الكفار بالنكاية بهم ووراءه عزل والنص إذا أحتمل نظر إلى عمل السلف رحمهم الله ولم يكن من هديهم أصلاً الجهاد وقت الضعف وذهاب واحد فيهم ينطلق يحدث النكاية ووراءه عزل ثم إن كلامه رحمه الله مقيد بحصول المصلحة ولقد عرف من نظر ببصيرة وتجرد عن العاطفة والرأي والهوى أن الواقع يبين أن المصلحة بإرهاب العدو قليلة متلاشية بجانب القتل والتعذيب الذي يجري على إخواننا المسلمين هناك بما يملكه الأعداء من كثرة الأسلحة وغاية ما يقال أنها متساوية مع المفسدة والقاعدة أنها إذا تساوت المصالح والمفاسد فدرء المفاسد مقدم على جلب المصالح .
ولذلك ترك النبي صلى الله عليه وسلم الاغتيالات في مكة وقت الضعف وفترة في بداية قعوده في المدينة بعدما هاجر إليها حتى تقوى في المدينة ثم أغتال كعب بن الأشرف بحيث لو حصلت ردة فعل اليهود بالسلاح ضد المسلمين سيجدوا جيش منظم بقيادة رسول الله يرد عليهم تكون حرباً لا قتلاً بالمئات وتعذيباً بالعشرات والله تعالى يقول: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) (الأحزاب:21)
ثم ذكر شروطاً لو نزلت على واقع العمليات الانتحارية الفلسطينية لافترقت فقال في آخر تلك الاستدلالات وتكون تلك العمليات صحيحة بشروط :
1- أن تكون لإعلاء كلمة الله قلت (ولم يعلنوا فيما أعلم إلا شعارات الحمية على الأرض ونحو ذلك).
2- أن يغلب على الظن أو يجزم أن في ذلك نكاية بالعدو بقتل أو جرح أو هزيمة أو تجرئ للمسلمين عليهم وإضعاف نفوسهم .
قلت .... والنكاية بالمسلمين العزل بأيدي عدوهم بعد إجراء العمليات أعظم والمصلحة في إرهابهم مرجوحة بما تقدم .
ثم قال: وهذا التقدير لا يمكن أن يوكل لآحاد الناس وأفرادهم خصوصاً في مثل أحوال الناس اليوم بل لا بد أن يكون صادراً عن أهل الخبرة والدراية والمعرفة بالأحوال العسكرية والسياسية من أهل الإسلام وحماته وأولياءه .
قلت.... وهل هذا واقع الآن في مثل هذه العمليات إننا نرى القتلى الفلسطينيين يزيدون يوماً بعد يوم وفي كل عملية انتحارية يذهب من جراء انتقام اليهود العشرات أو المئات حتى هدم ثلثي مخيم وربما يذهب الآلاف في الأيام القادمة إن لم يكن قد ذهب .
ثم قال: أن يكون هذا ضد كفار أعلنوا الحرب على المسلمين .
قلت.... ولو أعلن الكفار الحرب ضد المسلمين وكان المسلمون ضعفاء عزل هل الحكمة أن يهاجروا أو يصالحوا مؤقتاً كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم أم يتصدوا وهم ضعفاء فتذهب أرواحهم وهم عزل عن السلاح بالآلاف وهل هذا الكلام إلا مخالف لمنهج الأنبياء عليهم السلام حيث أن فرعون لما أعلن الحرب على موسى ولحقه هو وجنده يريدون قتله هرب موسى عليه السلام بمن معه ولم يسلط الذين معه مع كونه على الحق وهو كليم الله وفرعون يدعي أنه إله فيقول لهم أحدثوا النكاية فيهم بما تقدروا عليهم فهم سيقتلوكم سيقتلوكم فموتوا محاربين خير لكم بل ضرب بعصاه وهرب من خلال البحر ثم أطبق البحر على فرعون ومن معه .وكذلك عيسى مع حوارييه وأنصاره لم يقاوم بالحجارة من أرادوا قتله بل رفعه الله إليه، وكذلك آخرهم محمد عليه الصلاة والسلام خرج من مكة هارباً مع أبي بكر وأمر أصحابه بالهجرة وقد أعلنوا الحرب عليهم ولم ينزل فرض الجهاد لأن المفسدة المترتبة من المقاومة أعظم من مصلحة قتل عشرة أو مئة في المقاومة وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالهجرة ولذلك يقول شيخ الإسلام بن تيمية وكان هدي النبي مع أعداءه وقت الضعف المسالمة قلت حتى في الحديبية ومع كون معه جيش ولكن القوة غير متكافئة صالحهم النبي مع كون العزة لله ولرسوله ولم يقل أعلنوا الحرب أقاتلهم وأترك مصالحتهم فإن دين الله ياأخواني لا يعرف بالتجربة والعقل والعاطفة وإنما يعلم بالدليل من الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة ولنا عبرة في عمر بن الخطاب لما لم يرضى الصلح ماذا كان فقد رجع عن قوله لما علم أنه وحي وهؤلاء يقدمون الرأي على الوحي الآمر بالتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في وقت الضعف بترك القتال ولا يرجعون إلى هديه إلا أن يشاء الله ثم إن مثل هذه العمليات تجري على المدنيين من اليهود لا العسكريين المقاتلين. وقد تبينت العلة من عدم جواز قتل النساء فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ما كان لهذه أن تقاتل) فدل أن من لم يكن له مشاركة في القتال لا يجوز أن يغتال.
ثم ذكر الشرط الرابع: أن يكون في بلادهم أو في بلاد دخلوها وتملكوها وحكموها وأراد المسلمون مقاومتهم وطردهم منها ثم ضرب مثلاً بفلسطين والشيشان
قلت... فهل كان هناك حق لإقامة الكفار في مكة التي هي أحب البقاع إلى الله أم يستحقون الطرد منها ومن الأرض جميعاً فما دليل هذا الشرط فإن أي شرط كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس في كتاب الله فهو باطل، فهل أمروا بالجهاد وهم ضعفاء عزل بدعوى أنها مكة أرض لا حق لهم فيها وهم كفار أم كان من الحكمة ترك فرض الجهاد حتى يتقووا ووصف الأرض أهي لهم أو للكفار ملغي لا يعول عليه في الحكم ما دامت الثمره سحق المسلمين وموت الدولة الإسلامية الوليدة وتفادي حصول مفسدة أرجح من مصلحة قتل العشرة منهم ونحو ذلك بمثل هذه العمليات الاغتيالية وقت النبي الصحابة الاغتيالات مكة وقت الضعف
ثم ذكر شرطاً خامساً: استئذان الوالدين .
قلت..... وهذا في الجهاد المعروف لا في عملية انتحارية يكون من جرائها العقوق للوالدين حيث أن هذا الشخص المفجر نفسه سيغيظ الكفار من اليهود ثم يطوقوا ربما قرية والديه العزل ويرموهم بالقنابل انتقاماً فلا تكون الضحية والديه بل قبيلته كلها فيكون كأنه سبباً في قطع رحمه بموتهم بسبب ردة فعل من لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة .
وختاماً أقول: لا تظن أيها الأخ المسلم أن نقول أن الجهاد منسوخ والعياذ بالله بل بابه مفتوح إلى يوم القيامة ولكن هناك فرق بين القول بتنظيم الجهاد على وفق طريقة رسول الله وأصحابه ومنع الجهاد وقد قال رسول الله في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن عمر مرفوعاً: ( إياكم والظن فإن أكذب الحديث ) فإذا عقلت ما مضى زال عنك الإشكال والعجب لماذا يقول هؤلاء لا إله إلا الله ويصلون ويصومون ويحاربون اليهود ولا ينصرهم الله بل في كل يوم يقتلون بالعشرات وربما في بعضها بالآلاف بأيدي عدوهم مع قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7) .
قلت ... ذلكم لأنهم لم ينصروا الله بما بعثه حث عليه رسول الله باقتفاء هديه في جهاده وقت الضعف وغير ذلك ولم يرتضوه منهجاً في الجهاد بالصبر على الأعداء ولو طالت المدة بل رجعوا في ذلك إلى العواطف والرأي وضعف الاستدلال لمثل تلك العمليات التي حصل منها ما حصل من زيادة في هزيمة المسلمين لتركهم هديه صلى الله عليه وسلم مع أعداءه وقت الضعف فقال شيخ الإسلام بن تيمية وكان هديه صلى الله عليه وسلم وقت الضعف مع أعداءه المسالمة لا المواجهة أي لا بعمليات إنتحارية ولا أغتيالات ولا غير ذلك فلما رجعوا إلى رأيهم وكلوا إلى قوتهم فلم ولن ينتصروا حتى يحكموا شرع الله وطريقة رسوله في جهادهم ولذلك قد جاء في سنن أبو داود (3462) (دار الفكر) حدثنا سليمان بن داود المهري أخبرنا بن وهب أخبرني حيوة بن شريح ح وثنا جعفر بن مسافر التنيسي ثنا عبدالله بن يحيى البرلسي ثنا حيوة بن شريح عن إسحاق أبي عبدالرحمن قال: سليمان عن أبي عبدالرحمن الخرساني أن عطاء الخرساني حدثه أن نافعاً حدثه عن بن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم ) .
قلت... قال إلى دينكم إلى دين محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه بأن يتدينوا على طريقه في الجهاد وغيره لا على الإحداث في الدين بالرأي والعاطفة فلما تركوا نصرة الله بأعمال السنة في الجهاد وغير ذلك من مجالات الحياة لا زالت تلك الهزائم تتوالى عليهم فإذا عرف السبب بطل العجب.
[يتبع]


عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الأربعاء مارس 27, 2024 2:58 pm عدل 1 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الأربعاء مارس 27, 2024 5:29 am


الرد على سليمان العلوان
الرد على سليمان العلوان في تجويز العمليات الاغتيالية في فلسطين .أكتب عنه في زاوية فتاوى الجهاد الفلسطيني ( الإنترنت ) قد صدر كلامه بقوله ففرض على أهل القدرة من المسلمين قتال اليهود .
قلت....وهذا حق فهل الفلسطينيون أهل قدرة حتى يكون الجهاد والعمليات الاغتيالية فرض عليهم وقد قال تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ )(الأنفال: من الآية60) فلا رباط خيل عندهم أي ليس عندهم التجهيزات العسكرية اللازمة للقتل ولا الرمي الذي عند اليهود من الطائرات والدبابات ونحو ذلك مع قوله تعالى (ترهبون) بل إن الرهبة في قلوب الفلسطينيين بعد إحداث عملية إغتيالية تفجيرية أعظم لأن ردة فعل اليهود بعد مثل هذه العمليات مفسدتها على المسلمين العزل عن السلاح أعظم فقتل جماعات جماعات منهم أعظم من مصلحة ضرب أربعة أو عشرة بالحجارة أو تفجير خمسة منهم أو ثلاثين ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح إذا تساوت المصالح والمفاسد فكيف والمفاسد بقتل المئات كردة فعل أعظم وأعظم من مصلحة إرهاب وقل القليل منهم إغتيالاً بالتفجيرات المفاجئة التي في سحق هذا الشعب الأعزل عن السلاح .
ثم قال: لا يجوز الصلح مع اليهود .
قلت......هذا قول مبني على غير علم فكيف يقال ذلك وقد جاء في صحيح البخاري قال حدثنا مسدد حدثنا بشر حدثنا يحيى عن بشير بن يسار عن سهل بن أبي حثمة قال: انطلق عبدالله بن سهل ومحيصة وقد وضعه البخاري تحت باب الصلح مع المشركين ثم علق الحديث فقال :قال عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم (ثم تكون هدنة بينكم وبين بني الأصفر) وقد صالح النبي من هو أشد من أهل الكتاب من لا تجوز مناكحتهم ولا طعامهم وهم كفار قريش فاليهود من باب أولى للمصلحة فقد روى البخاري في صحيحة تحت نفس الباب الذي مضى منه عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: صالح النبي صلى الله عليه وسلم المشركين يوم الحديبية على ثلاثة أشياء على أن من أتاه من المشركين رده إليهم ومن أتاهم من المسلمين لم يردوه وعلى أن يدخلها من قابل ويقيم بها ثلاثة أيام ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح السيف والقوى ونحوه .... الحديث فهل يملك الأخ سليمان العلوان نسخ شئ من الشريعة برأيه وعاطفته فإذا كان ليس ذلك له وهو يكفر الحاكم إذا حكم بغير ما أنزل الله مطلقاً ويأتي برأي محدث في فهم كلام ابن عباس لم يفهمه تلامذته كمجاهد وطاووس وسعيد وغيرهم قائلاً كفر دون كفر أي كلاهما كفر أكبر وكفرهم بالحكم بغير ما أنزل الله الأكبر أقل من كفرهم الأكبر بإدعائهم أن عزير ابن الله مع أنه لا قائل بهذا من المتقدمين إلا الخوارج فهم الذين يكفرون بالمعصية لله ...ولي مناظرة معه ( أي العلوان) في هذه المسألة سأنشرها عما قريب إن شاء الله تعالى فهل نسخ صلح خيبر أم صلح الحديبية أم ذكر النبي أن هدنتنا مع بني الأصفر محرمة ومن سلف العلوان في نسخ جواز مصالحة اليهود فلو كانت محرمة لحذرنا النبي صلى الله عليه وسلم ولقال قولاً يدل على ذلك كما قال في الجبل الذي هو من ذهب والذي سيظهر فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لاتقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون ويقول كل رجل منهم لعلي أكون أنا الذي أنجو. وفي رواية من طريق عقبة بن خالد السكولي عن عبيد الله عن خبيب بن عبدالرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئاً قلت فهلا قال فمن حضر الهدنة مع بني الأصفر فلا يصالح تحذير للأمة وهو أمين من في السماء ثم أن النبي كان يعلم أن اليهود أهل مكر وخديعة ونقض للعهود فكيف كانت خيبر يومئذ صلح وهل نسخ جواز الصلح معهم بدليل صريح فأين هو وقد قال تعالى: (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)(لأنفال:61) وقد نقل بن حجر في الفتح (6/276) عن الشافعي أنه قال: إذا ضعف المسلمون عن قتال المشركين جازت لهم مهادنتهم على غير شئ يعطونهم لأن القتل للمسلمين شهادة وأن الإسلام أعز من أن يعطى المشركون على أن يكفوا عنهم إلا في حالة مخافة اصطلام المسلمين لكثرة العدو لأن ذلك من معاني الضرورات قلت وهل توجد ضرورة تدعوا للمصالحة أعظم مما يعيشه إخواننا الفلسطينيين من قتل وتعذيب من قبل اليهود. فهل فهم الشافعي والسلف أهدى سبيلاً أم فهم العلوان هدانا الله وإياكم للتحاكم للسنة لا للرأي والاسترسال في ذكر الأحاديث والآيات بلا بحث محقق يحتكم فيه إلى السلف الصالح أقول قد قال الإمام أحمد إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام فمن أمام العلوان في نسخ جواز الصلح مع المشركين عموماً سواءً كانوا وثنيين أو أهل كتاب ولله در شعبة عندما كان يقول متواضعاً للحق إذا أتاكم الحديث فخذوه وإذا أتاكم رأيي فبولوا عليه .
فهل الواجب العمل بهذه الرخصة عند الضرورة لحقن الدماء أو الهجرة إن استطاعوا أم عمل مثل هذه العمليات الفدائية الاغتيالية التفجيرية والضرب بالحجارة فيستفزون اليهود ضددهم فيقتلونهم بالطائرات والدبابات والقناصات حتى آخر رجل منهم ربما فلا تقام دولة إسلامية مع ترك متابعة رسول الله في هديه مع أعداءه وقت الضعف. قال شيخ الإسلام بن تيمية: ( وكان هديه مع أعداءه وقت الضعف المسالمة وترك المواجهة )
قلت.... فالإتباع للكتاب والسنة لون وما يدعون إليه سلمان العودة والعلوان والقرضاوي لون آخر من نصر مثل هذه العمليات التي تتسبب في قتل الآف المسلمين ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وقد ذهب من المعاصرين لجواز الصلح مع اليهود سماحة العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز فأقام سفهاء الأحلام عليه الدنيا وما أقعدوها وقد قال الله تعالى فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون .
ثم أخذ يستدل لجواز تلك العمليات الاغتيالية التفجيرية وقد ذكر أن الأدلة كثيرة فقلت سبحان الله هل بلغت من الكثرة بحيث أنها خفيت على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أنهم لم يثبت عن واحد منهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أنهم أحدثوا النكاية بالعدو بما يشبه هذه العمليات بإحداث الاغتيالات في مكة أو عند قدومه إلى المدينة وهم ضعفاء إلا لما حصلت لهم قوة اغتال النبي كعب بن الأشرف فكان يوجد معه صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار ما يقدر معه على جهاد المنافقين إذا صار لهم ردة فعل لا أن ينطلق رجل مسلم من قوم عزل عن السلاح فيفجر نفسه مع كفار مدججين بالسلاح فيتسبب في ردة فعل على إخوانه من قتل بالمئات بل ربما بالآلاف دون هوادة مع قول الله تعالى: (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ )(الأنعام: من الآية10 فلا أعلم أن واحد من الصحابة انطلق إلى الكفار وحده يحدث النكاية فيهم وليس وراءه جيش ينطلق منهم فهذه صورة محدثة لا دليل عليها تشبه محدثة التبليغ في كونهم يخرجون بالعشرات يدعون إلى الله في الأرض وما فيهم عالم فلم توجد هذه الصورة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بل كان يرسل العلماء كأبي موسى الأشعري ومعاذ بن جبل ونحوهم فصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي رواه أحمد عنه في مسنده من حديث العرباض بن سارية وإنه من يعش منكم فسيرى إختلافاً كثيراً. قلت صدق إختلاف في طريقة العبادة كالجهاد والدعوة إلى الله وغير ذلك.
ثم استدل بقوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ) (البقرة:207) على جواز العمليات الاغتيالية التفجيرية فقلت قال بن القيم رحمه الله تعالى في حاشية سنن أبي داوود ومن عادة القصار في العلم الاستدلال بالجمل من الآيات والأحاديث وترك النظر في تفصيل عمل السلف الصالح ... انتهى بالمعنى فهذه الآيات مجملة في طريقة اشتراء النفس وخير من فهم الإجمال الذي فيها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهل فهموا أن اشتراء النفس أن ينطلق رجل منهم في وقت الضعف وليس معه جيش فيحدث اغتيالاً للمشركين بالسيف أو بما يستطيع فكيف يكون العمل فالإجمال في الآية لمثل تفسير العلوان به ملغي لأن فهمه لها كانت صورته ملغاة بينهم رضي الله عنهم لأنهم خير القرون بل كان الواحد إذا اشترى نفسه بالقتل كان في جيش والواقع الآن يبرهن أن الفلسطينيين ليسوا في تقدم فتنبه بل إن صح التعبير ( مكانك راوح) بل ( مكانك راجع).
ووجه الدلالة عند العلوان في هذه الآية والله أعلم أن الذي يقتل نفسه بتفجيرها بجانب أربعة أو خمسة من اليهود أنه مشتري نفسه وغفل عن آخر الآية أن يتأمله وهو قوله تعالى: ( والله رؤوف بالعباد ) حيث لم يكلفهم ما لا يطيقوا فمن ذلك أنه لم يفرض عليهم فرضاً أن يتيقنوا قتل انفسهم إذا قتل معهم أربعة أو خمسة من المحاربين الكفار فإذا قيل بل فرض قلت سمي لي حديث أو رواية يستدل بها صريحاً على ذلك الأمر ولك عشر سنوات فأكثر إن أردت وإنما تفهم هذه الآية وغيرها من الآيات المجملة على تفصيل فهم وعمل السلف الصالح رضوان الله عليهم فإن قيل قصة أبي أيوب في القسطنطينية وقصة البراء وحمله على الترس وقوله في أن من حمل نفسه على أنه ليس من التهلكة وغيرها ... وغيرها كثير قلت كل ذلك صورته أن يقتل المسلم بيد أعداءه لا يقتل نفسه ومعه أعداءه بنفسه فإن عمومات الأحاديث الناهية عن قتل النفس تشمل ذلك الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه (1297) من طريق أبي قلابة عن ثابت الضحاك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال  (من حلف بملة غير الإسلام كاذباً متعمداً فهو كما قال ومن قتل نفسه بحديدة عذب بها في نار جهنم. وكالحديث الذي أخرجه من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن إبي هريرة رضي الله عنه قال: ( الذي يخنق نفسه يخنها في النار والذي يطعنها يطعنها في النار وغيرها وهنة الأحاديث عامة لا يجوز إخراج صورة تستثنى بلا دليل فلم يفرق النبي صلى الله عليه وسلم إلا من ألقى بنفسه من سطح بيت على أحد الكفار فيموت هو وإياه فإخراج هذه الصورة تحتاج إلى دليل واضح مبين لا أن يكون الرجل في استنباط الحكم ذهنه فارغ من عمل السلف ثم أن في تلك الصور فيها أنها في مجاهد لا يتيقن الهلاك فإن نجاته محتملة ولو قليلة الإحتمال فافترقا ثم أن الأمر فيها كما ذكر شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله صورته في تلك الأحاديث كحادثة أبي أيوب في القسطنطينية وما يشبهها محمول على أن رجل مسلم ينطلق من عسكره من جيش مسلم صوب العدو حتى إذا كانت ردة فعل من العدو وجدوا من يقاومهم لا أن ينطلق رجل من شعب أعزل عن السلاح فينتقم اليهود منهم بفتح النيران على آحادهم وعشراتهم ومئاتهم من كل مكان بالطائرات والدبابات والقناصات ثم الاعتقالات والتعذيب فافترقت الصورتين فافهم ولا تعجل فإن (العجلة من الشيطان) فتكون المفسدة بقتل النفس وردة فعل اليهود على المسلمين بعد العملية أرجح من قتل عشرة منهم وإدخال بعض الرعب على أفرادهم والله المستعان.ثم احتج بقصة الغلام وقد تقدم الرد على وجه الدلالة في ردي على سلمان العودة في رسالتي النذارة فليرجع إليه.
ثم احتج بما رواه مسلم في صحيحه (1915) من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: ( من قتل في سبيل الله فهو شهيد ومن مات في سبيل الله فهو شهيد ).
فقلت... الشهادة عبادة كما لا يخفى ذلك على الأخ العلوان وكل عبادة لا دليل عليها فهي ضلالة فما هو الدليل على إخراج مثل هذه العمليات كما تقدم من أدلة تحريم مباشرة قتل النفس فإن الغلام قتل بيد أعداءه لا بيد نفسه فالقياس مع الفارق فافهم ولا تعجل والمصلحة المترتبة عن تسبب الغلام بقتل نفسه من دخول الناس في دين الله أفواجاً أرجح من مفسدة موته وقتل الرجل نفسه من هؤلاء أصحاب العمليات بالمتفجرات بجانب اليهود مفسدتها أرجح من مصلحة قتل هؤلاء النفر منهم والنكاية بالعدو لا تشرع إلا إذا كانت المصلحة أرجح من المفسدة وهنا على العكس فلا يكذب ذلك إلا مغالط لا يعلم الواقع الحقيقي الذي حدثني به بعض وجهاء فلسطين مما يوافق ما ذكرت للقراء.
ثم قال وقد أثبتت هذه العمليات فوائدها وآتت ثمارها وعمت مصلحتها وأصبحت ويلاً وثبوراً على اليهود والنصارى المفسدين وهي أكثر نكاية بالكفار من البنادق والرشاشات وقد زرعت الرعب في قلوب اليهود وقد ذكرت بعض الدراسات أن هذه العمليات سبباً في رحيل بعض اليهود من أراضي المسلمين .
فقلت... بالله عليك ياأخ سليمان هل هذا واقع أن هذه العمليات عمت مصلحتها وآتت ثمارها وأنت تسمع ما تولده مثل تلك العمليات من ردة فعل عنيفة من طائرات ودبابات وقناصات وبواخر حربية على الشعب العزل فتقتل منهم العشرات والمئات فأيهما تقدم دفع المفسدة أو جلب المصلحة إذا تساويا فكيف والمفسدة أرجح من تلك المصلحة الوهمية التي يكذبها الواقع الذي أخبرني به بعض وجهاء فلسطين .ثم إن هجرة المليون المدنين ماذا وراءه والعسكريين المنتقمين من هذه العمليات مقيمين يذبحون فيهم صباحاً مساءً فإذا سميت هجرة هؤلاء وإدخال الرعب فيهم وقتل عشرون أو ثلاثون مصلحة فهل تقدم هذه المصلحة على استمرار قتل المئات من هذا الشعب الأعزل بالدبابات والطائرات ردة لفعل مثل تلك العمليات فاتق الله ولا تزد في فتن أخوانك وإهلاكهم بمثل هذه الفتاوى المستعجلة .ثم قال إن تلك العمليات من أساليب النكاية بالعدو فقلت بالله عليك ياأخ سليمان أي النكايتين أعظم فأجبني فإن الله سميع يسمع ويعلم كل ما تقول أي النكايتين أعظم بعد إحداث مثل هذه العمليات النكاية بقتل أربعة جند وجرح عشرة أو نحو ذلك أم النكاية بالمسلمين بعد هذه العمليات من قتل العشرات والمئات واعتقال الرجال وربما النساء حتى ربما لن يبقى أحد يجاهد أو يبني دولة مسلمة ونحن كل يوم نسمع القتل فيهم ثم ياأخ سليمان ألم تسمع لقول الله تعالى :( وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ ) (الأنعام: من الآية10 ألا يفرح بسب الأصنام وهم سبب خلود ابن آدم في النار ولكن لما كانت المفسدة الناتجة عن سبهم أمام المشركين أعظم من مصلحة سبهم لتنفير بعض الناس عنهم ألم يمنع ربنا سبهم وكذلك قتل عشرة أو ثلاثون يهودي يُفرح به ولا شك ولكن لما يكون ذلك مؤدي إلى قتل المئات من العزل من المؤمنين ألا يمنع ذلك أليس الباب هو الباب فاعتبروا ياأولي الأبصار.

أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــpdfــــــــــــــــــــــــــــــــا
كتاب
مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية -
رسائل علمية في فقه الجهاد والعمليات الانتحارية
https://ia601808.us.archive.org/9/items/Maher_201306/maher.pdf
كتاب
مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية -1-2048
الرد على مجيزي العمليات الإنتحارية
أضغط هنــــــــــــــــــــــــأ







عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في السبت أبريل 06, 2024 3:22 pm عدل 3 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الأربعاء مارس 27, 2024 8:00 am


العمليات الانتحارية جائزة !
أبو الفضل محمد بن عمر
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــا


أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الأربعاء مارس 27, 2024 2:38 pm


الدلائل الجلية في تحريم العمليات الانتحارية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين،
أما بعد:
فإن حفظ الأنفس وحمايتها ضرورة دينية، ومصلحة شرعية، وفطرة سوية، وطبيعة بشرية، وغريزة إنسانية. ومن المتقرر عند جميع أهل الأديان أن من أعظم الجرائم التي ارتكبت على وجه البسيطة: جريمة القتل ، سواء: قتل العبد لنفسه أو لغيره؛ وها نحن في زمنٍ كثر فيه الهرج وقتل النفوس المعصومة بغير حق، وهذا مصداق قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، ليأتين على الناس زمان لا يدري القاتل في أي شيء قَتل، ولا يدري المقتول على أي شيء قُتِل»([1]).
وقد تبنى هذا المسلك الوخيم، ونسبوه للإسلام كذباً وزوراً الروافض والخوارج، ولك أن تسأل التاريخ عما جنته هاتان الفرقتان من ويلات، وما ارتكبته من مجازر بسبب ما يسمى: الثورات، ولك أنت تسأل: كم نزفت بسببهم من دماء، وقطعت من أشلاء، وهكذا استمر بسببهم البلاء، إلى وقتنا الحاضر (كلما ظهر منهم قرن قطع) فلا دنيا ملكوا، ولا ديناً أبقوا.
ولا حاجة لشرح ويلاتهم وجرائمهم التي ارتكبوها في حق الإسلام والمسلمين، فيكفي أنهم اجتمعوا في الفساد، وإن تنوعت بهم طرق الوصول إليه؛ ويكفي اللبيب الوقوف مع أول نكبة حصلت في تاريخ المسلمين: وهي مقتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، فمن كان ورائها؟ ومن أجج نيرانها؟؟
لاشك أن لمؤسسي هاتين الفرقتين النصيب الأوفر من إشعال الفتنة، وتفريق كلمة المسلمين، وارتكاب الجرائم والويلات، كل ذلك بشعارات براقة، وعبارات مزخرفة، ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبله العذاب ([2]).
.فيا شديد الطول والإنعام   ***  إليك نشكو محنة الإسلام
والمتأمل في تاريخ الروافض والخوارج يجد أن هاتين الفرقتين أكثر الفرق غلواً في التكفير، وأشنعهم دموية في الثأر، وأكثرهم همجية في الانتقام، وقد كشفت الأيام القريبة اللثام لكثير من العوام حقيقة ذلك، وإن كان هذا الأمر معلوما لكل مطلع على تاريخهم.
والذي أوقع هذه الفرق في هذا الانحراف الخطير، والمزلق الكبير، أمور أهمها:
   ترك المحكم واتباع المتشابه من النصوص الشرعية وأقوال العلماء، قال الله سبحانه: ((فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه)).
   تكفير المخالفين لهم.
   الإعراض عن توجيهات العلماء الراسخين.
   والاستقلالية في الفهم، والجرأة في الحكم.
وغير ذلك من الأمور التي خلفت ركاماً من المخالفات الشرعية، والفتاوى الشاذة المخالفة للنصوص الشرعية، والعقول السليمة والفطر المستقيمة، ومن آخر تلك الدعوات المضللة: الدعوة إلى ما يسمى بــ(العمليات الاستشهادية)، والتي هي في حقيقتها تحريض وتهييج للشباب على قتل أنفسهم بغير حق، حتى تطورت هذه الجريمة وبدت عند بعض الفرق الضالة من أعظم القربات، بل من أعظم أنواع الجهاد في سبيل الله.  
وقد عرض علي أحد الفضلاء مذكرة موسومة بـــ(الأقوال المهدية إلى العمليات الاستشهادية)، وطلب مني بيان ما فيها من تلبيس وتدليس، وتضليل وتهويل، فاعتذرت بكثرة الشواغل، ولكثرة فتاوى أئمة الدين من العلماء الراسخين في هذا العصر على بيان تحريمها، وتوضيح مفاسدها وضررها، ولخلو كتابة أصحاب الشطط الفكري، والجانح للحركات التكفيرية من الجديد في الاستدلال؛ فإن معظم من كتب في هذه المسألة متشابهون فيما يذكرونه من حجج؛ وإنما يكمن الفرق بينهم في طريقة العرض, وترتيب الأدلة, والإكثار أو الإقلال من الشواهد والتلبيس والتدليس لكل منها.
       ولما كثر الإلحاح استعنت بالله تعالى على تقريب فتاوى أئمة هذا العصر وبياناتهم المحرمة للعمليات الانتحارية والمسماة (الاستشهادية)، واختصار كلام بعض المشايخ المؤلفين في هذا الباب، وكشف شبهات المجوزين لتلك العمليات؛ لكونها في الحقيقة أشبه ما يكون بشبهات يحسبها الظمآن ماءً، حتى إذا انقشعت عنها ظلمات الجهل، لم يجدها شيئاً، وظهر أمر الله وهم كارهون.
وقد تأملت في هذه المذكرة فوجدتها اشتملت على ما يلي:
1- الاعتماد الكلي على الكتابات المجوزة لعمليات الانتحار والمسماة (الاستشهادية)، ويبدو أن الكاتب اعتمد على كتابين:  
   الدلائل الجلية على مشروعية العمليات الاستشهادية. لأحمد عبد الكريم نجيب.
   الفتاوى الندية في العمليات الاستشهادية. لحمود بن عقلا الشعيبي.
2- ذكر جملة من النصوص والنقولات التي لا علاقة لها بالمقصود من الدراسة؛ وهذا يؤكد جهل الكاتب وتقليده لما سبقه من الكتابات دون تحقيق، وكذلك عدم تحرير موطن النزاع في المسألة، والجهل بمناط الحكم فيها.  
3- أن جميع استدلالاتهم التي يعتمدون عليها لا تستقيم إلا إذا أرجعوها إلى بعض الأصول والقواعد الشرعية, كالقول باعتبار النية في تغير الأحكام الشرعية, والقياس, ومراعاة المصالح والمفاسد، ونحو ذلك. وكل ذلك بعد لـــَيِّ أعناق النصوص، وبعد تحريف تلك الأصول والقواعد عن مدلولاتها الصحيحة.
4- دغدغة المشاعر وحشد العبارات الحماسية والأساليب العاطفية, كالتباكي على الإسلام, وبيان ضرورة الانتقام، ونحو ذلك مما لا مجال له في الحجج العلمية المبنية على الأدلة الشرعية.
5- الإعراض عن فتاوى الأئمة والعلماء الراسخين([3])، بل والجرأة في الغمز واللمز بهم، والتكثر بفتاوى المفتونين، أو تتبع ما تشابه من كلام بعض العلماء وتحميله ما لا يحتمل؛ ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويل الفتوى وفق ما يهوون.
6- بتر نصوص الأئمة والعلماء، والتحكم فيها، والاكتفاء بما قد يشعر موافقتهم في المسألة؛ وهذا كثير([4]).
ونقضاً لما اشتملت عليه هذه المذكرة من تضليل، وكشفاً لما احتوته من مناقضة لصراط سواء السبيل، وتوضيحاً لما تضافرت به النصوص الشرعية من الكتاب والسنة، وما تواتر من نقل إجماع الأمة، وما دلت عليه مقاصد الشريعة، من تحريم قتل الإنسان نفسه، اجتهدت في هذه الكتابة؛ على توضيح هذه المسألة بأوجز عبارة، وأقصر إشارة، ونقض استدلال أهل الأهواء، دون خلل وإطالة، كما توخيت التفصيل في نقض كل شبهة على حدة؛ لكون ذلك مبسوطاً في كتب مطبوعة ومتداولة.  
        فجاء هذا البحث المتواضع على هذا النحو المبين لأنواع الأدلة الدالة على تحريم تلك الفعلة الشنيعة، سردتها مفصلة على النحو التالي:
   النوع الأول: الأدلة الدالة على تحريم قتل النفس إلاّ بالحق.
   النوع الثاني: الأدلّة التي تُحرِّم قتْل النفس المؤمنة -والمسلم الذي يقتل نفسه يَصْدق عليه أنه قتل نفساً مؤمنة-.
   النوع الثالث: الأدلة الصريحة على تحريم قتْل الإنسان نفسه وأن ذلك من كبائر الذنوب.
   النوع الرابع: دلالة الإجماع على تحريم مباشرة قتل الإنسان نفسه.
   النوع الخامس: دلالة قواعد الشريعة على تحريم قتل النفس البشرية.
أسأل الله أن أكون قد وفقت في بيان المقصود، والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
للشيخ د. صلاح الخلاقي
للتحميل
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا


____________________________________________
([1]) رواه مسلم (4/ 2231) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
([2]) انظر: مقال بعنوان: (الروافض والخوارج وجهان لعملة الاضطراب والفساد).
([3]) وصدق العلامة شيخنا العباد حين قال: "إعراض الشباب المفتونين عن الرجوع إلى العلماء مكيدة شيطانية" انظر: بذل النصح والتذكير ص 20.
([4]) انظر: بتر الكاتب لكلام شيخ الإسلام، وفضيلة العلامة ابن عثيمين، والمحدث الألباني: الأقوال المهدية  ص 8، وص 17.






عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في السبت أبريل 20, 2024 9:08 pm عدل 2 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الأربعاء مارس 27, 2024 10:16 pm

الشيخ حمد العثمان حفظه الله
حكم العمليات الانتحارية



أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الأربعاء مارس 27, 2024 10:21 pm


الكوز الإخواني الإرهابي عبدالحي يوسف يفتي بجواز العمليات الانتحارية
️الشيخ مزمل فقيري حفظه الله



أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الأربعاء مارس 27, 2024 10:30 pm

الشيخ سعد ابو عزيز

العمليات الإنتحاريه وتناقض القرضاوي مع نفسه



أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الأربعاء مارس 27, 2024 10:43 pm

فضيلة الشيخ عادل الشوربجى
التأصيل العلمى عن حرمة العمليات الانتحارية




أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في العمليات الإنتحارية

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل السبت أبريل 20, 2024 10:09 pm


فتاوى الكبار في حكم العمليات الانتحارية




أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى