التحذير من العقاد أستاذ سيد قطب الردود عليه
صفحة 1 من اصل 1
التحذير من العقاد أستاذ سيد قطب الردود عليه
التحذير من العقاد أستاذ سيد قطب
ولد عباس العقاد( 1889م ـ 1964م ) في إحدى القرى بأقصى جنوب مصر ( مدينة أسوان ) حيث كان يعمل أبوه[1] ، ورحل العقَّاد إلى القاهرة وعددٍ من مدنِ شمالِ مصر طلباً للرزق، وضاقت به أسبابَ الرزقِ مراراً ، واضطرته أحياناً لبيع كتبه ، أو العودةِ لأهله في أقصى الصعيد .
كان عباس العقَّاد صاحب إمكانات شخصية كثيرة ، يبرز منها حدِّةُ الطبع ، ومضاءُ العزيمة . كان معتزاً بنفسه ، يعلم منها القدرة على ما لا يستطيعه كثيرٌ من أقرانه ، وكان لا يطيق أن يقفَ أحد على رأسه ، أو أن ينتقص أحد من قدره ، توَّاقاً للريادة ، ولذا كثرت خصوماته ، ومشاكساته للرواد في عصره . فصار مضطرباً قلقاً ، مرةً ذات اليمين ومرةً ذات الشمال .. مرةً مع هؤلاء ومرة مع أعدائهم !!، والثابت عنده ـ كما يبدو لي بوضوح ـ أنْ يبقى منفرداً في رأيه ، أو أن يبقى وحيداً مرتفعاً في مكانه ، رائداً لإخوانه ، هذا هو مفتاح شخصيته الذي يفسر لنا أعماله ومواقفه !
التقى أميرَ الشعراءِ أحمد شوقي وهو صبي صغير بالكاد تجاوز العشرين من عمره ، فنشب الخلاف بينهما على صورةٍ معلقةٍ بالجدار ، ومِن يومها راح يطاولُ ويناطحُ أميرَ الشعراء أحمد شوقي !! ، فجمَّع حوله فتيان صغيران .. عبد الرحمن شكري ( 1886م ـ 1958م) وإبراهيم المازني ( 1890م ـ 1957م) وحملوا بضاعة الغرب في النقد ( الرومانسية الثائرة على الكلاسيكية ) وجلسوا بها في طريق أحمد شوقي ومَن على دربه ، يقولون مدرسة جديدة في النقد (2)
وأجمع العارفون بالشعر على إمارة أحمد شوقي واجتمعوا حوله وتوجوه بالإمارة على الشعراء ، إلا العقّاد ، خالف إجماعهم ـ وهو بعد شابٌ صغيرٌ ـ ووقف قريباً من جمعهم يرمي صغيرهم وكبيرهم .
وحضر مصطفى صادق الرافعي وهو يتكلم عن الإعجاز البياني للقرآن الكريم ، فتطاول عليه حتى استعداه ، ولكن الرافعي عدا على العقاد فتركه ( مُسفَّداً )(3)
ولم يسلم منه زكي مبارك ، ولا مصطفى فهمي ، ولا طه حسين . ولا ذي شأنٍ برز بجواره وهو حي . ولذات السبب طالت صحبته بالمازني ، وأثنى عليه مراراً ، ذلك أن المازني كان يسارع إلى انتقاص نفسه قبل أن ينتقصه الآخرون ، ولم يكن يطاول العقَّاد ولا يطاعنه بقلمه ، بل كان يسير بجواره كالصفر كما يقول هو (4)
وأنكرت الأمةُ كلُّها ما كتبه طه حسين في كتابه ( في الشعر الجاهلي )حين صدر عام 1928م ، ووقف العقَّاد بجوار طه حسين ينصره ويؤيده !! . يقول حرٌّ وحرية .. يكتب ما يشاء .!!
ـ ويعلم العقَّاد أننا ننكر على المنجمين إدعائهم علم الغيب ، ولا نسمع لهم ، ومع ذلك يستحضر قولهم شاهداً على تحديد العام الذي ولد فيه المسيح ـ عليه السلام ـ ، علماً بأنه يعترف بأن هذه العلامات المزعومة لم تسجل إلا بعد رفع المسيح ـ عليه السلام ـ بجيلين في أقرب تقدير ، وأن هذه العلامات ظهر معها بالفعل ( مسيح كذاب آمن به الرباني عقيبة ... وسماه ابن الكوكب )(5)
وفي ذات الوقت ينكر ما نقله أهل السير من شواهد كونية على ميلاد خير البشرية محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ويقول : ( قد ولد مع النبي صلى الله عليه وسلم كثيرون ، فلو جاز للمحب أن ينسبها للرسول صلى الله عليه وسلم جاز للمكابر أن ينسب تلك العلامات لغيره )
وهذا عوج في التفكير ـ وهو عند العقاد في كل ما قدمه من أفكار ـ وضرب من ضروب ( الفزلكة )(6) في الحديث ، تجعل كل منصفٍ يقول أن العقَّاد مائل كل الميل ، لا يبغي غير المخالفة ، ولا يمتلك غير البيان يحسب أنه يكفي لتقبيح الحسن وتحسين القبيح ، أما نزاهة البحث ، وأما التحليل العلمي المنطقي فبعيد منه كل البعد .
كان العقَّاد مضطرباً كثير التنقل بين التوجهات الفكرية والسياسية ، ففي البداية كان ينكر الإعجاز البياني للقرآن الكريم !!، وهذا هو السبب الرئيسي الذي بسببه نشب الخلاف بينه وبين الرافعي ـ رحمه الله ـ ، ثم بعد ذلك انتقل ( للدفاع ) عن الإسلام ـ زعموا ـ .!
لا أجد مثالاً للعقَّاد في التاريخ إلا أبا الطيب المتنبي ، ثائرٌ يريد المجد سريعاً ، وكذا عباس العقَّاد كان ثائراً متمرداً مضطرباً قلقاً لا يكاد يثبت على حال ، دافع عن الفردية وتبنى ( العبقرية ) ، وهاجم ( الجماعية) الإسلامية ـ في ( العبقريات ) ـ وهاجم الجماعية المعاصرة له .. الفاشية في ( هتلر في الميزان ) .. والشيوعية في كتابه ( الشيوعية والإنسانية ) و ( أفيون الشعوب ) . لأنه كان يظن في نفسه تلك العبقرية ، وفي ثنايا الكلام وهو يصف العباقرة يشير بأوصاف يعلمه الجميع فيه .
كثرت خصوماته حتى توفى ـ غفر الله لنا وله ـ وليس حوله أحد ولا في جيبه ما يكفي لشراء علاجه ، لوا أن من الله عليه ببعض المحسنين .
ولم يكن العقاد يحترم خصومه فقد كان يسمع منه في حقهم بعض الأوصاف الرديئة مثل ( حمار ) ( قرد ) ( عبيط ) وما هو أشد من ذلك على رواية تلميذه أنيس منصور في كتابه ( في صالون العقَّاد ) .
وكان صالون العقاد الأدبي يعقد صباح الجمعة وينتهي بعد الصلاة بساعة .. أي في الثانية ظهراً(7) !!
ولم يكن الصالون يناقش قضايا مهمة أو محددة وإنما ( كلام من وحي الساعة .. والأحداث .. أو تساؤلات الزوار ) . كان مجلساً للغيبة والنميمة[8] ، يحضره اليهود والنصارى والملحدون والبهائيون ، وكانت النساء يجلسن بجوار العقَّاد وربما يداعبنه ويلمسن يديه أو يمسكن بمنكبيه ، أو يغزلن بأيديهن ويهدينه ما يغزلنه ، وقد تجلس إحداهن بجوار سريرة عارية الذراعين ببنطال ( محزق ) كأن ثوبها بشرة أخرى على بشرتها وتدخن السجائر ، ويدقق النظر في يديها وخصرها، وتقول ويسمع لقولها [9]، هذا بخلاف ما كان بينه وبين مي زيادة ( ماري إلياس زيادة )[10] من رسائل ، نشر أنيس منصور بعضها وأحجم عن البعض الآخر لما فيه من ( أمور شخصية جداً )[11] .
وكان العقاد يتعالى على المرأة ويحتقرها ، وكانت له واحدة منهن ، أنجب منها طفلة ( دُرِّية ) ظهرت هي وطفلتها يوم وفاته[12] ، ويبدوا من الوصف أنها كانت سيدة من عامة الناس ربما لا تقرأ ولا تكتب ، وتفسيري أن العقاد كمفكر اتخذ موقفاً من المرأة وعاند واستكبر ولم يتراجع عن موقفه كما هي عادته ، وكواحد من بني آدام كانت نفسه تختانه .. تهوي به إلى جسدِ أنثى يسكن إليه ، فعمد إلى إمرأة لا تعرف شيئاً عن الأدب والفكر ولا يعرفها أهل الأدب والفكر كان يسكن إليها بجسده ، يقضي منها حاجته ، ومعروف أن الرجلَ خاض عددا من قصص الحب أشهرها قصة مَي زيادة ، وتلك التي كتب عنها رواية ( سارة ) أو كالتي كانت ترسل له ( البجامات ) يرتديها قبل أن يختلي بها ساعات طوال كما يذكر أنيس منصور . !!
ومَردُّ كِبر العقاد وغيره في حِسِّ كثير من الناس إلى غياب الميزان الشرعي الصحيح عند كثيرٍ من أبناء الأمة ، وقد بدأ هذا الأمر يتراجع ولله الحمد .فالذين يتحدثون عن العقاد لا يحسِّنُون ولا يقبحون بميزان الشرع ، وإنما بشيءٍ آخر ،
فترى كثيراً ممن يتكلم لا يعبأ بالرجل وهو لا يصلي ،
ولا يعبأ به وهو في الأحزاب السياسية التي تقوم على مبادئ كفرية ،
ولا يعبأ بالرجل وهو يتناول سيرة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ والصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ بغير ما هي عليه ..
يقدم قراءة أخرى للسيرة النبوية ،
ولا يعبأ بالرجل وهو ينكر الوحي النازل من السماء على أنبياء الله ،
ولا يعبأ بالرجل وهو يعظم المنحرفين من أبناء الأمة من أمثال الحلاج وبن عربي ويرى أنهم عباقرة في الإيمان !! .
و تأثر العقاد بالفكر الغربي أمر لا ينكره محبوه ، بل يفاخرون بتأثره بالمذهب العقلاني للمدارس الإنجليزية ، ولا ينفك الحديث عن أن مدرسة الديوان فكرة مستوردة ، وأيضاً ليست بجديدة فقد سبق إليها خليل مطران ، وتبعها قوم لا يخفون محبتهم للغرب حتى أنهم اختاروا لأنفسهم اسم أحد آلهة اليونان ( أبوللو) .!!
منقول بتصريف
______________________
(1) العقاد لقب لمن يعملون بالحرير ، وربما كانت مهنة في أجداده .
(2) عرفت هذه المدرسة باسم ( مدرسة الديوان ) وسميت بذلك نسبة للكتاب الذي ألفه العقَّاد والمازني يشرحا فيها أهداف هذه المدرسة وأُسسها واسم الكتاب ( الديوان في النقد ) ، وهي نقل عن الغرب ، تحديداً الإنجليز ، تحديداً هازلت ، وأصحابها وأنصارها إلى اليوم لا ينكرون هذا الأمر بل يفاخرون به .!!
(3) كتب الرافعي في الرد على العقاد كتاب ( على السَّفُّود ) ، والسَّفُّود هو سيخ الحديد تُشوى عليه اللحوم في المطاعم ، ومُسَّفَّد تعني شُوي على ( السيخ ) ، هكذا قال الرافعي في بداية كتابه ( على السَّفود ) وقد روى طابع الكتاب ، وكاتبه قصة الخلاف بين العقَّاد والرافعي كما أشرتُ إليها . وأحسب أن الرافعي انتصب للعقاد يرد عليه غضبة لله حين تطاول العقَّاد على كتاب الله ، وليس لأمر شخصي .
(4) كان إبراهيم المازني (1890م ـ 1947م ) قصير القامة جداً بعكس العقَّاد ، وكان يصف نفسه حين يسير مع العقاد بالرقم ( 10 ) ، أعرج ، صاحب نكته ، يعيش في المقابر فقيراً معدماً ، متشائماً يائساً ، لا يخلو من ( غزوة نسائية ) ، ولا يذكر بفضيلة أخلاقية ، صحب العقاد في أول حياته وأسس الديوان سوياً بصحبة إبراهيم شكري . وعلى صفحات الشبكة العنكبوتية تسجيل صوتي للعقاد يثني فيه على المازني .
(5) موسوعة عباس العقاد الإسلامية ج1 / 623 ، 624 .ط . دار الكتب لبنان .
(6) )كالسفسطة أو هي .
(7)في صالون العقاد ص 9 ، 31 ، 301 ط . دار الشروق .
(8)ذكر أنيس منصور تطاول العقاد على قرنائه بأسلوب ساخر في ص 31 وما بعدها .وفي 520 وما بعدها ، وتناثر مثل هذا كثير وهو مشهور معروف عنه .
(9)ذكر ذلك وغيره أنيس منصور في ( في صالون العقاد ) في ص 9 ، وما بعدها .، وص 287 .
(10)ماري إلياس زيادة ( 1886 ـ 1941م ) ، نصرانية من الناصرة بفلسطين هاجرت للبنان ثم مصر ، درست في مدارس الراهبات في لبنان وأتقنت عدداً من اللغات كان آخرها العربية ، واشتغلت في صحيفة ( المحروسة ) التي أسسها أبوها بمصر ، وكان لها صالون ( اجتماع في بيتها ) كل يوم ثلاثاء يأوي إليه كل ( من هب ودب ) كما يصف أنيس منصور ، وكانت نصرانية متدينة تهتم بما عرف وقتها بقضايا المرأة وتحاول زحزحة العقاد عن موقفه من المرأة وعن تراجعه عن نصرة النسويين ، أحاط بها عدداً من مفكري مصر منهم العقاد ولطفي السيد وطه حسين ، وراودها بعضهم عن نفسها وبعضهم اكتفى بالتغزل فيها والكتابة إليها ، وكانت تقف قريباً من الجميع ، وكانت تحب خليل جبران وتراسله سراً ثم ماتت كمدا وحسرة بعد رحلة مع الجنون . احتلت مي زيادة مكانة بين الأدباء والشعراء ، وصارت حدثاً في التاريخ الفكري في مصر والشام مع أن كلهم على أنها لم تكن هذه الأديبة ، والسبب من وجهة نظري أنها وقعت بين ذئاب محرومة من الأنوثة ، فلم يكن العري قد انتشر يومها ، وأنها كانت لا تقطع أملَ مريدٍ في وصالها ، ونفسي لا تطاوعني في براءة هذه النصرانية ، ولا في أنها كانت تتصرف من نفسها ، وان وجدت وقتاً فتشتُ في حالها !!
(11)مقال أنيس منصور بالشرق الأوسط 19/12/2007
(12)جعل أنيس منصور في كتاب ( في صالون العقاد ) الفصل الخاص بوفاة العقاد تحت عنوان ( وماتت ابنةُ العقاد ) .
عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الخميس سبتمبر 12, 2024 9:26 pm عدل 1 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل- المشرف العام
- الدولة : مصر
المساهمات : 2369
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 48
رد: التحذير من العقاد أستاذ سيد قطب الردود عليه
تحقيق سن عائشة
مقال
لأحمد شمس الائمة ابو الاشبال محمد شاكر رحمه الله
عن كتاب لعباس محمود العقاد (الصديقة بنت الصديق)
نشر هذا المقال في مجلة المقتطف , عدد ربيع الثاني 1363هـ ابريل 1944م .
يقول صحاب كتاب " الصديقة بنت الصديق " :
" كانت روايات من اقوال الاقدمين تذكر ان النبي عليه السلام خطب السيدة عائشة وهي في السادسة وبنى بها وهي في التاسعة وكان هذا مجالا لأعداء الاسلام واعداء نبي الاسلام يبدؤون فيه ويعيدون ويجدون المستمعين المتشككين حتى بين المسلمين . فهنا مجال لاطالة الوقوف يعبره امثال هذا الناقد الحاقد مهرولين ويجهلون ما ورائه من الزور الأثيم والبهتان بن بنات الجزيرة العربية فأثبتناه على رغم الاقاويل والسنين " (الرسالة 551 في 29 يناير سنة 1944) وهذه الروايات التي تجهل ما وراءها " من الزور الأثيم والبهتان المبين "هي الروايات الصحيحة التي لا شك في صحة اسنادها والثقة برواتها عن سن عائشه حين زواج رسول الله بها وانه عقد عليها وسنها ست سنوات وبنى بهاوسنها تسع سنوات وهي الاحاديث التي رواها البخاري ومسلم ابو داود والنسائي وابن ماجه والدارمي واحمد بن حنبل وابن سعد , كلهم من حديث عائشة بالاسانيد الثابتة الصحاح , وبالالفاظ الواضحة التي لا تحتمل تأويل المتأولين ولا لعب العابثين والتي رواها ابن ماجه من حديث عبدالله بن مسعود وابن سعد من حديث ابي عبيدة بن عبدالله بن مسعود ومصعب ابن ابي هري وحبيب مولى عروة ابن الزبير كل هؤلاء الائمة الثقات الاثبات الذين يروون ويصدقون ما يروون هم عنده مثلنا " يجهلون ما وراءه من الزور الأثيم والبهتان المبين " ويدركه هو وحده بما اوتي من جرأة وتهجم وبما فقد من بحث وتحقيق فهو يثبت وينفي " على رغم الاقاويل والسنين " فهو يلعب بلاروايات
ويحرفها كيف شاء ثم يقول : " ولهذا نرجح انها كانت بين الثانية عشرةوالخامسة عشرة يوم زفت إليه " (كتاب الصديقة ص 65 ) ثم ينسى ما اجترحت يداه فيقول (ص78) :
" فعائشة البكر التي لم يتزوج النبي بكرا غيرها , قد مات عنها عليه السلام وهي دون العشرين"
"فهاهنا انفلات من ذلك الجزم " كما قال الدكتور بشر فارس في نقده (ص193)
وهو يبني تحقيقه هذا العجيب على مقدمات اخترع بعضها اختراعا وحرف بعضها تحريفا منكرا بالتحوير او التأويل .ثم ما باله يدع الروايات الصحيحة المتواترة ولا يستند الا الى الروايات الشاذة او المنكرة التي تخالف كل رواية صحيحة؟ امامه الروايات الصحيحة في كتاب ابن سعد وغيره عن الزهري وعن هشام ابن عروة وعن غيرهما ان رسول الله تزوج عائشة وهي بنت ست سنين وفي بعضها " سبع سنين " ودخل بها وهي بنت تسع سنين .
وليعلم الكاتب الجريء ايضا ان كل ما ينسب الى رسول الله صىلى الله عليه وسلم من (قول او فعل او تقرير ) هو عند المسلمين من الحديث وانه لا يجوز لأحد ان ينسب الى الرسول شيئا من هذا الا عن ثقة وثبت وباسناد صحيح على النحو الذي قام به ائمة الحديث ووضعوا له القواعد والقيود في فن واسع المدى لعله قد سمع به وانه لا يعذر احد ف التحديث عن رسول الله بغير ثبت لقوله عليه السلام :" من حدث عني بحديث يرى انه كذب فهو احد الكاذبين " وان العمد الى التحدث عنه بما ليس بصحيح من اعظم الآثام لقوله صلى الله عليه وسلم : " من كذب علي متعمدا ليتبوأ مقعده من النار " فليعد نظرا الى ما قدمت يداه في هذه المسألة بعينها يجد انه انكر الصحيح الثابت الذي لا خلاف فيه عند المحدثين وغيرهم.
وبعد : فما الذي دفع به الى هذه المضايق واورده هذه الموارد واقحمه ؟ يظن انه يسوغ عمله اذ يقول : " ذلك هو التقدير الراجح الذي ينفي ما تقوله المستشرقون على النبي بصدد زواج عائشة في سن الطفولة الباكرة " ويقول : " وانما عنانا ان نبطل قو القادحين في النبي انه عليه السلام بنى ببنت صغيرة لا تصلح للزواج وقد ابطلنا ذلك بالادلة التي لا نكررها هنا" هذا عذره الظاهر لنتا من كلامه وليس لنا ان نخوض فيما وراءه .
ولكن أهذا هكذا ؟ قال مستشرق او طعن مبشر او قدح ملحد فقال احدهم ما شاء من قدح في عمل بعينه افترى انت هذا العمل معيبا يجب التبرؤ منه ام تراه جائزا لا شيء فيه ولا غبار على من يعمله وان العائب انما ينظر اليه من
ناحية غير صحيحة وبعين مغرضة ليست بريئة افلا ترى انك اذا نفيت هذا العمل وانكرته فقد رأيته معيبا كما رأى العائب , وقادحا كما فعل القادح , فما حاجتك الى التستر وراءه وما يمنعك ان تصرح بأن هذا العمل غير جائز وانك
توافق في استنكاره من سبقك من المستشرقين ؟
هذا هو الطريق المنطقي للبحث العلمي العالم لا يدافع عن نظرية علمية ولا ينصرها الا اذا رآها رأيه والتزمها قوله . ثم ألم يكن الاجدر بالكاتب الجريء ان يصنع ما يصنع الرجال فيصرح بإنكار كل الاحاديث التي فيها سن عائشة وينقدها على طريقة المحدثين فيبين ضعف اسانيدها وبطلان روايتها ان استطاع فذلك خير له من تأويلها وتحريفها والتزيد فيها ثم مناقضته نفسه بالاحتجاج ببعض ألفاضها على اسلوب عائشة المرسل السهل الجزل الفصيح كمال
استدرك عليه الدكتور بشر في نقد كتابه . ( بتصرف واختصار لكي لا اطيل )
[من كتاب جمهرة مقالات العلامة الشيخ احمد محمد شاكر]
أبو عبد الله أحمد بن نبيل- المشرف العام
- الدولة : مصر
المساهمات : 2369
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 48
رد: التحذير من العقاد أستاذ سيد قطب الردود عليه
..............................
عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الخميس سبتمبر 12, 2024 9:41 pm عدل 1 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل- المشرف العام
- الدولة : مصر
المساهمات : 2369
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 48
رد: التحذير من العقاد أستاذ سيد قطب الردود عليه
......................
عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الخميس سبتمبر 12, 2024 9:40 pm عدل 1 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل- المشرف العام
- الدولة : مصر
المساهمات : 2369
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 48
رد: التحذير من العقاد أستاذ سيد قطب الردود عليه
تطاول عباس العقاد على
صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم
توطئة :
يَعرفُ الجميعُ عنِ الصحابةِ ـ رضوانُ اللهِ عليهم ـ أنهم مَنْ صحبوا خيرَ البريةِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وأنهم أفضلُ جيلٍ في حياةِ البشريةِ ،حيثما نظرت إليهم أعجبوك ؛ وعند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعندهم وقف التاريخُ ينسبُ إليه وإليهم الأحداث ، فكل ما جاء بعد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصحابته مرتبط به وبهم ـ صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم
هذا ما يعرفه الجميع عن صحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم أجمعين ـ . هذا رصيدهم عند عامةِ المسلمين .. التبجيل والتعظيم جملةً أو تفصيلاً .
والحقيقة أن أمر الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ أكبر وأخطر من هذا .!! فالصحابة رضوان الله عليهم ـ هم التطبيق العملي للدين الإسلامي ، والطعن فيهم طعن في الدين .فالمنافقون لا يطعنون في الدين ، وإنما في المتدينين ؛ والشريعةُ تَعُدُّ طعنهم في المتدينين طعناً في الدين . هذا صريح قول رب العالمين: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ }التوبة65 ، فهم استهزءوا بالقرَّاء قالوا : ( أرغبنا بطوناً وأجبننا عند اللقاء )([1]) ، فعدَّ الله السخرية من القراء ( المتدينين ) سخرية من الله ورسوله(([2]))، مع أنهم لم يعمدوا لسبِّ الدين ولا التطاول على الله ورسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ولم يكن قولهم جَد بل كان ( حديث الركب ) كما قالوا ، ولم يكذبهم الله في دعواهم بأنه حديث الركب ، بل لم يلتفت إليها ، وكأن السب إن حصل يعاقب عليه صاحبه أيَّا كان دافعه([3]).
والمقصود : أن السخرية من المتدينين أيَّا كان دافعها سخرية من الدين الطعن في الصحابة طعن في الدين . والطعنُ في الصحابة هو إحدى وسائل الطاعنين في الدين .
أو : لا يُطعن في الدين إلا بالطعن في المتدينين عموماً والصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ خصوصاً. فتسمع النسويين يتكلمون بأن بعض الصحابيات كن متبرجات يخرجن مع الرجال للجهاد !! ويخالطن الرجال تعلماً وتعليماً . !! ، يستدلون بهذا على ما تراه اليوم من حالهن وقد خرجن عاريات مائلات مميلات يبعثرن السيئات بين المؤمنين والمؤمنات .!!وكذبوا ، فقد كن ـ رضي الله عنهن ـ طاهرات عفيفات لا يخرجن من بيوتهن إلا استثناءً ، وإن خرجن فعلى الحال التي وصف الله ( يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ) (الأحزاب:59) ..لم يكن يرى منهن شيئاً .. سوادٌ يمشي
على الأرض .. زينتها لزوجها . وتبصر الداعين إلى تنحية الشريعة وقد أطالوا الكلام على يوم ( السقيفة ) ،
وحول اقتتال الصحابة ، يقولون : هذا حالنا إذا طبقنا الشريعة !! .وكأننا بالشريعة مقتتلون وبغير الشريعة آمنون مطمئنون ، والحال ينبئك بكذبهم فهاهي الديمقراطية التي يدعون إليها في اليابان ( هيروشيما ونكازاكي ) وأفريقيا والأفغان والعراق والصومال والشيشان ، ماذا جنينا منها غير القتل والتشريد والسجن والتعذيب ؟
ولَمْ يقتتل الصحابة على دنيا ولم يختلفوا ، وإن المنافقين لكاذبون .
والمقصود : كل الطاعنين في الدين تجدهم حول الصحابة الكرام يطعنون فيهم ،
والمقصود أن : الطاعنين في الصحابة رضوان الله عليهم ـ ومنهم عباس العقاد ـ طاعنون في الدين شاءوا أم أبوا.
تكفي هذه كمقدمة لتعاطي موقف عباس العقاد من الصحابة رضوان الله عليهم ، أو لرسم الإطار الصحيح لكتابات العقاد عن الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ
كأني بالقارئ الكريم يبادرني بأن عباس العقاد يعظم نفراً من صحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم أجمعين ـ ويخلع عليهم أرفع الألقاب عنده ، وهو لقب العبقري ، فكتب عن خالد بن الوليد ، وعمر وعلي ،وكتب عن أبي بكر ، وكتب عن عثمان وبنت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فاطمة الزهراء ـ رضي الله عنها وأبنائها الحسن والحسين ، وكتب عن بلال وعائشة أم المؤمنين وكتب عن آخرين من صحابة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، بشيء غير قليل من الاحترام والتقدير .
والحقيقة أن العقَّاد ما كتب عنهم كصحابةٍ للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو ما كتب عنهم كنموذج عملي لهذا الدين ، وهذا هو دافعنا لتعظيمهم وتوقيرهم ، فبصحبتهم للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونصرتهم للدين رفع الله ذكرهم في العالمين ، وإنما كتب العقاد يؤرخ للعظمة والعظماء ، كتب يسند فعالهم لغير الدين ، فهو لا يرى أثراً للعقيدة في حياتهم ، وقد قدمتُ شيئاً من هذا في مقالٍ سابق بعنوان ( عبقريات العقاد : ركوب للكذب واستخفاف بالعقول ) . والآن أزيد بعض الأشياء التي تكلم بها العقاد عن صحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .حتى لا يُقال أن عباس العقَّاد يعظم الصحابة رضوان الله عليهم ، وحتى لا يقال أن عباس العقاد يعظم نفراً من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم ـ كونهم أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم ـ وإنما عظمهم لما أظهره الله على أيديهم . بعض أوصاف الصحابة عند العقاد
قد يقع أحدهم في مصدرٍ فاسد فيخطئ مرةً على صحابي بعينه ، وهنا نصحح الخطأ ولا نقف طويلاً مع المخطئ ، ننصرف عنه بعد وعظه ونحن نردد : الكمال مفقود
.. كل يؤخذ منه ويرد عليه إلا المعصوم ـ صلى الله عليه وسلم ـ . وقد قرأت ما كتب العقاد عن صحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولم أجده من هؤلاء .
العقاد لا يوقر الصحابة ـ إلا نفراً قليلاً كما قدمت ويوقرهم من وجهة نظر خاصة بعيدة عن كونهم صحابة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وينظر إليهم نظرة في منتهى السوء ، وهذا سياق عام ، وليس نصاً أقتطعه من كتابٍ . وهاأنذا أعرض عليك ما تكلم به العقاد في صحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على هيئة نقطتين هي : .
أولا : لخْبَطَةٌ وقلة أدب
ثانياً : طُلَّاب دنيا!!
أولا : لخبطة وقلة أدب .
يرسم العقاد ـ بكلماته ـ إحدى المشاهد للصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ في هذا المشهد :
أم المؤمنين عائشة([5]) ـ رضي الله عنها ـ ترفع نعل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على عثمان ، والصحابة يتصايحون ويتقاذفون في المسجد([6]). !!
وأمُّ المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ بزعم العقَّاد تَذكر علياً ـ رضي الله عنه ـ بما لا يصح أن يذكر به متأففةً(([7])) .!!وكأن أم المؤمنين الطاهرة المطهرة حبيبة الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ بذيئة رديئة تتكلم بالوقح القبيح ، وكأن عليّاً ـ رضي الله عنه ـ به ما يتأفف منه ولو ادعاءً .!!
وأم المؤمنين وعائشة ـ رضي الله عنها ـ بزعم العقَّاد في حياة عثمان ضده تقف بطريقه وتنصر أعداءه ، وبعد وفاته تغير رأيها الأول بلا دليل تقدمه وتقف مع أنصاره ضد قتلته!!
وأم المؤمنين وعائشة ـ رضي الله عنها ـ بزعم العقَّاد تحرض الناس على عثمان ، وتريد البيعة لابن عم أبيها طلحة بن عبيد الله ، وتكره بيعة علي بن أبي طالب ، ثم هي تحرض الناس للثأر من دم عثمان([8]) .!!
كأنَّ أمنا ـ رضي الله عنها ـ خفيفة تتحرك كثيراً وسريعاً ، وكأنها بين الرجال في السياسة ، وما كان شيء من هذا ، كانت في بيتها ـ رضي الله عنها ـ كما أمر الله ، تصوم وتصلي وتعلم الناس ما يتلى في بيت النبي من آيات الله
والحكمة ( السنة ) كما أمرها الله([9]) {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً }الأحزاب34
ـ وعبد الله ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ يكذب على خالته أم المؤمنين عائشة كي يلقى علياً ويقاتله([10])
ـ وأبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ يسب المهاجرين لعبد الرحمن بن عوف ويتهمهم بأنهم أهل دنيا([11])!!
ـ وعلي ـ كرم الله وجهه ـ يقول للأشعث بن قيس بزعم العقاد : ( عليك لعنة الله ولعنة اللاعنين : حائك بن حائك ، منافق ابن كافر ) (([12])) .سبُّ لا تسمعه إلا في بعض مخافر الشرطة ، أو في شجار بين أراذل البغايا .!!
وعمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ عند العقّاد ( يحب الغناء جملةً ، ويطيل الإصغاء إليه ) ، وظل يسمع الغناء إلى مطلع الفجر ( ثم قال للقوم ، إيه ! قد طلع الفجر .. اذكروا الله )([13]) ، وجيء له برجل يغني في الحج فقال : ( دعوه فإن الغناء زاد الراكب)([14])!!( وكان يسمع الغناء ويغني في بعض الأحيان ، ولا ينهى عن غناء إلا أن تكون فيه غواية تثير الشهوات )([15]) .
وعمر الفاروق ـ رضي الله عنه ـ يخرج للحج ومعه من يحسن الغناء([16])هكذا يتكلم العقاد عن عمر بن الخطاب.!!
أنا لا أتكلم إلى من لا يعرف قدراً للصحابة ، ولكنني أتكلم لرفقاء الدرب ممن يوقرون الصحابة رضوان الله عليهم ويعرفون منزلتهم ، أقول لهم : هكذا يتكلم العقاد عن صحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ . ودعني أكمل حتى تعرف حال هذا الرديء مع صحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .ويذكر قصة عن ابن عباس وأبيه ـ رضي الله عنهما ـ بدون سند ولا مصدر ، فيها عثمان ـ رضي الله عنه ـ يروح ويجيء ، ويشكو من سوء خلق علي بن أبي طالب وأنه سبه واتهمه في دينه ، ويشكو بني عبد المطلب كلهم ، وفيها مروان بن الحكم بالباب يثني عثمان ويأمره وينهاه(([17])) .ولا تخرج من القصة إلا بأن آل بيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قوم فحش اللسان يغلي حب الدنيا في قلوبهم فهم ينازعون عثمان الإمارة ويحقدون عليه ، وأن أمير المؤمنين عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ رجل ضعيف يحركه ابن عمه مروان بن الحكم .هذا ما تفهمه من القصة ، وتجده مكرراً عند العقاد هنا وهناك .
ومعاوية يصلي بأهل الشام الجمعة يوم الأربعاء(([18])) ، وهو يضعف الرواية .. ويستدل بها .. !!
ويتكلم بكلام قبيح عن بني أمية ، وأنهم أولاد حرام .. أو مستلحقون ، وينقل عن دغفل البكري النسابه المعروف ، ودغفل لم يلق أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، وإنما جاء بعده بقرن ونصف من الزمن([19])!!
ويذكر العقاد أن خالداً بن الوليد كان مشغولا بالنساء ويعتذرـ ضمناً ـ بأن
ذلك كان وقت الراحة حين لا تكون حرباً .!! ثم يقرر بأن حب النساء وحب الغزل حالُ بني مخزومٍ كلهم لجمالٍ في نسائهم وشغف بالجمال في رجالهم بزعمه ، يستدل على ذلك بقصة في كتاب الأغاني ( لا تصح على حد قوله هو ) ، ويستدل على شغف خالد وقومه بني مخزوم بالنساء بكلمة قيلت للسفاح الخليفة العباسي الأول عن جمال في نساء بني مخزوم ، ويستدل بأنْ كان في بني مخزوم شاعر اشتهر بالغزل !!([20])ولا دليل في شيء من هذا .
أوَ جمال النساء ـ إن كان ـ أمارة على الشغف بالأنوثة في إخوانهن وبني أعمامهن وبني عماتهن !!
أوَ زواج المنتصر .. لاحظ زواج .. ممن هزمهم أمارة على حب النساء ؟!
أم هي عادة في العرب يتألفون بها خصومهم ، لما عند القوم للنسب من مكانة عالية ؟!
وقد سنها الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين تزوج جويرية فأعتق قومها وصاروا جند للإسلام بعد أن كانوا حرباً عليه .أوَ نشهد على القصة بأنها لا تصح ثم نستدل بها ؟!
إنه العقّاد .. على الكذب البيِّن يبني تحليلاته . ويلوي الحقائق ليصور حال هؤلاء الكرام وكأنهم كانوا شهوانيين ، فقط لتتم صورة ( البطولة ) المزعومة التي يرسمها لخالدٍ بن الوليد ـ رضي الله عنه ـ .. مقاتل .. محب للنساء ..محب للخضرة والفراش ...!!
هكذا يتكلم العقاد عن صحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقومٌ يمرون على هذا ويقولون : ذنبه في الاعتماد على الروايات الفاسدة .. اشتبه عليه الدليل !!
أقول : ما اشتبه عليه الدليل ، بل يعرف أنه فاسد ويستدل به ، ويعرف أن ثم صحيح عندنا وفاسد ، ويعرف أننا ننقد المتن وننقد السند ، فليس كل ما أسند وروي قُبِل . وأقول : رأى هذا ولم يرى الآيات الأحاديث في فضلهم . ؟!
إنه فاسد يقرأ سيرتهم بخلفيته الفاسدة فأخرج هذا النتن عن الصحابة رضوان الله عليهم .
ثانيا : طُلَّاب دنيا!!
أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ يسب المهاجرين لعبد الرحمن بن عوف ويتهمهم
بأنهم أهل دنيا(([21])) مع أنه في ذات المكان يعترف بزهد أصحاب الثروات من
الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ ، ويعترف بأن المال لم يكن مشكلة أبداً عند
الأغنياء أو عند الفقراء . ويروي ـ في ذات المكان ـ عن عبد الرحمن بن عوف
أحاديثاً في زهده .
أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ يحذر عمر الفاروق من الصحابة(([22])) .وفي أكثر من مكان يذكر أن عمر رأى من الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ حرصاً سيئاً وخلافاً لا يحسمه رأي واحد عند مماته([23]).
يدعي بأن الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ كانوا متنازعين مختلفين . حتى أنهم لا يتفقون([24]).
والصحابة منهم من بايع عليّاً ـ رضي الله عنه ـ على أن يكون شريكاً له ، ومنهم من خالفه متعللاً بقلة المشورة ، ومنهم من كان يحارب عثمان ثم أصبح يحارب علياً باسم عثمان ، تمحلاً لذرائع الخلاف وكراهة لاستقرار الأمور كما
يفتري عباس العقاد ([25])
ويفتري العقاد بأن الصحابة الذين خرجوا يوم الجمل ـ طلحة والزبير تحديداً ـ خرجوا من أجل ( المقاسمة في الأمر على وجه من الوجوه التي أشاروا إليها قبل مفارقتهم المدينة ، فيتولى بعضهم العراق وبعضهم اليمن ، ويصبح الأمر شركة أو [ شورى ] بينهم وبين الخليفة )([26]) . هذا نص كلامه .!!
ـ وعند العقاد أن طلحة بن عبيد الله ـ رضي الله عنه ـ كان ينافس أبا بكر وعمر ويحقد على عثمان وعاونه على ذلك الزبير بن العوام ـ رضي الله عنه ـ([27]).!!
وفي ( عبقرية عمر ) و ( عبقرية خالد ) كرر العقاد مراراً القول بأن الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ كانوا يريدون الانقلاب على عمر ولم يستطيعوا .
وجملة يقول هذا الرديئ : ( إذا تركنا الحوادث جانباً ونظرنا إلى التاريخ في صدر الإسلام على أنه تاريخ قيم ومبادئ ، فلنا أن نقول أننا أمام فواجع مؤلمة . يود الناظر إليها لو يزوي بصره عنها )([28]) .بل هو تاريخ مبادئ وقيم لم تشهد البشرية مثله رغم أنفك وأنف من قال بقولك يا عقاد .
ويقول ( ولولا حروب الردة لكان الخلاف بين المهاجرين والأنصار خليقاً أن يتشعب ويستفحل ، وكان الأنصار فيما بينهم مختلفين شيعتين كبيرتين ثم شيعاً صغاراً في كل من الشيعتين ، وكذلك كان المهاجرين من هاشميين وأمويين ومن سائر بطون قريش ، فإن بني هاشم على انفرادهم لم يجتمعوا بينهم إلى كلمة ، ولم يكن لهم مطمع في الوفاق بينهم وبين بطون قريش الأخرى )([29]) .
والعقاد يكذب . . . يتكلم من عنده ، فما ثم خلافٌ بين المهاجرين والأنصار ، ولا بين الأنصار ولا بين المهاجرين فضلاً عن بني هاشم ـ وغيرهم ـ فيما بينهم . أين هذا الاختلاف في بطون الكتب الصحيحة !!
وما حدث بين الصحابة رضوان الله عليهم لم يشهد التاريخ مثله ، خلافة تُحل مشكلتها ببضع كلمات ( أعني أمر السقيفة ) وينتهي الأمر بإجماع ... ببضع كلمات ؟!
وقوم يهاجرون إلى قومٍ فقراء بين أعدائهم بل بين أخبث خلق الله.. يهود ومشركين ولا يحدث أي شيء من الشقاق ؟!!
في السيرة حادثين للخلاف أحدهم بين المهاجرين والأنصار ، وكان بفعل المنافقين ، أعني ما حال العودة من بني المصطلق[30] ، والثاني بين الأنصار ( الأوس والخزرج ) وكان بفعل اليهود[31] ، وكلا الحادثين انتهى في دقائق ببضع كلمات . أفي هذا أمارة على الشقاق أم أمارة على أن الدين غالب على النفوس يوجهها ؟!
يا عبَّاس !
الصحابة كرام .. أكرم الناس جملة وتفصيلاً .. وربي يكذبك فيما تفتريه على أوليائه ، قال تعالى : {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ }الفتح29 .
وقال تعالى : {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا }الحشر9 .وقال تعالى : {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ
أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }الأنفال63{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً }آل عمران103فكانوا (رُحَمَاء بَيْنَهُمْ) ، كانوا( يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ
إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً ) ، كانوا ( إخواناً ) . وليس كما يقول عباس العقاد .
وكذباً يصور العقاد الصحابة وكأنهم كانوا بالسيوف في الطرقات ينتظر كل واحدٍ منهم الآخر ، ولولا حروب الردة ما اتحدوا !!
يقول هذا الشقي : ( فلما تحفزت البادية للوثوب على المدينة أحس المسلمون جميعاً أنهم فريق واحد ، مهدد بخطر واحد ، فاتفقوا بوحي البداهة التي لا موضع فيها لتعمل التفكير وحيلة الحض والتحريض ولبثوا متفقين ما كانوا بحاجة إلى الوفاق ، وما كان الشقاق بينهم مرهوب العواقب محذور الأخطار )([32]) .هنا كذب على كذب .. ظلمات بعضها فوق بعض ، يصور الحال ، وكأن حروب الردة كانت حرباً بين أهل البادية وأهل الحضر ( مكة والمدينة) ، توحدت البادية فتوحد أهل الحضر ( مكة والمدينة .. قريش والأنصار ) .
وهو ينقض هذا الكلام في نفس الكتاب ( عبقرية خالد )([33]) وهو يتكلم في ذات السياق إذْ ذكر أن أبا بكر ـ رضي الله عنه ـ استنجد بقبائل البادية المجاورة للمدينة في قتال المرتدين .
ونقضه أيضاً في مقدمة كتاب ( عبقرية خالد ) حين ذكر أن مكة كانت وسطاً بين الحاضر والبادية .
وينقض كلامه التاريخُ والواقعُ إذ كانت جموع من المرتدين من أهل العراق ، وهم أهل ريف وزرع وكثير منهم عرف المدنية كما أقر هو في مقدمة الكتاب ( عبقرية خالد ) .
وهذا التصور ( صراع بين الحضر والبادية ) قائم في ذهنه وهو يتناول أحداث السيرة كلها تقريباً ، فبه يفسر كثير من الأحدث ، مثلا تجده يتكلم عن نقمة البادية على قريش ، وعن نظرة قريش العلوية لأهل الباديةِ والسوادِ مما
أدى إلى تمرد البدو وحدوث الفتنة التي انتهت بمقتل عثمان رضي الله عنه وكثير من صاحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك(([34])).وحين تكلم عن الفتوحات الإسلامية تكلم عن ( الفتوحات العربية ) لا (
الإسلامية ) ، وقد تقدم تفصيل هذا .!!
والأحداث في القرون الأولى لم يكن غير العقيدة محرك لها ، فكان الخلاف الأول على الخلافة ، وهي قضية عقدية لا قبلية ولا عنصرية ( عرب وعجم أو عبيد وأحرار ) ، والخوارج لم تكن دعوتهم قبلية أو تستبطن القبلية ، فقد كانوا من قبائل شتى ، وكانوا من العرب وكانوا من العجم ( الأمازيغ ـ البربر تحديداً )([35]) ، وهكذا ، فقول العقاد بعيد جد بعيد ، وهو قول المستشرقين تسرب إليه . وإن شاء الله ألقي مزيد بيان على هذا الأمر . وقد غضضت الطرف ـ طلباً للاختصار ـ عن كلام العقاد على معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ـ رضي الله عنهم ـ ، وفيه ما فيه من سوء الأدب مع صاحبة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وهو مشهور كلما تكلم أحدهم عن حال العقاد مع صحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ جاء على قوله في معاوية وعمرو ـ رضي الله عنهما ـ ؛ تركته لشهرته ولأقول بأن الأمر لم يكن مع علي ومعاوية فقط وإنما مع الجميع .. كان تصوراً عاماً عند عباس العقاد عن الصحابة رضوان الله عليهم .
منقول
---------------------
([1]) انظر تفسير الطبري للآية 65 من سورة التوبة .
(([2])) وهذا تفضل من الله ـ سبحانه وتعالى وتقدس ـ علينا فله الحمد والمنة ، جعل نفسه ورسولَه ـ صلى الله عليه وسلم ـ والمؤمنين صفاً واحداً كأن من يستهزئ بهم يستهزئ به ـ سبحانه وتعالى وتقدس ـ وبرسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ومثل هذا أيضاً قول الله تعالى {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً }النساء142، فهم لا يخادعون الله في الحقيقة ، وإنما يخادعون المؤمنين ، وعَدَّ الله خداع المؤمنين خداعاً له . فتدبر . وقفت على مثل هذا في كتاب المنافقون للشيخ عبد الرحمن الدوسري ( مقالات ودروس مجمعة )
([3]) وليس كل المتطاولين ( الطاعنين ) من أهل النفاق الأكبر المخرج من الملة ، فقد كان حسان بن ثابت ومسطح بن أثاث وحمنة بنت جحش ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ ممن تكلموا بالإفك ، ولم يرموا بنفاق ، فالقصد في مثل هذه الأمور قصدان قصد للفعل ( أو القول ) وقصد لما وراء الفعل أو القول ، والعبرة هنا بالثاني وأيضاً يعرف القول بالنظر فيه وبالنظر في قائله وبالنظر في سياق حاله ، وقد شرح هذا وفصل فيه الشيخ رفاعي سرور في تقديمه لكتاب الكذاب اللئيم زكريا بطرس ، وانظر ( التأويل أنواع ) ( القصد قصدان ) للكاتب بالصفحة الخاصة في صيد الفوائد ، وغيرها .
([5]) لم ألتزم في الترتيب أفضلية الصحابة ( أبو بكر فعمر فعثمان فعلي .... ) وإنما راعيتُ أشياء أخرى يطول المقام بشرحها ولا أحسبها تفيد القارئ .
([6]) الصديقة /91
(([7]))عبقرية علي / 692
([8]) الصديقة بنت الصديق /96
([9]) الحكمة هي السنة ، وكل نبي أرسله الله بكتاب وحكمة ( سنة ) شارحة لهذا الكتاب ، قال الله : {وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ }آل عمران: من الآية81 ، وقد يكون للنبي كتاب مستقل كما هو الحال مع إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما نعلم ، وقد يكون النبي شارح لكتابِ نبي آخر كما هو
الحال مع أنبياء بني إسرائيل ، فإنهم كانوا كعلماء الأمة يعلمون الناس دينهم ، ولا يستوي نبي وغير نبي أبداً .
([10]) الصديقة بنت الصديق /97
(([11])) عثمان ذوالنورين ـ المكتبة العصرية /102
(([12])) عبقرية علي / 703
([13]) عبقرية عمر /371
([14]) عبقرية عمر / 490
([15]) عبقرية عمر / 490
([16]) عبقرية عمر /490
(([17])) عثمان ذو النورين المكتبة العصرية / 63 وما بعدها .
(([18])) عبقرية علي / 713 ، وهو ينفي صحة هذه الرواية بعقله ، ولكنه يثبت ما تنطوي عليه من أنه يقود قوماً بلا أخلاق أو دين منه ومنهم !!
([19]) استدل على ذلك بأن دغفل النسابة المشار إليه ، التقى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في مكة وهو يعرض نفسه على القبائل ، وكان غلاماً صغيراً لم تكتمل لحيته ، وكان مع سادات قومه ( بكر بن وائل ) وتحدث مع أبي بكر ، والقصة معروفة مشهورة . انظر دلائل النبوة للبيهقي 2/297 ، وأمية لم يلتق عبد المطلب ، فقد عاصر عبدالمطلب ولده حرب بن أمية ، ومعروف أن عبد المطلب تجاوز المائة عام .بمجموع ذلك ( عمر عبد المطلب وعمر النبي صلى الله عليه وسلم إلى قبيل الهجرة حين التقاه دغفل ) قلت بينهما قرن ونصف من الزمن ، والعقاد لم يتدبر . ، وكلمة دغفل ( علم على ولد الفيل )
([20]) عبقرية خالد /173 ، 174
(([21])) عثمان ذوالنورين ـ المكتبة العصرية /102
(([22])) عبقرية علي / 717
([23]) عبقرية عمر / 457
([24]) عبقرية عمر / 461
(([25])) عبقرية علي /717
([26]) عبقرية عثمان/100
([27]) عبقرية عثمان / 34 ، 35
([28]) عبقرية عثمان30
([29]) عبقرية خالد 82، 83
[30] أعني ما نزلت فيه سورة ( المنافقون ) ، وذكرها أهل التفسير كلهم ، وأهل الحديث انظر البخاري (3257)
[31] أعني ما فعله شاس بن قيس اليهودي ، ونزل فيه قول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ }آل عمران100انظر تفسير الطبري وغيره للآية .
([32]) عبقرية خالد 82، 83
([33]) انظر ص 86
(([34])) انظر عبقرية علي ص/ ، وهو ينقد هذا القول في تحليلة للأحداث في ( عثمان ذو النورين ) إذ أنه هناك يهون من أمر الفتنة ويذكر أنها حالة شغب صغيرة من الدهماء جرأهم سهولة الشكوى وسرعة الاستجابة لها من قبل الخليفة ، وسهل مهمتهم أن لم تكن حراسة عند الخليفة تمنعهم ، ولم تكن ثورة يتمرد فيها الشعب أو عامة الرعية على الحاكم سخطاً .
([35]) أحداث الخوارج في المغرب الأوسط ( الجزائر ) في بداية القرن الثاني الهجري مشهورة جداً ، وكان من قادتهم هناك في المغرب الأوسط ( الجزائر ) حفيد رستم القائد الفارسي . فلم تكن أبداً دعوى قبلية
أبو عبد الله أحمد بن نبيل- المشرف العام
- الدولة : مصر
المساهمات : 2369
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 48
أبو عبد الله أحمد بن نبيل- المشرف العام
- الدولة : مصر
المساهمات : 2369
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 48
رد: التحذير من العقاد أستاذ سيد قطب الردود عليه
كتاب
نقد آراء ومرويات العلماء والمؤرخين على ضوء العبقريات
صالح بن سعد اللحيدان
ويقع الكتاب في 586 صفحة من القطع المتوسط ؛ بذل فيه المحدث الفقيه جهداً أسأل الله تعالى أن يجزيه بنصرته للصحابة والحديث والتاريخ الإسلامي خير الجزاء ، وأن يجعل ذلك في موازيين أعماله يوم القيامة ، إنه سميع قريب .
يقول حفظه الله تعالى في خاتمة كتابه التي يلخص فيها جهده بقوله :
وبعد : فهذا نظر علمي دقيق في نقد وتحليل ودراسة عبقريات العقاد رحمه الله تعالى ، لم أقصد بها ذات العبقريات فقط ؛ وإنما قصدت بهذا ما عليه حال كثير من العلماء والباحثين والدارسين والمجامع العلمية ؛ حيث قد يقع منهم ما يقع من المجتهد من خطأ لا يُغفر خاصةً في نظر حال الأثر وصحته وضعفه وما ينبني عليه من حكم في شؤون الدين أو شؤون الدنيا .
وخاتمة هذا العمل العلمي هو نفسه الكتاب ، فكم آملُ ممن يطالعه أن يكرر نظره مرةً بعد مرة ؛ فإنه سوف يتبين له ما لم يتبين له في القراءة الأولى والنظرة الأولى .
وحسبي أنني بذلت الجهد مجتهداً لتفقه الأمة شريعتها وواقعها وحياتها ، وهذا جهد المقلّ ، ولكن حسبي كذلك أنني أديتُ جزءاً مما رأيته واجباً عليّ أن أبذله ليراه العلماء والباحثون وسواهم فيدلي كلٌّ بدلوه بعلم وفهم ورواية ودراية .
صالح بن سعد اللحيدان
وأقول : والله ! إن في كتاب هذا المحدث الحافظ لأكبر رد على بعض الجهلة الذين ولغوا في عرض الشيخ كذباً وبهتاناً ؛ فأدعوهم أن يقرؤوا هذا الكتاب العظيم في نفعه ليعلموا حقيقة هذا المحدث الذي قلّ أن يوجد مثله في هذا الزمان .
وكتب / علي رضا بن عبد الله بن علي رضا
للتحميل
أضغط هنــــــــــــــــــــا
أبو عبد الله أحمد بن نبيل- المشرف العام
- الدولة : مصر
المساهمات : 2369
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 48
رد: التحذير من العقاد أستاذ سيد قطب الردود عليه
كتاب
العقاد في الميزان
لمناسبة كتابه عن معاوية رضي الله عنه
محمود بن أمين النواوي 1399 هـ
عني به سليمان بن صالح الخراشي
دار اللؤلؤة ، بيروت ، ط 1
أضغط هنــــــــــــــــــــا
أبو عبد الله أحمد بن نبيل- المشرف العام
- الدولة : مصر
المساهمات : 2369
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 48
مواضيع مماثلة
» مجموع طوام طارق السويدان الردود عليه
» التحذير من الأخواني مسعد أنور والرد عليه
» التحذير من الأخواني عبدالمنعم أبو الفتوح والرد عليه
» مجموعة الردود على الخارجي التكفيري وليد السناني
» التحذير من المكتبة الشاملة الذهبية
» التحذير من الأخواني مسعد أنور والرد عليه
» التحذير من الأخواني عبدالمنعم أبو الفتوح والرد عليه
» مجموعة الردود على الخارجي التكفيري وليد السناني
» التحذير من المكتبة الشاملة الذهبية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى