مجموع طوام محمد عوامة والردود عليه
صفحة 1 من اصل 1
مجموع طوام محمد عوامة والردود عليه
طوام محمد عوامة
هو محمد بن محمد بن عبد القادر عوامة ، من مواليد مدينة حلب بتاريخ (14/12/1358هجرية) الذي يوافقه من التاريخ الصليبي (1/1/1940) كما ذكر هو بنفسه في لقاء معه في برنامج ( علماء مبدعون ) !!
وهو من المعروفين بعدائه للدعوة السلفية والسلفيين ! ومحبته وثنائه على الخلفيين ! من أهل البدع والضلال – قديما وحديثا - ، وله أخطاء علمية وعقدية تحتاج إلى جمع نفس لجمعها والتعليق عليها !
وأنت لا تكاد ترى ذكرا – في كتبه ، أوتحقيقاته ، أو مقدماته - لأهل السنة إلا وتجده يقدح فيهم ويغمزهم ، ويرميهم بالبهتان .
ولا تكاد ترى – أيضا - ذكرا – في كتبه ، أوتحقيقاته ، أو مقدماته – لأهل البدع المناوئين للدعوة السلفية إلا وتجده يطريهم ، ويثني عليهم ، ويصفهم بأحسن الأوصاف ، ويضفي عليهم أفضل الألقاب ؛ ولكي لا يكون كلامي مجردَ كلام ؛ فسأوقفك على بعضٍ مما ذكرتُه لك :
ثناؤه على الشعراني
فهو يصفه بـ( العلامة ) كما في حاشية ص (24) ، وحاشية ص (106) ، وحاشية (119) من كتابه ( أثر الحديث ) .
ثناؤه على الكشميري
والكشميري هو محمد أنور شاه الكشميري الحنفي الديوبندي ! صاحب كتاب " فيض الباري "
فهو يصفه بالعلامة كما في ص (81) ، وص (225) من تحقيقه لمسند عمر بن عبد العزيز للباغندي .
ووصفه في حاشية ص (263) بـ ( الإمام ) ، بل وصفه بـ( إمام العصر ) كما في حاشية ص (82) .
ولعلك ستقول : ومن ذا الكشميري الذي يكون الثناء على سوءة في حق عوامة ؟!
فأقول : إنه هو الذي يقول في فيضه (1/170-171) : أما محمد بن عبد الوهاب النجدي فإنه كان رجلا بليدا ، قليل العلم ؛ فكان يتسارع إلى الحكم بالكفر .
وانظر رأي الكشميري في شيخ الإسلام ابن تيمية (1/59) من فيضه !! وقف - قبل هذا وبعده – على كلامه في مسائل الإيمان ؛ لتعرف حقيقة هذا الكشميري !!
ولقد تصدى العلامة محمد الجوندلوي – عليه رحمة الله – لنقد هذا الفيض ! في كتاب أسماه ( إرشاد القارئ إلى نقد فيض البارئ ) ، وهو مطبوع في ثلاثة مجلدات كبار .
ثناؤه على محمد بخيت المطيعي
انظر حاشية ص (209) من تعليقه مسند عمر بن عبد العزيز للباغندي .
وقال عنه في ص (118) : " شيخ فقهاء عصره العلامة الشيخ " .
وقال في ص (165) : " شيخ شيوخنا العلامة المحقق "
ثناؤه على محمد زاهد الكوثري
قال في حاشية ص (235) من تحقيقه لمسند عمر بن عبد العزيز للباغندي : " شيخ شيوخنا العلامة الحجة الشيخ محمد زاهد الكوثري رحمه الله تعالى " .
ووصفه في ( أدب الاختلاف – ط الثانية) ص (38) وص (118) بـ( العلامة ) .
وقال في ص (135) : ( شيخ شيوخنا العلامة الكوثري رحمه الله تعالى ) .
ولاننس أنه لما ألف الرشيد !! كتابه ( الإمام !!! زاهد الكوثري ) كان أحد المقدمين للكتاب هو محمد عوامة !! وكانت مقدمته في ثلاث صفحات ص (12-13) ، وكان مما قاله في أثناء حديثه عن العلماء ! كما في ص (12) : منهم من رجح جانب الدراية والنقد والفقه ولم يهمل جانب الإسناد والرواية ، وعلى رأس هؤلاء من شيوخ شيوخنا العلامة الشيخ محمد زاهد الكوثري !
ووصفه كما في ص (12) - أكثر من مرة !! - بـ( الإمام ) !!
وقال عنه في ص (104) من كتابه ( أثر الحديث ) : " شيخ شيوخنا العلامة الكوثري رحمه الله تعالى " .
ثناؤه على الغماريين
ذكر في حواره ضمن برنامج ( علماء مبدعون ) عند (4:05) " نخبة من علماء القاهرة " – على حد تعبيره - ثم قال عند (4:14) : " من أشهرهم وأجلهم أحمد الصديق الغماري وعبد الله الغماري " .
وانظر تشييخه لعبد الله الصديق الغماري في ص (103) من مقدمته للكاشف للذهبي ، وص (38) من مقدمة تحقيقه لمسند عمر بن عبد العزيز للباغندي .
ووصفه في ص (70) بـ ( العلامة المحقق الحافظ الشيخ ) .
وقال في حاشية ص (142) من كتابه( أثر الحديث ) : " شيخنا الشيخ أحمد ابن – كذا - الصديق الغماري – وهو ابن حزم عصرنا – " .
ثناؤه على محمد يوسف البنوري
قال عوامة عنه : " العلامة الضليع مولانا الشيخ محمد يوسف البنوري " ، كما في حاشية ص (191) من تعليقه على مسند الباغندي .
وقال في ص (37) من كتابه ( أثر الحديث .. ) : " مولانا المحقق الشيح محمد يوسف البنوري " .
ووصفه في حاشية ص (81) ، وحاشية ص(130) ، وص (156) ، وص (135) بـ( بالعلامة ) .
ولعلك ستقول : ومن هذا البنوري الذي يثني عليه عوامة ؟
فأقول : يكفيك القاعدة التي ذكرت ! ومع هذا : فاعلم – رحمك الله – أن البنوري هذا هو المقدم لكتاب ( مقالات الكوثري ) لمحمد زاهد الكوثري ، وبل وصفه الكوثري بـ( محقق العصر ، الجهبذ الناقد ، الابحاثة الخبير ) كما في ص (3) .
وقال عن الكوثري كما في ص(4-5) : قرأت الكوثري من قريب وقرأت للكوثري كثيرا من قريب ومن بعيد ، وأرى أن الحق – والحق يقال – أن القوم لم يقدروا الكوثري بما يستحقه من تقدير وإجلال ، ذلك المحقق ، وذلك البحاثة الناقد ، وذلك الخق الجميل ، والنبل الجزيل بمعنى الكلمة . انتهى .
وانظر غمز البنوري للإمامين البخاري ومسلم في كتابه ( معارف السنن ) (6/379-380) ، وقد نقله عنه عوامة في كتابه ( أثر الحديث ) ص(135) .
ثناؤه على حبيب الرحمان الأعظمي
فهو يصفه بـ( العلامة جهبذ العصر ونقَّدته ) ، وبـ(شيخنا ومولانا ) كما في ص (103) من مقدمته للكاشف للذهبي .
ويصفه بـ( العلامة الكبير المحقق الجهبذ البصير ) كما في ص (8) من مقدمة تحقيقه لمسند عمر بن عبد العزيز للباغندي .
ووصفه في حاشية ص (108) بـ ( مولانا المحدث البارع فضيلة الشيخ ) .
ووصفه في حاشية (169) بـ( مولانا العلامة الشيخ ) .
وانظر حاشية ص (69) ، وحاشية ص (208) ، وحاشية ص (238) منه .
وقال في كتابه ( أثر الحديث ) في ص (20) : " فضيلة العلامة الكبير المحدث البارع النبيل مولانا الشيخ حبيب الرحمان الأعظمي من كبار علماء الهند " .
وقال في حاشية ص (41) : " فضيلة شيخنا العلامة الجهبذ المحدث مولانا الشيخ حبيب الرحمان الأعظمي " .
ووصفه في ص (36) من مقدمته للمصنف لابن أبي شيبة بـ( العلامة الجهبذ الشيخ ) .
وفي ص (44) وصفه بـ( العلامة المحقق الجهبذ الشيخ ) .
وانظر ص (45) وما بعدها من مقدمته للمصنف .
ثناؤه على عبد الفتاح أبو غدة
أما ثناؤه على أبي غدة فلا يكاد يحتاج إلى إثبات ؛ فهو " تلميذ الشيخ الوفي وحبه " كما قال صهر أبي غدة : محمد علي الهاشمي في كتابه ( الشيخ عبد الفتاح أبو غدة كما عرفته ) ص (111) ، ومع ذلك فسأذكر شيئا من ثنائه على شيخه :
قال عوامة عن شيخه في كتابه ( أدب الاختلاف ) ضمن إهدائه !! : ( الأستاذ الحجة المحدث الأصولي الفقيه اللغوي النظار الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله تعالى ) .
ووصفه في حاشية ص (219) من تحقيقه لمسند عمر بن عبد العزيز للباغندي بـ( شيخنا العلامة الأجل الأستاذ الشيخ ) ، وانظر حاشية ص (191) منه .
ووصفه في ص (46) من مقدمة تحقيقه للمصنف بـ( شيخنا الأجل ) .
وانظر ما قاله فيه ص (115-116) من كتاب ( إمداد الفتاح ) للرشيد !! .
هذا شيء من ثنائه على الخلفيين وأعداء السنة ، والآن هاك شيئا من غمزه وطعنه بالسلفيين أصحاب السنة :
طعنه بالإمامين البخاري ومسلم – رحمهما الله -
قال عوامة في ص (73) من مقدمته للمصنف : ومنذ أكثر من ثلاثين سنة وأنا أقول لإخواني الطلبة : لو قال قائل : إن الحافظ ابن حجر هو أعرف بما في " صحيح " البخاري من الإمام البخاري نفسه لما كان مجازفا .انتهى .
وانظر ص (136-137) من كتاب ( أثر الحديث .. ) لتقف على غمز البخاري ومسلم من قبل عوامة هذا .
غمره الخطيب البغدادي – رحمه الله -
يصف ترجمة الخطيب - في تاريخه - لأبي حنيفة بأنها ترجمة ظالمة مظلمة كما في ص (41) من كتابه ( أدب الاختلاف ) .
وانظر ما قاله في حقه في حاشية ص (152) من ( أثر الحديث ) .
مجازفته في حق المحلى لابن حزم – رحمه الله -
قال في ص (159) من كتابه ( أدب !! الاختلاف ) : وما من صفحة في المحلى إلا وفيها سب الأئمة وشتمهم .
غمزه ابن القطان الفاسي – رحمه الله -
انظر حاشية ص (142) لتقف على ما قاله في حقه .
تحاملاته على شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -
انظر في ذلك في رسالة الشيخ العلامة ربيع بن هادي – حفظه الله – المسماة ( تقسييم الحديث ) .
طعنه بالعلامة صديق حسن خان – رحمه الله -
قلت : قال عوامة في مقدمة تحقيقه !! لمصنف ابن أبي شيبة ص (29) : إن من غرائب الدنيا وعجائب الدهر أن ينسب إلى صديق حسن خان تأليف عشرات الكتب ، وهو لا يدري ما فيها ، بدليل ما يوجد فيها من التناقض في المشرب والوجهة !! ، وما تمكن من هذا التزوير إلا لأنه زوج ملكة بهوبال ! فمثله لا يجوز أن يجعل حكما على الأئمة العظام مثل الشيخ محمد عابد السندي ، وكأن كتاب " أبجد العلوم " كله – أو هذا القدر منه – قد عهد صديق حسن خان بتأليفه إلى أحد المنحرفين عن المذهب الحنفي والحنفية فكتب ما كتب ! ، والتاريخ يفضح ولا يرحم . انتهى . وعلامات التعجب منه ، وليست مني !!
طعنه بالشيخ الألباني – رحمه الله -
وصفه في حاشية ص (92) من مسند عمر بن عبد العزيز للباغندي بأنه من المتشبعين بم لم يعط !
ووصفه في ص (107) بـ( المتهور ) ، وغير ذلك من الكلام السيئ !
ووصفه في ص (102) من ( أثر الحديث ) بـ( الجاهل ) .
ووصفه في حاشية ص (144) بـ( المتهور ) ، وراجع كلامه في هذه الصفحة وما قبلها ، وما بعدها ؛ لتقف على باقي طعوناته في الشيخ .
وانظر طعنه في الشيخ في حاشية ص(47) من ( أثر الحديث ) واستهزاءَه به !
ومما قاله عن الشيخ الألباني - بعد ذكره لقصة وصفها بأنها " من المضحك المبكي " ! - : هذا الرجل ليس له من الشيوخ إلا شيخ واحد – من علماء حلب – بالإجازة ، لا بالتلقي والأخذ والمصاحبة والملازمة .
وانظر طعنه في الشيخ في حاشية ص (27) ، وص (97-100) ، وحاشية ص (102) ، وص (104-105) من كتابه ( أدب !! الاختلاف ) .
ووصفه في ص (98) بـ( متمجهد العصر ) !
طعنه بالشيخ عبد القادر الأرناؤوط – رحمه الله -
انظر طعنه بالشيخ عبد القادر الأرناؤوط – رحمه الله تعالى - ص(88-89) من كتابه ( أدب !! الاختلاف ) .
غمزه الدعوة السلفية
انظر ص (165) من كتاب ( أدب الاختلاف ) !!
ومما بلغني عن عوامة أنه قال : إن السلفية حمار يطؤه الحكامُ .
وهذه الجلمة نقلها عنه – مقرا لها - أحد الدكاترة !! ممن أصبح – اليوم – مفتيا رسميا ! لإحدى البلاد الإسلامية ! والله المستعان .
عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الثلاثاء سبتمبر 17, 2024 3:05 pm عدل 1 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل- المشرف العام
- الدولة : مصر
المساهمات : 2369
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 48
رد: مجموع طوام محمد عوامة والردود عليه
قال الشيخ الألباني في مقدمته لـ ( الآيات البينات ) للألوسي ص ( ج - ك ) : أهدى إليَّ أحد الشباب المؤمنين الذين تعرفت عليها هنا في بيروت كتيبا صغيراً، من تأليف متعصب من متعصبة الحنفية الحاسدين الحاقدين من أهل الشمال، خصه بالرد على السلفيين الداعين إلى اتباع الكتاب والسنة، وترك التعصب للأئمة، مسمياً كتيبه هذا بـ "أثر الحديث الشريف في اختلاف الأئمة الفقهاء رضي الله عنهم".
وهذا العنوان وحده ينبيك، أيها القارئ الكريم، عن مبلغ تقدير واضعه للحديث النبوي، أما مضمونه فهو صد صريح عن اتباع الكتاب والسنة، ودعوة مكشوفة إلى الجمود على التقليد لإمام واحد من الأئمة وليس إلى اتباعهم والأخذ بما وافق السنة من أقوالهم، كما هي دعوتهم، التي كنت شرحتها في مقدمة كتابي "صفة صلاة النبي – صلى الله عليه وسلم - " اعتماداً مني على أقوالهم وأقوال بعض من جاء بعدهم من أتباعهم. فأبى هذا الظالم لنفسه، والمخالف لأئمته، بلَه الكتاب والسنة، إلا إثارة العصبية المذهبية من جديد، تحت ستار دفع "سوء الظن بالأئمة
وتشويه سيرتهم العلمية والعملية، مع الترفع عليهم...".
وكذب - والله - هو ومن وراءه فليس هناك مسلم يسيء الظن بالأئمة، ومقدمتي المشار إليها أكبر دليل على ذلك (2) ، ولكن أمثال هؤلاء المتعصبة لا يخشون الله ولا يستحيون من الناس، ولذلك فهو في الحقيقة يرد على أناس لا وجود لهم، إلا في مخه، فإنه يصفهم تارة (بالمتطاولين المتعالين المنتهكين لحرمات السلف رغم الإنتساب إليهم وإنما هو الشرود والمروق)، وتارة (بالمتفردون المشوشون) وأخرى بـ (أدعياء الدعوة) ونحو ذلك من الافتراءات والأكاذيب المعروفة، عنهم يتهمون بها الأبرياء، ليضل بها المقلدون الأغبياء، وهم ( كَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا ) (الفتح:26 ). ولكن صدق المثل:(رمتني بدائها وانسلت).
وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل
(2) انظر فصل "أقوال الأئمة في اتباع السنة وترك أقوالهم المخالفة لها".
ولو أن هذا الرجل كان مخلصاً في رده، غير متعصب لمذهبه،- ولا أقول: لمذهب إمامه - لنقل من "المقدمة" المشار إليها كلامي الذي يراه خطأ ورد عليه، وقارع الحجة بالحجة. وحين ذلك يتبين الحق لكل ذي عينين.
أما أن ينقل قولاً عن بعض الأئمة نحن نعتقد بها، من قبل أن يتمكن هو أن يسطر في العلم سطراً واحداً، ويوهم الناس أننا نخالفهم في ذلك، فهذا ليس شأن من يريد الحق بكتابته، وحسبك دليلاً هذا التعليق الذي سيأتي في الكتاب (ص38)، فإنك إذا قابلته بما أشرت إليه من النقول، يتبين لك جلياً أنها غير واردة علينا، بل نحن سبقناهُ إلى الأخذ بها، وغنانا الله عن أن نحتاج فيها إلى أحد من المقلدين المتعصبين العمي! ونقولاً أخرى لا علاقة لها بموضوع دعوتنا إطلاقاً لأننا بحمد الله إنما ندعو إلى اتباع الكتاب والسنة، مع احترام الأئمة، والاستفادة من علومهم، كما هو مصرح به في "المقدمة" وبعض ما ينقله إنما هي أقوال وشروط لم توضع من أئمة مجتهدين، وإنما من بعض أتباعهم المقلدين بإعترافهم، فهي لا تلزم أحداً منهم، أعني المقلدين لأن واجبهم إنما هو تقليد إمام مجتهد كما هو مصرح به في أصولهم، فكيف يُلزم بها، أو يصح أن تقام الحجة بمثلها على من يصرحون بوجوب اتباع الكتاب والسنة وإن خالف المذهب، بل إمام المذهب المجتهد؟!
وهنا نقطة هامة أرجو الإنتباه لها وهي: أن هذا المتعصب الهالك، لو كان يدعو من يفتري عليهم الأكاذيب، أن لا يخرجوا في اتباعهم عما اتفقت الأئمة ـــ جميعاً ـــ عليه من الأحكام، لكانت دعوته موضع تقدير واحترام، ذلك لأننا نحن الذين ندعو إلى هذا، ولكن بتوسيع رحمة الله، واعتقاد أن العلم ليس محصوراً في أئمة أربعة، ولكنه هو إنما يدعو أن يظل كل مسلم في مذهبه الذي نشأ عليه، مهما كان دليل المذهب المخالف له قوياً لديه.
وقد يستغرب بعض القراء هذا، ولكن إذا اطلع على كلامه الصريح في ذلك فسيقول معي:(إنا لله وإنا إليه راجعون)! قال (ص40):
(فإذا كان ـــ السبكي قد حصل له هذا التردد ـــ وهو بهذه المنزلة في العلم ـــ فهل يجوز لمن هو دونه أن يتمسك بظاهر كلام الشافعي رضي الله عنه ويسرع إلى العمل بما صح من الحديث، مشوشاً على نفسه وعلى غيره من الناس، متظاهراً أنه يعمل بمقتضى قول إمام معتبر من أئمة المسلمين معتمدٍ عندهم، فلم ننكر عليه؟
أفلا يحق لنا أن نعتبر من واقع غيرنا فنثبت عند أقوال الإمام الذي يسر الله تعالى لنا الإقتداء به منذ أول نشأتنا؟)!
هذا نص كلامه، وهو يذكرني بأحد الدكاترة من المتعصبين للمذهب الشافعي حيث كان يصرح بأنه يفخر أو يحمد الله، على أنه مقلد!(فاعتبروا يا أولي الألباب).
وظني أن هذا المقلد وذاك، على ما بينهما من الخلاف في الأصول والفروع، إلا في التقليد الأعمى، فهما يلتقيان في التمسك به والدعوة إليه، يجهلان أو يتجاهلان أن (المقلد) يساوي عند العلماء: الجاهل، ولذلك نصوا على أنه لا يجوز أن يولى القضاء! بل قال بعض أئمة الحنفية المتقدمين، وهو العلامة أبي جعفر الطحاوي:(لا يقلد إلا عصبي أو غبي)! فما حيلتنا مع اناس ندعوهم إلى اتباع الكتاب والسنة لنجوا بذلك من العصبية المذهبية، والغباوة الحيوانية، فيأبون علينا إلا أن يستمروا على عصبيتهم وغباوتهم! وليس هذا فقط، بل ويدعونا والناس جميعاً إلى أن نقلدهم لنصير ضالين أغبياء مثلهم!! وهنا أتذكر أن من السنة أن يقول المعافى إذا رأى مبتلى:(الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً)! ومما لا شك فيه أن المبتلى في دينه، أخطر من المبتلى في بدنه!
واعلم أيها القارئ الكريم ان ما ألزمنا به المقلد من الجهل والغباوة لازم له، إلا إذا استجاب لقوله تعالى:( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ) ( النساء:59 ) .
فإن فعل في كل خلاف بينه وبين مذهبي أو سلفي، فقد صنع مثل صنعنا وانضم إلينا، وخالف كل ما بنى عليه "كتيبه"، وذلك ما نرجوه له ولكل متعصب هالك، وإن لم يقبل وقال: الآية المذكورة، الخطاب فيها موجه إلى أهل العلم ولست منهم، فقد لزمه ما ألزمناه، بل الزمه العلماء، من الجهل والغباوة (وعلى نفسها جنت براقش)!
لقد غرر صاحب ذلك الكتيب بكثير من قرائه، حين نقل تلك النقول عن العلماء، مؤيداً بها دعوته للتعصب المذهبي، مع أنها ليست حجة فيما ذهب إليه كما ذكرنا، فإنه تعامى عن نقول أخرى عنهم، كنا ذكرناها في "مقدمة صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم -" منها ما نقله الإمام النووي عن أبي عمرو بن الصلاح قال:(فمن وجد من الشافعية حديثاً يخالف مذهبه، نظر إن كملت آلات الاجتهاد فيه مطلقاً، أو في ذلك الباب أو المسألة، كان له الاستقلال بالعمل به، وإن لم تكمل وشق عليه مخالفة الحديث بعد أن بحث فلم يجد لمخالفه عنه جواباً شافياً، فله العمل به، إن كان عمل به إمام مستقل غير الشافعي، ويكون هذا عذراً له في ترك مذهب إمامه هنا، وهذا الذي قاله حسن متعين. والله أعلم).
فهذا الإمام ابن الصلاح، يتكلم عمن لم تكتمل آلات الاجتهاد فيه، أمثال جماهير العلماء اليوم، فقد أجاز له العمل بالحديث المخالف لمذهبه، إن كان عمل به إمام مستقل غير الإمام الشافعي!
فنسأل الآن ذلك المتعصب الجائر، لماذا لم يتعرض لهذه المسألة التي أجازها الإمام ابن الصلاح وأقره الإمام النووي عليها، وهي التي نسميها نحن: (الاتباع) والتي لا يشترط فيها ما يهول به المتعصب الجائر في كتيبه، تضييقاً منه لدائرة الإهتداء بهدي النبي - صلى الله عليه وسلم -، ونحن قد استشهدنا بها في منهجنا الذي وضعنا عليه كتابنا "صفة الصلاة"؟! أليس هذا من الأدلة الكثيرة على أنه هو الذي يضلل الناس ويصدق فيه (من حفر بئراً لأخيه وقع فيه)، كما صدق ذلك من قبل على شيخ له جائر!؟
بل لماذا لم يتعرض للجواب عن ما هو أخطر عنده من كلام ابن الصلاح والنووي رحمهما الله تعالى، وأقوى لنا في اتجاهنا السلفي؟ ذلكم هو قولي عقب كلام ابن الصلاح : " قلت:وهناك صورة أخرى لم يتعرض لذكرها ابن الصلاح، وهي فيما إذا لم يجد من عمل بالحديث فماذا يصنع؟
أجاب عن هذا تقي الدين السبكي في رسالة:"معنى قول الشافعي إذا صح الحديث فهو مذهبي" (ص103 ج3) فقال: " والأولى عندي اتباع الحديث، وليفرض الإنسان نفسه بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد سمع ذلك منه أيسعه التأخر عن العمل به؟ لا والله ...وكل واحد مكلف حسب فهمه " . وتمام هذا البحث وتحقيقه تجده عند الإمام ابن القيم في "إعلام الموقعين عن رب العالمين"...وغيره.
هذه الكلمة هي القاصمة لظهر المتعصب الجائر، فلا جرم أنه لم ينقلها، مع أنه نقل عن السبكي ما ليس له علاقة بهذه الصورة، ولا بالتي قبلها، ليوهم الناس ان الإمام السبكي لا يقول بهذا الذي نقلته عنه، مما يشهد لما عليه السلفيون من اتباع الحديث ولو خالف المذهب بل المذاهب! فبماذا يتهم الناس من صنع صنيع هذا المتعصب الجائر؟
فقد وضح للقارئ الكريم أن هؤلاء المقلدة من أهل الأهواء، لأنهم يتظاهرون بالإحتجاج بأقوال العلماء وتقليدهم، وهم في الواقع يأخذون من أقوالهم ما يؤيدون به أهواءهم، ويعرضون عن أقوال من يخالفها منهم، ولو أنهم كانوا كالسلفيين، يأخذون بقول من كان الدليل معه، لما كان هناك مجال للطعن فيهم، ونسبتهم إلى كتمانهم للعلم، الذي لا يجدونه إلا في أقوال من يقلدونهم بزعمهم.
وبعد، فإن مجال القول والرد على هذا المتعصب الجائر، وبيان ما في كتيبه من النقول الواهية، والآراء الكاسدة، والروايات الضعيفة والمتناقضات العجيبة، والأكاذيب المفضوحة، والاتهامات الجريئة، واسع حداً مما لا يناسب الخوض فيه هنا، خاصة في موضوع الاجتهاد والإتباع والتقليد، وقد أُلفَتْ في ذلك كتب كثيرة قديماً وحديثاً، فمن شاء أن يعرف الحق مما اختلف فيه الناس فعليه بمطالعتها، والإستفادة من العلم الوارد فيها، والاهتداء بنورها، مثل كتاب "الإعلام" المشار إليه آنفاً وإلا ( وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ) ( النور:40) .
وقبل أن أختم هذه الكلمة، أريد أن أكشف القناع عن طبيعة بعض هؤلاء المتعصبة، ألا وهي أنك تراهم من أجرأ الناس في محاربة السنة، إذا كانت عليهم، وفي هذه الحالة يتسترون وراء ادعاء التمسك بالمذهب، لأن في التمسك بالسنة طعناً في الأئمة وتجهيلاً! وهم كاذبون في ذلك. وهذا ما صنعه هذا المتعصب الجائر.
وأما كان إذا كان المذهب عليهم، وخلاف أوهامهم وتقاليدهم، وكانت هناك أحاديث هي حجة لهم ولو على التوهم، ففي هذا الحال يتناسون حميتهم للتمسك بالمذهب، ويتجاهلون كل ما قالوه من الطعن في أهل السنة والعاملين بها، وركنوا هم أنفسهم إلى العمل بالحديث، ولو خالف المذهب! وهذا ما فعله ذلك الرجل الحنفي الذي أشار إليه المؤلف رحمه الله في آخر الفصل الثاني من هذا الكتاب، وأنه كان يقول ويشيع: ان مذهب الحنفية سماع الموتى لقول إمامنا الأعظم: إذا صح الحديث فهو مذهبي! ورد عليه المؤلف وأيدناه، بما تراه هناك (ص38).
وظني أن ذاك المتعصب الجائر وشيخه الأجأر، وسيده الآخر الصوفي، ومولاه النبيل الاعظمي زعم أنه قال له: أنا أوافق على ما قرأته عليَّ حرفياً!(3) سيكون موقفهم بالنسبة لهذه الرسالة، وما فيها من أدلة الكتاب والسنة، وأقوال أئمتهم الحنفية في عدم سماع الموتى، عين موقف ذلك الرجل الحنفي، الذي وضع قول الإمام إذا صح الحديث فهو مذهبي في غير موضعه، وسيردون كل تلك الأقوال، بله الكتاب والسنة بدون أي خجل! إتباعاً لأهوائهم!
(3) انظر كتبيه (ص5) .
نعرف هذا عنهم وعن أمثالهم الشيء الكثير، فهو الحق يقال، في أمر مريج، لا الكتاب والسنة يتبعون، ولا أئمتهم يقلدون، ومن كان في شك من هذا فإني أقوال لهم:( فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ ) (الانبياء:63) عن عنوان هذا الكتاب فقط! وحينئذ لترون العجب العجاب، وينكشف الغطاء، ويتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود لكل ذي بصيرة ودين ، (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ) (الرعد:17) .
وختاماً اعتذر إلى القراء الكرام، فقد طال بنا الكلام على كتيب ذلك المتعصب المقلد الجائر، أكثر مما كنت اتصور، فإن الكلام ذو شجون كما يقولون، والمناسبة قد وجدت؛ للكشف عن جهل بعض الناس وظلمهم وبغيهم، واتباعهم لأخوانهم،( إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى ) ( النجم:23 ) .
أسأل الله تعالى أن يبصرنا بعيوننا، ويهدي قلوبنا، ويرزقنا التقوى، ويجعلنا من( الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَاب ) ( الزمر:18 )، وأن لا يجعلنا كغيرنا من الضالين، الذين يصدق فيهم قول رب العالمين ( فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ * وَمَا أَنْتَ بِهَادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ ) (الروم:52-53 ) .
وآخر دعوانا ( أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) .
بيروت/ طلوع شمس الأربعاء يوم عرفة سنة 1401هـ الموافق/ 10/1981م
وكتب محمد ناصر الدين الألباني .
عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الثلاثاء سبتمبر 17, 2024 3:07 pm عدل 1 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل- المشرف العام
- الدولة : مصر
المساهمات : 2369
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 48
رد: مجموع طوام محمد عوامة والردود عليه
كتاب
تقسيم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف بين واقع المحدثين
ومغالطات المتعصبين " رد على أبي غدة ومحمد عوامة "
أضغط هنـــــــــــــــــا
أبو عبد الله أحمد بن نبيل- المشرف العام
- الدولة : مصر
المساهمات : 2369
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 48
مواضيع مماثلة
» مجموع طوام محمد علي الصابوني والردود عليه
» مجموع طوام التكفيري محمد عبد المقصود والردود عليه
» مجموع طوام محمد إسماعيل المقدم والردود عليه
» مجموع طوام محمد بن صالح المنجد والردود عليه
» مجموع طوام الإخواني الصوفي محمد الددو والردود عليه
» مجموع طوام التكفيري محمد عبد المقصود والردود عليه
» مجموع طوام محمد إسماعيل المقدم والردود عليه
» مجموع طوام محمد بن صالح المنجد والردود عليه
» مجموع طوام الإخواني الصوفي محمد الددو والردود عليه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى