شبكة سبيل المؤمنين العلمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الإثنين مارس 25, 2024 6:57 am

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات A10
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على رسولنا الخاتم الأمين , وعلى آله الطيبين الطاهرين , وصحابته المكرمين أجمعين , وبعد :
فالمتأمل في تقريرات العلماء –أدناه- يلحظ أنها خلصت إلى التالي :
أولا: اتفاق علماء الدعوة السلفية الأكابر على المنع من (المظاهرات) و(الثورات) , وأن هذا الحكم لم يختص بالقول به عالم دون سواه –منهم- ؛
بل لا يكاد يعرف عمن يكافئهم في العلم والفضل أنه قال بخلاف قولهم ؛ بل كما قال الشيخ صالح اللحيدان : (لو لم يكن فيها [في المظاهرات] إلا أهل العلم الشرعي لانتقدها العلماء وقالوا : إن النبي – صلى الله عليه وسلم - يقول السمع والطاعة هو المطلوب وما سواه يُطلب من الله –جل وعلا-).
فالعجب بعد ذلك ممن لم يبلغ كعبهم في العلم والفضل من (المشايخ الحزبيين , والخطباء الثوريين , والدعاة السياسيين , والوعاظ المتلونين , والصحفيين الإسلاميين) ومن سار في فلكهم ؛ يعرضون عن تقريرات أمثال هؤلاء العلماء ؛ لا إلى نص صحيح , ولا إلى عقل صريح , ولا إلى نظر فصيح , بل عواطف جياشة , وأهواء جامحة , وإلى الله المشتكى !!
ثانيا : إن من أسباب المنع من (المظاهرات) التي جاءت في تقريرات هؤلاء الأعلام :
1- إن المظاهرات أمر حادث ، لم يكن معروفاً في عهد النبي –صلى الله عليه وسلم - ، ولا عهد الصحابة رضي الله عنهم , ولا يوجد ما يدل على جوازها كما قرره : (الشيخ ابن باز , والشيخ ابن عثيمين , والشيخ العباد) .
فليس في الإسلام ثورات , كما قرره الشيخ محمد بن صالح العثيمين .
2- أن المظاهرات لا تمت إلى الإسلام بصلة , وليست هي من أعمال المسلمين كما هو صريح قول : (اللجنة الدائمة , والشيخ عبد العزيز آل الشيخ , والشيخ صالح الفوزان , والشيخ عبد العزيز الراجحي).
3- أن المظاهرات من البدع، ولو كانت خيراً لسبقنا إليه الصّحابة -رضي الله عنهم-، بل هي إنما هي أعمالُ جاهليةٍ ما أنزل الله بها من سلطان , كما هو صريح قول الشيخ صالح اللحيدان.
فالمظاهرات محرمة في أصلها ؛ فلا تباح وإن أوصلت للمصلحة لأنها في أصلها محرمة ؛ كالتدواي بالمحرم ليُوصل إلي الشفاء ؛ كما قرره الشيخ صالح آل الشيخ .
4- أنها ليست من طرق الإصلاح التي جاء بها النبي –صلى الله عليه وسلم- والذي ما ترك طريقا إلى الخير إلا ووجهنا إليه ؛ ولا سار عليها الصلف الصالح ؛ كما قرر ذلك : (الشيخ ابن باز , والشيخ ابن عثيمين) .
5- أنها على خلاف الطريقة الشرعية التي أمر بها النبي –صلى الله عليه وسلم- وسار عليها أصحابه في نصح الرعية للحاكم ؛ من المكاتبة والنصيحة والدعوة إلى الخير بالطرق الشرعية، التي شرحها أهل العلم، وشرحها أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأتباعه بإحسانٍ : بالمكاتبة والمشافهة مع الأمير ومع السلطان دون التشهير على المنابر بأنَّه فعل كذا وكذا , كما قرر هذا : (هيئة كبار العلماء , والشيخ ابن باز , والشيخ ابن عثيمين , والشيخ عبد العزيز الراجحي) .
6- أن المظاهرات من جملة العادات التي تلقاها المسلمون عن الغربيين ؛ كما قرره الشيخ عبد المحسن العباد , والشيخ صالح الفوزان , , والشيخ عبد العزيز الراجحي , , والشيخ عبد العزيز آل الشيخ .
وقد أمرنا بمخالفتهم وعدم التشبه بهم , فالمظاهرات من قبيل التشبه المحرم بهم , كما قرره (الشيخ الألباني . ا) .
7- أن الخروج للتظاهرات او المظاهرات وإعلان عدم الرضا او الرضا وإعلان التاييد أو الرفض لبعض القرارات أو بعض القوانين ، يلتقي مع الحكم الذي يقول الحكم للشعب، من الشعب وإلى الشعب ؛ كما هو صريح قول الشيخ الألباني .
8- إن تغيير المجتمع في النظام الإسلامي لا يكون بالهتافات وبالصيحات وبالتظاهرات، وإنما يكون ذلك على الصمت وعلى بث العلم بين المسلمين وتربيتهم على هذا الإسلام حتى تؤتي هذه التربية أكلها ولو بعد زمن بعيد، فالوسائل التربوية في الشريعة الإسلامية تختلف كل الاختلاف عن الوسائل التربوية في الدول الكافرة والتي المظاهرات منها , كما هو صريح قول الشيخ الألباني .
أن الحقوق في الإسلام يتوصل إلى تحصيلها بغير طريق المظاهرات ؛ كما قرره الشيخ صالح الفوزان.
9- أن المظاهرات من قبيل (السفه والفوضى) ؛ وديننا دين النظام والانضباط ودرء المفاسد ؛ كما قرر هذا الشيخ (عبد المحسن العباد , والشيخ الفوزان , والشيخ عبد العزيز آل الشيخ) .
10- يقع في المظاهرات –غالبا- الاختلاط المحرم بين الرجال والنساء ؛ كما هو صريح قول : (الشيخ ابن باز , والشيخ ابن عثيمين , والشيخ الألباني).
11- أن المظاهرات من أسباب الفتن ومن أسباب الشرور، ومن أسباب الفوضى , وظلم الناس بعضهم البعض ، والتعدِّي على الأعراض والأنفس والأموال بغير حقٍّ , وأن أول مظاهرة في الإسلام قتل فيها عثمان بن عفان-رضي الله عنه-الخليفة الراشد، عندما حاصره المحاصرون كما قرر هذا : (اللجنة الدائمة , والشيخ ابن باز , والشيخ ابن عثيمين ؛ والشيخ الفوزان , والشيخ صالح اللحيدان) .
12- أن المظاهرات تسبب الفرقة بين المسلمين , والفتنة بين الحكام والمحكومين , كما قرر هذا : (هيئة كبار العلماء , والشيخ ابن باز , والشيخ صالح بن غصون).
13- أن أسلوب المظاهرات يحقق –غالبا- نقيض مقصوده ؛ فهو يلحق أكبر الأذى بالراغبين في الإصلاح من خلال هذه الوسيلة , ويدفع الرؤساء والكبار على معاداتها ومضادتها بكل ممكن فهم يريدون الخير بهذا الأسلوب , كما قرر هذا : (الشيخ ابن باز , والشيخ اللحيدان).
14- أن التجارب أثبتت أن المظاهرات مضرتها أعظم –غالبا- , وإذا نفعت مرة ضرت مرة أخرى أكثر مما نفعت في الأولى , كما قرر هذا (الشيخ ابن عثيمين , والشيخ الألباني , والشيخ الفوزان , والشيخ عبد العزيز الراجحي , والشيخ اللحيدان).
وأن مآل المظاهرات –ولو بدأت سلمية- فإنها تنتهي إلى التخريب , كما هو قول الشيخ محمد بن صالح العثيمين .
15- لا بدّ أن هناك أصابع خفيّة داخلية أو خارجية تحاول بثّ مثل هذه المظاهرات , كما هو صريح قول الشيخ ابن عثيمين .
ثالثا : أن المظاهرات كلها شر سواء أذن فيها الحاكم أو لم يأذن , كما قرر ذلك : (الشيخ ابن باز , والشيخ ابن عثيمين) .
رابعا : إن حكم المظاهرات المتقدم أعلاه في المنع منها ؛ إنما هو عام شامل لكافة بلاد المسلمين ؛ وليس خاصا ببلد دونما سواه ؛ ففتاواهم كانت عامة بالمنع منها .
وما كان خاصا منها ببعض بلاد المسلمين ؛ فكذلك تناولها حكمهم العام ؛ كما استدل أعضاء (هيئة كبار العلماء) على منع المظاهرات في (المملكة العربية السعودية) بقولهم : (فإن الإصلاح والنصيحة فيها لا تكون بالمظاهرات والوسائل والأساليب التي تثير الفتن وتفرق الجماعة ، وهذا ما قرره علماء هذه البلاد قديماً وحديثاً من تحريمها ، والتحذير منها) .
وكما استدل (الشيخ ابن عثيمين , والشيخ العباد , والشيخ صالح اللحيدان ) ببعض الأسباب المتقدمة أعلاه للحكم بمنع المظاهرات في كل من (الجزائر , ومصر , وليبيا) .
خامسا : ذكّر بعض أكابر العلماء السلفيين الأكابر بلزوم السمع والطاعة للسلطان القائم –ما لم يكفر- وإن لم يرفع الضرر عن الناس ؛ بدل التظاهر عليه ؛ وشق عصا الطاعة ؛ كما هو صنيع : (الشيخ عبد العزيز آل الشيخ , والشيخ صالح الفوزان , والشيخ صالح اللحيدان).
سادسا : عدّ بعض أهل العلم السلفيين أن الخروج في المظاهرات على ولي الأمر –ما لم يكفر- أنه من قبيل الخروج على ولي الأمر ؛ كما قرره الشيخ عبد العزيز الراجحي .
وبعد ما تقدم من تلخيص لأقوال العلماء السلفيين الأكابر ؛ نشرع في نقل أقوالهم كاملة ؛ سائلا المولى سبحانه أن يفتح بها عيونا عميا , وآذانا صمّا , وقلوبا غلفا ؛ لا سيما في ظرف الفتن هذا ؛ إنه سميع مجيب .
منقول للفائدة



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في السبت أبريل 06, 2024 1:31 pm عدل 4 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الإثنين مارس 25, 2024 7:01 am

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Aayao110
التحذير من المظاهرات
الفتوى رقم ( 19936 )
س: مر بعض من الأعوام في مدينتنا مظاهرات، وكانت تلك المظاهرات مصحوبة بتخريب المؤسسات والشركات، فكانوا يأخذون كل شيء في المؤسسات وأنا أيضًا شاركت في تلك المظاهرات، وأخذت من بعض المؤسسات كتبًا ومصحفًا، وحينما التزمت عرفت أن ذلك لا يجوز، وأريد من سماحتك أن تفيدني بماذا أفعل بهذه الكتب وخاصة المصحف؟ وشكرًا، وجزاكم الله خيرًا.
ج: يجب عليك أن ترد ما أخذته من أشياء بغير حق، ولا يجوز لك تملكه أو الانتفاع به، فإن عرفت أصحابه وجب رده إليهم، وإن لم تعرف أصحابه ولم تستطع التوصل إليهم فإنك تتخلص منه بجعل هذه الكتب والمصاحف في مكان يستفاد منه؛
( الجزء رقم : 15، الصفحة رقم: 368)
كمكتبات المساجد أو المسجد أو المكتبات العامة ونحو ذلك، ويجب عليك التوبة النصوح، وعدم العودة لمثل هذا العمل السيء، مع التوجه لله سبحانه وحده، والاشتغال بطاعته، والتزود من نوافل العبادة، وكثرة الاستغفار؛ لعل الله أن يعفو عنك، ويقبل توبتك، ويختم لك بصالح أعمالك، كما ننصحك وكل مسلم ومسلمة بالابتعاد عن هذه المظاهرات الغوغائية التي لا تحترم مالًا ولا نفسًا ولا عرضًا، ولا تمت إلى الإسلام بصلة، ليسلم للمسلم دينه ودنياه، ويأمن على نفسه وعرضه وماله. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
بكر أبو زيد/صالح الفوزان/عبد الله بن غديان/ عبد العزيز آل الشيخ /عبد العزيز بن عبد الله بن باز
مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Untitl12
بيان هيئة كبار العلماء في السعودية في حكم المظاهرات
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فلقد أخذ الله - عز وجل - على العلماء العهد والميثاق بالبيان قال سبحانه في كتابه الكريم: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ) آل عمران: 187.
وقال جل وعلا: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْـزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُون) البقرة 159.
ويتأكد البيان على العلماء في أوقات الفتن والأزمات؛ إذ لا يخفى ما يجري في هذه الأيام من أحداث واضطرابات وفتن في أنحاء متفرقة من العالم، وإن هيئة كبار العلماء إذ تسأل الله - عز وجل - لعموم المسلمين العافية والاستقرار والاجتماع على الحق حكاماً ومحكومين، لتحمد الله سبحانه على ما من به على المملكة العربية السعودية من اجتماع كلمتها وتوحد صفها على كتاب الله عز وجل، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل قيادة حكيمة لها بيعتها الشرعية أدام الله توفيقها وتسديدها، وحفظ الله لنا هذه النعمة وأتمها.
وإن المحافظة على الجماعة من أعظم أصول الإسلام، وهو مما عظمت وصية الله تعالى به في كتابه العزيز، وعظم ذم من تركها، إذ يقول جل وعلا: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) آل عمران: 103.
وقال سبحانه: ( وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) آل عمران: 105
وقال جل ذكره: ( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إلى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) الأنعام: 159.
وهذا الأصل الذي هو المحافظة على الجماعة مما عظمت وصية النبي صلى الله عليه وسلم به في مواطن عامة وخاصة، مثل قوله عليه الصلاة والسلام: "يد الله مع الجماعة" رواه الترمذي.
وقوله عليه الصلاة والسلام: "من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية" رواه مسلم.
وقوله عليه الصلاة والسلام: "إنه ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائناً من كان" رواه مسلم.
وما عظمت الوصية باجتماع الكلمة ووحدة الصف إلا لما يترتب على ذلك من مصالح كبرى، وفي مقابل ذلك لما يترتب على فقدها من مفاسد عظمى يعرفها العقلاء، ولها شواهدها في القديم والحديث.
ولقد أنعم الله على أهل هذه البلاد باجتماعهم حول قادتهم على هدي الكتاب والسنة، لا يفرق بينهم، أو يشتت أمرهم تيارات وافدة، أو أحزاب لها منطلقاتها المتغايرة امتثالاً لقوله سبحانه: (مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ) الروم: 31 - 32.
وقد حافظت المملكة على هذه الهوية الإسلامية فمع تقدمها وتطورها، وأخذها بالأسباب الدنيوية المباحة، فإنها لم ولن تسمح - بحول الله وقدرته - بأفكار وافدة من الغرب أو الشرق تنتقص من هذه الهوية أو تفرق هذه الجماعة.
وإن من نعم الله عز وجل على أهل هذه البلاد حكاماً ومحكومين أن شرفهم بخدمة الحرمين الشريفين - اللذين وله الحمد والفضل سبحانه - ينالان الرعاية التامة من حكومة المملكة العربية السعودية عملاً بقوله سبحانه: ( وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إبراهيم مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إلى إبراهيم وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ) البقرة: 125.
وقد نالت المملكة بهذه الخدمة مزية خاصة في العالم الإسلامي، فهي قبلة المسلمين وبلاد الحرمين، والمسلمون يؤمونها من كل حدب وصوب في موسم الحج حجاجاً وعلى مدار العام عماراً وزواراً.
وهيئة كبار العلماء إذ تستشعر نعمة اجتماع الكلمة على هدي من الكتاب والسنة في ظل قيادة حكيمة، فإنها تدعو الجميع إلى بذل كل الأسباب التي تزيد من اللحمة وتوثق الألفة، وتحذر من كل الأسباب التي تؤدي إلى ضد ذلك، وهي بهذه المناسبة تؤكد على وجوب التناصح والتفاهم والتعاون على البر والتقوى، والتناهي عن الإثم والعدوان، وتحذر من ضد ذلك من الجور والبغي، وغمط الحق.
كما تحذر من الارتباطات الفكرية والحزبية المنحرفة، إذ الأمة في هذه البلاد جماعة واحدة متمسكة بما عليه السلف الصالح وتابعوهم، وما عليه أئمة الإسلام قديماً وحديثاً من لزوم الجماعة والمناصحة الصادقة، وعدم اختلاف العيوب وإشاعتها، مع الاعتراف بعدم الكمال، ووجود الخطأ وأهمية الإصلاح على كل حال وفي كل وقت.
وإن الهيئة إذ تقرر ما للنصحية من مقام عال في الدين حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة " قيل لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم" رواه مسلم.
ومع أنه من أكد من يناصح ولي الأمر حيث قال عليه الصلاة والسلام: "إن الله يرضى لكم ثلاثاً، أن تعبدوه، ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم" رواه الإمام أحمد.
فإن الهيئة تؤكد أن للإصلاح والنصيحة أسلوبها الشرعي الذي يجلب المصلحة ويدرأ المفسدة، وليس بإصدار بيانات فيها تهويل وإثارة فتن وأخذ التواقيع عليها، لمخالفة ذلك ما أمر الله عز وجل به في قوله جل وعلا: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إلى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلا) النساء 83.
وبما أن المملكة العربية السعودية قائمة على الكتاب والسنة والبيعة ولزوم الجماعة والطاعة فإن الإصلاح والنصيحة فيها لا تكون بالمظاهرات والوسائل والأساليب التي تثير الفتن وتفرق الجماعة، وهذا ما قرره علماء هذه البلاد قديماً وحديثاً من تحريمها، والتحذير منها.
والهيئة إذ تؤكد على حرمة المظاهرات في هذه البلاد، فإن الأسلوب الشرعي الذي يحقق المصلحة، ولا يكون معه مفسدة، هو المناصحة وهي التي سنها النبي صلى الله عليه وسلم، وسار عليها صحابته الكرام وأتباعهم بإحسان.
وتؤكد الهيئة على أهمية اضطلاع الجهات الشرعية والرقابية والتنفيذية بواجبها كما قضت بذلك أنظمة الدولة وتوجيهات ولاة أمرها ومحاسبة كل مقصر.
والله تعالى نسأل أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه، وأن يجمع كلمتنا على الحق، وأن يصلح ذات بيننا، ويهدينا سبل السلام، وأن يرينا الحق حقاً، ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً، ويرزقنا اجتنابه، وأن يهدي ضال المسلمين، وهو المسؤول سبحانه أن يوفق ولاة الأمر لما فيه صلاح العباد والبلاد، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات %25D9%2587%25D9%258A%25D8%25A6%25D8%25A9+%25D9%2583%25D8%25A8%25D8%25A7%25D8%25B1+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B9%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25A7%25D8%25A1+%25D8%25A8%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D9%2585%25D9%2584%25D9%2583%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B9%25D8%25B1%25D8%25A8%25D9%258A%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B3%25D8%25B9%25D9%2588%25D8%25AF%25D9%258A%25D8%25A9
كتاب
مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات %25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25B8%25D8%25A7%25D9%2587%25D8%25B1%25D8%25A7%25D8%25AA
بيان هيئة كبار العلماء في السعودية في حكم المظاهرات
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــpdfrـــــــــــــــــــــــــــــــا


عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الإثنين مارس 25, 2024 5:03 pm عدل 9 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الإثنين مارس 25, 2024 7:01 am

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Oa_o10
المظاهرات غلط و فتن
أضغط هنـــــــــــــــــا
السؤال : هل المظاهرات الرجالية والنسائية ضد الحكام والولاة تعتبر وسيلة من وسائل الدعوة وهل من يموت فيها يعتبر شهيداً؟
الجواب :لا أرى المظاهرات النسائية والرجالية من العلاج ولكني أرى أنها من أسباب الفتن ومن أسباب الشرور ومن أسباب ظلم بعض الناس والتعدي على بعض الناس بغير حق ولكن الأسباب الشرعية ، المكاتبة ، والنصيحة، والدعوة إلى الخير بالطرق السليمة الطرق التي سلكها أهل العلم وسلكها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان بالمكاتبة والمشافهة مع الأمير ومع السلطان والاتصال به ومناصحته والمكاتبة له دون التشهير في المنابروغيرها بأنه فعل كذا وصار منه كذا، والله المستعان
[من شريط: «فتاوى العلماء في طاعة ولاة الأمر»].
وقال أيضاً ـ رحمه الله ـ: والأسلوب السيئ العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق وعدم قبولـه أو إثارة القلاقل والظلم والعدوان والمضاربات ويلحق بهذا الباب مايفعله بعض الناس من المظاهرات التي تسبب شراً عظيماً على الدعاة، فالمسيرات في الشوارع والهتافات ليست هي الطريق الصحيح للإصلاح والدعوة فالطـــريق الصحيح ، بالزيارة والمكاتــــــــبات بالتي هي أحســن.
[«مجلة البحوث الإسلامية»، (38/210)].
وَقَالَ -رحـمه الله- في معرض رده عَلَى الشيخ: عبد الرَّحْـمَن عبد الـخالق:
سادسا: ذكرتم في كتابكم: " فصول من السياسة الشرعية " (ص ٣١، ٣٢): أن من أساليب النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة التظاهرات (المظاهرة). ولا أعلم نصا في هذا المعنى، فأرجو الإفادة عمن ذكر ذلك، وبأي كتاب وجدتم ذلك؟فإن لم يكن لكم في ذلك مستند، فالواجب الرجوع عن ذلك؛ لأنني لا أعلم في شيء من النصوص ما يدل على ذلك، ولما قد علم من المفاسد الكثيرة في استعمال المظاهرات، فإن صح فيها نص فلا بد من إيضاح ما جاء به النص إيضاحا كاملا حتى لا يتعلق به المفسدون بمظاهراتهم الباطلة.والله المسئول أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا جميعا، وأن يجعلنا من الهداة المهتدين، إنه جواد كريم.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[ مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز (٨/ ٢٤٥)].
* وقال -رَحِـمَهُ اللهُ- فِي رسالة أخرى:
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الابن المكرم صاحب الفضيلة الشيخ: عبد الرَّحْمَن بن عبد الخالق -وفقه الله لما فيه رضاه ونصر به دينه آمين-.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أمَّا بعد:
فقد وصلني كتابكم الكريم، وسرني كثيرًا ما تضمنه من الموافقة عَلَى ما أوصيتكم به، فأسأل الله أن يزيدكم من التوفيق، ويَجعلنا وإياكم من الهداة المهتدين، إنه جواد كريم.
وما ذكرتم حول المظاهرة فقد فهمته وعلمت ضعف سند الرواية بذلك كما ذكرتم؛ لأن مدارها عَلَى إسحاق بن أبي فروة وهو لا يحتج به، ولو صحت الرواية فإن هذا فِي أول الإسلام قبل الهجرة وقبل كمال الشريعة.
ولا يـخفى أن العمـدة فِي الأمر والنهي وسائر أمور الدين عَلَى ما استقرت به الشريعة بعد الـهجرة.
أمَّا ما يتعلق بالجمعة والأعياد ونَحو ذَلِكَ من الاجتماعات الَّتِي قد يدعو إليها النَّبِي صلى الله عليه وسلم كصلاة الكسوف وصلاة الاستسقاء، فكل ذَلِكَ من باب إظهار شعائر الإسلام، وليس له تعلق بالمظاهرات كما لا يخفى.
وأسأل الله أن يَمنحني وإياكم وسائر إخواننا المزيد من العلم النافع والعمل به، وأن يُصلح قلوبنا وأعمالنا جَميعًا، وأن يعيذنا وإياكم وسائر المسلمين من مضلات الفتن ونزغات الشيطان، إنه خير مسئول.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
[مجموع فتاوى ومقالات متنوعة " لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز (٨/ ٢٤٦)]
صوتياً





عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في السبت أبريل 20, 2024 10:40 pm عدل 12 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الإثنين مارس 25, 2024 7:02 am

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Aoao10
ما حكم هذه المظاهرات من قبل الشباب والشبات ؟
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــا
استدلال من يرى جواز المظاهرات بقصة إسلام عمر رضي الله عنه خرج المسلمون في مكة هو في صف وجمزة في صف آخر ويقولون هذه مظاهرة استظهاراً واستنكارا لما لما يفعله طواغيت قريش وكفارهم فما جوابكم عن ذلك ؟
أضغط هنــــــــــــــــــــــا
ما حكم مشاركة الأحزاب الإسلامية في مقاومة القوانين الوضعية بالمظاهرات ؟
أضغط هنـــــــــــــــــــــا
هل يجوز القيام بالمظاهرات و المسيرات السلمية للتعبير عن حق الرأي فإن كان الجواب بلا فنرجوا ذكر الدليل ، وهل تدخل هذه المسيرات ضمن المصالح المرسلة ( ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ) فالأصل فيها الإباحة حتى يرد النص بتحريمها ، وهل القيام بها مع مراعات الضوابط والشروط التي ذكرها عبد الرحمن بن الخالق في رسالته المسلومن و العمل السياسي جائزة ؟
أضغط هنـــــــــــــــــــا
السائل : هل يجوز القيام بمظاهرات ومسيرات سلمية للتعبير عن طلبات الشعب الإسلامي، فإن كان الجواب بلا فنرجو ذكر الدليل، لأن القيام بهذه المسيرات هي من قبيل المصالح المرسلة وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب والأصل في الوسائل أنها على الإباحة حتى يأتي النص بتحريمها، وكذلك إن القيام بهذه المظاهرات والمسيرات هي الموافقة للضوابط التي ذكرها الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق في رسالته "المسلمون والعمل السياسي" ؟
الشيخ : صحيح أن الوسائل لم تكن إذا لم تكن مخالفة للشريعة فهي الأصل فيها الإباحة هذا لا إشكال فيه، لكن الوسائل إذا كانت عبارة عن تقليد لمناهج غير إسلامية فمن هنا تُصبح هذه الوسائل غير شرعية، فالخروج للتظاهرات أو مظاهرات وإعلان عدم الرضا أو الرضا وإعلان التأييد أو الرفض لبعض القرارات أو لبعض القوانين هذا النظام يلتقي مع الحكم الذي يقول الذي يقول الحكم للشعب، من الشعب وإلى الشعب. أما حينما يكون المجتمع إسلاميًا فلا يحتاج الأمر إلى مظاهرات وإنما يحتاج إلى إقامةالحجة على الحاكم الذي يخالف شرعية الله كما يروى ، وأنا أقول هذا كما يُروى إشارة إلى بعض ما يروى ولكنها على كل حال تُبين حقيقة معروفة من الناحية التاريخية أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لمّا قام خطيبًا يحض الناس على ترك المغالاة في المهور، وإلى هنا الرواية صحيحة.
والشاهد في الرواية الأخرى التي في سندها ضعفٌ وهي أن امرأة قالت يا عمر الأمر ليس بيدك، إن الله عز وجل وكل في القرآن الكريم (( فإن آتيتم إحداهن قنطارًا فلا تأخذوا منه شيئًا )) فكيف أنت تقول لا يجوز إلا أربعمائة درهم مهرًا لبناتكن. فكان جواب عمر إن صحت الرواية : " أخطأ عمر وأصابت امرأة "، فيكون المجتمع الإسلامي ليس بحاجة إلى هذه النظم وما يترتب ورائها من وسائل، حينما يتحقق المجتمع الإسلامي يستطيع الإنسان أن يدخل ويُبلّغ رأيه وحجته إلى ولي الأمر أو على الأقل إلى نائبه وليس بحاجة إلى الظهور بمثل هذه التظاهرات التي تلقيناها من جملة من تلقيناها من عادات الغربيين ومن نظمهم. وكما هو الشأن الآن نحن نُقلّد الغربيين في كثير من عاداتهم وتقاليدهم، فلابد من التفصيل بين ما يجوز وأن نأخذ عنهم وبين ما لا يجوز، فانظر مثلًا نحن نأخذ عنهم بعض الوسائل، هذه الوسائل إذا كانت تؤدي إلى غرض مشروع أو على الأقل جائز وليس فيه إحياء لمعنى التشبه بالكفار فهذا هو أمر جائز، والمثال في ذلك يمكن أن نستحضر مثلين اثنين أحدهما ثابت من حيث الرواية والآخر فيه ضعف. أما الثابت فهو ما جاء في " الصحيحين " من حديث المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - في قصة خروجه - عليه السلام - مسافرًا ونزوله في مكانٍ فلمّا أصبح به الصباح وخرج لقضاء الحاجة فأراد المغيرة بن شعبة أن يصب الوضوء على النبي صلى الله عليه وسلم فصبّ عليه حتى جاء الرسول - عليه السلام - إلى تشمير كميه. الشاهد قال المغيرة وعليه جُبة رومية ضيقة الكمين فلم يستطع من ضيقها أن يشمر عن ذراعيه فأخرجها وألقى الجبة على كتفية حتى توضأ - عليه السلام - وغسل ذراعية. الشاهد أنه - عليه السلام - لبس جبة رومية، فهذا يعني أنه إذا كان لباس من ألبسة الكفار تُنسب إليهم ولم يكن فيه ظاهر التشبه والتقليد لهم فيجوز وما يترتب من وراء ذلك من مصلحة الدفع ونحو ذلك.
وكذلك المثال الثاني أذكره لشهرته في السيرة وإن كان غير ثابت على الطريقة الحديثية وهي أن الرسول - عليه السلام - أمرهم أن ينزلوا في مكان في غير الخندق يمكن لمّا قال الحباب بن المنذر أن هذا وحيّ أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ قال لا هي الرأي. قال فإذًا ننزل في مكن آخر. الآن ... يقول لكن فيه فائدة، هذا مروي في السيرة وهو صحيح لكن ليس له صلة بمثالنا إنما المثال هو حفر الخندق حيث قال سلمان كما روي عن أنهم كانوا إذا حوصروا في بلدٍ ما أحاطوا البلدة بالخندق. فالرسول - عليه السلام - وافق على ذلك لما فيه مصلحة جلية مجردة عن أي مفسدة. فبهذا النظام نحن نتلقى عادات الغربيين. الآن نأتي بمثال آخر، فيه ناس بيلبسوا جواكيت مختلفة ما فيه مانع، لكن ما معنى لبس البنطلون، ما معنى وضع الجرافيت؟ لا فائدة من ذلك سوى تمثل عادات الغربيين والتأثر بتقاليدهم، فإذًا يجب أن نُفرّق بين ما ينسجم مع الإسلام ومبادئه وقواعده وبين ما ينبو وينفر عنه. فهو إذًا هذه المظاهرات ليست وسيلة إسلامية تنبئ عن الرضا أو عدم الرضا من الشعوب المسلمة لأن لهم وسائل أخرى باستطاعتهم أن يسلكوها، والذي يخطر في بالي أنه في الواقع حينما نُقر مثل هذه المظاهرات كأنما نتصور أن المجتمع الإسلامي بعد أن يصبح فعلًا مجتمعًا إسلاميًا سيظل في نظمه وفي عاداته على عادة الغربيين، سيتغير كل شيء، سوف يكون الوضع الاجتماعي في المجتمع الإسلامي في غنية عن مثل هذه المظاهرات. وأخيرًا الصحيح أن هذه المظاهرات تُغير من نظام الحكم إذا كان القائمين مصرين على ذلك، لا وكم وكم من مظاهرات قامت ووقعت وقتل فيها قتلى كثيرين كثيرين جدًا ثم بقي الأمر على ما كان عليه قبل المظاهرات، فلا نرى أن هذه وسيلة تدخل في خانة أن الأصل في الأشياء الإباحة لأنها من تقاليد الغربيين.
هل المظاهرات لقصد الإعراب عن متطلبات الشعوب المسلمة جائزة ؟
أضغط هنــــــــــــــــــا
مالفرق بين المصلحة المرسلة والبدعة .؟ وهل المسيرات والمظاهرات داخلة تحت المصالح المرسلة ؟
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــا
قال ناصر السنة في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة:
6531 - ( ما أنت بمنته يا عمر؟! ) .
منكر.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" ( 1/40 ) من طريق إسحاق بن عبد الله عن أبان بن صالح عن مجاهد عن ابن عباس،
قال: سألت عمر رضي الله عنه: لأي شيء سميت ( الفاروق )؟.
قال: أسلم حمزة قبلي بثلاثة أيام ثم شرح الله صدري للإسلام فقلت: الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى، فما في الأرض نسمة هي أحب إلي من نسمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: أين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟.
قالت أختي: هو في دار الأرقم بن أبي الأرقم عند الصفا، فأتيت الدار وحمزة في أصحابه جلوس في الدار ورسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت فضربت الباب فاستجمع القوم.
فقال لهم حمزة: ما لكم؟
قالوا: عمر بن الخطاب.
قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بمجامع ثيابه ثم نتره نترة فما تمالك أن وقع على ركبتيه.
فقال:" ما أنت بمنته يا عمر؟ ".
قال: قلت: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنك محمداً عبده ورسوله.
قال: فكبر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل المسجد.
قال: فقلت: يا رسول الله ! ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا؟.
قال:« بلى! والذي نفسي بيده إنكم على الحق إن متم وإن حييتم ».
قلت: ففيما الاختفاء؟ والذي بعثك بالحق لتخرجن!فأخرجناه في صفين، حمزة في أحدهما وأنا في الآخر ولي كديد ككديد الطحين حتى دخلنا المسجد.
قال: فنظرت إلي قريش وإلى حمزة فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها، فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ ( الفاروق )، وفرق الله بي بين الحق والباطل ".
---------------------------------------------
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً، إسحاق بن عبد الله - وهو: ابن أبي فروة -، قال البخاري: "تركوه". وقال أحمد: "لا تحل - عندي - الرواية عنه". وكذبه بعضهم.
----------------------------------------------
( تنبيه ): عزا الحافظ حديث ابن عباس لأبي جعفر بن أبي شيبة، وحديث عمر للبزار، وسكت عنهما في "الفتح" ( 7/48 ) فما أحسن، لأنه يوهم - حسب اصطلاحه - أن كلاً منهما حسن، وليس كذلك - كما رأيت - .
ولعل ذلك كان السبب أو من أسباب استدلال بعض إخواننا الدعاة على شرعية ( المظاهرات ) المعروفة اليوم، وأنها كانت من أساليب النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة! ولا تزال بعض الجماعات الإسلامية تتظاهر بها، غافلين عن كونها من عادات الكفار وأساليبهم التي تتناسب مع زعمهم أن الحكم للشعب، وتتنافى مع قوله صلى الله عليه وسلم : "خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم ".




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في السبت أبريل 20, 2024 10:41 pm عدل 11 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الإثنين مارس 25, 2024 7:03 am

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات 3210
هل المظاهرات لها أصل في الدين ؟
أضغط هنــــــــــــــــــــــــا
السؤال:
إذا كان حاكم يحكم بغير ما أنزل الله ثم سمح لبعض الناس أن يعملوا مظاهرة تسمى عصامية مع ضوابط يضعها الحاكم ويمضي هؤلاء الناس على هذا الفعل و يقولون نحن ما عارضنا الحاكم و نعمل هذا بإذن الحاكم. هل يجوز هذا شرعاً مع مخالفة النص؟
الجواب :
عليهم باتباع السلف ان كان هذا موجدا عند السلف فهو خير و ان لم يكن موجودا فهو شر ولا شك ان المظاهرات شر لانها تؤدي الى الفوضة لا من المتظاهرين و لا من الآخرين وربما يحصل فيها اعتداء إما على الأعراض أو الأموال واما على الأبدان لان الناس في خضام هذه الفوضوية قد يكون الإنسان كالسكران لا يدري ما يقول و لا ما يفعل فالمظاهرات كلها شر سواء أذن الحاكم أم لم يأذن.
وإذن بعض الحكام بها ما هي إلا دعاية، وإلا لو رجعت إلى ما في قلبه لكان يكرهها أشد كراهة؛ لكنْ يتظاهر بأنَّه كما يقول: (ديمقراطي!) وأنَّه قد فتح باب الحرية للناس! وهذا ليس من طريقة السلف.
[لقاء الباب المفتوح (179/ 17)]
ما حكم الاعتصامات والمظاهرات إذا أذن فيها الحاكم ووضع لها ضابط من عنده ؟
أضغط هنـــــــــــــــــــــا
ما حكم المظاهرات بقصد تغيير المنكر بدعوى أن الحاكم يجيز ذلك ؟
أضغط هنــــــــــــــــــــــــا
السائل : فضيلة الشيخ : ابتلينا في بلادنا بمن يرى بجواز المظاهرات في إنكار المنكر، فإذا رأوا منكرًا معين تجمعوا وسووا مظاهرة ويحتجون أن ولي الأمر يسمح لهم بمثل هذه الأمور ؟
الشيخ : أولًا : إن المظاهرات لا تفيد بلا شك بل هي فتح باب للشر والفوضى، والمظاهرات تمر هذه الأفواج وربما تمر على الدكاكين وعلى الأشياء التي تسرق وتسرق، وربما يكون فيها اختلاط بين الشباب المردان والكهل وربما يكون فيها نساء أحيانًا، فهي منكر ولا خير فيها، لكن ذكروا لي أن بعض البلاد النصرانية الغربية لا يمكن الحصول على الحق إلا بالمظاهرات، وهم أعني النصارى والغربيون إذا أرادوا أن يفحموا الخصومة تظاهروا فإذا كان مستعملًا وهذه بلاد كفار ولا يرون بها بأسًا ولا يصل المسلم إلى حقه أو المسلمون إلى حقهم إلا بهذا فأرجو ألا يكون به بأس، أما في البلاد الإسلامية فأرى أنها حرام ولا تجوز، وأتعجب من بعض الحكام إن كان كما قلت حقًّا أن يأذن فيها مع ما فيها من الفوضى إيش الفائدة منها؟ نعم ربما يكون بعض الحكام يريد أمرًا إذا فعله انتقده الغرب مثلًا وهو يداهن الغرب ويحابي الغرب فيأذن للشعب أن يتظاهر حتى يقول للغربيين : انظروا إلى الشعب تظاهروا يريدون كذا أو تظاهروا لا يريدون كذا، فهذه ربما تكون وسيلة لغيرها ينظر فيها هل مصالحها أكثر أو مفاسدها أكثر ؟
السائل : ... .
الشيخ : إيش ؟
السائل : كذا منكر حصل فعملت المظاهرة فنفع .
الشيخ : لكنها تضر أكثر إن نفعت هذه المرة ضرت المرة الثانية، يسار نعم .
حكم التعامل مع المنكرات بأسلوب المظاهرات
أضغط هنـــــــــــــــــــــا
ما حكم المظاهرات إذا سمح بها الحاكم ؟
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــا
أو





عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في السبت أبريل 20, 2024 10:43 pm عدل 8 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الإثنين مارس 25, 2024 7:03 am

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Aaia10
هناك داعية يقرر الخروج بالمظاهرات على حاكم دولة خليجية بحجة أنه غير جامع لشروط الولاية.
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــا
من مهمة رجال الأمن منع المظاهرات و المسيرات لما فيها من خطورة على المسلمين .
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــا
هذه ثمرة المظاهرات .
أضغط هنـــــــــــــــــــــا
هل يجوز لنا أن نقوم بعمل المظاهرات في بلاد الغرب كعيد المسلمين، وأحيانا يكون معنا نصارى أو يهود حيث النظام عندهم يسمح بذلك؛ وربما تؤثر في تحقيق القضية ؟
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــا
هل من وسائل الدعوة القيام بالمظاهرات لحل مشاكل ومآسي الأمة الإسلامية ؟
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــــا
ما حكم المظاهرات ؟ وهل هي من الجهاد في سبيل الله ؟
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــا
ديننا ليس بدين فوضى بل هو دين انضباط و هدوء و المظاهرات ليست من أعمال المسلمين .
أضغط هنــــــــــــــــــــــــا
المظاهرات من الفوضى و ليست من الاسلام بل هي مما يفرح الكفار .
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا
من ينسب المظاهرات الى النبي صلى الله عليه و سلم فقد كذب على النبي و اصحابه .
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــا
المظاهرات و الاعتصامات ليست من عمل المسلمين ولا عرفت في تاريخ الاسلام وهي فوضى .
أضغط هنــــــــــــــــــــــــا
التجمع والتجمهر أمام أبواب المسؤولين .
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــا
وأنا أقول وأكررها المظاهرات ليست من دين الإسلام ولا من أخلاق المسلمين .
أضغط هنـــــــــــــــــــــا
المظاهرات ضد الحكام لاتزيد الضرر إلا ضررا .
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــا
القول بأن المظاهرات من وسائل الدعوة التي استخدمها النبي قول باطل و كذب على النبي .
أضغط هنــــــــــــــــــــــــا
من أفتى بالمظاهرات يتحمل ما يحصل فيها من قتل و دماء .
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــا
الضرر لا يزال بالضرر و الاعتصامات و المظاهرات زيادة في الشر .
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــا
الشرع لا يجيز المظاهرات و القوانين لا اعتبار بها لان القوانين باطلة لا يحتج بها .
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا
تنتشر بين الناس دعوة الى المظاهرات وهي حرام ليست من دين الاسلام في شيء .
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا
المظاهرات ليس لها أصل عند المسلمين بل هي مأخوذة من الغرب و الحقوق تنال بالطرق المشروعة .
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــا
حكم التعبير من الإساءة للنبي بالمظاهرات .
أضغط هنــــــــــــــــــــا
توجيهنا حول الفلم المسيء للرسول هو الهدوء و عدم الفوضى و عدم المظاهرات و الواجب ان يرد عليهم العلماء .
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــا
المظاهرات فوضى و ليست من دين الاسلام سواء كانت سلمية أو غيرها .
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــا
نحن لا نقول أن الولاة معصومون و أن الشعوب ليس لها حقوق و لكن ليس العلاج بالفوضى و المظاهرات و التخريب .
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــا
ما نصيحتكم لمن يخرج بمسيرات داخل الأسواق و المجمعات و ينادون بإخراج الموقوفين ؟
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــا
الإسلام لا يأمر بالمظاهرات و الفوضى و لا يأمر بالمحدثات التي يترتب عليها أضرار .
أضغط هنـــــــــــــــــــا

رسالة
مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Fetch?id=192064&d=1655570080
مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Attachment
 خطب عن المظاهرات،الأمن،المواطنة،ولاة الأمر والعلماء
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــpdfــــــــــــــــــــــــــــــا





عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في السبت أبريل 20, 2024 10:46 pm عدل 5 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الإثنين مارس 25, 2024 7:03 am

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Aaoa10
بالنسبة للمظاهرات ألا يمكن أن يقال أنها نوع من أنواع تغير المنكر إذا كانت مقتصرة على إنكار ماهو مخالف للكتاب والسنة ؟
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا
ذكرت أن المظاهرات مبتدعة فماهو البديل الذي يرهب العدو ويخوفه ؟
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــا
ماحكم الشرع في الإضرابات والمسيرات والمظاهرات ؟
أضغط هنــــــــــــــــــا
حكم المظاهرات للنساء ؟
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــا
يستدل بعض أصحاب المظاهرات بأن عمر خرج هو وحمزة بن المطلب بأربعين رجلاً ودخل البيت وطافوا فماهو الجواب عن مثل هذا ؟
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا
يرى بعض الناس أن دعوة سلمان وسفر في المظاهرات والخروج على الحكام والتشنيع من على المنابر ما كان على منهج السلف فما تعليقكم ؟
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــا
ما حكم من يقول أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قام بمظاهرة ؟
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا
هل المظاهرات تعتبر من المصالح المرسلة حيث أني سمعتها من أحد طلبة عبد المجيد الزنداني يدرس في كلية الإيمان في السنة السادسة وقال بأن هذا هو الواقع الذي نعيشه أرجوا من فضيلتكم التفصيل ؟
أضغط هنــــــــــــــــــــــا
هل يجوز للمسلمين الخروج في مظاهرات رجال ونساء إذ بعض الجماعات يزعمون أن الرسول صلى الله عليه وسلم فعل ذلك ؟
أضغط هنــــــــــــــــــــــــا
نشاهد أن الكفر قد تكالب أهله للقضاء على الإسلام والمسلمين فما هو واجبنا ؟
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــا
ما حكم المظاهرات في الإسلام هل لها أصل شرعي أم أنها بدعة اقتبسها المسلمون من أعداء الإسلام ؟
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــا
كلام الشيخ -رحمه الله- في المظاهرات
1 الواقع أن التمثيليات والمظاهرات، وكثير من الأشياء العصرية، جاءتنا من قبل أعداء الإسلام. [قمع المعاند 394]
1 عدم مجاراة المجتمع ومنها المظاهرات، لأن الله ?سبحانه وتعالى? يقول: ?فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ? [النحل: 43] رجلٌ لحيته إلى صدره أو تملأ صدره ويبرم العمامة ثمّ يخرج يظاهر (نفديك يا صدام بالروح بالدم) يا أسفى على تلكم اللحية وعلى تلكم العمامة... [قمع المعاند 109?110]
1 ينبغي أن تعلم أن التظاهر بهذه الكيفية ليس إسلاميا فلا نعلمه ورد عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أن يخرج جماعة يهتفون بشعار واحد، وليس إلا تقليدًا لأعداء الإسلام وَتَشَبُّهًا بهم والرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: ((من تشبه بقوم فهو منهم)).[الإلحاد الخميني في أرض الحرمين 57]
وانظر: مقاصد التظاهر والكلام حوله [الإلحاد الخميني في أرض الحرمين 57?72]
1 والمظاهرات طاغوتية في شوارع صنعاء، فوالله لقد أهانوا الإسلام. [غارة الأشرطة 2/152]
1 س/: ما حكم المظاهرات في الإسلام هل لها أصل شرعي أم أنها بدعة اقتبسها المسلمون من أعداء الإسلام؟
ج/ لا، هي بدعة، وقد تكلمنا على هذا في مقدمة «الإلحاد الخميني في أرض الحرمين» وذكرنا أن الآيات القرآنية تدلّ على أن التظاهر يكون على الشرّ، وهناك آية وهي قوله تعالى: ?وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ? [التحريم: 4] هي نعرة جاهلية اقتدى المسلمون بأعداء الإسلام، وصدق الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إذ يقول: ((لتتبعنّ سنن من كان قبلكم حَذْوَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ، حتى لو دخلوا جُحْرَ ضَبٍّ لدخلتموه)) وإنني أحمد الله ?سبحانه وتعالى? فما تجد سنيا يحمل لواء هذه المظاهرة، ولا يدعو إلى هذه المظاهرات إلا الْهَمَجَ الرِّعَاءَ، وماذا يستفيد المجتمع؟ فالعراق يقصف بالطائرات، والمظاهرات في شوارع اليمن أو غيره، ولقد أحسن محمد بن سالم البيحاني إذ يقول:
هيهات لا ينفع التصفيق ممتلأً
به الفضاء ولا صوت الهتافات
فَلْيَحْيَ أو فليمت لا يستقيم بها
شعب ولا يسقط الجبار والعاتي
يا أسكت الله أفواهًا تصيح له
فكم بلينا بتصفيقٍ وأصوات
وكم خطيبٍ سمعنا وهو مندفع
وما له أثرٌ ماض ولا آت
[غارة الأشرطة 2/451]
1 أولئك العميان لو قالوا: مظاهرة لقال المقلد: مظاهرة، قالوا له: انتخابات يقول: انتخابات، إذا لم تحصل انتخابات سيذوب الإسلام، وإذا لم تخرج مظاهرة فالإسلام لا تبقى له باقية، فيصورون القضية التي تكون مخالفة للكتاب والسنة على أنها هي الإسلام. وخرج صاحبنا المسكين بلحيته في المظاهرة إلى أين؟ إلى مجلس النواب، تقوم الفتاة تخطب على رءوسهم وهو (يُدَقْدِقُ) بالمسبحة: سبحان الله سبحان الله، يهز رأسه. [فضائح ونصائح 117]
كلام الشيخ -رحمه الله- على الإضراب
1 المظاهرات تقليد لأعداء الإسلام، وكذلك الإضراب. [غارة الأشرطة 1/412 وانظر غارة الأشرطة 1/407]
كلام الشيخ -رحمه الله- على الثورات والانقلابات
1 فضحوا الدعوات وأسيء الظن بالدعوات، حتى إن الناس يظنون أن الداعي إلى الله من الثوريين السفاكين ولهذا فإن الناس يستقبلون أهل السنة استقبالا عجيبًا؛ لأنهم يعلمون ما أهل السنة عليه، وبأنهم بعيدون عن الثورات والانقلابات. [قمع المعاند 92]
1 فأهل السنة أعظم الناس إنكارًا لهذه الأمور، ولكنهم ينكرون هذه الأمور على بصيرة، وغيرهم ينكرها على جهل، حماسة بدون نظر إلى العواقب، فنحن ننكر هذه الأمور ولا نشجع على الثورات والانقلابات؛ لأنها ما صارت ثورة ولا انقلابات من صالح الإسلام والمسلمين، لكن يخسر المسلمون رجالهم وأعمارهم وأموالهم وتخرب دورهم، ثم يؤتى بعلماني بدل العلماني، أو يؤتى ببعثي بدل البعثي، وربما تفضلوا وأتوا بعلماني بدل شيوعي. فأعداء الإسلام هم الذين يضعون هؤلاء الحكام على الكراسي، فمن كانت به غيرة على الإسلام فَلْيَبْدَأ بجهاد أمريكا ?ونسأل الله أن يُقَيِّضَ لها شعبًا بطلا، كما قيض لروسيا إخواننا الأفغانيين جزاهم الله خيرًا? فهي رأس البلاء، وهي التي أفسدت المسلمين، وأفسدت حكامهم بدولاراتها وبإعلامها. أما الثورات والانقلابات على الحكام الذين هم في الديار الإسلامية فهذه ليست سبيل الإصلاح، وسبيل الإصلاح هو تعليم المسلمين كتاب ربهم وسنة نبيهم وتعليمهم سيرة النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وسيرة صحابته، وما صبروا عليه من الفقر وَالْعُرْيِ والخروج من الأوطان والأمراض الوبائية التي حصلت لهم في المدينة بعدما هاجروا، فهكذا ينبغي أن نربي شعوبًا قريبة من الصحابة، وما أظننا نستطيع، لكن ولو قريبة من الصحابة، أما شعب يغضب إذا قطع الغاز أو قطع السكر أو قطع الحبوب، ويقومون بثورة على حاكمهم الذي يريد لهم الخير فيكون شخصًا أخذته الغيرة وقال: تخرج على الطاغوت، وخرج على الطاغوت، وأمريكا قطعت ما كانت تورده، فقالوا: أنت الذي سَبَّبْتَ لنا الجوع والعري، فلا بد أن نقتلك حتى نستريح منك وحتى يرجع لنا السكر والغاز إلى غير ذلك. فيجب أن نعرف مجتمعاتنا، فبعض الدعوات تبني دعوتها على الخيالات وعلى الأوهام وعلى التلبيس على المجتمع، ينقلون الناس من كذبة إلى كذبة أخرى، فعلم من هذا أن أهل السنة من أعظم الناس إنكارًا لشرك القصور. [فضائح ونصائح 14?15]
س/ هل الخروج ضدّ الحكام مسموح؟
ج/ الخروج ضد الحكام بلية من البلايا التي ابتلي بها المسلمون من زمن قديم، وأهل السنة بحمد الله لا يرون الخروج على الحاكم المسلم لأن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: ((من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه)) ويقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((إذا بويع لخليفتين فاضربوا عنق الآخر منهما)) وعبادة بن الصامت -رضي الله عنه- يقول: دعانا النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فبايعناه فقال فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا، وَأَثَرَةٍ علينا، وَأَلَّا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من الله فيه برهان. فالخروج على الحاكم يعتبر فتنة فبسببه تُسفك الدماء ويضعف المسلمون حتى لو كان الحاكم كافرًا فلا بد أن يكون لدى المسلمين القدرة على مواجهته، حتى لا تسفك دماء المسلمين؛ فإن الله عز وجل يقول: ?وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا? [النساء: 93] تاريخ أهل السنة من زمن قديم لا يجيزون الخروج على الحاكم المسلم، وفي هذا الزمن الخروج على الحاكم الكافر لا بد أن يكون بشروط، فإذا كان جاهلًا لا بد أن يُعَلَّم، وألا يؤدي تغيير المنكر إلى ما هو أنكر منه، ولا تسفك دماء المسلمين. [تحفة المجيب 227?228]
1 فأهل العلم بحمد الله لا يدعون إلى الفتن ولا يدعون إلى الثورات والانقلابات اليوم وغدا وبعد غد، لن ندعو إلى فتنة حتى ولو ظلمنا ولا إلى ثورات ولا إلى انقلابات، لأننا في شعبين مسلمين. [المصارعة 22]
1 ولسنا ندعو الناس إلى الثورات والانقلابات وقد قلت غير مرة: إنها لو حدثت في اليمن فتنة واستطعت أن أهرب بديني إلى بلدة أخرى لفعلت، فلن أوجه بندقيتي إن شاء الله إلى مسلم يصلي بإذن الله تعالى. [المصارعة 45]
1 ولست أدعو إلى الثورات والانقلابات، فإن الثورات والانقلابات ليست سبيل الإصلاح، أدعو إلى التعاون ومناشدة المسئولين وجلوس في بيوت الله وتبليغ شرع الله وعقد المحاضرات. [المصارعة 82]
1 وإنني أناشدكم الله يا أهل السنة أن تناصحوا ولاة أموركم وَأَلَّا تأخذكم في الله لومة لائم، وعقيدتكم بحمد الله معروفة لدى المسئولين أنكم لا تريدون الكراسي ولا تريدون الدنيا وأنكم لا تشجعون على الخروج عليهم لماذا؟ لأن عقيدتكم لا تجيز الخروج على الحاكم المسلم، والرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: ((من أتاكم وأمركم جميع يريد أن يفرق بينكم فاضربوا عنقه)) والرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: ((خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم)) قالوا: أفلا ننابذهم يا رسول الله؟ قال ((لا، ما صلوا)) من أجل هذا فأنا أُجَمْرِكُ سيارتي وأعتقد أن الجمرك محرم، وأقول: هذا إلى ذمة الدولة، وأنا أيضًا أعطي الضرائب على سيارتي وأعتقد أن الضرائب محرمة، لكن نقول: هذا في ذمة الدولة، ولسنا دعاة فتنة، أهل السنة ليسوا دعاة فتنة، وليسوا دعاة ثورات وانقلابات، بل هم دعاة إصلاح بل هم يعتبرون رحمة من الله، إذا عملوا بسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لأن الله ?سبحانه وتعالى? يقول لنبيه محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ?وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ? [الأنبياء: 107] ولئن كان النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قد مات فإن سنته باقية. [المصارعة 435، 434]
1 على أننا ندعو إلى المفاهمة في حدود كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ولسنا نتشوق، ولسنا نفرح بالحرب؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: ((لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا)) ويقول الشاعر كما في «صحيح البخاري» في كتاب الفتن:
الحرب أول ما تكون فتية
تسعى بزينتها لكل جهولِ
حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها
أضحت عجوزًا غير ذات حليلِ
شمطاء ينكر لونها وتغيرت
مكروهة للشم والتقبيلِ
فلسنا ندعوا إلى الفتنة وإلى الثورات والانقلابات. [المصارعة 517]
1 الحكومات نحبها بقدر ما فيها من الخير، ونبغضها لما فيها من الشر، ولا نجيز الخروج عليها إلا أن نرى كفرًا بواحًا عندنا فيه من الله برهان، بشرط أن نكون قادرين، وألا تكون المعركة بين المسلمين من الجانبين، فإن الحكام يصورون الخارجين عليهم بصورة المخربين المفسدين، وَثَمَّةَ شروط تراجع من كتبنا الأخرى.
[هذه دعوتنا 14]
هؤلاء أصحاب الثورات والانقلابات على الملوك والرؤساء مساكين ما هم إلا ضرر على الدعوة الإسلامية.
من كتاب إعلام الأجيال بكلام الإمام الوادعي في الكتب والجماعات والرجال
ما حكم الشرع في الإضرابات والمسيرات و المظاهرات و الانتخابات؟
الحكم في هذا أنه تقليد لأعداء الإسلام، و صدق الرسول ?صلى الله عليه وعلى آله وسلم? إذ يقول: ((لتتبعن سنن من كان قبلكم، حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه، قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن))، فالمهم أنه يعتبر تقليدا لأعداء الإسلام، فليذكروا مظاهرة صحيحة عند أن ضرب أبو بكر في الحرم، ويذكروا لنا مظاهرة صحيحة في وقت علي بن أبي طالب ومعاوية، وليذكروا لنا مظاهرة في الزمن الأموي، أو في الزمن العباسي، فهي جاءت من قبل أعداء الإسلام، وتلقاها الإخوان المفلسون.
يا إخواننا، دعوة الإخوان المفلسين تعتبر بلاء، كلما جاء شيء من قبل أعداء الإسلام: مرحبا هاتوا، سواء يسمعوا مظاهرات وتمثيليات، أي شيء يأتي من قبل أعداء الإسلام صبغوه بصبغة، إن استطاعوا أن يأتوا بشبهة وإلا كذبوا، حتى إن القرضاوي قرض الله لسانه وشفتيه، حث النسوة على التمثيل، أف لك، اللهم عليك بالقرضاوي يا أرحم الراحمين، الذي هدم كثيرا من الدين، أو حارب الدين، وإلا فلا يستطيع أن يأتينا بشيء من دين الله، عبد المجيد الزنداني يدعو نساء اليمن المسكينات إلى مجلس الشيخات في اليمن....
السائل: بارك الله فيكم، بقي من السؤال الإضرابات عن العمل، في تلك الدول وهي أن تجتمع المؤسسات أو الجامعة على عدم العمل ذلك اليوم؟
الإخوان المفلسون يدعون إلى الإضراب هاهنا في اليمن عند أن ارتفعت بعض الأسعار، فالمهم هذا ليس بمشروع يا إخوان، إن أعجبتك وظيفتك وإلا تركتها، ولن يضيعك الله سبحانه وتعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ}.
من شريط أسئلة السلفيين بفرنسا
من هنـــــــــــــــــــــــــــا



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الإثنين مارس 25, 2024 6:10 pm عدل 3 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الإثنين مارس 25, 2024 11:01 am

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Oc_aay10
ما حكم المظاهرات والمسيرات التي يقال عنها سلمية ؟
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا
أو


الكلام على إسناد حديث : ( ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم رجل على فضل ماء بالفلاة يمنعه من ابن السبيل .
أضغط هنــــــــــــــــــــــا
السؤال:
هل يدخل في هذا الحديث من يقوم بالمظاهرات لارتفاع الأسعار ونحو ذلك من أمور الدنيا، إذا وقع فيها ظلم؟
الجواب:
مثل هذه الأعمال هي من السَّفه! وهذه أشياء غير معروفة؛ وإنما هي من الأمور التي استجدَّتْ، وتلقَّاها المسلمون من الكفَّارِ.
[من درس شرح سنن ابن ماجه (الشريط رقم: 207، الدقيقة: 13:21)]
هل يدخل في هذا الحديث من يقوم بالمظاهرات لارتفاع الأسعار ونحو ذلك من أمور الدنيا إذا وقع فيها ظلم ؟
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــا
تنبيهات على مقالٍ حول إباحة المظاهرات السلمية
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
و بعد، فقد اطلعت على كلمة لأحد المشايخ بعنوان: ((نظرات شرعية في وسائل التعبير العصرية)) نشرت في 25/3/1432هـ بعد المظاهرات والأحداث التي حصلت في بعض دول شمال أفريقيا، وقد اشتملت على تأييد المظاهرات السلمية وأنها شرعية، وكان اطلاعي عليها بعد نصف شهر من نشرها، وقد نشر بعد هذه الكلمة إيضاحاً ذكر فيه أن صاحب الموقع الذي نُشرت فيه الكلمة اقترح عليه حذفها مخافة أن يستغلها أهل السوء والجهل من بعض الشباب والكتاب والصحفيين وأنه وافق على هذا الاقتراح، وقد أحسنا جميعاً في حذفها، ولكون الكلمة انتشرت في مواقع أخرى أعلق على بعض ما جاء فيها بما يلي:
1ـ قوله: ((وقد كثر الخوض في حكمها (المظاهرات السلمية) بعد الثورة الشعبية السلمية في تونس ومصر وليبيا وغيرها، وكل هذه الثورات لم يسفك المتظاهرون فيها دما ولم يشهروا سلاحا ولم ينهكوا نفسا أو يفسدوا شيئا من الممتلكات))، لا يخفى أن هذه المظاهرات التي ذهب فيها دولتان صاحبها اختلال في الأمن وحصول مفاسد وترتب عليها سلب ونهب وسفك دماء وأقل أضرارها التضييق على الناس في طرقاتهم وحصول الرعب للآمنين ثم إن الذين يقومون بتصريف الأعمال في الفترة الانتقالية بين الماضي والمستقبل لم يجر على ألسنتهم ـ في ما علمت ـ ذكر أي شيء فيه السعي لتطبيق شريعة الله في هذين البلدين المسلمين وكل ما في الأمر عندهم هو الدندنة حول ترسيخ الديمقراطية المستوردة من الغرب المباينة لشريعة الإسلام وإذا لم يتم للمسلمين في تلك البلاد حكمهم بشريعة ربهم فأي مكاسب ينشدونها بعد تلك الثورات التي لا يعدو الحال فيها أن يجيء وجوه بدل وجوه مع بقاء حليمة على عادتها القديمة كما في المثل، والله المستعان.
2ـ قوله: ((إن حق المسلم في حرية التعبير عن رأيه أكثر الحقوق التصاقاً بحق الحياة ... إن التعدي على حرية التعبير ظلم وإهدار لكرامة الإنسان و تقييدها و إلزامه بتقليد الغير ووجوب التبعية له))، حرية التعبير للمسلم تكون في حدود ما هو سائغ شرعاً، وما أُطلق عليه تعبير سلمي كالمظاهرات والاعتصامات والمسيرات يُرجع في معرفة حكمه شرعاً إلى أهل العلم، ومن أبرز علماء الشريعة في هذا العصر شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله وقد قال: ((فالمسيرات في الشوارع والهتافات والمظاهرات ليست هي الطريق للإصلاح والدعوة، فالطريق الصحيح بالزيارة والمكاتبات بالتي هي أحسن فتنصح الرئيس والأمير وشيخ القبيلة بهذا الطريق لا بالعنف والمظاهرة، فالنبي صلى الله عليه وسلم مكث في مكة ثلاث عشرة سنة لم يستعمل المظاهرات ولا المسيرات ولم يهدد الناس بتخريب أموالهم واغتيالهم)) مجلة البحوث الإسلامية (38/210)، وكلامه واضح في منع المظاهرات السلمية وغير السلمية لا كما فهمه عنه صاحب المقال في قوله: ((فسماحته لم  يعترض على المظاهرات السلمية وإنما منع المظاهرات غير السلمية وهي التي ينتج منها المفاسد والفتن وهذه حرام ولا شك))، قال ذلك تعليقاً على قول سماحته رحمه الله: ((إن العلماء وجميع الدعاة وأنصار الحق أوصوا بتجنب المسيرات والمظاهرات التي تضر بالدعوة ولا تنفعها وتسبب الفرقة بين المسلمين والفتنة بين الحكام والمحكومين)) مجموع الفتاوى (7/344)، ومنهم الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله فقد قال في لقاء الباب المفتوح (179) في جواب سؤال يتعلق بالمظاهرات؛ قال: ((عليك باتباع السلف، إن كان هذا موجوداً عند السلف فهو خير، وإن لم يكن موجوداً فهو شر، ولا شك أن المظاهرات شر؛ لأنها تؤدي إلى الفوضى لا من المتظاهرين ولا من الآخرين، وربما يحصل فيها اعتداء؛ إما على الأعراض، وإما على الأموال، وإما على الأبدان؛ لأن الناس في خضم هذه الفوضوية قد يكون الإنسان كالسكران ما يدري ما يقول ولا ما يفعل، فالمظاهرات كلها شر سواء أذن فيها الحاكم أو لم يأذن، وإذن بعض الحكام بها ما هي إلا دعاية، وإلا لو رجعت إلى ما في قلبه لكان يكرهها أشد كراهة، لكن يتظاهر بأنه كما يقولون: ديمقراطي وأنه قد فتح باب الحرية للناس، وهذا ليس من طريقة السلف))، ومنهم الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله فقد وصف المظاهرات بأنها من عادات الكفار وأساليبهم التي تتناسب مع زعمهم أن الحكم للشعب وتتنافى مع قوله صلى الله عليه وسلم: ((خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم)) السلسلة الضعيفة (6531)، ومما جاء في بيان هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية بتاريخ 1/4/1432هـ: ((وبما أن المملكة العربية السعودية قائمة على الكتاب والسنة والبيعة ولزوم الجماعة والطاعة فإن الإصلاح والنصيحة فيها لا تكون بالمظاهرات والوسائل والأساليب التي تثير الفتن وتفرق الجماعة، وهذا ما قرره علماء هذه البلاد قديماً وحديثاً من تحريمها، والتحذير منها، والهيئة إذ تؤكد على حرمة المظاهرات في هذه البلاد، فإن الأسلوب الشرعي الذي يحقق المصلحة، ولا يكون معه مفسدة، هو المناصحة وهي التي سنها النبي صلى الله عليه وسلم وسار عليها صحابته الكرام وأتباعهم بإحسان))، وليس من اللائق بصاحب المقال تسويغه في مقاله قيام عدد من النساء قل أو كثر أمام وزارة الداخلية أو وزارة العدل أو المحكمة الشرعية أو دار الإفتاء يطالبن بتوظيفهن أو رفع ظلم أوليائهن ...، والطريق السليم أن تتقدم كل واحدة إلى الجهات المسئولة في حاجتها أو بيان مظلمتها وطلب رفع الظلم عنها.
3ـ قوله: ((إن حرية التعبير في الإسلام هي أساس الدعوة إلى الخير قال تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، وأصول المعروف والمنكر منصوصة كلها في الكتاب والسنة ولكن أصنافها وأنواعها وأعدادها تتكاثر وتتسارع  بتكاثر البشر وتوالدهم قال تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون}، والمظاهرة السلمية أحد مظاهر حرية التعبير لأنها تسعى لإعادة حقوق الشعب المسلوبة و المتعدى عليها ...))، ليس من اللائق إقحام ما يسمى بالمظاهرات السلمية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير لأنها مستوردة من الغرب ويترتب عليها مفاسد أقلها التضييق على الناس في طرقاتهم كما أشرت إلى ذلك آنفاً، وهي من جملة المظاهرات التي منع منها علماء هذه البلاد وغيرهم الذين نقلت كلامهم في ذلك.
4ـ جاء في المقال وصف ولي الأمر الذي يسمع له ويطاع بالعادل في ثلاثة مواضع، وهذا التقييد بالعدل خلاف ما دلت عليه النصوص من الكتاب والسنة التي أمرت بالسمع والطاعة للولاة مطلقاً ما لم يأمروا بمعصية، منها ما رواه مسلم في صحيحه (1846) من حديث وائل بن حجر رضي الله عنه قال: ((سأل سلمةُ بن يزيد الجعفي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: يا نبيَّ الله! أرأيتَ إن قامتْ علينا أُمراءُ يسألونا حقَّهم ويمنعونا حقَّنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسمعوا وأطيعوا؛ فإنَّما عليهم ما حُمِّلوا وعليكم ما حُمِّلتُم))، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((ستكون أثرة وأمور تنكرونها، قالوا يا رسول الله فما تأمرنا؟ قال: تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم)) رواه البخاري (3603) ومسلم (4775) عن ابن مسعود رضي الله عنه، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّه يُستعمل عليكم أُمراءُ، فتعرفون وتنكرون، فمن كره فقد برئَ، ومَن أنكر فقد سلِم، ولكن مَن رضي وتابع، قالوا: يا رسول الله! ألا نقاتلُهم؟ قال: لا! ما صلّوا)) رواه مسلم (1854) عن أمّ سلمة رضي الله عنها، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((خيارُ أئمَّتكم الذين تحبُّونهم ويحبّونكم، وتُصلُّون عليهم ويُصلُّون عليكم، وشِرارُ أئمَّتكم الذين تُبغضونهم ويُبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم، قالوا: قلنا: يا رسول الله! أفلا ننابذُهم عند ذلك؟ قال: لا! ما أقاموا فيكم الصلاةَ، لا! ما أقاموا فيكم الصلاةَ، ألا مَن وليَ عليه والٍ، فرآه يأتِي شيئاً مِن معصية الله، فليكره ما يأتِي مِن معصية الله، ولا ينزعنَّ يداً مِن طاعةٍ)) رواه مسلم (1855) عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية، فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة)) رواه البخاري (7144) ومسلم (4763) واللفظ له عن    عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: ((دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه، فقال فيما أخذ علينا: أن بايعنا على السَّمع والطَّاعة في مَنشَطِنا ومَكرَهِنا وعُسرِنا ويُسرِنا، وأثرَةٍ علينا، وأن لا نُنازع الأمرَ أهلَه، إلا أن ترَوا كفراً بَواحاً عندكم مِن الله فيه بُرْهانٌ)) رواه البخاري (7055) ومسلم (4771)، وهذان الحديثان عن عبد الله بن عمر وعبادة بن الصامت رضي الله عنهم؛ ذكرهما صاحب المقال وهذا يشعر أن وصفه الوالي بالعادل سهو أو سبق قلم، وإنما نبهت على هذا لئلا يُفهم وصفه الوالي بالعادل فهماً خاطئاً.
5ـ ذكر أربعة أدلة لجواز المظاهرات السلمية قال عن أولها: ((الأصل فيها الإباحة والبقاء على البراءة الأصلية حتى يرد دليل خاص في المنع وهي وسيلة جديدة ولا يترتب عليها مفسدة لأنها سلمية بحتة ومتى ترتب عليها مفسدة فهي محظورة))، تقدم أن الأصل فيها استيرادها من الغرب وأنها لا تخلو من مفاسد وأضرار أقلها التضييق على الناس في طرقاتهم وأن كبار العلماء في هذه البلاد وكذا الشيخ محمد بن ناصر الدين الألباني قالوا بتحريمها لما يترتب عليها من أضرار، وقال عن ثانيها: ((جميع آيات وأحاديث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كلها أدلة للمظاهرات السلمية ...))، تقدم أنه ليس من اللائق إقحام المظاهرات السلمية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير وأيضاً فإن هذا الاستلال عليها من التكلف وهو خلاف ما فهمه كبار العلماء الذين أشرت إليهم، ودليله الثالث: حديث أبي هريرة رضي الله عنه في قصة الرجل الذي آذاه جاره وأرشده النبي صلى الله عليه وسلم أن يُخرج متاعه إلى الطريق، ولفظه عند أبي داود (5153) بإسناد حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه يشكو جاره، فقال: اذهب فاصبر! فأتاه مرتين أو ثلاثاً، فقال:  اذهب فاطرح متاعك في الطريق، فطرح متاعه في الطريق فجعل الناس يسألونه فيخبرهم خبره، فجعل الناس يلعنونه فعل الله به وفعل وفعل، فجاء إليه جاره فقال له: ارجع لا ترى مني شيئاً تكرهه))، والحديث لا يدل على جواز المظاهرات المحدثة، وإذن الرسول صلى الله عليه وسلم للرجل بإخراج متاعه حصل لصحابي، والصحابة أهل صدق، وليس كل من جاء بعدهم يرشد إلى ذلك؛ لأنه ليس كل من يدعي مثل هذا يكون صادقاً بل قد يكون مبطلاً مؤذياً لجاره، أما دليله الرابع: فحديث إياس بن عبد الله بن أبي ذباب رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تضربوا إماء الله! فجاء عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم  فقال: يا رسول الله! قد ذئـر النساء فأمر بضربهن، فضربن فطاف بآل محمد صلى الله عليه وسلم نساء كثير، فلما أصبح قال: لقد طاف الليلة بآل محمد سبعون امرأة كل امرأة تشتكي زوجها، فلا تجدون أولئك خياركم)) وهو حديث صحيح رواه أبو داود (2145) وابن ماجه (1985) واللفظ له؛ قال في وجه الاستدلال بالحديث: ((فإذا كان النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم خرجن جماعات أو فرادى يشتكين ضرر أزواجهن! أليست هذه مظاهرة سلمية؟))، ويجاب عنه بأن مجيء هؤلاء النسوة ليس من المظاهرات في شيء؛ لأن مجيئهن جميعاً لم يكن عن مواطئة ومواعدة بل كل واحدة جاءت على حدة فاتفق أن تلاقين عند بيوت النبي صلى الله عليه وسلم ، والغالب أن ذكر السبعين فيه للتكثير كقوله تعالى: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ}، ونظير هذا التلاقي اتفاقاً عند بيوت الرسول صلى الله عليه وسلم التقاء زينب امرأة عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما التي جاءت تسأل عن الصدقة على الزوج بامرأة من الأنصار بباب رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجتها مثل حاجتها رواه البخاري (1466) ومسلم (2318).
وأسأل الله عز وجل أن يرينا الحق حقاً ويوفقنا لاتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويوفقنا لاجتنابه وأن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان إنه سميع مجيب.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
عبد المحسن بن حمد العباد البدر
أضغط هنـــــــــــــــــــــــpdfــــــــــــــــــــا


عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الإثنين مارس 25, 2024 10:45 pm عدل 3 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الإثنين مارس 25, 2024 11:30 am

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Aayao10
الرد على من يزعم أنَّ المظاهرات ليست من باب العبادات .
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــا
المظاهرات ضد الكفار ليست من الوسائل الشرعية .
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا
تحريم المظاهرات .
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا
وقال – رحمه الله– في معرض ملاحظاته على جماعة ( الإخوان المسلمين ):
( الملاحظة الثالثة والعشرون: تنظيم المسيرات والتظاهرات والإسلام لايعترف بهذا الصنيع ولا يقره بل هو محدث من عمل الكفار وقد انتقل من عندهم إلينا، أفكلما عمل الكفار عملا جاريناهم فيه وتابعناهم عليه.
إن الإسلام لا ينتصر بالمسيرات والتظاهرات، ولكن ينتصر بالجهاد الذي يكون مبنيا على العقيدة الصحيحة والطريقة التي سنها محمد بن عبد الله – صلى الله عليه وسلم - ولقد ابتلي الرسل وأتباعهم بأنواع من الابتلاءات فلم يؤمروا إلا بالصبر فهذا موسى عليه السلام يقول لبني إسرائيل رغم ما كانوا يلاقونه من فرعون وقومه من تقتيل الذكور من المواليد واستحياء الإناث يقول لهم: ما أخبر الله عزّ وجلّ به عنه قال موسى لقومه : {استعينوا بالله واصبروا إنّ الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين} [ سورة الأعراف : 128] .
وهذا رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يقول لبعض أصحابه لما شكوا إليه ما يلقونه من المشركين (إنّ من كان قبلكم كان يؤتى بالرجل منهم فيوضع المنشار في مفرقه حتى يشق ما بين رجليه ما يصده ذلك عن دينه وليتمنّ الله هذا الأمر حتى يسير الرجل من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلى الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون فهو لم يأمر أصحابه بمظاهرات ولا اغتيالات.
[المورد العذب الزلال : 228] .


عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في السبت أبريل 20, 2024 11:11 pm عدل 2 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الإثنين مارس 25, 2024 12:01 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Aayoca10
المظاهرات من الفساد في الأرض و ليست من الصلاح و لا الإصلاح .
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــا
أو

هل تُعتبر المظاهرات من الخروج على الحاكم ؟
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــا
فتوى العلامة اللحيدان في ساحة الإرادة تاريخ11/11/2012 .
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــا
المشاركة في المظاهرات السلمية
أضغط هنــــــــــــــــــــا
السؤال : هل من الوسائل المشروعه إقامة الإعتصامات والمظاهرات بحجة أنها مظاهرات سِلمِيّــة لا يوجد فيها عنف ولا تخريب؟؟.
الجواب :- هذه من البدع، لو كان ذلك خيراً لسبقنا إليه الصّحابة - رضي الله عنهم -، بل هذه المظاهرات إنما هي أعمالُ جاهليةٍ ما أنزل الله بها من سلطان.
بل نصرةُ الحقّ بالدّعْوَةِ إليه، وَتَأييدِ مَنْ قامَ بما لا يَتَرَتّبُ عليهِ مُنكَرٌ أكبر، وبيان أنّ أجلّ الأمور وأعلاها قدراً : الاكتفاءُ بسنةِ المختار - صلى الله عليه وسلم - بكل أمر.
ثم إن المظاهرات لا عَقلَ لها، يَحصُلُ بها تدميرٌ وإفساد، رُبما جَرّت إلى القمعَ مِن الجهاتِ الأخرى وإذلال ، وَرُبّما إلى سفكِ دماءٍ وإنتهاكِ حُرُمات.
وهكذا كل طريقةٍ تُسلك لم تكن مِمّا سَنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - والخلفاءُ الراشدون، وخير الهدي ما سرت عليه الامة، ولن يصلح آخر الأمة إلى ما أصلح أولها".
[من شريط (( هذه سبيلي )) في الملتقى المؤمل في اتباع الصدر الاول....]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمد ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , ونستجير به من الفتن ما ظهر منها وما بطن , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير , وأشهد أن محمدا عبد الله وخليله ورسوله , بعثه رحمة للعالمين , فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة وجاهد في الله حق جهاده , وتركنا على محجة بيضاء , من تمسك بها وأحسن السير على منهاجها , أمن من الفتن , ووقاه الله – جل وعلا – من الشرور والمحن , ومن خلّط وتجاوز , وأعرض عن سنة المصطفى – صلى الله عليه وسلم - فلا يلومن إلا نفسه .
نصيحتي لكل مشاهد ومستمع : أن يتقي الله ونتقي الله جميعا فيما بيننا وبين ربنا – جل وعلا – وفيما بيننا وبين أنفسنا وإخواننا , وفيما بيننا وبين ذرياتنا وبيوتنا , نراقب الله ونعلم أن ما آتاه الله للعبد هي نعمة ينبغي أن يشكر الله عليها , إن أتاه ذرية يرعاهم ويحسن تربيتهم وأن يتفقد أمورهم وأن يتفقد البيت ويحرص على أن يكون البيت بيت تقى وطاعة لله – جل وعلا – فحتى تسري العدوى للبيوت وحتى تستقيم الأمور , وقد قال الله – جل وعلا - : ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) فالفتن إذا عصفت رياحها واستشرت نارها ؛ فإنها لا تفرّق , تأكل الأخضر واليابس , ولذلك ينبغي للإنسان أن يكثر من الاستعاذة بالله – جل وعلا - من الفتن , ثم عليه أن يتفقد نفسه وينظر في هواها , يعرض الأمور على ميزان الشرع , فما كان ميزان الشرع يرتضيه , وكما يتوقع على الثواب على القيام به و كان يحسن القيام به , فليتق الله , وما كان ميزان الشرع يأباه فليتق الله - جل وعلا - إن من أهم ما ينبغي للمسلم أن يكون عليه أن يحفظ بيته قبل كل شيء بالصيانة , ويصون أهله من امرأة وبنات عن الاختلاط بالرجال الأجانب , أن يحملهم على الحجاب الشرعي الذي يكون بسببه أُغلق باب الفتن فيما يتعلق بفتن النساء وقد قال سيد البشر : " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء " وأخبر – صلى الله عليه وسلم - أن أول فتنة وقعت في بني إسرائيل بسبب النساء , فليتق الله المسلم , ونصيحتي لكل رجل وامرأة أن يتعاونا جميعا على إصلاح البيوت واستقامة أمورها , وأنصح المرأة التي هي ربة المنزل التي ينبغي أن تكون حائطا للمنزل , متفقدة أحوال من فيه أن تحسن الرعاية وأن تكون صالحة حتى تكون من الكنوز النادرة , فإن المؤمن ما كنز كنزا أعظم من المرأة الصالحة التي إن أمرها أطاعته , وإن نظر إليها سرته وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله , فليتق الله الجميع , ثم إني أنصح الجميع أن يتجنبوا الفتن , نحن في هذه الأيام نعيش فتنة شعوى وبلية داهية دهيا , ينبغي أن نحرص تمام الحرص على سؤال الله – جل وعلا - أن يسكن الريح ويصد عن المسلمين الفتن وأن يصلح حالهم , لا مانع أن أذكر شيئا بسيطا مما يتعلق بما يدور هنا وهناك :
أولا : من ظهر الدين الإسلامي وانتهت الخلافة الراشدة بعد وفاة الخليفتين , وفي عهد الخليفة الثالث قامت فتن يمكن أن نسميها مظاهرة وكانت مصدر بلاء وشر , كان ضحيتها الخليفة الراشد : عثمان بن عفان – رضي الله عنه - وهو أحد الخلفاء الذين قال المصطفى في حقهم : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين من بعدي , عضوا عليها بالنواجذ , وإياكم ومحدثات الأمور ) إذن هذه المظاهرات السيئة والغوغائية الطائشة وما يقابلها وما يدخل معها من البلاء والشر المستطير ينبغي للمسلم أن يكون حريصا على تجنبه النبي – صل الله عليه وسلم - بين ما على الحكام كما بين ما على المحكومين :
الحكام : بين – صل الله عليه وسلم - ما عليهم وأن على الحاكم أن يتقي الله ويعدل في رعيته ويحرص على التماس أحسن الأمور لهم ويتجنب الجور عليهم وأن يخاف الله سبحانه وتعالى , فإن النبي – صل الله عليه وسلم - أخبر أن ما من والي ولا خليفة إلا تخلو له بطانتان : بطانة خير تذكره بالخير وتحثه عليه وتعينه إذا ذكر , وبطانة شر تثبطه عن الخير وإذا نسي لا تذكره , فليحرص المسلم على أن يكون فيما بينه وبين الله عيبة نصح فيمن يتولى الأمر بالدعاء له بالتوفيق والسداد في الأمر والتمسك بسنة محمد – صلى الله عليه وسلم - , الذي ذكر أنه ما من والي يتولى أمر الأمة فيغش لها إلا لن يدخل معهم الجنة , الأمر خطير جدا خطير .
هذه البلية التي شاهدناها ولا يزال الناس يشاهدونها وتعصف عواصف مرة قد يكون راح ضحيتها دماء بغير حق وسلبت أموال بالباطل وأفسدت آمال بغير حق , كل ذلك فيه تعد على حدود الشرع , لا منا من يدخل بين صفوفها ليشيع الفتن , قد تكون لمّا لا تخريب فيها ولا سفك دماء ولا تعد على حرم وهو حرمات وأنفس وأموال قد تكون أخف ضررا وإن كانت مخالفة للمنهج الشرعي , لكنه إذا دخل بينها وبين صفوفها من يبيتون للناس شرا أو يريدون أن يشعلوا الفتنة أو أن يحملوا الحاضرين كما حصل في يوم الجمل وما دخل فيه صار من ضحيته من قتل من خيار الصحابة , إذن الفتن إذا عصفت شرها عظيم , يقول أحد الصحابة – رضي الله عنه - لما قامت الفتن وهو من كبار الصحابة : ( كنا نقرأ هذه الآية : " واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة " ما كنا نظن أنها فينا , وإذا هي فينا ) .
فليحرص المسلم لا أستمر وأطيل , لكني أسأل الله – جل وعلا - أن يسكن الفتنة وأن يحقق بعدها الخير لمصر ولغيرها من البلاد الإسلامية وأن يدفع كل فتنة وأن يقضي على بواعثها ويقضي على باعثيها , وأن يهدي كل من تولى أمرا من المسلمين أن يحكم فيهم شرع الله في أخلاقهم وعقيدتهم وأموالهم ودمائهم وأن يراقب الله في خلوته فإن الله - جل وعلا - لا تخفى عليه خافية , وقد يملي للظالم لكنه إذا أخذه أخذه لم يفلته كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم - : " إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته " ثم تلا قول الله – جل وعلا - : " وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ " أسأل الله أن يلطف بنا ويلطف بإخواننا المسلمين في كل مكان ويغفر لأموات المسلمين ويوفق الجميع للرجوع إلى شرع الله - جل وعلا- فيما يقولون ويقضون , النبي – صلى الله عليه وسلم - لما ذكر له جور الولاة وعدوانهم وما يتعلق بعدم عدلهم قال بعض الصحابة : أفلا ننابذهم يا رسول الله ؟ قال : لا ما صلوا , لا , حتى تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان " والله المستعان وصلى الله على نبينا محمد و وأسال الله أن يوفقني والسامعين للسداد في كل أمر إنه سميع الدعاء .
المقدم : لا يمكن أن نتجاوز الموضوع الذي جرى في الدول العربية , ثانيا : أن الناس في العالم الإسلامي كله دائما موقف المملكة العربية السعودية من الأحداث , الموقف الشرعي , موقف العلماء , سماحة الشيخ صالح عضو هيئة كبار العلماء من الشخصيات العلمية المعروفة في العالم الإسلامي ولذا هذا الرأي سيصدر إلى الناس , و من حق الناس أن يطرح بعض المناقشات لوجود سماحة الشيخ الذي لا يأتي إلا حلقة في الشهر , وهذه فرصتنا الآن , فسماحة الشيخ صالح , إنا بأنقل لك كلام الناس إللي يقولونه يطرحونه في الصحافة وغيره .
شيخ صالح قد يقولون البعض : أنكم أنتم الآن تقولون مثلا : الذين في الجمل ( الزبير وطلحة ) البعض يقول : إن المقارنة هذه مقارنة جائرة يعني , عثمان – رضي الله عنه - دمه لا يقارن اليوم ولا الخروج عليه بالخروج على من كب الناس بالحديد وساموهم سوء العذاب, فيقولون هذه أصلا يعني مقارنة جائرة تماما أن يقارن حصار عثمان بحصار من منع الصلاة مثلا أو منع الناس أن يتنفسوا هواء إسلاميا , هذا طرح , الطرح الآخر يقولون : لماذا أنتم – العلماء الشرعيون – توجهون حديثكم إلى الشعوب أن تصمت أن تسكت ألا تتكلم , لماذا الموقف الشرعي لا يخاطب هؤلاء أن يتقوا الله في هؤلاء الشعوب , أن يؤدوا على الأقل دينهم , نحن لا نتكلم عن أموالهم , أموالهم سرقت , لكن على الأقل أن يؤدوا دينهم , صلاتهم , عبادتهم , كما جرى في احدى الدول , أنا أنقل لك كلام الناس , وفرصتي حقيقة اسمحي يا شيخ , فرصتي مثل غيري حتى أطرح هذه الكلام ويسمعه المشاهد؟.
ـ الشيخ : النبي – صلى الله عليه وسلم - ذكر له قال : على المسلم السمع والطاعة, وإن ضرب ظهره وأخذ ماله , قالوا : إذا تولى أناس يطلبون منا ولا يعطونا حقنا , قال : أدوا ما عليكم وسألوا الله الذي لكم , هل كان النبي – صلى الله عليه وسلم - لا يفكر في العواقب ؟ نتائج هذه الثورات – كما تسمى – أو المظاهرات , أليس يسفك فيها دماء ؟! أليس تخرب أموال ؟ أليست تشعل حرائق ؟ في كثير من الأماكن سواء كانت الحرائق فيها للأمة أو في أموال لسائر الناس , هذه التحركات ينتج عنها جور من الجانب الثاني من السلطة , ويكون الحامل لها على الجور خروج هؤلاء , ثم تسفك دماء وتصادر أموال وتنتهك أمور ما كان ينبغي أن تحصل , فالعلماء عندما يقولون إن هذه الخرجات لم يمنعوا الكلام , لكن الناس إن كانت لهم رغبات خاصة حملوا ما يصنعون على غير ما يحتمل , النبي – صلى الله عليه وسلم - ذكر أن أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر , الناس لا يمنعون أن يتكلموا أو ينصحوا , وإذا واجهوا أن يبينوا , لكن الإثارات واستجلاب الناس والتسبب في قطع الطرق وإرباك الناس عن أعمالهم الخاصة , هذا لم يخف عن الشارع وعن المبلغ عن الله رسالاته , ولذلك لم يمنع النصح , النبي– صلى الله عليه وسلم - ذكر عند مبايعته أن يسلم ما يشترط عليه السمع والطاعة والنصح لكل مسلم , العلماء لا يمنعون النصيحة , لكنهم يمنعون الشيء الذي منعه النبي – صلى الله عليه وسلم - , المنابذة المقصودة في الحديث إنما هي المصارعة , قال : " لا , حتى تروا كفرا براحا عندكم فيه من الله سلطان" , ليس سلطان يأخذه الإنسان من هواه , أو من اتفاق مجموعة من الناس أو من إثارة من لهم طمع فيما قد ينتج عن هذه المظاهرات , النصح لولي الأمر واجب , وولي الأمر عليه أن يقبل النصيحة , وعليه إذا وضح له الأمر الشرعي أن يرجع إليه , وإذا لم يرجع لا يقال : ثوروا عليه! وقاتلوه , فيدافع عنه من يتنعمون بصحبته , ثم يكون هناك دماء ودماء الناس كانوا فرحين بالقضاء على صدام حسين في العراق , والذي حل في العراق بعد إسقاط صدام حسين لا شك أن الذي نسمع ويبلغه كل مكان وسفكه للدماء وإنزال عذاب في أماكن كل هذه منكرات , لكن هل يقارن ما حصل في العراق من المنكرات بعد سقوط صدام حسين بما كان في حياته ؟ , وإن لم تكن هذه مظاهرات من أهل العراق وإنما أجلبت واستجلبت القوى التي تريد أمرا وأدركت بعضها أو كلها , ثم إن التعريض لأي بلد إسلامي لما قد يحصل في الدول المتربصة بأن تلتمس مما قد يحدث حجة لها حتى تقتحم وتقول إنها جاءت لتأصيل الديمقراطية وإشاعة العدل وقد جربنا وجرب الناس ما حصل من العدل !هل في أفغانستان لما قضي على طالبان ,, تحقق عدل وتنمية اقتصادية ونمو معيشي ؟!أو أن دماء سفكت وحريات أهدرت وفتن متنقلة وبلاء وشرا مستطيرا عاف في البلاد إلى غير ذلك لا شك أن الناس كانوا الدول الغربية تحثهم على القتال والجهاد أيام الاتحاد السوفيتي في أفغانستان , فلا ندري ما الذي جعل الأمر يتبدل , وصار من الجرائم ؟ ينبغي أن لا يُحمّل العلماء ما لم يقولوا وأن يصرف كلامهم إلى غير ما يريدون , العلماء لم يقولوا : لا ينصح أحدٌ أحدا , العلماء لا يقولوا لا ينصح أحد لولي الأمر , العلماء لا يقولون إذا أخطأ ولي الأمر لا يقال له فيما بينك وبينه ( أخطأت ) , لكن أن يشهر الأمر بأنه أخطأ ويشاع ذلك على مسامع الناس وصحافتهم وأنديتهم هل هذا يحقق مصلحة ؟ بالتجربة لا يتحقق المصلحة وإنما الوالي الجائر يستعد لصيانة نفسه واستجلاب من يضحون بمن يريد أن يضر بمصلحته من أجل حماية مصالحهم لا شك أن ما يقع الآن في مصر , واليوم يبدو أنه العاشر , ما الذي جرى فيه ؟ مصالح عطلت؟ وبنوك – حسب ما أسمع – كسدت أعمالها وإن كانت ربوية لكن الناس تعطلت لهم مصالح , المساجد قد تكون لم تعمر بالصلوات فرج عنها بالمسيرة أو ركبت حتى ينظر من يدخل فيها إلى غير ذلك من الشرور والآثام على المسلم أن يحرص بأن يدعو الله – جل وعلا – أن يكشف عن جميع البلاد الإسلامية كل منحة وبلية وأن يرزقها حسن التمسك , فالناس لما يكونون في رغد وأمن وأمان الله – جل وعلا – لا يسلب الناس هذه النعمة بدون سبب , ذلك أن الله لم يكن مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم , فلما تكون بلايا ومحن ورزايا فأسبابها أن الناس لم يتمسكوا بدين الله حقا , كما أن الله – جل وعلا – لا يغير المصائب والمحن إلا إذا غير الناس ما بأنفسهم , إذن ثارت عليهم المحن , وتراكمت البلايا وهبت أعاصير الفتن وصار الإنسان لا يعمل على نفسه ولا في بيته فهذه محنة عظيمة , لكنها إذا تغير الناس وتابوا إلى الله بصدق ونصروا أمره وعظموا دينه ورجعوا إليه بصدق نصرهم الله , فالله وعد أن ينصر من ينصره ( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) ما قال : ننصركم قبل أن تنصروا الله , لا , لا بد من نصر الله , كيف يكون نصر الله ؟ بإخلاص العبادة لوجهه – جل وعلا – الكف عن الظلم , ألم يقل النبي – صلى الله عليه وسلم - فيما يروي عن ربه – جل وعلا - : " إن الله قال : يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا " , النبي – صلى الله عليه وسلم - لما سئل قال : " الظلم ظلمات يوم القيامة " من أظلم الظلم : الشرك الأكبر , دعاء غير الله , لا أحب أن أعرّض في مصر ولا في غيرها , لكن الشرك الأكبر الآن يشيع في أغلب البلاد الإسلامية , يُدعى غير الله ويسمع هذا الدعاء ولا تجد من يستنكر ذلك استنكارا فيه غيرة صادقة على دين الله , فنسأل الله – عز وجل – أن يلطف بنا ونشر في درس مضى أشرنا إلى حديث زينب مخرج في صحيح البخاري وغيره , النبي – صلى الله عليه وسلم - قام فزعا وقال : " ويل للعرب من شر قد اقترب , فُتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج كهذه" وحلق بين الإبهام والسبابة حلقة بسيطة بالسنتيمترات قطرها , قالت : أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم , إذا كثر الخبث " , يعني لا نغتر إذا كان هناك من يتمسكون بالعبادة ويصلون ولكن الشر هو المتلاطم والجور هو المعظم , والعدل مخفى , وتغير المعالم الشرعية يقام في ذلك ويحصر الناس عن إتيان المساجد في بعض الأوقات , ويحمل الناس على مخالفة السنة ويعاقب من يطبقها ... على سبيل المثال : إذا قصر أحد ثوبه ازديء وربما أهين وربما حقق معه , النبي – صلى الله عليه وسلم - قال : " وزرة المؤمن على أنصاف الساقين , وما أسفل الكعبين ففي النار " لم يجعل ما فوق الكعبين في النار وإنما ما أسفلها , إذا طبق الإنسان السنة والنبي – صلى الله عليه وسلم – قال : " أعفوا اللحى " , إذا أعفى أحد لحيته في كثير من البلاد الإسلامية روقب ووضعت عليه علامات استفهام , البلاء مستشرٍ والبلاء عام وإن كان فيها – ولله الحمد – خير : صلوات تقام , وأصوات الأذان تجلل في المنارت وغير ذلك ولكن يخشى من الشر إذا كثرت أبوابه وعلاماته ورافعوا راياته , والله المستعان .
المقدم : ما زال لدي الكثير من التساؤلات : ما نطرحه هنا نعبر به عن حديث الناس وليس بالضرورة أن تتبناه قناة أو برنامج أو مقدم , لكن نطرحه ,, لدي مجموعة من الأسئلة ويا شيخ صالح صوتك مهم و- جزاك الله خيرا – يبقى تساؤلات أختم بها .. البعض يقول : إنه لا يمكن التغير لما جرى اليوم من أحداث إلا بدماء , المسلمون في تاريخهم كله ما انتصروا إلا بدماء أريقت , فلا يمكن أن نتصور أن الأمور تأتي بدون هذا الأمر , الأمر الثاني أنه يقال : إن العلماء – أحيانا – لا يستشعرون المعاناة ربما لأنهم في بلاد لم يتعرضوا لمثل هذا الأمر , يعني مثلا في بلاد المساجد لا تفتح إلا ببطاقة ممغنطة لا يصلى فيها ولا يسمع فيها الأذان يمنع الناس من التطبيق , الأمر الآخر يقول البعض إنه في مسيرة التاريخ الإسلامي كله حصلت حركة تناقل , الأمويين كانوا يطبقون شرع الله فأتى العباسيون فألغوا آخر خليفة ( مروان بن محمد ) فقتل , ثم أتى بعد العباسيين دول بل حتى قبل ذلك بعد عهد الخلفاء الراشدين بعد ( علي – رضي الله عنه - ) والخلاف الذي جرى .. ثم معاوية ثم عبد الملك بن مروان .. يعني الأمور هذه لا يمكن أن تأتي , ثم يقال أيضا أنا لا نقيس الوضع الشرعي في بلاد دون بلاد , بمعنى إنه والله في بعض البلاد يكون أحيانا تطبيق الشريعة الناس تأتي والأمورتتم ببيعة شرعية يقول : لم تأت ببيعة , هو حكم عسكري .. من السلطة وقادها بقوة وتولى وبالتالي فهم يقولون ليس هناك أصلا شيء شرعي حتى يقال لا تخرجوا عليهم .
أنا أطرح التساؤلات لوجود مثل الشيخ صالح معي ..
ـ الشيخ : هذه التساؤلات لا تبرر ولا تسوغ هذه المظاهرات التي ما تكون .. حتى مظاهرة الكورة يحصل فيها شر وبلاد وإفساد أموال وربما ختامها شر , ما أذن في الخروج الجماعي إلا في جهاد في سبيل الله لقتال مشروع بين مسلمين وكافرين , وأما فيما يتعلق في مثل هذه الأمور لا شك أن هذه الحكومة العسكرية هي في بدايتها ثورة , لكنها في بدايتها لم يُرَق فيها دماء , فإن الانقلاب على الملك فاروق في عام 1372 هـ لم يحصل فيه دماء وكان الناس مسالمين ومستسلمين , والجور الكثير وإنما جاء في تلك الحكومات التي تلت تلك الثورة , هذه إنما تعالج ممكن بلقاءات أو بظهور ودعاء أو غير ذلك , لكن الذي طرأ في اليومين الأخيرين فيما يسمى بالثورة في مصر , يبدو أنه أدخل فيه ما ليس فيه , ولا يعني هذا إذا لم يدخل فيه شيء أن هذا العمل عمل مشروع , الصحابة لما حصل ما حصل في عهد عثمان – رضي الله عنه – وقد رأى الصحابة هؤلاء المتجمعون الآتون رأوا عملهم منهم من هو من أبناء المهاجرين كمحمد بن أبي بكر الصديق – رضي الله عنهما – وغيره , ما حبذوا عملهم وما كانوا يتوقعون أن يحصل منه ما حصل , وأما ما بعد ذلك في يوم الجمل فكان قتال , كان الأول ليس فيه قتال , ثم تدخل الراغبون في اشتعال الفتنة فقتلوا فأصبح الناس مضطرين يقاتلوا , ثم ما حصل بين معاوية وعلي – رضي الله عنهما جميعا – فهؤلاء لا شك أنها واقعة فتنة , والنبي – صلى الله عليه وسلم - قال : تقتل عمارا الفئة الباغية , وقُتل من جيش الشام , وإن أرادوا أن يحوروا هذا قالوا الذي أخرجته , ومع هذا ما كان الناس ينظرون في الذي حصل , لكن لما تطور فيهم هذه المظاهرات صار يتحمل راياتها من ليس له قسط من الإسلام , هي لو لم يكن فيها إلا أهل العلم الشرعي لانتقدها العلماء وقالوا : إن النبي – صلى الله عليه وسلم - يقول السمع والطاعة هو المطلوب وما سواه يُطلب من الله – جل وعلا - , ونحن لو أخلصنا لله العبادة وصنا أنفسنا وتحقق فينا التقوى لاستجيب دعاءنا , الله يقول : " وقال ربكم ادعوني استجب لكم " وقال : " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان " فإذا رأينا أننا لا يستجاب دعاؤنا فلنبحث عن الصوارف الموجودة في حديث : " رب أشعث أغبر يطيل السفر يرفع يديه (يارب يارب) ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام " إذن هذا التحريض الكثير في الأمة الإسلامية في مشاربها ومطاعمها وأحوالها أحال في كثير من الأوقات دون استجابة الدعاء , ولولا نصح الله – جل وعلا – لحل بالناس أمور لا تطاق , والله يقول : لو يؤاخذنا بما نعمل ما ترك على وجه الأرض من دابة .. والله المستعان" .
[من برنامج (الجواب الكافي) الذي بثته قناة المجد في يوم الجمعة غرة ربيع أول لعام 1432 ه]
ـالثورات والانقلابات من أشد ما فتك بالبلاد الإسلامية و لا يقوم بها من يهتم بأمته .
أضغط هنـــــــــــــــــــــا
الشيخ اللحيدان حفظه الله يتحدث حول القذافي وحسني مبارك

العلامة صالح اللحيدان "يوضح فتواه السابقة" في حكم المظاهرات في سوريا والخروج على بشار الأسد




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في السبت أبريل 20, 2024 11:14 pm عدل 8 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الإثنين مارس 25, 2024 12:14 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Yoo10
الرد على من أجاز المظاهرات السلمية .
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــا
نتيجة هذه المظاهرات تسويق الشعارا الجاهلية مثل : الرأي للشعب و حرية التعبير و الديمقراطية .
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــا
انتشر منذ مدة الصراخ بالتكبير الجماعي في المظاهرات والمساجد، فهل فعلا الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا الفعل ؟
أضغط هنــــــــــــــــــــا
ما حكم المظاهرات التي تقوم تحت شعار المطالبة بتطبيق الشريعة ؟
أضغط هنــــــــــــــــــــــا
التنبيهات بالكشف عن حقيقة المظاهرات .
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــا
الاغتيالات والمظاهرات ليست من أعمال أهل السنة .
أضغط هنــــــــــــــــــــــــا
إذا حصل تقصير من الحاكم فيما يظهر في أمر من أمور الرعية، وتسبب هذا التقصير في ردة فعل للرعية بأمور لا يرضاها الحاكم كـ: "الاعتصامات" و"المظاهرات" وغيرها، فهل هذا يعتبر من الخروج عليه؟ وهل هنالك فرق في تقصيره من جهة الدين أو الدنيا ؟
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا
هل القيام بالمظاهرات والإغتيالات في البلاد الإسلامية أو في بلاد الكفار سببا لإصلاح حال الأمة الإسلامية ؟
أضغط هنــــــــــــــــــــــا
كثر هذه الأيام ما يسمى بالمظاهرات والإعتصامات، وأيضا إحراق المسجد بالنار لأجل المطالبة بالحقوق الدنيوية، فما حكم الشرع في ذلك ؟
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــــا
المظاهرات والاعتصامات ليست من سمت اهل الاسلام بل هو نهج مستورد من اعداء الاسلام .
أضغط هنــــــــــــــــــــــــا
المظاهرات والاعتصامات كلها دخيلة على الاسلام فليست هي من شرع محمد و اذا استحكمت الاهواء فعل الناس العجائب .
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــا
المظاهرات حاصلها الاستنكار على ولي الأمر و الافتيات عليه وهي مخالفة لسنة النبي في السمع و الطاعة لولاة الأمر و الصبر على ما يحدث من الحاكم .
أضغط هنــــــــــــــــــــــــا

كتاب
مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Moudhahratcover-1080x675
التنبيهات بالكشف عن حقيقة المظاهرات
أضغط هنــــــــــــــــــــــا




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في السبت أبريل 20, 2024 11:15 pm عدل 2 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الإثنين مارس 25, 2024 12:48 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Aacyao10

العلماء تكلموا عن المظاهرات و بينوا ما فيها من الشر و الضرر .
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــا
التحذير المبين من الفتن والمظاهرات في بلدان المسلمين .
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــــا
نصيحة لأهل مصر حول المظاهرات والأحداث
أضغط هنــــــــــــــــــــــا
تفريغ المادة الصوتية
نقض مقال عائض القرني «فتاوى علماء استغلها نظام القذافي»
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــــا
تحريم المظاهرات الغربية في صريح السنة النبوية
جلسة عقدت ليلة الأحد الموافقة 22 ربيع الثاني لعام 1432هـ في نقد مقال عائض القرني الذي نشر في جريدة المدينة بعنوان: (فتاوى علماء استغلها نظام القذافي)، قال فيه: «تحريم المظاهرات السلمية من أين أخذوا تحريمها؟ وما هو الدليل؟»، بذكر الأوجه الدالة على تحريم المظاهرات مدعمة بالنصوص.
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــــا
أو
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــا
تحذير العلماء الأمناء من المظاهرات
جلسة عقدت ليلة الأحد الموافقة 22 ربيع الثاني لعام 1432هـ في نقد مقال عائض القرني الذي نشر في جريدة المدينة بعنوان: (فتاوى علماء استغلها نظام القذافي)، قال فيه: «لماذا هذه الفتاوى الانتقائية التي يستغلها الحاكم الظالم المستبد عند الحاجة؟ ولماذا يقفون بفتاويهم مع الجلاد ضد الضحية؟ وبعض العلماء سكت عن النظام التونسي والنظام المصري والقذافي ثلاثين سنة وهم يظلمون وينهبون ويسرقون ويجلدون وينكلون بعباد الله ويحاربون شرع الله ويوالون أعداء الله ثم لما خرج الشعب المظلوم المضطهد المغلوب على أمره في مظاهرات سلمية احتجاجية ضد هذه الأنظمة قام بعض مشايخنا بإصدار فتاوى تُحرم المظاهرات فأي فقه هذا؟ وأي معرفة من مقاصد الشريعة؟ وأي فهم للمصالح والمفاسد؟»، بقراءة فتاوى العلماء الأمناء في هذا العصر في التحذير من المظاهرات، وبيان أنها من سنن الكفار وصنيع الأعداء.
أضغط هنـــــــــــــــــــا
[جمع] أدلة تحريم المظاهرات
==============================
🔹الوجه الأول: أنها تشبه بالكفار.
https://b.top4top.net/m_1176dan881.mp3
==============================
🔹الوجه الثاني: أن فيها رغبة وانحرافا وانصرافا عن سنة النبي -صلى الله عليه وسلّم- إلى سنن اليهود والنصارى وغيرهم من أعداء الله ورسوله.
https://e.top4top.net/m_1176c855r1.mp3
==============================
🔹الوجه الثالث: أن فيها عصيانا للأئمة والولاة
.
https://d.top4top.net/m_11769yah01.mp3
==============================
🔹الوجه الرابع: أن فيها مفارقة للجماعة.
https://f.top4top.net/m_1176xg18t1.mp3
==============================
🔹الوجه الخامس: ما يصاحبها من حمل السلاح.
https://b.top4top.net/m_1176dqrrj1.mp3
==============================
🔹الوجه السادس: ما فيها من إراقة لدماء المسلمين وحصول القتل.
https://b.top4top.net/m_1176j414w1.mp3
==============================
🔹الوجه السابع: أن فيها الاعتداء على الآمنين.
https://d.top4top.net/m_11764dcoe1.mp3
==============================
🔹الوجه الثامن: أن فيها اعتداء على الأعراض.
https://a.top4top.net/m_1176w56io1.mp3
==============================
🔹الوجه التاسع: أن فيها إشاعة للفوضى والخوف.
https://e.top4top.net/m_11764jw4c1.mp3
==============================
🔹الوجه العاشر : أن فيها إتلافا للممتلكات الخاصة والعامة
https://e.top4top.net/m_1176rfvlt1.mp3
==============================
🔹الوجه الحادي عشر :  أن فيها انتشار أهل الشر من السراق وقطاع الطرق
https://f.top4top.net/m_11769qaal1.mp3
==============================
🔹الوجه الثاني عشر : أن  أصحابها لا يطالبون إلا بالحقوق الدنوية، وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتنازل عنها
https://c.top4top.net/m_1176xkk2y1.mp3
==============================
🔹الوجه الثالث عشر :  ما يحصل فيها من الاختلاط  والتبرج والسفور
https://c.top4top.net/m_1176nlhqi1.mp3
==============================
🔹الوجه الرابع عشر :  أن فيها الإعراض عن شرع الله تبارك وتعالى
https://c.top4top.net/m_1176qccli1.mp3
==============================
🔹الوجه الخامس عشر :  أن فيها سب الحكام والولاة والأمراء، وقد نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلّم عن ذلك.
https://d.top4top.net/m_117661tex1.mp3
==============================
🔹الوجه السادس عشر :  أنها سبب عظيم في تداعي أعداء الإسلام على بلاد الإسلام
https://a.top4top.net/m_11769574v1.mp3
أو
من هنـــــــــــــــــــــــــــــــــــا
كتاب
مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Imgmou-2242
التحذير المبين من الفتن و المظاهرات في بلدان المسلمين
أضغط هنـــــــــــــــــــــا




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في السبت أبريل 20, 2024 11:03 pm عدل 8 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الإثنين مارس 25, 2024 12:51 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Oc10
مارأيكم بالمظاهرات الحاصلة في بعض البلدان الإسلامية وما وجهة نظركم لمن يقول بجوازها إن كانت سلمية من أي سلاح أو غيره . وما ردكم على الداعين للمظاهرات في البلاد السعودية حرسها الله تعالى . نرجوا منكم التوضيح والبيان والنصية . وفقنا الله وإياكم لكل خير ؟
أضغط هنــــــــــــــــــــــــا
هل هناك دليل على المظاهرات التي تقام في الشوارع من أجل الإسلام . وهل من نصية لللإخوة الذين يقومون بذلك ؟
أضغط هنــــــــــــــــــــــــا
كلمة توجيهية هامة حول الأحداث الجارية والمظاهرات
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــــــا





عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في السبت أبريل 20, 2024 11:02 pm عدل 2 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الإثنين مارس 25, 2024 12:54 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Oc_ao_10
المظاهرات كلها باطله ومن أمور الجاهلية .
أضغط هنــــــــــــــــــــــا
حكم المظاهرات؟



مفتي السعودية يحذر من مخطط لتقسيم المنطقة إلى (دول متخلفة).
انتقــد فضيلة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، مفتي عــــام السعودية - حفظه الله تعالى -،المظاهر الاحتجاجية في تونس ومصر، وحذر مما وصفه بـ« مخطط » يسعى من خلاله إلى تقسيم المنطقة إلى « دول متخلفة » - على حد تعبيره -، وذلك على خلفية الأحداث التي شهدتها كل من تونس ومصر.
وفي خطبة الجمعة التي ألقاها أمس في جامع الإمام تركي بن عبد الله (وسط العاصمة السعودية)، انتقد المفتي العام للبلاد، المظاهر الاحتجاجية التي شهدتها المدن التونسية والمصرية.
وهاجم كذلك ما وصفه بـ« الإعلام الجائر »، الذي يصور الأحداث على غير حقيقتها.
وبرر المفتي انتقاده للمسيرات الاحتجاجية والمظاهرات، لكونها تفضي إلى سفك الدماء ونشوء حالات سلب ونهب، كما حدث في مصر.
وقال : « إن من أسباب الفتن والغواية والضلالة إثارة الفتن بين الشعوب والحكام في هذه المظاهرات والمسيرات التي هي من الأمور التي جيء بها لضرب الأمة في صميمها وتشتيت شملها وتقسيمها. إن لها نتائج سيئة وعواقب وخيمة، منها سفك الدماء وانتهاك الأعراض وسلب الأموال».
ونبه مفتي عام السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء فيها، إلى ما وصفها بـ«الفوضويات» التي يتم إحداثها داخل الدول من أجل الإضرار بأمنها وضرب اقتصادياتها.
وقال: «إن هذه الفوضويات إنما جاءت من أعداء الإسلام والذين يخضعون لهم». ودعا إلى الحذر من «مكائد الأعداء»، منبها إلى أن الغاية من المظاهرات إضعاف الشعوب والسيطرة عليها وإشغالها في الترهات».
وأكد المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، على ضرورة استشراف الأهداف بعيدة المدى من المخططات التي تتم في بلدان المنطقة. وقال إن هناك « غاية بعيدة المدى لضرب الأمة في صميمها وضرب اقتصادها وتخطيط بعيد المدى لتحويلها إلى (دول متخلفة) »، مؤكدا على أهمية الوقوف من الأمور « موقف الاعتدال ».
ونبه مفتي عام السعودية، من احتمالية أن تمتد رقعة الأحداث لتشهدها دول أخرى وقال : «إن مصاب الأمة جلل عندما نسمع أن هذه الأحداث تتنقل من مكان إلى مكان، نار أوقدت، اليوم هنا وغدا هناك».
وحذر في سياق خطبة الجمعة، من مغبة الانسياق وراء ما وصفه بـ« الإعلام الجائر »، والذي قال إن من صفاته أن يكون آلة للتخريب، ووسيلة لتسويق الشعارات البراقة، ونقل الأحداث على غير حقيقتها.
[من جريدة الشرق الأوسط السبـت 3 ربيـع الأول 1432 هـ 5 فبراير 2011 العدد 11757].






عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في السبت أبريل 20, 2024 11:01 pm عدل 3 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الإثنين مارس 25, 2024 12:56 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات A_aoy11

حكم المظاهرات


إذن ماذكر من أن الغاية تبرر الوسيلة هذا باطل وليس في الشرع ، وإنما في الشرع أن الوسائل لها أحكام المقاصد بشرط كون الوسيلة مباحة أما إذا كانت الوسيلة محرمة كمن يشرب الخمر للتداوي فإنه ولوكان فيه الشفاء ، فإنه يحرم فليس كل وسيلة توصل إلى المقصود لها حكم المقصود بل بشرط أن تكون الوسيلة مباحة ليست كل وسيلة يظنها العبد ناجحة بالفعل يجوز فعلها مثال ذلك المظاهرات, مثلاً : إذا أتى طائفة كبيرة وقالوا: إذا عملنا مظاهرة فإن هذا يسبب الضغط على الوالي وبالتالي يصلح وإصلاحه مطلوب
والوسيلة تبرر الغاية نقول :هذا باطل ، لأن الوسيلة في أصلها محرمة فهذه الوسيلة وإن صلحت وإصلاحها مطلوب
لكنها في أصلها محرمة كالتداوي بالمحرم ليوصل إلى الشفاء فثم وسائل كثيرة يمكن أن تخترعها العقول لاحصر لها مبررة للغايات وهذا ليس بجيد ، بل هذا باطل بل يشترط أن تكون الوسيلة مأذوناً بها أصلاً ثم يحكم عليها بالحكم على الغاية إن كانت الغاية مستحبة صارت الوسيلة مستحبة وإن كانت الغاية واجبة صارت الوسيلة واجبة.




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الإثنين مارس 25, 2024 10:49 pm عدل 3 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الإثنين مارس 25, 2024 12:58 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Oo10
كلمة عن الأحداث
والمظاهرات والخروج على الحكام

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد:
فإن الإسلام لِكمال هديه وكمال حِكمته يمنع الخروج على الحكام وما يؤدي إلى الخروج، ويأمر بالنصيحة والموعظة الحسنة النافعة بالطرق الحكيمة البعيدة عن الإفساد والمفاسد.
لكن الخوارج يرون الخروج على الأئمة –بارك الله فيكم- يعني إذا كانوا يُكَفِّرُون بالكبيرة فهم يُكَفرون الإمام أو الحاكم، إذا خالف ووقع في معصية استحلوا الخروج عليه، فيخرجون يسفكون الدماء وينتهكون الأعراض ويستبيحون أخذ أموال المسلمين وسبي ذراريهم؛ إلى آخر مخازيهم التي وقعوا فيها بسبب هواهم وبسبب خلافهم لمنهج الله تبارك وتعالى ولما قرره الرسول عليه الصلاة والسلام وقرره القرآن وسار عليه العلماء وسار عليه الخلفاء الراشدون.
خالفوا هذا بأهوائهم فأثخنوا في الأمة ومزقوهم شر ممزق، وتلاحقت البدع بعد ذلك، هم فتحوا هذا الباب بل أبواب الشرور والفتن، لهذا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقتلهم، فقال: (هُم شَرّ الخلقِ والخليقة) (فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ) (يَمْرُقُونَ مِن الدِّينِ كَمَا يَمرُق السَّهمُ مِن الرَّمِيَّة) فهذه طريقة الخوارج في كل زمان ومكان.
دائمًا يدعون إلى سفك الدماء وإلى الخروج على حكام المسلمين –بارك الله فيكم-، أما الشريعة ففيها الحكمة وفيها مراعاة المصالح وفيها درء المفاسد، فإن الخروج على الأئمة له مفاسد عظيمة جدًا.
لقد أَطْلَع الله رسوله صلى الله عليه وسلم على ما سيحدث في الأمة من انحراف في الحكام وفي غيرهم فقال عن الحكام: ( إنَّهَا سَتَكونُ بَعْدِي أثَرَةٌ وأُمُورٌ تُنْكِرُونَها، قَالُوا : يَا رَسُول الله ، فَمَّا تَأْمُرُ من أدرك منا ذلك ؟ قَالَ : تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ ، وَتَسأَلُونَ الله الَّذِي لَكُمْ) متفق عليه.
فلم يأمرهم بالخروج ولا القتال ولا المظاهرات ولا غيرها مِن ألوان الفساد.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الأَنْبِيَاءُ، كَلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي، وَسَيَكُون خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا قَالَ: فُوا بِبَيْعَةِ فَالأَوَّلِ، وأَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ، فَإِنَّ اللهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ ) متفق عليه.
انظر إلى هذا التوجيه النبوي الحكيم؛ فلو كان صبر المسلمين على جور حكامهم منطلقًا من هذه التوجيهات النبوية الحكيمة لجعل الله لهم فرجًا ومخرجًا (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ).
وكما تحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن واقع الحكام تحدث أيضًا عن الفِرق وأنَّ هذه الأمة ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، أطلعه الله سبحانه وتعالى على ذلك، وهذا من معجزاته، أطلعه الله على ما سيكون في هذه الأمة من بدع وسياسات منحرفة وما شاكل ذلك، ولكن رسول الله يراعي المصلحة الكبرى ويدفع الفتنة الكبرى عن المسلمين وعن دمائهم وعن أعراضهم وعن أموالهم.
أمر الله سبحانه وتعالى بتغيير المنكر (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ)، وقال تعالى: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
ومع ذلك الحاكم له شأن آخر، وهو أن يُنصح بالحكمة والموعظة الحسنة، لأن تغيير منكره إذا كان دون الكفر البواح يترتب عليه مفسدة أكبر وأكبر وأكبر من المفسدة التي هو واقع فيها والتي تريد أن تستريح منها وتزيلها، تقع في مفسدة أكبر وأكبر من الفوضى وسفك الدماء وانتهاك الأعراض وسلب الأموال وما شاكل ذلك، أَمرنا بالصبر عليه الصلاة والسلام، قال عبادة بن الصامت رضي الله عنه: "بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمَكره وعلى أثرة علينا وعلى أن لا ننازع الأمر أهله حتى تَروا كفرًا بواحًا عندكم فيه من الله برهان"، كفر بواح لا يحتمل التأويل، ولا يقبل تأويلاً، واضح كالشمس فحينئذٍ للمسلمين أن يخرجوا على هذا الحاكم الذي وقع في الكفر الواضح بشرط أن لا يكون في خروجهم مفسدة أكبر من بقاء هذا الحاكم الكافر –بارك الله فيكم- لأنه قد يخرج بعض الناس والضعفاء فيفتك بهم ويضيع الدين والدنيا، فتكون المفسدة أكبر! فلا يخرج المسلمون على الحاكم الكافر إلا إذا كان الخروج أرجح وأنجح وأن المسلمين سيسقطونه دون سفك دماء ودون انتهاك أعراض ودون ودون.
أما إذا بقي في دائرة الإسلام "لا ما صَلوا" تروي أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إنه يكون عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون، فمَن عَرَف فقد بَرِئ، ومن أَنكر فقد سَلِم، ولكن من رَضِيَ وتابع، قالوا: ألا نقاتلهم يا رسول الله؟ قال: لا ! ما صَلَّوْا"، فما دام يصلي فلا يجوز الخروج عليه، ما قال :ما أقاموا الصلاة، قال: لا ما صلوا، مادام يصلي ظاهره الإسلام وأنه في دائرة الإسلام فلا يجوز الخروج عليه، لأن الخروج يؤدي إلى سفك الدماء وانتهاك الأعراض.
وما استفاد الناس من الخروج على الحكام أبدًا، لم يستفيدوا من الخروج على الحكام أبدًا، خروج أهل المدينة على يزيد ترتب عليه مفاسد عظيمة، خروجهم على بني أمية وعلى بني العباس ما يترتب عليها إلا الفساد والهلاك والدمار، فلم يستفد المسلمون من هذه الخروجات أبدًا، ودائمًا تأتي مفاسدها أكبر وأكبر وأشد من مصالحها، واعتبروا بالصومال كان حاكمهم ظالمًا فاجرًا فخرجوا عليه فاستمروا في دوامة من الفتن والدماء إلى يومنا هذا.
صدام الفاجر البعثي انظر لَما أُسقِط ماذا يحصل للعراق إلى يومنا هذا، وماذا سيحصل الآن لهؤلاء الذين يتظاهرون في البلدان العربية؟! ما الذي سيترتب على أعمال هؤلاء؟!
والله أنا آسَف، آسَف الأسف الشديد أنه لا ذِكر للإسلام في هذه المظاهرات كلها! وبعض الكتاب يحكي الإجماع على هذه الديموقراطية، ينطلقون من الديموقراطية، المطالب الشعبية كلها تنطلق من الديموقراطية! ليس فيها أي مطلب ينطلق من الإسلام أبدًا، والعياذ بالله، والحلول من بعض الحكام ديموقراطية، فيا غربة الإسلام.
يعني هذا حاكم تونس غادر تونس والفوضى باقية والله أعلم كيف ستنتهي الأمور؟! وما أظن أنها ستنتهي بحكم الإسلام.
وحاكم مصر طلب مهلة لمدة بسيطة ثم يتخلى عن الحكم فأصر المتظاهرون إصرارًا شديدًا على تنحيته فورًا فتنحى، فما هو البديل عن الديموقراطية أو الحكم العسكري؟ إذا لم يكن البديل هو الإسلام بعقائده ومناهجه الصحيحة في كل المجالات ومنها مجال السياسة، إذا لم يكن الإسلام هو البديل فلم يصنعوا شيئًا، إذا كان البديل هو الديموقراطية الغربية المناهضة للإسلام فبئس البديل.
أنا آسَف الآن على ما يحصل في العالم الإسلامي من هذه المظاهرات الجاهلية الهمجية الفوضوية التي لا وجود للإسلام في مطالبها ولا للمتظاهرين مما يدلك على أنهم جاهلون بالإسلام، وأنهم لا أمل لهم أو لا رغبة لهم في أن تقوم دولة إسلامية مثلاً، ما عندهم هذا، ديموقراطية! ديموقراطية! ديموقراطية! ديموقراطية! يعني طلاب جامعات ودكاترة وأساتذة وعقولهم أدنى وأدنى من عقول الأطفال! وهم يركضون من وراء أفكار الغرب وتشريعات الغرب وقوانين الغرب، ومطالبُهم لا تقوم إلا على هذه الأمور التي جاءت من أوروبا " لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر، وذراعًا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه" أهل البدع فعلوا هذا والسياسيون فعلوا هذا مع الأسف الشديد.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يهيئ للأمة علماء ناصحين يقودونهم بكتاب الله وبسنة رسول الله، وأن يهيئ لهم حكامًا صالحين ناصحين يحكمون بشريعة الله تبارك وتعالى، بكتاب الله وبسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام ، إنّ الحكم لله وحده سبحانه وتعالى فلا حكم لأحد معه ولا شريك له في حكمه : ﴿ إن الحكم إلا لله، أمر أن لا تعبدوا إلا إياه ﴾ ، الحكم لله وحده، ربكم الذي خلقكم وخلق الأرض وخلق السماء وأمدكم بالأنهار والجنان وكل شيء ثم تنسونه! وتنسون تشريعاته! وتتعلقون بتشريعات اليهود والنصارى!
ما أحد ذكر الإسلام في هذه المظاهرات، حتى صوت الخوارج ما وُجد عندهم مع الأسف الشديد،نحن نذم الخوارج ونذم خروجهم ونحاربهم لكن هؤلاء مطالبهم تحت مطالب الخوارج بدرجات ودرجات، مع الأسف الشديد.
فنحن ننصح المسلمين أن يعودوا إلى الله تبارك وتعالى، أن يعودوا إلى كتاب الله عز وجل، ويكون لا هم لهم إلا الالتزام بهذه الشريعة وتطبيق هذه الشريعة الغراء، تطبيق نصوص هذا الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والسعادة كل السعادة فيه وفي بيانه السنة، والهلاك والدمار والشرور والفتن والمحن كلها تنصب على من يخرج عنهما.
ونسأل الله أن يهيئ للمسلمين حكامًا ناصحين؛ لأنَّ الحاكم إذا لم يَنصح للأمة فقد حرم الله عليه الجنة، فعن مَعْقِل بن يَسارٍ - رضي الله عنه - ، قَالَ : سَمِعْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، يقول : ( مَا مِنْ عَبْدٍ يَستَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً ، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ ، إِلاَّ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الجَنَّة ) متفقٌ عليه . وفي رواية : ( فَلَمْ يَحُطْهَا بِنُصْحِهِ لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الجَنَّة ) . وفي رواية لمسلم : ( مَا مِنْ أميرٍ يلي أمور المُسْلِمينَ ، ثُمَّ لا يَجْهَدُ لَهُمْ وَيَنْصَحُ لَهُمْ ، إِلاَّ لَمْ يَدْخُلْ مَعَهُمُ الْجَنَّةَ ) .
فالحاكم يجب عليه أن يَنصح، ومِن نصحه للأمة أن يطبق فيهم أحكام الله وينفذ فيهم شريعة الله ويربي الأبناء والأجيال والجيوش على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا الذي يجب على المسلمين وحكامهم.
الله الذي خلقكم وبوأكم هذه الأرض، الأرض التي فُتحت بالإسلام، مصر فتحت بالإسلام، ليبيا تونس غيرها الجزائر المغرب، الشرق الغرب، العراق خراسان كلها فُتحت بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، كيف يُنسى كتاب الله وسنة الرسول؟! كيف يُنسى الله؟! كيف تنسى أحكامه سبحانه؟!
الحكم له وحده سبحانه وتعالى، ليس لأحد حاكمية مع الله تبارك وتعالى، فنسأل الله العافية.
على كل حال الخروج لا يجوز لأنه يترتب عليه مفاسد لا أول لها ولا آخر.
والتأريخ يدل على هذا والواقع الذي عاصرناه وعايشناه يدل على هذا، فالأمور لا تعالج إلا بالحكمة.
كان على هؤلاء أن يذهب العقلاء إلى الحاكم ويذكروه بالله ويخوفوه بالله، ويقولوا له والله نريد الإسلام، كيف نقول ديموقراطية!؟ هو يقول ديموقراطية، الديموقراطية فيها وفيها وفيها!! بعضهم عدد للديموقراطية حوالي مائة مفسدة أو ما أدري مائة وخمسين مفسدة، أنا رددت على عبد الرحمن عبد الخالق وبينت له مفاسد الديموقراطية قال أزيدكم أن مفاسد الديموقراطية تبلغ مائة وخمسين مفسدة، قلت له إذا كانت تزيد على مائة وخمسين مفسدة فهي أكبر من الشرك، هي أم الشرك هي أم الخبائث الآن وليس فيها عدل أبدًا، أول ما يسقطون حق الله، فأين العدل؟! أول ما يسقطون حق الله وحق رسوله وحق كتابه وحق الإسلام فأين العدل؟! بارك الله فيك، يزعمون أن فيها الحرية! لكن ما هي هذه الحرية! تَدَيَّن بما شئتَ، كُن يهوديًّا كن نصرانيًّا كن شيوعيًّا كن بعثيًّا كن قبوريا كن ما شئت –بارك الله فيك- إلبس ما شئت! تَعَرَ! امش عارياً! ازن ! اسرق ! لا تخف من إقامة الحدود –بارك الله فيك- رَابِ ! تعامل بالربا ! افرض المكوس! أين العدل؟! كلها ظلم وظلمات بعضها فوق بعض، فالحرية الصحيحة الحقيقية في الإسلام، يحرر الإنسان من كل العبوديات التي تبيحها الديموقراطية وغيرها من التشريعات الجاهلية، فكيف المسلمون يطالبون بالديموقراطية ديموقراطية ديموقراطية!
نسأل الله أن يوفق المسلمين للعودة إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
كلمة مفرغة للشيخ
ربيع بن هادي المدخلي
17-3-1432هـ
هل الخروج في المظاهرات و القيام بالثورات من منهج أهل السنة و الجماعة؟
السؤال : هل الخروج في المظاهرات و القيام بالثورات و تربية الشباب عليها من منهج أهل السنة و الجماعة أم لا ؟ سواء داخل البلاد الإسلامية أو خارجها و ما هي نصيحتكم لمن جعلها طريقة دعوية؟
جواب فضيلة الشيخ ـ حفظه الله ـ : "هذه من منهج ماركس و لنين و أمثالهم , و ليست من مناهج الإسلام.
الثورية و سفك الدماء و الفتن و المشاكل مذهب ماركس و لنين و الإخوان المسلمون ضموه إلى مذهب الخوارج و قالو : إسلام, كشأنهم : الموسيقى الإسلامية , و الإشتراكية الإسلامية , و الديموقراطية الإسلامية , و الرقص الإسلامي , كل الضلالات يأتون بها من الشرق و الغرب و من القديم و الحديث و يلبسونها لباس الإسلام , برأ الله الإسلام من هذه الأساليب , [ ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن ][ النحل : 125].
و الجهاد له أبوابه و له شروطه , و ليست هذه الطرق الماركسية التي يلقون عليها ثوب الإسلام , و هم أخذوا الثورية و الإشتراكية من ماركس و لنين , و أخذوا الديمقراطية من أمريكا , و يقولون : نحارب أمريكا, و هم يروجون للفكر الأمريكي , و الله يروجون , فالتعددية الحزبية , تداول السلطة , الإنتخابات , المظاهرات , كلها أفكار أمريكية و تدفع أمريكا المليارات لنشرها في العالم و تستولي بها على الأمم , و هم من أعظم خدم أمريكا و المروجين لهذا الفكر , و يقولون عن الناس الآخرين : إنهم عملاء لأمريكا!"
[من كتاب فتاوى فضيلة الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي المجلد الأول: المقدمة -العقيدة (ص: 509)]
حكم القيام بالمظاهرات




كتاب
مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Fetch?id=170162&d=1655334778
حكم المظاهرات في الإسلام
حوار مع الدكتور سعود الفنيسان
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــا
أو
أضغط هنــــــــــــــــــا
أو
أضغط هنـــــــــــــــــــا



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في السبت أبريل 20, 2024 10:53 pm عدل 8 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الإثنين مارس 25, 2024 12:59 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Aa10
الرد على عائض القرني بأن أجاز للنساء الخروج في المظاهرات .
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــا
حكم المظاهرات والإعتصامات .
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــا
متظاهرون ومتظاهرات!!
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــا
التفريغ pdf
الردود المُفْحِمَات على مَن أجاز للنساء الخروج في المظاهرات]
لتحميل المقطع الصوتي بصيغة MP3:
أضغط هنـــــــــــــــــــا
لتحميل الرد بصيغة PDF - جاهز للطباعة والنشر [6 ورقات]:
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا
[من خطبة [متظاهرون ومتظاهرات!!] ردّ الشيخ فيها على بعض شيوخ الضلالة أمثال: (عائض القرني، وسلمان العودة، وسفر الحوالي، ومحمد عبد المقصود) الذين أجازوا للنساء الخروج في المظاهرات!!]
جواب الحاسم عن أسئلة تتردد في الأوساط الدعوية, كقولهم:
* ما حكم دخول البرلمانات السياسية التي لا تحكم بما أنزل الله؟
وقولهم:
* ما حكم التركيز على الإصلاح السياسي, ولو من غير الدخول المذكور؟ كما هو شأن المبتلين بالتشرف للمسئوليات, ولو بزعم صفاء النيات, والغيرة على جناب الدين؟
وقولهم:
* ما حكم استرجاع الحقوق؛ بالضغط على الدول عن طريق المظاهرات؟
وقولهم:
* هل عز المسلمين مرهون بالتفوق الحضاري أو الاقتصادي؟
مَنْ عَلِمَ عِلْمَ الكِتَاب والسُّنَّة, وَشَمَّ رائحة العِلْمِ على منهاج النبوة
عَلِمَ يقيناً سقوط هذه الأسئلة كلها
وعَلِمَ يقيناً أن الجدل فيها قليل الفائدة, بل عديم العائدة
وإنه لا يسأل عنها إلا من جَهِلَ طبيعة دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام. اهـ
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
حكم المظاهرات في الاسلام



التفصيل الرائع لحرمة المظاهرات

مطـوية
مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Fetch?id=205989&d=1643312669
لمـاذا حرم العلماء المظـاهرات؟
نص المطوية :
وَلقَد أَنكَرَ العُلمَاءُ المُحقِّقونَ المُظاهَراتِ بِثلاثَةِ حُقوقٍ
الحَقُّ الأَوَّلُ: حَقُّ النَّبِي -صلَّى اللهُ عَليهِ وَسلَّم- فِي الطَّاعَةِ.
فَإنَّ الأَمرَ الذِي مِن أجْلِهِ يَقومُ المُتظَاهِرونَ هُوَ: طَلبُ حُقوقِهِم الشَّرعِيةِ, التِي يَرَونَ أنَّ السُّلطَانَ قَصَّرَ فِي أَدَائِها لَهُم، فَلَوْ تَكَلَّمَ النَّبِيُّ -صلَّى اللهُ عَليهِ وَسلَّم- عَن هَذهِ الحَالِ؛ لَكَانَ لَهُ حَقُّ الطَّاعَةِ، كمَا لَهُ حَقُّ الطَاعَةِ فِي كُلِّ مَا أَمرَ بِهِ وَنَهى عَنهُ, وَلوْ لَمْ يَتَكَلَّم عَنهَا؛ اجتَهَدَ العُلمَاءُ لِإعطَائهَا الحُكمَ المُنَاسِبَ لهَا.
وَبَعضُ المَفتُونِينَ بِالمُظاهَرَاتِ, يَحرِصونَ علَى تَخرِيجِهَا مَخرَجَ المَصالِحِ المُرسَلَةِ، وَأنَّهَا مِن النَّوازِلِ، لَكِنَّ الذِي يَمنَعُ مِن إِدراجِهَا تَحتَ المَصالِحِ المُرسَلَةِ؛ هُوَ أنَّهُ صَحَّ أنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عَليهِ وَسلَّم- أَخبَرَ عَن فِتنةِ السَّلاطِينِ, التِي قَامَ بِسبَبِهَا المُتظَاهِرونَ، وَأعْطَى أُمَّتَهُ المَخرَجَ مِنهَا.
فَقدْ تَواتَرَ عَنهُ -صلَّى اللهُ عَليهِ وَسلَّم- أنَّهُ أَنذَرَ أُمَّتَهُ وُجُودَ أُمرَاءَ بَعدَ زَمَنِهِ يَمنَعُونَ شُعوبَهم حُقوقَهُم، فَأمَرَ فِيهَا بِأمرَينِ هُمَا: الدُّعاءُ, والصَّبرُ.
أمَّا الدُّعاءُ؛ فَثَبتَ عن عَبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ أنَّهُ قالَ: قَالَ رَسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عَليهِ وَسلَّم-: ((إِنَّهَا سَتَكُونُ بَعدِي أَثرَةٌ, وَأُمورُ تُنكِرونَهَا)).
قَالُوا: يَا رَسولَ اللهِ: كَيفَ تَأمُرُ مَن أَدرَكَ مِنَّا ذَلِكَ؟
قَالَ: ((تُؤدُّونَ الحَقَّ الذِي عَليكُم, وتَسأَلونَ اللهَ الذِي لَكُم))1 رَواهُ البُخَارِيُّ وَمُسلِمٌ.
فَأَخبَرَ أنَّ بَعضَ الحُكامِ يَستَأثِرونَ بِحقُوقِ الرَّعِيةِ, وَلَا يُؤدُّونَهَا لَهُم، وَأَمَرَ مَعَ ذَلكَ الرَّعيةَ بِأدَاءِ حُقوقِ السُّلطَانِ لهُ، وَطَلبِ حَقِّهَا هِيَ –أي الرَّعِيةِ- مِنَ اللهِ –عزَّ وجلَّ-.
فَمَا مَحَلُّ المُظاهَراتِ مِن هَذا الحَديثِ الوَاضِحِ؟
هَل نَسِيهَا الرَّسولُ -صلَّى اللهُ عَليهِ وَسلَّم- حَتَّى يَستَدرِكَ عَليهِ بِهَا مُستَدِّركٌ؟! أَو غَفَلَ عَنهَا حَتَّى يَفطِنَ لهَا كَفَرَةُ الغَربِ, وَيُقلِّدُهم فِيهَا المُستَغرِبونَ مِن هَذهِ الأُمَّةِ؟!
إنَّ النَّبِيَّ -صلَّى اللهُ عَليهِ وَسلَّم- أَخبَرَ أنَّ الأُمَراءَ يَظلِمونَ, وَيَفعَلونَ أُمُورًا مُنكَرَةً، وَمَعَ هَذا؛ فَأمَرَنَا أنْ نُؤتِيَهُم الحَقَّ الذِي لَهُم، وَنسأَلَ اللهَ الحَقَّ الذِي لَنَا, وَلمْ يَأذَنْ فِي أَخذِ الحَقِّ بِالقِتالِ، وَلَمْ يُرَخِّصْ فِي تَركِ الحَقِّ الذِي لَهُم.
((اسْمَعُوا وأَطِيعُوا؛ فَإنَّمَا عَليهِم مَا حُمِّلُوا, وعَليكُم مَا حُمِّلتُم))2.اسمَعُوا وأَطِيعُوا؛ وَإنْ اخْتَصَّ الأُمرَاءُ بِالدُّنيَا، وَلمْ يُوصِلُوكُم حَقَّكُم مِمَّا عِندَهُم.
فَهَذهِ الأَحادِيثُ فِي الحَثِّ علَى السَّمعِ والطَّاعَةِ فِي جَميعِ الأَحوَالِ، وَسَببُها اجْتِمَاعُ كَلمَةِ المُسلِمينَ، فَإنَّ الخِلافَ سَببٌ لِفَسادِ أَحوَالِهِم فِي دِينِهم وَدُنيَاهُم ((سَتلْقَونَ بَعدِي أَثَرَةً، فَاصْبِروا حَتَّى تَلقَونِي علَى الحَوضِ)) يَعنِي: يَومَ القِيَامَةِ. الدَّاءُ والدَّواءُ فِي حَديثٍ وَاحِدٍ مِنْ رَسولِ اللهِ.
هَلْ يَحلُّ لِطَبيبٍ أنْ يَدخُلَ بَينَ النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عَليهِ وَسلَّم- وَأُمَّتِهِ بِشيءٍ زَائِدٍ؟!
كُلُّ مُؤمِنٍ يَعلَمُ أنَّ هَذا الدَّواءَ قَرَّرهُ مَن قَالَ اللهُ فِيهِ: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى .إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}.سورة النجم-الاية 3,4.
فَبِأَيِّ حَقٍّ يُطاعُ الغَربُ الكَافِرُ فِي اختِراعِهِ المُظاهَراتَ لِخَلعِ الحُكَّامِ, وَيُعْصَى الرَّسولُ -صلَّى اللهُ عَليهِ وَسلَّم- الرَّءُوفُ الرَّحِيمُ بِأُمَّتِهِ، النَّاصِحُ لَهُم بِتَمَامِ نُصحٍ وَإِحكَامٍ؟!
وَمِن العَجائبِ أنَّ بَعضَ المُتظَاهِرينَ قَالوا: إِنَّهم قَامُوا بِسَببِ أنَّ حُكَّامَهُم لَا يَحكُمُونَ بِمَا جَاءَهُم بِهِ الرَّسولُ -صلَّى اللهُ عَليهِ وَسلَّم-، وَهَا هُمْ أنفُسُهُم لَا يَحكُمُونَ بِمَا جَاءَهُم بِهِ الرَّسولُ -صلَّى اللهُ عَليهِ وَسلَّم- فِي مَسأَلةِ ظُلمِ الحُكَّامِ!!
فَأيْنَ المُتجَرِّدونَ لِلدَّلِيلِ، الصَّادِقونَ فِي تَحَاكُمِهِم إِلَيهِ؟!
وَأينَ دَعوَى مَحبَّتِهِم لِلرَّسولِ -صلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسلَّم-؟!
إنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسلَّم- لَهُ حَقٌّ، فَينبَغِي أنْ يُعطَى حَقَّهُ، فَالعُلمَاءُ فِي مَنعِهِم المُظاهراتِ؛ قَالوا: المَنعُ لِحَقِّ النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عَليهِ وَسلَّم-.
الحَقُّ الثَّانِي: حَقُّ السُّلطَانِ المُسلِمِ فِي طَاعَتِهِ فِي المَعروفِ، وَتَركِ جَمِيعِ أَسبَابِ الخُروجِ عَليهِ، فَإِنَّ المُتجَمِّعينَ ضِدَّهُ؛ قَصدُهُم مُنازَعَتهُ فِي مَنصِبِهِ، وَإحلَالَ غَيرِهِ مَحَلَّهُ، وَقدْ حَرَّمَ النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عَليهِ وَسلَّم- مُنَازَعَةَ السُّلطَانِ فِي إِمارَتِهِ.
قَالَ عُبادَةُ بنُ الصَّامِتِ: ((دَعَانَا رَسُولُ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسلَّم- فَبَايَعْنَاهُ، فكَانَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا: أنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا, وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا، وَأَثَرَةٍ عَلَيْنَا، وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ، قَالَ: ((إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا، عِنْدَكُمْ مِنَ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ)) رَوَاهُ البُخارِيُّ وَمُسلِمٌ.
والعُلمَاءُ –رَحِمَهم اللهُ تَعالَى- علَى قَدَمِ النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عَليهِ وَسلَّم-، وَعلَى مِنهَاجِ النُّبوةِ، قَالُوا: ((لَو تَوَفَّرتْ هَذِه الشُّروطُ كُلُّهَا التِي ذَكَرهَا النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عَليهِ وَسلَّم-، فَإنَّ تَمامَ الشُّروطِ مِنَ الكِتابِ وَالسُّنَّةِ, يَقضِي بِأنْ تُمتَلَكَ العُدَّةُ)) وِإِلَّا كَانَت فَوضَى؛ كمَا وَقَعَ وَيَقَعُ فِي كَثيرٍ مِنَ الأَمَاكِنِ.
من موقع تفريغات شيخ المحنة أبي عبد الله
محمد بن سعيد رسلان حفظه الله
www.rslantext.com
ــــــــــــ
1- صحيح البخاري 6558-3358.صحيحي مسلم 3436
2- صحيح مسلم 3439

أضغط هنـــــــــــــــــــــا
نسخة الابيض والاسود
أضغط هنــــــــــــــــا
نحن في زمان إذا شح الزيت والسكر وقل الخبز يخرج الناس زاعقين ناعقين يخّربون أوطانهم





عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الثلاثاء مارس 26, 2024 1:23 pm عدل 6 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الإثنين مارس 25, 2024 1:03 pm



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الثلاثاء مارس 26, 2024 5:52 am عدل 1 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الإثنين مارس 25, 2024 1:05 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Ao11

وقفات مع حادثة فشل فتنة المظاهرات .
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــا
لا مظاهرات وإنما النصيحة بالتي هي أحسن
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
من المسلّم به عند المسلمين أن دين الله كامل لا نقص فيه بوجه من الوجوه، والحمد لله، وقد صرح الله بهذا في قوله سبحانه (اليوم أكملت لكم دينكم ,وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) ولم يمت النبي صلى الله عليه وسلم حتى بيّن للناس كل ما يحتاجون إليه في أمور دينهم ودنياهم علمه من علمه وجهله من جهله، ومن القضايا الكبرى التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم قضية العلاقة بين الراعي والراعية، والحديث فيها ذو شعب لكن الذي يعنيني الآن في هذه المقالة الواجب على الرعية إذا رأت من ولاتها ما تكره، إما من المعاصي، وإما من الظلم، وإما من الاستئثار بالحظوظ الدنيوية، ويمكن تلخيص ما ورد في النصوص الشرعية في هذا الباب في النقاط التالية:
1- وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر في المعروف، سواء كان الولاة أبراراً أم فجاراً، سواء كانوا ولاة عدل أم كانوا ولاة جور.
2- وجوب الصبر إذا حصل من ولاة الأمر استئثار بالحظوظ الدنيوية، فالذي علم ما هم عاملون قبل أن يخلقهم قد أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم بأنه ستحصل منهم أثرة، وبلغنا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، ثم أمرنا بالصبر فقال (إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا) ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم لنا علاجاً أنفع وأعظم بركة من الصبر لدلنا عليه، فلما أمرنا بالصبر علمنا قطعاً أنه لا ينفع شيء مثله أبداً.
3- وجوب إعطاء الولاة حقوقهم كاملة وإن منعوا الرعية حقوقهم، وأما الرعية فتسأل الله حقها، بهذا أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل عن هذه الحالة أعني إذا ولي ولاة يسألوننا حقوقهم ويمنعوننا الذي لنا فقال (اعطوهم حقهم وسلوا الله الذي لكم) فلو كان شيء أنفع من هذا الحل وأعظم بركة لما كتمه عنا، ولكن الله الذي خلق عباده هو أعلم بما يصلحهم فشرع لعباده على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم هذا الحكم العظيم.
4- وجوب النصيحة لولاة الأمور، بل جعل النبي صلى الله عليه وسلم النصيحة لأئمة المسلمين من أسس الدين وأصوله في الحديث الشهير (الدين النصيحة)، و لكن النصيحة لولاة الأمور لا بد أن تكون وفق الضوابط الشرعية ومنها أن تكون سراً بينهم وبين الناصح، لقوله صلى الله عليه وسلم (من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية..) الحديث، ولقوله صلى الله عليه وسلم (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر) فكلمة الحق تكون عنده، لا من وراء ظهره في المجالس، والمنابر والمنتديات!! ومنها أن تكون برفق ولين لقوله تعالى لموسى وهارون عليهما السلام حين أرسلهما إلى فرعون (فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى).
هذه بعض التوجيهات النبوية المتعلقة بما يجب أن يكون عليه موقف الرعية من ولاتها إذا رأت منهم ما يكرهون. وهذا هو سبيل الإصلاح المنشود إن أريد الإصلاح بالأسلوب الشرعي حقاً وصدقاً.
ومن هنا يعلم أن ما يعرف بالمظاهرات والمسيرات والاعتصامات ليست من النصيحة الشرعية في شيء ولكنها أسلوب مبتدع في الإنكار على ولاة الأمر، ومساوئ المظاهرات كثيرة جداً ومنها:
1- المظاهرات أسلوب مبتدع في النصيحة والإصلاح ليس عليه دليل من كتاب ولا سنة ولا عمل الصحابة، ولا عمل السالف الصالح، وعمل هذه صفته لا يكون إلا ضلالاً ووبالاً على أهله.
2- إقامة المظاهرات تشبه باليهود والنصارى والمشركين فهم الذين ابتكروها، وديننا قائم على تحريم التشبه بهم، والنصوص في هذا الأصل كثيرة من الكتاب والسنة وكلام السلف الصالح، وانظر إن شئت كتاب اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
3- المظاهرات نضام فوضوي عبثي والإسلام دين نظام وانضباط، ولما فيها من الفوضوية كانت بيئة مناسبة للمفسدين والمغرضين لتحقيق مآربهم الإجرامية الإفسادية فما أكثر ما تفسد الأموال، وتراق الدماء، ويعتدى على الآمنين تحت ستار المظاهرات.
4- في المظاهرات ضرر عظيم ومنه تعطيل مصالح الناس، بصدهم عن مساجدهم ومدارسهم وأسواقهم ومستشفياتهم، وتعطيل الطرق، وإلحاق العنت والمشقة بالمسلمين، والدين جاء بنفي الضرر فقال صلى الله عليه وسلم (لا ضرر ولا ضرار) وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم جعل قضاء الحاجة في طريق الناس وظلهم من أسباب اللعنة فما ظنك بالأذى الذي يسببه المتظاهرون في طرق الناس العامة، أليس فسادهم أعظم من الفساد المذكور في الحديث الشريف؟!.
المسلم الحق (من سلم المسلمون من لسانه يده) والمؤمن الحق(من أمنه الناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم).
5- تقوم المظاهرات على الصياح والهتاف والصراخ وربنا أدبنا بغير ذلك فقال سبحانه (واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير). ومن صفات نبينا صلى الله عليه وسلم السكينة والوقار و(ليس بسخاب في الأسواق).
6- تقوم المظاهرات غالباً على اشتراك النساء فيها، وهذا منكر مستقل، فالمرأة مأمورة بالقرار في بيتها فلا تخرج إلا لحاجة قال تعالى (وقرن في بيوتكن) وجهاد المرأة في الحج قال صلى الله عليه وسلم (لكن جهاد لا قتال فيه. الحج) فلماذا يزج بها إلى الشوارع تصرخ وتنادي وتهتف وتهتك المستور منها وتعرض نفسها للفتنة بها ومنها.
7- في المظاهرات معصية لولي الأمر، وخروج عن طاعته وكفى بها معصية يقول النبي صلى الله عليه وسلم (ومن عصا الأمير فقد عصاني ومن عصاني فقد عصا الله)، ولو فرض أنّ النظام يأذن بها فإذنه لا يحل حراماً، ولا يجعل المنكر معروفاً.
هذه أخي القارئ بعض مفاسد المظاهرات، وقد صرح بحرمتها ثلة من كبار أهل العلم ومنهم العلماء السلفيون الشيخ عبد العبد العزيز بن باز والشيخ محمد بن صالح بن عثيمين والشيخ صالح بن غصون تغمدهم الله برحمته ورضوانه، وفتاواهم موجودة مطبوعة منشورة والحمد لله.
ومما يثير القلق احتفاء بعض المحسوبين على الدعوة بالمظاهرات وتأييدها والثناء على أهلها رجالاً ونساء، والذم والتعريض بأهل العلم الذين لم يخرجوا بالمظاهرات والمسيرات، وأدهى من ذلك وأمرّ أن يقول بعضهم إن النصيحة والشكوى من الخيرين والخيرات لا تكفي بل لا بد من شيء آخر بعد ذلك. ثم أوضح ما يرمي إليه فقرر أن الشعوب والجماهير اليوم تستطيع أن تهز عروشاً وتسقط دولاً ؟!!
نعم هذه الكلمات وأمثالها تثير القلق لكونها تصدر ممن نصبوا أنفسهم دعاة وموجهين للأمة، وصار لهم أثر ملموس في التأثير على كثير من الناس. فما مداها في التأثير عليهم؟ أليست كافية في تهييجهم للقيام بالمظاهرات إذا سنحت الفرصة؟!.
وبعد:
تذكروا يا أهل هذا البلد أنكم في بلاد أمن وأمان، وبلاد الحكم بالسنة والقرآن، الأرزاق وافرة، والشعائر ظاهرة، والتواصل والتراحم بين الراعي والرعية في أبهى صوره وأحسنها، وإن كان من نقص فقد وجد في خير المجتمعات وأفضلها، ولكن سبل الإصلاح الشرعية واسعة، وأبوابها مفتوحة والحمد لله. فلا تغتروا ببهارج المغرضين الحاقدين، والله لو كانوا دعاة إسلام لما احتضنهم أعداء الإسلام وأهله، ولما آووهم، ونصروهم، ولما سخروا لهم الوسائل والإمكانيات التي يحاربون بها بلاد الحرمين، ويثيرون بها الفتن.
والله لو كانوا دعاة إسلام لما سكتوا عن المجتمع الذي يعيشون فيه فلا تجد في منتدياتهم وإعلامهم إنكاراً لعبادة الأوثان والصلبان، ولا دعوة إلى توحيد الله وترك الإشراك به. أفليست عبادة المسيح والصليب شركاً، فلماذا سكتوا عنه؟، أليسوا في بلاد الشرك الأكبر الصراح فلماذا لا يبذلون جهودهم في دعوة أهلها إلى الإسلام، وبيان محاسنه لهم، ودفع الشبهات عنه لو كانوا صادقين.
يا أهل هذا البلد الكريم:
أنتم محسودون على دينكم، وعلى أمنكم، وعلى رغد عيشكم، وعلى اجتماع كلمتكم، ومن حسدك فهو يسعى لإزالة نعمة الله عليك، فتفطنوا لمكايد الحاسدين، وميزوا بين الناصحين والمفسدين، واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، اجتمعوا تحت راية ولاتكم، واسمعوا فتاوى كبار علمائكم، فاجتماعكم على ولاتكم هو الحصن الحصين الذي تتحطم عليه المكائد والمكر مهما بلغ قال تعالى (وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً). نسأل الله أن يحفظ بلادنا من كل مكروه وسائر بلاد المسلمين إنه سميع مجيب. علي بن يحيى الحدادي




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الثلاثاء مارس 26, 2024 5:34 am عدل 1 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الإثنين مارس 25, 2024 1:07 pm

فضيلة الشيخ محمد بن أحمد الفيفي - حفظه الله تعالى
المظاهرات ..الوجه الآخر .
أضغط هنــــــــــــــــــــــــا
مفاسد المظاهرات
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ثم الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين,, أما بعد: فاعلم ـ رحمني الله وإياك ـ أن هناك أمورا كثيرة قد حدثت في زمننا هذا، ليست من شرع الله في شيء، وإنما يتعلق بها أناس يجهل الكثير منهم أو يتجاهل نصوص الشرع، وآثار السلف في النهي عن المحدثات في الدين، ويعظم الخطب حينما تنسب هذه الأمور المحدثة إلى دين الله ـ عز وجل ـ، كما يفعله بعض الناس ممن يفتي في القنوات الفضائية، مخالفين بذلك هدي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من حيث لا يشعرون.
ومن هذه الأمور المستحدثة في دين الله "المظاهرات"، حيث أصبحت ظاهرة مشهودة في كثير من بلاد المسلمين إلا ما ندر، ورغم مصادمتها للنصوص الشرعية وصدور الفتاوى في تحريمها من قبل كبار أهل العلم المعتبرين، إلا أن أكثر الناس لا يعلمون.
ولا يشك أحد أن المظاهرات قد دخلت على المسلمين من الخارج، حيث تنتشر الأحزاب والمنظمات التي تتخذ من المظاهرات وسيلة لإبراز مطالبها السياسية ونحوها واتخاذها كوسيلة ضغط على حكومات تلك الدول. والمظاهرات في الغرب تعد من وسائل التنفيس والرد على الحكومات، إذ إن كل من لا يستطيع إيصال صوته عبر الوسائل الرسمية يلجأ إلى المظاهرات.
وقد أُعجب بهذه المظاهرات كأسلوب من أساليب الضغط على الحكومات، كثيرٌ من الأحزاب والحركات المحدثة سواء كانت أحزابا سياسية أو علمانية أو ما يسمى بالجماعات (الإسلامية)، ولم يبحث أحد من أولئك في كونها مخالفة للشرع أم لا، بل كانت المطامع والأهداف الحركية والحزبية طاغية بما لا مجال معه عند هؤلاء للتوقف والبحث في مشروعيتها من عدمه.
وإنما قالوا: إن فيها من المصالح وإظهار الحق، وإنكار المنكر، والتعبير عن الرأي الصحيح، وإظهار قوة الدين، وإحياء الوحدة الإسلامية، وغيرها من المصالح.
وما زعموا من المصالح لا يسوّغ المظاهرات :
أولا: لأنه تخمين، وظن ضعيف، والواقع يشهد بخلاف ما ذكر، فهل منعت المظاهرات في العالم كله أمريكا من أن تعتدى على العراق، أم هل ألغت المظاهرات والمسيرات قرار منع الحجاب في فرنسا ؟؟
ثانيا:إن المفاسد المترتبة على المظاهرات أعظم وأكبر من هذه المصالح المزعومة،ومن المتقرر أنه إذا تساوت المصالح والمفاسد فان(درء المفاسد مقدم على جلب المصالح) فكيف والمفاسد أكثر وأكبر
بل يزعمون أنها هي الطريقة الوحيدة المؤثرة في إيصال صوت الحق للناس في الداخل والخارج.
فيقال:إن هذا غير صحيح، فوسائل الاتصال والإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة قد انفتحت انفتاحا كبيرا جدا، وإن كان هذا الانفتاح غير محمود من جميع الجهات، ويستطيع المسلم أن يدلي بصوته ورأيه مادام مأطورا بإطار الشرع الحنيف، وللأسف أن أكثر من يتحدث باسم الدين في وسائل الإعلام اليوم أناس لا يُعرفون بالتجرد في اتباع الحق والدليل، بل كثير منهم ـ إلا من رحم الله ـ ذو توجهات مشبوهة.
أيها المسلمون:إن المتأمل لما يحدث من جراء هذه المظاهرات ليدرك بوضوح مخالفتها للشرع، وكونها دائرة بين التشبه بالكفار، وبين البدعة والإحداث في الدين وكفى والله بهذا مفسدة تمنع المسلم من ارتكاب هذا الأمر المشين :
فمن مفاسدها: مجانبتها السكينة والرفق الذي أُمرنا به: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ "إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله" متفق عليه. وقال "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه" رواه مسلم.
ومن ذلك: تلكم الشعارات القبيحة التي يرددها بعض المتظاهرين والكلمات النابية والسباب والشتائم كلها تخالف هدي الإسلام، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ قال: لم يكن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فاحشا ولا متفحشا وكان يقول: إن من خياركم أحسنكم أخلاقا" متفق عليه. وعن ابن مسعود ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء" أخرجه الترمذي.
ولا تقف المفاسد من هذه المظاهرات عند هذا الحد، بل تتعدى هذا كله إلى :
ـ ما يضيع من أموال وأوقات في سبيل إقامة المظاهرة، وجمع أكبر حشد لها وإهدار مقدرات الأمة فيما لا طائل تحته وتعطيل الوظائف والمصالح.
ـونشر الهلع والخوف بين عامة الناس وإزعاج السلطات والآمنين، وإشغال رجال الأمن عما هو أهم من حراسة المنشآت وحماية ثغور المسلمين.
ـفضلاً عن تربص أهل الشر وفتح الباب لهم للإفساد من خلال تلك المظاهرات.
ـ وكذلك إخراج النساء من خدورهن وبيوتهن إلى الشوارع في تلك المظاهرات ، ولا تسلني عما يحدث لكثير منهن في مثل هذا الخروج من أمور لا تحمد عقباها من التحرش والاختلاط وهتك الأعراض.
ـ ومن المفاسد : زهد الناس في الوسائل المشروعة وانصرافهم عنها إلى المحدثات فيتحقق قول ابن عباس رضي الله عنهما: أنه ما أحدثت بدعة إلا وأميتت سنة، وصدق رضي الله عنه، وذلك أن في استخدام المظاهرات تعطيل للنصوص الشرعية الآمرة بالصبر والنصيحة بالطرق الشرعية
ومن تلكم المفاسد: الصورة التي يظهر بها هؤلاء المتظاهرون من زمجرة وغضب ورفع صوت وصياح وجلبة مما لا يشك أحد في مجانبته سمت المسلم الذي أمر به الشرع المطهر، بل رأينا من ضاهى القرود في صعوده على الأشجار وأعمدة الكهرباء وقيامه بخلع ملابسه، وإصداره صيحات يضحك منها العامي ويحمد العاقل ربه أنه لم يبتله بما ابتلى به هذا.
ـ ومن تلكم المفاسد :خروج المسلم واليهودي والنصراني والعلماني والرافضي والشيوعي متماسكين يعضد بعضهم بعضا، يصرخون بصوت واحد، فإن كان هذا ليس مما يخدش مظاهر الولاء والبراء عند المسلم، فأي شيء يسمى هذا التعاضد والتكاتف؟ والنبي ـ صلى الله عليه وسلم يقول"الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف" أخرجه مسلم.
ـ ومن تلكم المفاسد: قيام أهل الثورات والشغب بإفساد المنشآت وتحطيم السيارات والسرقة وغيرها من الإفساد المصاحب للمظاهرة.
ـ وعندما تستعر حمى الغضب في صدور المتظاهرين فلا تسل عن كثرة من يُدفع أو يوطأ بالأقدام بل وقد يقتله المتظاهرون تحت أقدامهم خلال المظاهرة. قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ "لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما" أخرجه البخاري .
ـ فياسعادة الكفار وأهل البدع برؤية بلاد المسلمين وقد هاجت فيها الفتنة وماجت وفرحهم بما يقع بين المسلمين من الشرور المترتبة على المظاهرات ، نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين وأن يردهم إليه رداً جميلاً وأن يكفيهم شر الفتن ما ظهر منها وما بطن،أقول ما تسمعون وأستغفر...
الخطبة الثانية
أما بعد:
فقد تصدى العلماء الربانيون لمثل هذه النوازل والوقائع من المظاهرات وما يصاحبها من المفاسد والفتن
حيث قال سماحة الشيخ الإمام عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله تعالى:"فالأسلوب الحسن من أعظم الوسائل لقبول الحق، والأسلوب السيء العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق وعدم قبوله أو إثارة القلاقل والظلم والعدوان والمضاربات ويلحق بهذا الباب ما يفعله بعض الناس من المظاهرات التي تسبب شرا عظيما على الدعاة، فالمسيرات في الشوارع والهتافات ليست هي الطريق للإصلاح والدعوة، فالطريق الصحيح بالزيارة والمكاتبات بالتي هي أحسن فتنصح الرئيس، والأمير وشيخ القبيلة بهذه الطريقة، لا بالعنف والمظاهرة،
فالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مكث في مكة 13 سنة لم يستعمل المظاهرات ولا المسيرات ولم يهدد الناس بتخريب أموالهم واغتيالهم، ولا شك أن هذا الأسلوب يضر بالدعوة والدعاة، ويمنع انتشارها ويحمل الرؤساء والكبار على معاداتها ومضادتها بكل ممكن " أ. هـ مجلة "البحوث الإسلامية" العدد 38 ص 210.
وسئل ـ رحمه الله ـ هل المظاهرات الرجالية والنسائية ضد الحكام والولاة تعتبر وسيلة من وسائل الدعوة؟ وهل من يموت فيها يعتبر شهيدا في سبيل الله؟
فأجاب ـ رحمه الله تعالى "لا أرى المظاهرات النسائية والرجالية من العلاج ولكنها من أسباب الفتن، ومن أسباب الشرور ومن أسباب ظلم بعض الناس والتعدي على بعض الناس بغير حق. ولكن الأسباب الشرعية المكاتبة والنصيحة والدعوة إلى الخير بالطرق السلمية، هكذا سلك أهل العلم وهكذا أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأتباعهم بإحسان، بالمكاتبة والمشافهة مع المخطئين ومع الأمير والسلطان، بالاتصال به ومناصحته والمكاتبة له دون التشهير في المنابر وغيرها بأنه فعل كذا وصار منه كذا، والله المستعان" نقلا عن شريط بعنوان مقتطفات من أقوال العلماء.
ورد سماحته على من استدل على جواز المظاهرات ـ بأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ خرج بعد إسلام عمر ـ رضي الله عنه ـ على رأس صَفَّين من أصحابه، وعلى الأول منهما عمر ـ رضي الله عنه ـ وعلى الثاني حمزة ـ رضي الله عنه ـ رغبة في إظهار قوة المسلمين، فعلمت قريش أن لهم منعة.(الحلية لأبي نعيم 1/40)، (الإصابة لابن حجر 2/512 ونسبه لمحمد بن عثمان في تاريخه)، (الفتح لابن حجر 7/59 ونسبه إلى البزار) حيث قال رحمه الله"وما ذكرتم حول المظاهرة فقد فهمته وعلمت ضعف سند الرواية بذلك كما ذكرتم، لأن مدارها على إسحاق ابن أبي فروة وهو لا يحتج به، ولو صحت الرواية فإن هذا أول الإسلام قبل الهجرة وقبل كمال الشريعة. ولا يخفى أن العمدة في الأمر والنهي وسائر أمور الدين على ما استقرت به الشريعة بعد الهجرة .. وأما ما يتعلق بالجمعة والأعياد ونحو ذلك من الاجتماعات التي قد يدعو إليها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كصلاة الكسوف وصلاة الاستسقاء. فكل ذلك من باب إظهار شعائر الإسلام وليس له تعلق بالمظاهرات كما لا يخفى" فتاوى ومقالات الجزء الثاني 240.
وسئل العلامة العثيمين رحمه الله : هل تعتبر المظاهرات وسيلة من وسائل الدعوة الشرعية؟
فقال: فإن المظاهرات أمر حادث، لم يكن معروفا في عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا في عهد الخلفاء الراشدين ولا عهد الصحابة ـ رضي الله عنهم ، ثم إن فيه من الفوضى والشغب ما يجعله أمرا ممنوعا حيث يحصل فيه تكسير الزجاج والأبواب وغيرها. ويحصل فيه أيضا اختلاط الرجال بالنساء والشباب بالشيوخ وما أشبه من المفاسد والمنكرات، وأما مسألة الضغط على الحكومة فهي إن كانت مسلمة فيكفيها واعظا كتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهذا خير ما يعرض على المسلم، وإن كانت كافرة فإنها لا تبالي بهؤلاء المتظاهرين وسوف تجاملهم ظاهرا وهي ما هي عليه من الشر في الباطن، لذلك نرى أن المظاهرات أمر منكر.
وأما قولهم إن هذه المظاهرات سلمية فهي قد تكون سلمية في أول الأمر أو في أول مرة ثم تكون تخريبية، وأنصح الشباب أن يتبعوا سبيل من سلف فإن الله ـ سبحانه وتعالى ـ أثنى على المهاجرين والأنصار وأثنى على الذين اتبعوهم بإحسان" انظر: "الجواب الأبهر" لفؤاد سراج ـ ص 75.
وسئل الشيخ صالح الفوزان ـ حفظه الله ـ هل من وسائل الدعوة القيام بالمظاهرات لحل مشاكل الأمة الإسلامية؟ الجواب: ديننا ليس دين فوضى، ديننا دين انضباط، دين نظام ودين سكينة، المظاهرات ليست من أعمال المسلمين وما كان المسلمون يعرفونها، ودين الإسلام دين هدوء ودين رحمة لا فوضى فيه، ولا تشويش ولا إثارة فتن، هذا هو دين الإسلام ، والحقوق يُتوصل إليها دون هذه الطريقة بالمطالبة الشرعية والطرق الشرعية، هذه المظاهرات تحدث فتناً، وتحدث سفك دماء وتحدث تخريب أموال فلا تجوز هذه الأمور" أ. هـ الإجابات المهمة في المشاكل الملمة"
محمد بن أحمد الفيفي
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
كلية الدعوة والإعلام


أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الإثنين مارس 25, 2024 2:23 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Ay11
المظاهرات، وأنها ماسونية يهودية صهيونية بدعية
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــا
السّؤال:
يقول السّائل الكريم: يسأل عن ما تقدَّم كثيرًا؛ التّظاهر هل يُعتبَر من الخروج على الحُكَّام؟
الجواب:
أعداءُ الإسلام خطَّطوا قديمًا وحديثًا لإيجاد مُجتمع رعاع يُنفِّذ ما يطلُبُه الغرب وما تطلبه الماسونيَّة من قديم الزَّمان، وما خطَّطوا لَهُم من إجرامٍ لدقِّ إسْفينٍ بين المُجتمع وبين وُلاة الأمر؛ بل وبينَهُم وبين عُلمائهم، فحالُوا بين الشَّباب وبينَ الاستفادة من العُلَماء الذينَ يسيرونَ على منهج السَّلف الصَّالِح.
وممَّا أحدثوهُ لِدَقِّ هذا الإِسفين هيَ ما يُسمَّى الآن بـ: "المُظاهرات" تحتَ ذرائع عدَّة؛
من بينها: المُطالبة بالحُقوق!
ومن بينها: دعوى الخروج على الحُكَّام الظَّلَمة ونحو ذلكَ!
مُخالفينَ بذلكَ هديَ الكتابِ والسُّنَّة.
فالمُظاهرات قبل أن نأتي إلى حُكمها الشّرعيّ هي دخيلةٌ على المُسلِمين؛ وبالتَّالي: فَهِيَ مُحرَّمةٌ وباطلةٌ ومبدأٌ فاسدٌ، بَلْ هيَ من مبادئ الصّهيونيَّة العالَمِيَّة؛ ومن مبادئ الماسونيَّة العالَمِيَّة.
هذه المُظاهرات جاءتنا من أوربا ومن الشَّرق ومن الغرب، ولَمْ تكُن يومًا من الأيَّام مبدأ إسلاميًّا ولا طريقًا للحُصول على الحُقوق كما يدَّعِي أهلُهَا!
إذَنْ؛ من جهة الأصل: أصلها يهوديٌّ ماسونيٌّ، فالمُظاهرات من جهة الأصل أصلُهَا ماسونيٌّ يهوديٌّ لا يمتُّ إلى دينِ الله بِصلَة؛ هذا من جهة.
من جهةٍ أخرى: فهيَ بدعةٌ مُخترَعة لا أصلَ لها في الدِّين، اختَرَعها دُعاةُ الباطل؛ واخترعها طُلاَّب الحُكم والمناصب والكراسي الذينَ خلَّفَهُمُ الاستعمارُ لِيَثبُوا كُلَّ مرّةٍ على حُكَّامهم ولِيحلُّوا محلَّهُم، وبعد أيَّام يُثارُ عليهم هُم كذلكَ؛ وبعد أيَّام يُثار عليهم، وهكذا سلسلةٌ لن تنقطع! –والعياذُ باللهِ-، هذا من جهة أصلها.
أمَّا من جهة الشُّبَه التي يتعلَّق بها مُجيزُوهَا والمُفتونَ المُفترون الذين يُبيحونهَا ويُدافعونَ عنها من دُعاةِ الباطل ومن السُّفهاء والجهَلة وإن ادَّعَوْا العلم فإنَّهُ علمٌ مُزيَّفٌ؛ علمٌ ليس مُؤصّلاً على هدي الكتاب والسُّنّة.
ولذلكَ: من يُبيحها فهو مُفترٍ ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ..﴾.
إذَنْ: هِيَ افتراءٌ سواء جاءت بسبب فتوى من المُتعالِمين السّفهاء أو جاءت تقليدًا للاستعمار والغرب، في كِلاَ الحالَيْن هُوَ افتراءٌ وقولٌ على الله بغير علمٍ.
ثالثًا: هيَ مبدأٌ فاسدٌ من جهة ما تُفضي إليه من الخراب والدَّمار وما إلى ذلكَ مِمَّا يترتَّبُ عليها من مفاسد.
النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- وأصحابُهُ أُوذُوا بمكَّة، بَلْ وقُتل من قُتل في الإسلام، فأوّل شهيد وشهيدة في الإسلام: ياسر وسُميّة –رضي الله عنهما- والدَا عمَّار بن يسار –رضي الله عنهُ-، هَلْ قامَ النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- أو الصّحابة بمظاهرةٍ من أجل ذلكَ؟! هآه؟!
حُصِر النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- وبنو هاشم في شعب أبي طالب ثلاث سنين حتَّى أكلوا أوراق الشَّجَر وأطفالهم يتضاغون يصيحون من الجوع؛ قاموا بمظاهرات؟!
أُخرَج الصّحابة ثُمَّ أُخرج النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- وحزنَ على خُروجه من مكَّة ولجأ إلى الله ودعا فاختارَ لهُ "طيبة الطيبة"؛ هَلْ قام بمظاهرات احتجاجًا على المُشركين وعلى ما يفعله المُشركون؟!
كُلُّ هذا لَمْ يَقَع، وقعت وقائع كثيرَة في الإسلامِ لم يُوجَد ما يدلّ على أنَّ النَّاس تظاهروا أوْ شرعوا هذه المُظاهرات الصّهيونيَّة الماسونيَّة البدعيَّة.
طيّب؛ عندنا شُبهة قد يُردِّدها بعضُ السّفهاء أو يُفتِي بها بناءً عليها:
يقولون: إنّه لمّا اسلم عُمَر –رضي الله عنه- قام هُوَ وحمزة بن عبد المطلب –رضي الله عنه- بمسيرةٍ إلى المسجد في صفَّيْن مُتوجِّهَين إلى الكعبة، وقاولوا: صفّ يقوده عمر بن الخطّاب وصفّ يقوده حمزة بن عبد المُطلب –رضي الله عنهما-!قالوا: هذا دليلٌ على المُظاهرات! وأنَّ النّبيّ أقرَّهُم على ذلكَ!
نقول: ثبّت العرش ثُمّ انقش، القِصَّة من جِهَة غيرُ ثابتةٍ؛ لا أعني قصَّة إسلام عُمَر أعني قصَّة المسيرة هذه غير صحيحةٍ من حيث السَّنَد، إذَنْ: هيَ باطلةٌ أصلاً.
وثانيًا: لو قُدِّر أنّها صحَّتْ هل قاموا بمظاهرةٍ أو توجّهوا إلى بيت الله الحرام للصَّلاة؟! وهل التّوجّه إلى بيت الله أو إلى المساجد يُعتبَر مُظاهرةً؟!
إذَنْ: القصَّة باطلةٌ سندًا ومَتْنًا.
ومن أرادَ التّوسّع في ردِّ الشّبه فَلْيَقرأ كتاب الأصول العشرين التي ردَّ عليها أخونا الشّيخ الدّكتور: عبد العزيز السّعيد التي اخترعها بعضُ الأحزاب في إحدى البلاد الإسلاميَّة ونشروها؛ وزعموا أنها أصول لجواز المُظاهرات! حيثُ نَقَضَها أصلاً أصلاً، وقد اخترعوا وافتروا عشرينَ أصلاً كُلّها باطلةٌ.
وهيَ لا تخرج عن أمرين:
• إمَّا تقليد للغرب أو تشبّه بهم و (من تشبَّه بقومٍ فهُوَ منهم).
• وإمَّا أحاديث موضوعَة لا أصل لها مثل قصَّة خروج عُمر وحمزة –رضي الله عنهما-!
• وإمَّا أحاديث صحيحَة يلْوُونَ أعناقَهَا ويُحمِّلونها ما لا تحتمل!
﴿فَمَاذَا بَعْدَ الحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ﴾، نعم.اهـ (1)
فرّغه:/ أبو عبد الرحمن أسامة09 / جمادى الآخرة / 1435هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
(1) من شرحِ فضيلة الشّيخ العلاّمة: صالح بن سعد السّحيميّ -حَفِظَهُ اللهُ- لـ: (كتاب فضل الإسلام / الدَّرس التَّاسع) يوم: 05 / جمادى الآخرة / 1435هـ، بالمسجد النّبويّ

حول المظاهرات و الفتن
من هنــــــــــــــــــــــــــــا
التفريغ
قال الشيخ صالح السحيمي حفظه الله :
لعلي أذيله بموضوع , وهو الدخول في هذه المظاهرات التي تقع في بعض البلاد الإسلامية مهما كان الحاكم , و مهما كان الظلم , و مهما كانت المخالفات , فالدخول في المظاهرات عمل يهودي ماسوني , ليس من عمل المسلمين و لا يقرّه الإسلام و ليس عليه دليل من الشرع , ولا نلتفت إلى من يفتي به من الذين يتسرعون , حتى الذين قتلوا أنفسهم يقولون إنهم شهداء , و الرسول صلى الله عليه و سلم يقول : (من قتل نفسه فهو في النار) , فنبرأ إلى الله من هذه الفتاوى , و من أهلها و إن تحدثوا من قناة الخسيرة أو غيرها من القنوات الفاسدة المفسدة , هذا الكلام أيضا انقله عني , و يكفي أن هذه المظاهرات تؤيدها ثلاث جهات :
-الغرب بمن فيهم أمريكا و أوربا بكافة دولها .
-و الرافضة سواء كان منهم في إيران أو حزب الشيطان أو غيرهم في بلاد الشام أو غير ذلك .
- أو كذلك الأمر الثالث الذين يؤيدونهم العلمانيون و اللبراليون و الملاحدة الذين يريدون أن ينسخوا الدين و يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم و يأبى الله إلا أن يتم نوره و لو كره الكافرون.
فأبلغوا الإخوة بأن الدخول في هذه المظاهرات أو الإضرابات مهما كان الحاكم فإن هذا العمل غير صحيح , و يمكّن لأعداء الإسلام من الدخول في صفوف المسلمين , و يكفي أنها في بعض البلاد اختلط فيها الحابل بالنابل , الرافضي مع اليهودي مع النصراني مع أدعياء السنة مع غوغائيين مع الزّناة و اللوطيين و مع العلمانيين و اللبراليين و مع سائر المجرمين الذين يدخلون في مثل هذه المظاهرات , فأوصي نفسي و إخوتي أهل السّنة أن لا يدخلوا فيها و أن يلزموا بيوتهم , و أن يبتعدوا عن هذه الفتن , إذا اعتدي عليهم يدافعون عن أنفسهم , أمّا أن يدخلوا في هذه المظاهرات مهما كانت المظالم , و مهما كانت الأمور , فإن ذلك لا يقره الشرع , بل هو مبدأ من مبادئ الماسونية الصهيونية العالمية , وفق الله الجميع لما يحب و يرضى , وصلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه .
هذا أيضاً سجله و وزعه .
السائل : إن شاء الله بارك الله فيكم شيخ
الشيخ : حفظك الله.
السائل : أحبكم في الله يا شيخ .
الشيخ : أحبك الله في أمان الله .
السائل : السلام عليكم.
فرغه : أبو عبد الرحمن محمد العكرمي.
كلمة توجيهية عن الأوضاع الراهنة في الساحة من مظاهرات واعتصامات
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــا
حكم المظاهرات



هل تُرى الملائكة في هذا الزمان؟ في المظاهرات والحروب؟




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الثلاثاء مارس 26, 2024 1:34 pm عدل 7 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الإثنين مارس 25, 2024 2:34 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Ayoa1010
المظاهرات والإضرابات من فِتَن الخوارج
1ـ في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (سَتَكُونُ فِتَنٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي، وَمَنْ يُشْرِفْ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ، وَمَنْ وَجَدَ مَلْجًَا أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ).
ولا أعجب من تسابق الصَّحفيِّين على نشر أخبار الفِتن وقد اختاروا ذلك مصدرًا لرزقهم، ولكني أعْجَبُ من تسابق طلاب العلم الشرعي على الولوغ فيها سواء كانوا مخالفين (مثل السّلفيّين) أو مؤيّدين (مثل سلمان العودة وشيخه القرضاوي) الذين لم ينتظروا اتخاذهم رؤساء فغصبُوا الرئاسة في الفتوى أو العلم (الفكري) في أوروبا وعَالَم الجهل (من أهل العلم (الشرعي) والدعوة إلى التّوحيد والسّنّة ومحاربة الشرك و البدع) فضلًا عن أن يبحثوا عن ملجًا أو معاذٍ من الخوض فيها لو لزمهم، هدانا الله وهداهم وأعاذ المسلمين جميعًا من الفتن و المعاصي ما ظهر منها وما بطن.
2ـ وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات:6]، ولو سألت أحدًا من طلاب الشرعي أو الفكري عن صحافة اليوم لما تردد في الحكم عليها بالفسق والإعراض عن ذكرى رب العالمين، وأنها صنيعة اليهود والنّصارى؛ هم الذين خرقوها (اخترعوها) وهم الذين يمدونها بما يملأ فراغها وفراغ العباد، والله يقول : {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ} [الضحى:7]. وقبل عشرين سنة ادَّعى أحد طلاب العلم الفكري السَّبْق الى تقرير أمريكي سرِّيٍّ اتّصل سنده إليه بالتَّواتر (ثم فسَّر التَّواتر بنقل جريدة المدينة عن مجلة القدس) عن تآمر على مصر، وقبل أيام أعاد التّاريخ المهزلة بادِّعاء طالب علم شرعي صحَّة رواية جديدة عن تآمر أوروبي على مصر، برواية مجهول (عن جريدة بريطانّية كبرى)! وأين هذا من التَّبيُّن الذي أمر الله به؟
3ـ والعرب لا يحتاجون إلى (تخطيط أو تآمر) أوروبي أو أمريكي للخروج على من ولاه الله أمرهم (قدرًا كونيًّا أو شرعيًّا)، فقد تولى الشيطان والنّفس الأمّارة بالسّوء (وهما الحاضران المطاعان غالبًا) نُصْح أوّل الخوارج وخَيْرهم (لو كان في الخروج على الولاة خير) بمعصية الله ورسوله، والخروج على خير ولاتهم بعد النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبِهِ عثمان بن عفان الخليفة الرَّاشد المهدي، الشهيد حقًّا بشهادة وحي الله له (لا بشهادة الحمّية الحزبيّة الجاهليّة لحسن البنا وسيّد قطب، ولا بشهادة بقية الخوارج المتأخّرين للمنتحرين والمنتحرات الذين شهد لهم وحيُ الله بالنار).
والخوارج الأُوَل كانوا عُبّادًا لم يَلْبِسوا إيمانهم بإشراكِ أوْثان الأضرحة والمقامات والمزارات والمشاهد مع الله في العبوديّة ولا في الربوبيّة، ولا بما دون ذلك من الابتداع في الدِّين، وما دون ذلك من المعاصي الأخرى (مثل خوارج العصر)، ولكن جمعهم مع الخارجين اليوم باسم الدِّين حِفْظُهم الآية والحديث دون تدبر لمعناهما كما فقههما (الخلفاء وفقهاء الصّحابة رصي الله عنهم وأرضاهم)، ولربما جمعهم مع الخارجين اليوم باسم الدُّنيا: كراهية قِسْمة الله لغيرهم أَوْ لهم، ورغبتهم في منازعة الأمر أهله، وكأنَّ أفراد الفرقتين لم يسمعوا قول الله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد:24]، وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء:59]، وكأنهم لم يسمعوا حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه في الصحيحين: بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَأَنْ لا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَه. بل حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه في الصحيحين وغيرهما عن قوم أو أئمة : (يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِي، وَيَهْتدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ، [وسَيَقُومُ فِيهم رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ]) قال حذيفة : فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: (تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ [تَسْمَعُ وَتُطِيعُ الأَمِير، وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ، وَأُخِذَ مَالُكَ، فَاسْمَعْ وَأَطِعْ])، قال حذيفة :فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ؟ قَالَ: (فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ) ومجموع هذه الرّوايات في الصّحيحة (2739)، وانظر (سلسلة الأحاديث الصحيحة – فهرسة الشيخ مشهور- حديث 1769).
4ـ والمظاهرة والإضراب بدعتان أضيفتا إلى الدّيمقراطية اقتبسهما خوارج العرب المتأخرون (وأضافوا إليهما الإفساد بالتّخريب والتّحريق) وهما أسواء ما وُصِفَ بالدّيمقراطيّة (بعد حُكْم الأغلبيّة بالقانون والدستور وحرّية التّعبير والدّين)، وما خُلِق الجّن والإنس إلا للعبودية لا للحرّية: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، وحُرِّيَّة الفرد مقيّدة في التّعبير: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق:18]، وفي الدّين : {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} [آل عمران:85]، بل في النّظر والفكر : {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [غافر:19] وفي كل شيء: {إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ} [الأنعام :162-163].
5ـ وما الغاية من المظاهرات؟ لا توجد غاية واحدة يجتمع المتظاهرون عليها، وليست الدّين على أيّ حال، فالأغلبيّة كما وصفهم ربّهم: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [يوسف:106] و: {لَا يَشْكُرُونَ} و: {لَا يَعْلَمُونَ} إلا أن يرْكَبَ حِزْبيٌّ ديْنَ الإسلام مطيّةً لحزبه (كما تعوَّد الناس مِنْ حزب الإخوان المسلمين المشرئب بعنقه دائمًا للفِتَن لعلّ حلمه التَّائه بالحُكْم أن يتحقق في مصر أو تونس أو ليبيا أو فلسطين أو سوريا أو اليمن أو غيرها).
ولم يُنْقَل لي مرَّة واحدة أنّ زعيمًا عربيًّا وقف على وثن من أوثان المقامات والمزارات والمشاهد والأضرحة (الإسلامية بزعمهم) يطلب منه المدد ويدعوه من دون الله تقربًا إلى الله واستشفاعًا به إليه، وأكثر المسلمين يقترف ذلك أو يدافع عن مقترفيه أو يخرس عن أنكاره .
والدولتان اللتان بَنَتا الوثن: العراق في عهد صدّام الدّين، والسّودان في عهد التّرابي، يَعُدّهما حزب الإخوان المسلمين مثلًا للدّولة الصّالحة، إضافة إلى اليمن فترة زواجها الموقّت بالحزب الإخواني كفانا الله شرّه.
وبناء الوثن ودعاءُ من سُمِّي باسمه أعظم فرية ومعصية وكبيرة في دين الله، ولكن الحزب أسقط إنكاره من واجباته العمليّة الثمانية والثلاثين التي وَسِعَت الوصيَّة بتخفيف شرب الشاي والقهوه والمشروبات المنبّهة، وأسقط ذلك من وصاياه الخمسين لحكام المسلمين التي وَسِعَت المطالبة بتوحيد الزِّي وتنظيم المصايف، وأسقط ذلك من موبقاته العشر، وأسقط ذلك من وصاياه العشر؛ وإن حافظَتْ عليها وصايا اليهود التي أخَذَ منها العدد المبتدع، ولا يزال أولها: (لا تعبُدْ إلهًا غيري، وثانيها: لا تصنَعْ تمثالًا لمن في السّماء أو الارض أو البحر فتسجد له)، وكذلك بقية الوصايا التي أخفق فيها الحزب ونجح فيها اليهود (عدا الوصية بيوم السّبت)، بل رحل بعض قادته لزيارة الأوثان من عزبة النّوَّام إلى طهران، ولم ينكرها بقيّتهم على أنفسهم ولا غيرهم.
وأكثر غوغاء المظاهرات يظنّون أن ما أصابهم من سوء (الغلاء بخاصته) إن لم يكن بتخطيط من أمريكا وأوروبا وإسرائيل فهو من حكومتهم، ولا علاج إلا المظاهرات.
والغلاء أمر من الله عانى منه الأمريكي والأوربي والإسرائيلي قبلهم، بل كل شعب على وجه الأرض، ولكن أكثر العرب لا يُحَكِّم شرع الله ولا يُحَكِّم العقل غير المعْوَجِّ؛ ذكرت لداعٍ تخفيض السّعوديّة ثمن وقود السّيارات، وظَنَّ أني أمدح دولة تجديد الدّين بهذا القرار (مع أنه لو عقل لتذكر أني لا أمدحها إلا بأعظم مزاياها: تجديدها الدّين وهدمها الأوثان ومحاربتها البدع الأخرى) ولم يَهْنِهِ ذلك فقال: خَفَّضُوا ثمن الوقود ورفعوا كلّ شيء آخر! فذكّرْته بحقيقة بدهيّة: أنها لا تُنْتج إلا الوقود، وأن نظامها الاقتصادي يقوم على حرّية التجارة فهي لا تتدخل إلا بزيادة الرّواتب أو تحمل جزء من ثمن المستوردات الضرورية. وكأنه جواب الببّغاء: يقولونه، وهو مثل كثيرين ممن يعضّ يد المحسن إليه بالدّين والدّنيا، ينتمي إلى السّنّة والجماعة، ليس شيوعيًّا ولا مبتدعًا، ولكنّه مثل أكثر العرب رضي للإشاعة والجريدة الحاقدة أن تستعبد عقله، وتُقصي بلوى الله بالخير، وتُدني بلوى الله بالشرِّ، ولو عَكس اختياره كما أفعل (بفضل الله عليَّ) لوجد أنّ الثوب الصّيني لم يزد ثمنه عن بضعة عشر ريالًا لمن لا يهمُّه الاسم التّجاري، ولا يزال علاج البرد والأنفلونزا والسُّعال لم يزد كلٌّ منها عن عشرة (صنع أوروبي)، ولا تزال رَبْطة الخبز البّر والأبيض بريال، وعلبة البسكويت (نخالة) بريال، وعلبة الملح بريال، ولِتْرَي الحليب أو اللبن بسبعة، وعلبة اللبن الرّائب بريال (هذا كله وكثير مثله لم يتغيّر منذ ربع قرن)، وكان كيلوات الكهرباء قبل أربعين سنة بخمسين هللة، واليوم بخمس هللات، والمتر المكعب من الماء لم يزد ثمنه منذ مُدَّ إلى المنازل قبل خمسين سنة (هذا في حدود الحاجة المعقولة أما الإسراف فلا حَدَّ له ولا يستحق التّشجيع شرعًا ولا عقلًا)، ولا يزال ثمن السّاندويتش بين ريال وريالين، ووجبة المطبَّق من الرّقاق واللحم والخضرة بما يعادل ثُمْن ثَمَنِها قبل ستِّين سنة، ووجبة الرّزّ والدّجاج (6) و(12) ريالًا .
و: (من رضي فله الرضى، ومن جزع فله الجزع) و{الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا} [البقرة:268].
وأعرف سعوديًّا أغناه الله من فضله ولم تمسّه الحاجة أبدًا ومات بعد ثمانين والفقر بين عينيه، بل كان يغبطني على الاكتفاء بوجبة واحدة تَحَسُّبًا للمجاعة التي حسبها قادمة لا محالة منذ عشرات السّنين من كثرة ما يسمع ويردِّد من إشاعة السّوء. ومع أنّ ثمن الحديد والرّزّ والسّكر والإيجار والسّيارات زادت عالميًّا فقد زاد الدّخل بفضل الله في كل مكان أضعافًا مضاعفة، وفي دول مجلس التّعاون أكثر وأكثر. والحمد لله على نِعَمِه بالدِّين و الدُّنيا.
6ـ ولو كان الميزان النّتائجُ، فليستعمل الحركيّ عقله ويصلح مَنْطِقَه هذه المرّة، وليسأل نفسه وغيره كم خَسِرَتْ تونس ومصر وليبيا والصّومال قبلها، وأفغانستان والعراق وغيرها ممن ابتليت بالمظاهرات والإضرابات والثورات من مالها وأمْنِها ودنياها ودينها؟ وكم ربحتْ إن ربحت ولو قليلًا؟ كان جارٌ من مصر لا يملُّ الشكوى من الغلاء والفساد، ويحمِّل الحكومة المصريّة ما لا تحمل من الأسباب والوسائل والنّتائج، وكنت أذكّره بأنّ فساد المحكوم أكثر من فساد الحاكم إلاّ في حال فرِعون الذي قال لقومه في مصر: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} [النازعات:24]، والقليل النّادر بعده ممن هم دونه شرًّا، وكان لا يقبل التّذكير، ولا يقبل حلًّا ولا أملًا إلا بذهاب الحكومة. وهاتفتُه بالأمس القريب فبادرني بالتَّحسُّر على ذهاب الأمن مع الحكومة، فضلًا عن اضطراب الحياة فيما دون ذلك. أصلح الله أحوال الجميع ومآلهم في الدّنيا و الآخرة.
كتبه سعد الحصين، مكة: 1432.




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الجمعة مايو 10, 2024 3:39 pm عدل 2 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الإثنين مارس 25, 2024 2:34 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات _ayaa10
تحريم المظاهرات .
أضغط هنــــــــــــــــــــــــا
حكم المظاهرات في الإسلام
المحاضره التي القيت في محافظة حفر الباطن يوم الجمعة 25/7/1433هـ
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد، فان أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الامور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
وبعد :
فإن المظاهرات الآن نازلة نزلت بالمسلمين وظاهرة ظهرت في ديارهم بعد أن نفخ فيها الشيطان وأعوانه من الكفرة والمشركين وذلك لفتنة المسلمين عن دينهم وعن إصلاح حالهم فيما بينهم وبين ربهم .
والمظاهرة أصلها من الظهور والإعلان وتطلق في اللغة على المعاونة والتعاطف والتناصر .
يقول الإمام الشوكاني رحمه الله في كتابه فتح القدير : ( أصل المظاهرة هو المعاونة ) .
قلت : وفي الإصطلاح هو التجمع والتجمهر والظهور في جماعة متعاونة ومتعاطفة ومتناصرة رجالاً ونساء وذلك في مكان ما أو ساحة ما من ساحات المدن ورفع رايات وشعارات لإظهار ما عندهم من إدعائهم أنهم مظلومون ومطالبة الحكام لرفع الظلم المدعى عليهم أو إسقاطه والإطاحة به (أي إسقاط الحاكم ) وهو ما يسمى بالإنكار العلني وقد يأخذ طابع الإعتصام والجلوس في الشوارع والطرقات أو الوقوف فيها وقفلها وعدم التحرك منها حتى يستجاب لمطالبهم وتعطيلهم لمصالح العباد وظلمهم في طرقاتهم وشوارعهم وتعطيل مصالحهم وعلاج أمراضهم وغير ذلك وهذا يعد فساداً ظاهراً بعينه فأرادوا رفع الظلم كما يزعمون فوقعوا في ظلم اعظم مما ادعوه ، حيث ان هذا الظلم واقع وحادث وظلمهم مدعى لم يثبت حتى الآن وهذا التجمع والتجمهر والإعلان ورفع الشعارات قد يحدث فيه (وهو حادث كما هو مشاهد ) إختلاط الرجال بالنساء ويحدث فيه ما هب ودب من فساد وإنتهاك أعراض وفساد خلقي واخلاقي وإتلاف أموال وحرق ونهب وسلب ممتلكات واستحلال دماء محرمة ودماء معصومة ، حيث دخل في هذه الفوضى والضوضاء وهذا التجمهر الغوغاء وأصحاب الأغراض والسراق وأرباب الفساد والبلطجة واختلط الحابل بالنابل ، وهذه الصورة يربأ عنها الإسلام دين العدل والنظام والحكمة والإحكام وهي افتئات على الإسلام ممن قال إن الإسلام يجيز المظاهرات ، ثم اضطرب هؤلاء المجيزون ، حيث قالوا إن المظاهرات التي يجيزها الإسلام هي المظاهرات السلمية لا التي تأخذ طابع العنف والقوة والشغب وحمل السلاح .
قلت : وهذه هرطقة وكذب وتمحل لإجازة الفساد وذلك لان المظاهرات أصلها ثورة وهيجان وخروج على الحكام بغض النظر سواء أكان الحاكم عادلاً أم جائراً وذلك لأنه تقرر ان الثورات والخروج يحدث به فساد عظيم والإسلام يدعو إلى الإصلاح قال تعالى: {إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ}، وقال تعالى : {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} .
ومنهج الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم دائماً هو الدعوة إلى الله وإلى عبودية الله والإصلاح بالتي هي أحسن فالمظاهرات لا يرضاها عاقل إلا من سفه نفسه وهي كذلك أسلوب من أساليب الديمقراطية والتي ليست من الإسلام في شيء ، وهي مستوردة من الغرب أعداء الله وأعداء رسله حيث رفعوا راية الكفر والإلحاد والصليب بأساليب ماكرة للعمل في تنصير الشعوب وإدخالهم الأفكار الإلحادية بدعوى الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وتحرير الشعوب من الظلم ولولا الضعف الحاصل في المسلمين الآن والتفكك والدفع وتغليب المصالح على المفاسد لرفعت راية الجهاد لإقامة العدل وعبادة الله وحده لا شريك له {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } ، وبدعة المظاهرات في ديار الإسلام نذير شؤم وفساد يدبرها ويكيدها أعداء الإسلام وينفذها الغوغاء والسُذج والمغرضون و(المُوتورون) وأصحاب الأحقاد (والإحن والضغائن ) من بني جلدتنا والذين يتكلمون بألسنتنا وما أشبه الليلة بالبارحة فإن أول مظاهرة وقعت في ديار الإسلام على الخليفة الراشد عثمان بن عفان رض الله عنه وإستحلال دمه وقتله في الشهر الحرام وفي البلد الحرام وكان المدبر لها والكايد لها اليهودي المتظاهر بالإسلام الكائد للإسلام وأهله ابن السوداء " عبد الله بن سبأ " حيث ادعى الإسلام في خروجه وثورته على عثمان ، قال لأصحابه : اظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تستميلوا العامة ، وسمع له الغوغاء والسذج و(المُوتورون) والحقدة ، يقول الإمام ابن العربي المالكي في كتابه " العواصم من القواصم " وهو كتاب عظيم في بابه حيث قسم الخوارج على عثمان إلى ثلاثة أقسام : " ابن سبأ وعصابته الماكرة " " السذج والغوغاء " "الموتورون الحاقدون " .
قلت : والحمد لله لم يشترك في هذه الثورة الظالمة أحد من خيار المسلمين من الصحابة وكانوا متوافرين وهم أفضل العباد بعد الأنبياء والرسل .
وثُلِم الإسلام وصُدع ، وهذا هو الشر الأول الذي اخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم الذي أتى بعد الخير والذي سيقع كما أخبر في حديث حذيفة الذي في الصحيح وحدثت الفتن المعلومة في إقتتال المسلمين في الجمل وصفين ثم التئم الوضع وأصطلح المسلمون على خال المؤمنين معاوية رضي الله عنه ومشت سفينة الإسلام ورسخت قدمه ورفعت راية الجهاد بعد أن توقفت ، بسبب الفتن والاقتتال بين المسلمين ، وطمع فيهم عدوهم ، وفتحت بلاد كثيرة ، ودخل فيها دين الله كثير من عباد الله ، وسارت سفينة الإسلام وتأتيها الأمواج والرياح الهائجة في ظهور الفرق والأحزاب والفتن ، وهي سائرة على بركة الله ، يهتدي بها من شاء الله له الهداية من عباده ، ويظل عنها من شاء الله من عباده ، ( ونعوذ بالله من الضلالة بعد الهدى ) و ( يغرق ) من ركب الفتن ومن شاء الله له الضلالة وصدق الإمام مالك رحمه الله تعالى ( السنة سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها غرق ) والسنة هي الإسلام ، والإسلام هو السنة ، والسنة أمرها عظيم ، من امرها على قلبه ولسانه نطق بالحكمة ، ومن أمر الهوى على قلبه ولسانه نطق بالبدعة .
قال أبو عثمان النيسابوري : (مَنْ أمَّر السُّنَّةَ عَلَى نَفْسِهِ قَوْلًا وَفِعْلًا نَطَقَ بِالْحِكْمَةِ، وَمَنْ أمَّر الْهَوَى عَلَى نَفْسِهِ قَوْلًا وَفِعْلًا نَطَقَ بِالْبِدْعَةِ ) ، والسنة والسير عليها هو الهدى والأهواء والبدع والمظاهرات هي الضلال بعينه .
فالسنة هي الحكمة والمظاهرات هي البدعة لأنها ليست على هدي كتاب الله ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فالمظاهرات هي ثورات وخروج بالمعنى الحقيقي بلا خلاف ومن قال إنها سنة فقد افترى الله وأعظم الفرية : {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِب } ، ولأنه والحمد لله لا يوجد نص صحيح صريح يبيح ذلك أو يجيزه ، وقد أفتى العلماء العظام فيها وقالوا : كلمة الحق ، {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَال} ، افتى فيها شيخ الإسلام المفتي الأعظم المجدد المتوفى رحمه الله عبد العزيز بن عبد الله بن باز وصنوه الشيخ محمد الصالح العثيمين وإمام المحدثين محدث العصر الشيخ محمد ناصر الدين الألباني وكذا من خلفهم المفتي الحالي معالي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ وكذا شوكة أهل السنة في حلوق أهل البدعة الشيخ صالح الفوزان وقائمة الخير الآن هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية وأصدروا فتواهم بتاريخ 1/4/1432هـ ، لما نزلت هذه النازلة " المظاهرات والثورات " الآن في ديار الإسلام وأفتوا جزاهم الله خيراً بتحريمها وعدم الخوض فيها لما فيها من الفساد والإفساد في الأموال والأعراض والدماء فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
قلت : فالواقع المر والحادث المؤلم ، يتألم منه كل مؤمن صادق الإيمان ما يرى من فوضى المظاهرات ويشعلها ويذكيها أعداء الإسلام والمسلمين في ديار الإسلام ، ويحمل رايتها الغوغاء والسذج وأصحاب الأغراض وبعضاً من أهل العلم ممن يساير العامة ، وعليهم وِزر ما يحدث من فساد وإنتهاك حرمات وأعراض وإستحلال دماء :{ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ }.
يقول شيخنا ربيع المدخلي حفظه الله في كتابه (الماتع) " حكم المظاهرات " : (لمظاهرات من شر ما شرعه اليهود والنصارى ومن جذور الديمقراطية المدمرة التي استهدفت الإسلام سياسياً وعقائدياً وأخلاقياً واجتماعياً، ولذا أنفقت الولايات المتحدة الأمريكية عشرات المليارات لفرضها على المسلمين في بلدانهم وجيشت لتحقيق هذه الغاية الجيوش الجرارة والصواريخ والآلات المدمرة ).
ثم يتسائل حفظه الله : (أرأيت لو كانت من الإسلام أو كان فيها نفع للإسلام والمسلمين أتقوم بكل هذه الجهود؟ ).
ثم يعقب : (مع أن المظاهرات من أعظم أدوات الفساد والإفساد، ومن يقول: إن هناك مظاهرات سلمية فإنه يكابر في واقع معروف ومشاهد ويضحك على البلهاء والمغفلين . ) اهـ
قلت :
والخلاصة والحاصل في هذه النازلة والتي حلت بالمسلمين وهي المظاهرات والإعتصام والثورات وكل تجمع عام في الميادين والساحات العامة والطرقات والشوارع والأماكن العامة وقفلها والتي تهم مصالح جميع المسلمين في المكان المقام فيه ذلك التجمع ، وهو خروج وثورة على الإمام العام والجماعة العامة جماعة المسلمين وتفرق للمسلمين والعمل لضضعفهم وتفرقهم في أي بلد من بلدان المسلمين الذي تقام فيهم الصلاة وينادى فيها على ملأ بالصلوات الخمس (وهي دار الإسلام ) والأصل أن يكونوا جماعة واحدة تحت راية واحدة وإمام واحد كما في الحديث الصحيح (( الْمُسْلِمُونَ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ )) وهذا العمل بداية فساد وإفساد وفتنة بين المسلمين لعدم صبرهم وعدم إمتثالهم لقول النبي الكريم والناصح الأمين حيث حذر من ذلك بقوله في الحديث الصحيح (( إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ فِي الطُّرُقَاتِ )) وقوله في الحديث الصحيح الآخر (( إِيَّاكُمْ وَهَيْشَاتِ الْأَسْوَاقِ )) فلا يسعى فيها ( أي المظاهرات ) مسلم عاقل إلا مفتون حاقد موتور أو منافق مدسوس يزعم الإصلاح قد تضافرت فتاوى العلماء الربانيون الراسخون في العلم الجهابذة كالإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله ورفيقه وصنوه الشيخ محمد بن صالح العثيمين وغيرهم كثير تضافرت فتاواهم على تحريم تلك المظاهرات ومنعها لما فيها من الضرر والإفساد ثم كذلك كما هو مشاهد ومعاصر في الدول والبلاد التي قامت فيها من سلب الأموال وإنتهاك الأعراض وإراقة الدماء وإنتهاب المتاجر وحرقها وكل هذا ظلم وفساد نهي عنه .
الإسلام دين الإصلاح للبشرية : { وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في السبت أبريل 20, 2024 11:07 pm عدل 5 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الإثنين مارس 25, 2024 2:34 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات 211
حقيقة المظاهرات
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــا
أو

المظاهرات السلمية للإسقاط النظام من البدع
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــا
حكم المظاهرات؟

من مفاسد المظاهرات





عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في السبت أبريل 20, 2024 11:21 pm عدل 6 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الإثنين مارس 25, 2024 2:38 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Ayac_o10
لا تفتنوا الناس ... بالمظاهرات والمسيرات
إن من أهم خصائص الإسلام صلاحيته وإصلاحه لكل زمان ومكان.
فهو دين الحنيفية السمحة.
وهو دين يهدي الناس إلى ما فيه صلاحهم وإصلاحهم. (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً) (الإسراء:9).
وإن من أهم الأمور التي أمر بها الدين : لزوم الجماعة والسمع والطاعة.
وإن من الأمر بذلك النهي عن كل ما يؤدي إلى ضده، ومن ذلك المظاهرات والمسيرات.
ولعل من المفيد توضيح ما يستدل به بعض الناس في تسويغ المسيرات والمظاهرات، وذلك في الوقفات التالية :
الوقفة الأولى :
قول بعضهم: "إن حق المسلم في حرية التعبير عن رأيه أكثر الحقوق التصاقا بحق الحياة. وعليه تعتمد أكثر التكاليف الشرعية في العبادات والمعاملات.
والمظاهرة السلمية أحد مظاهر حرية التعبير لأنها تسعى لإعادة حقوق الشعب المسلوبة و المتعدى عليها، كالمطالبة بمعالجة البطالة، وتأمين المقاعد الدراسية للطلاب في الجامعات، وتأمين السكن والعيش الهنيء للمواطنين، وتأمين سرير لكل مريض في المستشفى. فلحرية التعبير دور كبير في محاربة الفساد المالي والإداري في جميع أجهزة الدولة ومنع الموظفين كبارا وصغارا من الرشاوى وتبذير أموال الأمة واستغلال النفوذ لكشفهم وإحالة المنتهك لهذه الحقوق إلى القضاء. وما هذا إلا عين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بما يناسب الحال والزمان"اهـ
أقول : حرية التعبير عن الرأي، ليست بهذا الإطلاق في الإسلام، بل لها ضوابط وقيود، وهي التالية:
1 ) أن لا يعبر عن رأيه بألفاظ تخالف الشرع، وإلا دخل في المناهي اللفظية.
2 ) أن لا يتعدّى على الآخرين.
3 ) أن لا يؤدي كلامه إلى حدوث ضرر، فإنه "لا ضرر و لا ضرار".
4 ) أن يغلب على ظنه أو يتيقن حصول الخير من كلامه.
5 ) أن يكون مسموحاً له بالكلام حينها.
ويدل على هذه الضوابط قوله: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت"، ونُهِي المسلم حال الخطبة عن الكلام، وأن لا يلغو، وأن المسلم مأمور بأن لا يكون بكلامه سبباً في البدعة والضلالة.
و لا تتعارض هذه الضوابط، مع أداء النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بالطريقة الشرعية، التي يتحقق فيها جلب المصالح ودرء المفاسد.
ودعوى أن "المظاهرة السلمية أحد مظاهر حرية التعبير لأنها تسعى لإعادة حقوق الشعب المسلوبة و المتعدى عليها"؛ غير مسلمة، لأنه في الواقع لا تسلم أي مظاهرة من حصول أمور من كسر الزجاج، والسباب والشتائم، واستغلال بعض الجهلة هذه الأحوال فيصدر منهم ما يتنافى أصلاً مع السلم، بل هذه المظاهرات تحمل في طياتها ذكر عيوب لولاة الأمر قد تتسبب في أمور لا تحمد عقباها، مثل ما جاء عن عبدا لله بن عكيم الجهني قال: لا أعين على دم خليفة أبداً بعد عثمان!!
فقيل له : يا أًبا معبدٍ أًوَ أًعنت على دمِهِ؟
فيقول : إِني أُعِدُّ ذِكْرَ مساويه عوناً على دمِهِ!"([1]).
وإعادة الحقوق لها طرقها الشرعية القائمة على :
أداء النصيحة لولاة الأمر، بالطريقة الشرعية، في خاصة نفسه، "من كانت له نصيحة إلى ذي سلطان فلينصحه في خاصة نفسه".
المطالبة عن طريق القضاء وديوان المظالم.
الرجوع إلى ولي الأمر نفسه.
الكتابة إليه.
فإن لم يتحقق ما تريد من استرجاع الحق فليس لك إلا الصبر، وأن تسأل الله ما لك، وتعطي ولاة الأمر ما لهم من السمع والطاعة في المعروف.
عن عَبْد اللَّهِ قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً وَأُمُورًا تُنْكِرُونَهَا قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَدُّوا إِلَيْهِمْ حَقَّهُمْ وَسَلُوا اللَّهَ حَقَّكُمْ"([2]).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "يُصَلُّونَ لَكُمْ فَإِنْ أَصَابُوا فَلَكُمْ وَإِنْ أَخْطَئُوا فَلَكُمْ وَعَلَيْهِمْ"([3]).
فإذا كان هذا في أمر الصلاة، وهي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، ففي غيرها من باب أولى.
عن ابْن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَصْبِرْ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ إِلَّا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً"([4]).
الوقفة الثانية:
قول بعضهم: "جاء في صحيح مسلم :"من أطاع الأمير فقد أطاعني ومن عصى الأمير فقد عصاني" .
وأخرج أبو داوود عن أبي موسى الأشعري:" إن من إجلال الله....... إكرام ذي السلطان المقسط".
وفي حديث عبادة بن الصامت المتفق عليه :" بايعنا رسول الله على السمع والطاعة في السر والعلن. وعلى النفقة في العسر واليسر والأثرة، وإن لا تنازع السلطان أهله، إلا أن نرى كفرا بواحا عندنا فيه من الله برهان".
وفي حديث عبد الله بن عمر عند مسلم قال رسول الله عليه وسلم: "على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية فإن أمر بمعصية فلا سمع عليه ولا طاعة".
إن طاعة الحاكم والأمير أو الرئيس العادل بهذه النصوص وغيرها، واجبة وجوبا قطعيا، إذا أمر بمعروف و طاعة أما إذا أمر بمنكر أو معصية فلا سمع له ولا طاعة، كما في الحديث: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" وقد جعل الله طاعة الحاكم المسلم قرينة طاعة الله والرسول بقوله: (يا أيها الذين امنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم قي شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا) (النساء:59).
ومن الملاحظ في الآية أن فعل أطيعوا لم يكرر في حق أولي الأمر بل اكتفى بمجرد العطف فقط. وفي هذا دلالة على أن طاعة الحاكم أو السلطان والأمير- ليست مطلقة في كل ما يقوله أو يأمر به بل لا بد أن يكون أمره ونهيه موافقا لأمر الله و أمر رسوله.
كما يلحظ أيضا في قوله: (فإن تنازعتم في شيء) أن التنازع فد يقع بين الحاكم والشعب أو يقع بينه وبين أحد أفراد رعيته خلاف ونزاع في حكم من الأحكام أو موقف من المواقف فالمرجع حينئذ قوله تعالى: (فردوه إلى الله ورسوله..)، أي إلى كتاب الله وسنة نبيه على القول بتفسير (أولي الأمر) في الآية بأنهم (الأمراء) دون (العلماء)؛ فيجوز لعامة الناس منازعة الأمراء في بعض الأمور، وليس لهم منازعة العلماء المجتهدين فالناس لا ينازعونهم في أحكامهم بل يرجعون إليهم: (فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)"اهـ تـفسير الألوسي (5/66).
وأكثر ما يقع الخلاف بين الحاكم وشعبه في سن قوانين قد يراها هو من المباح والمصالح المرسلة وهي في نظر العلماء ليست كذلك. وكلمة ?شيء? في الآية نكرة في سياق الشرط تفيد العموم. أي إن تنازعتم في أي شيء قليلا كان أو كثيرا من أمور الدين أو الدنيا فردوه إلى الله ورسوله..
وقال الطوفي الحنبلي في كتابه (الإشارات الإلهية إلى المباحث الأصولية (2/2: "فـالأمر في هذه الآية عام مخصوص بما إذا دعوا الناس إلى معصية أو بدعة لا تجوز طاعتهم للحديث: "إنما الطاعة في المعروف" و"لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق". وقد امتنع كثير من أئمة السلف من إجابة الخلفاء إلى المناكر والمفاسد والبدع. وهم في ذلك قدوة، والآية المذكورة حجة لهم "اهـ."اهـ
أقول : هذا الكلام فيه نظر، وبيانه في النقاط التالية:
1 ) في عبارة الكاتب ما يوهم سقوط طاعة ولي الأمر مطلقاً بمجرد أمره بمعصية، فلا يسمع و لا يطاع له، بعد أمره بمعصية، بل وذكر ما يشعر بأن محل طاعة الأمير والسلطان عنده إذا كان عادلاً، فإن كان فاسقاً أو جائراً لا طاعة له، وذلك في قوله: "إن طاعة الحاكم والأمير أو الرئيس العادل بهذه النصوص وغيرها، واجبة وجوبا قطعيا، إذا أمر بمعروف و طاعة أما إذا أمر بمنكر أو معصية فلا سمع له ولا طاعة، كما في الحديث: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"اهـ.
أقول : وهذا غير مسلم، بل الصحيح والصواب أن الأمير أو السلطان إذا أمر بمعصية لا يطاع فيها، وتبقى طاعته فيما عداها، وكذا إذا كان الأمير أو السلطان ظالماً أو جائراً، لا ننزعن يداً من طاعة، في غير معصية، ويدل عليه حديث الرسول ^.
عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ.
قَالُوا : قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ؟
قَالَ : لَا مَا أَقَامُوا فِيكُمْ الصَّلَاةَ. لَا مَا أَقَامُوا فِيكُمْ الصَّلَاةَ .
أَلَا مَنْ وَلِيَ عَلَيْهِ وَالٍ فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَلَا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ"([5]) .
وهذا أمر خطير ينبغي مراعاته، فإن إطلاق العبارات التي توهم غير المراد سبب من أسباب سوء الفهم والوقوع في الفتن؛ والمقصود: بيان وجوب السمع والطاعة لولي الأمر، وإن ظلم أو جار، وأن وجوب السمع والطاعة له ثابت في غير المعصية التي أمر بها، فإن أمر بمعصية لا نطيعه فيها فقط، ولا ننزع يداً من طاعة.
قال ابن تيمية رحمه الله: "ما يقع من ظلمهم و جورهم بتأويل سائغ أو غير سائغ فلا يجوز أن يزال لما فيه من ظلم و جور كما هو عادة أكثر النفوس تزيل الشر بما هو شر منه و تزيل العدوان بما هو أعدى منه فالخروج عليهم يوجب من الظلم و الفساد أكثر من ظلمهم، فيصبر عليه كما يصبر عند الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر على ظلم المأمور و المنهي في مواضع كثيرة"اهـ([6]).
و قال أئمة الدعوة: "ما يقع من ولاة الأمر من المعاصي والمخالفات التي لا توجب الكفر و الخروج من الإسلام فالواجب فيها مناصحتهم على الوجه الشرعي برفق و اتباع ما عليه السلف الصالح من عدم التشنيع عليهم في المجالس و مجامع الناس([7])، واعتقاد أن ذلك من إنكار المنكر الواجب إنكاره على العباد؛ وهذا غلط فاحش و جهل ظاهر لا يعلم صاحبه ما يترتب عليه من المفاسد العظام في الدين و الدنيا كما يعرف ذلك من نور الله قلبه و عرف طريقة السلف الصالح و أئمة الدين"اهـ([8]).
و لما أراد بعض العلماء نزع يد الطاعة في ولاية الواثق بسبب فتنة خلق القرآن منعهم الإمام أحمد و ناظرهم في ذلك وقال: "عليكم بالإنكار في قلوبكم ولا تخلعوا يداً من طاعة لا تشقوا عصا المسلمين و لا تسفكوا دماءكم و دماء المسلمين معكم وانظروا في عاقبة أمركم و اصبروا حتى يستريح بر و يستراح من فاجر و ليس هذا - أي نزع أيديهم من طاعة ولي الأمر - صواباً هذا خلاف الآثار.
فقال بعضهم : إنا نخاف على أولادنا إذا ظهر هذا لم يعرفوا غيره ويمحى الإسلام و يدرس"([9])!
فقال لهم الإمام أحمد : كلا إن الله عز و جل ناصر دينه و إن هذا الأمر له رب ينصره و إن الإسلام عزيز منيع!
فخرجوا من عند أبي عبدالله ولم يجبهم إلى شيء مما عزموا عليه أكثر من النهي عن ذلك و الاحتجاج عليهم بالسمع و الطاعة حتى يفرج الله عن الأمة"([10]).
و قال العلامة الإمام عبد اللطيف آل الشيخ رحمه الله تعالى: "أكثر ولاة أهل الإسلام من عهد يزيد بن معاوية حاشا عمر بن عبد العزيز ومن شاء الله من بني أمية قد وقع منهم من الجراءة والحوادث العظام والخروج و الفساد في ولاية أهل الإسلام و مع ذلك فسيرة الأئمة الأعلام و السادة العظام معهم معروفة مشهورة لا ينزعون يداً من طاعة فيما أمر الله به و رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من شرائع الإسلام لا يعلم أن أحداً من الأئمة نزع يداً من طاعة و لا رأى الخروج عليهم"اهـ([11]).
2 ) في عبارة الكاتب ما يوهم أن ما يأتي به ولي الأمر من أنظمة يشترط في قبولها أن توافق ما في الكتاب والسنة، يعني و لا تخالف ما فيهما، وهذا فيه ما يوهم رد الأنظمة والقوانين التي لم يأت ما يوافقها في الكتاب والسنة، فهو يقول: "ومن الملاحظ في الآية أن فعل (أطيعوا) لم يكرر في حق (أولي الأمر) بل اكتفى بمجرد العطف فقط. وفي هذا دلالة على أن طاعة الحاكم أو السلطان والأمير ليست مطلقة في كل ما يقوله أو يأمر به بل لا بد أن يكون أمره ونهيه موافقا لأمر الله و أمر رسوله"اهـ.
أقول: هذا الكلام غير بيّن، وعبارة الكاتب غامضة فيه، وظاهرها أن أي نظام يضعه ولي الأمر لا يوافق الكتاب والسنة و لا يخالف الكتاب والسنة أنه مردود، وهذا غير مستقيم، بل هذا تطبق فيه الآية فتجب طاعة ولي الأمر فيما أمر به من هذا القسم، بل ظاهر الآية ذلك، فإن ما أمر به ولي الأمر مما يوافق الكتاب والسنة داخل في طاعة الله ورسوله، فلا معنى لتكراره، ومقصود الآية بيان وجوب طاعة ولاة الأمر فيما لم يأت في الكتاب والسنة و لا يخالفهما، وهو باب المصالح المرسلة، ويوضحه: أن الله تعالى ورسوله: أوجب طاعة أولي الأمر ولم يستثن منه سوي المعصية فبقي ما عداه على الامتثال.
قال الشيخ عبيد الرحمن المباركفوري رحمه الله:" الإمام إذا أمر بمندوب أو مباح وجب"اهـ(2) .
وقال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى : "هذا باطل ومنكر بل يجب السمع و الطاعة في هذه الأمور التي ليس فيها منكر بل نظمها ولي الأمر لمصالح المسلمين يجب الخضوع لذلك والسمع و الطاعة في ذلك لأن هذا من المعروف الذي ينفع المسلمين"اهـ(1)
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :"إذا أمروا بأمر فإنه لا يخلو من ثلاثة حالات :
الحالة الأولى : أن يكون مما أمر الله به فهذا يجب علينا امتثاله لأمر الله به و أمرهم به لو قالوا : أقيموا الصلاة وجب علينا إقامتها امتثالاً لأمر الله و امتثالاً لأمرهم قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (النساء: من الآية59).
الحالة الثانية : أن يأمروا بما نهى الله عنه و في هذه الحالة نقول سمعاً و طاعة لله و معصية لكم لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق مثل أن يقول : لا تصلوا جماعة في المساجد فنقول : لا سمع و لا طاعة.
الحالة الثالثة : أن يأمروا بأمر ليس عليه أمر الله و رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا نهي الله ورسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فالواجب السمع و الطاعة لا نطيعهم لأنهم فلان و فلان و لكن لأن الله أمرنا بطاعته و أمرنا بذلك رسوله عليه الصلاة و السلام قال :"اسمع و أطع و إن ضرب ظهرك و أخذ مالك"([12])"اهـ([13]).
3 ) في كلامه جواز منازعة الأمراء، بل وأكد عدم جواز منازعة العلماء في اجتهادهم، فهو يقول: "كما يلحظ أيضا في قوله: (فإن تنازعتم في شيء) أن التنازع فد يقع بين الحاكم والشعب أو يقع بينه وبين أحد أفراد رعيته خلاف ونزاع في حكم من الأحكام أو موقف من المواقف فالمرجع حينئذ قوله تعالى: (فردوه إلى الله ورسوله...)، أي إلى كتاب الله وسنة نبيه على القول بتفسير (أولي الأمر) في الآية بأنهم (الأمراء) دون (العلماء)؛ فيجوز لعامة الناس منازعة الأمراء في بعض الأمور، وليس لهم منازعة العلماء المجتهدين فالناس لا ينازعونهم في أحكامهم بل يرجعون إليهم: (فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)"اهـ تـفسير الألوسي (5/66)."اهـ
أقول: هذا غير مسلم، بل لا يجوز منازعة الأمر أهله، وهو ما قاله في الحديث الذي أورد الكاتب نفسه هداه الله، فقد أورد حديث عبادة بن الصامت المتفق عليه :"بايعنا رسول الله على السمع والطاعة في السر والعلن. وعلى النفقة في العسر واليسر والأثرة، وإن لا تنازع السلطان أهله، إلا أن نرى كفرا بواحا عندنا فيه من الله برهان". وهذا الحديث نص في عدم جواز منازعة الأمر أهله، لا للعامة ولا لغيرهم، خلافاً لما ذكره كاتب المقال.
وأمّا منازعة المجتهدين في اجتهاداتهم فهذه كتب الخلاف بين يديك انظر فيها، حتى قال مالك إمام دار الهجرة: "ما منا إلا رد أو مردود عليه، إلا صاحب هذا القبر".
نعم العامي ليس له ذلك، إنما مرجعه إلى المفتي، (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) .
الوقفة الثالثة :
نقله عن سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله ما يوهم أنه يجيز المظاهرات والمسيرات السلمية، وذلك في قوله: "وقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: "إن العلماء وجميع الدعاة وأنصار الحق أوصوا بتجنب المسيرات والمظاهرات التي تضر بالدعوة ولا تنفعها وتسبب الفرقة بين المسلمين والفتنة بين الحكام والمحكومين"اهـ مجموع الفتاوى (7/344).
فسماحته لم يعترض على المظاهرات السلمية وإنما منع المظاهرات غير السلمية وهي التي ينتج منها المفاسد والفتن وهذه حرام ولا شك"اهـ.
أقول : هذا النقل غير مستقيم، فإنه أنقص منه عبارات تالية توضح أن قوله فيما نقله: "التي تضر بالدعوة و لا تنفعها" وصف كاشف، لا مفهوم مخالفة له، فالشيخ يريد وصف المظاهرات والمسيرات عموماً بأنها تضر بالدعوة و لا تنفعها، وعبارته مع ما يليها: "كما أوصي العلماء وجميع الدعاة وأنصار الحق أن يتجنبوا المسيرات والمظاهرات التي تضر الدعوة ولا تنفعها وتسبب الفرقة بين المسلمين والفتنة بين الحكام والمحكومين .
وإنما الواجب سلوك السبيل الموصلة إلى الحق واستعمال الوسائل التي تنفع ولا تضر وتجمع ولا تفرق وتنشر الدعوة بين المسلمين , وتبين لهم ما يجب عليهم بالكتابات والأشرطة المفيدة والمحاضرات النافعة , وخطب الجمع الهادفة التي توضح الحق وتدعو إليه , وتبين الباطل وتحذر منه , مع الزيارات المفيدة للحكام والمسئولين , , والمناصحة كتابة أو مشافهة بالرفق والحكمة والأسلوب الحسن , عملا بقول الله عز وجل في وصف نبيه محمد صلى الله عليه وسلم : (سورة آل عمران الآية 159): (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) الآية . وقوله عز وجل لموسى وهارون عليهما الصلاة والسلام لما أرسلهما إلى فرعون : (سورة طه الآية 44): (فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى)"اهـ
ولسماحته عبارة أخرى تؤكد ما ذكرته، فهو يقول: "فالواجب على الداعي إلى الله أن يتحمل ، وأن يستعمل الأسلوب الحسن الرفيق اللين في دعوته للمسلمين والكفار جميعا , لا بد من الرفق مع المسلم ومع الكافر ومع الأمير وغيره ولا سيما الأمراء والرؤساء والأعيان ، فإنهم يحتاجون إلى المزيد من الرفق والأسلوب الحسن لعلهم يقبلون الحق ويؤثرونه على ما سواه , وهكذا من تأصلت في نفسه البدعة أو المعصية ومضى عليه فيها السنون يحتاج إلى صبر حتى تقتلع البدعة وحتى تزال بالأدلة , وحتى يتبين له شر المعصية وعواقبها الوخيمة ، فيقبل منك الحق ويدع المعصية .
فالأسلوب الحسن من أعظم الوسائل لقبول الحق .
والأسلوب السيئ العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق وعدم قبوله وإثارة القلاقل والظلم والعدوان والمضاربات، ويلحق بهذا الباب ما قد يفعله بعض الناس من المظاهرات التي قد تسبب شرا عظيما على الدعاة ، فالمسيرات في الشوارع والهتافات والمظاهرات ليست هي الطريق للإصلاح والدعوة , فالطريق الصحيح بالزيارة والمكاتبة التي هي أحسن , فتنصح الرئيس والأمير وشيخ القبيلة بهذا الطريق لا بالعنف والمظاهرة , فالنبي صلى الله عليه وسلم مكث في مكة ثلاث عشرة سنة لم يستعمل المظاهرات ولا المسيرات ولم يهدد الناس بتخريب أموالهم واغتيالهم"اهـ([14]) .
الوقفة الرابعة :
قول بعضهم : "وملخص القول في طاعة ولي الأمر، إذا أمر أو نهى عن شيء مباح :
إن كان الأمر والنهي متوجها على فرد بذاته كأن يمنعه من السفر أو أن يتزوج من خارج البلاد ونحو ذلك. فهذا جائز وعليه السمع والطاعة لولي الأمر.
أما إذا أصدر الحاكم تنظيما أو تعميما أو قانونا يمنع فيه عامة الشعب من شيء هو مباح بأصل الشرع فإن هذا تقييد لحرية التعبير. والمظاهرة السلمية يجب أن تنضبط بالضوابط الشرعية:
1 - أن تكون المطالب مشروعة وعادلة فإن تضمنت مفسدة أو حراما فلا تجوز.
2 - ألا تؤدي المظاهرة إلى منكر آخر يساوي أو يزيد عن المنكر الذي خرج المتظاهرون لتغييره .
3 - ألا يصحب المظاهرة ترك واجب كصلاة الجمعة أو الجماعة أو تشتمل على اختلاط محرم بين الرجال والنساء.
4 - ألا تتسبب بإلحاق ضرر في الأنفس والممتلكات.
فالمظاهرات السلمية التي لا تشهر سلاحا ولا تسفك دما ولا تتعدى على الأنفس والممتلكات المعصومة- جائزة شرعا. والله أعلم"اهـ
أقول : فصله بين طاعة ولي الأمر على مستوى الفرد وطاعته على مستوى الجماعة، لم يذكر دليله فيه، وحقه أن يسوِّي بينهما، لأن العلة موجودة فيهما، سواء مع الفرد أو الجماعة.
ووضعه الضوابط المذكورة لا يصح، ولو أنصف فإن هذه الضوابط ستؤول بالحكم إلى المنع، لتعذر توفرها والقيام بها في أي مظاهرة ومسيرة، فإن المظاهرات والمسيرات إذا انطلقت يتعذر جداً السيطرة عليها.
وعلى التسليم بأن أمر المظاهرات والمسيرات على الإباحة؛ فإن المباح إذا كان ذريعة لمحرم منع منه، فما بالك وقد تبين بحسب الواقع في المظاهرات والمسيرات أنه يندس فيها أصحاب الأغراض والأهواء والجهلة وأصحاب التوجهات المخالفة والمعادية لأهل السنة والجماعة، بل ولأمة الإسلام والمسلمين وتسوق البلاد إلى أن تقع في ربقة الاحتلال الغاشم! أليس من الحكمة والفقه سد الذريعة؟!
الوقفة الخامسة :
ذكره أنه لا يحق لولي الأمر أن يقيد العامة في المباحات، فيه نظر؛ فإن ذلك إذا كان يحقق مصلحة ظاهرة، لا يرد بل يقبل ويجب تنفيذه، وهذا هو محل الأمر بطاعة ولاة الأمر المأمور به في الآية، عند التأمل.
وذكره الخلاف في المسألة لا يسوغ رد طاعة ولاة الأمر في ما يأمرون به الناس من ضبطهم وتقييدهم في بعض المباحات، وإلا ما رأي الكاتب في نظام المرور والبلديات والطرقات وغيرها من الأنظمة التي ليست في كتاب الله و لا في سنة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هل نقول: إنها ليست ملزمة للعامة، ولهم أن يفعلوا ما يشاؤون فيها؟!
هذا ما ظهر لي ، سائلاً الله التوفيق والهدى والرشاد للجميع.
وأنقل فصلاً نفيساً من كلام ابن تيمية رحمه الله في واجب الصبر على جور الأئمة والبعد عن الخروج عليهم، لما في ذلك من الفساد.
قال ابن تيمية رحمه الله: "في الجملة أهل السنة يجتهدون في طاعة الله ورسوله بحسب الإمكان ، كما قال تعالى : (فَاتَّقُوا الله َ مَا اسْتَطَعْتُمْ) (التغابن: 16)، وقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم"([15]).
ويعلمون أن الله بعث محمداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصلاح العباد في المعاش والمعاد، وأنه أمر بالصلاح ونهى عن الفساد، فإذا كان الفعل فيه صلاح وفساد رجحوا الراجح منهما، فإذا كان صلاحه أكثر من فساده رجحوا فعله، وإن كان فساده أكثر من صلاحه رجحوا تركه، فإن الله تعالى بعث رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها، فإذا تولى خليفة من الخلفاء كيزيد، وعبد الملك، والمنصور وغيرهم؛
فإما أن ُيقال: يجب منعه من الولاية وقتاله حتى يولى غيره كما يفعله من يرى السيف؛ فهذا رأي فاسد ، فإن مفسدة هذا أعظم من مصلحته؛ وقلّ من خرج على إمام ذي سلطان إلا كان ما تولد على فعله من الشر أعظم مما تولد من الخير:
كالذين خرجوا على يزيد بالمدينة .
وكابن الأشعث الذي خرج على عبد الملك بالعراق .
وكابن المهلب الذي خرج على أبيه بخراسان .
وكأبي مسلم صاحب الدعوة الذي خرج عليهم بخراسان أيضاً.
وكالذين خرجوا على المنصور بالمدينة والبصرة .
وأمثال هؤلاء ...
وغاية هؤلاء إما أن يغلبوا وإما أن يُغلبوا ، ثم يزول ملكهم فلا يكون لهم عاقبة، فإن عبدالله بن علي وأبا مسلم هما اللذان قتلا خلقاً كثيراً، وكلاهما قتلة أبو جعفر المنصور .
وأما أهل الحرة وابن الأشعث ، وابن المهلب – وغيرهم - فهُـزموا وهُزم أصحابهم فلا أبقوا ديناً ولا أبقوا دنيا.
والله لا يأمر بأمر لا يحصل به صلاح الدين ولا صلاح الدنيا.
وإن كان فاعل ذلك من عباد الله المتقين ومن أهل الجنة فليسوا أفضل من علي وطلحة والزبير وعائشة وغيرهم، ومع ذلك لم يُحمدوا ما فعلوه من القتال، وهم أعظم قدراً عند الله وأحسن نية من غيرهم .
وكذلك أهل الحرة كان فيهم خلق من أهل العلم والدين.
وكذلك أصحاب ابن الأشعث كان فيهم خلق من أهل العلم، والله يغفر لهم كلهم....
وكان أفاضل المسلمين ينهون عن الخروج والقتال في الفتنة، كما كان عبدالله بن عمر وسعيد بن المسيب وعلي بن الحسين وغيرهم ينهون عام الحرة عن الخروج على يزيد، وكما كان الحسن البصري ومجاهد وغيرهما ينهون عن الخروج في فتنة ابن الأشعث.
ولهذا استقر أمر أهل السنة على ترك القتال في الفتنة للأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وصاروا يذكرون هذا في عقائدهم، ويأمرون بالصبر على جور الأئمة وترك قتالهم، وإن كان قد قاتل في الفتنة خلق كثير من أهل العلم والدين.
وباب قتـال أهل البغي والأمر بالمعـروف والنهي عن المنكر يشتبه بالقـتال في الفتنة، وليس هذا موضع بسطه .
ومن تأمل الأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذا الباب، واعتبر اعتبار أولي الأبصار؛ علم أن الذي جاءت به النصوص النبوية خير الأمور.
ولهذا لما أراد الحسين رضي الله عنه أن يخرج إلى أهل العراق لما كاتبوه كتباً كثيرة أشار عليه أفاضل أهل العم والدين كابن عمر، وابن عباس، وأبي بكر بن عبدالرحمن بن حارث بن هشام أن لا يخرج، وغلب على ظنهم أنه يُـقتل، حتى إن بعضهم قال: أستودعك الله من قتيل. وقال بعضهم: لولا الشناعة لأمسكتك ومنعتك من الخروج. وهم بذلك قاصدون نصيحته، طالبون لمصلحته ومصلحة المسلمين، والله ورسوله إنما يأمرون بالصلاح لا بالفساد، لكن الرأي يصيب تارة ويخطئ تارة.
فتبيّن أن الأمر على ما قاله أولئك، ولم يكن في الخروج مصلحة لا في دين ولا في دنيا، بل تمكن أولئك الظلمة الطغاة من سبط رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى قتلوه مظلوماً شهيداً، وكان في خروجه وقتله من الفساد ما لم يكن يحصل لو قعد في بلده، فإن ما قصده من تحصيل الخير ودفع الشر لم يحصل منه شيء بل زاد الشر بخروجه وقتله، ونقص الخير بذلك، وصار ذلك سبباً لشر عظيم، وكان قتل الحسين مما أوجب الفتن، كما كان قتل عثمان مما أوجب الفتن.
وهذا كله مما يبين أن ما أمر به النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الصبر على جور الأئمة وترك قتالهم والخروج عليهم هو أصلح الأمور للعباد في المعاش والمعاد، وأن من خالف ذلك متعمداً أو مخطئاً لم يحصل بفعله صلاح بل فساد ، ولهذا أثنى الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الحسن بقوله : "إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين"، ولم يُثن على أحد ٍ لا بقتال ولا في فتنة ولا بخروج على الأئمة، ولا نزع يد من طاعة ولا بمفارقة الجماعة.
وأحاديث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الثابتة في الصحيـح كلها تدل على هذا، كما في صحـيح البخاري([16]) من حديث الحسن البصري: سمعت أبا بكرة رضي الله عنه قال: "سمعت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على المنبر والحسن إلى جنبه ينظر إلى الناس مرة وإليه مرة و يقول: "إن ابني هذا سيّد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين"، فقد أخبر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأنه سيد وحقق ما أشار إليه من أن الله يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين.
وهذا يبين أن الإصلاح بين الطائفتين كان محبوباً ممدوحاً يحبه الله ورسوله، وأن ما فعله الحسن من ذلك كان من أعظم فضائله ومناقبه التي أثنى بها عليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولو كان القتال واجباً أو مستحباً لم يُثن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أحد بترك واجب أو مستحب، ولهذا لم يُثن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أحد بما جرى من القتال يوم الجمل وصفين، فضلاً عما جرى في المدينة يوم الحَرّة وما جرى بمكة في حصار ابن الزبير، وما جرى في فتنة ابن الأشعث وابن المهلب وغير ذلك من الفتن، ولكن تواتر عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه أمر بقتال الخوارج([17]) المارقين الذين قاتلهم أمير المؤمنين علي رضي الله عنه بالنهروان بعد خروجهم عليه بحروراء.
فهؤلاء استفاضت السنن عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالأمر بقتالهم ولما قاتلهم علي رضي الله عنه فرح بقتالهم وروى الحديث فيهم، واتفق الصحابة على قتال هؤلاء وكذلك أئمة أهل العلم بعدهم، ولم يكن هذا القتال عندهم كقتال أهل الجمل وصفين وغيرهما مما لم يأت فيه نص ولا إجماع، ولا حمده أفاضل الداخلين فيه، بل ندموا عليه ورجعوا عنه. ...
وكذلك الحسن كان دائماً يشير على أبيه وأخيه بترك القتال، ولما صار الأمر إليه ترك القتال وأصلح الله به بين الطائفتين المقتتلتين، وعليّ رضي الله عنه في آخر الأمر تبيّن له أن المصلحة في ترك القتال أعظم منها في فعله، وكذلك الحسين رضي الله عنه لم يُقتل إلا مظلوماً شهيداً تاركاً لطلب الإمارة، طالباً الرجوع إما إلى بلده، أو إلى الثغر أو إلى المتولي على الناس يزيد.
وإذا قال القائل: إن علياً والحسين إنما تركا القتال في آخر الأمر للعجز عنه لأنه لم يكن لهما أنصار فكان في المقاتلة قتل النفوس بلا حصول المصلحة المطلوبة.
قيل له : وهذا بعينه هو الحكمة التي راعها الشارع في النهي عن الخروج على الأمراء، وندب إلى ترك القتال في الفتنة، وإن كان الفاعلون لذلك يرون أن مقصودهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كالذين خرجوا بالحرّة وبدير الجماجم على يزيد والحجاج وغيرهما.
لكن إذا لم يُزل المنكر إلا بما هو أنكر منه صار إزالته على هذا الوجه منكراً، وإذا لم يحصل المعروف إلا بمنكر مفسدته أعظم من مصلحة ذلك المعروف كان تحصيل ذلك المعروف على هذا الوجه منكراً.
وبهذا الوجه صارت الخوارج يستحلون السيف على أهل القبلة حتى قاتلت علياً وغيره من المسلمين، وكذلك من وافقهم في الخروج على الأئمة بالسيف في الجملة من المعتزلة والزيدية والفقهاء وغيرهم. …
ومما ينبغي أن يُعلم أن أسباب هذه الفتن تكون مشتركة، فيَردُ على القلوب من الواردات ما يمنع القلوب من معرفة الحق وقصده، ولهذا تكون بمنزلة الجاهلية، والجاهلية ليس فيها معرفة الحق وقصده، والإسلام جاء بالعلم النافع والعمل الصالح بمعرفة الحق وقصده، فيتفق أن بعض الولاة يظلم باستئثار، فلا تصبر النفوس على ظلمه، ولا يمكنها دفـع ظلمه إلا بما هو أعـظم فسـاداً منـه، ولكن لأجل محبـة الإنسان لأخـذ حقـه ودفـع الظلم عنه لا ينظر في الفساد العام الذي يتولد عن فعله؛ ولهذا قال النبيصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض"([18]).
وكذلك ثبت عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الصحيحين أنه قال: "على المرء السمع والطاعة في يسره وعسره، ومنشطه ومكرهه، وأثرة عليه"([19]) .
وفي الصحيحين أنه قال: "بايعنا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على السمع والطاعة في عسرنا ويسرنا، ومنشطنا ومكرهنا، وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، وأن نقول ونقوم بالحق حيثما كنا، لا نخاف في الله لومة لائم"([20]) .
فقد أمر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المسلمين أن يصبروا على الاستئثار عليهم، وأن يطيعوا ولا ة أمورهم وإن استأثروا عليهم، وأن لا ينازعوهم الأمر.
وكثير ممن خرج على ولاة الأمر - أو أكثرهم - إنما خرج لينازعهم مع استئثارهم عليه ولم يصبروا على الاستئثار، ثم أنه يكون لولي الأمر ذنوب أخرى فيبقى بغضه لاستئثاره يُعظّم تلك السيئات، ويبقى المقاتل له ظاناً أنه يقاتله لئلا تكون فتنة ويكون الدين كله لله، ومن أعظم ما حركه عليه طلب غرضه، إما ولاية وإما مال، كما قال تعالى: (فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ) (التوبة:5.
وفي الصحيح عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم:
رجل على فضل ماء يمنعه من ابن السبيل، يقول الله له يوم القيامة: اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك.
ورجل بايع إماماً لا يبايعه إلا لدنيا إن أعطاه منها رضي، وإن منعه سخط.
ورجل حلف على سلعة بعد العصر كاذباً لقد ُأعطي بها أكثر ما أعطى"([21]).
فإذا اتفق من هذه الجهة شبهة وشهوة، ومن هذه الجهة شهوة وشبهة قامت الفتنة، والشارع أمر كل إنسان بما هو مصلحة له وللمسلمين. فأمر الولاة بالعدل والنصح لرعيتهم، حتى قال عليه الصلاة والسلام: "ما من راع يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرّم الله عليه رائحة الجنة"([22]).
وأمر الرعية بالطاعة والنصح، كما ثبت في الصحيحين([23]): "الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة، قالوا: لمن يا رسول الله ؟ قال: لله ، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم".
وأمر بالصبر على استئثارهم ونهى عن مقاتلتهم ومنازعتهم الأمر مع ظلمهم، لأن الفساد الناشئ من القتال أعظم من فساد ظلم ولاة الأمر، فلا يزال أخف الفساد بأعظمهما .
ومن تدبر الكتاب والسنة الثابتة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واعتبر ذلك بما يجده في نفسه وفي الآفاق، علم تحقيق قول الله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) (فصلت:53)، فإن الله تعالى يُري عباده آياته في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أن القرآن حق ، فخيره صدق ، وأمره عدل.
?وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلا لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ? (الأنعام:115)"اهـ([24]).

أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــpdfــــــــــــــــــــــــــــــــا

______________
([1]) صحيح، أخرجه ابن سعد في الطبقات (6/115) . فائدة : قال الحافظ في الفتح (13/13) : "قتل عثمان كان أشد أسبابه : الطعن على أمرائه ثم عليه بتوليته لهم"انتهى .
([2]) أخرجه البخاري في كتاب الفتن، باب سترون بعدي، حديث رقم (7052)، ومسلم في كتاب الإمارة، باب وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء الأول فالأول، حديث رقم 0(1843).
([3]) أخرجه البخاري في كتاب الأذان، باب إذا لم يتم الإمام وأتم من خلفه، حديث رقم (694).
([4]) أخرجه البخاري في كتاب الفتن، باب قول النبي r: "سترون..."، حديث رقم (7054)، ومسلم في كتاب الإمارة، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن، حديث رقم (184) .
([5]) أخرجه مسلم في كتاب الإمارة، باب خيار الأئمة وشرارهم، حديث رقم (1855).
([6]) مجموع الفتاوى (28/179).
([7]) قف : إذا كان العلماء ينكرون التشنيع على الأمراء والسلاطين في المجالس ومجامع الناس، أليس من باب أولى يكون حال المظاهرات والمسيرات أشنع من ذلك؟!
([8]) نصيحة مهمة ص30.
([9]) هذه الشبه يحتج بها كثير ممن لا يصبرون على جور الأئمة! فتأمل جواب الإمام أحمد رحمه الله جيداً تجده مطابقاً للسنة .
([10]) انظر : محنة الإمام أحمد 70-72 و مجموع الفتاوى (12/48 و المعاملة ص 7.
([11]) الدرر السنية (7/177). قف : أليس في هذا الكلام ما يدل على أن السعي بالمظاهرات والمسيرات والاعتصامات من صور الخروج على ولاة الأمر خاصة إذا تذكرنا ما يصاحب ذلك في العادة؟!
(2) تحفة الأحوذي (5/365) . بواسطة السنة فيما يتعلق بولي الأمة ص35
(1) المعلوم ص19 . بواسطة السنة فيما يتعلق بولي الأمة ص35.
([12]) أخرجه مسلم في كتاب الإمارة، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن، حديث رقم (1847).
([13]) من شريط "طاعة ولاة الأمر" . بواسطة السنة فيما يتعلق بولي المة ص31.
([14]) مجموع فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله(27/164).
([15]) أخرجه البخاري في كتاب الإعتصام بالكتاب والسنة، باب الاقتداء بسنن الرسول r، حديث رقم (72 ، ومسلم في كتاب الحج، باب فرض الحج مرة في العمر، حديث رقم (1337). ولفظ الحديث عند البخاري: "عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "دَعُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِسُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ".
([16]) في كتاب الصلح، باب قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للحسن، حديث رقم (2704).
(1) انظر " نظم المتناثر من حديث المتواتر " ( رقم : 19 ) للكتاني .
([18]) أخرجه البخاري في كتاب المناقب، باب قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للأنصار، حديث رقم (3792، 3793)، ومسلم في كتاب الإمارة باب الأمر بالصبر عند ظلم الولاة واستئثارهم، حديث رقم (1845)، ولفظ الحديث عند البخاري: "عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي كَمَا اسْتَعْمَلْتَ فُلَانًا؟! قَالَ: سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أُثْرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ".
([19]) أخرجه البخاري في كتاب الفتن، باب قول النبي r: "سترون بعدي أثرة"، حديث رقم (7056)، ومسلم في كتاب الإمارة باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية، حديث رقم (1709). ولفظ الحديث عند البخاري: "عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ مَرِيضٌ قُلْنَا: أَصْلَحَكَ اللَّهُ حَدِّثْ بِحَدِيثٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِ سَمِعْتَهُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: دَعَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْنَاهُ فَقَالَ: فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأَثَرَةً عَلَيْنَا وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنْ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ".
([20]) أخرجه البخاري في كتاب الأحكام، باب كيف يبايع الإمام الناس، حديث رقم (7199)، ومسلم في كتاب الإمارة، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية، حديث رقم (1709)، واللفظ عند البخاري: "عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي الْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ وَأَنْ نَقُومَ أَوْ نَقُولَ بِالْحَقِّ حَيْثُمَا كُنَّا لَا نَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ".
([21]) أخرجه البخاري في كتاب المساقاة، باب من رأى أن صاحب الحوض والقربة أحق بمائه، حديث رقم (2369)، ومسلم في كتاب الإيمان بيان غلظ تحريم إسبال الإزار والمن بالعطية، حديث رقم (10) . ولفظ الحديث عند مسلم: "عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ثَلَاثٌ لَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ رَجُلٌ عَلَى فَضْلِ مَاءٍ بِالْفَلَاةِ يَمْنَعُهُ مِنْ ابْنِ السَّبِيلِ وَرَجُلٌ بَايَعَ رَجُلًا بِسِلْعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ فَحَلَفَ لَهُ بِاللَّهِ لَأَخَذَهَا بِكَذَا وَكَذَا فَصَدَّقَهُ وَهُوَ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ وَرَجُلٌ بَايَعَ إِمَامًا لَا يُبَايِعُهُ إِلَّا لِدُنْيَا فَإِنْ أَعْطَاهُ مِنْهَا وَفَى وَإِنْ لَمْ يُعْطِهِ مِنْهَا لَمْ يَفِ".
([22]) أخرجه البخاري في كتاب الأحكام، باب من استرعي رعية، فلم ينصح، حديث رقم (7150، 7151)، ومسلم في كتاب ألإيمان باب استحقاق الوالي الغاش لرعيته النار، حديث رقم (142). ولفظ مسلم : عَنْ الْحَسَنِ قَالَ: عَادَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ الْمُزنِيَّ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ قَالَ مَعْقِلٌ: إِنِّي مُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ لِي حَيَاةً مَا حَدَّثْتُكَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ".
([23]) علقه البخاري في كتاب الإيمان باب قول الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين"، وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب بيان أن الدين النصيحة، حديث رقم (55). من حديث تميم الداري رضي الله عنه.
([24]) منهاج السنة (4/527 - 543) باختصار، وهو فصل ماتع نفيس كثير الفوائد كعادته رحمه الله.





عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الإثنين مارس 25, 2024 4:20 pm عدل 3 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الإثنين مارس 25, 2024 3:09 pm

الشيخ عبد القادر الجنيد حفظه الله
خطر المظاهرات
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــا

المختصر في الأسباب التي يرجع إليها تحريم المظاهرات
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد الأمين، وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
أما بعد، أيها المسلم الكريم ـــ وقاك الله شر الفتن في الدين والدنيا، وسددك إلى الحق ـــ:
فهذه أوجه ثلاثة تبين لك بجلاء تحريم المظاهرات في سائر بلاد المسلمين، وأنه لا يحل لمؤمن بالله واليوم الآخر أن يمشي فيها بنفسه، أو يكون من الداعين إليها بكلمة أو مقال أو خطبة، أو يكون من الداعمين لها بمال أو إعلام.
الوجه الأول: أنَّها مخالفة لما أمرت به ونهت عنه الشريعة الإسلامية أفرادها في معاملة حكامهم عند حصول المنكرات والظلم والجور والاستئثار بالأموال منهم.
إذ جاء في هذه الشريعة الطيبة الجليلة:
1- الأمر بالصبر على جور هؤلاء الحكام وظلمهم واستئثارهم.
2- الأمر بالسمع والطاعة لهم في غير معصية الله سبحانه.
3- الأمر بأن تكون نصيحتهم في السر لا العلن.
4- النهي عن نزع اليد من طاعتهم.
5- النهي عن الخروج عليهم بقول أو فعل، بسلاح وغير سلاح.
6- النهي عن سبِّهم وشتمهم.
الوجه الثاني: أنَّ فعلها من التشبه بأعداء الله ورسله من الكفار من اليهود والنصارى والشيوعين وأضرابهم.
إذ جاءتنا هذه المظاهرات من بلدانهم ونُظمهم ودساتيرهم، وقد حرمت الشريعة الإسلامية علينا أن نتشبه بهم، فثبت عن سيِّد ولد آدم صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( من تشبه بقوم فهو منهم )).
وفي تقرير هذا الوجه يقول العلامة الكبير والمصلح الناصح والعالم الراسخ محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ عن هذه المظاهرات:
تلقيناها من جملة ما تلقيناها من عادات الغربيين ونظمهم.اهـ
وقال أيضاً:
ولا تزال بعض الجماعات الإسلامية تتظاهر بها، غافلين عن كونها من عادات الكفار وأساليبهم التي تتناسب مع زعمهم أن الحكم للشعب، وتتنافى مع قوله صلى الله عليه وسلم: (( خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم )).اهـ
وقال العلامة الكبير والمصلح الناصح والعالم الراسخ صالح بن فوزان الفوزان ـ سلمه الله ـ:
المظاهرات ليست من عمل المسلمين، ولا عُرفت في تاريخ الإسلام، هذه من أمور الكفار.اهـ
وقال العلامة الكبير والمصلح الناصح والعالم الراسخ ـ أحمد بن يحيى النجمي ـ رحمه الله ـ:
الملاحظة الثالثة والعشرون: تنظيم المسيرات والتظاهرات.
والإسلام لا يعترف بهذا الصنيع ولا يقره، بل هو محدث من عمل الكفار، وقد انتقل من عندهم إلينا.اهـ
وألسنة كثير من الساسة والسياسيين في الدول الغربية الكافرة وغيرها في هذه الأيام تُظهر دعمهم وتأييدهم ونصرتهم لهذا المظاهرات والثورات والاحتجاجات والاعتصامات التي تنتشر في بلاد المسلمين، وتؤكد فرحهم واحتفاءهم بها وبأهلها، وما خفي كان أشد وأعظم، وصدق الله تعالى وكذبوا إذ يقول سبحانه للنبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين به: { وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ }.
وقال ـــ عز وجل ـــ: { وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ }.
الوجه الثالث: أنَّها تُعين على الوقوع في الإثم والعدوان الذي نهى الله عنه وحرمه على عباده المؤمنين.
إذ يحصل بسببها محرمات كثيرة وكبيرة وشنيعة، فيحصل بسببها إراقة لدماء عدد من المتظاهرين، ودماء رجال الأمن والمارَّة، وإصابة كثير في أبدانهم وأجسادهم بجروح وحروق وكسور، ونهب وسرقة لأسواق الناس ومتاجرهم وبيت مال المسلمين، وإحراق وإفساد وتدمير للمراكز والمباني والمنشئات والمراكب التابعة لبيت مال المسلمين، وإعاقة للناس عن الخروج لطلب الرزق لأهاليهم وعلاجهم ومصالحهم وإتمام أسفارهم، وإفلات المجرمين والمفسدين من العقوبات الصادرة عليهم وهروبهم من السجون، وإخراج النساء من بيوتهن واختلاطهن بالرجال سافرات متبرجات، وإخافة كثير من الشيوخ والنساء والصغار والمارة والغرباء والمسافرين، وتضييع للصلوات عن أوقاتها، وإدخال للمخدرات ونشر لها في البلاد بسبب ضعف الأمن ورجاله في الحدود وداخل البلاد، وولوج كثير من أصحاب المذاهب والأفكار الهدامة من علمانية ولبرالية واشتراكية وشيوعية ورافضية للمطالبة بما يوافق مذاهبهم، ويناقض الإسلام وأصوله، وغير ذلك من المحرمات.
وزد على ذلك إذا ما واجههم الحاكم بجنده وأسلحته وطائراته، واسأل عن آثار ذلك المدن والقرى والطرق والمستشفيات والأرامل واليتامى والمرضى والشيوخ والنساء والمساكن والمدارس والحدود المجاورة.
وقد نهى الله ـــ جل وعلا ـــ وزجر عباده عن فعل كل سبب يعين على حصول شيء من المحرمات فقال سبحانه:{ وَلا تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ }.
فكيف بما ينجم عنه ويتسبب في حصول محرمات عديدة؟ ومنكرات متنوعة؟ وخطايا بشعة؟ وآثام متزايدة، كهذه المظاهرات والمسيرات والاحتجاجات والاعتصامات؟.
لا شك أن النهي والزجر عنه وتحريمه في الشريعة يكون آكد وأكبر وأعظم وأشد وأغلظ.
فإن قيل: إن الحاكم أو دستور البلاد ونظامها يأذن بالمظاهرات، فيقال لصاحب هذا القول:
إن النبي صلى الله عليه وسلم قد ثبت عنه أن زجر عن طاعة أي إنسان في معصية الله سواء كان هذا الإنسان حاكماً أو عالماً أو داعية أو والداً أو غيرهم إذ قال: (( لاَ طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ )).
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية، فإن أمر بمعصية فلا سمع عليه ولا طاعة )).
ولما سَأل أحد الناس الإمام الكبير والمصلح الناصح والعالم الراسخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ فقال له:
حاكم يحكم بغير ما أنزل الله ثم سمح لبعض الناس أن يعملوا مظاهرة تسمى عصامية مع ضوابط يضعها الحاكم نفسه ويمضي هؤلاء الناس على هذا الفعل، وإذا أنكر عليهم هذا الفعل قالوا نحن ما عارضنا الحاكم ونفعل برأي الحاكم، هل يجوز هذا شرعاً مع وجود مخالفة النص؟.
قال له مجيباً:
عليك باتباع السلف، إن كان هذا موجوداً عند السلف فهو خير، وإن لم يكن موجوداً فهو شر، ولا شك أن المظاهرات شر، لأنها تؤدي إلى الفوضى من المتظاهرين ومن الآخرين، وربما يحصل فيها اعتدا، إما على الأعراض، وإما على الأموال، وإما على الأبدان، لأن الناس في خضم هذه الفوضوية قد يكون الإنسان كالسكران لا يدري ما يقول ولا ما يفعل، فالمظاهرات كلها شر سواء أذن فيها الحاكم أو لم يأذن، وإذن بعض الحكام بها ما هي إلا دعاية، وإلا لو رجعت إلى ما في قلبه لكان يكرهها أشد كراهة، لكن يتظاهر بأنه كما يقول ديمقراطي وأنه قد فتح باب الحرية للناس، وهذا ليس من طريقة السلف.اهـ
وقد ذهب إلى تحريم هذه المظاهرات أكابر أهل العلم من أهل السنة والحديث، الذين عُرفوا بالرسوخ في العلم، والتضلع فيه، وعرفوا بالعمل بالنصوص الشرعية، ومتابعة ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وباقي سلف الأمة الصالح، وعرفوا بالصلاح والزهد والورع، وعرفوا بالشفقة على الأمة، والنصح لها، وإبعادها عن كل ما يضرها، وعلى رأس هؤلاء:
أولاً: الشيخ العلامة المصلح الناصح عبد العزيز بن عبد الله بن باز ـ رحمه الله ـ.
ثانياً: الشيخ العلامة المصلح الناصح محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ.
ثالثاً: الشيخ العلامة المصلح الناصح محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ.
رابعاً: الشيخ العلامة المصلح الناصح مقبل بن هادي الوادعي ـ رحمه الله ـ.
خامساً: الشيخ العلامة المصلح الناصح أحمد بن يحيى النجمي ـ رحمه الله ـ.
سادساً: الشيخ العلامة المصلح الناصح صالح بن فوزان الفوزان ـ سلمه الله ـ.
سابعاً: الشيخ العلامة المصلح الناصح ربيع بن هادي المدخلي ـ سلمه الله ـ.
ثامناً: الشيخ العلامة المصلح الناصح زيد بن هادي المدخلي ـ سلمه الله ـ.
تاسعاً: الشيخ العلامة المصلح الناصح صالح بن محمد اللحيدان ـ سلمه الله ـ.
عاشراً: الشيخ العلامة المصلح الناصح عبد المحسن بن حمد العباد ـ سلمه الله ـ.
حادي عشر: مفتي عام المملكة العربية السعودية العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ ـ سلمه الله ـ.

هذا وأسأل الله ـــ جل وعلا ـــ أن يعيذ جميع المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يرفع القتل والخوف والجوع عن سائر بلادهم، وأن يصلح ولاة أمور المسلمين، ويرزقهم العمل بالشريعة، وإقامة العدل، وأن يوفقهم للقضاء على الشرك والبدع والمعاصي، وأن يحسن لهم البطانة ويجعلها من أهل الخير، وتصب في الخير، إنه سميع مجيب، وسبحانك اللهم وبحمد أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
وكتبه:
عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد.
من موقع الشيخ




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الثلاثاء مارس 26, 2024 7:14 am عدل 2 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الإثنين مارس 25, 2024 3:48 pm


جاء في كتاب "مذكرات الدعوة والداعية" للشيخ حسن البنا ص(153) وفيه خطاب موجه من حسن البنا وأعضاء مجلس الشورى الإخوان إلى الملك فؤاد افتتحوه بقولهم:
"إلى حضرة صاحب الجلالة، حامي حمى الإسلام والمسلمين، جلالة الملك المعظم فؤاد الأول، نتقدم بأخلص آيات الولاء لعرشكم المفدّى..."

قال فضيلة الشيخ محمد بن عبدالحميد حسونة -رحمه الله تعالى- معلقا:
《 والآن يخرجون هم، ومن كان على شاكلتهم، إلى السِّكك والطرقات يسبون الولاة ويخطئونهم أمام الغوغاء، ويلتف حولهم الذباب، يطنطن معهم، في تجمعات صاخبة وحشود غاضبة، عُرفت في أيامنا باسم "المظاهرات". وقد أنكرها بشدة جماهير أهل العلم السلفيين، وبيَّنوا أن هذا ليس السبيل، ولا مجيب، رحماك اللهم رحماك.
الحاصل: تضم هذه المهاترات (المظاهرات) بين صفوفها كل باطل وباطلة -من القوارير، تحت دعوى العمل للدين-، وعاقل وخاطل، ينادون بما بحقيقته يجهلون، ولو كانوا صادقين لعرضوا رؤيتهم الإصلاحية بطريقة علمية موضوعية على ولاة الأمر.
إن القوم يسيرون إلى سراب في طرق مليئة بالضباب، يرفعون شعارات العقوق، ويسبون أولياء الأمور بفاحش القول وأرذله، وهذا لعمري خطير، فالسلطان إذا زالت من النفوس هيبته، سقطت دولته، وفي سقوطِ الدول سقوطُ كل المبادئ والقيم، ودمارٌ يعم الصالح والطالح.
في كتاب"العقد الفريد" قالوا: "إمام عادل خير من مطر وابل، وإمام غشوم خير من فتنة تدوم".
وقال عبد الله بن عمر -رضي الله تعالى عنهما-: "إذا كان الإمام عادلاً فله الأجر وعليك الشكر. وإذا كان الإمام جائراً فعليه الوزر وعليك الصبر" 》._

[من كتاب "إتمام الحجاج وإقامة الاعوجاج" للشيخ محمد بن عبدالحميد حسونة -رحمه الله]






عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الثلاثاء مارس 26, 2024 6:32 am عدل 1 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الإثنين مارس 25, 2024 3:49 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Yaa_ay10
مِن ذاكِرة التاريخ :
أول مَن أيد المظاهرات في الدول العربية وأثنى عليها وهيّج أهلها :

المـَدْعُوّينَ بـ"دعاة الصحوة" عام 1410هـ ـــ 1989م تقريباً :
العودة ، والحوالي ، والقرني . التاريخ يشهد ويكتب ولا يترك .
نبذة مختصرة كمقدمة لمن لم يكن حاضر الساحة وقتها :
إنّ شخصيات من يُدْعَون بـ"رموز الصحوة" التي بدأت قبل حرب الخليج الأولى عندما احتل صدام "دولة الكويت الحبيبة" عام 1410هـ بسنوات ، وكان لهم موقف غير مُشرِّف وقتها ضد "الحكومة السعودية" وكانوا مع صدام ، وحينها كان موقفهم أسوء من سيئ تجاه المجاهد السلفي "جميل الرحمن" الأفغاني أيام جهاد الأفغان ضد الروس ، وكانوا يداً واحدة ضد السلفية والسلفيين ، والتاريخ موُثِّق مواقفهم .
ثم جاءت وخرجت "جبهة الانقاذ" الخارجية في الجزائر وكان موقفهم مؤيداَ ومؤازراً لهم ، وكلماتهم في ذلك مسجلة ومحفوظة وإن كانت في "أشرطة كاسيت" وقتها ؛ فقد حُفظت في سطور أيضاً عند من كان مهتماً في فضحهم حينها ، وكانوا ممن يؤيدون المدعو "علي بن حاج" وزمرته عندما جهز من "حزبه" أقواماً بقيادته ليقاتل مع صدام ضد "الحكومة السعودية" – التاريخ لا يرحم - .
وفي عام 1410هـ ـــــ 1989م تقريباً خرج الهمج الرعاع من الجزائريين بسبب همجية الخوارج "جبهة الانقاذ" – زعموا – وكبيرهم الذي قادهم للضلال "علي بن حاج" ومن ضمن المظاهرات ، خرج نساء في الشوارع يتظاهرن ، فماذا حدث من تصرفات ومواقف مِن "رموز الصحوة" في بلادنا السعودية "دولة التوحيد والسنة" ؟
انبرى رموز "دعاة - التهييج – الصحوة" زعموا ، واجتمعت كلمتهم على لسان رجل واحد في وقتٍ واحد وكأنهم يتكلمون في غرفة واحدة وقتها ، بينما أحدهم في القصيم – شمال المملكة العربية السعودية - ، والآخر في جُدة – غرب المملكة - ، والثالث في أبها – جنوب المملكة - .
فكيف اتحدت كلماتهم وأسلوبهم ومنهجهم إن لم يكونوا على معتقد واحدٍ ونهجٍ واحد ؟
ننتقل لأقوال "دعاة الفتن" وإلى المضمون :
الأول :
قال سلمان بن فهد العودة في شريط له بعنوان : "للنساء فقط" :
"اننا سمعنا في البلاد الاخرى أخبار سارة على العودةِ الصادقة خاصة في اوساط الفتيات الى الله عز وجل ؛ كل الناس سمعوا بالمظاهرة الصاخبة في الجزائر ، وقادتها مجموعة من النساء وبلغ العدد فيها ما يزيد على مئات الالوف!" . تجده مسطر في الكتاب المذكور (ص 344) .
ثاني "دعاة الفتنة والتهييج السياسي" :
قال سفر بن عبد الرحمن الحوالي في شرح "العقيدة الطحاوية"
شريط رقم(2 / 185):
"لمـّا الدُّعاة والمشايخ قالوا : نطلع مسيرة ؛ طلع ثلاثة مليون ، ناس قالوا : أخرجوا يريدون حكم الله ، أخرجوا" .
وقال أيضاً في نفس الشريط :
"إنّ المظاهرة النسوية اسلوب من أساليب الدعوة والتأثير !" .
سطّر هذه الفقرة صاحب "المصد السابق" (ص 344) وفي بعض الطبعات الأخيرة (ص 402).
ثالث الأثافي :
قال عائض بن عبد الله القرني في خطبة جمعة في تلك السنة :
"والذي نفسي بيده ! لقد خرج في الجزائر في يومٍ سبعمائة ألف امرأة مسلمة متحجبة يطالبن بتحكيم شرع الله!" .
وكانت خطبة مسجلة وطاروا بها أتباعه ومحبيه الآفاق في 24 ساعة ، وتجدون ما كتبته هنا مسطّر في كتاب :
"مدارك النَّظر في السّياسة بين التطبيقات الشّرعية والانفعالات الحَمَاسية" (ص 341) على اختلاف الطبعات المتعددة .
تأمل أخي القاري !
كيف يُطلق القرني القسم جزافاً !
هل كان معهن وأتمَّ عدَّهن ؟
أم سيقول : حدّثني الثقة – الكذّاب - ؟
ثم كيف يجرؤ القرني على موافقة خروج النساء في الشوارع متظاهرات والله قد أمرهن بالقرار في البيوت ؟!
تنبيه وتنويه هام :
تأييد القوم المذكورة أسمائهم أعلاه للمظاهرات النسائية خاصة – أقولها لمن لم يكن في ذلك الوقت حاضر الساحة – ؛ يتزامن بعد خروج نِسوة تظاهرن في "السعودية" قبل حرب الخليج المذكورة ، فالقوم يدندنون على وترٍ واحد لتهييج الشعب السعودي نساءً ورجالاً ولم يخفَ ذلك على من كان عنده أدنى نصيرة ، ومن الدلائل :
يقول سلمان العودة في شريط له بعنوان : "هموم داعية" :
"" إنّني أعتقد أنّ زمن الشّكوى قد انتهى أو كاد أن ينتهي ـ أعني ـ أنّ دور الخيِّرين والخيِّرات لا يجوز أبدا أن يتوقف عند مجرد رفع الشّكاوي إلى الجهات المختصة حصل كذا وحصل كذا ...
ضغوط الناس لا يمكن إهمالها بحال من الأحوال الآن !
ونحن في عصرٍ صار للجماهير تأثير كبير ، فأسقطوا زعماء كبار ، وهزّوا عروش ، وحطّموا أسواراً وحواجز ، ولازالت صورة العزَّل الذين يواجهون الدّبابات بصدورهم في الاتحاد السوفيتي .." .
"المصدر السابق" (ص 266) .
يستخلص القاري ويستنتج - ولسنا نحن نستنتج له – مما سبق من النقولات عن "دعاة الفتنة" ما يلي :
1) تأييد كامل للمظاهرات مطلقاً ؛ وهذا مأخوذ من تأييدهم للمظاهرات النسائية ؛ فهل ترى أنهم يمانعون ويُحرمون مظاهرات الرجال ؟!
2) تهييج صريح للشعوب في الخروج على الحكام ، وهذا ما كان يدندنون حوله في تلك الحقبة "دعاة – الفتنة - الصحوة" المزعومة .
3) بغضهم للسلفيين قديماً ومتأصِّل فيهم وليس وليد اليوم .
4) بغضهم لحكام "دولة التوحيد" قديماً أيضاً ، وتجلى ذلك في "حرب الخليج" المذكورة . وليس وقته بيان ذلك ، ولو كتبنا لملأنا رُزم أوراق .
5) اجتماع كلمتهم على أعداد النسوة اللاتي تظاهرن الهائل – بمئات الآلاف بل وصلوا ملايين ، فالسؤال : مَن تمكن من عدِّهن وعدهم ؟
6) جعلوا المظاهرات المخالفة للشريعة و"البدعية" والتي هي من عادات الكفار ؛ جعلوها أسلوب من أسليب الدعوة للإسلام ، مخالفين جمهور علماء الأمة المعتبرين الذين يُحرمون المظاهرات عموماً سلمية وغير سلمية ، سمح أو لم يسمح بها ولي الأمر .
7) مَن هم الدعاة والمشايخ الذي أفتوا بالمظاهرات وقتها وأمروا الناس الخروج في الشوارع ؟!
أليس هو "علي بن حاج" الجزائري الخارجي الذي خالف علماء ومشايخ ودعاة عصره ، وصرح بنفسه ، فقال بلسانه في مسجد (السنّة!) بباب الوادي بالجزائر العاصمة ، عقب فتنة (5 ـ أكتوبر ـ 1988م) مباشرة ، ليلة الاثنين بعد صلاة المغرب والعشاء جمع تقديم ؛ لأنّها صلاة خوف!! :
"قام شبه إجماع من الدّعاة على ترك المسيرة أو المظاهرة ، والعبد الضّعيف ـ يقصد نفسَه ـ يرى القيام بها - يعني المظاهرات - ، فإن وافقتم فكبّروا، وإلا رجعنا إلى بيوتنا!!! "، فكبّر هوامُّ االعوامِّ عن بكرة أبيهم، فقرّر في حينه مسيرة سلمية! سلمية! مات فيها المئات من الشباب في مقتبل العمر!!" .
نقلاً عن كتاب "مدارك النظر" (ص 259) .
يقول قائل : ما لكم تنبشون الماضي وقد رجعوا وسلكوا مسلكاً آخر ؟
نقول : أي مسلكٍ سلكوا ؟! فليبينوا لنا ويوضحوا منهجهم المتلون !
وشروط الرجعة والتوبة معروفة لدى أهل العلم :
أن يكتب ويُعلن الرجل بأنه كان يقول كذا وكذا وهو خطأ ، وأنا اليوم أقول كذا وكذا وهو الحق .
وينشر ذلك في أشرطة وكتب ومقالات حتى يُستفاض عنه رجوعه وتوبته كما نشر الباطل في أشرطة وغيرها .
وبالله التوفيق .
كتبه باختصار من ذاكرة التاريخ /
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي رحمه الله.
11 / 10 / 1437هـ



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الثلاثاء مارس 26, 2024 4:15 pm عدل 3 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الإثنين مارس 25, 2024 3:49 pm


كتاب
مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات B9_sLUzCYAAXsoM
تحذير الشباب من فتنة الخروج والمظاهرات والإرهاب
تأليف : محمد بن ناصر العريني
تقديم
فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان
وفضيلة الشيخ العلامة صالح بن محمد اللحيدان
عضوي هيئة كبار العلماء

للتحميل الكتاب
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــا



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الإثنين مارس 25, 2024 9:08 pm عدل 1 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الإثنين مارس 25, 2024 3:49 pm


كتاب
مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Attachment
قطع التراهات والتفاهات بدلائل بينات وحجج ساطعات على من أباح المظاهرات
فهرس
المقدمةالفصل الأول: المظاهرات وأصلها
الفصل الثاني: الأدلة على تحريم المظاهرات
الفصل الثالث: فتاوى كبار أهل العلم في المظاهرات
الفصل الرابع: كشف الشبهات ورد الشبهات ورد الإعتراضات

أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــا


أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الإثنين مارس 25, 2024 8:51 pm



مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Fetch?id=209051&d=1643312412

[مطوية]  الحكم الشرعي في المظاهرات – مجموعة من كبار العلماء
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــا
[ مطوية] المفاسد المترتبة على المظاهرات والاضطرابات والإعتصامات – فتاوى في حكم المظاهرات( كبار العلماء)
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــا
[مطوية] كلام السلف واهل العلم في المظاهرات والثورات
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــا


أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الثلاثاء مارس 26, 2024 6:15 am


كتاب
مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات 110
التبيان لحكم المظاهرات ونحوها من أساليب العصيان
الشيخ د.حمد بن محمد الهاجري
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــا


أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الثلاثاء مارس 26, 2024 6:47 am


نظرات حول ما حدث ويحدث في المظاهرات
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أما بعد:
إن مما يجب التذكير به كل وقت أن الله -عز وجل- خلقنا لتوحيده والقيام بعبادته وحده دون من سواه، وهذه الغاية من أجلها هيَّأ الله للإنسان ما في السماوات والأرض، ولأجلها أنزل الله تعالى الكتب وأرسل الرسل، فكان سبحانه كلما درس العلم وتسلط الشيطان واجتال الناس عما خلقوا له بعث إليهم رسولا يذكرهم ويعلمهم "رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما" [النساء:165]، فمن أطاع الرسول من تلك الأقوام فاز وأفلح، وسعد ونجا من العذاب، ومن عصى الرسول من تلك الأقوام خاب وخسر، وشقي وأصابه العذاب "فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون" [العنكبوت:40]، وقال سبحانه "ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين ولقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون" [الأنبياء:9-10] وقال سبحانه "ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين" [النحل:36]، وقال الله عز وجل "ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فأخذهم العذاب وهم ظالمون" [النحل:114]، وقال تعالى في فرعون "فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلا" [المزمل:16]، وقال سبحانه في قوم نوح "فكذبوه فأنجيناه والذين معه في الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوما عمين" [الأعراف:64]، وفي قوم هود قال الله تعالى "فأنجيناه والذين معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا وما كانوا مؤمنين" [الأعراف:72]، وقال في قوم لوط عليه السلام "فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين" [الأعراف:83]، وفي قوم شعيب عليه السلام "فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين" [الشعراء:189-190].
ثم أرسل عز وجل آخر رسله إلى أهل الأرض وهو محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي -صلى الله عليه وسلم- وجعل دينه آخر الأديان وناسخها، وكتابه آخر الكتب والمهيمن عليها، فلا نبي بعده -صلى الله عليه وسلم-، وقد أمر الله سبحانه بطاعته في آيات كثيرة ونهى عن مخالفته فقال سبحانه "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب" [الحشر:7]، وأمرنا عز وجل بالاقتداء به فقال "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا" [الأحزاب21]، وحصر سبحانه الهداية في طاعته فقال "وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين" [النور:54] وقرنه به سبحانه في الرضى والمحبة والطاعة والمعصية فقال "يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين" [التوبة:62] وقال "تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين" [النساء:13-14] وقال "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم" [آل عمران:31] وغيرها من الآيات، وهكذا الأحاديث كثيرة جدا في هذا المعنى، ومنها ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «إنما مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار يقعن فيها، فجعل الرجل يزعهن ويغلبنه فيقتحمن فيها فأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تقتحمون فيها»(البخاري:6483) فدل الحديث على أن من لم يحمل نفسه على طاعة النبي -عليه الصلاة والسلام- تعرَّض للاقتحام في النار، واستحق العذاب بقدر بعده عن السنة.
وأحوج ما نحتاج لتوجيهات نبينا -صلى الله عليه وسلم- في زمن الفتن، وإننا لنعيش في هذه الأيام نصيبا من تلك الفتن بما حل في بلدنا الجزائر من مظاهرات وعصيان مدني ونحو ذلك، والدافع لكتابة هذه الكلمة أمران:
أ-جرأة بعض من لم يتشبع بالعلم الشرعي في تبرير تلك المظاهرات والحث عليها؛ بأن الشرع أباح ذلك، بل جعلها بعضهم واجبا شرعيا على الأمة، وحاولوا جهدهم إيراد الأدلة حسب أهوائهم.
ب-تهالك أصناف أهل الأهواء في رمي السلفيين بالشتائم، والطعن في منهجهم بالعظائم، والإنحناء عليهم باللوائم، من غير حياء أو خوف من الله سبحانه، حتى لقد صح فيهم قول بعض العرب: (لا يحجزه تقى ولا يردعه نهى).
فقصدت بهذه الكلمة إنارة الشبهة وإزالة الارتياب؛ الذي غطى عقول أولي الحجا والألباب، فضلا عن غيرهم من أهل الوهن والوهي والاضطراب.
وقد جعلتها في مقدمة وتمهيد وأربعة مباحث، والله الموفق وحده.
تمهيد:
المتتبع للأحداث التي جرت فيما مضى من الأيام وغبر، وما سلف من الأسابيع وصدر، من مظاهرات وعصيان مدني، يلحظ أن الناس انقسموا فيها إلى أربعة فرق، بحسب ما انتهى إليهم علمهم وفهمهم وتصورهم:
فالأولى: من أنشأ هذه المظاهرات وأجج لها.
والثانية: من أيدها وأمدها وأعدها.
والثالثة: من توقف فيها لا قبولا ولا ردا.
والرابع: من رفضها وحذر منها ومن مغبتها.
وقبل الكلام على هذه الأقسام، يحسن الإشارة إلى معنى المظاهرة
تعريف المظاهرة:
أ-المظاهرة في اللغة: المعاونة، والتظاهر: التعاون، والظهير: المعين.
ب-اصطلاحا: جاء في "مجمع اللغة العربية" بالقاهرة (11/1) بأنها: (إعلان رأي، أو إظهار عاطفة في صورة جماعية).
فالمظاهرة إذن: هو خروج الناس إلى الشوارع والساحات العمومية للمطالبة من حاكم البلد ما يتعلق بحقوقهم، والعدل فيهم والقيام بمصالحهم، أو للتعبير عن رأي لهم في قضية من القضايا، طبعا ليس للالتماس بل للإلزام، لأن هذه المظاهرات صارت في وقتنا وفي كثير من البلدان –بل جلها- وسيلة للضغط على الحاكم للموافقة على إرادة شعبه ورعيته.
المبحث الأول: من أيد المظاهرات أو توقف فيها
المطلب الأول: المنشؤون والمؤججون للمظاهرات
فالقسم الأول من أجج لهذه المظاهرات، واستورى زنادها، وحل عقالها، وأصلت سيفها، وهؤلاء لا يجد الواحد منهم غفلة في بلدنا الجزائر -رعاة ورعية- إلا انتهزها، ولا عورة إلا اقتحمها، ولا فرجة إلا توردها، فيبعث سمومه ويشيع أكاذيبه، ويلقي في وسائل الإعلام المختلفة أباطيله، بل يتزيد على الحقيقة ويفتري، ويختلق على الواقع ويربي؛ كفعل الكاهن الذي يكذب مع الكلمة الصادقة تسعا وتسعين كذبة، فهؤلاء يفسدون الأديان لتحصيل الأموال، وأولئك يفسدون البلدان والأوطان، والأبدان والأديان والأموال؛ لإرضاء عباد الأوثان والصلبان، وأولياء الشيطان من أعداء الإسلام، ونبينا الكريم عليه الصلاة والسلام يقول «كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما يسمع»(مسلم:5).
فتجد كثيرا منهم مقيما في محلة نازحة عن وطنه، ودار نائية عن بلده، مرتم بين أحضان ناس هيأوا له ما به ينبح ويعوي، ولاحفوه ورافدوه بما به يفتن الناس ويغوي! لا؛ بل أغروه بالمتاع والمال، وغموه بالجاه وجمال الحال.
لسان الواحد منهم ذليق في تلميع الأباطيل، وكلامهم منطلق في كشف قناع الأضاليل، ذلك ليستميلوا القلوب التي هي عنهم نافرة، ويردوا النفوس التي هي عنهم شاردة، وكأنهم دخلوا دورات خاصة في بلوغ هذا القصد، ولقنوا أفكارا ومعان ليكثر لهم الصيد، والله عليم بأهل الخديعة والكيد.
يؤثر الواحد من هؤلاء أن يعيش وأهله وأولاده وأقاربه في ليان من العيش وسعد، ويحيا في رفاغة من الحياة ورغد، فهو يتمرغ في الأهيغين (3)كما يشاء، بينما جماهير الناس الذين غرر بهم ونزلوا إلى الساحات ومواجهة رجال الأمن وغيرهم: هم أول من يذوق النكبات، وفي بيوتهم التي بنوها تطرقهم بوائق الأحداث، وفي شوارعهم التي شيدوها يكلكلهم سهام الحدثان، وعلى أرضهم التي عمروها تقرعهم صروف الزمان، حالهم كحال من قال الله فيهم "يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار" [الحشر:2]، فتصرعهم الشدائد وتضعضعهم النوائب، فلا مأوى ولا مطعم، ولا مشرب ولا مسكن! فهذا القسم من أخطر الناس، ولهم أبواق داخل الوطن، وهم:
المطلب الثاني: من أيد المظاهرات وزكاها وبارك فيها
والقسم الثاني من أيد المظاهرات ونصرها، وأمدَّها وأعدَّها: وهؤلاء خليط من الجهال والغوغاء، ولفيف من الرعاع والهمجيين، والملحدين والعلمانيين، ومزيج من أهل الدعارة والشرارة والنكارة، وصاحب كل نحلة وحامل كل فكرة وملة، ولكن الذي يهمنا هنا: من يدعو لهذا الباطل ويلصقه بالشرع المطهر، ويركب الصعب والذلول ليري للناس مشروعية هذه المظاهرات، فتراه يصرف في هذا الشأن عنايته، ويستنفذ وسعه، ويستفرغ مجهوده لاستخراج دليل شرعي يجيز الخروج في المظاهرات، ورغم ذلك؛ فقد أتى القوم -باختلاف مشاربهم- بما يضحك منه الثكلى! وصدق الحكيم لما قال: (لا خير في الحياة إلا لأحد رجلين: ناطق عالم أو صموت واع).
فهؤلاء جنوا جنايتين وجريرتين وجريتين:
الأولى: تشجيعهم لهذه الفوضى بما فيها من بلايا ورزايا، وتعريض أمة الإسلام إلى الفتن كما سيأتي ذكره وبيانه إن شاء الله.
الثانية: إلصاقها بدين الله وربطها بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وهذه أشد من الأولى من حيث الإساءة إلى دين الله والافتراء على الله ورسوله وسلف الأمة بما هم منه براء كما سيأتي –إن شاء الله- عند ذكر الأدلة.
فهؤلاء زادوا الطين بلة والمرض علة، إذ يخرج بعضهم للناس ليقنعهم بأن هذا الأمر مشروع في دين الإسلام، بل زعم بعضهم أنه واجب شرعي على الأمة! فيثرثر في الكلام، ويذهب ويجيء في لا شيء، حتى إذا جاء بالأدلة من الشرع تقول على الله، وتكلف ما لا يعلمه، وجادل بالباطل، وقفا ما ليس له به علم، وافترى على الله الكذب، والله قد نهى عن ذلك كله في كتابه فقال عز وجل "ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئول" [الإسراء:36] وقال سبحانه "ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع قليل ولهم عذاب أليم" [النحل:116-117] وقال عز وجل "فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين" [الأنعام:144] وقال عز وجل "وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب" [غافر:5] فهذه النصوص القرآنية المحرمة للقول على الله بلا علم تشمل المسائل الفرعية، فليس لأحد أن يفتي الناس في مسائل الطهارة مثلا إلا بعلم، فكيف بالمسائل العظام التي تتعلق بمصالح أمة بتمامها! ومع ذلك فكل ما يستند إليه هؤلاء مما وقفت عليه إنما يرد بأدنى تأمل في سيرة نبينا -صلى الله عليه وسلم-، فكيف إذا عارضت تلك الشبه المنمقة نصوص شرعية، وقواعد في الدين مرعية؟!، هذا لتعلم أنَّ القوم أهل غش ومكر، وتلبيس وغل.
المطلب الثالث: بيان أن الفريقين من أهل الغش والخيانة لا من أهل النصح والأمانة
وكلا الفريقين غاش للأمة، خائن لها، مقصر في نصيحتها، مفرط في الأخذ بيدها إلى ما ينفعها، ومع ذلك هم مخالفون للشرع ومناقضون للعقل –كما سيأتي- وقد بينت السنة النبوية أن هؤلاء الأقوام -من المأججين والمؤيدين- سبب إقدامهم على ذلك إنما هو حقد وغل في قلوبهم، وسقم في ضمائرهم، ومرض في أهوائهم، لا كما يظنه الناس أنه نصيحة، وأنه دفاع عن مصالح الأمة، ووقوفا مع المظلوم منها والضعيف، ولذا قال نبينا صلى الله عليه وسلم «ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن: إخلاص العمل لله ومناصحة أولي الأمر ولزوم جماعة المسلمين فإن دعوتهم تحيط من وراءهم»(4) ففي هذا الحديث العظيم فائدتان مهمتان فيما نحن بصدده:
الأولى: الإشارة إلى الفائدة التي يكتسبها المسلم من لزومه جماعة المسلمين وهو دخوله في دعوتهم، قال ابن القيم -رحمه الله- في قول النبي -صلى الله عليه وسلم- «فإن دعوتهم تحيط من ورائهم»: (هذا من أحسن الكلام وأوجزه وأفخمه معنى، شبه دعوة المسلمين بالسور والسياج المحيط بهم، المانع من دخول عدوهم عليهم، فتلك الدعوة التي هي دعوة الإسلام -وهم داخلوها- لما كانت سورا وسياجا عليهم أخبر أن من لزم جماعة المسلمين أحاطت به تلك الدعوة التي هي دعوة الإسلام كما أحاطت بهم، فالدعوة تجمع شمل الأمة وتلم شعثها وتحيط بها، فمن دخل في جماعتها أحاطت به وشملته)(5)، وقال العلامة علي القاري رحمه الله: (والمعنى أن دعوة المسلمين قد أحاطت بهم فتحرسهم عن كيد الشيطان، وعن الضلالة، وفيه تنبيه على أن من خرج عن جماعتهم لم ينل بركتهم وبركة دعائهم، لأنه خارج عما أحاطت بهم من ورائهم)(6)، وصدق رحمه الله ففي بعض ألفاظ الحديث «فإن رحمة الله تحيط من ورائهم» (7)، فهذا يدل على أن من لم يلتزم جماعة المسلمين، بل فارقهم وأحدث الفوضى فيهم فقد فارقته رحمة ربه، ولم تنله نسأل الله العافية، وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: (لا إسلام إلا بطاعة، ولا خير إلا في الجماعة والنصح لله وللخليفة وللمؤمنين عامة)(8).
الثانية: التنبيه إلى أهمية لزوم المسلم لجماعة المسلمين، وأن مفارقتهم من أعظم أسباب فساد القلب وشحنه بالغل والغش والخيانة، وأن أبعد الناس عن جماعة المسلمين أشدهم حنقا على المسلمين، وأغشهم للأمة، وأكثرهم أذية لهم في دينهم وأمنهم واستقرارهم كصنيع الخوارج والرافضة -لا كثرهم الله-، وفي بيان هذا الأمر المهم قال ابن القيم رحمه الله: (هذا أيضا مما يطهر القلب من الغل والغش فإن صاحبه للزومه جماعة المسلمين يحب لهم ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لها، ويسوؤه ما يسؤوهم ويسره ما يسرهم، وهذا بخلاف من انحاز عنهم واشتغل بالطعن عليهم والعيب والذم؛ كفعل الرافضة والخوارج والمعتزلة وغيرهم، فإن قلوبهم ممتلئة غلا وغشا، ولهذا تجد الرافضة أبعد الناس من الإخلاص، وأغشهم للأئمة والأمة، وأشدهم بعدا عن جماعة المسلمين، فهؤلاء أشد الناس غلا وغشا بشهادة الرسول والأمة عليهم، وشهادتهم على أنفسهم بذلك، فإنهم لا يكونون قط إلا أعوانا وظهرا على أهل الإسلام، فأي عدو قام للمسلمين كانوا أعوان ذلك العدو وبطانته، وهذا أمر قد شاهدته الأمة منهم، ومن لم يشاهد فقد سمع منه ما يصم الآذان ويشجي القلوب)(9).
وما حكى هؤلاء عن الشرع وأنه يجوز ذلك، إنما تحكمت فيهم عاطفة أو انتماء أو منصب، أو أنه لم يتشجع لأن يفتي ما يخالف أهواء جمهور الناس المتظاهرين، فوهن ونكل، فأقحم نفسه للقول على الله بلا علم.
المطلب الرابع: من توقف فيها فلم يبد موقفا
وهؤلاء هم القسم الثالث؛ من سكت ولم يبد موقفا: وهذا القسم:
-منهم من لم يتضح له الأمر، من حيث الحل والحرمة، ومن حيث صواب ذلك وخطؤه، فهؤلاء قد أحسنوا في توقفهم، فالواحد قد أحسن إذا انتهى إلى حد علمه، وعرف قدر نفسه، ولكن مع ذلك فقد قصَّر هؤلاء في معرفة الحكم الشرعي عند أهل العلم الموثوقين، فهم ولله الحمد لم تخل بهم الأرض، فهؤلاء أهل الحق، والمسلم مطالب بمعرفتهم ليستنير بعلمهم، ويطأ موطئ قدمهم، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول «ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله»(10)، فلكل نازلة حكمها، ودين الله صالح ومصلح في كل مكان زمان، والحمد لله.
-ومنهم من يعرف الحق وهو ساكت في موضع النصح والبيان، ويعرف الهداية ولكنه رعديد واهن جبان، تجده منخوبا من دهماء الناس، ومذعورا من حشد الجمهور، قد آثر الانعزال عن الكلام في هذا الموضوع، ولاشك أن هذا يطوق صاحبه العار وينكس من الأبصار، وينحنى عليه باللائمة والتأنيب، على قدر السفالة منه والتغبيب، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: «من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار يوم القيامة»(11)، فإذا سكت الصادقون من أهل العلم عن بيان الحكم الشرعي، مع اجتهاد أهل الباطل في غيهم وانهماكهم في غوايتهم، فمتى يعرف الحق من الباطل، والهدى من الضلال؟ ثم يوم القيامة يكون الجهال خصماء الكاتمين، ويوبخون في ذلك كل على قدره، والله المستعان.
المبحث الثاني: بعض شبهات مجيزي المظاهرات:
تعلق المجيزون ببعض الأدلة –في زعمهم- لترويج وتزيين خروج الناس كافة إلى الشوارع، ودونك بعضا من تلك الإيرادات:
أولا-يستدلون بقصة في إسلام عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- رواها أبو نعيم وغيره، وفيها: قال -أي عمر- (قلت: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنك محمدا عبده ورسوله. قال فكبر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل المسجد، قال فقلت: يا رسول الله ! ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا؟ قال: «بلى! والذي نفسي بيده إنكم على الحق إن متم وإن حييتم» قلت: ففيما الاختفاء؟ والذي بعثك بالحق لتخرجن! فأخرجناه في صفين، حمزة في أحدهما وأنا في الآخر، ولي كديد ككديد الطحين حتى دخلنا المسجد، قال: فنظرت إلى قريش وإلى حمزة فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها، فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ "الفاروق"، وفرق الله بي بين الحق والباطل).
الجواب: هذه القصة ضعيفة جدا بل منكرة، ففي إسنادها: إسحاق بن عبد الله -وهو: ابن أبي فروة-، قال البخاري: (تركوه)، وقال أحمد: (لا تحل -عندي- الرواية عنه)، وكذبه بعضهم(12).
ومادامت هذه درجتها في الضعف فلا يجوز أن نبني من العدم قصورا، على أنه -تنزلا- لو افترضنا صحتها، فخروجهم لإظهار أنَّ في المسلمين جماعة ومنعة، وأنَّ فيهم نصرة كعمر وحمزة -رضي الله عنهم-، ولأنَّ قريشا كانت تعذب من أسلم وقد تقتله، فخروجهم -إن صح- لنصرة التوحيد، وإعزاز نبيهم -صلى الله عليه وسلم-، لكن بالله عليك -أيها المنصف- أين هذا من خروج المسلمين للساحات مختلطين بين الجنسين، منابذين وشاتمين لحكامهم، لأجل ماذا؟ هل لإقامة التوحيد، وإظهار لدين الله؟ أليس في هذه المظاهرات من يرفع شعارات الكفر والإلحاد وطلب إلغاء البقية الباقية من شعائر الإسلام؟ فما رأينا خروج هذه الجماهير إلا للدنيا، فما أدري بأي عقل تقاس مشروعية هذه المظاهرات بقصة عمر -رضي الله عنه-، هذا كله إن صحت! فكيف وهي منكرة؟! فلا حول ولا قوة إلى بالله، ونعوذ بالله من الهوى.
ثانيا- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رجلا دخل يوم الجمعة من باب كان وجاه المنبر ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائم يخطب فاستقبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائما فقال: يا رسول الله هلكت المواشي وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا، قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه فقال: اللهم اسقنا اللهم اسقنا اللهم اسقنا قال أنس: (ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة ولا شيئا وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار قال فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس ....)(13).
الجواب: فهذا أراد أن يستدل بطلب الأعرابي من النبي -صلى الله عليه وسلم- الاستسقاء، على جواز المظاهرات والخروج إلى الساحات لتغيير النظام، وسب الحاكم، ورفع لافتات الشتم والانتقاص! ويصح في هذا عبارة: (من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب).
ثالثا- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تضربوا إماء الله» فجاء عمر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: ذئرن(14) النساء على أزواجهن، فرخص في ضربهن فأطاف بآل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نساء كثير يشكون أزواجهن فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لقد طاف بآل محمد نساء كثير يشكون أزواجهن ليس أولئك بخياركم»(15).
الجواب: استدل بهذا الحديث من طواف النساء واجتماعهن بأزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- على جواز المظاهرات، وذلك لسوء فهمهم؛ فاجتماعهن طلبا لدفع ما أصابهن من ضرب أزواجهن، ولمعرفة الحكم الشرعي فيما ابتلين به من تعدي الأزواج، واجتماعهن عند أزواجه -صلى الله عليه وسلم- بلا اختلاط ولا خنوع، وبلا فوضى أو ترك للآداب والحياء، وليس للتسلط على ولي الأمر -وهو نبينا صلى الله عليه وسلم-، ونظير ذلك الآن، أنَّ المرء إذا ما ظلم في حقه فإنه يرفع دعوى قضائية ضد المتعدي عليه! فأين هذا من الخروج للشوارع وبشكل أسبوعي، مع إلزام الحاكم بالرغبات -الدنيوية-، أو توعده وتهديده؟!! وهكذا أهل الأهواء يتشبثون بكل ما يتوهموه موصلا إلى مرادهم، ولو كان من البعد كما بين المشرقين، هذا؛ وإذا ظن أنهن يصنعن ما يصنعه الناس اليوم من رفع الأصوات والأهازيج ونحو ذلك مما هو خلاف الآداب والمروءة، فهذا طعن فيهن، وفي الصحابة بأنهم قليلي المروءة والغيرة على محارمهن، وحاشاهم -رضي الله عنهم-.
وهذان الإيرادان، يتبين لك منهما كبير جهل القوم بالسنة النبوية، ولولا أني رأيت القوم أوردوهما -بل وباقي الشبهات- ما ذكرتهما، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
رابعا- سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أفضل الجهاد فقال صلى الله عليه وسلم «كلمة حق عند سلطان جائر»(16).
الجواب: وهذه الشبهة كما يقال: الدعوى أعم من الدليل، فدعوى القوم: المظاهرات والخروج العلني والفوضوي إلى الساحات العمومية والشوارع العامة، والحديث في بيان النصيحة لولي الأمر، وفضيلة من لم تمنعه هيبة السلطان من أنْ يواجهه بالحق وأن يقومه، وأنه في مقام جهاد، لكن مع مراعاة منزلته وتقدير مقامه ومرتبته، وأخذا بما جاء في السنة من آداب نصيحة ولاة الأمر، فأين هذا الذي دل عليه الحديث مما يرمي إليه القوم وهو تجويز المظاهرات؟! فهم في واد والسنة في واد.
خامسا- (أن الأمة من عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى عهد الخلفاء الراشدين، ثم الدولة الأموية فالعباسية، ثم السلاطين، مازال المسلمون يطالبون حكامهم بمطالب، سواء كان المطالبون أفرادا أو جماعات).
الجواب: نعم كانوا يطلبون حقهم من ولاتهم؛ إما مباشرة أو بواسطة، ولكن لا يقدر أحد أن يأتي لنا بنماذج من القرون الثلاثة المفضلة على رفع مطالب الرعية إلى الحكام بهذه الصورة العصرية -كما يقولون-، بل ولا يأتي به: لا في العهد الأموي ولا العباسي، وإنما منشؤها من اليهود والنصارى، الذين نهينا عن التشبه بهم.
سادسا- (أن المظاهرات من العادات وليست من العبادات، والأصل في العادات الإباحة) .
الجواب: نعم هي من العادات؛ لكن عادات الكفار وليست عادات المسلمين، وإلا فليأتوا لنا شاهدا من فعل المسلمين مع ولاتهم بمثل هذا الصنيع! بل ما ظهرت إلا في بلاد الغرب، فبهم عرفت وبأرضهم نشأت، فالمسلمون رباهم دينهم على النظام والهدوء والسكينة، وطلب الحق بالطرق التي بينها لهم نبيهم -صلى الله عليه وسلم-، فإذا عرف أنها من عادات الكفار، فنحن منهيون عن اتباعهم فيما اختصوا به من العادات السيئة، فكيف إذا دلت السنة على النهي عن ذلك –كما سيأتي-؟
سابعا-أنَّ المظاهرات السلمية لا حرج فيها؛ فهي آلية عصرية إيجابية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر(17).
الجواب: الحمد لله الذي هدانا لهذا الدين، والذي مما تميز به أنه يحرم ما يضرنا ويفسدنا، وكذا يحرم كل ما يؤدي إلى ما يضرنا ويفسدنا، فالشرع لم يقتصر على تحريم عين الفواحش والمحرمات، بل قطع الذرائع المؤدية إلى الفواحش والمحرمات، ولذا فالمحرمات في ديننا: إما محرمة تحريم مقاصد وغايات، أو تحريم وسائل وذرائع، فمثلا لما حرم الله الزنا وهو تحريم غايات، حرم الله كل ما يوصل إلى مقصوده ويسلك إلى مغزاه ويبلغ إلى مبتغاه: فحرم الاختلاط، وخلوة الرجل بالمرأة، وسفر المرأة بلا محرم، ودخول الرجال على النساء، والنظر إلى ما لا يحل منهن، فهذه حرمت تحريم وسائل لأنها تقرب من الزنى والفاحشة قال تعالى "ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن" [الأنعام:151] وقال "ولا تقربوا" [الإسراء:32]، ولم يقل: "لا تفحشوا ولاتزنوا"، وهكذا في كل أبواب الدين، ولذلك الإمام مالك -رحمه الله- من أكثر الأئمة أخذ بهذا الأصل وعملا به، فيحرم الوسائل المؤدية إلى الحرام ويراعي مقاصد العقود، وتجد هذا في النكاح والطلاق والخلع وعقود الغرر من البيوع ونحوها، بل وفي الصلاة والصيام وغيرها(18)، فالقوم أكثروا علينا بكون المظاهرات سلمية ولا شيء فيها! فنقول: إن الشرع حرم الاقتتال بين المسلمين، وجعله من كبائر الذنوب، بل أطلق عليه الكفر في بعض النصوص، كما حرم الخروج على ولاة الأمور بالسيف(19)، فهذا الاقتتال محرم تحريم غايات، ومع هذا فالشرع لم يكتف بذلك، بل حرم الوسائل المؤدية إلى هذه الفتن، فأمر بالوفاء بالبيعة ولو كان الحاكم عبدا مشوه الصورة، وبعدم إهانة السلطان، وبعدم نزع اليد من طاعة، وبإسداء النصيحة سرا، وبالسمع والطاعة في المنشط والمكره –ما لم يأمر بمعصية- ونحو ذلك من النصوص التي ستأتي.
وعليه؛ فالمظاهرات السلمية من أعظم الوسائل المؤدية إلى الفتنة والاقتتال بين المسلمين، وقد سمعت مؤخرا أحد منظريهم ممن يعيش في بلاد الكفر، يصرح بأن المظاهرات تبدأ سلمية، لكن يستحيل أن تبقى سلمية! بل لابد أن تتحول إلى جهادية وهذا تدريجيا!.
والمرء العاقل إذا لم يتبين له حكم مسألة عرضت له ونزلت عليه، ولم يهيأ له من العلماء من يفتيه فيها –فرضا- فإنه ينظر في عاقبتها ومآلاتها، فإن كانت عاقبتها خيرا ومصلحة أقبل، أو عاقبتها شرا ومضرة أحجم، ذلك أن الشرع يدور مع المصلحة المحضة أو الراجحة، هذا وقد رأى الناس في المظاهرات السلمية ما أحلت بأهلها في بلاد الإسلام، فلا دين أبقت ولا دنيا! وسمع الناس ما أوقعت بشعبها بين الأنام، فلا عز بقي ولا محيا! بل صيرت الوطن ضائعا سائعا، وجعلت الشعب فقيرا وقيرا، وكما قيل: (من لم يتعظ بالناس وعظ الله عز وجل به الناس).
ولكن لماذا أتكلم عن البلاد الأخرى؟ أنسي أهل وطننا ماذا حل بهم من جراء المظاهرات السلمية في وقت غير بعيد؟! "إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد" [ق:37]، هذا إذا سلمنا كونها "سلمية نقية"! وإلا فأنا أتعجب من وصف خروج الناس من كل الطبقات، رجالا ونساء، شيبا وشبيبا، يرفعون فيها أصواتهم بالأهازيج والصياح، ويسبون فيها حاكمهم ويفحشون بالكلام في المساء والصباح، ويقطعون الطرق على عابري السبيل، ويحدثون الفوضى والفساد، ويختلط فيها الجنسين اختلاطا فاحشا، وترفع فيها شعارات كفرية؛ نصرانية وعلمانية وإلحادية، وتهجر المساجد عن الصلاة فيها، ويحاولون تخطي الحواجز الأمنية، وقد يتفرق الجمع بالقوة الردعية، ويتم فيها اعتقالات جماعية، هذا كله وتوصف بأنها "مظاهرات سلمية"!! حاشا دين الله الذي ربانا على الهدوء والسكينة والنظام، والمروءة والحياء، والصبر والثبات والوفاء، أن يجيز مثل هذا الباطل والهراء، فقد حوت هذه المظاهرات الفحشاء والمنكر والبغي، والله يقول "إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون" [النحل:90]، وتسببت الفساد في الأرض، والله يقول "ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين" [الأعراف:56]، فنهانا عن الفساد وأمرنا بالدعاء، وأن هذا من الإحسان الذي يحبه الله ويحب أهله، فعكسنا الآية؛ فعكفنا على الفساد كل يوم جمعة، وتركنا الدعاء الذي يستجاب ولا يرده الله آخر عصر كل يوم جمعة، فنسأل الله أن يصلحنا وحكامنا وسائر المسلمين.
فهذه بعض الشبه التي ذكرتها، ولهم غيرها، وهي في الضعف من جنس ما ذكر هنا، وأهل الشبهات لا يسمع لهم، ولا يلتفت لقولهم، فالعبرة بكلام أهل العلم الموثوقين، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول «إذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منهم فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم»(20)، والله يعصمنا من الضلال.
المبحث الثالث: من عارض المظاهرات وحذر منها
المطلب الأول:
وهؤلاء القسم الرابع؛ من أنكر المظاهرات بكل أنواعها –سلمية كانت أو عنفية- واعتبرها مخالفة للشرع المطهر، وأنها جالبة لفساد عريض، متسببة في الفوضى، وهي مع ذلك سلم لرفع الأمن، ووصلة لانقطاع السبل، وبلاغ إلى فوات المصالح العامة والخاصة، وذريعة إلى غضب ولي الأمر، وقد قيل: (إذا استشاط السلطان، تسلط عليه الشيطان)، ووسيلة إلى نزع ثقته عن الرعية، وتشديده عليهم بجعل حالة الطوارئ، وهي كذلك مكسب لأعدائنا بالطمع في ثروات البلاد، وإشغال الأمة بالأزمات الداخلية والنعرات الجاهلية، وهكذا هي فرصة سانحة لأعداء الإسلام؛ فيصوروا بلاد الإسلام بصورة الدين الفوضوي الرجعي والثوري المتشدد ووو...، ثم يظهروا هم في صورة الرجل الحكيم والناصح الأمين الذي يبغي مساعدة المنكوبين ومن على شاكلتهم.
وهذا الموقف هو موقف السلفيين أهل الحديث؛ موقف من يحرص على اتباع أقوال ووصايا نبيه صلى الله عليه وسلم، معتقدين أن التمسك بها -سيما في زمن الفتن- منجاة من الهلاك، جازمين أنه لا مخرج من المضايق إلا بلزوم غرزها، واقتفاء معالمها، وسلوك منهجها، متيقنين أن الهداية التامة إنما بطاعة من أمرنا الله بطاعته، وأن القدوة السليمة تتوقف بمن أرشدنا الله للاقتداء به وهو نبي الرحمة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، وأن طاعة من سواه في معصية رسوله، أو اتخاذ قدوة تعارض هدي نبيه -صلى الله عليه وسلم-ضلال وغواية، ومع ذلك فهم مستحضرون أن الله سبحانه قد أكمل دينه وأتم نعمته، وأن نبينا -صلى الله عليه وسلم- بين للأمة كل ما تحتاج إليه مما لو تمسكت به سعدت في الدارين، وأنه مما بينه صلى الله عليه وسلم ووضحه في مناسبات كثيرة؛ تغير أحوال الملوك والحكام، واستأثارهم بالدنيا، وأرشدنا مع ذلك إلى ما ينبغي سلوكه في التعامل مع ولاة أمورنا، وأوضح المهيع الذي يجب قفوه في أداء حقوق حكامنا، وهذه النصوص يمكن تقسيمها على حسب دلالتها فيما نحن بصدده إلى قسمين:
المطلب الثاني: نصوص متعلقة بوجوب طاعة الحكام وعدم نزع اليد من طاعتهم:
1-قوله عز وجل "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا" [النساء:59].
2- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة»(21).
3- وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا، قال: «أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبد؛ فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة»(22). نقل الحافظ ابن حجر إجماع الأمة على عدم جواز تولية العبيد، ثم قال رحمه الله: ((وأما لو تغلب عبد حقيقة بطريق الشوكة فان طاعته تجب إخمادا للفتنة ما لم يأمر بمعصية))(23).
4- وعن أبي ذر رضي الله عنه قال «إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع وإن كان عبدا مجدع الأطراف»(24).
قال النووي رحمه الله: (يعني مقطوعها، والمراد أخس العبيد، أي: اسمع وأطع للأمير؛ وإن كان دنيء النسب، حتى لو كان عبدا أسود مقطوع الأطراف فطاعته واجبة، وتتصور إمارة العبد إذا ولاه بعض الأئمة، أو إذا تغلب على البلاد بشوكته وأتباعه، ولا يجوز ابتداء عقد الولاية له مع الاختيار، بل شرطها الحرية)(25).
5- وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إنها ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها» قالوا: يا رسول الله كيف تأمر من أدرك منا ذلك؟ قال «تؤدون الحق الذي عليكم، وتسألون الله الذي لكم»
6- وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال «دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه، فكان فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان»(26).
7- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك، ومنشطك ومكرهك، وأثرة عليك»(27)
قال النووي رحمه الله في قوله «أثرة»: (وهي الاستئثار والاختصاص بأمور الدنيا عليكم، أي: اسمعوا وأطيعوا وإن اختص الأمراء بالدنيا ولم يوصلوكم حقكم مما عندهم، وهذه الأحاديث في الحث على السمع والطاعة في جميع الأحوال، وسببها اجتماع كلمة المسلمين، فإن الخلاف سبب لفساد أحوالهم في دينهم ودنياهم)(27).
8- وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة»(28).
9-عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات إلا مات ميتة جاهلية»(29).
10- وعن حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس» قال: قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال: «تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك، فاسمع وأطع»(30).
قال العلامة علي القاري رحمه الله ((ولو من صفته أنه جلد ظهرك، أي: ضربك بالباطل، وأخذ مالك، أي: بالغصب، فأطعه أي: ولا تخالفه لئلا تثور فتنة)(31).
11- وسأل سلمة بن يزيد الجعفي رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم، ويمنعونا حقنا، فما تأمرنا؟ فأعرض عنه، ثم سأله فأعرض عنه، ثم سأله في الثانية أو في الثالثة فجذبه الأشعث بن قيس رضي الله عنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «اسمعوا وأطيعوا؛ فإنما عليهم ما حملوا، وعليكم ما حملتم»(32).
وهذه الأحاديث فيها الأمر بالصبر على جور الحكام، وعدم نزع اليد من طاعتهم، بل فيها الأمر بالسمع لما يقول، والطاعة فيما يأمر وينهى، وقيدت النصوص بما لم يأمر بمعصية أو ينهى عن واجب، فحينئذ لا يطاع في ذلك، بل يكره المسلم ما أتى الأمير من المعصية، قال الشوكاني رحمه الله: (فيه دليل على وجوب طاعة الأمراء وإن بلغوا في العسف والجور إلى ضرب الرعية، وأخذ أموالهم فيكون هذا مخصصا لعموم قوله تعالى "فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم" [البقرة:194])(33)، وقال ابن رجب رحمه الله: (أما السمع والطاعة لولاة أمور المسلمين، ففيها سعادة الدنيا، وبها تنتظم مصالح العباد في معايشهم، وبها يستعينون على إظهار دينهم، وطاعة ربهم)(34).
12-وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر»(35)، قال أبو العباس القرطبي: (لا بد من التزام البيعة بالقلب، وترك الغش والخديعة، فإنها من أعظم العبادات، فلا بد فيها من النية والنصيحة)(36).
وهذا نموذج عملي لما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم من تمسك بالسنة وثبات عليها، فعن نافع قال: لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولده، فقال: إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة»، وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله، وإني لا أعلم غدرا أعظم من أن يبايع رجل على بيع الله ورسوله ثم ينصب له القتال، وإني لا أعلم أحدا منكم خلعه، ولا بايع في هذا الأمر إلا كانت الفيصل بيني وبينه(37).
المطلب الثالث: القسم الثاني في نصوص متعلقة بكيفية نصح ولي الأمر
1- فعن عياض بن غنم أنه قال لهشام بن حكيم رضي الله عنهما: ألم تسمع بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية ولكن يأخذ بيده فيخلو به، فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدى الذي عليه»(38). فهذا الحديث فيه بيان طريقة نصح الحكام، وأن يراعى مقامهم وكبير منزلتهم، فينصحون في السر والخلوة، وترك إفشاء ذلك في الملإ والجلوة، وأن من قام بذلك بنفسه أو بتوكيل من يدخل عليه من خاصته، فقد أدى الذي عليه، ولا شك في أن المظاهرات وخروج الناس علنا إلى الساحات العمومية ليست في شيء من النصيحة، بل هي عار وشين وفضيحة.
وهذا نموذج عملي لما كان عليه قدوتنا من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قيل لأسامة بن زيد رضي الله عنه: لو أتيت فلانا فكلمته، قال: (إنكم لترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم، إني أكلمه في السر -وفي رواية لمسلم: والله لقد كلمته فيما بيني وبينه- دون أن أفتح بابا لا أكون أول من فتحه ... )(39). قال النووي رحمه الله -في قول أسامة: (دون أن أفتتح أمرا لا أحب أن أكون أول من فتحه)-: ((يعني المجاهرة بالإنكار على الأمراء في الملأ كما جرى لقتلة عثمان رضي الله عنه، وفيه الأدب مع الأمراء، واللطف بهم، ووعظهم سرا، وتبليغهم ما يقول الناس فيهم، ليكفوا عنه)(40)، وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: (وفي الحديث تعظيم الأمراء، والأدب معهم، وتبليغهم ما يقول الناس فيهم؛ ليكفوا ويأخذوا حذرهم بلطف، وحسن تأدية، بحيث يبلغ المقصود من غير أذية للغير)(41).
2- وعن تميم الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الدين النصيحة» قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: «لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم»(42)، قال ابن عبد البر: (في هذا الحديث أن من الدين النصح لأئمة المسلمين، وهذا أوجب ما يكون، فكل من واكلهم وجالسهم، وكل من أمكنه نصح السلطان لزمه ذلك إذا رجا أن يسمع منه)(43)، وقال البغوي رحمه الله: (فمن نصيحتهم بذل الطاعة لهم في المعروف، والصلاة خلفهم، وجهاد الكفار معهم، وأداء الصدقات إليهم، وترك الخروج عليهم بالسيف إذا ظهر منهم حيف، أو سوء سيرة، وتنبيههم عند الغفلة، وألا يغروا بالثناء الكاذب عليهم، وأن يدعى بالصلاح لهم)(44)، وقال ابن رجب: (وأما النصيحة لأئمة المسلمين؛ فحب صلاحهم ورشدهم وعدلهم، وحب اجتماع الأمة عليهم، وكراهة افتراق الأمة عليهم، والتدين بطاعتهم في طاعة الله عز وجل، والبغض لمن رأى الخروج عليهم، وحب إعزازهم في طاعة الله عز وجل)(45).
17- عن زياد بن كسيب العدوي قال: كنت مع أبي بكرة رضي الله عنه تحت منبر ابن عامر رضي الله عنه وهو يخطب، وعليه ثياب رقاق، فقال أبو بلال: انظروا إلى أميرنا يلبس ثياب الفساق، فقال أبو بكرة رضي الله عنه: اسكت، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله»(46)، قال أبو عبد الحليمي: (ولا ينبغي لرعية السلطان أن يتحسسوا أخباره ويبتغوا عوراته، ويتطلبوا عثراته، ويستشعروا خلافه، ويبغوا الخروج عليه للأسباب والغرض به، ولا ينبغي إذا رأى أحد من سلطانه شيئا يكرهه؛ أن يشتمه أو يذكره بسوء، وإن ضاق به صدرا أن يلعنه، لأنه ظل الله في الأرض، والتهيب والإجلال أليق بمحله وزينته من الاحتقار والإذلال)(47).
ولهذا قال سهل بن عبد الله التستري رحمه الله: (لا يزال الناس بخير ما عظموا السلطان والعلماء، فإن عظموا هذين أصلح الله دنياهم وأخراهم، وإن استخفوا بهذين أفسد دنياهم وأخراهم)(48).
المبحث الرابع: افتراء أهل الباطل على السلفيين
المطلب الأول:
أهل الباطل يتبعون أهواءهم في الحكم على السلفيين
فبعد ذكر بعض ما ورد في هذا الموضوع الكبير، ما ذنب السلفيين في التمسك بأقوال ووصايا نبي الأمة صلى الله عليه وسلم هل عضهم على تلك النصوص النبوية والقواعد الشرعية بالنواجذ، وعدم الانسياق وراء ثرثرة الغوغائية وأهل الأهواء، وترك مجاراتهم في بلوغ شهواتهم ومصالحهم، هل ذلك هو سبب تهجم الكثير ممن خاض في أحداث هذه المظاهرات على السلفيين؟ فالملاحظ أن أنواع السباب والشتائم من أصناف أهل الأهواء في داخل البلاد وخارجها قد تهافتت وترادفت وتكاثفت، وكاشفوا أهل الحق والسنة بالعداوة، وأبدوا صفحتهم، وحسروا لثامهم عما يكنونه من ضغينة وغمر، وحسيكة ووغر، وسخيمة في الصدر، فرموهم بقوس واحدة، واتهموهم بالأباطيل الجائرة، وافتروا عليهم، بل تطير البعض بهم، كما تطير أعداء الرسل بمن آمن بهم واتبعهم كما قال تعالى "فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون" [الأعراف:131]، وقال سبحانه "قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم قالوا طائركم معكم أئن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون" [يس:18-19] يعني أن الرسل لما تطير بهم أقوامهم أجابوهم أنكم ما تطيرتم إلا بسبب أن ذكرناكم حجج الله، وأنكم على باطل وضلال، وكذلك يفعلون؛ فما رموا السلفيين أتباع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلا بسبب أن ذكروهم أقوال رسولهم الكريم صلوات الله وسلامه عليه، فأبى المخالفون إلا اتباع أهوائهم، ذلك أنه ليس إلا حق وضلال "فماذا بعد الحق إلا الضلال" [يونس:32]، فإذا لم يتبع المسلم الوحي الذي جاء به نبينا صلى الله عليه وسلم؛ الذي في الهدى، فإنه سيتبع –ولابد- الظنون وهوى النفوس كما قال تعالى "إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى" [النجم:23] فالقسمة ثنائية، إن اتبعوا ما جاءهم من ربهم هدوا، وإلا ضلوا في بنيات الظنون وأهواء النفوس، وهذا كمال قال عز وجل "فإلم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون" [هود:14] فما هي إلا استجابة للوحي أو اتباع الهوى، ويؤكد ذلك قوله سبحانه "ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون" [الجاثية:18] فما هو إلا اتباع الشريعة التي جاء بها نبينا صلى الله عليه وسلم أو هو اتباع الهوى، وفي قوله سبحانه "الذين لا يعلمون" إشارة إلى أن اتباع الهوى جهل وليس بعلم، ولذلك يسلكه أهل الجهل والضلال، فالسلفيون في هذه القضية -وفي كل قضية- يصدرون عن سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، فهو ينطق بالوحي والهداية، وغيره ينطق بالهوى والغواية، ولذا قال عز وجل "ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى" [النجم:2-5]، فهذا عذر السلفيين في اتخاذهم هذا الموقف الشرعي حيال ما يحدث في البلد، فموقفهم يبعث على الأمن، وتأمين السبل، واستمرار الاقتصاد، وقطع الفساد في الأنفس وفي الأرض، وتفويت أنواع من الظلم جراء غلق المحلات والشوارع ووسائل النقل، ومنع انتقال الأشخاص، وتعطيل المصالح العامة والخاصة، والمنع من الفوضى والخراب، والحمل على النظام والهدوء والسكينة كما هو ميزة دين الإسلام، فما أجمل أثر أهل الحديث السلفيين على الناس، وما أقبح أثر الناس عليهم، والله المستعان.
[يتبع]





عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الثلاثاء مارس 26, 2024 3:03 pm عدل 2 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الثلاثاء مارس 26, 2024 6:55 am


المطلب الثاني: تلبيس المبطلين على السلفيين
وقد رموهم بأمور، أذكر منها اثنين:
الأول: (أن ما تدعون إليه هو عين الذل والهوان الذي نفاه الله عن أهل الإيمان، وهو الخسة والمهانة، والرضى بالتبعية والسيطرة والظلم الممارس من النظام ضد أمة مقهورة مظلومة مضطهدة).
هذا حاصل ما يدندن حوله كثير ممن نصر هذا الحراك!
وجوابه: أن هناك كلمة يرددها كثير ممن شجع على هذه الفوضى، وكثيرا ما يرددونها في مقام الكلام على قوة الإسلام ولزوم الرجوع إليه، وهم أول من يغفل عنها، وهي قول عمر رضي الله عنه: (نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمن يبتغي العزة من غيره أذله الله) وهذا لا شك فيه، ولذلك امتن الله عز وجل في كتابه على أهل الإيمان ببعثة نبيه صلى الله عليه وسلم وبهدايته وتوفيقه فقال سبحانه "واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون" [الأنفال: 27] ثم قال سبحانه مذكرا لهم بإيمانهم وما يقتضيه من العمل بدينه "يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون" [الأنفال: 27]، وقد بين ربنا عز وجل أن أهل الإيمان هم الأعلون ما داموا متمسكين بمقتضيات إيمانهم فقال سبحانه "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين" [آل عمران:139].
فالعزة –أيها العاقل- في طاعة الله والاستقامة على شرعه، واتباع رسوله وسلوك سنته، ونصرها لما خذلها الناس، والتمسك بها لما هجرها الناس، والثبات عليها لما نفر عنها الناس، والاعتزاز بها لما أهانها الناس، والثقة بها لما أساء الظن بها الناس.
والذل –أيها الفطن- في اتباع الهوى وطاعة الشيطان قال تعالى "ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم" [يس:60-61]
قال العلامة أبو عبد الله القرطبي: (قال علماؤنا: ولله غاية العزة، وله العزة التي لا مقدار لها، كلما بعدت من صفته(49)، قربت من جنته، ودنوت من جواره في داره. ولقد أحسن من قال:
وإذا تذللت الرقاب تواضعا منا إليك فعزها في ذلها) (50).
وصدق ابن القيم لما قال:
"هربوا من الرق الذي خلقوا له فبلوا برق النفس والشيطان
فهؤلاء يزعمون أننا نرضى بالذل والمهانة بسبب طاعة نبينا صلى الله عليه وسلم، وما حمل هؤلاء لمثل هذا الهراء إلا مثل الذي حمل أصحاب حقوق المرأة وحريات المرأة بالدعوة للتمرد على أزواجهن؛ بحجة أن الطاعة لهم ولزوم بيوتهم هو ذل لكن وهوان، وأن حقكن مثل ما للرجال تماما، فصدق بذلك البائسات من النساء فتمردن على أزواجهن؛ لرفع الذل المزعوم الموهوم، فتفككت الأسر وحدث الطلاق والفوضى ووو...، فهؤلاء كذلك يأمرون بالتمرد على ولاة الأمور؛ بحجة أن ما أنتم عليه من الطاعة والسمع لهم إنما هو ذل وخسة وسفالة ونحو ذلك، والجامع للصنفين: تحكيم الأهواء، ونبذ الشرع وراءهم ظهريا، ذلك لأن السنة هي التي أمرتهم بطاعة حكامهم في غير معصية، كما أمرت السنة الزوجة بطاعة زوجها في غير معصية، والله تعالى يقول "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما" [النساء:65]، فلابد من تحكيم السنة في أنفسنا وبدون تحرج من ذلك أو تضيق، بل والتسليم لها بصدر منشرح، فهذا من مقتضيات الشهادة للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة، على أن ما نحن فيه أشد، لأن الأول –حرية المرأة- نهايته طلاق بين الزوجين، ويفتح الله على كل منهما من سعته، أما ما نحن فيه فيتعلق بمصالح أمة وأعراضها وأمنها! فعلى ذلك؛ جوابكم أنتم لدعاة حرية المرأة جوابنا لكم في هذه الشبهة العاطلة، والجواب لزوم الشرع، وأن المصلحة في ذلك، وأن العزة في التمسك بالسنة، التي من خالفها أصابه من الذل بقدر ذلك كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم «وجعل الذل والصغار على من خالف أمري»(51).
ثم إن تحقيق العبودية لله هي منتهى العز والفخر، ولذلك شرف الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- بالعبودية في أشرف المقامات، ففي مقام التحدي قال "وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين" [البقرة:23]، وفي مقام التشريف قال "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير" [الإسراء:1] فالتشريف أن تكون عبدا لله مطيعا له ومتبعا لرسوله، فإن فاتك ذلك فأنت أسير الهوى والشيطان، وأنت ذليل الهوى والشهوات "ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون" [الزخرف:36-37].
ثانيا: (أنكم معشر السلفيين إنما تمنعون من المظاهرات والحراك الشعبي لمصلحة لكم عند النظام، وتحرمون المسيرات تزلفا وتقربا للحكام، عسى أن تنالوا منهم مناصب وفتاتا من الحطام، ونحو ذلك)!
والجواب: أنه في الحقيقة لما رأيت وسمعت هذا الكلام من بعض أولئك الطاعنين وجدتني كما يقال: "أحير من ضب"، فالسلفيون الصادقون من أبعد الناس عن غش ولاة أمورهم، أو أن يبايعوهم لحطام الدنيا، متمسكين بالسنة في ذلك كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم «ثلاث لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ....إلى أن قال: ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا فإن أعطاه منها وفى وإن لم يعطه منها لم يف»(52).
وأكتفي هنا بكلام جميل للإمام أبي العباس القرطبي رحمه الله في شرح هذا الحديث، فكلامه يعتبر بمثابة منهج أهل السنة في هذه المسألة، قال رحمه الله: (إنما استحق هذا الوعيد الشديد؛ لأنه لم يقم لله تعالى بما وجب عليه من البيعة الدينية، فإنها من العبادات التي تجب فيها النية والإخلاص، فإذا فعلها لغير الله تعالى من دنيا يقصدها، أو غرض عاجل يقصده، بقيت عهدتها عليه؛ لأنه منافق مراء غاش للإمام وللمسلمين، غير ناصح لهم في شيء من ذلك، ومن كان هكذا، كان مثيرا للفتن بين المسلمين؛ بحيث يسفك دماءهم، ويستبيح أموالهم، ويهتك بلادهم، ويسعى في إهلاكهم؛ لأنه إنما يكون مع من يبلغه إلى أغراضه، فيبايعه لذلك وينصره، ويغضب له ويقاتل مخالفه، فينشأ من ذلك تلك المفاسد، وقد يكون هذا يخالفه في بعض أغراضه، فينكث بيعته، ويطلب هلكته، كما هو حال أكثر أهل هذه الأزمان، فإنهم قد عمهم الغدر والخذلان)(53).
ثم نرجع إلى هذه الفرية: من أين لكم أن السلفيين ينالون من الحاكم المناصب والمراتب والأموال؟ فهذا الذي يقال له:
يا ابن الكرام ألا تدنو فتبصر ما قد حدثوك فمن راء كمن سمع
فالسلفيون من أشد الناس تضررا في هذا الباب، والله إن كثيرا من اللجان العلمية في الجامعات ليقصون ويطردون السلفيين من التدريس؛ بحجة أنهم مداخلة وهابيون، وأعرف من نجح في مسابقات التوظيف وبامتياز فأقصوه بتلك العلة!!
أما في المساجد فحدث ولا حرج من الفصل والطرد والتضييق والعقوبة، فهل سمعت انتفاضة في ذلك، أو إحداث فوضى وفساد؟! هذا كله إنما يعملونه ديانة وطلبا للأجر عند الله، فهذه التهمة الجائرة سيجزي الله متوليها بما يستحق إن لم يتب إلى الله.
ثم يقولون استهتارا وجهلا: ننتظركم معشر السلفيين أن تلتحقوا بباقي التيارات في الشوارع!! يريدون منا أن نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير، ويبغون منا ترك صراط الله المستقيم والتعلق بالسبل وبنيات الطريق، يدعوننا إلى تلك الأهواء، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لحذيفة رضي الله عنه لما سأله: (فما تأمرني إن أدركني ذلك) قال له صلى الله عليه وسلم «تلزم جماعة المسلمين وإمامهم» قلت –أي حذيفة- (فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام) قال صلى الله عليه وسلم «فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك»(54). فإن شاء الله أهل السنة وأهل الحديث ثابتون على ما دلت عليه السنة حتى يدركهم الموت غير مبدلين ولا مغيرين.
المطلب الثالث: نصيحة السلفيين وأمانتهم للأمة –حكاما ومحكومين-
ما تقدم ليس معناه الدفاع عن مخالفات الحكام، أو المكابرة فيما هم فيه من مثالب ومساوي، أو المجادلة فيما هو عليه من مقابح ومخازي، لكن المقصود وجوب التقيد بتوجيهات النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع هذا الاعوجاج والميلان، وأن الصبر على جورهم؛ مع الوفاء ببيعتهم، وطلب حقنا من الله سبحانه إن استأثروا هم بالدنيا، وهكذا الالتجاء إلى من يملك قلوب الحكام والملوك، ودعاء من قلوب العباد بين أصابع ملك الملوك في أن يصلحهم، وأن يأخذ بنواصيهم للبر، فإن في هذا الخير كله للعباد والبلاد، أما تحكيم العاطفة في مثل هذه الأحداث؛ فإنه مخوف العقبى، وتمكين الأهواء والانتصار للنفس لا تؤمن رواجعه وروادفه، واتخاذ أهل الفتن والفوضى قدوة دون العلماء الربانيين لا تسلم رواهنه ورواهقه، والواقع يشهد على ما أرشدت إليه السنة النبوية.
ثم إذا أردنا رفع هذا البلاء، فإننا ننظر إلى سببه، فإذا قطع سبب الشر فقد قطع الشر من أصله، أما أن تعالج آثار الشر وثماره، فيبقى دائما يمد بمادته لأن أصلها باق، ومنبعها غير واق؛ فإذا علم ذلك فالذي لابد أن يعرف؛ وهو مما يستثقل سماعه كثير من المسلمين، لأن النفوس -إذا لم تتزكى- يثقل عليها سماع الحق وانتقاد الذات، ويسهل عليها تبرئة النفس وإطراؤها، مع لوم الغير وعذله، فسبب ذلك هو ما نحن فيه من البعد عن الله عز وجل، فإن في أمتنا –وللأسف- أكبر الكبائر: الشرك بالله؛ من عبادة غير الله، وقصد الأضرحة ودعائها من دون الله، والذبح لها وتقريب القرابين، والحب لها والاستغاثة بالأولياء والقسم بهم، وجعل المواسم الشركية التي يشرك فيها بالله الخالق سبحانه، وبالجملة صرف حق الله الذي خلقنا من أجله -وهو عبادته وتوحيده- إلى غيره من الموتى والمخلوقين، فإذا لم يكن إلا هذا الذنب العظيم لكفاه شرا بنا وقطعا للطمع في أن نرزق بحكام صالحين! فكيف إذا زدت عليه سائر الذنوب الكبائر والفواحش المحرمة في كل ملة: كالربا والزنا وأنواع الفواحش والقتل بغير حق والسحر والشعوذة و...الخ، والله عز وجل يقول "وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون" [الأنعام:129]، يعني: كما تكونوا أنتم مع ربكم، تكن عليكم ملوككم جزاء وفاقا، فحكامنا أعمالنا، ويقول الحكماء: (لا صلاح للخاصة مع فساد العامة)، فنحن تسببنا في الشر ونريد معالجته بالشر، فلا نكاد نفيق ونفطن، كمن أصاب ثوبه بالنجاسة ويبغي إزالتها بنجاسة أغلظ! فنحن استخدمنا الأهواء لشهوات أنفسنا، فاستخدمنا الحكام لشهوات أنفسهم، إلا أن الفرق هو أن: كلا على قدره؛ فالرعية على قدرهم، والرعاة على قدرهم، فلو استخدمنا الشرع في نفوسنا، لاستخدمنا الملوك لله في نفوسهم، فخافوا الله فينا، فعدلوا بيننا وحكموا شرعنا وأعزوا بلدنا، أما أن نعالج الواقع بمخالفة الشارع –وهو الله عز وجل- فلا واقع يثبت ولا شرع:
نرقع ديانا بتمزيق ديننا فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع!
فلابد من رجوع المسلمين إلى ربهم، والاستقامة على دينهم الذي جاء به نبيهم صلى الله عليه وسلم، وفهم أحكامه فهما صحيحا كما كان عليه السلف الصالح من الصحابة ومن بعدهم بإحسان، لتهنأ لهم الحياة ويعيشوا الحياة الطيبة، وهذا في الدنيا، وسعادة الآخرة ونيل رضوان الله أعظم.
هذا هو موقف السلفيين؛ أهل الحديث، ومن أجل هذا الموقف نشأت الحملة الشرسة الضرسة عليهم في وسائل الإعلام وغيرها، واتهموا وافتروا عليهم بالأكاذيب، وهم يستأنسون بمثل قول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم "ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين" [الحجر:97-99]
فأسأل الله الكريم أن يصلحنا وسائر المسلمين حكاما ومحكومين، وأن يجعل بلدنا آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين، وأن يعز بلاد الإسلام في كل مكان، وأن يذل بلاد الكفر في كل مكان، إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه، وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
وكتبه:
د. الكشبور صالح
عشية الأربعاء: 20 رجب 1440ه الموافق ل: 27-03-2019 م.
منقول من الابانة السلفية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-
2-
3- والأهيغان: الخصب وحسن الحال، يقال: إنهم لفي! الأهيغين، وقيل: هما الأكلوالنكاح، قاله الفراء، أو الأكل والشرب، أو الشرب والنكاح[تاج العروس:22/601]
4- الترمذي (2658) وابن ماجه (230)
5- مفتاح دار السعادة (1/277)
6- مرقاة المفاتيح (1/442)
7- أخرجه الخطيب في "الكفاية"، وقد بسط الكلام عليه العلامة عبد المحسن العباد في كتابه: "دراسة حديث نضر الله امرءا مقالتي...رواية ودراية" (3/347) –ضمن كتب ورسائل العلامة عبد المحسن العباد-.
8- التمهيد (21/289).
9- مفتاح دار السعادة (1/277)، وقارن كلام ابن القيم هذا مع ما يحدث من الحوثيين والداعش في بلاد الإسلام، تزداد يقينا إن شاء الله بأن أهل السنة حيثما وجدوا هم أبرأ الناس من الأهواء وأسعدهم بأقوال نبيهم ، وما سواهم فدعاوى مجردة عن الدليل ستنكشف بعد حين لكل ذي عينين، والله الموفق.
أحلام نوم أو كظل زائل إن اللبيب بمثلها لا يخدع.
10- البخاري (71).
11- سنن أبي داود (3660)
12- انظر السلسلة الضعيفة للعلامة الألباني (14/75).
13- البخاري (1013).
14- أي: نشزن وترفعن.
15- أبو داود (2148).
16- أبو داود (4346) وابن ماجة (4011).
17- هذه الشبهات ذكرها صاحب كتاب: "المظاهرات السلمية".
18- وقد بينها العلماء؛ كابن رشد في "بداية المجتهد"، وشيخ الإسلام في "القواعد النورانية" وغيرها من كتب العلم.
19- وجعل r الخوارج من شر الطوائف، وجاءت فيهم من النصوص ما لم يأت في طائفة أخرى، وأنهم شر الخلق والخليقة، وأنهم شر قتلى تحت أديم السماء، وتوعدهم بالقتل لو أدركهم، وغير ذلك من التهديد.
20- البخاري (4547).
22- البخاري (7142).
23- سنن أبي داود (4609) والترمذي (2676).
24- فتح الباري (13/122).
25- شرح مسلم للنووي (12/225). ومعنى كلامه: أن الإمامة لها ثلاث طرق: العهد أو الاختيار من أهل الحل والعقد، أو الغلبة، فإذا تمت بالطريق الثالث فلابد من الطاعة ولو كان عبدا مقطوع الأطراف، أما إذا كان بالاختيار فيشترط في الإمامة شروطا، منها: الحرية وسلامة الأعضاء، وانظر: الأحكام السلطانية للماوردي عند فصل: الشروط المعتبرة في الإمامة. ص5.
26- البخاري (7055) ومسلم (1709).
27- شرح مسلم للنووي (12/225).
28- البخاري (7144) ومسلم (1839)
29- البخاري (7053) ومسلم (1849).
30- مسلم (1847).
31- مرقاة المفاتيح (15/395) –بتصرف يسير-
32- مسلم (1846).
33- نيل الأوطار (7/201).
34- جامع العلوم والحكم ص262.
35- مسلم (1842).
36- المفهم (12/100).
37- البخاري (7111).
38- السنة لابن أبي عاصم (1096).
39- مسلم (2989).
40- شرح مسلم للنووي (18/118).
41- فتح الباري (13/53).
42- البخاري (56) ومسلم (55)
43- التمهيد (21/285).
44- شرح السنة (13/95).
45- جامع العلوم والحكم ص80.
46- الترمذي (2224) وحسنه الألباني، انظر الصحيحة (2297).
47- المنهاج في شعب الإيمان (3/172).
48- تفسير القرطبي (3/156).
49- أي: بعدت عن صفة العزة معه I، فلم تتعزز وتستنكف عن الانقياد لأحكام الله، وطاعة رسوله r، بل ذللت لله وخضعت لطاعته، فهذا هو حقيقة العز: أي التذلل له U، فإذا تعززت عليه I فذلك هو حقيقة الذل لأنك عبد للشيطان والهوى.
51- الجامع لأحكام القرآن (10/4685)
52ـ أحمد (5667).
53- مسلم (108).
54- المفهم (2/71)، وماذا يقول الإمام القرطبي لو أدرك زمننا، المليء بالتناقضات والغدر والخذلان، والله المستعان.
55- البخاري (3606) ومسلم (1847)


أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الثلاثاء مارس 26, 2024 7:04 am

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات 1ies11
واجب النصح للأمة وتحذيرها من المظاهرات
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا
نصيحة بشأن المظاهرات و المسيرات
بعنوان : { إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ }
رابط الصوتية :
https://b.top4top.net/m_1154kneq51.mp3






عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الجمعة مايو 10, 2024 3:41 pm عدل 2 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الثلاثاء مارس 26, 2024 7:07 am


هكذا دمَّرَت المظاهرات بلاد المسلمين وأحرَقت وأفقرَت وشرَّدَت أهلها
الخطبة الأولى:
الحمدُ للهِ الصادقِ وعدُه بنصرِ مَن نصَرَه، وأشهدُ أنْ لا إله إلا اللهُ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، بيَّن للناسِ ما يُصلِحُ دِينَهم ودُنياهُم، ويُعِزُّهُم دُنيًا وآخِرَة، اللهمَّ فصلِّ وسلِّم عليه، وعلى آلِه الأخيار، وصحابتِه الأبرار.
أمَّا بعدُ، أيُّها الناس:
فاتقوا اللهَ ــ جلَّ وعلا ــ بلُزومِ شرعِه، والعملِ بأحكامِه، يَحِقُّ لكم رضوانُه، وتسلَموا مِن شُرورِ الدُّنيا والآخِرة، وإيَّاكُم ومعصيتَهُ والعدولَ عن حُكمِه وشرعِه، فإنَّما هلاكُ الدُّنيا والآخِرةِ عِصيانُه في أمْرِهِ ونهيِه، وقد قال سبحانه آمرًا لكُم: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }.
أيَّها الناس:
إنَّكم اليومَ لتَسمعونَ وترونَ وتُعايشونَ واقعًا مُرًّا أليمًا، وحالًا بئِيسًا نَكِدًا، ومظهرًا مُرعِبًا مُكدِّرًا، ووضعًا حرِجًا عسيرًا، يَجتاحُ بعضَ بلادَ المسلمين، حيثُ اجتاحَتْها أمواجٌ عاتيةٌ مِن الفتن، فتنٌ تَحرِقُ الدِّين، وفتنٌ تَحرِقُ العقل، وفتنٌ تَحرِقُ البَدن، وفتنٌ أشعلَت الحُروب، وزادَت الكُروب، واجتالَت الأنفسَ والثمرات، وملأت المُستشفياتِ والبيوتَ بالمصابينَ وأهلِ العاهات، وأذهبَت الأموالَ والمُمتلكات، وأحرَقَت المُدُنَ والقُرى والأرياف، ودمَّرت البيوتَ والمراكبَ والمساجد، وأتلَفَت الزُّروع والثمار، وأفزَعَت الرِّجال والنساء، والصِّغارَ والكبار، والحاضِرَ والمُسافِرَ والبَاد، والغنيَّ والفقير، والصالحَ والفاسِد، فتنٌ قسَمَت الدولةَ الواحدةَ إلى دُويلات، وأجَّجَت بينَ سُكانِها العداوات، فتنٌ أزالَت الأمْنَ والاستقرار، وأدخلَت الرُّعبَ والخوف، وأضعَفت الجُندَ والجيوشَ حُماةَ الأوطان، وكثَّرَت الأراملَ والأيتام، فتنٌ أضعَفت الاقتصاد، وأهدرَت الثرَوات، وزادَت الفقرَ وجوعَ الناس، ووسَّعَت البطالةَ والحاجَة، وقلَّلَت الوظائفَ والأعمال، وأيقظَت أهلَ الإفسادِ والإجرامِ والإرهابِ، فزَادت السِّرقات والاعتداءات، وانتشَرَ القتلُ والاقتتال.
أتدرونَ ــ يا عبادَ اللهِ ــ لِمَا أصابِنا ذلك، وما سببُ ما نحنُ فيه، ولماذا حَلَّ بِنَا؟ إنَّه بسببِ: كثرةِ ذُنوبِنا مِن شركياتٍ وبدعٍ ومعاصي، حيثُ قال الله سبحانه: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ }، وقال تعالى: { وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }، وبسببِ: مُخالفةِ شرعِ اللهِ ودِينِه البيِّنِ الواضحِ القويمِ في التعاملِ مع الحُكَّامِ إذا حصلَ مِنهم ظلمٌ وجَورٌ واستئثارٌ بأموالِ ومناصِب الدُّنيا، ووقعوا في تقصيرٍ جهةَ البلد، وظهرَت أمورٌ تُخالِف شريعةَ الإسلام.
حيثُ أمرَت شريعةُ اللهِ المُصلِحةُ للعبادِ والبلادِ: بالصَّبرِ على جورِهم وظُلمِهم واستئثارِهم، وبالسَّمعِ والطاعةِ لهُم في غيرِ معصيةِ الله، وأنْ تكونَ نصيحَتُنا لهُم سِرًّا لا علانية، ولا في غَيبَتِهم، ونَهَت عن نَزْعِ اليدِ مِن طاعتِهم وبيعَتِهم، وحرَّمَت الخروجَ عليهم بقولٍ أو فعل، بسلاحٍ أو بدونِ سلاح، وزَجَرَت عن سَبِّهم وتحريضِ الناسِ وتأليبِهم عليهم، ومَنعَت إهانتَهم بالقولِ أو الفِعل.
لأنَّ هذا السَّبيلَ الذي جاءَنا مِن عندِ اللهِ في التعامُلِ معهم: يُقلِّلُ الفتنَ والشُّرورَ عن الناسِ وبلادِهم، ويُضعِفُ المفاسدَ والمصائب، ويَدفعُ الأضرارَ والغوائِل، ويُقوِّي اللُّحْمَةَ وتماسُكَ البلاد، ويُخفِّفُ الفُرْقةَ والتناحُر، ويُبقِي على الأُلفَةَ والتآلفِ والائتلاف، ويكثِّرُ المصالحَ والخيرات، ويزيدُ في الأمْنِ والرَّخاءِ والاقتصاد، ويحفظُ الدِّينَ والدُّنيا والنفوسَ والأعراضَ والأموال، ويُوهِنُ كيدَ ومَكرَ وخُططَ الأعداءِ وأعوانِهم وأذنابِهم، وكيفَ لا يكونُ كذلكَ، وهو حُكمُ اللهِ وشرعُهُ بينَ الرَّعِيةِ وحاكمِهم، واللهُ سبحانه هوَ خالقُ المحكومينَ وحُكَّامِهم، وأعلمُ بما يُصلحُ دِينَهم ودُنياهُم، فشَرَعَ لهُم هذه الطريقَة، وأكرمَهم بهذهِ المُعاملَة، وفرَّجَ عنهم بهذا العلاجَ الفعَّالِ السريعِ الأكيد.
ولكنْ ــ وا أسَفَاهُ وَوَا ندَمَاهُ ــ: لقد أبَتْ وتَنكَّبَت جُموعٌ غفيرةٌ، وأعدادٌ هائلةٌ مِن شبابِ أُمَّتِنا وشابَّاتِها، أنْ تنقادَ لِحُكم اللهِ هذا، وتعملَ بِه، إمَّا جهلًا بِه، أو اتِّباعًا لِهوِى النفوس، أو اعتِدادًا بآراءِ العقول، أو طَمَعًا في مناصبِ الدُّنيا وجَاهِها ومالِها، أو حُبًّا في الشُّهرةِ والتصدُّر، أو تضليلًا مِن قِبلِ دُعاةِ ووعاظِ ورُموزِ جماعاتٍ دِينيةٍ سياسيةٍ أو أحزابٍ لِبرالية وعلمانيةٍ وتغريبيةٍ تُريدُ الوصولَ للحُكمِ والسُّلطةِ عن طريقِهم، أو تقليدًا لأهلِ الكفرِ في بلادِ الغربِ والشرق، أو انخداعًا بالمُحلِّلينَ السياسينَ وأقوالِهم عبْرَ أجهزةِ الإعلامِ وصُحفِها وقنواتِها الفضائيةِ وبرامِجِها التواصُليَّة.
أبَوا ــ أصلحَهمُ اللهُ وسدَّدهُم ــ: أنْ يُعالِجوا ما يَحصلُ مِن حُكامِهم إلا بطريقِ المَظاهراتِ والمَسيراتِ والاحتجَاجاتِ والاعتصامَات.
فجَرَّهُم هذا التعامُلُ، وآلَت بِهِم هذهِ الطريقةُ: إلى المواجهةِ مع حُكامِهم، والثورةِ عليهم، والسِّعي في إزالَتِهم.
جاءتْهُم فتاوى أكابرُ أهلِ العلمِ مِن أئمةِ أهلِ السُّنةِ الراسخينَ، كابنِ بازٍ والألبانيِّ والعُثيمين والفَوزانِ والوادِعيِّ والعَبَّادِ والمَدخَليِّ والنَّجمِيِّ والجامِيِّ والجابِريِّ وآلِ الشيخِ والغُدَيَّان والغُصُون واللُّحَيدَان والسُّبَيِّلِ: بأنَّ هذهِ المظاهراتِ وتوابعَها لا تجوزُ شرعًا، وأنَّها سَتجُرُّ على العِبادِ والبلادِ شُرورًا أكبر، ومفاسدَ أعظم، وفقرًا أشَد، ومصائبَ أكثر، وسَتجلِبُ الحُروب، وتُزيلُ الأمْن، وبيَّنوا لهُم أدلَّةَ ذلك مِن القرآنِ والسُّنةِ النَّبويةِ وأقوالِ الصحابةِ وكُتبِ اعتقادِ السَّلفِ الصالح، وأكدُّوهُ لهُم بِذِكرِ صُورِ التاريخِ البعيدةِ والقريبةِ والعديدةِ بآثارِ الثوراتِ على الحُكام، وأنها مُرَّةٌ وأليمةٌ وبَئيسةٌ وفظيعة، لعلَّهم يَتعِظونَ ويَعتبِرونَ، فيَرجِعوا عن ذلك، ولا يَقرُبوا مِن أهلِه ودُعاتِه، ولكن لا فائدةَ في القوم، ولا جَدوَى مِنهم، إنْ نصَحتَ فكأنَّما تُشاهدُ عقولًا قد سُلِبت، وفِطرًا قد مُسِخَت، ونفوسًا قد تَحجَّرَت، وأفهامًا قد لُوِّثَت، حيثُ سَلبَتْها ومسخَتْها وحجَّرَتْها ولوثَتْها وجَرفَتْها وأعمَتْها قنواتٌ إعلاميةٌ عديدة، وأحزابٌ وجماعاتٌ مُختلِفة، ورُموزٌ ودُعاةٌ ومُفكِّرونَ مُضِلُّون، ومُحلِّلونَ سياسيونَ وعسكريونَ واقتصاديونَ وإعلاميونَ ماكرون، حتى خرجوا عن نصوصِ وحُكمِ شرعِ ربِّ العالمين، ولم يَقبلوا نُصحَ أئمةِ أهلِ العلمِ والدِّين الأثباتِ الراسِخين السُنِّيين، واستساغُوا واتَّبعوا مُخططاتِ ومَكرِ وكيدِ أعداءِ الأُمَّةِ والدِّين، وطلابِ الحُكمِ والرِّئاسة.
وها هوَ الإمامُ الكبيرُ ابنُ تيميَّةَ الدِّمشقِيُّ ــ رحمه الله ــ قد استقرأَ وسَبَرَ لَنا تاريخَ الثورات على الحُكامِ وشُرورَها، فقال: «وقلَّ مَن خرجَ على إمامٍ ذِي سلطانٍ إلا كانَ ما تَوَلَّدَ على فِعلِه مِن الشَّرِ أعظمَ مِمَّا تولَّدَ مِن الخيرِ، ولعلَّهُ لا يَكادُ يُعرَفُ طائفةً خرَجَت على ذي سلطانٍ إلا وكانَ في خُروجِها مِن الفسادِ ما هو أعظمُ مِن الفسادِ الذي أزَالَتْه».
فيَا مَن دعوتُم إلى المظاهراتِ والمَسيراتِ والاعتصاماتِ والاحتجاجاتِ حتى قامت بسبِبها الثوراتُ والحروبُ المهلكةُ المُفزعة، والفتنُ والمطاحنُ العِظام، والنَّكَباتُ والبلايا الشِّداد، والمِحَنُ والرَّزايا الغِلاظ، والخُطوبُ والكُروبُ الكِبار، والضَّعفُ والهوانُ المُزْرِي، والفقرُ والفاقةُ البَئِيسَة، والتَّفرُّقُ والانقسامُ الشَّنيع، والتشرُّدُ والنُّزوحُ إلى بلادِ الغير، والفسادُ العريضُ للدِّين والدُّنيا والعِبادِ والبلاد: لا تنسوا السؤالَ يومَ القيامةِ والوِزْرَ الكبيرَ والإثمَ الشديدَ بسببِ ما أُرِيقَ مِن دِماء، وسُلِبَ ونُهِبَ وأُتلِفَ ودُمِّرَ وأُحرِقَ مِن أموالٍ وأبنيةٍ ومراكب ومُمتلكاتٍ عامَّةِ وخاصة، وحصلَ مِن فسادٍ عريضٍ وفتنٍ وشُرورٍ وآلامٍ وكُروبٍ، لأنَّ دعوتَكُم وتحريضَكُم هي سببُ وجودِها وحصولِها أو كثرَتِها، ولو لم تُشعِلوا قلوبَ الناسِ إليها لكانوا مع البلاد في سلامَةٍ مِن شُرورِها وعافيَة.
ويا مَن تحمَّستُم مع هذهِ الدعواتِ، وهؤلاءِ الدُّعاةِ إلى المظاهراتِ، فتظاهرتُم واعتصمتُم حتى اشتعلَت المواجهاتُ والثوراتُ بينَ الحاكمَ والناس: كيفَ يَطيبُ لكُم عيشٌ ومُظاهراتُكم قد آلَت إلى سَفكِ دماءِ نفوسٍ بمئاتِ الآلاف؟ وتسبَّبت في ترميلِ نساءٍ وتيتيمِ أطفالٍ كُثرٍ جدًا؟ وأدخلَت الحُزنَ والكرْبَ والمُصابَ على بيوتٍ كثيرةٍ جدًّا، فُجِعَت بقتلِ أو جَرحِ عزيزِها ومَن يَرعاهَا ويُنفقُ عليها؟ كيفَ ستَنسَونَ أنَّ مُظاهراتِكُم قد دمَّرَت البلاد، وأوجعَت العِباد، وأضعَفت الاقتصاد، وأذهبَت الأمن؟
هذا، وأسألُ اللهَ أنْ يجعلَنا مِن المُتَّعِظِينَ المُعتبِرين، إنَّ ربِّي لسميعُ الدُّعاء.
الخطبة الثانية: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمدُ للهِ المَحمودِ على كلِّ حال، الكبيرِ المُتَعال، والصلاةُ والسلامُ على النبيِّ محمدٍ عظيمِ الخِصَال، ثُمَّ الرِّضوانُ على الأصحابِ له والآل.
أمَّا بعدُ، أيُّها الناس:
فإنَّ  أكثرَ الأمورِ استخدامًا لِتأجِيجِ الناسٍ على حُكامِهم بالمُظاهراتِ والاعتصاماتِ والعِصياناتِ هيَ هذهِ الثلاثة:
الأمرُ الأوَّل: الاقتصاد، أي: حُطام الدُّنيا الزائِل، حيثُ يَرونَ الاستئثارَ بالمال، ويُشاهدونَ زيادةَ الفقر، وكثرةً في العاطلِينَ عن العمل، مع وجُودِ خيراتٍ عديدةٍ في البلاد.
الأمرُ الثاني: الضَّعف أو التقصير في الخدماتِ العامَّة، في الصِّحة، والتعليمِ، والطُّرقِ، والمُواصلاتِ، وغيرِها.
الأمرُ الثالث: وقوع جهاتٍ في الدَّولةِ في شيء مِن المظالمِ والتقصيرِ والتَّجاوُزِ والإهمال.
وهذا الاستئثارُ والتقصيرُ والظلمُ لا يُمكنِ تَغطِيتُه، ولا يَسعُ أحدًا حَجَبَ أعيُنِ الناسِ عنه، ولكنَّ الشريعةَ الإسلاميةِ الرحيمةِ ــ وهذا هو الأهَمُ ــ لم تَتركِ الناسَ هملًا مع هذا الواقع، بل بيَّنَت لهُم بوضوحٍ تامٍّ أنَّه سيَحصلُ مِن بعض الحُكَّامِ أو نُوابِهِم أوعُمَّالِهم شيءٌ مِن ذلك، وبيَّنَت لهُم مع ذلكَ كيفَ يُعالِجونَه، ويتعاملونَ معَ حُكَّامِهم حينَ وجودِه، وأوجَبَت عليهِم لُزومَ العلاجِ الذي جاءت بَه، فصحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (( إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِى أَثَرَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ ))، وصحَّ أنَّه صلى الله عليه وسلم قال: (( إِنَّهَا سَتَكُونُ بَعْدِى أَثَرَةٌ، وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تَأْمُرُ مَنْ أَدْرَكَ مِنَّا ذَلِكَ؟ قَالَ: تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ، وَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الَّذِي لَكُمْ ))، وصحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( يَكُونُ بَعْدِى أَئِمَّةٌ لاَ يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ، وَلاَ يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ، فقال حذيفة ــ رضي الله عنه ــ: قُلْتُ؟ كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟ قَالَ: تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأَمِيرِ، وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ، وَأُخِذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ ))، وصحَّ أنَّ عمرَ بنَ الخطابِ ــ رضي الله عنه ــ قال: (( أَطِعِ الإِمَامَ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا، إِنْ ضَرَبَكَ فَاصْبِرْ، وَإِنْ أَمَرَكَ بِأَمْرٍ فَاصْبِرْ، وَإِنْ حَرَمَكَ فَاصْبِرْ، وَإِنْ ظَلَمَكَ فَاصْبِرْ ))، وصحَّ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: (( مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِرْ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ خَرَجَ مِنَ السُّلْطَانِ شِبْرًا فَمَاتَ عَلَيْهِ إِلاَّ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ))، وثبتَ عن أنسٍ ــ رضي الله عنه ــ أنَّه قال: (( نَهَانَا كُبْرَاؤُنا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا لَنَا: لَا تَسُبُّوا أُمَرَاءَكُمْ، وَلَا تَغْشَوْهُمْ، وَلَا تَعْصُوهُمْ، وَاتَّقُوا اللَّهَ، وَاصْبِرُوا، فَإِنَّ الْأَمْرَ قَرِيبٌ )).
فالعلاجُ والحَلُّ في شريعةِ اللهِ القويمةِ، هوَ: أداءُ الناسِ الحُقوقَ التي أوجبَها اللهُ عليهِم جِهةَ الحاكِم، مِن السَّمعِ والطاعةِ له في غيرِ معصيةِ الله، وترْكِ الخروجِ عليه، وعدمِ نَزْع اليدِ مِن طاعتِه وبيعَتِه، وأنْ لا نَسُبَّهُ أو نُحرِّضَ عليه، وسؤالِ اللهِ الكريمِ حقوقَنا التي وجَبَت على الحاكمِ جِهتَنا، والصَّبرِ على ظلمِه وجُورِه واستئثارِه علينا، وحِرمَانِه لَنا، ومَن عمِلَ بهذا التشريعِ الإلاهيِّ العظيم، ولَزِمَ علاجَ هذهِ الشريعةِ السَّديد، فالفرَجُ قريب، والإصلاحُ سريع، والتَّحسُّنُ أكيد، ومَن تَنكَّبَ عنه، واستبدَلهُ بغيرِهِ زادَ في الفتن، وأكثرَ الشَّرَ، وأضرَّ بالعبادِ والبلاد، والدِّينِ والدُّنيا، وأطالَ في أمَدِ حُصولِ التفريج، لأنَّ مَن رَكَنَ إلى علاجِ شريعةِ ربِّه، وعمِلَ به، ليسَ كمَن رَكَنَ إلى حُلولِ نفسِه، فكيف بمَن رَكَنَ إلى العلاجِ بما حرَّمَهُ عليه ربُّه، وبما جاء به الكفار، هذا ضَرَرُهُ أكبر، والشَّر بسبَبِهِ أكثر، وقد قال الله ُسبحانه: { وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا }، وقال تعالى: { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }.
هذا، وأسألُ اللهَ: أنْ يَحقِنَ دماءَ المسلمينَ في كلِّ مكان، وأنْ يُجنِّبَهم القتلَ والاقتتال، ويُزيلَ عنهم الخوفَ والجوعَ والدَّمارَ والتشريدَ في الأرض، اللهمَّ أعذْنا وإيَّاهُم مِن الشُّرورِ والفتنِ وتآمُرِ الأعداءِ ومكْرِهم، اللهمَّ وفِّق حُكامَ المسلمين لِما يُرضِيك، واجعلهُم عاملينَ بشريعتِك، مُعظِّمينَ لَها، مُدافِعينَ عنها، ناصرينَ لأهلِها، وأزِل بِهمُ الشِّركَ والبدعَ والآثامَ والظلمَ والعُدوانَ والفسادَ والفجورَ والإرهابَ والتغريبَ والإلحادَ والحاجَةَ والفقر، اللهمَّ احفظ رجالَ أمْنِ البلادِ في سائرِ القطاعاتِ والجهاتِ بالإسلامِ قائمينَ وقاعدينَ وراقدينَ، إنَّكَ سميعٌ مُجِيب، وأقولُ هذا، وأستغفرُ اللهَ لِي ولكُم.
وكتبه:
عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد.


أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الثلاثاء مارس 26, 2024 7:31 am

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Ao11
نصيحة  في ما يخص المظاهرات ..




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الجمعة مايو 10, 2024 3:54 pm عدل 1 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الثلاثاء مارس 26, 2024 7:32 am

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات 16
التحذير من المظاهرات
كلمة ألقاها فضيلة الشيخ أبي عبدالأعلى خالد بن محمد بن عثمان المصري -حفظه الله-
الثلاثاء 14 جمادى الآخرة 1440 هـ
رابط الصوتية:
أضغط هنـــــــــــــــــــا

كتاب
مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات 0510
التفجيرات والأعمال الإرهابية والمظاهرات هي من منهج الخوارج والبغاة وليست من منهج السلف الصالح
(الطبعة الأولى)
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــــا
أو
أضغط هنــــــــــــــــــــا



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الجمعة مايو 10, 2024 4:03 pm عدل 3 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الثلاثاء مارس 26, 2024 7:42 am

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Yac13
لا يوجد شيء اسمه مظاهرات سلمية في الإسلام






عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الجمعة مايو 10, 2024 4:04 pm عدل 3 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الثلاثاء مارس 26, 2024 1:17 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Maxres11
أحكام المظاهرات - وحكم الخروج في بلاد الكفار
 الشيخ  ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله
١٣ شوال ١٤٤١ من الهجرة النبوية .
رابط ملف الصوت المباشر :
أضغط هنـــــــــــــــــــا
حكم المظاهرات فى بلاد المسلمين و فى بلاد الكفار
أضغط هنــــــــــــــــــــا
مفاسد الخروج على ولى الأمر
و ما يسمى بالمظاهرات و الثورات و الإعتصامات

أضغط هنـــــــــــــــــــــا




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الجمعة مايو 10, 2024 4:05 pm عدل 2 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الثلاثاء مارس 26, 2024 4:08 pm


كتاب
مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Alalbany-c77d85bf48ee0d6e3292f86eea07b9065772efe0
المظاهرات والاعتصامات والإضرابات رؤية شرعية
الدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــا


أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الإثنين أبريل 01, 2024 5:16 am


كتاب
مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Ftawa
فتاوى المجتهدين الأعلام في حكم التظاهر والإضراب والاعتصام
أبي حازم محمد بن حسني القاهري
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــا


أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل السبت أبريل 06, 2024 1:20 pm


عشرة أوجه في بطلان المظاهرات

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين…

أما بعد:

فإن من الأمور الحادثة في بعض بلدان المسلمين والتي أخوها من غير المسلمين، للتعبير عن معارضتهم لنظام أو قانون أو احتجاج على مسؤول النظام، وهذه المظاهرات مردودة من عدة أوجه:

وإليك أخي القارئ بيان بطلانها من عشرة أوجه:

الوجه الأول: أنها تعبدُ لله تعالى بوسيلةٍ غير مشروعة وذلك عند بعض من يراها وسيلة مشروعة للدعوة إلى الله وإظهار القوة ولهؤلاء يقال: أين السلف الصالح من فعلها؟ فلو كان خيراً لسبقونا إليه، وأما الاستدلال بما ورد أنّ النبي صلى الله عليه وسلم خرج بعد إسلام عمر رضي الله عنه على رأس صفين من أصحابه وعلى الأول منهما عمر وعلى الثاني حمزة رغبة في إظهار قوة المسلمين فعلمت قريش أن لهم منعة فهذا الأثر قد رواه أبو نعيم في الحلية وفي إسناده إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وهو منكر الحديث لا يُحتج به فالرواية إذا لا تَثبتُ.

الوجه الثاني: أن فيها تشبها بالكفار فهذه المظاهرات وسيلة ابتدأها الكفار للضغط على حكوماتهم والمطالبة بحقوقهم وصدق النبي صلى الله عليه وسلم عندما: «لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لا تبعتموهم» رواه الشيخان واللفظ لمسلم وفي مسند احمد قال صلى الله عليه وسلم «ومن تشبه بقوم فهو منهم».

الوجه الثالث: إن القيام بها مخالف للنظام ومعصية لولاة الامر في بلادنا خاصة، وهذا يتضح من خلال تصريح كبار المسؤولين في منعها وعدم السماح بها، وقد قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59].

قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله: «وأما أهل العلم والدين والفضل فلا يرخصون لأحد فيما نهى الله عنه من معصية ولاة الامور وغشهم والخروج عليهم بوجه من الوجوه كما قد عُرف من عادات أهل السنة والدين قديما وحديثا ومن سيرة غيرهم» أ.ه.

الوجه الرابع: زعزعةُ الأمن واثارة الفوضى والغوغائية ولا يخفى على كل عاقل أنّ حفظ الأمن مطلب مهم وهو من الضروريات الخمس التي جاء الاسلامُ بحفظها وإذا أردت أن تعرف قدر هذه النعمة فانظر حال من فقدها نسأل الله العافية والسلامة.

الوجه الخامس: حصول الفساد والخراب بسببها، ولو قيل إنها سليمة فهي تبدأ سليمة ثم رويدًا رويدًا تكون همجية تخريبية، وإذا رأينا الفساد والدمار في بعض الدول التي اجتاحتها الثورات وجدنا أن البداية كانت بمظاهرة سليمة وكما قيل: “ومعظم النار من مستصغر الشرر”.

الوجه السادس: أنّ المظاهرات فرصة خطيرة لاندساس المفسدين والمجرمين لتحقيق مآربهم وأغراضهم السيئة فليس كل من دخل في صفوف المتظاهرين يسعى إلى ما يسعون إليه ويهدف إلى ما يهدفون إليه.

الوجه السابع: تعطيلُ مصالح الناس بما تحدثه هذه المظاهرات بجموعها الغفيرة من اغلاق للمحلات وتعطيل حركة السير، فقد يموت مريض مصاب أو تتضاعف إصابته بسبب عدم وصول سيارة الإسعاف اليه والسبب في ذلك جموع المتظاهرين.

الوجه الثامن: ترك السنة واحياء البدعة: فالناس إذا انشغلوا بالمظاهرات ظنوا أنهم قدموا كل شيء ويكتفون بذلك عن الوسائل الشرعية النافعة المجدية كالتبرع بالمال والتضرع إلى الله بالدعاء.

الوجه التاسع: أن القول بجوازها ذريعة لأهل البدع والأهواء وأصحاب الأفكار المنحرفة للقيام بها والوصول إلى ما يريدون من مقاصد سيئة.

الوجه العاشر: ما يحدث في هذه المظاهرات من محاذير شرعية كالاختلاط بين الرجال والنساء وغير ذلك من المحاذير بل حدثني من أثق به أن مظاهرة أقيمت في دولة عربية ابتدأت من قبل صلاة العصر إلى أن غربت الشمس وكثير من المتظاهرين قد ضيَّع صلاة العصر والله المستعان!!

وأخيراً ولأجل تجلية حكم المظاهرات فهذه فتاوي بعض العلماء في شأنها فقد سئل سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله هذا السؤال:

س: هل المظاهرات الرجالية والنسائية ضد الحكام والولاة تعتبر وسيلة من وسائل الدعوة…؟

فأجاب رحمه الله بقوله: (لا أرى المظاهرات النسائية والرجالية من العلاج ولكني أرى انها من اسباب الفتن ومن اسباب الشرور ومن أسباب ظلم بعض الناس والتعدي على بعض الناس بغير حق) أ.ه.

ولما سئل عنها العلامة محمد بن عثيمين رحمه الله قال: «لا نؤيد المظاهرات لا نؤيدها اطلاقاً».

وسئل شيخنا العلامة صالح الفوزان حفظه الله هذا السؤال:

س: هل من وسائل الدعوة القيام بالمظاهرات لحل مشاكل ومآسي الأمة الاسلامية؟

فأجاب حفظه الله بقوله: «ديننا ليس دين فوضى ديننا دين انضباط ودين نظام وهدوء وسكينة والمظاهرات ليست من اعمال المسلمين وما كان المسلمون يعرفونها إلى أن قال: حفظه الله والمظاهرات هذه تحدث فتناً تحدث سفك دماء تحدث تخريب أموال فلا تجوز هذه الأمور» أ.ه.

والله تعالى أسأله أن يرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلًا ويرزقنا اجتنابه، وأن يصلح أحوال المسلمين ويخذل أعداء الدين والله الهادي إلى سواء السبيل.

الدكتور/ عمر بن عبد الرحمن العمر
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل السبت أبريل 20, 2024 11:24 pm


كتاب
مجموع فتاوي العلماء السلفيين في تحريم المظاهرات Bkb-fi01467
المظاهرات في ميزان الشريعة الإسلامية
عبدالرحمن بن سعد بن علي الشثري
قدم له وعلق عليه وحث على طبعه د. صالح بن فوزان الفوزان

أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــا

أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى