شبكة سبيل المؤمنين العلمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الشواهد العقلية على وجود الله

اذهب الى الأسفل

الشواهد العقلية على وجود الله Empty الشواهد العقلية على وجود الله

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الأحد مارس 31, 2024 4:49 pm


[الشواهد العقلية على وجود الله]
الشواهد العقلية على وجود الله:
إن هناك قواعد وحقائق مقررة اتفق عليها جميع العقلاء من بني آدم وهذه القواعد هي:
١ - بطلان الرجحان بدون مرجح.
٢ - بطلان التسلسل.
٣ - بطلان الدور.
٤ - قانون العلية.

وهذه القواعد تقيم الأدلة العقلية المباشرة لوجود الله تعالى.
[أولا بطلان الرجحان بدون مرجح]
أولًا: بطلان الرجحان بدون مرجح: إن هذا الكون الموجود لا يخلو من أحد احتمالات ثلاثة:
١ -. أن يكون واجب الوجود.
٢ -. أن يكون ممتنع الوجود.
٣ -. أن يكون ممكن {جائز} الوجود.
أما الاحتمال الأول: فباطل لأنه يترتب عليه امتناع انعدام الكون، وذلك محال عقلًا: فإننا نرى أعيان المخلوقات تموت وتحيا، وتوجد وتنعدم فلا مانع عقلًا من انعدام الكون.
أما الاحتمال الثاني: فباطل أيضا لأن الكون موجود حقيقة فلو كان ممتنع الوجود لما أمكن وجوده.
إذًا لم يبق إلا الاحتمال الثالث: وهو أنه ممكن الوجود، أي أنه جائز فيه أن يوجد أو لا يوجد على حد سواء، ولكن الكون موجود فعلًا فإذا لا بد من وجود مرجح خارجي لأحد الأمرين المستويين: الوجود والعدم.
فإن قال قائل: إن الكون هو الذي أوجد نفسه. قلنا: هذا يستلزم الترجيح بدون مرجح لأنه لو أوجد نفسه لكان واجب الوجود ولكننا اتفقنا علي أنه ممكن الوجود فلزم أن يكون قد أوجدته قوة أخرى خارجة عنه ومباينة له في ذاته وصفاته.
فإن قال القائل: يمكن أن تكون قوة أخرى سوى الله تعالى هي التي أوجدته قلنا: سترى بطلان هذا الفرض في الأدلة التالية:
[ثانيا بطلان التسلسل]
ثانيًا: بطلان التسلسل: إن احتمال أن تكون قوة أخرى سوى الله تعالى قد أوجدت هذا الكون باطل لأنه يؤدي إلى التسلسل وهو أن تطرد الاحتمالات بصورة مستمرة دون أن يصل العقل إلى شيء يستقر عليه في حكمه.
فلو قال القائل: إن الكون يحتمل أن يوجده سوى الله تعالى.
قلنا له: وهذا الموجد المفترض، من الذي أوجده؟
فإن قال: أوجده موجد غيره. قلنا: إن هذا سيؤدي إلى أن يكون كل واحد في السلسلة علة لوجود غيره إلى ما لا نهاية، وهذا باطل.
فإذًا هذه السلسلة لا بد أن تنتهي إلى ذات موجودة واجبة الوجود أوجدت نفسها، حتى ينتهي التسلسل وهذه هي الذات الإلهية.
[ثالثا بطلان الدور]
ثالثًا: بطلان الدور: والدور هو توقف وجود أمر على أمر آخر، إلا أن هذا الأخير متوقف في وجوده على وجود الأول وهذا باطل غير مستقيم عقلًا. مثاله: لو قلنا: إن وجود البيضة متوقف علي وجود الدجاجة، إلا أن الدجاجة متوقفة على وجود البيضة لما وجد كلاهما لاستحالة ذلك.
وهذا هو الدور, فلو قال القائل: إن الكون حادث وله علة إلا أن هذه العلة المؤثرة في وجوده عبارة عن التفاعلات الذاتية لذراته الأولى والتي استمرت لملايين السنين حتى انتهت إلى هذا الكون أي أن الطبيعة هي التي أوجدته. فنقول له: ما هي العلة الأولى في إيجاد الذرات الأولى المتفاعلة؟ وما علة التفاعل الذاتي؟
فإن قال: العلة في تلك الذرات ذاتها أي أنها أوجدت نفسها ثم تفاعلت لتوجد الكون.
قلنا له: إن هذا هو الدور الممنوع ذاته لأنك جعلت الشيء علة لوجود غيره وهذا الغير علة لوجوده هو في ذاته حيث إنه لما كان في العدم المطلق كان وجوده متوقفًا على أن يخرج من العدم فإذا خرج أصبح علة لإيجاد نفسه.
ثم نقول له: إنك قلت إن الكون محدث غير أزلي فكيف يكون المحدث علة لنفسه وهو لم يكن موجودًا من قبل والعدم المحض لا يوجد شيئًا فإن الشيء يمتنع أن يكون خالقًا ومخلوقًا في الوقت نفسه.
[رابعا قانون العلية]
رابعًا: قانون العلية: إن التخصيص والنظام يدلان على العلة والحكمة من وراء ذلك التخصيص والنظام.
ولا يعقل أن توجد علة أو حكمة بدون مؤثر مدبر لها فلو قلنا: إن هذه الشمس إنما وجدت اتفاقًا وليس من وراء وجودها حكمة وكل ما تقوم به من وظائف حياتية في الكون إنما جاءت بطريق الاتفاق ومحض الصدفة لو قلنا ذلك لما شك أحد - في عصرنا الحاضر - في جنون القائلين به.
كما أننا لو قلنا لعالم في وظائف الأعضاء: إن الأجهزة العضوية في الإنسان مثل المخ والكبد والبنكرياس وغير ذلك إنما جاءت اتفاقًا وتهيأت لوظائفها صدفة لما شك ذلك العالم لحظة في جنوننا.
فإذا كنا نستنكر أن تكون هذه الجزئيات قد وجدت اتفاقًا فكيف نصدق من يقول: إن الكون بكل موجوداته قد وجد اتفاقًا؟وأن النظام الذي فيه ليس له مدبر عاقل من ورائه، وأن الأحداث المعللة والحكم النافذة في أجزائه قد جاءت اتفاقًا بدون قصد لغايتها؟
هل يعقل أن يكون مثل هذا الكون المعجز في نظامه وترتيبه وضبط مقاديره قد وجد عبثًا وأن كل تلك الدقة قد جاءت اتفاقًا، إن المصدق لهذا يكون كالمصدق لمن يقول له: إننا لو أتينا بستة من القرود وأجلسناها إلى ست آلات طابعة لملايين السنين فإنه لا يستبعد أن يخرج لنا أحدها بقصيدة رائعة من روائع شكسبير.
هل تصدق هذا القائل؟ إنه بلا شك أعقل من القرود الستة ولكن للأسف ليس حظ القرود في إخراج قصيدة شكسبير بأوفر من حظه هو في أن يكون مثل شكسبير. أليس كذلك؟
[من كتاب "العقيدة" والكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية ]

أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى