مجموع طوام التكفيري محمد عبد المقصود والردود عليه
صفحة 1 من اصل 1
مجموع طوام التكفيري محمد عبد المقصود والردود عليه
طوام محمد عبد المقصود
يقول أن الشيخ الألباني دخل عليه كلام الأشعرية في مسألة تارك الصلاة !!!!
إلزام محمد عبد المقصود للألباني قول المرجئ
تكفيره للحكام في الدول العربية الإسلامية بمسألة الحكم بغير ما أنزل الله .
تكفيره لكل من شارك في مسلسل (آوان الورد) وكفر معهم وزير الإعلام لسبب نفسه .
مدحه داعية الضلال ورأس الخوارج أسامه بن لادن ووصفه بالمجاهد الزاهد
وقال : هذا مني وأنا منه !! وأن ابن لادن شيخ مفترى عليه !!...الخ
سخريته وكذبه وطعنه في أهل السنة السلفيين
وعلى رأسهم العلامة الشيخ ربيع المدخلي – حفظه الله تعالى – ووصف السلفيين بالمبتدعة وأنه يدعى عليهم وأنهم أهل جهل و أنصار الطواغيت
وفي المقابل مدح الإخوان المسلمين وجماعة التبليغ وأسامة بن لادن رأس تنظيم القاعدة الخوارج المارقين .
و قال : بعد أن ذكر الأخوان المسلمين وتبليغ والسلفيين – ويقصد بهم السرورية - قال بعد ذلك : (جميع التيارات الموجودة في الساحة أحبهم جميعاً وأتعامل معهم جميعاً وهم يعرفون وأن هذه ليست مجرد دعوة !! )
تبريره للإخوان المسلمين الحكم الديمقراطية :
قال : لما سئل عن قول الأخوان المسلمين - الحكم للشعب - أن وافقوا على امرأة إن وافقوا على نصراني إن وافقوا على يهودي ؟
فقال محمد عبد المقصود : أنه لا بأس بهذا بناء على أنه يعرف شعبه !! – أي أنهم لن يقبلوا بهذا –
التلبيس على الناس كثيرا بنسبة كل أقوال وطوام أسامة القوصي للسلفيين
التي ضلله وبدعوه بها السلفيون ، وهو يعلم أن السلفيين من القوصي ومن أقواله براء ، فهو القائل - محمد عبد المقصود - : أن الشيخ ربيع خسف بأسامة القوصي سابع أرض !!
الخروج لا يكونُ إلا بالسيف!!
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــا
يدعو النساء للخروج في المظاهرات ويحتج بقصة مكذوبة
أضغط هنـــــــــــــــــــا
محمد عبدالمقصود والمقولة الفاجرة (الإخوان هم رجال المرحلة!!)
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــا
لا فَارِقَ -عند المسلمٍ- بين إخوانيٍّ، وسلفيٍّ، وتبليغيٍّ!!! وأُشْهِدُ اللهَ أني أحبهم -جميعًا-!!!
أضغط هنــــــــــــــــــــا
سماع الموسيقى مسألة خلافية!! لا يجوز الإنكارُ فيها!!
أضغط هنـــــــــــــــــــــا
محمد عبدالمقصود يستخرج من فيلم (تايتنك) العظات والعِبر!!!
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــا
محمد عبدالمقصود يسب مشايخ أهل السُّنَّة القائلين بأنّ الثورةَ المصرية خروجٌ بـ (عشر) سبّات في أقل من (عشر) دقائق!!!
أضغط هنــــــــــــــــــــا
عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الإثنين نوفمبر 11, 2024 10:18 pm عدل 7 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل- المشرف العام
- الدولة : مصر
المساهمات : 2369
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 48
رد: مجموع طوام التكفيري محمد عبد المقصود والردود عليه
من أباطيل محمد عبد المقصود المصري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد:
فقد اطلعتُ على ما نشرته جريدة الشرق الأوسط في عددها ذي الرقم (1206 من مقال لعبد الرحمن الراشد بعنوان:
"من السلفي والإخواني والليبرالي؟".
ومن ضمن كلامه في هذا المقال قوله:
"أربكتنا الساحة المصرية! لم نعد نعرف الإسلاميين من الليبراليين، ولم نعد نفهم السلفية أو «الإخوانية» كما كنا نظن أننا نعرفها".
أقول: هكذا آلت الأهواء بمن اختطفوا اسم السلفية في مصر إلى درجة أربكت المتابعين لهم حيث اختلط الحابل بالنابل، إلى درجة أصبح المتابع لهم لا يميز بينهم وبين الليبراليين .
فصار منهجهم يبيح لهم التصوير، ويبيح لهم التحزب، فأنشؤوا ما يسمى بحزب النور، ويبيح لهم ترشيح المرأة للمناصب السياسية التي لا يعرفها الإسلام، ويطلبون من المرشحة أن تتصور وتنشر صورتها ليكسبوا بها أصوات الناخبين، ويبيح لهم التعلق بأهداب الديمقراطية الكافرة التي كان يراها الإخوان المسلمون كفراً، وهؤلاء المتسلقون من فصائلهم، فيا له من انحراف وانجراف يرفضهما الإسلام ويبرأ منهما.
قال عبد الرحمن الراشد: " ومن شيوخ «النور» محمد عبد المقصود الذي استبق المرحلة الثانية من الانتخابات، فأطلق فرقعات كلامية شدت الجميع، قال: إنهم لو فازوا فلن يغلقوا البنوك، ولا الشواطئ أمام النساء والرجال. وزاد على ذلك، فأعلن مطمئنا الجمهور السلفي بأن الليبراليين فصيل إسلامي، مثل «الإخوان» والسلفيين!".
أقول: فهذا مكرٌ من محمد عبد المقصود بالجمهور السلفي وتعهدٌ منه بإسقاط أصل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الذي حازت به أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- الخيرية على سائر الأمم، قال تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) .
وقال تعالى: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) .
وقال تعالى: (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) .
فأنسى حب الدنيا والمطامع السياسية الساقطة محمد عبد المقصود هذا الأصل العظيم الذي دلت عليه هذه الآيات وما تضمنته من مكانة لأمة الإسلام، بل أنسته الديمقراطية وما تفرع عنها من الدعوات إلى الحريات المصادمة للإسلام وقيمه وأصوله العظيمة أنسته المنهج الإسلامي الحق والثبات عليه.
ومن هذا المنطلق أعلن على الملأ "أن الليبراليين فصيل إسلامي مثل الإخوان والسلفيين"، هكذا مثل الإخوان والسلفيين، فأطلق هذه المماثلة، ولم يذكر أي فارق بين سلفيته وبين الليبرالية والليبراليين، وهذا منه تلميع لليبراليين ودعوة من حيث يدري أو لا يدري إلى انضواء من شاء من الشباب تحت راية الليبراليين، (سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ) .
ولم يستنكر هذا ولا ذاك إخوانه من شيوخ حزب النور ولا تلاميذهم، ولا يستبعد أنهم على منهج محمد عبد المقصود في هذه الرزايا والبلايا العظيمة وغيرها مما هو معروف عند العقلاء والسلفيين الصادقين.
لمحة عن الليبرالية:
من أصولها :
1- "أنها مذهب رأسمالي ينادي بالحرية المطلقة في الميدانين الاقتصادي والسياسي".
وهذا يتضمن إسقاط حاكمية الله في ميدان السياسة، وإسقاط ركن من أركان الإسلام وهو الزكاة، واستباحة الربا وهو من أعظم المحرمات.
2- "يؤكد هذا المذهب على القبول بأفكار الغير".
فسواء عنده اليهودية والنصرانية والشيوعية والرافضية، وهذه هي وحدة الأديان، ولن يقبل الإسلام لأنه ضد هذا المذهب.
ويؤكد على قبول أفعال الغير من زنا وشرب الخمر وتحلل النساء، وهذه هي الإباحية.
3- "وتعتمد الليبرالية على الفلسفة النفعية والعقلانية لتحقيق أهدافها".
فتعتمد هاتين الفلسفتين الضالتين لتحقيق أهدافها، ومن فروع هاتين الفلسفتين المذهب الميكافيلي؛ الغاية تبرر الوسيلة، والإسلام ضد هاتين الفلسفتين، فغاياته شريفة نزيهة، ويشرع لتحقيق هذه الغاية الوسائل الشريفة النظيفة.
4- ومن أصول هذا المذهب المدمِّر "فصل الدين عن الدولة".
وهذا أصل كفري، قائم على إنكار حاكمية الله وتشريعاته العادلة التي يجب أن تخضع لها الأمة والدولة وتلتزمها، وإنكار حاكمية الله وإنزالها هذه المنـزلة كفر لا شك فيه، ويستبعد من هؤلاء الليبراليين أتباع أساطين الكفر أن يؤمنوا بحاكميه الله أو أن يلتزموها، ومن هؤلاء الأساطين آدم سميث ومالتوس وريكاردو وجون ستيورات مل، فهؤلاء هم أئمة الليبراليين من زنادقة الغرب.
5- "ويقوم هذا المذهب على أساس التعددية الأيديولوجية".
والأيدلوجية لها تفسيرات منها علم الأفكار، ومنها مجموعة الأفكار والمعتقدات؛ ذلك أن أهل هذا المذهب يكفلون حرية الأفراد بما في ذلك حرية المعتقد أي حرية الأديان.
6- "ويؤمن هذا المذهب بالتنظيمية الحزبية والنقابية، من خلال النظام البرلماني الديمقراطي بسلطاته الثلاث: التشريعية والتنفيذية والقضائية" ، "انظر الموسوعة الميسرة" (ص1145-1146).
فبؤساً لهذا المذهب وأهله، وبرأ الله الإسلام منه ومن أهله.
فهذا موجز عن الليبرالية أنها دين كافر، يضاد الإسلام ويواجهه على عدة جبهات.
فما هو رأي علماء الإسلام حقاً فيمن يقول: إن الليبراليين فصيل إسلامي مثل الإخوان والسلفيين؟، وهل من يحمل هذه الأفكار التي تضمنها هذا المقال يعد من شيوخ السلفية؟؟.
عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: " يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتنونكم" ، أخرجه مسلم في "مقدمة صحيحه" (1/12).
فهؤلاء والله في غاية الخطورة على الإسلام والمسلمين.
حيث يأتون المسلمين بما لم يسمعوا هم ولا آباؤهم من الضلالات والمبادئ الهدامة التي تهدم الإسلام، وتضل من ينخدع بهم وبدعواتهم ودعاواهم ضلالاً بعيداً.
وقال فيهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " غير الدجال أخوفني عليكم " أخرجه مسلم في "صحيحه" حديث (2937) من حديث النواس بن سمعان.
ألا فليحذر شباب الإسلام في كل مكان من هذه الأصناف من الدعاة، الذين وصفهم رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بأنهم " دُعَاةٌ إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا" أخرجه البخاري في صحيحه حديث (3606)، ومسلم في "صحيحه" حديث (1846) من حديث حذيفة بن اليمان –رضي الله عنه-.
وعَنْ حُذَيْفَةَ –رضي الله عنه- قَالَ: ذُكِرَ الدَّجَّالُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "لَأَنَا لِفِتْنةِ بَعْضِكُمْ أَخْوَفُ عِنْدِي مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَلَنْ يَنْجُوَ أَحَدٌ مِمَّا قَبْلَهَا إِلَّا نَجَا مِنْهَا، وَمَا صُنِعَتْ فِتْنَةٌ مُنْذُ كَانَتْ الدُّنْيَا صَغِيرَةٌ وَلَا كَبِيرَةٌ إِلَّا لِفِتْنَةِ الدَّجَّالِ" أخرجه أحمد في "مسنده" (5/389).
وبعد تعليقي على كلام محمد عبد المقصود السالف الذكر، وقفتُ على ما نشرته صحيفة (المصريون) بتأريخ (11/12/2011م) من تصريحات لمحمد عبد المقصود، وفيها ما يؤكد ما نقله عبد الرحمن الراشد عن هذا الرجل، ومن تلك التصريحات:
"استنكاره الهجمة الإعلامية الشرسة على التيارات الإسلامية لكونها حققت نجاحا كبيرا في البرلمان، وقال: إن كل التجاوزات حدثت من جميع الأحزاب، وهذا لا يعني الطعن على الانتخابات.
وأكد أن الليبراليين فصيل إسلامى في المجتمع المصري مثل الإخوان والسلفيين، وينبغي على الناس فهم ذلك جيدًا، والقرآن يقول: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعانوا على الإثم والعدوان)، فحتى لو حدث تجاوز من أحد الطرفين ينبغي على الطرف الآخر أن يصبر على هذا التجاوز ولا يقابله بتجاوز.
ودعا إلى ضرورة التآلف بين كل التيارات كي لا يتسبب هذا الانفصال في خسارة فادحة للإسلام والمسلمين، مشدداً أنه لا يوجد إسلام سلفي ولا إخواني، بل السلفية منهج والإخوان منهج، وليس هناك هذه التفرقة، ولكن هو مسلك واحد يضم جميع الأطراف".
أقول: يطلب محمد عبد المقصود من الناس أن يفهموا جيداً أن الليبراليين فصيل إسلامي في المجتمع المصري.
ويحتج على شهادته لليبراليين بأنهم فصيل إسلامي بقول الله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعانوا على الإثم والعدوان).
وهذا الاستشهاد بالآية الكريمة يبلغ نهاية التحريف لكلام الله تعالى.
فليُبيِّن لنا قضايا البر والتقوى التي يتعاونون عليها مع الليبراليين، وقضايا الإثم والعدوان التي يتعاونون على إنكارها.
ومن اضطرابه وتناقضه بعد استشهاده بالآية الكريمة في غير موضعها، بل بما هو مضاد لدلالتها.
قوله: " فحتى لو حدث تجاوز من أحد الطرفين ينبغي على الطرف الآخر أن يصبر على هذا التجاوز ولا يقابله بتجاوز".
وفي هذا الكلام حث على الصبر على تجاوز الليبراليين للإسلام وعقائده وتشريعاته، فلا ينكر عليهم هذه التجاوزات الهدامة للإسلام، فهل هذا من التعاون على البر والتقوى أيها الملبِّس؟ كلا، بل هذا من التعاون على أشد أنواع الإثم والعدوان، وكأنه يعتبر إنكار ضلالات الليبراليين من التجاوزات للإسلام.
وقد عرف القارئ الكريم ما هي الليبرالية عند المسلمين الناصحين، وأنها مضادة للإسلام.
يقول الناشر عن محمد عبد المقصود:
" ودعا إلى ضرورة التآلف بين كل التيارات كي لا يتسبب هذا الانفصال في خسارة فادحة للإسلام والمسلمين".
هكذا يدعو إلى التآلف بين كل التيارات الموجودة في مصر من إسلاميين وليبراليين وعلمانيين ونصارى وغيرهم.
أقول: وهذه الدعوة تشبه الدعوة إلى وحدة الأديان وأخوة الأديان، على حد قول القائل في النبيذ:
فإلا يكنها أو تكنه فإنه أخوها غذته أمه بلبانها
أي إنْ لم يكن النبيذ هو الخمرة، فإنه أخوها، غذته أمه بلبانها.
أي خسارة تلحق الإسلام دين الله الحق إذا فرَّق المسلمون بين الإيمان والكفر، والهدى والضلال، والحق والباطل، والسنة والبدعة.
وقد فرَّق الله ورسوله والمؤمنون بين الإسلام وهذه التيارات كلها التي يدعو محمد عبد المقصود وأمثاله إلى التآلف بينها، في الوقت الذي يحارب فيه هو وأمثاله أهلَ السنة والحق الذين يدعون إلى الله على بصيرة، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، أخذاً بتوجيهات الله ورسوله وبذم الله ورسوله للأهواء كلها، وتحذير الله ورسوله من التآلف معهم والركون إليهم.
قال تعالى: (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ).
وقال تعالى: (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ).
إلى غير ذلك من الآيات.
ولقد لعن الله اليهود؛ لأنهم كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه.
قال تعالى: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ).
وحذَّر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أهل الأهواء، فقال -صلى الله عليه وسلم-: " إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم".
وذمَّ الخوارج، وقال فيهم: " يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنْ الرَّمِيَّةِ، يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ، لَئِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ".
ووصفهم بأنهم شر الخلق والخليقة، وأمر بقتلهم، فقاتلهم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقتلوا الكثير منهم، وشردوا الآخرين.
وأطبق السلف الصالح على ذم أهل البدع وهجرانهم، والتحذير من مجالستهم، وألّفوا في ذلك المؤلفات الكثيرة.
فمنهج محمد عبد المقصود مضاد لكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ومنهج الصحابة العظام والسلف الصالح والأئمة العظام.
لأن منهج هذا الرجل يقوم على الجهل المطبق والهوى الجامح، وبرأ الله منه الإسلام، وبرأ الله منهج السلف منه.
موقف د/ محمد عبد المقصود المصري من استماع الموسيقى
ثم بعد كتابة ما سلف اطلعتُ على كلام للدكتور محمد عبد المقصود المصري حول الموسيقى، نشرته جريدة المدينة في ملحقها المسمى بالرسالة، وذلك في يوم الجمعة الموافق (4 من شهر ربيع الأول من عام 1433هـ).
وهذا نص الكلام المشار إليه:
" أكد الشيخ الدكتور محمد عبد المقصود أبرز الدعاة في مصر أن الاستماع إلى الموسيقى «مسألة خلافية بين أهل العلم»، مضيفا أنه «لا يستطيع أحد تحريمها أو إباحتها».
وقال الشيخ محمد عبد المقصود: "إنه كان لا يستطيع النوم إلا على صوت الموسيقى الهادئة".
وقال الشيخ محمد عبد المقصود: «لا بد أن نعترف أن موضوع المعازف عليه خلاف، ومن يريد أن يتأكد من ذلك عليه مراجعة كتاب «نيل الأوطار» للشوكاني، وكتاب «الفتح الرباني لفتاوى الشوكاني»، حيث أورد رحمه الله مبحثاً كاملاً لأناس من السلف كانوا يقولون بجواز الاستماع إلى الموسيقى، وفي نفس الوقت فإن الأئمة الأربعة أفتوا بتحريمها، واستشهدوا بحديث النبي الذي رواه الإمام البخاري: «ليكونن من أمتي أناس يستحلون الحر والحرائر([1]) والخمر والمعازف».
وأشار عبد المقصود إلى أنه طالما الموضوع فيه خلاف فمن أراد أن يستمع إلى الموسيقى فليستمع طالما أنه مقتنع بأنها حلال، ومن أراد أن يعرض عنها فليعرض، طالما اقتنع بحرمتها، وفي كل الأحوال يجب ألا تفرض رأيك عليّ، وتسمعني ما لا أريد سماعه".
وعلى هذا البيان أو الفتوى ملاحظات:
الأولى- على قوله:
"إن الاستماع إلى الموسيقى مسألة خلافية بين أهل العلم»، وأنه "لا يستطيع أحد تحريمها أو إباحتها".
وهذا قول غريب:
أ- فأين ذهب الدكتور محمد عبد المقصود عن قول الله تعالى في المسائل الخلافية: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) (سورة النساء:59)، وقوله تعالى: (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ) (سورة الشورى: 10).
ب- إذا كانت هذه المسألة لا يستطيع أحد تحريمها أو إباحتها فما حكمها إذن؟ هذا كلام عجيب جداً.
جـ- قد حرَّمها الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وحرَّمها جمهور علماء الإسلام بالأدلة والبراهين عن الله -عزَّ وجل- ورسوله -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنها من أخطر وأشد آلات اللهو والطرب، وأباحها من لا دليل له إلا الشبهات والحكايات والدعاوى الباطلة.
فكيف يسوي من يدَّعي العلم بين أمرين متفاوتين سلباً وإيجابا؟
الثانية- على قوله: " إنه كان لا يستطيع النوم إلا على صوت الموسيقى الهادئة".
أقول: ما هو الداعي إلى هذا القول؟
فإذا كان قد تاب من ذلك فكان عليه أن يُبيِّن أسباب توبته، وأن يُبيِّن مفاسد الموسيقى وآثارها السيئة، وأن يُحذِّر من فتنتها وشرها نصحاً للإسلام والمسلمين، ولكني أخشى أن توبته كانت غير نصوح، وأنها توبة هزيلة، ومن آثار هذه التوبة الهزيلة أنه لم يستطع الجزم بتحريمها.
الثالثة- على قول محمد عبد المقصود:
"لا بد أن نعترف أن موضوع المعازف عليه خلاف، ومن يريد أن يتأكد من ذلك عليه مراجعة كتاب «نيل الأوطار» للشوكاني، وكتاب «الفتح الرباني لفتاوى الشوكاني»، حيث أورد رحمه الله مبحثاً كاملاً لأناس من السلف كانوا يقولون بجواز الاستماع إلى الموسيقى، وفي نفس الوقت فإن الأئمة الأربعة أفتوا بتحريمها، واستشهدوا بحديث النبي الذي رواه الإمام البخاري: «ليكونن من أمتي أناس يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف".
وعلى هذا الكلام ملاحظات:
أ- أن الاحتجاج بالخلاف في الأمور المهمة الواضحة والمنصوص على أحكامها من كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ليس من منهج أهل السنة والجماعة، وإنما هو من مناهج أهل الأهواء، ولا سيما الإخوان المسلمين، الذين يهونون من خلاف الروافض لأهل السنة في العقائد والمناهج وخلافهم في الصحابة إلى درجة تكفير الروافض لهم.
ومع ذلك فالإخوان المسلمون يهونون من هذه الخلافات الجسيمة التي يصل كثير منها إلى درجة الكفر، ويقولون: إن أصولنا وأصولهم واحدة، كما يهونون من خلاف الخوارج وغلاة الصوفية، ويدخلونهم في تنظيمهم، بل يتوسعون إلى أبعد من ذلك.
ب- أحلتَ من يريد أن يتأكد من الخلاف في حكم المعازف على كتابين للشوكاني، فلماذا اخترت الشوكاني من بين من تكلم من العلماء كابن تيمية وابن القيم والألباني وغيرهم ممن تكلم في مسألة الغناء وآلات الطرب بجد وحزم في ضوء الكتاب والسنة.
قال العلامة الألباني عن بحث الشوكاني في هذه المسألة:
"ثم نقل عن بعضهم أنه حكى أقوالا عن بعض السلف بالإباحة، وتوسع في ذلك توسعاً لا فائدة منه؛ لأنها أقوال غالبها معلقة لا سنام لها ولا خطام، وبعضها قد صحَّ عن بعضهم خلافه، وبعضُها مشكوك في لفظه كما يأتي تحقيقه".
والأمر كما قال العلامة الألباني.
وأضيف أن الشوكاني سار في هذا البحث على غير عادته في ردِّ الباطل ونصرة الحق بالأدلة، فكم من الفروق بينه وبين غيره في نصرة السنة هنا وتوضيح الأدلة وشد بعضها ببعض؛ بجمع الطرق الكثيرة للأحاديث المصرحة بالتحريم والذم والوعيد.
ولعله لأجل هذا الضعف أحال محمد عبد المقصود إلى كتابي الشوكاني، وليس هذا منه من النصيحة.
ومن تلك الفروق:
أنه أجاب على تضعيف المبيحين للنصوص النبوية الدالة على تحريم المعازف، بقوله:
"ويجاب بأنها تنتهض بمجموعها ولا سيما وقد حسن بعضها فأقل أحوالها أن تكون من قسم الحسن لغيره" "نيل الأوطار" (8/107).
فهذا القول فيه ضعف إذ كان المنتظر منه أن يصحح عدداً منها ويضعها في المرتبة اللائقة بها، بدل أن يجعل مجموعها في مرتبة الحسن لغيره، وإن كان الحسن لغيره مما يحتج به، ولكن كان الوصول بها إلى درجة الصحة أقوى.
ومع ذلك فالفارق كبير بينه وبين محمد عبد المقصود.
والسر في ذلك أن محمد عبد المقصود ليس من أهل هذا الشأن لا علماً ولا منهجاً.
ومن الفروق بين محمد عبد المقصود وبين الشوكاني على تساهله:
قول الشوكاني: "وإذا تقرر جميع ما حررناه من حجج الفريقين فلا يخفى على الناظر أن محل النـزاع إذا خرج عن دائرة الحرام لم يخرج عن دائرة الاشتباه، والمؤمنون وقافون عند الشبهات كما صرّح به الحديث الصحيح "ومن تركها فقد استبرأ لعرضه ودينه، ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه"، ولا سيما إذا كان مشتملا على ذكر القدود والخدود والجمال والدلال والهجر والوصال ومعاقرة العقار وخلع العذار والوقار، فإن سامع ما كان كذلك لا يخلو عن بلية وإن كان من التصلب في ذات الله على حد يقصر عنه الوصف.
وكم لهذه الوسيلة الشيطانية من قتيل دمه مطلول، وأسير بهموم غرامه وهيامه مكبول، نسأل الله السداد والثبات. ومن أراد الاستيفاء للبحث في هذه المسألة فعليه بالرسالة التي سميتها: "إبطال دعوى الإجماع على تحريم مطلق السماع" "نيل الأوطار" (8/109).
وهذا القول على ضعفه لم يشر إلى مثله محمد عبد المقصود.
الرابعة- وحكاية محمد عبد المقصود عن أناس من السلف أنهم "يقولون بجواز الاستماع إلى الموسيقى، وفي نفس الوقت فإن الأئمة الأربعة أفتوا بتحريمها، واستشهدوا بحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي رواه الإمام البخاري: «ليكونن من أمتي أناس يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف".
أقول: إن في هذا الكلام نظراً:
أ- فلقد اطلع محمد عبد المقصود على قول الشوكاني إن الجمهور من العلماء قد قالوا بتحريم آلات الطرب، فما السر في اقتصار محمد عبد المقصود على الأئمة الأربعة، لا سيما وكثير من العلماء قد ذهبوا إلى ادعاء الإجماع على التحريم، ولعل هؤلاء لم يعتدوا بخلاف الصوفية والظاهرية.
ب- وما ذكره الشوكاني عن أناس من السلف أنهم يرون جواز الاستماع إلى آلات الطرب، فيقال: إن نسبة ذلك إلى بعض السلف لا تثبت على محك النقد والبحث العلميين؛ لأنها كما قال العلامة الألباني:
" أقوال غالبها معلقة لا سنام لها ولا خطام وبعضها قد صح عن بعضهم خلافه وبعضها مشكوك في لفظه".
أقول: بل له لمحات خفيفة مع إكثاره من نقل الحكايات في الإباحة عن الصوفية والظاهرية ومن دار في فلكهم.
ومع ذلك فهناك فرق كبير بينه وبين الدكتور محمد عبد المقصود.
فقد ذكر أن الجمهور من العلماء قد ذهبوا إلى التحريم لآلات الطرب كما في "النيل" (8/104).
فسقط تعلق الدكتور محمد بمثل هذه الحكايات.
وأقول: ألا يكفي استدلال الجمهور بهذا الحديث الصحيح في البخاري، فكيف إذا انضم إليه النص القرآني وعدد من الأحاديث الثابتة؟
الخامسة- قال الصحفي:
" وأشار عبد المقصود إلى أنه طالما الموضوع فيه خلاف فمن أراد أن يستمع إلى الموسيقى فليستمع طالما أنه مقتنع بأنها حلال، ومن أراد أن يعرض عنها فليعرض، طالما اقتنع بحرمتها، وفي كل الأحوال يجب ألا تفرض رأيك عليّ، وتسمعني ما لا أريد سماعه".
أقول: فأين تضع آيات وأحاديث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اللذين هما مناط خيرية هذه الأمة؟ أين تضعها إذا كنت تكره وتأنف أن تسمع ما لا تريد وترى أنه من فرض الرأي؟
ثم هل هذه الحرية مستمدة من كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ومن منهج السلف؟ أو هي مستمدة من الديمقراطية المحاربة للإسلام؟ ومن دعوات التحرر الأوربية، ولا سيما من العقائد والأصول والقيم الإسلامية؟ هذه الحرية التي تسيطر على كثير من المنتسبين إلى الإسلام الذين أسلموا أنفسهم وعقولهم إلى الأفكار والمبادئ الغربية المحاربة للإسلام.
فعلى سياق قول محمد عبد المقصود هذا قد يقول من يسير على هذا المنهج: فطالما في موضوع المتعة خلاف فمن أراد أن يستمتع بمن شاء من النساء فليستمتع، ومن شاء أن لا يستمتع فله ذلك.
وطالما أن في صفات الله تعالى اختلافاً فمن أراد أن يعطل فليعطل طالما وهو مقتنع بالتعطيل، ومن أراد أن يشبه صفات الله بصفات خلقه فليشبه طالما وهو مقتنع بالتشبيه، ولا يجوز لمن يثبت صفات الله على الوجه اللائق به من غير تحريف ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تمثيل لا يجوز لمن هذا حاله من هؤلاء المثبتين أن يعترضوا على أولئك المعطلين والمشبهين، ولا يجوز لهم أن يسمعوا هؤلاء المعطلين والمشبهين ما لا يريدون أن يسمعوه من الآيات القرآنية الكثيرة والأحاديث النبوية الكثيرة الصريحة الدلالة في إثبات صفات الكمال والجلال لله ذي العظمة والجلال.
وقل مثل ذلك في مسائل دعاء غير الله والذبح لغير الله، وتشييد القبور على الأولياء وغيرهم؛ لأن هذه مسائل خلافية، مشهورة الخلافات فيها، فلا يجوز -على هذا الأصل- لدعاة التوحيد أن يعترضوا على القبوريين ولا أن يُسمعوهم ما لا يريدون من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تدين هذه الشركيات والخرافات.
لأن هذه الاعتراضات والاستدلالات تنافي هذه الحريات الشخصية التي تنادي بها الديمقراطية، وينادي بها دعاة التحرر من الأوربيين والليبراليين والعلمانيين.
وعلى كل فالقناعة الشخصية هي الأصل والميزان لقبول الأقوال ورفضها، يسير عليها كثير ممن يلبس لباس السلفية إلى جانب أصول أخرى هي بدورها موازين للقبول والرفض في كثير من الميادين.
أما أهل الحق فميزانهم كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فبنصوصهما يأخذون ويقبلون، وبنصوصهما يردون وينكرون.
ولهذا الصنف ولمن يريد الحق أسوق مختصراً من كلام العلامة الألباني جبل السنة والتوحيد، الذي تكلم في تحريم آلات الطرب كلام العالم المحقق والباحث المدقق، حيث درس الأحاديث النبوية دراسة واسعة يجمع الأحاديث من مصادرها ويحشد طرقها ويصدر الأحكام الصائبة عليها، بناء على قواعد المحدثين التي يتقنها ويحسن تطبيقها، فتوصل إلى تصحيح أربعة منها وتحسين ثلاثة، بناء على أسس صحيحة ودراسة أمينة، هذا عدا الطرق التي تعضدها، كما أورد كلام فحول العلماء في تحريم آلات الطرب القائم على البراهين، وردَّ على المخالفين المبيحين لها.
قال –رحمه الله- ضمن كتابه "تحريم آلات الطرب" (ص38-6:
" الحديث الأول : عن أبي عامر أو أبي مالك الأشعري قال :
" ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف.
ولينـزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم لحاجة فيقولون : ارجع إلينا غدا فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة".
رواه البخاري قال: وقال هِشَامُ بن عَمَّارٍ حدثنا صَدَقَةُ بن خَالِدٍ حدثنا عبد الرحمن بن يَزِيدَ بن جَابِرٍ حدثنا عَطِيَّةُ بن قَيْسٍ الْكِلَابِيُّ حدثنا عبد الرحمن بن غَنْمٍ الْأَشْعَرِيُّ قال: حدثني أبو عَامِرٍ أو أبو مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ والله ما كَذَبَنِي سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول : لَيَكُونَنَّ من أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ وَلَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إلى جَنْبِ عَلَمٍ يَرُوحُ عليهم بِسَارِحَةٍ لهم يَأْتِيهِمْ يَعْنِي الْفَقِيرَ لِحَاجَةٍ فيقولوا ارْجِعْ إِلَيْنَا غَدًا فَيُبَيِّتُهُمْ الله وَيَضَعُ الْعَلَمَ وَيَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".
ورواه ابن حبان في صحيحه (8/265) حديث (6719) قال:
"أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ( ) قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ ابْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ وَأَبُو مَالِكٍ الأَشْعَرِيَّانَ: سَمِعَا رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ لَيَكُونَنَّ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ".
ورواه الطبراني في المعجم الكبير حديث (3417) قال: حدثنا مُوسَى بن سَهْلٍ الْجَوْنِيُّ الْبَصْرِيُّ ثنا هِشَامُ بن عَمَّارٍ به مثل رواية البخاري، وموسى بن سهل هذا ثقة حافظ.
ورواه الإسماعيلي في "المستخرج على الصحيح" ومن طريقه البيهقي في "سننه" (10/221): حدثنا الحسن ابن سفيان حدثنا هشام بن عمار به.
وهناك أربعة آخرون رووه عن هشام بن عمار، لم يتفرد به هو ولا شيخه صدقة بن خالد، بل إنهما قد تُوبِعا، وساق الألباني هذه المتابعة وصححها.
الحديث الثاني: عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة، ورنَّة عند مصيبة".
أخرجه البزار في "مسنده"، انظر "كشف الأستار" (1/377/795)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (6/188/2200، 2201).
حسّنه الألباني من هذا الوجه، وذكر له شاهداً من حديث عبد الرحمن بن عوف، حسّنه لغيره.
الحديث الثالث: عن ابن عباس –رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيَّ أو حُرِّمَ الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْكُوبَةُ وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ".
أخرجه أبو داود ( 3696 )، والبيهقي ( 10 / 221 )، وأحمد في " المسند " ( 1 / 274 ) وفي " الأشربة " رقم ( 193 )، وأبو يعلى في " مسنده " ( 2729 )، وعنه ابن حبان في " صحيحه " ( 5341 ) وغيرهم.
وساق له الألباني إسناداً آخر.
وقال: أخرجه أحمد (1/289)، وفي "الأشربة" (14)، والطبراني (12601) والبيهقي (10/213-221).
ثم قال: وهذا إسناد صحيح من طريقيه، وذكر أن الشيخ أحمد شاكر صححه.
الحديث الرابع: عن عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله عزّ وجل حرّم الخمر، والميسر، والكوبة، والغبيراء، وكل مسكر حرام".
قال العلامة الألباني: وله ثلاث طرق، ضعّفه من طريقين وحسّنه من الثالثة.
الحديث الخامس: عن قيس بن سعد –رضي الله عنهما- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "إن ربي حرّم عليّ الخمر والميسر والقنين والكوبة".
أخرجه البيهقي (10/222)، والطبراني في "الكبير" (13/15/20)، وحسّن إسناده، وساقه من طريق أخرى ثم ضعّفها.
الحديث السادس: عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "في هذه الْأُمَّةِ خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ فقال رَجُلٌ من الْمُسْلِمِينَ: يا رَسُولَ اللَّهِ وَمَتَى ذَاكَ قال إذا ظَهَرَتْ الْقَيْنَاتُ وَالْمَعَازِفُ وَشُرِبَتْ الْخُمُورُ ".
خرّجه الألباني من سنن الترمذي "كتاب الفتن" حديث (2212).
ثم خرّجه من مصادر أخرى، وذكر له متابعتين، وانتهى إلى تصحيحه.
ثم قال: "ويزداد قوّة بما له من الشواهد".
وساق شواهده من عدة مصادر من حديث أبي هريرة وعلي وأبي أمامة وأنس بن مالك -رضي الله عنهم-.
الحديث السابع: عن أبي أمامة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " لا يَحِلُّ بَيْعُ الْمُغَنِّيَاتِ، وَلا شِرَاؤُهُنَّ، وَلا تِجَارَةٌ فِيهِنَّ، وَثَمَنُهُنَّ حَرَامٌ، وقال: إنما نَزَلَتْ هذه الآيَةُ في ذلك: (وَمَنَ الناس من يَشْتَرِي لَهْوَ الحديث) حتى فَرَغَ مِنَ الآيَةِ.."، صحح منه العلامة الألباني ما يتعلق بنـزول الآية لشواهده.
ثم ذكر الفصل الثاني في "شرح مفردات "غريب الحديث"" من (ص75-79).
ثم عقد الفصل الثالث في "الرد على ابن حزم وغيره ممن أعلَّ شيئاً من الأحاديث المتقدمة" من (ص80-91).
قال في طليعته: "قلت : سبق أن رددت على ابن حزم وغيره من الطاعنين في الأحاديث الصحيحة في المقدمة، وفي أثناء تخريج الأحاديث الستة الصحيحة المتقدمة، والذي أُريد بيانه الآن، أنَّ أحاديث التحريم بالنسبة لابن حزم ونظرتنا إليها تنقسم إلى ثلاثة أقسام :
الأول : ما ضعفه منها، وهو مخطئ.
الثاني : ما لم يقف عليه منها، أو وقف على بعض طرقها دون بعض، ولو وقف عليها وثبتت عنده لأخذ به، فهو معذور - خلافا لمقلديه! -، ولا سيما وقد عقب على ما ضعّف منها بقوله حالفًا غير حانث إن شاء الله ( 9 / 59 ) :
"ووالله لو أُسنِد جميعه، أو واحدٌ منه فأَكثر من طريق الثقات إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما ترددنا في الأخذ به".
هذا هو الذي نظنّه فيه، والله حسيبه، وأمّا المقلدون له بعد أن قامت عليهم الحجّة وتبينت لهم المحجّة، فلا عذر لهم ولا كرامة، بل مثلهم كمثل ناس في الجاهليّة كانوا يعبدون الجنّ، فأسلم هؤلاء، واستمر أولئك في عبادتهم وضلالهم، كما قال تعالى : ( أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا ).
الثالث : ما ضعّفه منها، ولم يبدُ لنا اعتراض عليه، فلا شأن لنا به، فسيكون ردي عليه إذن في القسم الأول والثاني".
ثم ناقش ابن حزم في تعليله لحديث هشام بن عمار عن صدقة بن خالد بإسناده مرفوعاً: " لَيَكُونَنَّ من أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ...".
ونقل ردود العلماء على ابن حزم من مثل الحافظ ابن القيم والحافظ ابن حجر، ثم ذكر أسماء العلماء الذين صححوا هذا الحديث في (ص89) وهُم:
"1 - البخاري 2 - ابن حبان 3 – الإسماعيلي
4 - ابن الصلاح 5 - النووي 6 - ابن تيمية
7 - ابن القيّم 8 - ابن كثير 9 - العسقلاني
10 - ابن الوزير الصنعاني 11 - السخاوي 12 - الأمير الصنعاني
ثم قال: "( انظر كتابي الجديد " ضعيف الأدب المفرد "، في أثناء الرد على ابن عبد المنان في المقدمة ) إلى غير هؤلاء ممن لا يحضرني، فهل يدخل في عقل مسلم أن يكون المخالفون كابن حزم ومن جرى خلفه - وليس فيهم مختص في علم الحديث - هل يعقل أن يكون هؤلاء على صواب، وأولئك الأئمّة على خطأ ؟! ( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )، ( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد )"اهـ.
ثم عقد الفصل الرابع "في دلالة الأحاديث على تحريم الملاهي بجميع أشكالها" من (ص92-97).
ثم قال في طليعته:
"اعلم أخي المسلم أنَّ الأحاديث المتقدمة صريحة الدلالة على تحريم آلات الطرب بجميع أشكالها وأنواعها، نصّاً على بعضها كالمزمار والطبل والبربط، وإلحاقاً لغيرها بها، وذلك لأمرين :
الأول : شمول لفظ ( المعازف ) لها في اللغة كما تقدم بيانه في ( الفصل الثاني )، وكما سيأتي أيضاً عن ابن القيم.
والآخر : أنها مثلها في المعنى من حيث التطريب والإلهاء، ويؤيد ذلك قول عبد الله ابن عباس -رضي الله عنهما- :
"الدّف حرام، والمعازف حرام، والكوبة حرام، والمزمار حرام".
أخرجه البيهقي ( 10 / 222 ) من طريق عبد الكريم الجزري عن أبي هاشم الكوفي عنه"اهـ.
ثم عقد الفصل الخامس "مذاهب العلماء في تحريم آلات الطرب" من (ص98-105).
ثم عقد الفصل السادس "شبهات المبيحين (للغناء) وجوابها" من (ص106-125) أجاد فيه وأفاد مدعماً ذلك بردود العلماء كابن تيمية وابن القيم وابن الجوزي وابن حجر والخطابي -رحمهم الله-.
ثم قسّم هذا النوع إلى قسمين، محرّم ومباح، والمباح هو إنشاد الشعر النافع.
ثم عقد الفصل السابع "في الغناء بدون آلة" من (ص126-136)، وذكر ما يجوز منه وهو ما يعرف عند العرب بالنصْب.
ثم قال في (ص129):
"وقال (أي البيهقي): "و ( النصب ) ضرب من أغاني الأعراب، وهو يشبه الحداء . قاله أبو عبيد الهروي".
وفي " القاموس " : " نصب العرب : ضرب من مغانيها أَرقّ من الحداء "".
ثم قال: "فأقول : وفي هذه الأحاديث والآثار دلالة ظاهرة على جواز الغناء بدون آلة في بعض المناسبات، كالتذكير بالموت، أو الشوق إلى الأهل والوطن، أو للترويح عن النفس، والالتهاء عن وعثاء السفر ومشاقه، ونحو ذلك مما لا يُتخذ مهنة، ولا يُخرج به عن حدِّ الاعتدال، فلا يقترن به الاضطراب والتثنِّي والضرب بالرِّجل مما يخلُّ بالمروءة"اهـ.
ثم عقد الفصل الثامن من (ص137) إلى آخر الكتاب (ص182) أجاد فيه وأفاد، وأورد فيه كلام ابن عباس وابن مسعود وعكرمة ومجاهد في سبب نزول قول الله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِى لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُوْلَائِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ)، وذكر مصادر أقوالهم، ونقل قول الواحدي في تفسيره: " أكثر المفسرين على أن المراد بلهو الحديث: الغناء"، ثم ذكر الآثار السلفية الدالة على حكمة التحريم:
أولها- قول ابن مسعود: "الغناء ينبت النفاق في القلب " وصححه وقال: له حكم الحديث المرفوع إذ مثله لا يقال من قبل الرأي.
ونقل عن الشعبي مثل قول ابن مسعود وحسّنه.
ونقل كلاماً رائعاً عن ابن القيم في بيان وجه كون الغناء ينبت النفاق في القلب.
وبيَّنَ في هذا الباب هو وابن القيم المفاسد الخطيرة للغناء وآلات الطرب، ووجوب سد الذرائع إليها، بياناً شافياً.
ثم تكلم في هذا الفصل عن الغناء الصوفي والأناشيد الإسلامية، وساق حججاً عظيمة في بيان بطلانهما وضلال متعاطيهما مدعماً بيانه بنصوص الكتاب والسنة، وبالنقول عن أعلام العلماء وفحولهم مثل شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والشاطبي والطرطوشي والقرطبي والآلوسي، رحمه الله، ورحم علماء الإسلام الناصحين للإسلام والمسلمين والذابين عن الدين.
ثم قال العلامة الألباني –رحمه الله-:
"ومنهم العلامة المحقق الأديب الأريب ابن قيم الجوزية وقد بلغ الغاية في الاحتجاج لتحريم الغناء والملاهي والغناء الصوفي في كتابه الكبير " الكلام في مسألة السماع " وقد توسع جدا في الاستدلال على ذلك بالكتاب والسنة والآثار السلفية وبيان مذاهب العلماء والمراجحة بينها والرد على المستحلين لما حرم الله ومن طرائفه أنه عقد مجلس مناظرة بين صاحب غناء وصاحب قرآن في فصول رائعة ممتعة الحجة فيها ساطعة على المستحلين والمبتدعة جزاه الله خيرا وقد قال في رده المجمل على الغناء الصوفي ما مختصره ( ص 106 - 108 ) :
إن هذا السماع على هذا الوجه حرام قبيح لا يبيحه أحد من المسلمين ولا يستحسنه إلا من خلع جلباب الحياء والدين عن وجهه وجاهر الله ورسوله ودينه وعباده بالقبيح، وسماع مشتمل على مثل هذه الأمور قبحه مستقر في فطر الناس حتى إن الكفار ليعيرون به المسلمين ودينهم .
نعم خواص المسلمين ودين الإسلام براء من هذا السماع الذي كم حصل به من مفسدة في العقل والدين والحريم والصبيان فكم أفسد من دين وأمات من سنة وأحيا من فجور وبدعة
ولو لم يكن فيه من المفاسد إلا ثقل استماع القرآن على قلوب أهله واستطالته إذا قرئ بين يدي سماعهم ومرورهم على آياته صما وعميا لم يحصل لهم من ذوق ولا وجد ولا حلاوة بل ولا يصغي أكثر الحاضرين أو كثير منهم إليه ولا يقومون معانيه ولا يغضون أصواتهم عند تلاوته تلي الكتاب فأطرقوا لا خيفة لكنه إطراق ساه لاهي
وإلى الغناء فكالذباب تراقصوا والله ما رقصوا لأجل الله
دف ومزمار ونغمة شادن فمتى رأيت عبادة بملاهي
ثقل الكتاب عليهم لما رأوا تقييده بأوامر ونواهي
والرقص خف عليهم بعد الغنا يا باطلا قد لاق بالأشباه
يا أمة ما خان دين محمد وجنى عليه ومله إلا هي
وبالجملة فمفاسد هذا السماع في القلوب والنفوس والأديان أكثر من أن يحيط به العدُّ" انظر "تحريم آلات الطرب" (ص172-174).
وأخيراً أقول: إن على محمد عبد المقصود وغيره ممن يسمون أنفسهم بالسلفيين، ويقعون في مخالفات جسيمة مضادة لمنهج السلف وأصوله الراسخة عليهم أن يتوبوا إلى الله من هذه المخالفات توبة نصوحاً، وأن يلتزموا منهج السلف الصالح التزاماً صادقاً ظاهراً وباطناً، وأن يكون لهم ممن يخالف هذا المنهج مواقف سلفية على غرار مواقف السلف التي لا يخافون فيها لومة لائم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه ربيع بن هادي عمير المدخلي
14/3/1433هـ
للتحميل
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــdocــــــــــــــــــــــــــــــا
أو
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــــــpdfـــــــــــــــــــــــــــــــــا
-------------------
[1] - والصواب: "والحرير".
عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الثلاثاء يوليو 02, 2024 7:27 pm عدل 4 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل- المشرف العام
- الدولة : مصر
المساهمات : 2369
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 48
رد: مجموع طوام التكفيري محمد عبد المقصود والردود عليه
..........................
أبو عبد الله أحمد بن نبيل- المشرف العام
- الدولة : مصر
المساهمات : 2369
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 48
رد: مجموع طوام التكفيري محمد عبد المقصود والردود عليه
الرد النحرير على محمد عبد المقصود الذي أجاز للنساء الخروج إلى ميدان التحرير
لتحميل الرد بصيغة MP3
اضغط هنا للتحميل .
لتحميل الرد بصيغة PDF جاهز للطباعة والنشر [3 ورقات]
اضغط هنا للتحميل .
الشيخ يكشف أباطيل محمد بن عبد المقصود و يقترح عليه أن يؤلف كتابين بعنوان ........!!
أضغط هنـــــــــــــــــــا
تفريغ المادة :
ففي هذا الشهر الذي اختصه الله تعالى بنزول القرآن فيه و فرض علينا صيام أيامه و سُن لنا قيام لياليه أكره أن أشغل شيخ الضلالة البهات عن جهاده الأكبر في استديوهات التصوير والتسجيل وفي قنوات التحريض والتضليل يستضيفه فيها إخواني محترق مرة و مقدم برامج سمج مرات أكره أن أشغل الرجل عن جهاده الذي يدفع الى ميادينه بمكر ودهاء و تعد له الأسئلة سلفا ليوجهه محاوره من حيث لا يدري ولا يشاء الى مضائق تنقلب فيها حماليق عينيه ويلوح فيها قلقا بيديه ويهذي بمفردات مضطربة لا تتماسك من قاموس الأنعام كالزريبة والقرون والأوهام وإني لمقترح عليه ليشغل وقته بما يجنبه مجالس الهراء والبذاء أن يشرع في تصنيف هو عليه قادر و من مادته متمكن بعنوان :
كشف الريبة عن أصول التربية في الزريبة
و لا شك أنه يعلم تلك الأصول علم من شب عليها و امتزجت بدماه و آخر بعنوان :
رفع الحافر المصون عن طبقات أهل الذيول والقرون
ويهديه لمحاوره الذي يتشوق الى بعض ذلك حيث مثل بيديه قرنيه لا أحب أن أشغل الرجل عن جهاده الأكبر مع الأخوات السائلاتالمجاهدات يسألنه عن لي أوزوا و عن لي عزبوا طبعا عزبوهم وزلموهم كمان يا أختي و نشوف وشهك بخير في المظاهرة الجاية لست أدري لماذا تلح علي هذه الصورة التي رسمها أبو الطيب لاسحاق بن ابراهيم في قوله :
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ----- و أخو الجهالة في الشقاوة ينعم
و من البلية عذل من لا يرعوي ----- عن جهله و خطاب من لا يفهم
و جفونه لا تستقر كأنها ----- مطروفة أو فت فيها حصرم
و إذا أشار محدثا فكأنه ----- قرد يقهقه أو عجوز تلطم
و المعنى العاقل يشقى و إن كان ذو نعمة لفكره في عاقبة الأمور و علمه بتحول الأحوال والجاهل اذا كان في شقاوة فهو ينعم لغفلته و قلة تفكره في العواقب و من البلية التي يبتلى بها الانسان عذل الجاهل ولومه و هو لا يرجع و لا يقلع عن غيه وجهله ومن البليةخطابك من لا يفهم ما تقول لجهله وحمقه وغيه و أما قوله :
و جفونه ما تستقر كأنها----- مطروفة أو فُت فيها حصرم
و إذا أشار محدثا فكأنه----- قرد يقهقه أو عجوز تلطم
فالمعنى في هذين البيتين واضح فلندع الرجل في جهاده .
يدعو الى تحكيم الشريعة ويأمر بطي اللافتات التي تدعو الى تحكيمها ويدعو الى الفضيلة ويتركها و يدعو الى الحجاب ويخرج العواتق من خدورهن ويدعو الى الصلاة حاكما الى كفر تاركها تكاسلا وتهاونا كفرا أكبر مخرجا من الملة ويسكت عن الحشود لا يحصي من لم يصلي فيها إلا الله و كان قبل عدوا للانتخابات و الأحزاب والدستور ثم مقاتلا دونها مدافعا عنها داعيا اليها و يوصف بالفقه و يقيس أفشل قياس و أشنعه إذيقيس إخراج النساء الى التظاهرة على أمر النبي صلى الله عليه وسلم النساء حتى الحيض بالخروج الى مصلى العيد يوم العيد ويعتزلن المصلى يشهدن الخير و جماعة المسلمين فكأنه يقول إن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أخرج النساء في تظاهرة ولم يعف أحدا و كان الأمر قريبا يشهدن العيد يشهدن جموع المسلمين يشهدن الخير لكنهن إن خرجن للأمر الأكبر و الجهاد الأعظم يرفعن المعاصم زاعقات مطالبات بتحكيم الشريعة فهذا هو الجهاد و مال إيه وكفر الممثلين والممثلات المخرجين والمخرجات والمصورين والمصورات والاعلام والمشاهدين والمشاهدات الا غذا أنكروا بقلوبهم كفر كل أولئك لظهور جمع بين مصحف وصليب في مسلسل كان و مرر ما هو أكبر من ذلك بما لا يقاس من غير نكير فلندع الرجل في تحولاته حتى إذا مانتهت تحولاته نظرنا في أقواله ولنقل له الآن سلاما
الدّاعية الفضائي !!
(خطبة الجمعة)
تم إلقاء هذه الخطبة: الجمعة 16 من ذي القعدة 1432هـ الموافق 14-10-2011 م
للتحميل بصيغة mp3 (الحجم = 5 mb):
أضغط هنــــــــــــــــــــا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتحميل من موقع الشيخ رسلان بصيغة mp3 (الحجم mb 10):
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــا
أو
من هنــــــــــــــــــــــا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لتحميل تفريغ خطبة الجمعة بصيغة pdf (للقراءة):
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا
الرد على حسن أبي الأشبال وبيان حال التكفيري الضال محمد عبد المقصود
لتحميل المقطع الصوتي بصيغة MP3 :
اضغط هنـــــا للتحميل .
لتحميل الرد بصيغة PDF جاهز للطباعة والنشر:
اضغط هنـــــا للتحميل .
حزب الكذابين !!]
رد الشيخ محمد بن سعيد رسلان على ثالوث التكفير [محمد عبد المقصود و حزبه]
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــــــــــا
أو
الرد على محمد عبد المقصود
الرد على حرقوص بن عبد المقصود
الرد علي افتراء محمد عبدالمقصود انه تربية امن الدوله
عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الثلاثاء يوليو 02, 2024 7:42 pm عدل 4 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل- المشرف العام
- الدولة : مصر
المساهمات : 2369
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 48
رد: مجموع طوام التكفيري محمد عبد المقصود والردود عليه
الكلام في الحويني وحسّان ومحمد عبد المقصود ومدرسة الإسكندريّة
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الثلاثاء يوليو 02, 2024 7:29 pm عدل 1 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل- المشرف العام
- الدولة : مصر
المساهمات : 2369
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 48
رد: مجموع طوام التكفيري محمد عبد المقصود والردود عليه
الثناء على الشيخ رسلان لرده على التكفيرى محمدعبدالمقصود
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــا
فهذا مقطع للشيخ خالدعبدالرحمن المصرى يثنى فيه على الشيخ محمد سعيد رسلان
لرده القوى على التكفيرى محمد عبد المقصود
وهنا إشارة قوية لمن تكلم بغير علم وهو مسئول امام الله عما كتبت يداه أن الشيخ خالدعبدالرحمن
يسعى لإإسقاط الشيخ رسلان وهذا محض إفتراء وكذب وصاحبة تلك الكذبة مسئول هو امام الله يوم القيامة
لا بد من رجال و إلا فعليك بلبس الخمار
هذا مقطع صوتي لفضيلة الشيخ خالد عبد الرحمن حفظه الله من درس حكم الانتخابات 1 يتكلم فيه كيف تلون أهل البدع الحزبيين قبل وبعد الانتخابات وكيف كان يناقشهم.
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــا
تفريغ المادة الصوتية
الآن أضرب لكم مثالا بهؤلاء الذين ينشئون الآن الأحزاب محمد عبد المقصود وغيره وجماعة الاسكندرية محمد بن اسماعيل المقدم وغيره محمد حسان وغيره هؤلاء كانوا يقولون لا يجوز إنشاء أحزاب في الدين وكان من أشدهم في إنكار إنشاء حزب محمد بن عبدالمقصود لأن له إشتغال بالفقه هؤلاء كانوا يصرحون ومعهم الحويني يصرحون وتسجيلاتهم القديمة موجودة أنه لا يجوز إنشاء حزب بل كانوا يقولون أشد من ذلك كان بعضهم يقول ولا يجوز المشاركة في الحزب ولا في البرلمانات بل إن بعضهم وهم الجماعة الاسلامية والجهاد وغيرهم كانوا يقولون إن الدخول في مجلس الشعب كفر و ردة عن الاسلام انظر كلامهم كتبهم رسائلهم موجودة قرأتها عشتها وكنت أناقش وأناظر بكل قوة ولله الحمد والمنة وأقسم بالله ولعنة الله على الكاذبين أنني ما ناظرت أحدا من هؤلاء الذين رأيتهم و أدركتهم إلا وفد ألفمه الله الحجة ليس لقوة المناظر وإنما لأنك تدعو إلى السنة وهؤلاء أهل بدع وضلال الآن ماذا يقولون يقولون لا بد من إنشاء الأحزاب بل إن بعضهم يقول إنشاء الحزب الآن فرض والمشاركة في الانتخابات واجب من تركه فهو آثم هذا كما يصرح به الشيخ محمد المختار المهدي رئيس الجمعيات الشرعية في مصر طيب إذن لماذا هذا التحول بالأمس يقولون قولا اليوم يرجعون عنه أنا أعتقد يعني لا بد من رجال لا بد من رجال و إلا فعليك بلُبس الِخمار أنا أعتقد هذا ديني في لحمي وعظمي إما أن تكون رجلا و إما أن تلبس الخمار وتلبس الحجاب وإن شئت فانتقب لا خير فينا إن لم نكن رجالا لا خير فينا أقول نحن سنموت وأهل البدع سيموتون و السلطة والسلطان سيزولون سيبقى بعد مئات السنين كلام أهل العلم و ذكر أهل العلم حينئذ من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه كونوا رجالا و كونوا أصحاب علم ولا يغرنكم الذين لا يوقنون.
عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الثلاثاء يوليو 02, 2024 7:31 pm عدل 1 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل- المشرف العام
- الدولة : مصر
المساهمات : 2369
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 48
رد: مجموع طوام التكفيري محمد عبد المقصود والردود عليه
الرد المحدود على محمد عبد المقصود
للشيخ أبي فريحان جمال بن فريحان الحارثي رحمه الله
"الحلقة الأولي و الحلقة الثانية"
" الحلقة الأولي "
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
فقد وصلني تفريغ لكلمة محمد عبد المقصود المصري التي ألقاها يوم الجمعة 28/1/2011 في ميدان التحرير - القاهرة – مصر في أحداث المظاهرات التي نشبت في 25/يناير:2011م، وهذا نصها كما وصلتي:
"لقد قال الله عز وجل في كتابه العزيز (إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا مابأنفسهم) لقد خرجنا نشهد الله تبارك وتعالى أننا نبرأ إليه من هذا الحكم اللعينالذي استولي على(كلمة غير مفهومة) لمدة ثلاثين سنة فأكل الأخضر واليابس وجعلنا فيذيل الأمم خرجنا لله تبارك وتعالى نسألة عز وجل أن يحقق لنا ما نريد وأن يخلع هذاالرجل وبطانته وأن يطهر البلاد والعباد منهم اللهم طهر البلاد والعباد منهم اللهمأصرف عنا شر الأشرار وكيد الفجار اللهم رب السموات ورب الأرض رب العرش العظيم ربناورب كل شيء فالق الحب والنوي ومنزل التوراة والأنجيل والفرقان أعذنا من شر هذاالطاغوت ومن شر كل ذي شر أنت أخذ بناصيته أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الأخر فليسبعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء .
"روي الإماممسلم عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال : (منرأي منكم منكرا فاليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعفالإيمان) ونحن خرجنا نغير المنكر بألسنتنا فهذا ما نستطيعه ونسأل الله عز وجل أنيكلل سعينا بالنجاح وألا يصرفنا من هذا المكان إلا وقد تحقق لنا مانصبوا إليه منرحيل هذا الطاغوت وجنده وأعوانه وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وصلى الله علىمحمد وعلى آله وصحبه". أهـ.
ثم قال محمد عبد المقصود في نفس المقطع : "بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علىالمبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين أما بعد :
فالمنقول عن العلماء في مسألة الخروج على الحاكم متباين تباين شديداً فقد حكيالإمام النووي في شرح مسلم الإجماع على أنه لا يجوز الخروج على الحاكم بالسلاح لأنهذا سيؤدي إلي فتنه وإراقة دماء فإن رأي المسلمون منهم منكرا فعليهم أن ينكروا عليهباللسان بكل ما أستطاعوا ونحن إنما ننكر باللسان فليس هذا خروجا على كلام الإمامالنووي رحمه الله ليس هذا خروجا على كلام على ما ذكر الإمام النووي رحمه اللهفالأمر المجمع على تحريمه أن نخرج على الحاكم بالسلاح لأن هذا سيؤدي إلي إراقةالدماء وشيوع الفساد وما إلي ذلك لكن أن ننكر المنكر باللسان أوجب النووي في شرحمسلم على المسلمين أن ينكروا عليه بأللسنتهم بكل ما أستطاعوا أحفظ هذا جيدا يبقيإذا حكي النووي الإجماع على أنه لا يجوز الخروج على الحكام لفسق أو ظلم لفسق أو ظلمإن فسق ففسقه على نفسه وإن ظلم فقد طالبتنا الشريعة بأن نتحمل ظلمه في صحيح مسلم عنحذيفة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال : (فإن كان لله تعالى فيالأرض خليفه فألزمه وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك ) يعني ظلمك , وفي صحيح البخاري من حديثعبد الله بن مسعود رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال : (سترون قالللأنصار سترون بعدي أثره واموراً تنكرونها فقالوا يا رسول الله فماذا تأمرنا قالتأدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم ) لكن إن كان الظلم عاما على الرعيهتضيع فيه أحكام الشريعة ولا يعود الإنسان في وطنه أمنا لا على نفسه ولا على زوجهولا على أولاده ولا على أرضه بل يمكن لأي ضابط في أمن الدولة أن يلقيه في غياهبالسجون سنة أو سنتين أو عشرة سنوات أو عشرين سنة أنا لا افترض أفتراضات نظرية لكنهذا أمر واقع بالفعل ويدمرك ويدمر أسرتك وحتي بعد سجنه يمنع الناس من أن تعين أسرتهعلى العيش بحيث أنه يدفع دفاعا الأسرة إلي الإنحراف هذا أمر يأباه الدين وأمر يأباهالعقل وقد وجدنا أنهم يستخدمون كل وسيلة في سبيل التمكين لأنفسهم حتي عن طريق إلقاءالفتنه بين المسلمين والنصاري ولقد ظننت حين وقع أنفجار كنيسة القدسيين أن الأمنوراء هذا الأمر أنا أظن هذا وأعتقد أيضا أن الكثير من النصاري يعرفون أن هذا فعلالأمن وأنه يزكي نيران الفتنه بين المسلمين والنصاري على قاعدة فرق تسد على قاعدةفرق تسد الإمام القرطبي الكبير شيخ القرطبي المفسر وهو صاحب "المفهم لما أشكل منفهم صحيح مسلم" قال : (إذا هدم الحاكم قاعدة من قواعد قاعدة من قواعد الشرع كأنيبيح الزنا وكأن يبيح شرب الخمر والمراد بإباحة الزنا أوشرب الخمر أنه لا ينكر علىمن فعل ذلك بل يمنع من أنكر عليه وربما بطش به وأذاه فلا خلاف في وجوب الخروج عليهفلا خلاف في وجوب الخروج عليه ) لأن الحاكم له مهمه له وظيفه أن يقيم قواعد العدلوأن يحافظ على أعراض الناس وعلى دمائهم وعلى ممتلكاتهم وإن شئت فأنا سأحيلك لأن ليسالمقام مقام درس لكنني أحيلك على تفسير الإمام القرطبي عند قوله تعالى (وإذ قال ربكللملائكة إنى جاعل في الأرض خليفه) إلي أخر الأيه أنظر المسألة الثالثة عشر انظرتفسير القرطبي عند قوله تعالى (وإذا قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفه) أقرأ المسألة الثالثة عشر كذلك ابحث عن المفهم لما أشكل من فهم صحيح مسلم للإمامالقرطبي الكبير شيخ القرطبي المفسر كتاب الإمارة في الجزء الخامس كتاب الإمارةالباب الثامن الباب الثامن وأقرأ كلام القرطبي بتمعن ثم أنظر إلي صحيح مسلم بشرحالإمام النووي رحمه الله وأنه فرق بين الخروج بالسلاح وأن الخروج بالسلاح مجمع علىتحريمة لما يؤدي إليه من إراقة الدماء أما الأنكار باللسان فواجب على المسلمين بكلوسيلة يستطيعونها أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم"أهـ..
والرابط لهذه الكلمة:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...sson_id=106462
أشرع في الرد مستعينا بالله تعالى على أن يكون ردي: أُورد جملة من كلام محمد عبد القصود ثم أرد عليه، فأقول:
قال محمد عبد المقصود: " قال الله عز وجل: (إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا مابأنفسهم).
أقول: هذه الآية عليك وليست لك، وذلك بعد أن خالفت ـــــ أنت وزمرتك ـــــ الكتاب والسنة وما عليه سلف هذه الأمة الصالح، التمثل في عدم تكفير الحكام وعدم تحريض الناس وإيغار صدورهم على الحكام و عدم الخروج عليهم.
ألست يا محمد عبد المقصود الذي قلت في موضع آخ قبل الأحداث: "بفضل الله عز و جل و الحمد لله أنني أبرأ إلى الله عز و جل من هذه القوانين الوضعيه ومن واضعيها و الحاكمين بها أبغضهم في الله عز و جل و أحكم عليهم بأنهم كفروا" ؟؟؟؟؟
نحن أيضا نبرأ إلى الله من كل القوانين الوضعية وأهلها والحاكمين بها، ولكن نختلف معك في الحكم عليهم بالكفر من غير إقامة الحجة وانتفاء الموانع كما هو مقرر في الشريعة.
فعندما أنت بدّلت وغيرت منهج أهل السنة والجماعة بمذهب الخوارج المارقين؛ غير الله عليكم الحال، وكما تكونوا يولى عليكم.
قال محمد عبد المقصود: " لقد خرجنا نشهد الله تبارك وتعالى أننا نبرأ إليه من هذا الحكم اللعينالذي استولي على(كلمة غير مفهومة) لمدة ثلاثين سنة".
أقول: اعترفتَ أنك خرجت، وخروجك هذا على الحاكم عندكم في مصر "حسني مبارك"، وهذه بحالها مذمة لك، وأنك من الخوارج الذين ذمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح.
قال محمد عبد المقصود: "فأكل الأخضر واليابس وجعلنا فيذيل الأمم".
أقول: هذا اعتراف آخر من محمد عبد المقصود لمخالفاته الكتاب والسنة وما عليه السلف الصالح، وأن خروجه على الحاكم إنما بسبب الدنيا واستئثار الحاكم بها ومنع محمد عبد المقصود وزمرته منها. { وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـكِن ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ}.
لقد خالفت يا محمد عبد المقصود أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيح الصريح حيث قال: (تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ). رواه مسلم وغيره.
ولا أخال أنك تجهل هذا الحديث وغيره لأنك سقت شيئاً منها في كلمتك وسنأتي عليها، ولكني أذكرك بقوله تعالى: { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
وأذكرك بقوله عز وجل: { وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا }.
وأخشى أن تكون ممن قال فيهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "إن أعطوا رضوا وإن منعوا سخطوا".
لقد كان إنكار محمد عبد المقصود على حاكم مصر "بأنه أكل الأخضر واليابس" ولم نسمع محمد عبد المقصود وزمرته الذين خرجوا معه؛ يطالبون بتحكيم الشريعة في البلاد وحمل الناس على الكتاب والسنة.
لقد كان الخوارج القداما أسلافك في خروجهم على الحاكم؛ يطالبون الحاكم بتطبيق الشريعة، حتى عندما يخرج الحاكم قدر أنملة عن الحكم بما أنزل الله.
فهل أصبحتْ الكروش والقروش أهم من تطبيق الشريعة عندك يا محمد عبد المقصود، أم أنك نسيت المطالبة بتحكيم شرع الله في ظل الحشد الكبير لك في ميدان التحرير والتشجيع الجماهيري لحضوك وزمرتك.
ما عرفنا مثل هذا الحشد وهؤلاء المشجعين إلا في الملاعب الرياضية وعند فوز ذاك الفريق أو ذاك المنتخب، فهنيئاً لك عندما أنزلت نفسك لهذا المستوى الراقي في آخر حياتك.
ما سمعنا أحداً منكم يطالب بتحكيم الشريعة، بل تطالبون بالحقوق والحرية والعدل تسيرون وراء كل ناعق، فأصح تطبيق الشريعة نسياً منسيا عندكم يا خوارج العصر.
قال محمد عبد لمقصود: "خرجنا لله تبارك وتعالى".
أقول: بل خروجك هذا للشيطان وحزبه وليس لله تعالى، إذ أن الله تعالى أمرك على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم بعدم الخروج على الحاكم المسلم وأن تلزم بيتك.
قال محمد عبد المقصود: " النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال : (منرأي منكم منكرا فاليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعفالإيمان) ونحن خرجنا نغير المنكر بألسنتنا فهذا ما نستطيعه".
أقول: في هذه الجملة من كلمة محمد عبد المقصود عدة أمور:
*استدلال في غيره محله، كلمة حق أريد بها باطل.
* تأكيده أنه خرج عن طاعة ولي الأمر.
* مخالفته أمر النبي صلى الله عليه وسلم في كيفية النصح للحاكم، فقد ثبت الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من كانت عِنْدَهُ نَصِيحَةٌ لِذِي سُلْطَانٍ فَلا يُكَلِّمْهُ بها عَلانِيَةً وَلْيَأْخُذْ بيده فَلْيَخْلُ بِهِ فَإِنْ قَبِلَهَا قَبِلَهَا والا كان قد أَدَّى الذي له وَالَّذِي عليه). رواه ابن أبي عاصم، والطبراني، والحاكم.
أين أنت من قاعدة حمل العام على الخاص و حمل المطلق على المقيد ؟؟
ومحمد عبد المقصود؛ ينصح علانية وفي ميدان التحرير ويهيج الرعية على الراعي، ويغير ــــ بزعمه ــــ المنكر الذي وقع فيه الحاكم بلسانه على الملاء ، ويستدل بنص عام في هذا المقام، وتجاهل أو جهل النص الخاص في مناصحة ولي الأمر المذكور.
أين أنت من كلام السلف الصالح رضي الله عنهم وتوجيههم للنصوص العامة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟؟
عن سَعِيدِ بن جُبَيْرٍ قال: قال رَجُلٌ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: "آمُرُ أَمِيرِي بِالْمَعْرُوفِ؟ قال: إنْ خِفْت أَنْ يَقْتُلَك فَلاَ تُؤَنِّبْ الإِمَامَ، فَإِنْ كُنْت َلاَ بُدَّ فَاعِلاً فِيمَا بَيْنَك وَبَيْنَهُ ". رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (7/470)، وغيره، وابن أبي الدنيا في "الأمر بالمعروف" (ص/81) بلفظ: عن سعيد بن جبير، قال: قلت لابن عباس : " آمر السلطان بالمعروف وأنهاه عن المنكر ؟ قال : إن خفت أن يقتلك فلا ، قال : ثم عدت ، فقال لي مثل ذلك ، ثم عدت ، فقال لي مثل ذلك وقال : إن كنت لا بد فاعلا ففيما بينك وبينه".
فهلا سألت أهل العلم يا محمد عبد المقصود إذا جهلت كما سأل من هو أفضل وأعلم منك مّنْ هو أعلم منهم ؟؟؟
أم هو التصدر وحب الظهور، وإشاعة الفوضى في البلاد كي تنتقل هذه الفوضى وهذه العدوى لبلدان أخرى آمنة مستقرة ؟؟
نحن لا ندافع عن حسني مبارك ونظامه، ولكنّا نبيّن ما أنت وزمرتك عليه من المخالفة للكتاب والسنة وما عليه سلف هذه الأمة الصالح من الصحابة والتابعين وما عليه علماء هذا العصر المعتبرين .
فسؤالنا أي منكر غيره محمد عبد المقصود في خروجه على الحاكم وتحريضه للرعية؟
لو كان صادقاً في تغيير المنكر بلسانه، لقلنا له: أيّ المنكرات أعظم وأولى بالتغيير: الشرك وعبادة الأضرحة ودعاء الأموات من دون الله تعالى الذي تعج به بلاد مصر على مرآ منك ومن زمرتك ممن تسمون أنفسكم دعاة ... أمْ المنكرات التي ارتكبها الحاكم ؟؟
وأيهما أسهل عليك يا محمد عبد المقصود ... دعوة الناس للتوحيد ونبذ الشرك وعبادة غير الله وإنقاذ الناس من الهلاك المحقق .. أم دعوة الحاكم والإنكار عليه في ميدان التحرير ؟؟!!!
قال تعالى: { إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا}.
ثم أسألك يا محمد عبد المقصود: أين أنت قبل هذا الوقت وهذا الموقف وهذا المقام من إنكار المنكر على الحاكم بلسانك وقد حكم ثلاثين سنة كما تقول أنت وتعترف؟
أهو الجبن والخور والخوف والتهرب من الشهادة ؟ وأنت تعلم ما لصاحب النصيحة بين يدي السلطان، لعلي أذكرك بالحديث فتنشط وتتحمس فتذهب للحاكم الجديد وتطلب الله تعالى الشهادة بين يديه بدلاً من أن تعصي الله تعالى في ميدان التحرير فتأتيك منيتك وأنت على مذهب الخوارج المارقين، قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (سيد الشهداء حمزةُ بن عبد المطلب ورجُلٌ قام إلى إمام جائرٍ فأمرهُ ونهاهُ فقتلهُ).
أمْ هو الاستغلال للأحداث وتسييسها لصالح منهجك التكفيري الخارجي ؟
وتسترك بزحمة المتظاهرين لتحتمي بهم وتَظهَر أنك البطل الذي لا يخاف في الله ملومة لائم.
ونقول: متى خرجتَ للناس في ميدان التحرير يا محمد عبد المقصود .. ؟ أليس بعد أن رأيت الجموع الغفيرة الغفيرة وبعد مضي أيام من المظاهرات الغوغائية؟
ماذا يعني هذا ؟؟؟!!!! ........ الإجابة لك.
"الحلقة الثانية"
قال محمد عبد المقصود: " فالمنقول عن العلماء في مسألة الخروج على الحاكم متباين تباين شديداً ".
أقول: أثبت العرش ثم انقش. هذا كلام ليس عليه بيّنة ولا برهان، وكلام باطل، نطالب محمد عبد المقصود بإثبات ذلك التباين الذي يدعيه. وقد تناقض مع دعواه في التباين فيما يلي:
قال محمد عبد المقصود: " حكى الإمام النووي في شرح مسلم الإجماع على أنه لا يجوز الخروج على الحاكم بالسلاح لأنهذا سيؤدي إلي فتنه وإراقة دماء فإن رأي المسلمون منهم منكرا فعليهم أن ينكروا عليهباللسان بكل ما أستطاعوا".
أقول: أين التباين وأنت تنقل الإجماع عن إمام؟
ثم إن هذا افتراء منك يا محمد عبد المقصود على النووي وتحريف لكلامه بما يناسب منهجك الخارجي وزدتَّ فيه من جيبك.
أنقل نص كلام النووي في "شرحه صحيح مسلم" حتى يعرفك الناس أنك كذّاب ومحرف للنصوص، قال النووي: "قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدكُمْ مِنْ اللَّه فِيهِ بُرْهَان )، وَمَعْنَى الْحَدِيث : لَا تُنَازِعُوا وُلَاة الْأُمُور فِي وِلَايَتهمْ ، وَلَا تَعْتَرِضُوا عَلَيْهِمْ إِلَّا أَنْ تَرَوْا مِنْهُمْ مُنْكَرًا مُحَقَّقًا تَعْلَمُونَهُ مِنْ قَوَاعِد الْإِسْلَام ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَأَنْكِرُوهُ عَلَيْهِمْ ، وَقُولُوا بِالْحَقِّ حَيْثُ مَا كُنْتُمْ ، وَأَمَّا الْخُرُوج عَلَيْهِمْ وَقِتَالهمْ فَحَرَام بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ ، وَإِنْ كَانُوا فَسَقَة ظَالِمِينَ .
وَقَدْ تَظَاهَرَتْ الْأَحَادِيث بِمَعْنَى مَا ذَكَرْته ، وَأَجْمَعَ أَهْل السُّنَّة أَنَّهُ لَا يَنْعَزِل السُّلْطَان بِالْفِسْقِ ، وَأَمَّا الْوَجْه الْمَذْكُور فِي كُتُب الْفِقْه لِبَعْضِ أَصْحَابنَا أَنَّهُ يَنْعَزِل ، وَحُكِيَ عَنْ الْمُعْتَزِلَة أَيْضًا ، فَغَلَط مِنْ قَائِله ، مُخَالِف لِلْإِجْمَاعِ .
قَالَ الْعُلَمَاء : وَسَبَب عَدَم اِنْعِزَاله وَتَحْرِيم الْخُرُوج عَلَيْهِ مَا يَتَرَتَّب عَلَى ذَلِكَ مِنْ الْفِتَن ، وَإِرَاقَة الدِّمَاء ، وَفَسَاد ذَات الْبَيْن ، فَتَكُون الْمَفْسَدَة فِي عَزْله أَكْثَر مِنْهَا فِي بَقَائِهِ . (12/229).
فأين كلمة "بالسلاح" في نقلك المزعوم عن النووي: " لا يجوز الخروج على الحاكم بالسلاح" ؟؟
لقد صرَفتها من جيبك كي تمرر منهجك الخارجي وتبرر للناس خروجك على الحاكم.
فالنووي قال: " فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَأَنْكِرُوهُ عَلَيْهِمْ ، وَقُولُوا بِالْحَقِّ حَيْثُ مَا كُنْتُمْ". هل قال أخرجوا عليهم في المظاهرات ؟ أو أنه حرم الخروج على الحكام، حيث قال بعد ذلك : " وَأَمَّا الْخُرُوج عَلَيْهِمْ وَقِتَالهمْ فَحَرَام بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ ، وَإِنْ كَانُوا فَسَقَة ظَالِمِينَ".
فهناك خروج وهناك قتال.
فالخروج يطلق ويعنى به؛ التهييج والتحريض بالكلام، والمظاهرات من الخروج الذي منعه وحرمه النووي وغيره من علماء الأمة.
والقتال شيءٌ زائدٌ على الخروج؛ وهو خروج حقيقي بالسنان، لأنه لا خروج بالسلاح ولا قتال إلا بعد الخروج باللسان، وسيأتي توضيح لذلك.
فهل فهمت يا محمد عبد المقصود من قول النووي: " فَأَنْكِرُوهُ عَلَيْهِمْ ، وَقُولُوا بِالْحَقِّ حَيْثُ مَا كُنْتُمْ"؛ أن تخرج وتحرض وتدعو الناس للمظاهرات والإنكار العلني .. وتدعي أن ذلك من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
إنما ذلك من الفقه المنكوس وعماء البصيرة نسأل الله السلامة والعافية.
يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}.
فإن لم تفهم كلام العالم؛ فلا تصرفه على هواك ومنهجك الفاسد، ولكن رده لنصوص الوحيين، وقد وجّهَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مناصحة ولي الأمر وطريقة الإنكار عليه بالسرية والخلوة معه كما في الحديث الذي ذكرناه قبل قليل، كي يكون أبلغ في القبول.
وأيضاً: تكون مناصحة ولي الأمر مباشرة بين يديه كما في حديث: "سيد الشهداء"، أو مكاتبته مباشرة، وليس كما تفعله أنت وزمرتك الغوغائيين من مظاهرات وهتافات حماسية وخطابات شعبية جماهيرية في ميدان التحرير، كما فعل أسلافك في خروجهم على الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه.
ومع هذا نجد النووي يكرر ويفصل في موضع أخرى في "شرحه على مسلم" بعد الذي ذكرناه عنه أعلاه، فقال النووي: "وَقَالَ جَمَاهِير أَهْل السُّنَّة مِنْ الْفُقَهَاء وَالْمُحَدِّثِينَ وَالْمُتَكَلِّمِينَ: لَا يَنْعَزِل بِالْفِسْقِ وَالظُّلْم وَتَعْطِيل الْحُقُوق، وَلَا يُخْلَع وَلَا يَجُوز الْخُرُوج عَلَيْهِ بِذَلِكَ"، ألاَ ترى أنه قال: " وَلَا يُخْلَع وَلَا يَجُوز الْخُرُوج عَلَيْهِ" فكيف تفتري على الإمام النووي يا محمد عبد المقصود ؟ أتظن أن لا أحد سيفضحك ويعريك للناس ويبين جهلك وضلالك ؟؟!!
ويقول النووي: "بَلْ يَجِب وَعْظه وَتَخْوِيفه؛ لِلْأَحَادِيثِ الْوَارِدَة فِي ذَلِكَ" يعني أحاديث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصيحة للحاكم، وليس بالخروج في المظاهرات والإنكار العلني الجماهيري.
ويقول النووي: "قَالَ الْقَاضِي : وَقَدْ اِدَّعَى أَبُو بَكْر بْن مُجَاهِد فِي هَذَا الْإِجْمَاع ، وَقَدْ رَدَّ عَلَيْهِ بَعْضهمْ هَذَا بِقِيَامِ الْحَسَن وَابْن الزُّبَيْر وَأَهْل الْمَدِينَة عَلَى بَنِي أُمَيَّة ، وَبِقِيَامِ جَمَاعَة عَظْمِيَّة مِنْ التَّابِعِينَ وَالصَّدْر الْأَوَّل عَلَى الْحَجَّاج مَعَ اِبْن الْأَشْعَث ، وَتَأَوَّلَ هَذَا الْقَائِل قَوْله : أَلَّا نُنَازِع الْأَمْر أَهْله فِي أَئِمَّة الْعَدْل ، وَحُجَّة الْجُمْهُور أَنَّ قِيَامهمْ عَلَى الْحَجَّاج لَيْسَ بِمُجَرَّدِ الْفِسْق ، بَلْ لَمَّا غَيَّرَ مِنْ الشَّرْع وَظَاهَرَ مِنْ الْكُفْر ، قَالَ الْقَاضِي : وَقِيلَ : إِنَّ هَذَا الْخِلَاف كَانَ أَوَّلًا ثُمَّ حَصَلَ الْإِجْمَاع عَلَى مَنْع الْخُرُوج عَلَيْهِمْ . وَاَللَّه أَعْلَم" .
نعم، هذا الذي استقر عليه قول أهل السنة، وهو عدم الخروج على الحاكم المسلم بأي حال من الأحوال، وسيأتي زيادة بيان لهذا.
قال محمد عبد المقصود: " ونحن إنما ننكر باللسان فليس هذا خروجا على كلام الإمام النووي رحمه الله".
أقول: بل ذكرك لمساوي الحاكم وأمر ونهيك العلني يعتبر خروجا، إن إنكارك باللسان بهذه الطريقة الجماعية العلنية وحشد الناس؛ إنما هو منهج الخوارج الأولين، ويظهر ذلك في إمامهم "ذو الخويصرة" الذي قال لنبي الرحمة والهدى، الناصح لأمته r: (اتق الله يا محمد).البخاري (3166)، ومسلم (1064).
وفي رواية: "إعدل يا محمد"."سنن ابن منصور" (2902)، وابن ماجه (172).
وقد صرح عبد الله بن سبأ اليهودي القائد الثاني للخوارج؛ بالتظاهر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فكان مما وجه به أصحابه عندما أراد أن يشعل الفتنة بين عثمان وعلي رضي الله عنهما، قائلاً لهم: " إن عثمان أخذها بغير حق وهذا وصي رسول الله صلى الله عليه و سلم فانهضوا في هذا الأمر فحركوه وابدأوا بالطعن على أمرائكم وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تستميلوا الناس وادعوهم إلى هذا الأمر". يعني الخروج على الحاكم.الطبري في "التاريخ" (2/647).
بل صرح بعض السلف أن مجرد ذكر مساوي الحاكم؛ خروجاً عليه، فعن هلال بن أبي حميد، عن عبد الله بن عكيم أبي معبد قال: " لا أعين على دم خليفة أبدا بعد عثمان فقيل له: يا أبا معبد أعنت على دمه ؟ قال إني أعد ذكر مساويه عونا على دمه". "طبقات ابن سعد" (2/80، 6/114)، و"التاريخ الكبير" (1/32)، "الكنى" (1/268) للدولابي.
قال محمد عبد المقصود: "فالأمر المجمع على تحريمه أن نخرج على الحاكم بالسلاح".
أقول: قد عرفنا كذبك في إضافتك كلمة "بالسلاح" لكلام النووي كي تتمسح بها وتبري الأقلام لها.
ونقول: إن الأمر المجمع عليه هو؛ تحريم الخروج على الحاكم بكل أشكاله بما فيه الكلام والإنكار العلني.
ونقول إن الخروج بالسلاح الذي تعترف أنه محرماً؛ لا يحصل إلا بالخروج بالكلام وهو الإنكار العلني والتاريخ والواقع يشهد على ذلك.
قال العلامة المحقق محمد العثيمين: "بل العجب أنه وُجّه الطعن إلى الرسول e، قيل لـه : إعدل، وقيل لـه: هذه قسمة ما أريد بها وجه الله. وهذا أكبر دليل على أن الخروج على الإمام يكون بالسيف ويكون بالقول والكلام، يعني: هذا ما أخذ السيف على الرسول e، لكنه أنكر عليه.
ونحن نعلم علم اليقين بمقتضى طبيعة الحال أنه لا يمكن خروج بالسيف إلا وقد سبقه خروج باللسان والقول.
الناس لا يمكن أن يأخذوا سيوفهم يحاربون الإمام بدون شيء يثيرهم، لا بد أن يكون هنـاك شيء يثـيرهم وهو الكلام. فيكون الخروج على الأئمة بالكلام خروجاً حقيقة، دلت عليه السنة ودل عليه الواقع". ا.هـ.
قال محمد عبد المقصود: "طالبتنا الشريعة بأن نتحمل ظلمه" ـــــ و ساقَ الأحاديث في الصبر على الحاكم الظالم وعدم الخروج عليه ـــــــ ثم قال:
"لكن إن كان الظلم عاماً على الرعية،تضيع فيه أحكام الشريعة ولا يعود الإنسان في وطنه أمنا لا على نفسه ولا على زوجهولا على أولاده ولا على أرضه".
أقول: كيف تعترف بمطالبة الشريعة لك بالصبر على جو الحكّام ثم تتنكب الصراط، وتأتي بمبررات بقولك: " لكن إن كان الظلم عاماً على الرعية".
أقول: إن كنت تحمل الأحاديث التي سقتها أنت في كلمتك أعلاه على أن الصبر فيها على الحاكم الظالم الجائر؛ هو الصبر على ظلمه للفرد نفسه دوم ظلم الرعية؛ فهذا منك يدل على جهلك بالشريعة وعدم فهمك للنصوص واستكبارك على العلماء بعدم الرجوع إليهم في فهم نصوص الشريعة إذا جهلت، وإلّا كيف تقول: "لكن إن كان الظلم عاماً على الرعية"، سؤالي لك يا محمد عبد المقصود، لماذا خرج الحسين وابن الزبير رضي الله عنهما وابن الأشعث على كلٍ من يزيد والحجاج .. ــــ الذي أنكر عليهم في خروجهم كبار أهل العلم في زمنهم من الصحابة وغيرهم ــــ ؟؟
هل كانوا يرون وقوع الظلم على أشخاصهم فقط ؟
أم كانوا يرون أن الظلم كان على الرعية ؟؟
إن قلت الأولى، فلا يسعني إلا أن أكبر عليك أربعا.
وإن قلت الثانية، فما الداعي للحيدة والتكلف والسفسطة والخروج على النصوص الشرعية ؟
وتبرر لخروجك في المظاهرات وفي ميدان التحرير أنه من أجل الظلم العام على الرعية، وظاهر كلامك أنك تفرق بين لو كان الظلم خاصاً بشخصك ما تخرج على الحاكم لأن الشريعة طابتك بالصبر على جوره، وأما مادام أن الظلم عام فيجوز لك الخروج على الحاكم .. سبحان الله.
من أين لك هذا التفريق .. وهذا الفقه ؟
وأختم ردي هذا على محمد عبد المقصود بتنبيه له وهو؛ أن العبرة في أخذ الأحكام الشرعية؛ هو الكتاب والسنة وإجماع الأمة، لا أقوال وأفعال وفهم أفراد الأمة وإن كانوا علماء أكابر، فمسألة خروج بعض أفاضل السلف قديماً على بعض الحكام الجائرين وتأولوا لخروجهم واجتهدوا وهم أهل للاجتهاد؛ مع ما بيّنّا من إنكار علماء عصرهم عليهم ذلك الخروج، إلّا أن الخروج كان قديماً مذهباً لبعضهم واستقر إجماع أهل السنة على تحريمه بخلاف الرافضة والخوارج.
قال ابن تيمية في "منهاج السنة" (4/529 ـــ 530):
"وكان أفاضل المسلمين ينهون عن الخروج والقتال في الفتنة كما كان عبد الله بن عمر وسعيد بن المسيب وعلي بن الحسين وغيرهم ينهون عام الحرة عن الخروج على يزيد وكما كان الحسن البصري ومجاهد وغيرهما ينهون عن الخروج في فتنة ابن الأشعث، ولهذا استقر أمر أهل السنة على ترك القتال في الفتنة للأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وصاروا يذكرون هذا في عقائدهم ويأمرون بالصبر على جور الأئمة وترك قتالهم وإن كان قد قاتل في الفتنة خلق كثير من أهل العلم والدين ".
قال القاضي: "وقيل أن هذا الخلاف كان أولاً ثم حصل الإجماع على منع الخروج عليهم. والله اعلم". نقله عنه النووي في "شرح مسلم" (12/229).
وقال ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (2/250):
"وقولهم كان يرى السيف يعني كان يرى الخروج بالسيف على أئمة الجور وهذا مذهب للسلف قديم لكن أستقر الأمر على ترك ذلك لما رأوه قد أفضى إلى أشد منه ففي وقعة الحرة ووقعة بن الأشعث وغيرهما عظةٌ لمن تدبر". انتهى.
هذا وقد أعرضت عن إيراد النصوص من الكتاب والسنة وأقوال أهل العلم الدالة على تحريم الخروج على الحاكم المسلم لأني رأيت الرجل المردود عليه أورد منها عدة أحاديث، فهذا يعني أنه ليس بجاهل عنها، فآثرت الاختصار وتوفير الجهد في ذلك.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ،،،
كتبه
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي
السبت 9/3/1432هـ. الموافق 12/2/2011م.
أضغط هنـــــــــــــــpdfـــــــــــا
أو
أضغط هنـــــــــــــــــــــــdocـــــــــــا
عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الثلاثاء يوليو 02, 2024 7:31 pm عدل 1 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل- المشرف العام
- الدولة : مصر
المساهمات : 2369
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 48
رد: مجموع طوام التكفيري محمد عبد المقصود والردود عليه
الرد على تطاول محمد عبد المقصود على العلامة ربيع المدخلي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فقد وقفت على مقطع لمحمد بن عبد المقصود يتطاول فيه على العلامة ربيع المدخلي ، ويصف فيه السلفيين بأهل البدع والضلال ، وأنه يجوز الدعاء عليهم
من هنـــــــــــــــــــــــــــــــا
1- قال محمد بن عبد المقصود وهو يتحدث عن العلامة ربيع المدخلي :
" واحد كل همه أن ينصر الطواغيت في شتى بقاع الأرض حتى اسمه إليه ده القذافي ، ناصر القذافي وقال عن المجرم المخلوع هنا هذا ولي أمر والخارجون عليه أهل بدع وضلالات إحنا خوارج ! ، وهذا الكلام الذي ذكره ليس مبنياً على شيء "
أقول : الرد على هذا الكلام من وجوه
أولها : ما ذكره من أن الشيخ كل همه نصرة الطواغيت كذبٌ على الشيخ ، فإن حفظه الله محدث كبير على المصنفات والتحقيقات ذوات العدد في هذا الباب ، كما أنه ما ترك أحداً من أهل البدع وإلا ورد عليه
فله ردود على الرافضة والصوفية والخوارج وغيرهم من أهل البدع والضلال ، وأنت يا ابن عبد المقصود تنادي بالإنصاف فأين الإنصاف
ثانيها : إذا كنت تعتبر النهي عن الخروج على أئمة الجور وإن كفروا مناصرةً لهم فاعتبر الحسن البصري مناصراً للحجاج والإمام أحمد مناصراً للواثق لما نهوا عن الخروج عليهما
قال ابن أبي شيبة في المصنف 31191:
حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ أَيُّوبَ ، قَالَ : قَالَ لِي الْحَسَنُ : أَلاَ تَعْجَبُ مِنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ! دَخَلَ عَلَيَّ فَسَأَلَنِي عَنْ قِتَالِ الْحَجَّاجِ وَمَعَهُ بَعْضُ الرُّؤَسَاءِ ، يَعْنِي : أَصْحَابَ ابْنِ الأَشْعَثِ.
أقول : سبب تعجب الحسن أنه نهاهم عن ذلك ، ومع ذلك خرجوا وكان ما كان من سفك الدماء ، والحجاج كان ظلوماً غشوماً سفاكاً للدماء ، فاسد الاعتقاد صح عنه الطعن في ابن مسعود ورميه بالنفاق ، وقد كفره جمع من أهل العلم ، وصح أن جابر بن عبد الله لم يكن يسلم عليه ولا يصلي خلفه ، كما في الطبقات لابن سعد ، وهذا محمول على أنه قد أمن أذاه
قال ابن عبد البر في التمهيد (10/10) :
الحجاج بن يوسف..ومن أهل العلم طائفة تكفره وقد ذكرنا أخبارهم في كتاب مفرد.اهـ
ومع كل هذا نهى الحسن عن الخروج عليه ، وهنا فائدة على الهامش وهي أن الحجاج مع كل ما له من سيئات كان الإمام أحمد يرى دعاة البدعة شراً منه ، لأنهم يريدون تبديل الدين
قال الخلال في السنة 1769:
سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْمَرُّوذِيَّ , قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , وَذَكَرَ الْجَهْمِيَّةَ , فَقَالَ : إِنَّمَا كَانَ يُرَادُ بِهِمُ الْمَطَابِقَ , تَدْرِي أَيَّ شَيْءٍ عَمِلُوا هَؤُلاَءِ فِي الإِسْلاَمِ ؟
قِيلَ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ : الرَّجُلُ يَفْرَحُ بِمَا يَنْزِلُ بِأَصْحَابِ ابْنِ أَبِي دُؤَادَ , عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ إِثْمٌ ؟
قَالَ : وَمَنْ لاَ يَفْرَحُ بِهَذَا ؟
قِيلَ لَهُ : إِنَّ ابْنَ الْمُبَارَكِ قَالَ : الَّذِي يَنْتَقِمُ مِنَ الْحَجَّاجِ , هُوَ يَنْتَقِمُ لِلْحَجَّاجِ مِنَ النَّاسِ .
قَالَ : أَيَّ شَيْءٍ يُشْبِهُ هَذَا مِنَ الْحَجَّاجِ ؟ هَؤُلاَءِ أَرَادُوا تَبْدِيلَ الدِّينِ.
والآن نرجع إلى المقصود
قال المزي في تهذيب الكمال (28/ 247) :
وقَال البُخارِيُّ فِي التاريخ الصغير : حَدَّثَنَا موسى بْن إسماعيل عَن جعفر، يعني ابْن سُلَيْمان، قال: حَدَّثَنَا مالك بن دينار، قال: لقيت معبدا الجهني بمكة بعد ابْن الأشعث وهو جريح، وقد قاتل الحجاج فِي المواطن كلها، فقال: لقيت الفقهاء والناس لم أر مثل الحسن، يَا ليتنا أطعناه - كأنه نادم على قتال الحجاج.اهـ
وقال الخلال في السنة 89:
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي هَارُونَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ , أَنَّ أَبَا الْحَارِثِ حَدَّثَهُمْ قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فِي أَمْرٍ كَانَ حَدَثَ بِبَغْدَادَ , وَهَمَّ قَوْمٌ بِالْخُرُوجِ .
فَقُلْتُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , مَا تَقُولُ فِي الْخُرُوجِ مَعَ هَؤُلاَءِ الْقَوْمِ ؟
فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ , وَجَعَلَ يَقُولُ : سُبْحَانَ اللَّهِ , الدِّمَاءَ , الدِّمَاءَ , لاَ أَرَى ذَلِكَ , وَلاَ آمُرُ بِهِ , الصَّبْرُ عَلَى مَا نَحْنُ فِيهِ خَيْرٌ مِنَ الْفِتْنَةِ يُسْفَكُ فِيهَا الدِّمَاءُ , وَيُسْتَبَاحُ فِيهَا الأَمْوَالُ , وَيُنْتَهَكُ فِيهَا الْمَحَارِمُ , أَمَا عَلِمْتَ مَا كَانَ النَّاسُ فِيهِ , يَعْنِي أَيَّامَ الْفِتْنَةِ ؟
قُلْتُ : وَالنَّاسُ الْيَوْمَ , أَلَيْسَ هُمْ فِي فِتْنَةٍ .
يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ؟
قَالَ : وَإِنْ كَانَ , فَإِنَّمَا هِيَ فِتْنَةٌ خَاصَّةٌ , فَإِذَا وَقَعَ السَّيْفُ عَمَّتِ الْفِتْنَةُ , وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ , الصَّبْرَ عَلَى هَذَا , وَيَسْلَمُ لَكَ دِينُكَ خَيْرٌ لَكَ , وَرَأَيْتُهُ يُنْكِرُ الْخُرُوجَ عَلَى الأَئِمَّةِ , وَقَالَ : الدِّمَاءَ , لاَ أَرَى ذَلِكَ , وَلاَ آمُرُ بِهِ
أقول : فذاك قول الحسن في الخروج على الحجاج وقد علمت من حاله ما علمت ، وهذا قول أحمد في الخروج على من أجبر الناس على القول بخلق القرآن وهو قولٌ كفري ، والذين خرجوا على هذا وعلى ذاك ما أرادوا إلا إعلاء كلمة الله لم يريدوا ديمقراطية ولا غيرها من زبالات عقول الكفار .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة (4/530):
" كان الحسن البصري يقول إن الحجاج عذاب الله فلا تدفعوا عذاب الله بأيديكم ولكن عليكم بالاستكانة والتضرع فإن الله تعالى يقول: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} وكان طلق بن حبيب يقول اتقوا الفتنة بالتقوى فقيل له أجمل لنا التقوى فقال أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو رحمة الله وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عذاب الله رواه أحمد وابن أبي الدنيا .
وكان أفاضل المسلمين ينهون عن الخروج والقتال في الفتنة كما كان عبد الله بن عمر وسعيد بن المسيب وعلي بن الحسين وغيرهم ينهون عام الحرة عن الخروج على يزيد وكما كان الحسن البصري ومجاهد وغيرهما ينهون عن الخروج في فتنة ابن الأشعث ولهذا استقر أمر أهل السنة على ترك القتال في الفتنة للأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وصاروا يذكرون هذا في عقائدهم ويأمرون بالصبر على جور الأئمة وترك قتالهم "
ثالثها : قوله أن الشيخ ربيعاً ناصر القذافي فإنه أفتى بعدم القتال مع أي من الطائفتين ، أفيكون الإفتاء بترك القتال معه مناصرةً له ؟!
والشيخ راعى أمراً لا يراعيه الجهلة أمثالك فإن الخارجين على حسني أو القذافي ما رفعوا إلا شعارات الديمقراطية والحرية والقتال لا ينبغي أن يكون إلا لله .
رابعها : قولك أن اتهامنا بأنا خوارج لا مستند له
فأقول : بل له أصل أصيل
قال مسلم [4888] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالاَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ الْحَضْرَمِي عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَأَلَ سَلَمَةُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِي رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ:
يَا نَبِي اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ قَامَتْ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ يَسْأَلُونَا حَقَّهُمْ وَيَمْنَعُونَا حَقَّنَا فَمَا تَأْمُرُنَا فَأَعْرَضَ عَنْهُ ثُمَّ سَأَلَهُ فَأَعْرَضَ عَنْهُ ثُمَّ سَأَلَهُ فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ فَجَذَبَهُ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ وَقَالَ:
اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ.
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَبَابةُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، بِهَذَا الإِسْنَادِ مِثْلَهُ.
وَقَالَ: فَجَذَبَهُ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، فَإِنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ.
ولا شك أن لا يعطي الناس حقهم لا يحكم بما أنزل الله ، وهذا الوصف لا يقع إلا مقنناً
وقال البيهقي في شعب الإيمان [7523]:
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن موسى السني بمرو أنا أبو الموجه محمد بن عمرو أنا عبدان بن عثمان عن أبي حمزة عن قيس بن وهب الهمداني عن أنس بن مالك قال:
نهانا كبراؤنا من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم قال: لا تسبوا أمراءكم و لا تغشوهم و لا تعصوهم و اتقوا الله و اصبروا فإن الأمر إلى قريب.
أقول: وفي هذا الأثر الرد على من حصر الخروج بالخروج بالسيف.
قال أبو المظفر السمعاني في تفسيره [2/ 42]:
اعلم أن الخوارج يستدلون بهذه الآية ويقولون من لم يحكم بما أنزل الله فهو كافر وأهل السنة لا يكفرون بترك الحكم. اهـ
قال ابن عبد البر في التمهيد [17/ 16]:
وقد ضلت جماعة من أهل البدع من الخوارج والمعتزلة في هذا الباب واحتجوا بآيات ليست على ظاهرها مثل قوله عز وجل: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم
الكافرون}.اهـ
وقال الجصاص في أحكام القرآن [4/ 92]:
وقد تأولت الخوارج هذه الآية على تكفير من ترك الحكم بغير ما أنزل الله من غير جحودٍ لها. اهـ
قال الشاطبي في الإعتصام [2/ 183 - 184] والآجري في الشريعة [1/ 31] واللفظ له:
مما يتبع الحرورية من المتشابه قول الله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} ويقرؤون معها {ثم الذين كفروا بربهم يعدلون} فإذا رأوا الإمام حكم بغير الحق قالوا كفر. اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة [5/ 131]:
{فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم .... } وهذه الآية مما يحتج به الخوارج على تكفير الولاة الذين يحكمون بغير ما أنزل الله. اهـ
قال الأشعري في مقالات المسلمين ص 109:
"وأما السيف؛ فإن الخوارج تقول به وتراه, إلا أن الإباضية لا ترى اعتراض الناس بالسيف ولكنهم يرون إزالة أئمة الجور ومنعهم من أن يكونوا أئمة بأي شيء قدروا عليه ( ولو كان مظاهرات سلمية ) بالسيف أو بغير السيف"
أقول : ما بين القوسين من إضافتي ، وهذا الذي نقله الأشعري هو الذي عليه عامة الخوارج اليوم إزالة أئمة الجور ب(سيف ) أو ب ( مظاهرات سلمية ) ومن يؤيد المظاهرات السلمية يحاول حصر الخروج ب( السيف ) ويغفل عن هذا المذهب القديم للخوارج الذي سجلته كتب الفرق والنبي صلى الله عليه وسلم قال :" حتى تروا كفراً بواحاً "
ولم يقل :" حتى تجدوا وسيلةً لا ضرر فيها أو ضررها قليل "
قال العلامة ابن عثمين في تعليقه على رسالةرفع الأساطين للشوكاني ص65:
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم :" إنه يخرج منضئضيء هذا الرجل من يحقر أحدكم صلاته إلى صلاته " .
ضئضيء يعني " مثل وهذا أكبردليل الخروج على الإمام يكون بالسيف ويكون بالقول والكلام، يعني ما أخذ السيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لكنه أنكر عليه ، وما يوجد في بعض كتب أهل السنة من أن الخروج على الإمام هو الخروج بالسيف فمرادهم بذلك هوالخروج النهائي الأكبر ، كما ذكر النبي عليه الصلاة والسلام أن الزنا يكون بالعين ،يكون بالأذن ، يكون باليد ، يكون بالرجل ، لكن الزنا الأعظم هو الزنا الحقيقة هو زنا الفرج ، فهذه العبارة من بعض العلماء هذا مرادهم .
ونحن نعلم علم اليقين بمقتضى طبيعة الحال أنه لا يمكن خروج بالسيف إلا وقد سبقه خروج باللسان والقول .
الناس لا أن يأخذوا سيوفهم يحاربون الإمام بدون شيء يثيرهم وهو الكلام ، فيكون الخروج على الأئمة بالكلام خروجاً حقيقة ، دلت عليه السنة ،ودل عليه الواقع ، أما السنة فعرفتموها ، أما الواقع فإننا نعلم علم اليقين أن الخروج بالسيف فرعٌ عن الخروج باللسان والقول ، لأن الناس لن يخرجوا بمجرد " يا الله امش خذ السيف " ،لا بد أن يكون هناك توطئة ، تمهيد ، قدحٌ في الأئمة ، وسترٌ لمحاسنهم ، ثم تمتليء القلوب غيظاً ، وحينئذٍ يحصل البلاء . انتهى كلامه رحمه الله
وأنت يا ابن المقصود تقول في شريط لك بعنوان ( أنواع الابتلاء ) الدقيقة 58 يقول :
(... وعليك أن تكثر من الدعاء لإخوانك المسلمين ، وأن تكون واضحا في الحق ، مش واحد شاب رقيع يراني سائرا في الطريق فيقول " يا أسامة .! "
نعم والله .. والله إني لأحب أسامة بن لادن وأواليه ، وأعتقد أنه من المجاهدين في سبيل الله الذين أخبر عنهم الصادق المصدوق _ صلى الله عليه وسلم _ وأن هذا الدين ، والحديث في صحيح مسلم من حديث جابر بن سمرة _ رضي الله تعالى عنه _ أن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال " لا يزال هذا الدين تقاتل عليه عصابةٌ من المسلمين حتى تقومَ الساعة ، أو قال حتى يأتي أمرُ الله " ...) !
أقول : فأنت تواليه وعليه فحكمك كحكمه
قال ابن أبي حاتم في تفسيره 6548 :
حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا ابن فضيل ، عن عاصم ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، أنه سئل عن ذبائح نصارى العرب ، فقال : كل . قال الله : ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم)
وقال أيضاً 6549 :
حدثنا أبو زرعة ، ثنا موسى بن إسماعيل ، ثنا حماد ، عن عطاء بن السائب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : كلوا ذبائح نصارى بني تغلب فإن الله يقول : ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) فلو لم يكونوا منهم إلا بالولاية لكانوا منهم
أقول : يؤخذ من هذا باب القياس ، أن من والى أهل البدع فهو منهم وإن لم يكن على اعتقادهم
وقال ابن بطة في الشرح والإبانة عن أصول الديانة ص218 :
" وَلَا تُشَاوَرْ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ اَلْبِدَعِ فِي دِينِكَ, وَلَا تُرَافِقْهُ فِي سَفَرِكَ وَإِنْ أَمْكَنَكَ أَنْ لَا تُقَارِبَهُ فِي جِوَارِكَ. وَمِنْ اَلسُّنَّةِ مُجَانَبَةُ كُلَّ مَنْ اعْتَقَدَ شَيْئًا مِمَّا ذَكَرْنَاهُ وَهُجْرَانُهُ وَالْمَقْتُ لَهُ, وهُجْرَانُ مَنْ وَالَاهُ وَنَصْرَهُ وَذَبَّ عَنْهُ وَصَاحَبَهُ وَإنْ كَانَ اَلْفَاعِلُ لِذَلِكَ يُظْهِرُ اَلسُّنَّةَ "
وإليك حكم بعض العلماء في ابن لادن
قال الشيخ ابن باز كما في مجموع فتاويه (8/ 410) :
" هذه النشرات التي تصدر من الفقيه، أو من المسعري، أو من غيرهما من دعاة الباطل ودعاة الشر والفرقة، يجب القضاء عليها وإتلافها وعدم الالتفات إليها، ويجب نصيحتهم وإرشادهم للحق، وتحذيرهم من هذا الباطل، ولا يجوز لأحد أن يتعاون معهم في هذا الشر، ويجب أن ينصحوا، وأن يعودوا إلى رشدهم، وأن يدَعوا هذا الباطل ويتركوه، ونصيحتي للمسعري والفقيه وابن لادن وجميع من سلك سبيلهم أن يدَعوا هذا الطريق الوخيم، وأن يتقوا الله ويحذروا نقمته وغضبه، وأن يعودوا إلى رشدهم وأن يتوبوا إلى الله مما سلف منهم، والله سبحانه وعد عباده التائبين بقبول توبتهم"
ووصفه العلامة صالح الفوزان بأنه من الخوارج وأنت تواليه فأنت مثله
خامسها : أن وصفكم بالخوارج تكريمٌ لكم ، فإن الخوارج يخرجون من أجل تحكيم الشريعة ، والثورة التي التحقتم بها كانت من أجل الديمقراطية كما قال صاحبك عبد الرحمن عبد الخالق
في مقابلته مع جريدة الوطن الكويتية حيث قال : لكن الثورة المصرية خرجت لتزيح الحاكم وتنادي بنظام ديموقراطي
وإمعاناً منك ومن صاحبك في الخضوع لطاغوت الديمقراطية جوزتم الاحتفال بذكرى ( ثورة 25 يناير ) ثورة الديمقراطية !
سادسها : أن يقال إذا كنت تعتبر الوقوف مع النصوص ، وحقن دماء المسلمين مناصرةً للطواغيت فما عساك تقول في بناء الكنائس ، وقد أقررت أنت بناء كنيسة !
قال محمد ابن حسان كما في التسجيل الصوتي المنشور له :" سابعاً : وهذا ما أخذت عليه فتوى جميع علمائكم الذين ذكرت لكم أسماءهم .
سابعاً : وفقاً ( وأرجو أن تركزوا في كل كلمة ) وفقاً للأحكام العامة لشرع الله عز وجل ولفتوى أهل العلم الذين ذكرنا أسماءهم قرر المجلس الأعلى للقوات المسلحة إعادة بناء الكنيسة على ما كانت عليه بلا زيادة أو نقصان "
2- قال محمد بن عبد المقصود :
" فجل أو كل دعوته توجيه السهام لجميع العاملين في حقل الدعوة "
أقول : هذا كذب تكفي حكايته عن نقضه ، وأنت يا ابن المقصود كنت ولا زلت توجه سهام الاتهام بالإرجاء لمن يخالفك في تكفير الحاكم ، بل وتكفير تارك الصلاة ، فما عساك أن تقول عن نفسك
ثم ها أنت تكلمت في عدد غير قليل ممن يعمل في حقل الدعوة ، ممن تسميهم أتباع ربيع المدخلي ، وبدعتهم وجوزت الدعاء عليهم ، واعتبرت مذهبهم في السمع والطاعة سبةً ، أفيحل لك أنت الكلام في الناس بالباطل ، ولا يحل لهم في الناس بصدق وعدل
3- قال ابن عبد المقصود :
" وبعد أن رفع أسامة القوصي إلى سابع سماء خسف به سابع أرض "
أقول : هذه منقبة للشيخ ، فإن مما لا ينكره أحد حتى القوصي نفسه أنه تغير عن مسلكه السابق ، فلو بقي الشيخ ربيع على ثنائه عليه لكان متناقضاً
قال المزي في تهذيب الكمال (4/ 465):
"وَقَال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم: سمعت الشافعي يقول: قال سفيان الثوري س لشعبة: لئن تكلمت في جابر الجعفي، لأتكلمن فيك! "
أقول: هذا إن صح فإن الشافعي لم يدرك الثوري محمولٌ على ما كان قبل إظهار الجعفي لاعتقاد الرجعة، وهذا إلزامٌ بالتعديل خلافاً لقواعد القوم فتأمل !
قال العقيلي (1/ 191):
"حدثنا بشر قال حدثنا الحميدي قال حدثنا سفيان قال الناس يحملون عن جابر قبل أن يظهر ما أظهر فلما أظهر ما أظهر اتهمه الناس في حديثه وتركه بعض الناس فقيل له وما أظهر قال الإيمان بالرجعة "
فتأمل كيف عدلوه ورووا عنه قبل أن يظهر ما أظهر، فلما أظهر الإيمان بالرجعة تركوه، ولم يثلبهم أحدٌ بذلك"
وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية يذكر أنه كان يحسن الظن بابن عربي حيث قال كما في مجموعة الرسائل والمسائل (1/171) :
" وإنما كنت قديماً ممن يحسن الظن بابن عربي ويعظمه لما رأيت في كتبه من الفوائد مثل كلامه في كثير من الفتوحات والكنه والمحكم المربوط والدرة الفاخرة ومطالع النجوم ونحو ذلك ولم نكن بعد اطلعنا على حقيقة مقصوده ولم نطالع الفصوص ونحوه"
ثم بعد أن اطلع على حقيقة أمره قال كلمه المعروفة كما في مجموع الفتاوى ( 2/132 ) :
" يجب عقوبة كل من انتسب إليهم أو ذب عنهم أو أثنى عليهم أو عظم كتبهم أو عرف بمساعدتهم ومعاونتهم أو كره الكلام فيهم أو أخذ يعتذر لهم بأن هذا الكلام لا يدرى ما هو أو من قال انه صنف هذا الكتاب وأمثال هذه المعاذير التي لا يقولها إلا جاهل أو منافق بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم ولم يعاون على القيام عليهم فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات لأنهم أفسدوا العقول والأديان على خلق من المشايخ والعلماء والملوك والأمراء وهم يسعون في الأرض فسادا ويصدون عن سبيل الله "
4- ثم تحدث محمد بن عبد المقصود عن الامتحان بالأشخاص عند الشيخ ربيع وقال في معرض كلامه :
" والشيخ سيد قطب و حسن البنا عند المدخلي أخطر على الإسلام من اليهود والنصارى "
قول الشيخ ( أشر من اليهود والنصارى ) وغيرها من الألفاظ يريد بها أنهم أشر على الأمة باعتبار أن الاغترار بهم أعظم ، وإن كانوا في أنفسهم خيراً منهم
قال الترمذي [ 4086 ]:
" حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ صَبِيحٍ وَحَمَّادُ ابْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي غَالِبٍ قَالَ
رَأَى أَبُو أُمَامَةَ رُءُوسًا مَنْصُوبَةً عَلَى دَرَجِ مَسْجِدِ دِمَشْقَ فَقَالَ أَبُو أُمَامَةَ كِلَابُ النَّارِ شَرُّ قَتْلَى تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ خَيْرُ قَتْلَى مَنْ قَتَلُوهُ ثُمَّ قَرَأَ{يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ}إِلَى آخِرِ الْآيَةِ , قُلْتُ لِأَبِي أُمَامَةَ أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ إِلَّا مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا حَتَّى عَدَّ سَبْعًا مَا حَدَّثْتُكُمُوهُ
" . قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ
أقول :تأمل قوله ( شر قتلى تحت أديم السماء ) ، وتحت أديمها يهود ونصارى ومجوس
قال البربهاري في [ شرح السنة فقرة 76 ]:
" وليس لأحد رخصة في شيء أخذ به مما لم يكن عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يكون رجل يدعو إلى شيء أحدثه من قبله من أهل البدع فهو كمن أحدثه فمن زعم ذلك أو قال به فقد رد السنة وخالف الحق والجماعة وأباح الهوى .
وهو أشر على هذه الأمة من إبليس ومن عرف ما ترك أهل البدع من السنة وما فارقوا منها فتمسك به فهو صاحب سنة وصاحب جماعة وحقيق أن يتبع وأن يعاون وأن يحفظ وهو ممن أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم "
أقول : تأمل قوله ( أشر من إبليس )
قال ابن سعد في الطبقات 9192
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، قَالَ : ذُكِرَ عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ الْمُرْجِئَةُ فَقَالَ : وَاللَّهِ إِنَّهُمْ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ .
فتأمل قوله (وَاللَّهِ إِنَّهُمْ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ) ، وإسناد الخبر صحيح
وقال عبد الغني المقدسي في[ عقيدته ص121] :
"واعلم-رحمك الله -أن الإسلام وأهله أتوا من طوائف ثلاث :
فطائفة ردت أحاديث الصفات وكذبوا رواتها ، فهؤلاء أشد ضررا على الإسلام وأهله من الكفار.
وأخرى قالوا بصحتها وقبولها ، ثم تأولوها ، فهؤلاء أعظم ضررا من الطائفة الأولى.
الثالثة : جانبوا القولين الأولين ، وأخذوا بزعمهم ينزهون وهم يكذبون ، فأداهم ذلك إلى القولين الأولين ، وكانوا أعظم ضررا من الطائفتين الأولتين "
قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (9/7) :
" حَتَّى إنَّ مِنْ الْحِكَايَاتِ الْمَشْهُورَةِ الَّتِي بَلَغَتْنَا : أَنَّ الشَّيْخَ أَبَا عَمْرِو بْنَ الصَّلَاحِ أَمَرَ بِانْتِزَاعِ مَدْرَسَةٍ مَعْرُوفَةٍ مِنْ أَبِي الْحَسَنِ الآمدي وَقَالَ : أَخْذُهَا مِنْهُ أَفْضَلُ مِنْ أَخْذِ عَكَّا .
مَعَ أَنَّ الْآمِدِيَّ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ فِي وَقْتِهِ أَكْثَرَ تَبَحُّرًا فِي الْعُلُومِ الْكَلَامِيَّةِ وَالْفَلْسَفِيَّةِ مِنْهُ وَكَانَ مِنْ أَحْسَنِهِمْ إسْلَامًا وَأَمْثَلِهِمْ اعْتِقَادًا "
أقول : وعكا كانت آنذاك بيد الصليبيين .
وأما مسألة الامتحان فقد تم تفصليها في غير هذا الموضع ، غير أنني أود أن أقول لم هو ينكر الامتحان بأهل البدع ، وهو نفسه امتحن السلفيين بموقفهم من حسني مبارك و القذافي ؟!
علماً بأن أهل البدع أخطر من أئمة الجور
قال شيخ الإسلام كما جامع المسائل (6/40) :
" والغالب أن الظلم في الدين يدعو إلى الظلم في الدنيا، وقد لا ينعكس، ولهذا كان المبتدع في دينه أشدَّ من الفاجر في دنياه، وعقوبات الخوارج أعظم من عقوبات أئمة الجور، كما قررتُ هذا في قاعدة "بيان أن البدع أعظم من المعاصي بالكتاب والسنة وإجماع الأمة، وبما يعقل به ذلك من الأسباب". ثم مع هذا لا يجوز أن يعاقب هذا الظالم ولا هذا الظالم إلا بالعدل بالقسط، لا يجوز ظلمه"
قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (20/ 103) :
" الوجه السابع : أن أهل البدع شر من أهل المعاصي الشهوانية بالسنة والإجماع فان النبي صلى الله عليه و سلم أمر بقتال الخوارج ونهى عن قتال أئمة الظلم وقال في الذي يشرب الخمر لا تلعنه فانه يحب الله ورسوله .
وقال في ذي الخويصرة يخرج من ضئضيء هذا أقوام يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين وفي رواية من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم أينما لقيتموهم فاقتلوهم فان في قتلهم أجراً عند الله لمن قتلهم يوم القيامة "
5- ثم زعم أن الشيخ ربيعاً تكلم في القوصي لأنه عدل المأربي وأن الشيخ ربيعاً قال للقوصي :
" أنت أشر منه "
وما نقله عن الشيخ في قوله [ أنت أشر منه ] كذب له قرون ، والشيخ صبر على القوصي وناصحه طويلاً وأوصى أهل بلده بالصبر عليه ، حتى وصل إلى مرحلة لا يسكت عليها .
6- ثم زعم محمد بن عبد المقصود أن تزكية الشيخ الألباني للشيخ ربيع جاءت على سبيل المجاملة ! ، وأنه قد عرف ذلك من تلاميذ الشيخ !
وبهذا يهدم علم الجرح والتعديل ، فالجرح إذا لم يوافق هوانا قلنا :" هذا غير مقنع "
والتعديل إذا لم يوافق هوانا قلنا :" هذا مجاملة "
والإمام عبد العزيز بن باز - رحمه الله - قال عن الشيخ ربيع -حفظه الله -:
إنه إمام في السنة. فهذه مجاملة أيضاً !
(انظر كتاب النقولات السلفية في الرد على الطائفة الحدادية ص 51 للشيخ عبد الله الأحمري بتقديم)
1 - الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي – رحمه الله-
2 - والشيخ العلامة صالح الفوزان -حفظه الله -
3 - والشيخ حافظ ثناء الله الزاهدي -حفظه الله -
فكل هؤلاء اطلعوا على مقالة الإمام عبد العزيز بن باز - رحمه الله - فما كان منهم إلا التقديم لهذا الكتاب النافع , فالشيخ ربيع -حفظه الله -إمام في السنة وإمام في الجرح والتعديل ، وهؤلاء كلهم مجاملون !
وقال الشيخ الألباني في شريط (الموازنات بدعة العصر للألباني) بعد كلامٍ له في هذه البدعة العصرية:
"وباختصار أقول: إن حامل راية الجرح والتعديل اليوم في العصر الحاضر وبحق هو أخونا الدكتور ربيع، والذين يردون عليه لا يردون عليه بعلم أبداً، والعلم معه، وإن كنت أقول دائماً وقلت هذا الكلام له هاتفياً أكثر من مرة أنه لو يتلطف في أسلوبه يكون أنفع للجمهور من الناس سواء كانوا معه أو عليه، أما من حيث العلم فليس هناك مجال لنقد الرجل إطلاقاً، إلا ما أشرت إليه آنفاً من شيء من الشدة في الأسلوب، أما أنه لا يوازن فهذا كلام هزيل جداً لا يقوله إلا أحد رجلين: إما رجل جاهل فينبغي أن يتعلم، وإلا رجل مغرض، وهذا لا سبيل لنا عليه إلا أن ندعو الله له أن يهديه سواء الصراط" انتهى
فتأمل قول الشيخ ( وبحق ) ، وكأنه احترز من تشغيب المشغبين بأن ذلك لعله يصدر على سبيل المجاملة .
ثم تأمل بقية كلام الشيخ حيث قال :
" والذين يردون عليه لا يردون عليه بعلم أبداً، والعلم معه"
رحم الله الشيخ ، كأنه يصف حال ابن عبد المقصود ، علماً بأن ابن عبد المقصود كذب على الشيخ ولم يذكر لفظ تزكيته ، بل مسخها قائلاً عن الشيخ الألباني قال عن الشيخ ربيع :" ذهبي العصر "
والطريف أن ابن عبد المقصود يصف الشيخ ربيعاً بأنه يشبه جماعة التكفير والتوقف ، ويا ليت شعري من أشبه بالجماعات التكفيرية ، من دعا إلى السمع والطاعة ، وانتقد منهج سيد قطب في التكفير منذ أكثر من ربع قرن ، أمن يكفر الحكام ويدعو للخروج عليهم ، ويتهم من لا يكفرهم بالإرجاء
وقد تكثر بكتاب ( المعيار لعلم الشيخ ربيع ) ، الذي الشيخ نقضاً مبرماً في ( بيان فساد المعيار )
وقد زعم أن الشيخ ربيعاً وراء القتال الدائر في اليمن وليبيا ، وقد قدمت أن الشيخ ينهى عن القتال في الفتنة ، وقد قرأ كتاب الفتن من جامع الترمذي على طلبة العلم الليبيين لما سألوه عن النازلة التي حلت بهم
7- قال ابن عبد المقصود وهو يتحدث عن الشيخ ربيع :
" هو لا يعرف شيئاً إلا في هذه القضية ولي الأمر ولي الأمر "
هذا الكلام حكايته تغني عن رده ، فبعد شهادة العلماء للعلامة ربيع المدخلي أيؤبه لسفيه كابن المقصود , والعجيب أن القوم دعاة موازنات , ثم هم يجحدون حسنات أهل السنة ولا يغفلون ذكرها فقط .
8- قال ابن المقصود :
" ربيع المدخلي هو اللي قال ما يلزمنيش لا ابن تيمية ولا ابن القيم ولا غيره علينا بالسلف الصالح طب قولي السلف الصالح اللي هما لحد كام الصحابة والتابعين وتابعي التابعين "
أقول : وهذا كذبٌ على الشيخ فالشيخ لا زال معتزاً بأهل الحديث في كل زمان ومكان , حاثاً على الانتفاع بعلومهم .
قال الشيخ في مكانة أهل الحديث ص4 :
" هم بعد صحابة رسول الله جميعًا ـ وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون ـ سادة التابعين، وعلى رأسهم: سعيد بن المسيب (ت بعد 90ه)، وعروة بن الزبير (ت 94ه)، وعلي بن الحسين زين العابدين (ت 93ه)، ومحمد بن الحنفية (ت بعد 80ه)، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود (ت 94 أو بعدها)، و سالم بن عبد الله بن عمر (ت 106ه)، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق (ت 106ه)، والحسن البصري (ت 110ه)، ومحمد بن سيرين (ت 110ه)، وعمر بن عبد العزيز (ت 101ه)، ومحمد بن شهاب الزهري (ت 125ه).
ثم أتباع التابعين، وعلى رأسهم: مالك (ت 179ه)، والأوزاعي (ت 157ه)، وسفيان بن سعيد الثوري (ت 161ه)، وسفيان بن عيينة (ت 198ه)، وإسماعيل بن علية (ت 193ه)، والليث بن سعد (ت 175ه).
ثم أتباع هؤلاء، وعلى رأسهم: عبد الله بن المبارك (ت 181ه)، ووكيع بن الجرّاح (ت 197ه)، والإمام محمد بن إدريس الشافعي (ت 204ه)، وعبد الرحمن ابن مهدي (ت 198ه)، ويحيى بن سعيد القطّان (ت 198ه)، وعفّان بن مسلم (ت 219ه).
ثم تلاميذ هؤلاء الذين سلكوا منهجهم، وعلى رأسهم: الإمام أحمد بن حنبل (ت 241ه)، ويحيى بن معين (ت 233ه)، وعلي بن المديني (ت 234ه).
ثم تلاميذهم كالبخاري (ت 256ه)، ومسلم (ت261ه)، وأبي حاتم (ت 277ه)، وأبي زُرعة (ت 264ه)، وأبي داود (ت 275ه)، والترمذي (ت 279ه)، والنسائي (303هـ).
ثم مَن جرى مجراهم في الأجيال بعدهم، كابن جرير (ت 310ه)، وابن خزيمة (ت 311ه)، والدارقطني (ت 385ه) في زمنه، والخطيب البغدادي (ت 463ه)، وابن عبد البر النمري (ت 463ه)، وعبد الغني المقدسي (ت600هـ)، وابن قدامة (ت 620ه)، وابن الصلاح (ت 643ه)، وابن تيمية (ت 728ه)، والمزّي (ت 743ه)، والذهبي (ت 748ه)، وابن كثير (ت 774ه)؛ وأقران هؤلاء في عصورهم ومَن تلاهم واقتفى أثرهم في التمسُّك بالكتاب والسنة إلى يومنا هذا.
هؤلاء الذين أعني بهم أهل الحديث"
وعلى تعريف ابن المقصود للسلف الصالح الذي نسبه كذباً للشيخ ربيع ، يخرج الإمام أحمد من مسمى السلف الصالح ! ، والعلماء من بعد الصحابة كلهم أقوالهم يحتج لها ، ولا يحتج بها
ولعل ابن عبد المقصود لما رأى من منهج الشيخ ربيع طلب علو الإسناد ، والحث على العناية بعلوم السلف فهم غلطاً أنه لا يرفع رأساً بالمتأخرين
قال ابن القيم في الطرق الحكمية ص373 :
" وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ الْمُسْتَمْلِي : سَأَلَ أَحْمَدَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : أَكْتُبُ كُتُبَ الرَّأْيِ ؟ قَالَ : لَا تَفْعَلْ ، عَلَيْك بِالْحَدِيثِ وَالْآثَارِ ،
فَقَالَ لَهُ السَّائِلُ : إنَّ ابْنَ الْمُبَارَكِ قَدْ كَتَبَهَا ، فَقَالَ لَهُ أَحْمَدُ : ابْنُ الْمُبَارَكِ لَمْ يَنْزِلْ مِنْ السَّمَاءِ ، إنَّمَا أُمِرْنَا أَنْ نَأْخُذَ الْعِلْمَ مِنْ فَوْقٍ "
فهذا منهج أحمد ، ولا يعني الحط على من تأخر من العلماء إذا كان سائراً على منهج السلف الصالح
ثم بعد هذا كله كان المتوقع أن تكافيء جمعية إحياء التراث الإسلامي ، محمد بن عبد المقصود ، وقد كان ذلك
فإن ابن عبد المقصود يحل في هذه الأيام ضيفاً على جمعية إحياء التراث في الكويت فرع قرطبة ، وسيعطي محاضرةً في ( مسرحها ) ! ، وقد وزعت الإعلانات في شتى أنحاء الكويت ، ولعلي أوافيكم بصورةٍ منه
قال ابن أبي شيبة في المصنف 38440:
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : تَخْرُجُ الدَّابَّةُ مَرَّتَيْنِ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُضْرَبَ فِيهَا رِجَالٌ ، ثُمَّ تَخْرُجُ الثَّالِثَةُ عِنْدَ أَعْظَمِ مَسَاجِدِكُمْ ، فَتَأْتِي الْقَوْمَ وَهُمْ مُجْتَمِعُونَ عِنْدَ رَجُلٍ فَتَقُولُ : مَا يَجْمَعُكُمْ عِنْدَ عَدُوِّ اللهِ ، فَيَبْتَدِرُونَ فَتَسِمُ الْكَافِرَ حَتَّى أَنَّ الرَّجُلَيْنِ لَيَتَبَايَعَانِ ، فَيَقُولُ هَذَا : خُذْ يَا مُؤْمِنُ ، وَيَقُولُ هَذَا : خُذْ يَا كَافِرُ.
أقول : إسناده صحيح ، وكم من عدو لله يجتمع عليه اليوم والله المستعان !
ولا أدري ماذا سيصنع علي الحلبي الآن ؟!
هل سيماحك ويبحث عن سجعٍ بارد يعنون به لمماحكته ، ولأنني ضقت ذرعاً بأسجاعه الباردة ، وتكلفه في الخطاب إلى حدٍ يجعلك تظن أن نفسه ستزهق قبل إتمام الجملة ، سأقترح عليه بعض العناوين لمقاله المرتقب في الذب عن الجمعية
فليسمه مثلاً ( هنبثة الجدل المخاصم في الذب عن أهل الدنانير والدراهم )
أو
( الترقيعات المستحسنة لأهل القروض الحسنة )
أو
( البديع في فن الترقيع )
ولا أدري أي طريق سيسلك في الترقيع ، لعله سيعدل ابن عبد المقصود وسيصبح ( سلفياً بملء الفم ) ، وأخطاؤه لا تخرجه من السلفية ، أو أنه سيطوي كشحاً عن هذا الأمر وكأنه لا يراه ثم يقول بعد ذلك ( بيننا وبينكم العلم )
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه
منقول للفائدة
أبو عبد الله أحمد بن نبيل- المشرف العام
- الدولة : مصر
المساهمات : 2369
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 48
أبو عبد الله أحمد بن نبيل- المشرف العام
- الدولة : مصر
المساهمات : 2369
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 48
رد: مجموع طوام التكفيري محمد عبد المقصود والردود عليه
[ قاصمة الظهر لكل حزبيّ ]
[ محمد عبدالمقصود ] [ قبل الثورة ] لا يجوز دخول البرلمان من أجل تطبيق الشريعة!!!
بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله.
الحمدُ لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومَن اتبع هداه...
وبعدُ: انتخبونا.. انتخبونا.. لكي نُطَبِّق شرعَ الله!! تلك المقولة التي كانوا يضحكون بها على العوام، وأتباعهم المُغَرَّر بهم. والسؤال الذي نود طرحه على كل حزبيّ مُدَّعٍ أنه سلفيّ: هل يجوز -شرعًا- عَرْض الشريعة الإسلامية على الأفراد ليقولوا أتُطَبَّق أم لا؟!!! فلندع أدعياء السلفية يردُّون بأنفسهم -قبل الثورة- على أنفسهم -بعد الثورة-!!
[ محمد عبدالمقصود -التكفيري سابقًا، المُبرراتي لاحقًا- : إذا طُبِّقَت الشريعة؛ لأن الغالبية وافقت على تطبيقها ما كان هذا إسلامًا أبدًا!! وهذا كُفرٌ مجردٌ بإجماع المسلمين!! ]
اضغط هنا لتحميل المقطع.
التفريغ: (ما حكم الإسلام في الترشيح لمجلس الشعب؟ هذا المجلس يتحاكم إلى غير شريعة الله -عز وجل- ويجعل الدستور الذي وضعه حاكمًا على شريعة الله -عز وجل- وأعضاء هذا المجلس جعلوا في دستورهم هذا، جعلوا لأعضاء المجلس حقًا في أن يوافقوا على تطبيق الشريعة أو أن يرفضوا تطبيق الشريعة، وهذا كفرٌ مجردٌ بإجماع المسلمين. ولا تلتفتوا إلى الترهات التي يُشوِّش بها مرجئة العصر على عقيدة أهل السنة والجماعة. ولعلكم قرأتم مرارًا بيان (اللجنة الدائمة)، أنا أعلم أن (العَنْبَرِي) قد أرسل رسالةً إلى (اللجنة الدائمة)، وهي رسالة مُشوشة، باطلة، كاسِدة، وهذه الرسالة -إن شاء الله- ربما تعرضنا لها مستقبلًا -بإذن الله تعالى- لكن حتى لا نضيع الأوقات. فإذا كان المجلس على هذه الصفة لم يجز لإنسانٍ أن يُرشِّحَ نفسه لدخول مثل هذه المجالس، وهو يُقسِمُ أن يحترمَ الدستور، ويفعلُ هذا وقد نَسِيَ ما ثبتَ في "الصحيحين" من حديث (ابن عباس) -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أبغضُ الناسِ إلى الله ثلاثة: مُلحدٌ في الحَرم، ومبتغٍ في الإسلام سنةً جاهليةً، وطالب دم امرئٍ بغير حق؛ ليهرقَ دمه". محل الشاهد، قوله -عليه الصلاة والسلام-: " ومبتغٍ في الإسلام سنةً جاهليةً "، ومعلومٌ أن هذه الأحكام أحكام جاهلية، وقد أمرنا الله -عز وجل- أن نتحاكمَ إلى شريعته، ونعى، وذمَّ، ووبَّخَ مَن لجأ إلى حكمٍ غير حكمه، فقال: (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ).
وفي "صحيح مسلم" من حديث (جابر بن عبدالله) -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال في خُطبة يوم عرفة: (إن دماءكم وأموالكم حرامٌ عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا وإن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي هاتين موضوع). ولو أن الناس صَوَّتوا في هذا المجلس لصالح تطبيق الشريعة؛ فَطُبِّقَت لأن المجلس وافق على ذلك ما كان هذا إسلامًا أبدًا!!! لكن ينبغي أن تُطبَّق الشريعة رغم أنف الرافضين؛ لأنها حُكم الله -عز وجل-، والذين يملكون تطبيقها الآن يملكون إلغاءها في المستقبل!! فإذا طُبِّقت الشريعة؛ لأن الغالبية وافقت على تطبيقها، والدستور ينص على أن الحُكم للغالبية، معنى هذا أن يكون الدستور حاكمًا على شريعة الله -عز وجل-، وهذا كُفرٌ مجردٌ بإجماع المسلمين كما ذكرتُ مرارًا وتكرارًا في تعليقي على أربع رسائل صدرت من الأردن).اهـ
[جزء من فتوى "ما حُكم الإسلام فى الترشيح لإنتخابات مجلس الشعب؟" - لمحمد عبدالمقصود -هداه الله-].
قلتُ: فهل ما كان كُفرًا مجردًا بإجماع المسلمين!! صار اليومَ واجبًا شرعيًا؟!! وصوتكَ أمانة؟!! وعدم الإدلاء بصوتك خيانة؟!! (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا) [آل عمران: 8]
[ ياسِر بُرْهَامِي : لا يجوز -شرعًا- عَرْضِ الشريعة الإسلامية على الأفراد ليقولوا أَتُطَبَّق أم لا تُطَبَّق؟!! ]
قال ياسِر بُرْهَامِي: (لا يجوز شرعاً عرض الشريعة الإسلامية على الأفراد ليقولوا أَتُطَبَّق أم لا تُطَبَّق، قال تعالى: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [النساء: 65]، وقال سبحانه: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً) [الأحزاب: 36]. وحكى الشافعي الإجماع من الصحابة فمن بعدهم على أنه من استبانت له سنة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس أيا كان).اهـ [ مقال : "السلفية ومناهج التغيير" - لياسر بُرهامي -هداه الله-].
قلتُ: فلماذا أصبح الآن جائزًا!! -بل واجبًا شرعيًا!!- والمخالفُ لكم فارٌ من الزحف، وطاعنٌ من الخَلْفِ؟!! فإن قال أحد أدعياء السلفية (الحزبيين): لكن هناك فَرْقٌ بين الحُكم والفتوى؛ فالفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان، والوضع بعد الثورة يختلف عنه قبل الثورة؟!!
فالجواب: أنَ الحُكم في هذه الفتاوى غيرُ خاضعٍ لتغير الواقع، أو تغير الزمان والمكان؛ إذ العِلّة في المنع لا علاقة لها أبدًا بتغير الواقع، وهذا واضحٌ للعيان لا ينتطحُ فيه عَنْزَان!! ومن هنا يُعلم أن (التزوير) لم يكن هو العلة الوحيدة في منع المشاركة في الانتخابات والبرلمانات، لكنهم يكذبون على أتباعهم بقولهم: قد أَمِنَّا من التزوير!!
وختامًا: إن كانت هناك بقية من إنصاف عند أدعياء السلفية لعلموا أن شيوخهم قد أضلوهم سواء السبيل، وأننا -والله- لا نبغي لهم إلا الخير وهدايتهم. ولذا ننصحهم -جميعًا- بالخروج من طاعة الأحبار إلى عبادة الله الواحد القهار.
أبو عبد الله أحمد بن نبيل- المشرف العام
- الدولة : مصر
المساهمات : 2369
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 48
مواضيع مماثلة
» مجموع طوام طارق السويدان الردود عليه
» مجموع طوام محمد عوامة والردود عليه
» مجموع طوام محمد إسماعيل المقدم والردود عليه
» مجموع طوام محمد بن صالح المنجد والردود عليه
» مجموع طوام الإخواني الصوفي محمد الددو والردود عليه
» مجموع طوام محمد عوامة والردود عليه
» مجموع طوام محمد إسماعيل المقدم والردود عليه
» مجموع طوام محمد بن صالح المنجد والردود عليه
» مجموع طوام الإخواني الصوفي محمد الددو والردود عليه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى