شبكة سبيل المؤمنين العلمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه

اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Empty مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الأربعاء مارس 20, 2024 2:19 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه 1610
التكفير وخطورته وضوابطه
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد؛
فهذه وقفات مهمة في باب عظيم من الأبواب التي زلت فيها الأقدام، ونحى فيها من نحى، ومال عن الطريق وعن الصواب وعن الجادة التي أمر الله سبحانه وتعالى بها، فوقع في منزلق عظيم لفساد الاعتقاد الذي حلّ به في هذا الباب، وقد جعل الله سبحانه وتعالى هذه الأمة أمة وسطا كما قال الله سبحانه: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَٰكُمۡ أُمَّةٗ وَسَطٗا لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيۡكُمۡ شَهِيدٗا} [البَقَرَةِ :   143  ]، ومن تمام الوسطية التي عليها أهل السنة صحة الاعتقاد على وفق ما أمر الله سبحانه وتعالى به، واستقاء ذلك من نصوص الكتاب ونصوص السنة عملا بهدي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما درج عليه سلف هذه الأمة رضوان الله تعالى عليهم، وأخذ ذلك علماء الإسلام كابرا عن كابر بل أخذه الصغير والكبير، ولا زال الأمر في هذا الباب أعني باب الأسماء والأحكام كما يسميه أهل السنة لا زال الباب فيه على الجادة حتى نبتت نابتة فتكلمت في ذلك، بما لم يفهموا فيه مراد الله سبحانه وتعالى ولا مراد رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فحرفوا دين الإسلام، ومالوا في ذلك عما أمر الله سبحانه وتعالى به، فانحرفت بهم الأهواء والظنون، ولا زالوا في ذلك الغيّ حتى كفَّرُوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، واستحلوا دماءهم وأموآلهم وأعراضهم، وهم الذين مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو راض عنهم فكيف قد حلّ لأيّ كان أن يستحل ذلك فيهم رضي الله عنهم، وقد أمر الله سبحانه وتعالى بإكبارهم وإجلالهم وتوقيرهم واحترامهم رضوان الله تعالى عليهم، وهكذا الذي درج عليه أهل السنة وهذا الذي تعلموه وعلموه فكانوا وسطا بين من غلا في هذا الباب فكفَّر من لم يأمر الله سبحانه وتعالى بتكفيره، وبين من  غلا في الجانب الآخر فأدخل في هذا الدين من أخرجه الله سبحانه وتعالى عنه، والواقع يا إخوة يثبت ما كان قد حذَّر منه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من نحلة الخوارج الذين اعتقدوا تكفير أهل الإسلام وأهل القبلة، ولذلك كان ينبغي في هذا الباب الرجوع إلى نصوص القرآن ونصوص السنة على وفق ما فهمه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعلى وفق ما فهمه سلف هذه الأمة وعلماء هذه الأمة، فصانوا بذلك الدماء، وصانوا بذلك الأعراض وحفظوا أنفسهم من منزلق عظيم يجر إلى هاوية تردي إلى نار جهنم والعياذ  بالله سبحانه.
وقد جاءت نصوص القرآن والسنة بالأمر بالإيمان بالله سبحانه والاستسلام له، وانعقدت ألسنة أهل وقلوبهم وأعمالهم على ما أمر الله سبحانه وتعالى به، فانقاضوا لله سبحانه وتعالى بذلك، وعلموا الناس ونشروا فيهم سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وهذه القضية العظيمة أعني الكلام على باب التكفير قضية عظيمة يجب على المؤمن فيها الوقوف والتريث والنظر وطرح الاستعجال لكي يحفظ نفسه من مغبة الهوى في ذلك، فالنفوس قد تتوقُ أحيانا إلى استعجال بعض المسائل واستحسانها دون التأمل والنظر، وهذا ما كان من أسباب أن يتردى العبد في مزالق الهوى، ويبعد عما أمر الله سبحانه وتعالى به، وقد حرم الله سبحانه وتعالى الأعراض وحرم الله سبحانه وتعالى الدماء، والله سبحانه وتعالى قد بعث رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ببيان هذا الدين صغيره وكبيره وتوضيحه حتى قال سلمان الفارسي رضي الله عنه كما في صحيح مسلم: «لَقَدْ نَهَانَا أَنْ نَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ لِغَائِطٍ، أَوْ بَوْلٍ، أَوْ أَنْ نَسْتَنْجِيَ بِالْيَمِينِ، أَوْ أَنْ نَسْتَنْجِيَ بِأَقَلَّ مِنْ ثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ، أَوْ أَنْ نَسْتَنْجِيَ بِرَجِيعٍ أَوْ بِعَظْمٍ» ([1])، فمن علم أصحابه وأمته أحكام قضاء الحاجة فلا شك ولا ريب أن يعلمهم وأن يبين لهم سبيل حفظ الأعراض وحفظ الأموال وحفظ الدماء، فإن باب التكفير يترتب عليه من الأحكام الدنيوية ما قد تزول به الأعراض أو تزول به الدماء أو تزول به الأموال وغير ذلك من الأحكام المعلومة.
ومن تأمل بداية الفتن منذ مقتل الفاروق رضي الله عنه وما تلا ذلك من الفتن على هذه الأمة، ثم مقتل الحييّ عثمان رضي الله عنه الذي قالوا فيه ما قالوا وكذبوا فيما كذبوا به، وما امتحنه في ذلك عبد الله ابن سبأ اليهودي فألّب الناس على عثمان رضي الله عنه، ودعاهم إلى الخروج عليه، ثم ما حصل بعد ذلك من الخلاف الذي حصل في زمن علي رضي الله عنه، وما قد حصل على إثر ذلك من خروج طائفة باغية أعني بذلك الخوارج الذين خرجوا على حين فرقة من الناس، فاستغلوا ذلك، وهو ديدنهم في كل زمان وفي كل عصر يستغلون خلاف المسلمين فيما بينهم ليكون ذلك سببا في نشر طريقتهم ونشر مذهبهم، ومن المعلوم أن هذا الشرع قد جاء بأشد التحذير من الكفر بالله سبحانه وتعالى، وليس المراد في الكلام على خطورة التكفير نفي الكفر ولا جحده، ولا نفي التكفير فقد أجمع أهل السنة على أن التكفير حكم شرعي ثابت بالكتاب والسنة، وأنه قد جاءت النصوص الشرعية بتثبيت هذا الحكم وبيانه وإجلائه، كما قال الله سبحانه وتعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيۡنَ ٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَيَقُولُونَ نُؤۡمِنُ بِبَعۡضٖ وَنَكۡفُرُ بِبَعۡضٖ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيۡنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا ١٥٠ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ حَقّٗاۚ وَأَعۡتَدۡنَا لِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٗا مُّهِينٗا ١٥١} [النِّسَاء : 150-151]، وقال الله سبحانه: {لَّقَدۡ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ مَرۡيَمَ } [ المَائـِدَة : 17]، وقال الله سبحانه: {لَّقَدۡ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلَٰثَةٖۘ وَمَا مِنۡ إِلَٰهٍ إِلَّآ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۚ وَإِن لَّمۡ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ ٧٣ [المَائـِدَة : 73]، فالكفر والتكفير حكم ثابت بنصّ الكتاب والسنة، ولكن كان الواجب على أهل الإسلام أن يستقوا حكم ذلك من كتاب الله سبحانه ومن سنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا الذي حصلت فيه مزلّة الأقدام، ولذلك كان هنالك تفسير للتكفير وكان هنالك بيان لأنواعه وأحكامه وكان هنالك بيان لخطورته، وكان هنالك بيان لموانعه والتي سيأتي ذكرها بحول الله سبحانه وتعالى.
والكفر في اللغة: هو الجحود وقيل هو الستر والتغطية، وأما الكفر عند أهل السنة: فهو ترك ما أمر به دين الإسلام جحودا أو تكذيبا أو إعراضا أو استكبارا، وليس الكفر متعلقا بالتكذيب كما قد فهمته بعض الطوائف، فإنه كما أن الإيمان ليس هو التصديق فقط فإن الكفر ليس هو التكذيب فقط، وهي قاعدة مهمة عند أهل السنة؛ ولذا قد جاءت طوائف قد تكلمت في هذه المسألة، وترتب على الكلام في تعريف الإيمان عندهم الخلل في الكلام على مسائل الكفر والتكفير، وحصل من ذلك زلل عظيم حتى جنحت بعض الطوائف إلى تكفير أهل القبلة، وجنحت طوائف أخرى إلى توسيع الدائرة حتى شهدت في ذلك لإبليس ولفرعون بأنهم من أهل الإيمان والعياذ بالله سبحانه.
ومما يوضح ذلك ما قاله أبو الحسن الأشعري في أصحاب بشر المريسي قال: «يقولون أن الإيمان هو التصديق؛ لأن الإيمان في اللغة هو التصديق وما ليس بتصديق فليس بإيمان، ويزعم أن التصديق يكون بالقلب وباللسان جميعاً، وإلى هذا القول كان يذهب ابن الراوندي، وكان ابن الراوندي يزعم أن الكفر هو الجحد والإنكار والستر والتغطية، وليس يجوز أن يكون الكفر إلا ما كان في اللغة كفراً ولا يجوز أن يكون إيماناً إلا ما كان في اللغة إيماناً وكان يزعم أن السجود للشمس ليس بكفر ولكنه عَلَمٌ على الكفر؛ لأن الله عز وجل بين لنا أنه لا يسجد للشمس إلا كافر» ([2])، وكان ابن الرواندي ومن ذهب مذهبه يرى أن الكفر محصور في الجحد والتكذيب، وحكى عبد القاهر البغدادي في الفرق بين الفرق عن بعض الطوائف قولهم: «الإيمان هو المعرفة بالله تعالى فقط وأن الكفر هو الجهل به فقط»([3])، وهذا ولا شك من أبطل الباطل الذي يترتب عليه كثير من الفساد في الأقوال وفي الأعمال، ولولا ضيق المقام لاستطردنا في الكلام على ذلك، ومما يدل على بطلان هذه الأقوال أن القرآن قد أخبر عن أعمال هي من الكفر بالله تعالى تخالف ما قد ذكره بعض هؤلاء كما في إخباره عز وجل عن كفر من استهزأ بالله تعالى وبرسوله وبآياته في قوله عز وجل: {قُلۡ أَبِٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ ٦٥ لَا تَعۡتَذِرُواْ قَدۡ كَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡ } [التَّوبَة : 65-66]، ولذلك كان عامة أهل السنة عندهم أن الإيمان تصديق مع موافقة وموالاة وانقياد، وهو معنى قولهم: الإيمان قول مع عمل واعتقاد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، ومما يدل كذلك على فساد قول من حصر الكفر بالتصديق أنه مما علم من الدين بالضرورة أن قلب المؤمن إذا كان قد اعتقد صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وأحبه وعظمه فلابد أن يمنعه ويحجزه ذلك عن سبه ولعنه وتكذيبه، ومن حصل منه سبّ الرسول صلى الله عليه وسلم أو تكذيبه أو لعنه كان ذلك من أعظم الأدلة القطعية على كفره به وبما جاء به، وإنما أذكر هذه المقدمة لتوضيح قضية عظيمة وهي أن التحذير من باب التكفير والولوج فيه يضاده كذلك التحذير من الاستهانة بفعل الأفعال الكفرية التي نهى الله سبحانه وتعالى عنها والتي أخبر رسوله صلى الله عليه وآله وسلم أنها تعارض ما جاء به من الوحي والحق، وقد جاءت الشريعة بتحريم التكفير بغير مسوغ شرعي كما قال الله تعالى في كتابه: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا ضَرَبۡتُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلَا تَقُولُواْ لِمَنۡ أَلۡقَىٰٓ إِلَيۡكُمُ ٱلسَّلَٰمَ لَسۡتَ مُؤۡمِنٗا تَبۡتَغُونَ عَرَضَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا فَعِندَ ٱللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٞۚ كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبۡلُ فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡكُمۡ فَتَبَيَّنُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٗا ٩٤} [النِّسَاء : 94]، فأخبر الله سبحانه وتعالى بوجوب التثبت وتحريم العجلة في ذلك أعني في قول القائل في غيره لست مؤمنا، ثم أخبر الله سبحانه وتعالى بمنته فقال: {كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبۡلُ فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡكُمۡ فَتَبَيَّنُوٓاْۚ }، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لاَ يَرْمِي رَجُلٌ رَجُلًا بِالفُسُوقِ، وَلاَ يَرْمِيهِ بِالكُفْرِ، إِلَّا ارْتَدَّتْ عَلَيْهِ، إِنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهُ كَذَلِكَ»([4]) ، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «أَيُّمَا رَجُلٍ قَالَ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ، فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا»([5])، قال العلامة ابن الوزير اليماني رحمه الله تعالى: «وكذلك لا خلاف في كفر من جحد ذلك المعلوم بالضرورة للجميع وتستر باسم التأويل فيما لا يمكن تأويله كالملاحدة في تأويل جميع الأسماء الحسنى، بل جميع القرآن والشرائع والمعاد الأخروي من البعث والقيامة والجنة والنار، وإنما يقع الإشكال في تكفير من قام بأركان الإسلام الخمسة المنصوص على إسلام من قام بها إذا خالف المعلوم ضرورة للبعض أو للأكثر لا المعلوم له، وعلمنا من قرائن أحواله أنه ما قصد التكذيب أو التبس ذلك علينا في حقه، وأظهر التدين والتصديق بجميع الأنبياء والكتب الربانية مع الخطأ الفاحش في الاعتقاد، ومضادة الأدلة الجلية عقلا وسمعا ولكن لم يبلغ مرتبة الزنادقة المقدمة، وهؤلاء كالمجبرة الخلص المعروفين بالجهمية عند المحققين» ([6])، ويقول رحمه الله تعالى: «وفي مجموع ذلك ما يشهد لصحة التغليظ في تكفير المؤمن وإخراجه من الإسلام مع شهادته بالتوحيد والنبوات وخاصة مع قيامه بأركان الإسلام، وتجنبه للكبائر وظهور أمارات صدقه في تصديقه لأجل غلظ في بدعة لعل المكفر له لا يسلم من مثلها أو قريب منها، فإن العصمة مرتفعة وحسن ظن الإنسان بنفسه لا يستلزم السلامة من ذلك عقلا ولا شرعا، بل الغالب على أهل البدع شدة العجب بنفوسهم والاستحسان لبدعتهم» ([7])، ويقول ابن تيمية رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى: «اعْلَمْ أَنَّ  مَسَائِلَ التَّكْفِيرِ وَالتَّفْسِيقِ هِيَ مِنْ مَسَائِلِ الْأَسْمَاءِ وَالْأَحْكَامِ الَّتِي يَتَعَلَّقُ بِهَا الْوَعْدُ وَالْوَعِيدُ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ، وَتَتَعَلَّقُ بِهَا الْمُوَالَاةُ وَالْمُعَادَاةُ وَالْقَتْلُ وَالْعِصْمَةُ وَغَيْرُ ذَلِكَ فِي الدَّارِ الدُّنْيَا؛ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَوْجَبَ الْجَنَّةَ لِلْمُؤْمِنِينَ، وَحَرَّمَ الْجَنَّةَ عَلَى الْكَافِرِينَ وَهَذَا مِنْ الْأَحْكَامِ الْكُلِّيَّةِ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَمَكَانٍ» ([8])، وهذا الذي ذكروه إنما هو يوضح هذه القضية العظيمة ويبينها ويبين خطرها؛ لأن النفوس إذا مالت إلى الهوى واستحسنت بعض المسائل واستحسنت بعض المسائل واستحسنت الأقوال تلخص من ذلك حصول تلك الفتن التي ترتب عليها استحلال الأعراض والأموال والدماء كما سبق ذكره، والواجب على العبد المؤمن أن يتوخى في ذلك، وأن يكون كما قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: «تَلَقَّ الْحَقَّ إِذَا سَمِعْتَهُ فَإِنَّ عَلَى الْحَقِّ نُورًا» ([9])، فلا يكن تابعا لهواه بل يكون تابعا لكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وكثير من تلك المسائل التي يحكم بها على بعض أهل القبلة بالكفر هي من المسائل التي تكون خطأ في الذهن لا في الشرع، فترى أن القائل يحكم على مسألة في ذهنه بأنها من الكفر الذي نبه الله سبحانه وتعالى عليه، وعند التمحيص والتفتيش يتبين أن ذلك إنما هو من باب الخطأ الذي يكون في العقل، ولذلك يقول ابن تيمية رحمه الله تعالى: «الكفر حكم شرعي متلقى عن صاحب الشريعة، والعقل قد يعلم به صواب القول وخطؤه، وليس كل ما كان خطأ في العقل يكون كفرأ في الشرع» ([10])، وانظر في حال أهل الأهواء تراهم مختلفين في فيما قعدوه وفيما أصلوه في هذا الباب، فترى أنهم متناقضين في ذلك مختلفين في ذلك أعظم الاختلاف، يقول العلامة ابن الوزير: «المخالفون للصَّحابة والسلف من أهل الكلام  اختلفوا في جميع القواعد التي بَنَوْا مخالفة السلف عليها، ونقض بعضهم على بعضٍ أشد النقض، حتَّى كَفَوْا أهل السنة مؤنة الرَّدِّ عليهم»([11]).
وحتى نستوضح بعض المسائل المتعلقة بهذا الباب نقول إن الكفر أنواع، فينقسم الكفر باعتبار إخراجه من الملة وعدم إخراجه من الملة إلى كفر أصغر ويسمى بالكفر العملي، وهو ما سماه الشارع كفرا ولم يبلغ بصاحبه إلى حد الخروج من الملة، والنوع الثاني كفر أكبر ويسمى الكفر الاعتقادي، وهو ما سماه الشارع كفرا وبلغ بصاحبه إلى حد الخروج من الملة، فالأول لم يبلغ بصاحبه إلى حد الخروج من الملة والثاني بلغ بصاحبه إلى حد الخروج من الملة، وسمي الأول كفرا عمليا باعتبار أنه في الغالب يكون من أعمال الجوارح، وسمي الأكبر بالاعتقادي؛ لأنه يكون في الغالب مع اعتقاد فاعله ذلك الفعل، وإنما قلنا في الغالب لقضية مهمة جدا، وهي أن الكفر يكون بالأقوال ويكون بالأعمال ويكون بالاعتقادات، وليس الكفر محصورا في الاعتقاد فقط، ولذا كان من صدق الرسول صلى الله عليه وسلم ومع ذلك عاداه وكذبه وشتمه وأبغضه كان كافرا بإجماع المسلمين، قال بعض أهل العلم:
والكفر بالفعل وبالقول ثبت... في محكم التنزيل آيات أتت
كذاك بالقلب ونصه ظهر... في مصدر التشريع آيٌ وأثر
فليس الكفر خاصا بأعمال القلوب بل يكون الكفر بالقلب، ويكون الكفر باللسان ويكون الكفر كذلك بأفعال الجوارح، إذا تبين لك هذا فاعلم أن الكفر الأكبر أنواع وأقسام، أوصلها بعض أهل العلم إلى ثمانية أنواع، وبعضها قد يدخل في بعض، والخلاف في عدّها ليس من باب الخلاف في ثبوتها، وإنما من باب خلاف التنوع والتفريع، قال بعض أهل العلم:
والكفر نوعان فكفر أكبر...والثاني منهما فذاك الأصغر
وأكبر النوعين أقسام أتى... دوّنها الحذّاق فاقرأ يا فتى
الأول الإنكار والتكذيب... وأولِه الجحود يا أريب
ثالثها العناد واستكبار ... والرابع النفاق  يا أخيار
والخامس الشك فكن مصدقا... بملة الإسلام تُحرز التقى
والسادس الإعراض عن شرع أتى... عن سيد الخلق صريحا مثبتا
والسابع الإلحاد ثم الثامن... فردّة صريحة يا مؤمن
وهذه الأنواع الثمانية تتفرع عن أربعة أنواع من أنواع الكفر، وبعضهم يوصلها إلى خمسة، ومعرفة الفرق بين هذه الأنواع يحفظ من الزلل في إطلاق التكفير على أهل الإسلام، فكفر الجحود كما قال العلامة حافظ الحكمي([12]) :«هو ما كان بكتمان الحق وعدم الانقياد له ظاهرا مع العلم به ومعرفته باطنا ككفر فرعون وقومه بموسى ، وكفر اليهود بمحمد صلى الله عليه وسلم . قال الله تعالى في كفر فرعون وقومه :{وَجَحَدُواْ بِهَا وَٱسۡتَيۡقَنَتۡهَآ أَنفُسُهُمۡ ظُلۡمٗا وَعُلُوّٗا} [النَّمل :14 ]، وقال تعالى في اليهود : {فَلَمَّا جَآءَهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ } [البَقَرَةِ :89 ] ، وقال تعالى :{وَإِنَّ فَرِيقٗا مِّنۡهُمۡ لَيَكۡتُمُونَ ٱلۡحَقَّ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ ١٤٦} [البَقَرَةِ :146 ] ، ولا فرق في ذلك بين أن يجحد الدين كله أو يجحد حكما من أحكامه المعلومة منه بالضرورة.
الثاني: كفر التكذيب، قال الله تعالى: {وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَآ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ ١٩} [الحَدِيد :  19  ]، وقال الله سبحانه: {وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا يَمَسُّهُمُ ٱلۡعَذَابُ بِمَا كَانُواْ يَفۡسُقُونَ ٤٩} [الأَنعَام : 49]
النوع الثالث: كفر الإعراض ككفر أبي طالب الذي لم يجحد ولم يكذب ولكنه أعرض، يقول الله سبحانه: {وَلَوۡ عَلِمَ ٱللَّهُ فِيهِمۡ خَيۡرٗا لَّأَسۡمَعَهُمۡۖ وَلَوۡ أَسۡمَعَهُمۡ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعۡرِضُونَ ٢٣} [الأَنفَال : 23 ]، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، وَلَا نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ» ([13]).
والنوع الرابع: كفر العناد والاستكبار، وذلك ككفر إبليس الرجيم، قال الله تعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ يُجَٰدِلُونَ فِيٓ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ بِغَيۡرِ سُلۡطَٰنٍ أَتَىٰهُمۡ إِن فِي صُدُورِهِمۡ إِلَّا كِبۡرٞ مَّا هُم بِبَٰلِغِيئ } [غَافِر : 56]، وقال الله: {إِلَّآ إِبۡلِيسَ أَبَىٰ وَٱسۡتَكۡبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ ٣٤} [البَقَرَةِ : 34]، والأنواع الأخر: الشك والنفاق والإلحاد والردة تدخل فيما سبق ذكره.
ثم ننتقل إلى بيان قضية عظيمة وقضية مهمة، وهي أن أهل السنة يفرقون بين التكفير المطلق والتكفير المعين، وهذا مزلق عظيم من المزالق التي انزلقت وهوت بها أقدام الخوارج، فكفَّروا بذلك أهل القبلة واستحلوا دماءهم وأعراضهم وأموالهم ظلما منهم وعدوانا، فحصل منهم ما حصل بسبب جهلهم بهذه القضية العظيمة، ولذلك كانت من أبرز سمات الخوارج تكفيرهم لأهل القبلة، فنقول هنا فيما ذكرناه أن التكفير نوعان: تكفير مطلق وتكفير مقيد، فالتكفير المطلق له صورتان:
الصورة الأولى: تعليق الوصف بالكفر بقول أو بعمل أو باعتقاد، كقول قائل من أشرك بالله فقد كفر، ومن سب الرسول فقد كفر، ومن فعل كذا فقد كفر ومن اعتقد كذا فهو كافر، هذا تعليق لوصف الكفر بقول أو بعمل أو باعتقاد، قال الله تعالى: {ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱلطَّٰغُوتِ فَقَٰتِلُوٓاْ أَوۡلِيَآءَ ٱلشَّيۡطَٰنِۖ إِنَّ كَيۡدَ ٱلشَّيۡطَٰنِ كَانَ ضَعِيفًا ٧٦}[النِّسَاء : 76]، فعلق الله وصف الكفر بالفعل وهو قتالهم في سبيل الطاغوت.
النوع الثاني من أنواع التكفير المطلق: وهو تعليق وصف الكفر بطائفة أو بفرقة من الناس فتقول مثلا اليهود كفار والمجوس كفار، قال الله تعالى: { مَّا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَلَا ٱلۡمُشۡرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيۡكُم مِّنۡ خَيۡرٖ مِّن رَّبِّكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَخۡتَصُّ بِرَحۡمَتِهِۦ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ ١٠٥} [البَقَرَةِ : 105]، فعلق الله سبحانه وتعالى وصف الكفر بطائفة وهم اليهود والنصارى والمجوس.
وأما تكفير المعين وانتبه إلى هذه القضية، وأما تكفير المعين فهو: تعليق وصف الكفر بشخص بعينه، كما قال الله سبحانه: { وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ أَبَىٰ وَٱسۡتَكۡبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ ٣٤} [البَقَرَةِ :34 ]، فإبليس الرجيم أخبر الله سبحانه وتعالى عنه أنه كان من الكافرين، فتبين من ذلك أن ثَمّ أمران يجب التفريق بينهما:
الأول: تعليق وصف الكفر بإطلاق، والثاني: تعليق وصف الكفر بتعيين، ومن لم يفرق بين هاتين المسألتين وقع في مزلة عظيمة، وحصل منه الخلط في هذا الباب، يقول ابن تيمية رحمه الله تعالى: «وَلَمْ يَتَدَبَّرُوا أَنَّ التَّكْفِيرَ لَهُ شُرُوطٌ وَمَوَانِعُ، قَدْ تَنْتَفِي فِي حَقِّ الْمُعَيَّنِ، وَأَنَّ تَكْفِيرَ الْمُطْلَقِ لَا يَسْتَلْزِمُ تَكْفِيرَ الْمُعَيَّنِ إلَّا إذَا وُجِدَتْ الشُّرُوطُ وَانْتَفَتْ الْمَوَانِعُ» ([14]).
ثم هنا قضية مهمة أيضا وهي: أنه يجب التفريق بين من كان كفرهم أصليا ومن كان كفرهم طارئا حادثا، فالكفار الذين كفرهم أصلي وهم الذين لم يدخلوا في دين الإسلام، فهؤلاء كفرهم معلوم، وأما الكلام على باب التكفير والتحذير منه فهو فيما يتعلق بالكفر الطارئ الحادث وهو الكفر الذي يحدث بعد الإسلام، وهو الذي يحصل فيه الخلط بين كثير من الناس.
كذلك مما يتعين التنبيه عليه في هذا الباب أن التكفير له موانع، وهي أربعة موانع عند أهل السنة:
الأول: وهو الجهل، وذلك أن الشريعة قد رتبت أحكامها على وجود التكليف، ومتى ما انعدم التكليف فقد انعدمت المحاسبة والمؤاخذة، قال الله سبحانه وتعالى: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذۡنَآ إِن نَّسِينَآ أَوۡ أَخۡطَأۡنَا] [البَقَرَةِ :286 ]، وهذا عام، أقول فالمانع الأول وهو الجهل، فمن جهل حكما من الأحكام الشرعية عن غير تفريط لم يكن مؤاخذا بما قد جهله من تلك الأحكام.
المانع الثاني: وهو الخطأ، فمن تلفظ خطأ بكفر أو فعل كفرا خطأ فإنه لا يؤاخذ على ذلك الفعل، ولا يقع عليه اسم الكفر.
المانع الثالث: وهو الإكراه، فمن أكره على الكفر فلا ينطبق عليه حكم الكفر ما دام لا يستطيع أن يتخلص من ذلك الإكراه، كما حصل ذلك لعمار رضي الله عنه، وأهل بيته ياسر وعمار وأمه رضي الله عنهم أجمعين، فكانوا يؤذون على كلمة الكفر حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك: «فَإنْ عَادُوا فَعُدْ» ([15])، وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه : {مَن كَفَرَ بِٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِهِۦٓ إِلَّا مَنۡ أُكۡرِهَ وَقَلۡبُهُۥ مُطۡمَئِنُّۢ بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِٱلۡكُفۡرِ صَدۡرٗا فَعَلَيۡهِمۡ غَضَبٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ ١٠٦} [النَّحل : 106].
المانع الرابع: التأويل، ويسمى أيضا بالشبهة، وهو أن يتأول الإنسان فيشتبه عليه فعل يظنه ليس بكفر، فيعذر لأجل تلك الشبهة التي قامت في حقه، وذلك لضعف احتمال انعقاد العلم.
ولذلك هنا تأتي قضية مهمة جدا وهي أنه لا يحل لأحد أن يحكم على احد بالكفر حتى يقيم الحجة ويبين المحجّة ويزيل الشبهة، قال ابن تيمية رحمه الله: «فَلَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يُكَفِّرَ أَحَدًا مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَإِنْ أَخْطَأَ وَغَلِطَ حَتَّى تُقَامَ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ وَتُبَيَّنَ لَهُ الْمَحَجَّةُ، وَمَنْ ثَبَتَ إيمَانُهُ بِيَقِينِ لَمْ يَزُلْ ذَلِكَ عَنْهُ بِالشَّكِّ؛ بَلْ لَا يَزُولُ إلَّا بَعْدَ إقَامَةِ الْحُجَّةِ وَإِزَالَةِ الشُّبْهَةِ» ([16])، ولذلك كانت القاعدة العظيمة في هذا الباب (الخطأ في العفو خير من الخطأ في العقوبة) ، يقول الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله تعالى: «فما تنازع العلماء في كونه كفراً، فالاحتياط للدين التوقف وعدم الإقدام، ما لم يكن في المسألة نص صريح» ([17]).
وأسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفع بما تقدم إنه سبحانه وتعالى جواد كريم.
والله أعلى وأعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الشيخ حامد بن خميس الجنيبي
أضغط هنـــــــــاpdf
_______________________
([1]) رواه مسلم (262).
([2]) مقالات الإسلاميين (ص140)
([3]) الفرق بين الفرق (ص140).
([4]) رواه البخاري (6045).
([5]) رواه البخاري (6104)، ومسلم (60).
([6]) إيثار الحق على الخلق (ص377).
([7]) إيثار الحق على الخلق (ص385).
([8]) مجموع الفتاوى (12/468).
([9]) رواه أبو داود (4611).
([10]) درء تعارض العقل والنقل (1/242).
([11]) العواصم والقواصم (5/102).
([12]) أعلام السنة المنشورة (ص229).
([13]) رواه مسلم (153).
([14]) مجموع الفتاوى (12/487).
([15]) حلية الأولياء (1/140).
([16]) مجموع الفتاوى (12/501).
([17]) الدرر السنية (8/ 217).




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الجمعة مارس 22, 2024 1:34 pm عدل 4 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الأربعاء مارس 20, 2024 2:32 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Untitl12
بيان هيئة كبار العلماء
حول خطورة التسرع في التكفير والقيام بالتفجير وما ينشأ عنهما من سفك للدماء وتخريب للمنشآت
الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله , وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه , أما بعد :
فقد درس مجلس هيئة كبار العلماء في دورته التاسعة والأربعين المنعقدة بالطائف ابتداء من تاريخ 2\4\1419هـ ما يجري في كثير من البلاد الإسلامية وغيرها من التكفير والتفجير , وما ينشأ عنه من سفك الدماء , وتخريب المنشآت , ونظرا إلى خطورة هذا الأمر , وما يترتب عليه من إزهاق أرواح بريئة , وإتلاف أموال معصومة , وإخافة للناس , وزعزعة لأمنهم واستقرارهم , فقد رأى المجلس إصدار بيان يوضح فيه حكم ذلك نصحا لله ولعباده , وإبراء للذمة وإزالة للبس في المفاهيم لدى من اشتبه عليهم الأمر في ذلك , فنقول وبالله التوفيق :
أولا : التكفير حكم شرعي , مرده إلى الله ورسوله
فكما أن التحليل والتحريم والإيجاب إلى الله ورسوله , فكذلك التكفير , وليس كل ما وصف بالكفر من قول أو فعل , يكون كفرا أكبر مخرجا عن الملة .
ولما كان مرد حكم التكفير إلى الله ورسوله ؛ لم يجز أن نكفر إلا من دل الكتاب والسنة على كفره دلالة واضحة , فلا يكفي في ذلك مجرد الشبهة والظن , لما يترتب على ذلك من الأحكام الخطيرة , وإذا كانت الحدود تدرأ بالشبهات , مع أن ما يترتب عليها أقل مما يترتب على التكفير , فالتكفير أولى أن يدرأ بالشبهات ؛ ولذلك حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الحكم بالتكفير على شخص ليس بكافر , فقال : " أيما امرىء قال لأخيه : يا كافر , فقد باء بها أحدهما , إن كان كما قال وإلا رجعت عليه " . وقد يرد في الكتاب والسنة ما يفهم منه أن هذا القول أو العمل أو الإعتقاد كفر , ولا يكفر من اتصف به , لوجود مانع يمنع من كفره .
وهذا الحكم كغيره من الأحكام التي لا تتم إلا بوجود أسبابها وشروطها , وانتفاء موانعها كما في الإرث , سببه القرابة - مثلا - وقد لا يرث بها لوجود مانع كاختلاف الدين , وهكذا الكفر يكره عليه المؤمن فلا يكفر به .
وقد ينطق المسلم بكلمة بالكفر لغلبة فرح أو غضب أو نحوهما فلا يكفر بها لعدم القصد , كما في قصة الذي قال :" اللهم أنت عبدي وأنا ربك " . أخطأ من شدة الفرح .
والتسرع في التكفير يترتب عليه أمور خطيرة من استحلال الدم والمال , ومنع التوارث , وفسخ النكاح , وغيرها مما يترتب على الردة , فكيف يسوغ للمؤمن أن يقدم عليه لأدنى شبهة .
وإذا كان هذا في ولاة الأمور كان أشد ؛ لما يترتب عليه من التمرد عليهم وحمل السلاح عليهم , وإشاعة الفوضى , وسفك الدماء , وفساد العباد والبلاد , ولهذا منع النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم من منابذتهم , فقال :" إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان " . فأفاد قوله :" إلا أن تروا " , أنه لا يكفي مجرد الظن والإشاعة .
وأفاد قوله :" كفر " أنه لا يكفي الفسوق ولو كبُرَ , كالظلم وشرب الخمر ولعب القمار , والإستئثار المحرم . وأفاد قوله : " بواحا " أنه لا يكفي الكفر الذي ليس ببواح أي صريح ظاهر , وأفاد قوله : " عندكم فيه من الله برهان " . أنه لابد من دليل صريح , بحيث يكون صحيح الثبوت , صريح الدلالة , فلا يكفي الدليل ضعيف السند , ولا غامض الدلالة . وأفاد قوله : " من الله " أنه لا عبرة بقول أحد من العلماء مهما بلغت منزلته في العلم والأمانة إذا لم يكن لقوله دليل صريح صحيح من كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم . وهذه القيود تدل على خطورة الأمر .
وجملة القول :
أن التسرع في التكفير له خطره العظيم ؛ لقول الله عز وجل : (( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به , سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون )) - الأعراف 33 - .
ثانيا : ما نجم عن هذا الإعتقاد الخاطىء
من استباحة الدماء وانتهاك الأعراض , وسلب الأموال الخاصة والعامة , وتفجير المساكن والمركبات , وتخريب المنشآت , فهذه الأعمال وأمثالها محرمة شرعا بإجماع المسلمين ؛ لما في ذلك من هتك لحرمة الأنفس المعصومة , وهتك لحرمة الأموال , وهتك لحرمات الأمن والإستقرار , وحياة الناس الآمنين المطمئنين في مساكنهم ومعايشهم , وغدوهم ورواحهم , وهتك للمصالح العامة التي لا غنى للناس في حياتهم عنها .
وقد حفظ الإسلام للمسلمين أموالهم وأعراضهم وأبدانهم , وحرم انتهاكها , وشدد في ذلك , وكان من آخر ما بلغ به النبي صلى الله عليه وسلم أمته فقال في خطبة حجة الوداع :" إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا , في شهركم هذا , في بلدكم هذا " .
ثم قال صلى الله عليه وسلم :" ألا هل بلغت ؟ اللهم فاشهد " . متفق عليه .
وقال صلى الله عليه وسلم :" كل المسلم على المسلم حرام , دمه وماله وعرضه " . وقال عليه الصلاة والسلام :" اتقوا الظلم , فإن الظلم ظلمات يوم القيامة " .
وقد توعد الله سبحانه من قتل نفسا معصومة بأشد الوعيد , فقال سبحانه في حق المؤمن : (( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزآؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما )) - النساء 93 - .
وقال سبحانه في حق الكافر الذي له ذمة في حكم قتل الخطأ :(( وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة )) - النساء 92 -
فإذا كان الكافر الذي له أمان إذا قتل خطأ فيه الدية والكفارة , فكيف إذا قتل عمدا , فإن الجريمة تكون أعظم , والإثم يكون أكبر . وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة " .
ثالثا : إن المجلس إذ يبين حكم تكفير الناس بغير برهان من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وخطورة إطلاق ذلك
لما يترتب عليه من شرور وآثام , فإنه يعلن للعالم أن الإسلام بريء من هذا المعتقد الخاطىء , وأن ما يجري في بعض البلدان من سفك للدماء البريئة , وتفجير للمساكن والمركبات والمرافق العامة والخاصة , وتخريب للمنشآت هو عمل إجرامي , والإسلام بريء منه , وهكذا كل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر بريء منه , وإنما هو تصرف من صاحب فكر منحرف , وعقيدة ضالة , فهو يحمل إثمه وجرمه , فلا يحتسب عمله على الإسلام , ولا على المسلمين المهتدين بهدي الإسلام , المعتصمين بالكتاب والسنة , المستمسكين بحبل الله المتين , وإنما هو محض إفساد وإجرام تأباه الشريعة والفطرة ؛ ولهذا جاءت نصوص الشريعة قاطعة بتحريمه محذرة من مصاحبة أهله .
قال الله تعالى : (( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام , وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد , وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد )) . - البقرة 204 - 206 - .
والواجب على جميع المسلمين في كل مكان التواصي بالحق , والتناصح والتعاون على البر والتقوى , والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة , والجدال بالتي هي أحسن , كما قال الله سبحانه وتعالى : (( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب )) - المائدة 2 -
وقال سبحانه : (( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم )) - التوبة 71 - , وقال عز وجل : (( والعصر , إن الإنسان لفي خسر , إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر .)) - سورة العصر -
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " الدين النصيحة " . قيل : لمن يا رسول الله ؟ قال: " لله , ولكتابه , ولرسوله , ولأئمة المسلمين وعامتهم " , وقال عليه الصلاة والسلام :" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد , إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " , والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة .
ونسأل الله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يكف البأس عن جميع المسلمين , وأن يوفق جميع ولاة أمور المسلمين إلى ما فيه صلاح العباد والبلاد وقمع الفساد والمفسدين , وأن ينصر بهم دينه , ويعلي بهم كلمته , وأن يصلح أحوال المسلمين جميعا في كل مكان , وأن ينصر بهم الحق , إنه ولي ذلك والقادر عليه , وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .
هيئة كبار العلماء برئاسة
الشيخ عبد العزيز بن باز
وعضوية كل من:
صالح بن محمد اللحيدان
عبد الله بن سليمان بن منيع
محمد بن صالح العثيمين
عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ
د/عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ
د/عبد الله بن عبد المحسن التركي
د/عبد الوهاب بن إبراهيم أبو سليمان
راشد بن صالح بن خنين
عبد الله بن عبد الرحمان الغديان
عبد الله بن عبد الرحمان البسام
ناصر بن حمد الراشد
محمد بن سليمان البدر
محمد بن زيد آل سليمان
د/صالح بن عبد الرحمان الأطرم
محمد بن إبراهيم بن جبير
د/صالح بن فوزان الفوزان
حسن بن جعفر العتمي
محمد بن عبد الله السبيل
عبد الرحمان بن حمزة المرزوقي
د/بكر بن عبد الله أبو زيد
[مجلة البحوث الإسلامية عدد(56)صفحة(357_362)]


كتاب
مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Imgmou-1005

حوار حول مسائل التكفير

أضغط هنــــــــــــــــــا



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في السبت مارس 30, 2024 4:51 pm عدل 11 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الأربعاء مارس 20, 2024 2:32 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Aoao10
لا يجوز تكفير طائفة تشهد ألا إلاه إلا الله بالجملة ولاكن بالتفصيل
أضغط هنــــــــــــــا
أو


نقد ونقض
قاعدة من لم يكفر الكافر فهو كافر



السائل: ما رأيكم في هذه القواعد: من لم يكفر الكافر فهو كافر، ومن لم يبدع المبتدع فهو مبتدع، ومن لم يكن معنا فهو ضدنا ؟
الشيخ الألباني: ومن أين جاءت هذه القواعد ؟،ومن قعَّدها؟!،
هذا يُذكّرني بنُكتة تُرْوى في بلادنا الأصيلة " ألبانيا" حكاها في بعض المجالس والدي-رحمه الله- القصة تقول: بأن رجلاً عالماً زار صديقاً له في بيته، ثم لما خرج من عنده كَفَّرهُ قيل له: لِمَ؟ عندنا عادة في بلادنا وهي عادة أظُن مضطردة في بلاد العالِمْ يُعَظِّمون ويحترمون أو يُوّقِّرُون العلماء في بعض الأعراف والتّقاليد التي تختلف في اختلاف البلاد ،منها:
رجلٌ مثلاً دخل الغرفة ونزل عليه ، فهو حين يَخْرُجْ ينبغي أنْ يُدار النّعِلْ بحيث أن العالِمْ لا يتكلّف أن يَلِفْ ويدور كأنه داخل وانما يجعل النعل مهيأ لدك قدميه فيه، فهذا العالِمْ لَمَّا زار صديقه وخرج وجد النَّعِلْ كما هما ، يعني ما احترم الشيخ ، تركهما كما هما ، فقال الرجل العالِمْ : أنّ هذا كَفَرْ، لماذا؟ لأنه لم يحترم العالِمْ ، ومَنْ لا يحترم العالم لا يحترم العِلِمْ ، والذي لا يحترم العلِمْ لا يحترم مَنْ جاء بالعِلمْ ،والذي جاء بالعلم هو محمد -صلى الله عليه وسلم - وهكذا سلْسلَها إلى جِبْريل ، إلى رب العالمين ، فإذاً هو َ كافر .
هذا سؤآل أو هذه القاعدة ذكرتني بهذه الإطلاقة
ليس شرطاً أبداً أنّ مَنْ كَفَّرَ شخصاً وأقام عليه الحُجَّة ، أنْ يكون كّلَّ النَّاس معه في التَّكْفير لأنه قد يكون هو متأوِّلاً ، ويرى العالِمْ الآخِرْ أنه لا يجوز التَّكْفير ، كذلك التَّفْسيق والتَّبْديع ، فهذه الحقيقة مِنْ فِتَنْ العصر الحاضر ، ومِنْ تسرُّع بعض الشباب في إدِّعاء العِلْم سواءٌ مقصود أن هذا التَّسلْسُلْ أو هذاالإلزام هو اللازِم ابداً ، هذا بابٌ واسعْ قد يرى عالِمْ أمْراً واجباً ، ويراه الآخَرْ ليس كذلك ، كما اختلف العلماء مِنْ قبل ومِنْ بعد إلا لأنه بعض الإجتهاد لا يُلْزم الآخرين بأن يأخذوا برأيهِ ، الذي يُوجِبْ الأخذْ برأي الآخَرْ إنّما هوَ المُقَلِّدْ الذي لا علم عنده ،فهو يجب عليه أن يُقلِّدْ ، أمّا مَن كان عالماً كالذي كَفَّرَ أو فسَّقَ أو بَدَّعْ ، ولا يَرى مثل رأيهِ فلا يَلْزمُهُ أبداً أنْ يُتابِعَ ذلك العَالِمْ، الظاهر أن هذه المصيبة كأنها إن شاء الله ما انتشرت بعد مِنْ بلادكم إلى بلادٍ أخرى .
[من شريط رقم778 السؤآل الرابع مِنْ " سلسلة الهدى والنور"]
التحذير من فتنة التكفير للشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله
الجزء الأول
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا 1
الجزء الثاني
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــــــــا 2
الجزء الثالث
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــا 3
الجزء الرابع
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا 4



فتنة التكفير
[كتاب صوتي]
للتحميل:
MP3 (الحجم 58.2 مب)
AMR (الحجم 2.9 مب)
PDF (الحجم 1.9 مب)
DOC (الحجم 151 كب)
أو


 كتاب
مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Imgmou-801
من جهود العلامة الألباني في نصح جماعة التكفير
أضغط هنـــــــــــــــــــا




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الأربعاء مارس 27, 2024 6:15 am عدل 8 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الأربعاء مارس 20, 2024 2:33 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه 3210
شروط التكفير
أضغط هنـــــــــــــــــا
مبدأ التكفير لأدنى سبب هو مبدأ الخوارج
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا
كلامٌ نفيس في التحذير من التساهل في التكفير
أضغط هنـــــــــــــــــــــا
نصيحة للشباب بعدم الانشغال في مسألة التكفير والخروج على الحكام
أضغط هنـــــــــــــــــــــا
مسألة التكفير أصلها وشروطها لا يأخذها الأنسان من عقله وفكره وذوقه
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا
أهمية ثبوت شروط التكفير وانتفاء موانعه في تكفير المعين
أضغط هنــــــــــــــــــــــا
وجوب النظر في أمرين قبل التكفير والتفسيق
أضغط هنـــــــــــــــــــا
تفصيلٌ نفيس لشروط التكفير
أضغط هنــــــــــــــــــــــــا
التحذير من التسرع في التكفير
أضغط هنـــــــــــــــــــا
التكفير والتفسيق بين الإقدام والإحجام
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا

شروط التكفير
قال الإمام المصلح والداعية الناصح محمد بن صالح العثيمين ــ رحمه الله تعالى ــ :
الكفر حكم شرعي مرده إلى الله ورسوله فما دل الكتاب والسنة على أنه كفر فهو كفر، وما دل الكتاب والسنة على أنه ليس بكفر فليس بكفر، فليس على أحد بل ولا له أن يكفر أحداً حتى يقوم الدليل من الكتاب والسنة على كفره.
وإذا كان من المعلوم أنه لا يملك أحد أن يحلل ما حرم الله، أو يحرم ما أحل الله، أو يوجب ما لم يوجبه الله تعالى إما في الكتاب أو السنة، فلا يملك أحد أن يكفر من لم يكفره الله إما في الكتاب وإما في السنة.
ولا بد في التكفير من شروط أربعة:
الأول:ثبوت أن هذا القول أو الفعل أو الترك كفر بمقتضى دلالة الكتاب أو السنة.
الثاني:ثبوت قيامه بالمكلف.
الثالث:بلوغ الحجة.
الرابع:انتفاء مانع التكفير في حقه.
فإذا لم يثبت أن هذا القول أو الفعل أو الترك كفر بمقتضى دلالة الكتاب والسنة، فإنه لا يحل لأحد أن يحكم بأنه كفر، لأن ذلك من القول على الله بلا علم وقد قال الله تعالى:{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ }.
وقال:{ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا }.
وإذا لم يثبت قيامه بالمكلف فإنه لا يحل أن يُرمى به بمجرد الظن لقوله تعالى:{ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ }الآية.
ولأنه يؤدي إلى استحلال دم المعصوم بلا حق.
وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر ـــ رضي الله عنهما ـــ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(( أَيُّمَا امْرِئٍ قَالَ لِأَخِيهِ: يَا كَافِرُ، فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا، إِنْ كَانَ كَمَا قَالَ، وَإِلَّا رَجَعَتْ عَلَيْهِ ))هذا لفظ مسلم.
وعن أبي ذرٍ ـــ رضي الله عنه ـــ أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:(( لاَ يَرْمِي رَجُلٌ رَجُلًا بِالفُسُوقِ، وَلاَ يَرْمِيهِ بِالكُفْرِ، إِلَّا ارْتَدَّتْ عَلَيْهِ، إِنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهُ كَذَلِكَ ))أخرجه البخاري، ولمسلم معناه.
وإذا لم تبلغه الحجة فإنه لا يحكم بكفره لقوله تعالى:{ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ }.
وقوله تعالى:{ وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ }.
وقوله تعالى:{ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ }إلى قوله:{ رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا }.
وقوله تعالى:{ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا }.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه -أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال:(( وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، وَلَا نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ )).
لكن إن كان مَنْ لم تبلغه الحجة لا يدين بدين الإسلام، فإنه لا يعامل في الدنيا معاملة المسلم، وأما في الآخرة فأصح الأقوال فيه أن أمره إلى الله تعالى.
وإذا تمت هذه الشروط الثلاثة أعني ثبوت أن هذا القول أو الفعل أو الترك كفر بمقتضى دلالة الكتاب والسنة، وأنه قام بالمكلف، وأن المكلف قد بلغته الحجة، ولكن وجد مانع التكفير في حقه فإنه لا يكفر لوجود المانع.
فمن موانع التكفير:
الإكراه، فإذا أُكره على الكفر فكفر وكان قلبه مطمئناً بالإيمان لم يحكم بكفره لوجود المانع وهو الإكراه، قال الله تعالى:{ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }.
ومن موانع التكفير:
أن يُغلق على المرء قصده فلا يدري ما يقول لشدة فرح أو حزن أو خوف أو غير ذلك لقوله تعالى:{وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا }.
وفي صحيح مسلم عن أنس بن مالك ـــ رضي الله عنه ـــ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ، مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلَاةٍ، فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَأَيِسَ مِنْهَا، فَأَتَى شَجَرَةً، فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا، قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا، قَائِمَةً عِنْدَهُ، فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا، ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ: اللهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ، أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ )).
فهذا الرجل أخطأ من شدة الفرح خطأ يَخْرج به عن الإسلام، لكن منع من خروجه منه أنه أُغْلق عليه قصده فلم يدر ما يقول من شدة الفرح، فقد قصد الثناء على ربه، لكنه من شدة الفرح أتى بكلمة لو قصدها لكفر.
فالواجب الحذر من إطلاق الكفر على طائفة أو شخص معين حتى يُعلم تحقق شروط التكفير في حقه، وانتفاء موانعه.اهـ
[من "مجموع الفتاوى والرسائل"(3/52- 55 قسم العقيدة، وطبعة: دار الثريا]
سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -
هل يجوز تكفير المسلم المعين؟ وهل لذلك ضوابط وشروط أم لا؟
فأجاب بقوله: "نعم، يجوز لنا أن نطلق على شخص بعينه أنه كافر، إذا تحققت فيه أسباب الكفر، فلو رأينا رجلاً ينكر الرسالة، أو رجلاً يبيح التحاكم إلى الطاغوت، أو رجلاً يبيح الحكم بغير ما أنزل الله، ويقول: إنه خير من حكم الله، بعد أن تقوم الحجة عليه فإننا نحكم عليه بأنه كافر.
فإذا وجدت أسباب الكفر، وتحققت شروطه، وانتفت الموانع؛ فإننا نكفر الشخص بعينه، ونلزمه بالرجوع إلى الإسلام أو القتل". أ. ه.
ويقول فضيلته أيضاً: "إذا تمت شروط التكفير في حقه جاز إطلاق الكفر عليه بعينه ولو لم نقل بذلك ما انطبق وصف الردة على أحد".
[مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين (1 / 125-124)].
ويقول فضيلته أيضاً: "للحكم بتكفير المسلم شرطان:
أحدهما: أن يقوم الدليل على أن هذا الشيء مما يكفر.
الثاني: انطباق الحكم على من فعل ذلك، بحيث يكون عالماً بذلك، قاصداً له؛ فإن كان جاهلاً لم يكفر بذلك".
[مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين (1/ 126-125)]
فتنة التكفير ... كتبها الألباني علق عليها ابن باز شرحها العثيمين
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الجمعة مارس 22, 2024 10:09 am عدل 5 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الأربعاء مارس 20, 2024 2:37 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Oc_ao_10
التكفير والتبديع هل هو منوط بالعلماء فقط؟



خطورة التكفير وضوابطه
إنَّ الحمدَ لله، نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونتوبُ إليه، ونعوذُ به من شرورِ أنفسِنا، ومن سيِّئاتِ أعمالِنا، من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له. وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى اللهُ عليه وعلى آلهِ وصحبِهِ وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدين.
أمَّا بعدُ:
فيا أيُّها الناسُ: اتَّقوا اللهَ تعالى حَقَّ التقوى.
عباد الله: بعث الله محمداً -صلى الله عليه وسلم- ليُخرج به الناس من ظلمات الكفر والشرك إلى نور التوحيد والإيمان، ومن ظلمات الجهل والضلال إلى نور العلم والهدى، قال تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنْ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنْ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [المائدة:15-16]، وقال -جل وعلا-: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) [آل عمران:164].
فإذا شرُف المرء بالإسلام، ودخل في الإسلام؛ فإنه لا يجوز إخراجه من دائرة الإسلام إلا بحجة قاطعة واضحة كوضوح الشمس رابعةَ النهار، فإن من دخل في الإسلام يقيناً فلا يجوز الحكم عليه بالخروج منه إلا بيقين جازم، لا بالظنون والشكوك، والأوهام والتخرصات، والهوى الذي يحكم به الإنسان لمجرد هواه، من غير بيِّنة من رب العالمين.
أيها المسلم: وإذا كانت النصوص الشرعية تحرِّمُ سَبَّ المسلم، وتحرم قذفه، وتحرم السخرية منه، ولَعْنَه؛ فكيف بإخراجه من دائرة الإسلام؟! فذاك أعظم خطراً وأشدّ؛ ولذا جاءت النصوص من الكتاب والسنة تحرم إطلاق الكفر على المسلم بمجرد الظن والهوى بغير علم وتمنع من ذلك؛ حتى يكون المسلم على بصيرة من دينه، ولا بد أن يُبَيَّنَ للمسلم أضرار التكفير وأخطاره، وضوابطه، وكيفية علاج هذه الظاهرة.
أيها المسلم: إن نصوص الكتاب والسنة جاءت باحترام أعراض المسلمين، واحترام دين المسلمين؛ حتى يكون المسلم على بصيرة من أمره، قال الله -جل وعلا-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً) [النساء:94]، فنهاهم أن يطلقوا الكفر على من أظهر الإسلام حتى يتبين حقيقة الأمر، فإن مَن أعلن إسلامه وجب علينا قَبول إسلامه، والحكم عليه بالإسلام ظاهراً، إلى أن يأتي ما يناقض ذلك.
وقال -جل وعلا-: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً) [الأحزاب:58]، ورميُه بالكفر من أعظم الأذى والإيلام له، وقال -جل وعلا- محذِّراً لنا أن نحكم على الأمور بلا علم ولا بصيرة: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً) [الإسراء:36].
وسنة محمد -صلى الله عليه وسلم- منعت المسلم من إطلاق الكفر بمجرد الهوى والظنون والتخرصات، ففي الصحيحين، عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا رمى رجل رجلاً بالكفر فقد باء بها أحدهما، فإن لم يكن كذلك فقد رجع عليه"، أي: إذا قلتَ لإنسان يا كافر فإنه يبوء بها إما أنت أو هو! فإن كان ليس كذلك رجع ذلك الإثم عليك، فيخشى عليك بأن تكون كافراً بعد إسلامك.
وعن أبي ذر-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ومن دعا رجلاً بالكفر، أو قال عدو الله، وليس كذلك، إلا حار عليه"، فإذا قلت للإنسان يا كافر أو قلت يا عدو الله وليس كذلك، هو مسلم من أولياء الله، فإن إثم ذلك يرجع إليك، فيُخْشَى عليك -والعياذ بالله- من أن تقع في الإثم العظيم، فإن لفظ عدو الله لا تطلق إلا على من خالَف الإسلام؛ لأن المؤمن -وإن قصر وإن أخل بشيء- لا يستحق أن يقال عنه عدو الله، فإن العدو لله المناوئ لدينه، المبغض لشريعته؛ قل يا عدو نفسك، أو نحو ذلك، واحذر من إطلاق هذا اللفظ بلا روية، فإن ذلك إثم عظيم.
وعن أبي ذر -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من رمى رجلا بالكفر أو الفسق وليس كذلك إلا ارتد عليه"، وأخبر أن لعن المؤمن كقتله، وأن تكفيره كقتله؛ فلْيَحْذَر المسلم من ذلك، قال أسامة بن زيد -رضي الله عنه- خرجنا في سرية في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- فصبحنا الحرقة من جهينة، فأتيت رجلا فقال: لا إله إلا الله، فطعنته، فكان في نفسي.
فأتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبرته فقال: "أبعدَ ما قال لا إله إلا الله قتلتَه؟!"، قلتُ: يا رسول الله! إنما قالها خوفاً من السلاح! قال: "هلَّا شقَقْتَ عن قلبِه، كيف لك بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟"، قال: فما زال يؤنبني حتى تمنيت أني لم أسلم إلا في ذلك اليوم؛ لأنه أنَّبَه على أنه قتل رجلا قال لا إله إلا الله، إذ هذه الكلمة تُوجب عصمة الدم والمال والعرض؛ حتى يتبين ما يناقضها حقيقةً بلا شكوك ولا أوهام.
أيها المسلم: إن للتكفير أخطاراً عظيمة، وتترتَّبُ عليه أمورٌ عظيمة، فقِفْ عند حَدِّك أيها المسلم! ولا تحكم إلا بحُكْمٍ شَرْعِيٍّ، فإنَّ أثرَ التكفير يضر بالفرد، والجماعة المسلمة، وبالإسلام عموماً، فضرره على الفرد إذا حكمت عليه بالكفر فمعناه أنك حكمت برِدَّتِه، وحكمتَ عليه بالخلود في النار، وفرَّقْتَ بينه وبين امرأته، ولم تجعل له ولاية على أولاده؛ ولا ميراثَ له، ولا صلاةَ عليه، ولا تدفنه في مقابر المسلمين، ولا يجوز التوارث بينه وبين أبنائه وزوجته؛ لأنك حكمت عليه بالكفر، فيترتب على هذا الحكم أمور كثيرة، فكيف ترضاها أيها المسلم بلا دليل ولا روية؟ إن ذلك خطر عظيم؛ ثم إنك إذا واجهته بالكفر من قبل أن تدعوه إلى الله تقنطه من رحمة الله، وتجعله يصر ويعاند ولا يقبل منك ما تدعوه إليه.
وأما ضرره على الجماعة المسلمة فإنه يشتت، الكلمة ويفرق الصف، ويغرس العداوة والبغضاء في النفوس، ويخالف ما دعت الشريعة إليه من التعاون والتآلف والتناصر، وإصلاح الأخطاء، وتقويم ما اعوجَّ من السلوك؛ ويُغلق باب التناصح والدعوة إلى الله بالتي هي أحسن، إذ الداعي إلى الله لا يهمه التكفير، وإنما مبدأه الإصلاح والتأصيل، والترغيب في الإسلام، وبيان محاسنه وفضائله، ودعوة الناس إليه هذا، هو المطلوب منه أولا، أما أن يواجه الناس بالتكفير من قبل أن يبلِّغ حجة الله ويقيم عليهم الحجة فهذا أمر خطير تترتب عليه مفاسد عظيمة.
وأما ضرره على الإسلام عموما فإن هؤلاء الذي يكفِّرون الناس بلا حجة يشوِّهون سمعة الإسلام، ويُظهرون أن دين الإسلام دين الإرهاب، وسفك الدماء، وانتهاك الأعراض، ونهب الأموال، ويشوهون صورة الإسلام بما يحدثونه من هذا؛ إذ هذه الكلمة تسبب لهم عدم احترام الدماء والأموال والأعراض حيث حكموا بالكفر، فرتبوا على هذا الكفر ما يقصدون وما يريدون، وهذا أمر خطير؛ بل هذا مذهب الخوارج الذين حذرنا منهم نبينا -صلى الله عليه وسلم- إذ أخبرنا أننا نحقر صلاتنا عند صلاتهم، وقراءتنا عند قراءتهم، ولكنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.
ولقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "لَئِن أدركتُهم لأقتلنَّهُم قتل عاد"، يجتهدون في الصلاة والتلاوة والتهجُّد، لكن ضاقت صدورهم من سعة رحمة الله وفضله، فكفَّروا المسلمين بمجرَّد الخطأ، ورتَّبوا على هذا أمورا عظيمة، سلُّوا سيوفهم على أهل الإسلام، وأمسكوها عن أعداء الإسلام، فما رفعت الخوارج راية للإسلام، وما غزت في سبيل الله، ولكن شرهم على أهل الإسلام قديماً وحديثاً.
أيها المسلمون: إن منهج أهل السنة والجماعة المتبعين لكتاب الله وسنة محمد -صلى الله عليه وسلم- منهجهم أنهم لا يكفرون بمجرد المعاصي ما لم يستحل المشرك المعصية، هم ينهون عن الشر، ويحذِّرون من كبائر الذنوب، ولكنهم لا يكفرون بمجرد المعاصي، إنما يحذرون منها، وينهون عنها، ويتوعدون صاحبها، لكنهم لا يكفرون بمجرد الخطأ؛ بل يحترمون المسلمين فلا يكفرونهم، وإن فسَّقُوهم، لكن لا يكفرون بمجرد المعصية.
وأمر آخَر، أن هذا التكفير أمر ليس بأهواء الناس وآرائهم، ولكنه حكم شرعي لا يُستَمَدُّ من رأي الهوى، وإنما هو حكم شرعي دل الكتاب والسنة عليه، فلا يطلق إلا بأحكام الشرع، وله أسباب وموجبات وموانع متى تحققت الأسباب والموجبات وانتفت الموانع، وإلا فالأصل أن تمسك لسانك عن الحكم بما لا تحيط به علما، ولا يتصدر ذلك إلا أهل العلم البصيرين في دين الله، الذين يعلمون ويفهمون ويدركون الأحكام الشرعية؛ حتى تكون أحكامهم أحكاماً مستمدة من كتاب الله لا أحكاماً مبنية على الهوى.
ولا بد من التثبت من القول حتى يكون حكمك على يقين، كما قال الله: (فَتَبَيَّنُوا) [الحجرات:6]، قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب: وعلى المسلم الناصح نفسه ألا يُقدِم على التكفير بمجرد فهمه أو استحسان عقله، من غير أن يبني ذلك على حجة، فإنه يكون بذلك مخطئاً ومخالفاً للمنهج القويم.
أيها المسلم: كيف نعالج هذه الظاهرة؟ ظاهرة التكفير التي يتبناها بعض من قصُر علمه وقصر فهمه، وإن كان فيه خير وصلاح! لكن قصور العلم وقلة الإدراك قد توقعهم في هذه المصائب، قد يكون الحال غَيرة لله، ولكن الغيرة التي لا تقوم على دليل قد تكون أمراً خطيراً، فعلاج هذه الظاهرة توعية المجتمع المسلم سواء كانوا من المعلمين والمعلمات وخطباء المساجد، أو من وسائل الإعلام المختلفة، أن نوضح لهم خطر هذا المنهج، وضرره، ومساوئه، ومفاسده في الحاضر والمستقبل.
وأن تكون التوعية والتربية الصالحة على الخير لا على هذا الأمر الخطير؛ لنكون على بصيرةٍ من أمرنا، وأن نعالج الأفراد الذين وقعوا فيما وقعوا فيه، بأن نزيل عنهم الشبهة والغشاوة التي طرأت عليهم، ونوضح لهم الحق، وأنَّ الداعي إلى الله يكون همه وغايته إقامة الحجة والدعوة إلى الله، والترغيب في الإسلام، وهذا هو المطلوب منه، وأما التكفير فله شأن آخر.
فمعالجة العموم بالتوعية الصادقة، والنصيحة الهادفة؛ والأفراد بمناقشة كل فرد، وإزالة كل شبهة علقت بذهنه؛ حتى يكون على بصيرة من أمره. فكم من أناس انخدعوا واغتروا بدعاة ضلال وفساد ظنوا أنهم على خير وأنهم محقون! ولكنهم في بعض الأمر مسيئون لهم فساءت أفهامهم، وقَلَّ إدراكهم، فلا بد من معالجة الأفراد بالتوجيه، وإقامة الحجة، وإزالة كل الغشاوة التي علقت بأذهانهم.
أيها المسلمون: إن المؤمن حقاً يكون همُّهُ وغايتُه الدعوةَ إلى الله، وتبيينَ محاسنِ الإسلام وفضائله، وترغيب الناس فيه، ودعوتهم إليه؛ بأن يكون عاملاً بما يدعو إليه سابقاً الناس بالعمل بما يدعوهم إليه، فيكون قدوة صالحة، فإذا كان كذلك يرجى له بتوفيق الله أن يبارِكَ الله في مساعيه في الدعوة إلى الله، وإصلاح الخلق، وإنقاذهم من مخالفة الشرع، لا أن نجعل التكفير والتبديع والتفسيق شعاراً لنا من غير أن نقدم المنهج الصحيح، من غير أن ندعو إلى المنهج الصحيح، من غير أن نقيم الحجة، من غير أن نتصل بالناس، من غير أن نوضح لهم الحق.
إنه لا يجوز أن أحكم على نفسي بحكم وأرى الآخرين على باطل من غير أن أقدم لهم النصيحة الهادفة، والدعوة الصادقة التي أنقذهم بها من ظلمات الجهل إلى نور العلم والهدى، نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله، حمدًا كثيرًا طيِّبًا مباركًا فيه، كما يُحِبُّ ربُّنا ويَرضى، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمَّدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وصحبِه، وسلّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ.
أما بعدُ: فيا أيُّها الناسُ، اتَّقوا اللهَ تعالى حقَّ التقوى.
عبادَ الله: وإذ سمعنا التحذير من تكفير المسلمين والتحذير من الحكم عليهم بالكفر فليس هذا تمييعا للقضايا، ولا تساهلا، ولا إغلاقَ باب الردة، ولا السكوتَ عمَّن تكلم بالكفر وقاله؛ ولكن المهم أن تكون الأحكام منطلقة من مبدأ صحيح من كتاب ربنا، وسنة رسولنا -صلى الله عليه وسلم-.
إن المسلم يعرف أن هناك أشخاصاً قد وقعوا في الأخطاء بتأويل وشبهات عرضت لهم، وأمور ابتُلوا بها، فهم بأمس الحاجة إلى أن تزول عنهم الشبهة، وأن يُخلَّصوا من هذه الشبهة والتأويل الخاطئ؛ ليكونوا على بصيرة من أمرهم، فكم من عمل هو في حد ذاته كفر ولكن العامل به قد لا يكون كافراً، قد يكون متأولاً عرضت له شبهة أو أمورٌ ما أدركها وتصوَّرها، فنحن مسؤولون عن تقويم الأخطاء، وإصلاح الأخطاء، ولا يهمنا ذلك الإنسان؛ لأن همنا إصلاح الأخطاء، وتقويم ما اعوجَّ من السلوك.
فإذا بينَّا الحق، وأوضحنا الحق، فإن من خالَف ذلك الحقَّ فالحكم عليه بأحكام الشرع؛ لأن الإسلام جاء بالدعوة إلى الخير، والتحذير من الشر، وبيان أسباب الخير، وأسباب الانحراف عن الهدى، فعلى المسلمين جميعاً تقوى الله بأنفسهم، والتمسك بهذا الدين، والعمل به، والثبات عليه، ودعوة الخلق إليه بالتي هي أحسن، قال تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) [النحل:125].
قضية التكفير كم فرَّقَت الأمَّةَ في القرون الخالية! كم زلَّت بها أقدام ما كانت لِتَزِلَّ، وضلَّت بها أفهام ما كانت لتضِلَّ، وذلك بالتباس الأمر على بعض الناس؛ حتى ظن الكفر فيما ليس بكفر، والتبس الأمر، وترتب على سوء الظن أمور خطيرة، فَلْنَتَّقِ الله في أنفسنا، ولْنُحاسِبْ أنفسَنا فيما نقول من الأقوال؛ فإن الأقوال السيئة تُضعِف إيماننا.
إذا قلتُ لشخصٍ: يا عدو الله! فمعناه أني حكمت عليه بأنه يبغض الله، ويحارب دينه! وقد لا يكون كذلك، فاحذر -أيها المسلم- من فلَتات اللسان بالأقوال التي تُحْسَبُ عليك، وتُخِلُّ بِدِينِكَ. أسأل اللهَ أنْ يُوَفِّقَ الجميعَ لما يحبه ويرضاه.
واعلموا -رحمكم اللهُ- أنّ أحسنَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعة ضلالةٌ؛ وعليكم بجماعةِ المسلمين، فإنّ يدَ اللهِ على الجماعةِ، ومن شذّ شذَّ في النار، وصَلُّوا على نبيكم محمد -صلى الله عليه وسلم- امتثالاً لأمر ربكم، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].
اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين، الأئمة المهديين: أبي بكر، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ؛ وعَن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين، وعن التابِعين، وتابِعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين؛ وعنَّا معهم، بعفوِك، وكرمِك، وجودِك، وإحسانك، يا أرحمَ الراحمين.
اللَّهمَّ آمِنَّا في أوطانِنا، اللَّهمَّ آمِنَّا في أوطانِنا، اللَّهمَّ آمِنَّا في أوطانِنا، وأصلح وُلاةَ أمرِنا، ووفِّقْهُم لما فيه صلاح الإسلامِ والمُسلمين.
اللَّهمّ وفِّقْ إمامَنا إمامَ المسلمينَ عبدَ الله بنَ عبدِ العزيزِ لكلِّ خير، اللهم كن له عوناً ونصيراً، اللهم أمدَّهُ بالقوة والسلامة والصحة والعافية، إنك على كل شيء قدير.
اللهم وفِّقْ وليَّ عهده سلطانَ بنَ عبدِ العزيز لكلِّ خيرٍ، وَأَعِنْهُ على كُلِّ خَير؛ اللهم وفِّق النائب الثاني وأعِنْه على مسؤوليته، اللهم اجعلهم قادة خير، ودعاة هدى، إنك على كل شيء قدير.
اللهم وفق المسلمين أجمعين لما تحبه وترضاه، اللهم احقن دماءهم، واحم أعراضهم، وصُنْ بلادهم، ودُلَّهُم على ما فيه خير لهم، في حاضرهم ومستقبلهم، واكفهم شَرَّ أعدائهم، وشَرَّ نُفُوسِهم، إنك على كل شيء قدير.
(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر:10]، (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِن الخَاسِرِينَ) [الأعراف:23].
اللهم أنت اللهُ لا إله إلا أنت، أنت الغنيُّ ونحن الفقراء، أنزِلْ علينا الغيثَ، واجعل ما أنزلتَه قوةً لنا على طاعتك، وبلاغاً إلى حين؛ اللَّهمَّ أغِثْنَا، اللّهمَّ أغثنا، اللهمَّ أغثنا، اللهم سُقْيا رحمة لا سقيا بلاء ولا هدم ولا غرق، إنك على كل شيء قدير، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذابَ النَّارِ) [البقرة:201].
عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل:90]، فاذكروا اللهَ العظيمَ الجليلَ يذكرْكم، واشكروه على عُموم نعمه يزدْكم، ولذكرُ الله أكبرُ، والله يعلم ما تصنعون.
للتحميل
http://www.tasfiatarbia.org/upload/a...06-03Takfir.rm
منقول من موقع مؤسسة الدعوة الخيرية




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الجمعة مارس 22, 2024 10:42 am عدل 3 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الأربعاء مارس 20, 2024 2:42 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Aayao10

فتنة التكفير أصولها و الرد عليها
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــا
التكفير وبيان خطره وأدلة ذلك
المبحث الأول : حقيقة التكفير : -
حقيقة التكفير هي الحكم على المسلم الذي يشهد أن لا إله إلاَّ الله ، وأنَّ محمداً رسول الله ويصلي ، ويزكي ، ويصوم ، ويقرُّ بسائر أركان الإسلام الحكم عليه بأنَّه كافرٌ ؛ حلال الدم والمال ، وهذا لايحصل إلاَّ عند انحراف الفكر ، وتحول العقيدة ، فلا يحصل ذلك من مسلمٍ سليم العقيدة ؛ صحيح الفكر ؛ ذلك لأنَّ الأدلة الإسلامية كلها منصبَّة على أنَّ من شهد أن لا إله إلاَّ الله ، وأنَّ محمداً رسول الله ، واعتقد فرضية الصلوات الخمس ، وفرضية الزكاة في أنصبتها المحددة ، وفرضية صيام رمضان ، وحج البيت ، واعتقد حرمة دم المسلم ، وماله ، وعرضه ؛ فهو المسلم الذي يجب اعتقاد أخوته للمسلمين ، وتعاونه معهم في أداء الواجبات بقطع النظر عن جنسيته ، ولونه ، وبعده في النسب وقربه ، والأدلة على ذلك أكثر من أن تحصى أو تحصر ، فالله سبحانه وتعالى يقول : ) وما أمروا إلاَّ ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ( ويقول : ) إنَّما المؤمنون إخوة ( والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( لايحل دم امرئٍ مسلم يشهد أن لا إله إلاَّ الله ، وأنَّ محمداً رسول الله إلاَّ بإحدى ثلاث : الثيب الزاني ، والنفس بالنفس ، والتارك لدينه المفارق للجماعة )) ويقول : (( المسلم أخو المسلم لايظلمه ، ولايسلمه ، ولايخذله )) فمن كفَّر أخاه المسلم بدون ما يوجب الكفر شرعاً من شركٍ أكبر ، وكفر صريح لايحتمل التأويل ؛ من جحود فرضٍ مجمعٍ عليه أو استحلال محرَّمٍ مجمعٍ على تحريمه أو تحريم حلال مجمعٍ على حله أو إنكار ركنٍ من أركان الإيمان الستة ؛ أقول من كفَّر مسلماً بدون تعاطيه لواحدٍ من هذه المكفرات ؛ فهو تكفيري خارجي إرهابي ، ومعلومٌ لدى الجميع أنَّه لايحصل ذلك إلاَّ ممن ابتلي بمن حوَّل عقيدته وفكره من المضللين الخوارج ، وهذا مجرَّبٌ ، ومعروف .
المبحث الثاني : نشأة التكفير في عهد السلف الصالح : -
أمَّا نشأة التكفير في عهد السلف الصالح فأول نشأته هو ما ورد في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : (( بعث علي رضي الله عنه وهو باليمن بذهبة في تربتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أربعـة نفر : الأقرع بن حابس الحنظلي ، وعيينة بن بدر الفزاري ، وعلقمة بن علاثة العامري ، ثم أحد بنى كـلاب وزيد الخير الطائي ، ثم أحد بنى نبهان ؛ قال فغضبت قريش فقالوا : أتعطي صناديد نجد وتدعنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني إنما فعلت ذلك لأتألفهم ، فجاء رجل كث اللحية مشرف الوجنتين ؛ غائر العينين ؛ ناتىء الجبين ؛ محلـوق الرأس ، فقـال : اتق الله يا محمد ؛ قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فمن يطع الله إن عصيته أيأمنني على أهل الأرض ولا تأمنوني ؛ قال : ثم أدبر الرجل فاستأذن رجل من القوم في قتله يرون أنه خالد بن الوليد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن من ضئضئ هذا قوما يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يقتلون أهل الإسلام ، ويدعون أهل الأوثان ؛ يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرميـة لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد )) رواه البخاري ومسلم من طريق أبي سعيد رضي الله عنه وروى البخاري برقم 1614 من طريق أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسـلم قال : (( يخرج أناسٌ من قبل المشرق يقرأون القرآن لايجاوز تراقيهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ، ثمَّ لايعودون فيه حتى يعود السهم إلى فوَقِه )) فهذه القصة بهذا الحديث هي أول ما ورد من أخبارهم .
وقد تحقق ذلك في زمن عثمان رضي الله عنه حيث اجتمع عليه جماعة من الخوارج ، فحصروه في بيته ، ثم قتلوه وفي عهد علي رضي الله عنه حين كان القتال بينه وبين معاوية رضي الله عنه فرفع أصحاب معاوية المصاحف وقالوا : بيننا وبينكم كتاب الله ، فأمر عليٌّ أصحابه بالاستمرار في القتال ، فأبوا ولمَّا توقف القتال سعى قومٌ بين علي ومعاوية في الصلح ، واتفقوا على أن يحكِّموا حكمـين فقـالت الخوارج الذين كانوا في أصحاب علي لعلي : كفَرْتَ لأنَّك حكَّمت الرجال ، والله يقول : ) إن الحكم إلاَّ لله ( فلمَّا رجعوا إلى العراق أعلنوا كفر علي رضي الله عنه فقاتلهم علي بعد أن أرسل إليهم عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ، فناظرهم ، فرجع منهم جماعة ، وقتل منهم عددٌ كبير في موقعة النهروان .
وما زالت الخوارج تخرج بين حينٍ وآخر ، فتقاتلهم الولاة وتقتلهم ، وتقوى شوكتهم أحياناً وتضعف أحياناً ؛ غير أنَّه لم تقم لهم دولة من زمن عثمان رضي الله عنه إلى الآن ، وتحقق فيهم قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( ينشأ نشءٌ يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ؛ كلما خرج قرن قطـع قال ابن عمر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : كلما خرج قرن قطع أكثر من عشرين مرة حتى يخرج في عِراضهم الدجال )) رواه ابن ماجة ، وقد حسنه الإمام الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة برقم 2455 .
المبحث الثالث : نشأة التكفير في هذا الزمن : -
أمَّا نشأة التكفير في هذا الزمن ، فالذين أحيوا مذهب التكفير في هذا العصر هم جماعة الإخوان المسلمون ، وإليك ما يثبت ذلك ؛ لتكون من هذه الجماعة على حذر ، فهذا سيد قطب قد كفَّر أمَّة محمدٍ صلى الله عليه وسلم كما في ج4 / 2122 من تفسيره في ظلال القرآن حيث يقول : " إنَّه ليس على وجه الأرض اليوم دولةٌ مسلمة ، ولامجتمعٌ مسلم قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي " وقال قريباً من ذلك في تفسير سورة يونس بل زعم فيها أنَّ مساجد المسلمين معابد وثنية ، وحرض على الانقلابات في تفسير سورة الأنفال وزعم أنَّ الإسلام يأمر بذلك ، وقال في تفسير سورة الأنعام في ج2 / 1057 : " ولقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية بلا إله إلاَّ الله ؛ فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد ، وإلى جور الأديان ونكصت عن لا إله إلاَّ الله ، وإن ظـل فريقٌ منها يردد على المآذن : لا إله إلاَّ الله دون أن يدرك مدلولها " وفي ج3 / 1634 من تفسيره يقول : " إنَّ المسلمين الآن لايجاهدون ؛ ذلك أنَّ المسلمين اليوم لايوجدون ؛ إنَّ قضية وجود الإسلام ، ووجود المسلمين هي التي تحتـاج إلى علاج " قال الشيخ عبد الله بن محمد نجمي في رسالته منبع الإرهاب المعاصر " ولقد شهد على تكفير سيـد قطب للمجتمعات الإسلاميـة كبار الإخـوان المسلمون : فهـذا يوسف القرضاوي الإخواني يقول في كتابه أولويات الحركة الإسلامية ص110 : " في هذه المرحلة ظهرت كتب سيد قطب ؛ التي تمثل المرحلة الأخيرة من تفكيره الذي ينضح بتكفير المجتمع وإعلان الجهاد على الناس كافة " وقال فريد عبد الخالق أحد قادة الإخوان المسلمين في ميزان الحق ص115 : " إنَّ نشأت فكرة التكفير بدأت من بعض شباب الإخوان في سجن القناطر في أواخر الخمسينات وبداية الستينات وأنَّهم تأثروا بفكر سيد قطب وكتاباته ، وأخذوا منها أنَّ المجتمع في جاهلية ، وأنَّه قد كفر حكَّامه الذين تنكروا لحاكمية الله بعدم الحكم بما أنزل الله ومحكوميهم إذا رضوا بذلك " اهـ قلت : وقد اعترف جماعةٌ من المفجرين الذين ظهروا على شاشة التلفاز السعودي بأنَّهم أخذوا فكرة التكفير من كتب سيد قطب ، وبالأخص كتاب في ظلال القرآن ، وهذا فيه ردٌّ على هؤلاء الذين يقولون أنَّ ما حملهم على ذلك إنَّما هو البطالة أو غير ذلك .
قلت : فهل بقي شكٌّ في أنَّ نشأت التكفير في هذا العصر كانت من عند الإخوان المسلمـون وإن أردت أيها القارئ أو السامع أن أزيدك تأكيداً أنَّ الإخوان المسلمون هم منبع الإرهاب في هذا العصر ، فاقرأ في الجزء الأول من كتاب قافلة الإخوان المسلمون لعباس السيسي وهو واحدٌ منهم اقرأ في ص258 مقتل القاضي أحمد بك الخازندار غيلة من قبل الإخوان المسلمـون وفي ص267 حادث نسف شركة إعلانات الشرقية ، وفي ص269 والصفحة بعدها حادث السيارة الجيب ، وفي ص271 محطة اللاسلكي حيث وجدت فيها ألغام زرعت من قبل أحد الإخوان المسلمين ، وفي ص272 – 273 ذكر الإخوان المتهمين في قضية سيارة الجيب ، والحكم عليهم وفي ص275 أمرٌ عسكري بحل جماعة الإخوان ، وفي ص281 قرار حل جماعة الإخوان ، ونصُّ بيان القرار في صفحة 281 و282 و283 وفي ص285 محاولة نسف محكمة الإستئناف ، وفي ص286 مقتل النقراشي في وزارته غيلة من أحد الإخوان المسلمين ؛ كل هذا موجودٌ في آخر الجزء الأول من قافلة الإخوان المسلمون لعباس السيسي ؛ وهو أحد معتنقي هذا المنهج ؛ وهو المسجل للوقائع ، والمعترف بها ، وكل هذا وغيره حصل في حياة حسن البنا في الأعـوام 1947 – 1948م أليس في هذا دليل واضح بأنَّ الإخوان المسلمين حزبٌ تكفيري يستعمل العنف ، والتفجير ؛ وهو الإرهاب الذي يعنيه العصر الحاضر .
المبحث الرابع : حكم التكفير : -
أمَّا حكم التكفير للمسلم الذي لم يصنع ما يوجبه فهو حرامٌ تحريماً قطعياً ؛ للأدلة الدالة على ذلك ، فقد روى البخاري في كتاب الأدب من صحيحه الباب رقم ( 44 ) باب ما ينهى عن السباب واللعن حديث ثابت بن الضحاك - وكان من أصحاب الشجرة – حدثه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من حلف على ملة غير الإسلام كاذباً فهو كما قال ، وليس على ابن آدم نذرٌ فيما لايملك ومن قتل نفسه بشيءٍ في الدنيا عذب به يوم القيامة ، ومن لعن مؤمناً فهو كقتله ، ومن قذف مؤمناً بكفرٍ فهو كقتله )) ومن حديث عبد الله بن بريدة حدثني يحيى بن يعمر أنَّ أبا الأسود الدِّيلي حدَّثه عن أبي ذر رضي الله عنه أنَّه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( لايرمي رجلٌ رجلاً بالفسوق ولا يرميه بالكفر إلاَّ ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك )) قال الحافظ ابن حجر : " وفي رواية للإسماعيلي : (( إلاَّ حار عليه )) وفي رواية أخرى : (( إلاَّ ارتدت عليه )) يعني رجعت عليه و (( حار )) بمهملتين ؛ أي رجع ، وهذا يقتضي أنَّ من قال لآخر أنت فاسقٌ أو قال له أنت كافرٌ ، فإنَّ كان ليس كما قال كان هو المستحق للوصف المذكور ..." إلى أن قال : " ووقع في رواية مسلم بلفظ : (( من دعا رجلاً بالكفر أو قال عدو الله وليس كذلك إلاَّ حار عليه )) ذكره في أثناء حديث في ذم من ادعى إلى غير أبيه ... " إلى أن قال الحافظ رحمه الله : " قال النووي : اختلف في تأويل هذا الرجوع فقيل : رجع عليه الكفر إن كان مستحلاً ، وهذا بعيدٌ من سياق الخبر ، وقيل محمولٌ على الخوارج لأنَّهم يكفرون المؤمنين " اهـ .
قلت : وهذا أمرٌ مشاهدٌ في الخوارج ؛ ثابتٌ عنهم بالتواتر ؛ قديماً وحديثاً ، وإلاَّ فما الذي حملهم على قتل خيار المؤمنين ، فهم الذين قتلوا عثمان بن عفان ، وقتلوا علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين غِيلةً ، فهم لم يفعلوا ذلك إلاَّ بعد أن حكموا عليهم بالكفر ؛ إذ أنَّ من مبدأهم التكفير بالكبيرة .
وفي زمننا هذا ما قتلوا من قتلوا من المسلمين والمستأمنين إلاَّ بعد أن استحلوا سفك دمائهم وإزهاق أرواحهم ، وإتلاف أموالهم ، واستحلوا إخافة المسلمين والمستأمنين ، وإشاعة الرعب بينهم ، وشوهوا صورة الإسلام أمام الأعداء ؛ أي أمام أعداء الإسلام والمسلمين ؛ لم يفعلوا هذا كله إلاَّ نتيجة لتكفيرهم للمسلمين جميعاً ولاةً ورعية ؛ علماء وأميين ؛ قادةً متبوعين وتابعين ؛ مع العلم أنَّ الخوارج في كل زمن يتبعون في تكفيرهم للمسلمين أموراً وهمية ، فهم يكفرون بالذنب وهم واقعون في نظيره ، وقد يكون الذنب الذي كفروا به غير موجود فيمن كفَّروه ؛ بل هو مختلقٌ فيه ، ومكذوبٌ عليه ، وقد يكون أنَّهم يزعمون ذنباً ما ليس بذنب ، ومكفراً ما ليس بمكفر يحملهم على ذلك الهوى ، ويسوقهم إليه الرغبة في التكفير بغير علم عندهم ولاتحقيق فلذلك أخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم أنَّهم شر الخلق والخليقة ، وأنَّهم كلاب النـار وأنَّهم شرُّ قتلى تحت أديم السماء ، فهل بعد هذه الأوصاف من مقال يكون أشدَّ ذماً من هذا الذم ؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى في ج28 / 512 – 518 : " وقد استفاض عن النبي صلى الله عليه وسلم الأحـاديث بقتـال الخـوارج ؛ وهي متواترة عند أهل العلم بالحديث ؛ قال الإمام أحمد رحمه الله : صحَّ الحـديث في الخوارج من عشرة أوجه ، وقد رواها مسلمٌ في صحيحه ، وروى البخاري منها ثلاثة أوجه : حديث علي ، وأبي سعيد الخدري وسهل بن حنيف ، وفي السنن ، والمسانيد طرق أخر متعددة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في صفتهم : (( يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم ، وقراءته مع قراءتهم يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية ؛ أين ما لقيتموهم فاقتلوهم فإنَّ في قتلهم أجرا عند الله لمن قتلهم يوم القيامة ؛ لئن أدركتهم لأقتلنَّهم قتل عاد )) وهؤلاء قاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بمن معه من الصحابة ، واتفق على قتلهم سلف الأمة وأئمتها لم يتنازعوا في قتالهم كما تنازعوا في القتال يوم الجمل وصفين ؛ فإنَّ الصحابة كانوا في قتال الفتنة ثلاثة أصناف : قومٌ قاتلوا مع علي رضي الله عنه ، وقومٌ قاتلوا مع من قاتله ، وقومٌ قعدوا عن القتال لم يقاتلوا واحدةً من الطائفتين . وأمَّا الخوارج فلم يكن فيهم أحدٌ من الصحابة ولا نهى عن قتالهم أحدٌ من الصحابة .... " إلى أن قال : " فإنَّ الأمة متفقون على ذم الخوارج وتضليلهم ، وإنَّما تنازعوا في تكفيرهم على قولين مشهورين في مذهب مالكٍ ، وأحمد ، وفي مذهب الشافعي أيضاً نـزاع في كفرهـم " اهـ .
المبحث الخامس : مخاطر التكفير ، وعواقبه الوخيمة : -
من مخاطر التكفير وعواقبه الوخيمة ما يلي :
1- نقض العهود ؛ والتي أخذها الولاة على رعاياهم ، فإنَّ من كفَّر الوالي رأى أنَّه لايستحق الوفاء ، ونقض العهد من كبائر الذنوب قال تعالى : ) والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار ( .
2- استباحة دم الوالي عند من كفَّره ، واستباحة دماء عمَّاله .
3- استباحة منازعته ، والخروج عليه .
4- استباحة دماء المسلمين عند من كفَّروهم ، واستباحة دماء المستأمنين من باب أولى .
5- استباحة قتلهم ، وقتالهم ؛ ناسين أو متناسين قول الله عز وجل : ) ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنَّم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدَّ له عذاباً عظيماً ( .
6- ويترتب على ذلك استباحة أعراضهم ، فيكذبون فيهم ، ويفترون عليهم ، وينسبون إليهم ما ليس فيهم .
7- ويترتب على ذلك استباحة إتلاف أموالهم أو أخذها من هؤلاء المكفرين ؛ أي أنَّ المكفرين يأخذون أموال الذين كفروهم .
8- نشر الفوضى في المجتمعات الإسلامية ، وإذهاب الأمن ، والثقة بينهم .
9 – زرع اختلاف الكلمة ، وغرس بذور الفرقة .
10- امتداد أطماع الأعداء ؛ الذين هم أعداء الإسلام والمسلمين في الإستيلاء عليهـم واستغلال ثرواتهم ، ومواردهم .
11- ومتى استولى على المسلمين أعداؤهم أذاقوهم الهوان ، والنكال ، وحكموهم بقوانينهم الكفرية .
12- ومن هنا نعلم أنَّ الخوراج الإرهابيين أذاهم حاصلٌ على الأمة كلها القائد والمقـود والعامي والمثقف ، والذكر والأنثى ، والصغير والكبير، فلايبقى أحدٌ إلاَّ وسيصل إليه قسطه من الضرر .
أرجو أن يكون هذا البيان مقنعٌ لكل عاقلٍ بأنَّ الخوارج الإرهابيين قوم ضلال وسوء ، وحزب تخريب وإفساد ، ودعاة شر ؛ تترتب على أعمالهم التخريبية مفاسد لاتحصى ، وعواقب وخيمة لاتعد ، وبالله التوفيق ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم .
كتبه
أحمد بن يحيى بن محمد النَّجمي

3 / 1 / 1426 هـ
[مجموع رسائل الشيخ النجمي ص96]



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الجمعة مارس 22, 2024 1:58 pm عدل 4 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الأربعاء مارس 20, 2024 2:42 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Aaia10
التكفير بين الإفراط والتفريط
أضغط هنـــــــــــــــــــــا
أو


التعالم سبب للوقوع في التكفير والتضليل بالباطل
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا
كتاب
مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه %D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%83%D9%81%D9%8A%D8%B1-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B7-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%81%D8%B1%D9%8A%D8%B7-pdf
التكفير بين الإفراط والتفريط
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا
منهج أئمة الدعوة في مسائل التكفير والخروج
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا
كتاب
مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Bkb-aq08016
منهج أئمة الدعوة في مسائل التكفير والخروج
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا
التكفير وضوابطه
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وبعد:
فالتكفير معناه الحكم على مسلم بالكفر لسبب من الأسباب المقتضية لذلك والناس في هذا الباب طرفان ووسط .
فالطرف الأول الخوارج قديماً وحديثاً الذين يغلون في التكفير فيكفرون المسلمين بكبائر الذنوب التي هي دون الشرك والكفر وهذا مذهب باطل لأن الله
تعالى يقول: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} ويقول النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل
أنه قال: (يا ابن آدم لو لقيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة) وقراب الأرض ملؤها أو ما يقارب ملأها.
والطرف الثاني مَنْ يرى أن المسلم لا يكفر ولو عمل ما عمل من فعل المحرمات وترك الواجبات ما دام أنه مصدق في قلبه بالله ودينه لأن الإيمان عندهم هو التصديق بالقلب ولا يدخل في تعريفه وحقيقته العمل وهذا مذهب المرجئة قديماً وحديثاً ويتبناه اليوم كثير من الكتاب الذين لم يدرسوا عقيدة السلف
فيرون أنه لا يجوز التكفير مطلقاً لأنه عندهم تشدد وغلو وتطرف ولو ارتكب الإنسان كل النواقض حتى إنهم لا يكفرون اليهود والنصارى الذين يكفرون
برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، ويقولون المسيح ابن الله وعزير ابن الله ويقولون: {يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ} ويقولون: {إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء}، ويقولون: {إنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ} ومع ذلك لا يكفرونهم وهذا غلو في الإرجاء وإمعان في الضلال لأن الله كَفَّرَ مَنْ لم يؤمن برسالة محمد صلى الله عليه وسلم سواء من أهل الكتاب أو غيرهم. قال تعالى: {فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ} وقال تعالى: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ
اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَة}{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَم } {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ}{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ
وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّة}{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن
يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} وهذا مذهب باطل يتيح لكل مفسد وكل ضال ومنحرف أن يفعل ما يشاء من أنواع الردة والإفساد، ويمنح هؤلاء اسم الإسلام.
والمذهب الأول باطل أيضاً لأنه يحكم على كثير من المسلمين بالكفر لمجرد ارتكاب الذنوب التي هي دون الشرك والكفر ويسبب سفك الدماء المعصومة وإزهاق الأنفس البريئة وتفريق كلمة المسلمين بالخروج على أئمتهم وحل دولتهم ويسبب القيام بالتفجيرات والترويع ويخل بالأمن مما هو واقع اليوم ممن تبنوا هذا الرأي الباطل والمذهب الفاسد ويحقق رغبات الكفار ويتيح لهم التدخل في شؤون المسلمين بحجة حمايتهم من الإرهاب مع أن الكفار في الحقيقة هم الذين يغذون الإرهاب ويحمون الإرهابيين ليقضوا بهم أغراضهم في ضرب المسلمين وإضعافهم كما هو الواقع الآن .
وكل من فريقي الخوارج والمرجئة أخذ بالمتشابه من الأدلة فالخوارج أخذوا بنصوص الوعيد والمرجئة أخذوا بنصوص الوعد والمذهب الوسط والقول الحق في هذه المسألة ما عليه أهل السنة والجماعة وهو الجمع بين نصوص الوعد ونصوص الوعيد عملاًَ بقول الله تعالى: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ، رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ، رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ}
فأهل السنة يقولون بأن مرتكب الكبيرة التي هي دون الشرك والكفر معرض للوعيد لكنه تحت مشيئة الله إن شاء عذبه بقدر ذنوبه وإن شاء الله عفا عنه
ولم يعذبه لقول الله تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء}، وإذا عذبه بذنوبه فإنه لا
يخلد في النار بل يخرج منها ويدخل الجنة بما معه من التوحيد والإيمان فليس هو بمؤمن كامل الإيمان كما تقوله المرجئة وليس بكافر خارج من الإيمان كما تقوله الخوارج،
ولا يحكمون على مسلم بالكفر إلا إذ ارتكب ناقضاً من نواقض الإسلام المتفق عليها والمعروفة عند العلماء ولابد أن تتوفر شروط للحكم بالردة أو الكفر
على مَنْ ظاهره الإسلام وهي:
1 - ألا يكون جاهلاً معذوراً بالجهل كالذي يُسلم حديثاً ولم يتمكن من معرفة الأحكام الشرعية أو يعيش في بلاد منقطعة عن الإسلام ولم يبلغه
القرآن على وجه يفهمه أو يكون الحكم خفياً يحتاج إلى بيان.
2 - ألا يكون مكرهاً يريد التخلص من الإكراه فقط كما قال تعالى: {مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } دلت الآية على أن من تلفظ بالكفر مكرهاً وقلبه مطمئن بالإيمان يريد التخلص لا يكفر.
3 - ألا يكون متأولاً تأولاً يظنه صحيحاً فلابد أن يبين له خطأ تاويله .
4 - ألا يكون مقلداً لمن ظنه على حق إذا كان هذا المقلد يجهل الحكم حتى يبين له ضلال من يقلده.
5 - أن يكون الذي يتولى الحكم عليه بالردة من العلماء الراسخين في العلم الذين ينزلون الأحكام على مواقعها الصحيحة فلا يكون الذي يحكم بالكفر
جاهلاً أو متعالماً.
وأخيراً فإن إخراج مسلم من الإسلام بدون دليل صحيح واضح يعد أمراً خطيراً كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (من قال لأخيه يا كافر يا فاسق أو عدو الله وهو ليس كذلك رجع عليه أو حار عليه) نسأل الله العافية وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.


عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الإثنين أبريل 01, 2024 2:42 pm عدل 6 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الأربعاء مارس 20, 2024 2:43 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Ayao10

وصية في التأني وعدم الاعتداء في التكفير
أضغط هنــــــــــــــا
قيام الحجة على من وقع في الكفر يكون بالفهم لا بمجرد قراءة القرآن
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــا


عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الجمعة مارس 22, 2024 10:11 am عدل 3 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الأربعاء مارس 20, 2024 2:43 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Aayoca10

نصيحة للشباب الذين يعتنقون فكر التكفير
أضغط هنــــــــــــــــــــــا
التفريغ
السؤال: يقول نريد من سماحة الشيخ توجيها للشباب الذين يعتنقون فكر التكفير وينتقدون العلماء ويحملون الغل والكراهية لهذه البلاد
أولا نسأل الله أن يصلحهم
ويهديهم ويجيرنا وإياهم من شرهم وشر غيرهم والواجب على كل أحد أن يخاف الله جلا وعلا في السر والعلن وان ينظر في سيرة محمد صلى الله عليه وسلم وسيرة صحابته
رضي الله عنهم وأرضاهم وأن يحرص على التخلق بأخلاقهم
والإقتداء بهم ثم يراجع سير الفرق الضالة والجماعات المنحرفة وحملة الدعايات الفاسدة المفسدة وليتجنبها
في ما يتعلق بالتكفير من قال لأجد -إنسان واحد- يا كافر إن لم يكن كافرا حقا رجع التكفير إلى المتكلم (1) فإن قال لشخص ياعدو الله وليس بعدو الله رجعت هذه الكلمة على قائلها كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح (2)عن سيد البشر
لا شك أن هذه الأفكار الخطيرة والنزعات السيئة الفاحشة ما نبتت في البلاد نباتا وإنما وفدت وفودا حملها دعاة ضلال وتعاهدها جهال بالإيمان حاقدون على الإيمان ن وأهله
نسمع نرى ما كتب في الجرائد وما ذكر عن مقاصد ونعجب أشد العجب فسبحان الله ما أوسع حلم الله على هؤلاء وأمثالهم لا شك أن ذنوبنا كثيرة وانه لا مصيبة تأتي إلا بسبب الذنوب لكن هؤلاء وما قيل انه ينوونه ويقصدونه أمر خطير بالغ الخطورة
نصيحتي لكل شاب أن يحذر من الأصدقاء وأن يبتعد عن قرناء السوء
فإن النبي قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح
مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير الجالس عند الكير إما أن يشم رائحة منتنة أو أن تتطاير عليه الشرارات تحرق الثوب أو قد تحرق الثوب والجسد وحامل المسك أقل ما يصيب جليسه
أن يشم الرائحة الطيبة وربما أهداه وربما حملته الرائحة على أن يشتري منه
وأصحاب الأفكار الخبيثة هؤلاء من جلساء السوء فيجب على الآباء و الأمهات أن يكونوا غاية في الحذر ولاسيما وقد دخل زمن الفراغ من الدراسات فيتفقدوا أولا دهم ويتعرفوا على أحوالهم ومن يجالسون ومن يصاحبون في أفكارهم وإذا استطاعوا أن يضعوا معهم ما يسجل ما يقولون وما يسمعون فينبغي أن يفعلوا لا عداوة بهم وإنما رحمة بهم وبالمجتمع الذي يعيشون فيه ،هذه شرور عصفت بالعالم الإسلامي أجمع ولم نسلم في هذه البلاد من شرها رغم أن هذه البلاد والفضل لله جلا وعلا كله تبذل خيرا كبيرا في الدعوة إلى الله وإيواء من يفد وتوفير الأمن إلى الوافدين لحج أو عمرة أو زيارة أو طلب معيشة فهي تحسن إلى الناس وتبذل، (.....)4 مفسدين يزرعون في قلوب الشباب الشر والفحش ,يحملونهم على أفعال الخوارج وأعمال المبتدعة الضلال ودعايات الفجور والإلحاد ينبغي للمسلم أن يكون غاية في الحذر منهم وان يهتم بذريته ومن له عليهم سلطة أن لا يسايروا وأن لا يصاحبوا دعاة التكفير والفجور فنسأل الله أن يهدينا وإياهم سواء السبيل
-------------------------
(1) يشير الشيخ على ما رواه الإمام البخاري برقم ( 6103،6104) ومسلم برقم (61)
(2) يشيرالشيخ إلى الحديث الذي رواه الإمام مسلم برقم (61) من حديث أبي ذر رضي الله عنه
(3) يشير الشيخ غلى الحديث الذي رواه البخاري (رقم: 2101 ـ 5534) عن أبي موسى رضي الله عنه
(4) كلمة غير واضحة لي


التكفير دخيل على بلادنا
أضغط هنــــــــــــــــــــــا
محاضرة ضوابط التكفير
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في السبت مارس 30, 2024 4:55 pm عدل 11 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الأربعاء مارس 20, 2024 2:43 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه 2210
التحذير من التسرع في التكفير

قال العلامة الإتيوبي رحمه الله:
(المسألة السادسة):
[اعلم]: أن مذهب أهل الحق، أنه لا يُكَفَّر أحد من أهل القبلة بذنب، ولا يكفر أهل الأهواء والبدع، وأن من جحد ما يُعلم من دين الإسلام ضرورة، حُكم بردته وكفره، إلَّا أن يكون قريب عهد بالإسلام، أو نشأ ببادية بعيدة، ونحوه ممن يخفى عليه، فيُعَرَّف ذلك، فإن استمر حُكم بكفره، وكذا حكم من استحل الزنا، أو الخمر، أو القتل، أو غير ذلك من المحرمات التي يُعلم تحريمها ضرورة، ذكره النووي في "شرحه" (1)
:وقال الحافظ السيوطيّ رحمه الله تعالى في الكوكب الساطع
وَلَا نَرَى تَكْفِيرَ أهْلِ الْقِبْلَةِ ... وَلَا الْخُرُوجَ أَيْ عَلَى الأَئِمَّةِ
وقلت في "شرحي" عليه: أشار به إلى ما قاله الشافعيّ، وأبو حنيفة، والأشعريّ: لا نكفّر أحدًا من أهل القبلة بذنب أجرمه، وروى البيهقيّ بسند صحيح أن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما سُئل، هل كنتم تسمّون من الذنوب كفرًا، أو شركًا، أو نفاقًا؟ قال: معاذ الله، لكنّا نقول: مؤمنون مذنبون
وقال الإمام الذهبيّ رحمه الله تعالى في "سير أعلام النبلاء" 15/ 88 - في ترجمة أبي الحسن الأشعريّ رحمه الله تعالى ما نصّه: رأيت للأشعريّ كلمة أعجبتني، وهي ثابتةٌ، رواها البيهقيّ، سمعت أبا حازم العبدريّ، سمعت زاهر بن أحمد السرخسيّ يقول: لَمّا قرب أجل أبي الحسن الأشعريّ في داري ببغداد، دعاني، فأتيته، فقال: اشهَدْ عليّ أني لا أكفّر أحدًا من أهل القبلة؛ لأن الكلّ يُشيرون إلى معبود واحد، وإنما هذا كله اختلاف العبارات. قال الذهبيّ: وبنحو هذا أدين، وكذا كان شيخنا ابن تيميّة في أواخر أيامه يقول: أنا لا أكفّر أحدًا من الأمة، قال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "لا يُحافظ على الوضوء إلَّا مؤمن" (2). فمن لازم الصلوات بوضوء، فهومسلم. انتهى كلام الذهبيّ رحمه الله تعالى
قال الجامع عفا الله تعالى عنه: هذا الذي قاله هؤلاء الأئمة من عدم تكفير أهل القبلة بالذنوب هو الحقّ، فينبغي التنبّه له، وعدم التسرّع إلى القول بتكفير أحد منهم إلَّا ببيّنة واضحة، لا يُقبل معها التأويل، هذا على الجملة، وأما من حيث التفصيل، فمن قامت بَيِّنَةٌ واضحة على أنه ارتكب ما يخرجه من الإسلام، فلا يُتَوَقَّفُ في تكفيره، فتنبّه، ولا تكن من الغافلين، والله تعالى أعلم بالصواب
هذه جُمَلٌ من المسائل المتعلقة بالإيمان، قدمتها في صدر الكتاب، تمهيدًا لكونها مما يكثر الاحتياج إليها، ولكثرة تكرارها وتردادها في الأحاديث، فقدمتها في موضع واحد، ليسهل فهمها، ويقرب إدراكها، ويتيسّر الإحالة عليها، إذا مرّ في الأبواب الآتية ما يتعلّق بها. والله أعلم بالصواب، وله الحمد والنعمة، ومنه التوفيق والعصمة
إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} - هود: [88}
رابط المقال على الموقع
من هنــــــــــــــــــــــــــــا

_______________________
(1) "شرح النوويّ" 1/ 144 - 150
(2) حديث صحيح. أخرجه أحمد، والدارميّ، والحاكم، وابن حبّان
المصدر : البحر المحيط الثجاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج - 1/57





عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الجمعة مارس 22, 2024 5:02 am عدل 3 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الأربعاء مارس 20, 2024 2:44 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Oc10
التكفير حق لله و لا يجوز للناس التجرأ عليه
أضغط هنـــــــــــــــــــــا
التحذير من التكفير بغير علم
أضغط هنــــــــــــــا
فتنة التكفير أصولها و الرد عليها
للتحميل
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــا
أو
أضغط هنــــــــــــــــــــــا



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الجمعة مارس 22, 2024 6:16 am عدل 5 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الأربعاء مارس 20, 2024 2:44 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Ayac_o10
شرح رسالة  أصول وضوابط في التكفير
للشيخ عبد الطيف آل الشيخ
للدكتور محمد عمر بازمول

ضمن دورة الإمام محمد بن إبراهيم آل الشيخ الشرعية بجدة لعام 1435ه
1
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــا
2
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا
3
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــا
كتاب
مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Thumbnail?id=1LCbzj1D_F1pa2vEq8eJNCtPkiByO6aJ4&sz=w1000
ﺍﻟﺘﻜﻔﲑ ﻭﺿﻮﺍﺑﻄﻪ
أضغط هنـــــــــــــا pdf
أو
أضغط هنـــــــــــــــا
كتاب
مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Attachment
المحكم و المتشابه في التكفير و الجهاد
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــا



ـ


عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الإثنين أبريل 01, 2024 3:05 pm عدل 4 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الأربعاء مارس 20, 2024 2:45 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Oc_aay10
كتاب
مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Be35105a108cbd3c164b337bf48110325186b771
بذل النصح والتذكير لبقايا المفتونين
بالتكفير والتفجير
أضغط هنــــــــــــdocــــــا



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الخميس مارس 21, 2024 9:08 pm عدل 2 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الأربعاء مارس 20, 2024 4:37 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه A_aoy11
خطر القول على الله بغير علم في تكفير العلماء بحجة أنهم يوالون الكفار
أضغط هنــــــــــــــا
ضوابط في التكفير والتبديع
أضغط هنــــــــــــــــــــا
الغلوّ في مسائل التّكفير



نتائج التّكفير والحذر منه



ضوابط التكفير






عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الخميس مارس 28, 2024 4:45 pm عدل 4 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الأربعاء مارس 20, 2024 4:51 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Aa10
جريمة تكفير المجتمعات الإسلامية
أضغط هنـــــــــــــــــــــا
فتنة التكفير والتفجير
أضغط هنــــــــــــــــــــــا
ضوابط في تكفير المعين
أضغط هنـــــــــــــــــــا 1
أضغط هنــــــــــــــــا 2
أو
كتاب
مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه 001
ضوابط تكفير المعين  
للشيخ العلامة محمد بن سعيد رسلان حفظه الله
رابط التحميل

أضغط هنــــــــــــــا pdf
أو
أضغط هنــــــــــــــا pdf



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الجمعة مارس 22, 2024 2:07 pm عدل 4 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الأربعاء مارس 20, 2024 5:06 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه 211
الحذر الحذر من الإعتداء في التكفير
أضغط هنــــــــــــــا
خطبة الاعتداء في التكفير
أضغط هنـــــــــــــــــا
أصول وضوابط متعلقة بمسألة التكفير
أضغط هنــــــــــــــا
شبهات متعلقة بالتكفير والرد عليها
أضغط هنــــــــــــــا
كَلِمَةٌ مُوجَزَةٌ فِي التّكفِيرِ وضوابِطِهِ
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــا
التّفريغُ:
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصّلاةُ والسّلامُ الأتمَّانِ الأكملانِ على المبعوثِ رحمةً للعالَمِينَ، وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعينَ، أمَّا بعدُ:
فَبَيْنَ يَدَي الدّرس حتّى يكتملَ الإخوةُ أحببتُ أن أستجيبَ إلى طلب بعض الإخوَة حيثُ أرسلوا لي رسالةً طلبوا فيها أن أتكلَّم فيها عن "موضوع التّكفير" ولو باختصار، حيثُ ذكروا أنّ هذا الأمر قد تشبّه في هذا الزّمان ولاسيَّما بعد هذه الثّورات غير السّليمة وغير الحكيمة، فأصبحَ يُرَى في الوسائل المُنتشرَة التّكفيرُ تصريحًا أو تلميحًا.
فأقُولُ باختصارٍ:
إنّ التّكفير هُوَ الحُكم بالكُفرِ، وَهُوَ نوعانِ:
← حُكمٌ على الفعلِ بأنّه كُفرٌ: وهذا يُسمّى عند العُلَماء بالتّكفير المُطلَق.
← وحُكمٌ على الفاعِلِ أو على المُعيَّن بأنّه كافِر: وهذا يُسمّى بتكفير المُعيَّن.
وقد يقول العُلَماء إنّ فلانًا كافر ويقصدون المعنى الأوّل وهُوَ: أنَّهُ مُتلبِّسٌ بفعلٍ هُوَ كُفرٌ، فهُوَ يستحقّ الكُفرَ لا أنَّهُم يحكمون على عينِهِ بالكُفر.
والتّكفيرُ بمعنى الحُكم على إنسانٍ بأنّه كافرٌ نوعانِ:
← تكفيرٌ صحيحٌ: وهُوَ التّكفير من أهلِهِ على أهلِهِ، تكفيرُ من لَّهُ الحقّ بالتّكفير لمن اجتمعت فيه الشّروط وانتفت فيه الموانع، فهذا حقٌّ لا يُلْفَى.
← وتكفيرٌ هُوَ اعتداءٌ: بحيثُ يحكُمُ من لَّيْس أهلا للحُكمِ أو على من لَّيس أهلاً لأن يُحْكَمَ عليهِ بالكُفرِ.
ونحنُ نتكلّم هُنَا عن ما أصبحَ يُفهم من لفظ التّكفير وهوَ: الحُكم على مُسلمٍ بالكُفر بمعنى أن يُخرَج من دين الإسلام إلى دين الكُفر.
فأذكر هُنَا قواعد نافعة في هذا الباب -إن شاء الله- منها:
أنّ الأصل في المُسلِم الإسلام، فمن ثبتَ له الإسلام فالأصل فيه الإسلام، من أتى بالشّهادتين فالأصل فيه الإسلام، ولذلكَ يقول العلماء: (من ثبت إسلامه بيقينٍ لا يرتفع إلاّ بيقين).
فمن حكَمنا له بالإسلامِ فالأصل فيهِ الإسلام، والقاعدة الشّرعيَّة أنّهُ يُتمسّك بالأصل حتّى يثبُتَ خلافُهُ.
فالواجبُ الشّرعيّ أنّ كُلّ من ثبت لهُ الإسلام يجبُ شرعًا أن يُتمسَّك بالحُكم بإسلامِهِ حتّى يثبت أنّه كافر، وهذا الأصل مفيدٌ جدًّا وسنُبيِّن فائدته في الكلام.
إذا بلغكَ أنّ رجلاً من المُسلِمين كافرٌ أو يفعل كُفرًا فإنّ الواجب عليك أمور:
الأمر الأوّل: أن تتثبَّت من أنّه قال أو فعَلَ، فليس كُلّ ما نُقِل صحيحا، ولاسيَّما في هذا الباب، فإنّ النّقل في هذا الباب يغلبُ عليهِ الكذب، لأنّ الغالبَ أنّ المُعتدين في التّكفير يحكُمون بالكُفر ثُمّ يُسبِّبُونَ، فيحكمون على الحُكّام مثلاً بأنّهم كُفّار ثُمّ يبحثون عن أسباب إن وجددوها وإن لاَّ اخترعوها، والغالبُ هُوَ الاختراع.
فالواجبُ التّثبّت من أنّه قال أو فعَلَ.
فهُنَا لا يخلُو الأمر عند التّثبّت من ثلاثة أمور:
• الأمر الأوّل: أن يثبُتَ أنّه لم يقُل أو يفعل.
• والأمر الثّاني: أن يثبت أنّه قالَ أو فعل.
• والأمر الثّالث: أن نَّتردَّد؛ لا يثبت عندنا ولا ينتفي، الأمر مُحتمِل.
← فإن ثبت أنّه لم يقل أو لم يفعل فقد اندفعَ الأمرُ من أصلِهِ.
← وإن ثبت أنّه قال أو فعل فهذا له قاعدة أخرى.
← وإن شكَكْنَا دائمًا عند الشّكّ نتمسّك بالأصل؛ ما هو الأصل فيه؟ الإسلام.
إذن: الأصل أنّه لم يقُل كفرًا أو لم يفعل كُفرًا، فإذا لم يثبُت عندنا القول أو الفعل فإنّا ننفيه عن المُسلِم ولو كان مُحتمِلاً.
طيِّب، ثبت أنّه قال أو فعل هل نُكفِّره مباشرة؟ لاَ، يجبُ أن نتثبَّت من أنّ القول أو الفعلَ كُفرٌ عند العُلَماء، ليس كُلّ ما قيل في السّاحة اليوم إنّه كُفر هُوَ كُفرٌ.
نحنُ وجدنا اليوم هؤلاء المُعتدين في التّكفير يُكفِّرون بالجنسيَّة! ويُكفِّرون بالهويّة الوطنيَّة! ويُكفِّرون بأحكام المُرور! وكُلّ هذا ليس من الكُفر في شيء.
فلابُدّ من التّثبّت هل هذا القول كُفر؟ هل هذا الفعل كُفر عند أهل العلم؟
فَهُنَا: إمّا أن يثبُتَ أنّه كُفر، وإمّا أن يثبت أنّه ليس كُفرًا، وإمّا أن يكون فيه تفصيل.
قيلَ: إنّ الحاكمَ الفُلانيّ كافر؛ لماذا؟ قالوا: لأنّه يأمر بأحكام المرور، ننظُر: هل أحكام المرور كُفر؟ الجواب: أنّها ليست بكُفر بل ليست مُحرّمة، بل هي مطلوبة من وليّ الأمر لأنّ المطلوب من وليّ الأمر أن يجتهد في الأصلح للرّعيَّة، فهذه الأحكام لا تُخالِف شرعَ اللهِ فهي مطلوبةٌ من وليّ الأمر تُنظِّمُ حياتَهُم، إذنْ: ثبت أنّه ليس بكُفرٍ انتهينا.
أن يثبُتَ أنّه كُفرٌ وهذا له قاعدة أخرى؛ أن يكون فيه تفصيل.
قيلَ فلان كافر لأنّه لبس الصّليب، هُنَا لبس الصّليب ليس كُفرًا على إطلاقِهِ، وإنّما يكون كُفرًا إذا لُبِس على سبيل التّعظيم والتّقدير، إمّا إذا لُبس لغير هذا فليس بكفر وإن كان منهيًّا عنه، يعني: أظنّكم صغار في السّنّ لكن كان قبل زمن فيه ساعة سويسريَّة هيَ أشهر السّاعات الموجودة في داخلها صليب، العوامّ يُسمّونها ساعة أمّ صليب، وكان الرّجل يُوصي يقول: هات لي السّاعة أمّ صليب لأنّها أجود أنواع السّاعات ويلبسونها ما يقصدون لبس الصّليب ولا يقصدون تعظيم الصّليب يُريدون هذه السّاعة الأصليَّة، هذا ليس بكُفرٍ.
إنسان يلبس قميص لنادي من الأنديَة وهذا النّادي في شعارِهِ صليب، هُوَ ما لبس الصّليب تعظيمًا للصّليب هُو لبس هذا القميص، نحنُ ننهاهُ لكنّه ليس كُفرًا.
ثُمَّ: ليس كُلّ ما قال النّاس إنّه صليب كان صليبًا.
فكثير من النّقوش الآن مثل هذه النّقوش التي في المسجد لو أردتَّ أن تُدقِّق حتّى تتخيَّل ستجد صلبانًا، وذلك الشّيخ ابن عثيمين –رحمهُ اللهُ- مرّةً قيلَ لَهُ مثل هذا فقال: (ليسَ كُلّ ما تقاطَعَ صليبًا) أنت لو عملتَ هكذَا في الشّمسِ لصنعتَ صليبًا لأنّ ظلَّك سيكون صليبًا وليس بصليبٍ، لكنّه على هيئة الصّليب.
طيِّب؛ ثبت أنّ هذا القول أو الفعل كُفر ثبتَ أنّه قال أو فعَلَ وثبتَ أنّه كُفر هل نُكفِّرُهُ؟ الجواب: لاَ، هُنَاك قاعدة أخرى، فلابُدَّ من اجتماع الشّروط وانتفاء الموانِع، فقد يكون هُنَاك مانعٌ يمنع.
وذلك يا إخوة: مُعاذ –رضي اللهُ عنهُ- لمّا أرسله الرّسول –صلّى اللهُ عليه وسلّم- إلى بعض النّواحي فرأى الرّسول –صلّى الله عليه وسلّم-؛ سجدَ لَهُ؛ لأنّه رأى القوم يسجدون لعُظمائهم فقال النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- أوْلَى، فقال له النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم-: (يا معاذ: ما هذا؟) وهذا يدلُّ على الاستفصال، فقال: يا رسول الله رأيتُ كذا وكذا؛ قال: (ما ينبغي لأحدٍ أن يسجدَ لأحدٍ، ولو كُنت آمرًا أحدًا أن يسجُدَ لأحدٍ لأمرتُ المرأة أن تسجُدَ لزوجها).
النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- دخل مرّةً على حمزة بعد أن جاءه عليّ –رضي الله عنه- في أوّل ما جاؤوا إلى المدينة لم يكن الخمر مُحرّمًا، فشرب حمزة –رضي الله عنه- مع بعض أصحابِهِ الخمر وكانوا يأكلون السّويق؛ فقالت الجارية: يا حمزة أنأكل السّويق والرّاحلة عند الباب؟ فقام فنحرها وهي ناحرة عليّ –رضي اللهُ عنهُ-، فذهب عليّ –رضي الله عنه- واشتكى للنّبيّ –صلّى اللهُ عليهِ وسلّم-، فجاء النّبيّ –صلّى اللهُ عليهِ وسلّم- ومعهُ بعض أصحابِهِ ودخلوا عليهم؛ فكلّم النّبيّ –صلّى اللهُ عليهِ وسلّم- حمزة في الأمور؛ فقال: وهل أنتم إلاّ أعبدٌ لأبي؛ يعني وكأنه يقول للنّبيّ –صلّى اللهُ عليهِ وسلّم-: من أنت حتّى تُكلِّمَني؟ أنت عبد أصلا عند أبي؛ وهذا في حدِّ ذاتِهِ كُفر إذا قيل للنّبيّ –صلّى اللهُ عليهِ وسلّم-، لكن قال أنس –رضي اللهُ عنهُ-: (فعلمَ أنّه ثملٌ فتركَهُ وخرجَ).
وهذا باب كبير جدًّا، لكن الاختصار يعني فقط أُريد أن أوصلَ القواعد.
فإن اجتمعت الشّروط وانتفت الموانع في الظّاهر، طبعًا هُنَا لا يخلو الحال من ثلاث أحوالٍ:
← أن لا تجتمع الشّروط أو يُوجَد مانع؛ وهنا يندفع التّكفير.
← والحال الثّانية: أن تجتمع الشّروط وتنتفي الموانع في الظّاهر؛ وهذا له وجهٌ سنتكلَّم عنه.
← والحال الثّالثة: أن لا يتّضح لنا الأمر؛ فإذا لم يتّضح الأمر أعدناه إلى النّفي؛ لأنّ الأصل الإسلام.
فإن اجتمعت الشّروط وانتفت الموانع في الظّاهر هل نُبادر بالتّكفير؟ لاَ، القاعدة أنّه يُعادُ الحُكم إلى أهلِهِ، لم يُكلِّفك اللهُ بالتّكفير، والمُوفَّق يفرَح إذا سلِمَ من العُهْدَة، ما يُدخل نفسه في المضايق التي لم يُكلَّف بها، والله –عزّ وجلّ- يقول في شأن المُنافقين: ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾.
وما يُوجَد أعلى من الحُكم على مُسلمٍ بالتّكفير، فشأن المُنافِق ومن تشبّه بهم أن يُبادر إلى مثل هذه الأمور ويتولاّها بنفسِهِ وليس من أهلها، وشأن أهل الإيمان أن يقولوا: سُبحانك ما كان لنا أن نَّحْكُمَ بهذا يردّونه إلى أهلِهِ إلى السُّنّة وعُلَماء السُّنّة، وهذا فائدة قول الله –عزّ وجلّ-: ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ..﴾ أي: في حياته وإلى سُنّته بعد مماتِهِ؛ ﴿وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ..﴾ يعني: إلى العُلَماء بالسُّنّة، ما يُذهب إلى أهل البدع؛ منهُم من لاّ يُكفِّر مُطلقًا حتّى من ثبت عليه التّكفير ومنهُم من يُكفِّر كُلّ من يُبغض، يُذهب إلى أهل السُّنّة أهل العدل والإنصاف.
ثُمّ لا يتكلّم فيه كُلّ واحد من علماء السُّنّة؛ ﴿لَعَلِمَهُ الذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾ أهل البصيرة والاستنباط هُمُ الذينَ يحكمونَ.
طيِّب هُنَا: إمّا أن نعرفَ حُكم أهلِ العلم، وإمّا أن لاَّ نعرفَ حُكم أهلِ العلم، وإمّا أن نعرفَ أنّهُم نفوا الحُكْمَ.
يعني: إمّا أن نعرفَ حُكْمَهُم بالتّكفير، وإمّا أن نعرفَ حُكمهم بعدم التّكفير، وإمّا أن لاَّ نَعْلَم.
← فإن علمنا حُكمَهُم بالتّكفير فهذا له شأنٌ.
← وإن علمنا حُكمهم بنفيِ التّكفير انتفى التّكفير.
← فإذا لم نعلم فالأصل الإسلام.
فإن علمنا حُكمهم بالتّكفير اعتقدنا كُفرَ المُعيَّن، لأنّ العُلَماء حكموا بكُفرِهِ –أهل السُّنّة-، لكن لا يلزمُنَا أن نتكلَّمَ إلاّ إذا وُجِدت المصلحة الشّرعيَّة.
فالاعتقادُ مبنيّ على الحُكمِ، والقول مبنيّ على المصلحة.
ألا تَرَوْنَ أحبّتي: أنّ النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- علِمَ بالمُنافقين بأعيانهم وهُم أضرّ على المُسلِمين من الكُفّار الصّرحاء، ومع ذلكَ لم يُخبِر أحدًا بأسمائهم إلاّ حُذيفَة –رضي الله عنه-، مع أنّنا نجزم أنّ النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- كان يعتقد أنّهم منافقون وأنهم في الدّرك الأسفل من النّار، لكنّ المصلحة الشّرعيّة اقتضت أن لاَّ يُخبِر بأسمائهم، وأخبر من؟ حُذيفة –رضي الله عنه-، وحُذيفة لم يُخبِر أحدًا، حتّى الأثر الذي ورد فيه أنّ عُمر -رضي الله عنه- كان يقول لحذيفة: هل أنا منهُم فلم يُخبِره؛ فلمّا ألَحَّ عليه قال: لاَ لستَ منهم ولن أُخبر أحدًا بعدكَ؛ الأثر ضعيف؛ ثُمّ ليس فيهِ أنّه أخبره بأسماء أحد لكنّه نفى عن عُمر –رضي الله عنه-.
إذَنْ: مثلُ هذا الكلام يُنظَرُ فيهِ إلى المصلحة الشّرعيّة بعد كُلِّ هذا، ولو أنّ النّاس عملوا بهذه الأصول السّلفيَّة الحقَّة التي دلَّت عليها السُّنّة لَسَلِمُوا من هذه الأخطار التي تضربُ في أقطارِ الأرضِ.
ونحنُ دائمًا نقول: السّلفيَّةُ أمانٌ للإنسان نفسه، أمانٌ للمُجتمع، أمانٌ للرّعيّة، أمانٌ للرّاعي، لا تتحقَّقُ مصلحةُ الجميعِ تحقيقًا صحيحًا إلاّ في السّلفيَّة.
واللهِ ما مِن منهجٍ يخرجُ عن منهج السّلف الصّالح –رضوان الله عليهم- إلاّ مع كونِه ضلالاً تنخرِمُ فيه المصلحة ولو من وجهٍ من الوجوه.
فهذا هُوَ الباب الذي يضبط لنا مسألةَ التّكفير، لا يُنفى التّكفير مُطلقًا، ولا يُثْبت مُطلقا، وإنّما يُثْبَتُ بالأصول الشّرعيّة وِفْقَ ما دلّت عليه الأدلّة.
ثُمّ أُنبِّه إلى تنبيه -وإن كُنّا أطلنا لكن لا بأس-:
يا إخوَة: المُسلِم المُؤمن المُوفَّق يفرَح بإسلام النّاس وَلاَّ بكُفر النّاس؟! إسلام النّاس، يفرح إذا علم أنّ أحدًا دخل في الإسلام، يفرح إذا ثبتَ أنّ فلانًا من المُسلِمين لم يكفُرْ، لكنَّ الذي يمتلئُ قلبُهُ بالهَوى ينعكسُ عليهِ الأمر.
فإذا جئت إلى حاكمٍ قُلتَ: هذا الحاكم مُسلِم لأنّ مُقتضى الأصول الشّرعيّة أن يُحكم بإسلامه؛ يسودّ وجهُهُ ويغضب وينفر ويُلقي عليكَ من التُّهَم ما لا يُلْقَى على الكُفّار الأصليِّين، وهذا ضدّ الفطرة، وضدّ الأصل في المُسلِمين، لكنّ الهوى يُعمِي ويُصمّ.
فرّغه:/ أبو عبد الرحمن أسامة
06 / ربيع الثاني / 1435هـ




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الجمعة مارس 22, 2024 10:55 am عدل 4 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الأربعاء مارس 20, 2024 5:49 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه _aaa10
سلامة منهج أهل السنة والجماعة من التكفير



التأصيل في مسائل التكفير



كتاب
مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه CNHfjPiW8AES45i
فكر التكفير قديما وحديثا وتبرئة أتباع مذهب السلف من الغلو والفكر المنحرف
للشيخ  عبد السلام السحيمي حفظه الله
رابط التحميل

أضغط هنــــــــــــــا


عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الجمعة مارس 22, 2024 2:15 pm عدل 2 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الأربعاء مارس 20, 2024 10:59 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Yoo10

تحذير البصير من خطر التسرع بالتكفير

من هنــــــــــــــــــــــــــــــا


أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الخميس مارس 21, 2024 5:36 am


فضيلة الشيخ أَزْهَر سنِيقْرَة - حفظه الله -

التكفير حقّ لله تعالى

للتحميل

أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــــا



أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الخميس مارس 21, 2024 6:16 am


التحذير من خطورة التكفير
للشيخ حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ



الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينُه ونسغفِرُه ونستهدِيه، ونعوذُ بالله من شُرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مُضلَّ له، ومن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِ عليه وعلى آله وأصحابِه.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)  [النساء: 1].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70، 71].
أيها المسلمون: تُحيطُ بالمسلمين مِحنٌ عُظمَى وفتنٌ شتَّى، لا عاصِم منها إلا اللجوءُ إلى الله - جل وعلا -، والتوبةُ الصادقةُ إليه، والإنابةُ الصحيحةُ إليه - عزَّ شأنُه -، يقول - جل وعلا -:  (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا) [الطلاق: 2].
إنه لا نجاةَ من مِحنةٍ وبليَّةٍ إلا بتحقيق طاعة الله - جل وعلا - وطاعة رسولِه - صلى الله عليه وسلم - في كل شأنٍ من الشؤون، فبذلك يدفعُ الله عن المسلمين البلاءَ والمِحَن، ويدرأُ عنهم الفسادَ والإِحَن، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم -: «العبادةُ في الهَرْج كهِجرةٍ إليَّ» (رواه مسلم).
إخوة الإسلام: إن الضرورةَ تشتدُّ في مثلِ تلك الأحوال إلى التمسُّك بأصل الإسلام الأعظَم: فريضة الاجتماع على الحقِّ، والتعاوُن على الخير، والاتِّحاد على كل نافعٍ دُنيا وأخرى،  (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) [آل عمران: 103].
نحن في كل مُجتمعٍ مُسلمٍ بحاجةٍ عظيمةٍ إلى أن نكون صُورةً مُطابِقةً تمامَ الانطِباق لما أرادَه الإسلام منَّا في وصفِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - المُؤمنين بقوله: «مثلُ المُؤمنين في توادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم كمثَل الجسَد الواحِد، إذا اشتكَى منه عضوٌ تداعَى له سائرُ الجسَد بالسهر والحُمَّى».
وذلك استِجابةً لقوله - جل وعلا -: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) [التوبة: 71].
وإن من أعظمِ المُصادمَة لمقاصِد الإسلام وتوجيهاته: تفرُّقَ المُسلمين واختِلاف قلوبهم، وتنافُر توجُّهاتهم فيما يصرِفُهم عن المنهَج الوضِيء الذي أمرَ الله به في قوله: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ) [الأنعام: 153].
فالفُرقة عذابٌ ودمارٌ، والشِّقاقُ ذلٌّ وعار، والتنازُعُ فشلٌ وخسار، ولهذا يقول الله - جل وعلا -: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) [الأنفال: 46].
فلا سلامة لمُجتمعٍ مسلم مع تفرُّق الكلمة، ولا نجاةَ للمُؤمنين مع تشتُّت وحدتهم، ولا عزَّة ولا رِفعةَ لهم مع تفويتِ الأُلفَة والأُخوَّة الإيمانيَّة التي أمرَ الله بها، يقول - جل وعلا -:  (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ) [الأنعام: 159].
ورسولُنا - صلى الله عليه وسلم - يقول: «عليكم بالجماعة، وإياكم والفُرقة؛ فإن الشيطانَ مع الواحِد، وهو مع الاثنين أبعَد، ومن أراد بحبُوحَة الجنَّة فليلزَم الجماعة» (صحَّحه الحاكم، ووافقه الذهبي).
شباب الأمة: أنتم عمادُ الأمة ورِجالُ المُستقبل .. فاحذَروا كل طريقٍ يُوصِلُ إلى تفريقِ الصفِّ، وتمزيقِ الشملِ، وتحطيم الكِيان .. فعليكم بالسنة والجماعة، وتجنَّبوا الشُّذوذ والفُرقة.
قال الشاطبي: "وإذا ابتدَعوا تجادَلوا، ثم تخاصَموا وتفرَّقُوا وكانوا شِيَعًا".
وقال شيخُ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "كلُّ ما خرجَ عن دعوَى الإسلام والقُرآن من نسبٍ أو بلدٍ أو جنسٍ أو مذهبٍ أو طريقةٍ فهو من عزاء الجاهلية".
واعلموا - شباب الإسلام - أن من عوامِل الزَّيغ وعوامِل الضلال في الأمة في كل وقتٍ وحينٍ: الوقوعَ في التسارُع إلى طامَّة عُظمَى وبليَّةٍ كُبرى، زلَّت بها أقلام، وضلَّت بها أفهام، وسقطَ بسببها في البلاء فِئام، إنه التساهُلُ في تكفير أهل القبلة .. إنه التسارُع في تكفير أصحابِ: "لا إله إلا الله، محمدٌ رسولُ الله".
قال - صلى الله عليه وسلم -: «من قال لأخيه: يا كافر، فقد باءَ بها أحدُهما، فإن كان كما يقول، وإلا رجعَت عليه» (متفق عليه).
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «ومن رمَى مؤمنًا بكُفرٍ فهو كقتلِه» (رواه البخاري).
إن النبي - صلى الله عليه وسلم - حذَّر أمَّته بأعظم الزواجِر وأشدِّ المواعِظ، من التسارُع في ذلك بلا بُرهانٍ أوضحَ من شمس النهار، وبلا تقييدٍ بالقُيود القرآنية والضوابِط النبوية. وعلى هذا قرَّر أهلُ العلم وأساطِينُهم.
حتى قال قائلُهم: "إن الخطأَ في تركِ ألفِ كافرٍ في الحياةِ أهونُ من الخطأ في سفك محجَمَةٍ من دمِ مُسلم".
أيها الشاب المسلم: أعظمُ الناس لك نُصحًا وإخلاصًا، وأشدُّهم محبَّةً لك: هم والِداك، يُقدِّمان مصلحتَك على مصالِحهما، ويفدُونَك بأنفُسِهما، فالزَم برَّهما، وجاهِد في طاعتهما.
كُن بهما رفيقًا، ولتوجيهاتهما مُطيعًا، ومن حِكمتهما مُستقيًا ومُستفِيدًا .. هم أصدقُ من يُسدِي لك النُّصح، ويُقدِّمُ لك المشورة. فلا تنأَى بنفسِك عنهما، ولا تُسِرَّ من أمورِك عنهما صغيرًا ولا كبيرًا؛ فكم وقعَ بسبب ذلك ما لا يعلمُه إلا الله - جل وعلا - على شباب الإسلام.
اسمع لتوجيهٍ يقودُك للجِنان، ويُرضِي عنك الرحمن، إنه ما سمِعت فعلى ذلك نصوصُ الشريعة مُتواتِرة، وعلى تقديرِ هذا الكلام مُتظاهِرة.
شباب الإسلام: أنتم عمادُ الأمة بعد الله - جل وعلا -، فوِّتوا على أعداء المُسلمين ما يصبُون إليه من النَّيل من هذه الأمة في كل وقتٍ وفي كل زمانٍ، من خلال شبابها؛ ليُشوِّهوا دينَها.
فأحيطُوا أنفسَكم بتقوى الله - جل وعلا -، غلِّبوا المنطقَ والعقلَ والحكمةَ، واعملوا بالرَّوِيَّة والرحمة والرِّفق واللِّين.
أظهِروا للعالمِ كلِّه محاسِنَ دين الإسلام .. ادعُوا إلى الله بإبرازِ أخلاق الإسلام العُظمى، وإظهار رحمته الكُبرى، ومحاسِنه التي لا تتناهَى.
إلى العلماء والدعاة والمُثقَّفين والمُفكِّرين: اتقوا الله في أنفسكم وفي شباب الإسلام .. واجبٌ عليكم توجيهُ الشباب إلى ما ينفعهم دُنيًا وأخرى.
احذَروا من كل ما من شأنِه أن يُوقِعَهم فيما لا تُحمَدُ عُقباه، ولا يُعلَمُ مآلُه، إما من جانبِ النَّيل من مُسلَّمات الدين، وإما من جانبِ الفتوى بما لا يستقيم مع جلبِ مصالِح الأمة ودرء الفساد عنها، وفقَ الضوابط الشرعيَّة، والقيود الدينية، يقول - صلى الله عليه وسلم -: «إن العبدَ ليتكلَّمُ بالكلمة من رِضوان الله ما يُلقِي لها بالاً، يرفعُه الله بها درجات، وإن العبدَ ليتكلَّمُ بالكلمة من سخَط الله لا يُلقِي لها بالاً، يهوِي في النار سبعين خريفًا» (رواه البخاري).
والنظرُ في مآلات الأقوال والأفعال والتصرُّفات قاعدةٌ كُبرى عند علماء المسلمين، خاصَّةً في أوقات المِحَن والإِحَن. فكم من فتوى في نوازِل الأمة لم تُعطَ حقَّها من البحث والتأمُّل، والحكمة والتروِّي، جرَّت فتنًا عمياء، ومِحنًا شتَّاء، خاصَّةً إذا كانت من الأفراد.
فلا بُدَّ من التأني والكياسة، ولا بُدَّ من الدقَّة والحَصافَة، لاسيَّما إذا اتَّقَدت العواطِفُ في الأمة، والتهبَت المشاعِرُ في قلوب المسلمين.
أمة الإسلام: عظِّموا حقوقَ الأُخُوَّة الإسلاميَّة .. وتجنَّبُوا أذيَّة المسلمين بأي أذيَّةٍ صغيرةٍ أو كبيرةٍ، فذلك عند الله عظيم؛ فرسولُنا - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يا أيها الناس! إن دماءَكم وأموالَكم وأعراضَكم عليكم حرامٌ كحُرمة يومِكم هذا، في شهرِكم هذا، في بلدِكم هذا».. وأصبحَ ذلك معلومٌ من الدين بالضرورة
يا أمة الإسلام: اتقوا الله في هذه الأُخُوَّة الإيمانية التي حرِصَت توجيهاتُ القرآن الكريم، ومواعِظُ النبي الرحيم - عليه أفضل الصلاة والسلام - على منعِما يُكدِّرُ هذه الأُخُوَّة، أو يُسبِّبُ في تقطيعِ أواصِرها، حتى أصبحَ الحِفاظُ على تلك الأُخُوَّة من أعظم مقاصِد الإسلام، وأهمِّ أغراضِه في هذه الحياة.
ومن قواعِد السنة القطعيَّة: «لا يُؤمنُ أحدُكم حتى يُحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسِه».
معاشر المسلمين: بالأمن يتحقَّقُ أهنأُ عيشٍ به تحصُلُ راحةُ البال، واستِقرارُ الحال، قال - صلى الله عليه وسلم - مُذكِّرًا بذلك -: «من أصبحَ منكم مُعافًى في جسدِه، آمنًا في سِربه، عنده قُوتُ يومِه، فكأنَّما حيزَت له الدنيا».
فعلى أبناء المُجتمع المسلم أن يكونوا يدًا واحدةً في درء المخاطِر والأضرار عن مُجتمعهم، وصفًّا مُتراصًّا لتحقيق الأسباب التي يدفعُ الله بها المخاطِرَ والشُّرور، ويحصُلُ بها الأمنُ والأمان، ويسعَدُ بها بنُو الإنسان، (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [المائدة: 2].
أقول هذا القول، وأستغفرُ الله لي ولكم، فاستغفِروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمدُ لله وحده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وأصحابِه.
أما بعد، فيا أيها المسلمون: أُوصِيكُم ونفسي بتقوى الله - جل وعلا -؛ فهي وصيةُ الله للأولين والآخرين، بها يتحقَّقُ الفلاحُ والفوزُ والسعادةُ والنجاةُ في الدنيا وفي الأُخرى.
أيها المسلمون: إن بلادَ الحرمين تعيشُ أمنًا ورخاءً في ظلِّ عقيدةِ التوحيد؛ فعلى أهلها وعلى شبابها أن يكونوا يدًا واحدةً مُتعاوِنين على البرِّ والتقوى، مُتراصِّين مُتصافِين في القلوب وفي الأقوال وفي الأفعال، يجمعُهم الحقُّ، وأن يحذَروا من أي ما يُكدِّرُ هذا الصفَّ، فإن ذلك أمانةٌ على كل مسلم.
ثم إن الله - جل وعلا - أنعمَ علينا بنعمٍ عظيمةٍ جليلةٍ، منها نعمةُ الأمن. فعلى المسلمين أن يعلَموا أن من أعظم الأسباب والحِفاظ عليه: تحقيقُ التوحيد، وتحقيقُ طاعة الله - جل وعلا - في كل شأنٍ من شُؤون الحياة، يقول الله - جل وعلا -: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) [الأنعام: 82].
ثم إن الله - جل وعلا - أمرَنا بأمرٍ عظيمٍ، ألا وهو: الصلاةُ والسلامُ على النبيِّ الكريم.
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على نبيِّنا ورسولِنا محمدٍ، وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائر الصحابة والآل، ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
اللهم احفَظ المسلمين في كل مكان، اللهم احفَظنا واحفَظ المسلمين من كل شرٍّ ومكروه، اللهم احفَظنا واحفَظ المسلمين من كل شرٍّ ومكروه، اللهم اجمع كلمتنا على البرِّ والتقوى، اللهم اجمع كلمتنا على البرِّ والتقوى، اللهم اجمع كلمتنا على البرِّ والتقوى يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم نفِّس كُرُبات المسلمين، اللهم فرِّج همومَهم، اللهم فرِّج همومَهم، اللهم احفَظ أعراضَهم وأموالَهم وأنفسَهم يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم إنا نسألُك بأسمائِك الحُسنى وصفاتِك العُلى أن تُؤمِّن خوفَنا، وأن تُؤمِّن روعاتنا يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات.
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].
اللهم وفِّق وليَّ أمرنا لما تحبُّ وترضى، اللهم ولِّ على المسلمين خيارَهم، اللهم ولِّ على المسلمين خيارَهم، اللهم ولِّ عليهم خيارَهم، وجنِّبهم شِرارَهم يا ذا الجلال والإكرام.
عباد الله: اذكروا الله ذِكرًا كثيرًا، وسبِّحوه بُكرةً وأصيلاً.


أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الخميس مارس 21, 2024 9:00 pm



خطورة التكفير وضوابطه عند أهل السنة والجماعة

الشيخ صالح السحيمي والشيخ علي التويجري حفظهما الله

أضغط هنـــــــــــــــــــــــــا
أو




أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الخميس مارس 21, 2024 9:18 pm


 وقفات مع حديث عظيم حول التكفير
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده ورسوله مُحمد وعلى آله وصحبه. أما بعد:
عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنَّ ما أَتَخَوف عليكم رجل قَرأ القرآن حتى إذا رُئِيَت بَهجته عليه وكان ردءاً للإسلام غَيَّرَه إلى ما شاء الله فانسلخ منه ونبذه وراء ظهره وسَعَى على جَارِه بالسيف ورماه بالشرك. قال قلت يا نَبِيَّ الله أيُّهُما أَولَى بالشرك المرمي أم الرامي؟ قال: بل الرامي) رواه ابن حبان في صحيحه. وقال ابن كثير عن إسناده هذا إسناد جيد ، وحسنه الهيثمي في مجمع الزوائد وصححه الألباني رحمهم الله.
أيها القراء الكرام؛ إنَّ هذا حديث عظيم القَدْر لأنه يُشَخِّصُ مَرضاً مِن أَفْتَكِ أمراض العصر، ألا وهو مَرض التكفير بغير حقّ، ثم ما ترتب على التكفير مِن استحلال الدماء والأموال وإشاعة الفوضى والرعب في بلاد المسلمين
ولنا معه في هذا المقام عدد من الوقفات:
أولاً: إنَّ نبِي الله صلوات الله وسلامه عليه لم يكن ينطق عن هوى بل كان ما جاء به وحيٌ أَوْحَاهُ الله إليه، والله علام الغيوب لا تخفى عليه خافية ماضية أو حاضرة أو مستقبلة.
وقد سبق في علمه سبحانه أن سيكون في هذه الأمة من سَيُكفر المسلمين بغير حقّ ويسفك دماءهم بغير حقّ، فلذا حَذَّرَنَا النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الفتنة حتى نكون على بَيِّنَةٍ وبصيرة منها فلا تَجرفنا تياراتها ولا تُهلكنا أعاصيرها حيث نرى أنها الحق وأن ما خالفها هو الباطل.
ثانياً: هذا الرجل الذي تَخَوفه علينا النبي صلى الله عليه وسلم كان من شأنه أنه قرأ القرآن أي حفظ حروفه وأتقن قراءتها، وكان ردءاً للإسلام أي صاراً ناصراً للإسلام ومدافعاً عنه وذاباً عنه بأي نوع من أنواع النصرة بتعليمه القرآن أو جهاده بالقلم أو بالسيف أو بغير ذلك من الوسائل.
ولا شك أن فتنة هذا الصنف أعظم من فتنة غيره لأنه مَحسوب على الإسلام، يتكلم بلسان الدين، ويلبس عِباءة الدين، فالناس أسرع له تصديقاً، وأعظم به ثقة، بِخلاف مَن عُرف بِتَهَتُّكِهِ وفُجُوره وفُسُوقه وانسلاخه فهذا لا يُقبل منه ولا يُلتفت إليه ولا يُؤْبَهُ به بل لا يَزيده حربه للدين إلا مَقتاً عند الناس وانحطاطاً في أعينهم.
ثالثاً: هذا الرجل بعد أن قرأ القرآن وصار منه ما صار من خِدمة الإسلام غَيَّرَهُ إلى ما شاء الله، أما تغيير حروفه فلا يستطيع لأنه سرعان ما يفتضح فالقرآن مَحفوظ ولو غُيِّرَت نسخه أو عشر أو مئة فكتاب الله مَحفوظ في المصاحف وفي الصدور والحمد لله كما قال تعالى ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وإنَّا لَهُ لَحَافِظُون ) ويدخل القرآن في الذِّكر دُخولاً أولياً.
ولكن هذا الرجل غَيَّرَ تأويل القرآن وَحَرَّفَ معانيه ونَزَّلَ آياته على غير مَحامِلِها الصحيحة، ومِن ذلك مَثلاً أنْ جَعل الكبائر بِمنزلة الكفر فَكَفَّرَ بالمعاصي، وبناءً على ذلك تَجده يُكَفِّرُ المسلمين بغير حقّ.
ومن ذلك مثلاً أن يُفسر الآية تفسيراً مُجْمَلاً عاماً مع أنَّهَا تَحتمل أكثر مِن مَعنى، لا يستقيم المعنى الصحيح لها إلا بالتفصيل مثل قوله تعالى ( وَمَن لَم يَحكُم بِما أَنزلَ الله فأولئك هُم الكافرون )، فيُفسرها تفسيراً عاماً فَيُكَفِّر كل مَن حَكَمَ بغير ما أنزل الله وهذا مِن أبطل الباطل.
إنَّ العالم المجتهد إذا أفتى وأخطأ في فتواه فقد حكم بغير ما أنزل الله، فهل يكون بذلك كافراً معاذ الله !! بل هو مأجور عند الله أجراً واحداً لاجتهاده.
إنَّ السلف الصالح فسروا هذه الآية بِما مُقضاه أنَّ الحاكم يَكْفُرُ إذا حَكَمَ بغير ما أنزل الله إذا كان مُسْتَحِلاً والعياذ بالله، أما إذا لَم يستحل فهو مِن باب كُفْر دُون كُفر كما قاله ابن عباس وغيره، أي كُفر لكنه دون الكفر الأكبر، أما إذا كان خَطَئاً في الاجتهاد مِمَّن له حقّ الاجتهاد فهذا مأجور على اجتهاده مغفور له خطأه.
ومن أمثلة تحريف معاني القرآن عند هذا الصنف من الناس أن يأتي إلى النص الشرعي الذي يُخاطب وُلاَة الأُمور فينزله الواحد منهم على نفسه، ومثال ذلك أنَّ الله تعالى قال في كتابه (يا أيها النبي حَرِّض المؤمنين على القتال) فيقوم الواحد منهم وهو في ظل دولة لها إمام فيُحرض الناس على ما يسميه هو جهاداً بدون أن يُخَوله ولي أمر المسلمين بذلك ويقول أنا أمتثل قول الله تعالى (يا أيها النبي حَرِّضِ المؤمنين على القتال) ولا شك أنَّ هذا باطل من القول، وإذا أردت أن تعرف بطلانه فانظر هل كان الصحابة يُعلنون الجهاد مِن عند أنفسهم أم كانوا ينتظرون أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهم يُجاهدون بأمره ويكفون بأمره.
أفهؤلاء القوم أحرص على تطبيق القرآن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ لا. ولكن مَنع أولئك العلمُ والتقوى والوقوفُ عند حدود الله.
إنَّ الله خَاطَبَ نَبِيَّهُ بالتحريض على القتال باعتبار أنه ولي أمر المسلمين وإمامهم ، وهو خِطابٌ مِن بَعدِه لأُولي الأمر فأمر الجهاد مَوْكُولٌ إليهم باتفاق الأئمة قال صلى الله عليه وسلم ( الإمام جُنَّة يُقَاتَلُ مِن وَرَائِه ).
ومِن أمثلة تغيير معاني القرآن أنهم يَجيئون إلى آيات النهي عن موالاة الكفار فأدخلوا في الموالاة المحرمة التعامل المباح الذي دَلَّ الكتاب والسنة على إباحته، فإذا تعاقدت الدولة المسلمة مع الدولة الكافرة قالوا هذا كُفر ورِدَّة مع أن النبي صلى الله عليه وسلم أول ما قَدم المدينة أَبرَمَ اتفاقية حسن الجوار مع يهود المدينة ثم أبرم عهد الصلح مع مشركي قريش في الحديبية.
وإذا حصل التبادل التجاري مع الدولة الكافرة قالوا هذه موالاة وحرموا على الناس شراء المنتجات التي تأتي من دول الكفر، مع أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم مَاتَ ودِرْعهُ مَرهونة عند يهودي اشترى منه ثلاثين صاعاً من شعير فلم يكن عنده قيمته فرهن لديه درعه صلوات الله وسلامه عليه.
فهذه بعض صور تغيير معاني القرآن الكريم التي ضلوا بسببها وأضلوا كثيراً مِمَّن لا فِقْهَ عنده ولا عِلم ولا بَصيرة.
رابعاً: هذا التغيير لمعاني القرآن ولأحكام الشريعة له سببان رئيسان.
الأول: الجهل، وسبب الجهل هو عدم تلقي العلم على أهل العلم والسنة بل يرمي الشاب نفسه على جهال مثله يتلقى على أيديهم. أو ينعزل على كتبه يقرؤوها دون وعي ولا بصيرة، والله أمرنا بالرجوع إلى أهل الذِّكر، أمَّا تلقي العلم عن طُرق الكتب وحدها أو الأشرطة وحدها أو مواقع "النِّت" وحدها ونحو ذلك فهذه لا تُخرج إلا جُهَالاً ضُلالاً إلا مَن عَصَمَهُ الله تعالى.
إنَّ كثيراً مِمَّن يَقتدي بهم بعض شبابنا وفتياتنا هم في الأصل مِن الجهال الذين لم يتلقوا العلم الشرعي على أهله بل إن فتشت اكتشفت بأن هذا تخصصه في الزراعة وذاك تخصصه في التجارة وإدارة المال والثالث تخصصه في علم النفس والرابع تخصصه فن و تمثيل والخامس تخصصه عربدة وتفحيط، وبين عشية وضُحاها وإذا هُم أصحاب فَتْوَى وتوجيه وصَارُوا مَرجِعاً للناس تُعقد لهم المحاضرات والدروس وتصدر لهم الأشرطة وأصبح لهم جمهور عريض تُرَدُّ مِن أَجل كلماتهم فتاوى أهل العلم بل تُرَدُّ لأجلهم الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.
السبب الثاني: الهوى، فبعض الناس يكون عنده علم لكنه يفتقد المصداقية فيحرف معاني الشريعة لمصلحة شخصية أو مصلحة حزبية والعياذ بالله، ولهذا تَجد هذا الصنف كثيري التلون والتشكل كل يوم لهم وجه كل يوم لهم موقف، لا أقول في المسائل الفقهية التي يدخلها الاجتهاد ولكن في المسائل العقدية المحسومة التي لا تقبل إلا التسليم والانقياد.
فعلى المسلم أن يجتهد في طلب العلم قبل أن يتكلم في دين الله، وعليه أن يلتزم الصدق والتقوى وأن يمشي على مقتضى العلم لا الهوى.
خامساً: من هنا ندرك أن حفظ القرآن وحده لا يكفي، بل لابد من شيء هو أعظم من الحفظ ألا وهو الفقه فيه ومعرفة أحكامه ومعانيه، ولهذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يَجمعون بين الحفظ والعلم فإذا تعلموا بضع آيات لم يتجاوزوا تلك الآيات حتى يتعلموا فقهها وأحكامها فجمعوا بين العلم والعمل والإيمان.
وليس معنى كلامي التهوين من شأن حفظ القرآن -معاذ الله- ولكن التنبيه إلى ضرورة الجمع بين الحفظ والفهم حتى لا ينزل القرآن على غير منازله. والنبي صلى الله عليه وسلم بَيَّنَ أنَّ مِن أبرز صفات الخوارج قراءة القرآن دون فقه ولا فهم يقرؤون القرآن ولا يُجاوز حناجرهم أو تراقيهم.
سادساً: هذا الرجل الذي تَخَوَّفَهُ علينا النبي صلى الله عليه وسلم لم يَكتف بأنْ ضَلَّ في نفسه بل تعامل مع الناس على ضوء ذلك الضلال فقام على جاره أي أخيه المسلم فَكَفَّرَهُ أيْ بغير حقّ ولم يكتف بذلك بل قام عليه بالسيف فقتله، فأي فساد بعد هذا.
هذا الذي كان ينظر إليه بالأمس نظرة احترام وتوقير وتقدير يقوم على من كان يوقره لفضله وقراءته القرآن فيقتله مُعتقداً كُفره، ولم يقف الأمر عند قتل جاره وأخيه ، بل وصل الأمر إلى أدهى من ذلك لقد افتخر بعض هؤلاء بأنه ذبح أباه وأمه في الله تعالى. نعم وصل الحال ببعضهم إلى هذه الدركة والعياذ بالله. ذبح أبويه وهما مِن أهل لا إله إلا الله ولم يكن لهما ذنب إلا أنه اعتنق فكر التكفير فكفر أباه وأمه ثم تقرب إلى الله بسفك دمائهما تدليلاً على أنه لا تأخذه في الله لومة لائم، وتأكيداً على أنه لا يُحابي في دين الله أحداً ولو كان أباه أو أمه. فهل رأيتم أو سمعتم بمثل هذا الضلال والانحراف.
فأين هذا من الأمر بالإحسان إلى الوالدين ولو كَانَا مُشرِكين ولو جاهداك على أن تُشرك بالله كما جاء به نص الكتاب الكريم.
انظروا إلى هذه الفئات اليوم كيف كَفَّرَت العلماء وولاة الأمور ورجال المباحث ورجال الأمن بل المجتمع كله عند بعضهم ثم استحلوا سفك دمائهم.
إنه الأمر نفسه الذي تخوفه علينا النبي صلى الله عليه وسلم وصدق الله وبَلَّغَ رسوله عليه الصلاة والسلام.
سابعاً: في الحديث تَحذير بَالِغٌ لكل مَن تُسَوِّلُ له نفسه أن يُكَفِّرَ المسلمين بغير حقّ بأنه الأحق بالكفر والأولى به والعياذ بالله، فإن مَن كَفَّرَ مُسلماً بغير حقّ رجع تكفيره عليه فَلْيُقْدِم أو لِيحْجِم.
ثامناً: على المسلم أن يتبصر في هذا الفكر وفي رموزه وفي تنظيماته وليرجع إلى كبار العلماء فإننا نعيش فتنة عامة جَرفت كثيراً من الناس لاسيمَا من الشباب.
تأملوا في هذه التنظيمات ماذا جَرَّتْ على المسلمين مِن الويلات ؟! ماذا جَرَّت عليهم مِن الفتن والدمار؟!
سَلُوا أنفسكم هل استفاد منهم المسلمون؟
هل حرروا فلسطين؟
هل رفعوا الظلم عن المستضعفين؟
هل أعانوا المنكوبين؟
هل عَمَرُوا المساجد وشَيَّدُوا المدارس؟
هل نشروا التوحيد وحاربوا لبدع ؟
هل فتحوا للإسلام بلاداً جديدة؟
هل هيئوا للمسلمين حياة سعيدة؟
هل ازداد المسلمون بسببهم ألفةً ومَحبةً وتَرابطاً وأُخُوّة ؟
أم أنهم ما دخلوا بلدةً إلا أفسدوها وفرقوا كلمة أهلها وأشاعوا الفتنة والخراب في أرجائها، وتعاونوا مع كل مفسدٍ مُجرم فصاروا بذلك ذريعة لأعداء الإسلام للإفساد في أرض المسلمين.
تأملوا في مكايدهم ومُخططاتهم وتفاهة أفكارهم بالأمس يقولون أَخْرِجُوا المشركين مِن جزيرة العرب، واليوم يقولون دمروا آبار النفط وأدخلوا المشركين جزيرة العرب؟ لماذا؟ حتى يفتكون بهم بزعمهم ؟
سَلُوهُم هل استطاعوا أن يُحرروا أفغانستان حتى يزعموا أن في قدرتِهم إخراجَهم من جزيرة العرب بعد أن يستدرجوهم إليها ؟ فأين العقول أين البصائر؟ أين التجرد للحق؟
أيها الإخوة مَن المستفيد لو تمت هذه المؤامرات التي تحاك ضد بلادكم وأوطانكم، مَن؟ والله لن يستفيد منها إلا اليهود والصهاينة وأذنابهم.
وقبل أن أختم أحب أن أطرح عليكم سؤالاً بالغ الأهمية، أتدرون من هو هذا الرجل الذي خافه علينا الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
إنه ليس شخصاً واحداً بعينه ولكنه كل من انطبقت عليه هذه الصفات، فاحذر أخي الكريم أن تكون هو.
والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه.
كتبه
علي بن يحيى الحدادي
إمام وخطيب جامع أم المؤمنين بالرياض

من موقع الشيخ


عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الجمعة مارس 22, 2024 2:49 pm عدل 1 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الخميس مارس 21, 2024 9:34 pm



هذا الكتاب الإلكتروني بعنوان
سلسلة الرد على شبهات دعاة التكفير , ردود أهل العلم على شبهات دعاة التكفير

عناصر السلسلة
البداية
المقدمة
الشبهة الأولى:
تكفيرهم بمسألة الحكم بغير ما أنزل الله بدون تفصيل !
الشبهة الثانية:
الرد على إستدلالهم بخروج الزبير والحسين رضي الله عنهما
الشبهة الثالثة:
إستدلالهم بقصة تروى عن أحمد بن نصر الخزاعي
الشبهة الرابعة :
زعمهم بأن تحيكم القوانين كفر أكبر مخرج من الملة بالإجماع ولو بدون استحلال
الشبهة الخامسة:
زعمهم بأنه لا يوجد عالم ألبتة أعتبر تحكيم القوانين كفر أصغر إلا بالإستحلال
الشبهة السادسة:
قولهم"سلمنا لكم بوجوب الإستحلال في التكفير ولكن حكامنا اليوم إستحلوا ما فعلوه بدليل أنهم شرعوا هذه القوانين وحكموا بها بين الناس"
الشبهة السابعة:
إستدلالهم ببعض أقوال أهل العلم الذين اعتبروا تحكيم القوانين كفر أكبر
الشبهة الثامنة:
تكفيرهم الحكام بدعوى أنهم طواغيت !
الشبهة التاسعة :
قياسهم القوانين الوضعية بقانون الياسق
الشبهة العاشرة:
إستدلالهم بفتوى العلامة ابن ابراهيم رحمه الله
الشبهة الحادية عشر:
إستدلالهم بإحدى فتاوى العثيمين
الشبهة الثانية عشر :
إستدلالهم بفتوى الشيخين الأخوين شاكر(أحمد ومحمود)
الشبهة الثالثة عشر:
إستدلالهم بإحدى فتاوى العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله
الشبهة الرابعة عشر:
إستدلالهم بمقولة(ومن لم يلتزم هذا فهو كافر)
الشبهة الخامسة عشر:
إستدلالهم بقوله تعالى({فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤمِنُونَ حَتَى يُحَكِّمُوكَ فِيْمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجَاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً}،
الشبهة السادسة عشر:
إستدلالهم بقوله تعالى { وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ}
الشبهة السابعة عشر:
إستدلالهم بقوله تعالى({أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ}
الشبهة الثامنة العشر:
إستدلالهم بقوله تعالى{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً}
الشبهة التاسعة عشر:
إستدلالهم بقوله تعالى(ولا يشرك في حكمه أحدا).
الشبهة العشرون:
إستدلالهم بقوله تعالى( وما اختلفتم فيه من شيءٍ فحكمه إلى الله)
الشبهة الثانية والعشرون :
إستدلالهم بسبب نزول قوله تعالى ) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ (
الشبهة الثانية والعشرون :
إستدلالهم بسبب نزول قوله تعالى ) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ (
الشبهة الثالثة والعشرون:
استدلالهم بقوله تعالى(ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولائك هم الكافرون)
الشبهةالرابعة والعشرون
:إستدلالهم بقوله تعالى({إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}
الشبهة الخامسة والعشرون:
إستدلالهم بأثر ابن مسعود
الشبهة السادسة والعشرون:
إستدلالهم بقصة الرجل الذي نكح زوجة أبيه
الشبهة السابعة والعشرون:
إستدلالهم بمقاتلة الصحابة رضوان الله عليهم لمانعي الزكاة
الشبهة الثامنة والعشرون:
تفرقتهم بين الحكم في الواقعة(المسألة) وبين الحكم في التشريع العام.
الشبهة التاسعة والعشرون:
قولهم بكفر الإعراض
الشبهة الثلاثون:
تنابزهم بالألقاب ورميهم لأهل السنة بالإرجاء
أضغط هنــــــــــــــــــا
و
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــا
و
أضغط هنــــــــــــــــــــــا



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الأحد مايو 05, 2024 4:18 pm عدل 1 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الخميس مارس 21, 2024 9:35 pm


كتاب  
مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Alalbany-168b82339ef04ad8dd8f46265196b34b55a27ef7
أصول وضوابط في التكفير
تَأليفُ العلَّامة الشَّيخ
عبدُ اللطيف بن عبد الرَّحمَن بن حَسَن آلْ الشَّيخ

تَحقِيق
الشيخ الفاضل: عبد السلام بن برجس


أضغط هنــــــــــــــــــــــا
أو
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــا




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الأحد مايو 05, 2024 4:03 pm عدل 1 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الخميس مارس 21, 2024 9:48 pm

كتاب

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Dawat_almotaalimen
دعوة المتعلمين
للتفريق في مسائل التكفير والتبديع والتفسيق بين الإطلاق والتعيين
تأليف :
فضيلة الشيخ
أبي عبد الله محمد بن عبد الحميد حسونة رحمه الله

أضغط هنــــــــــــــــــا

أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الخميس مارس 21, 2024 10:47 pm



كتاب
مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه 4210
منهج ابن تيمية في مسألة التكفير
المؤلف : عبد المجيد بن سالم بن عبد الله المشعبي
 نبذة عن الكتاب: - أصل هذا الكتاب رسالة علمية نالها المؤلف من جامعة الإسلامية بالمدينة
وأشرف علها الشيخ الفاضل الدكتور صالح بن سعد السحيمي _حفظه الله_.
- تم دمج المجلدين في ملف واحد للتسلسل.
عدد الصفحات : 559
الحجم الإجمالي : 7 ميجا
الناشر : مكتبة أضواء السلف الرياض 1418 - 1997

أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــــــا





عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الأحد مايو 05, 2024 4:00 pm عدل 3 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مارس 22, 2024 6:10 am

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Yac18
التكفير يدل على الانحراف،
لا على الغيرة على العقيدة

١- يبدو أن البعض يجد حماسًا في التكفير لمن ظاهره الإسلام؛ ليسترْوِح، ويستدل بذلك على غيرته وغضبه، ومقدار عنايته بالعقيدة والتوحيد، وانتصاره للدين.
٢- وفي الحقيقة أن هذا الأمر إنما يدل على انطلاء بعض شبه الخوارج عليه في معاملة مَن ظاهره الإسلام، أو مع الأمراء.
٣- أما الممدحة والمنقبة التي عليها المتبعون للصحابة والسنة فهي التورع عن إطلاق التكفير والمسارعة به على من ظاهره الإسلام؛ لأن النبي ﷺ قد حذر من ذلك، فقال: « أَيُّمَا امْرىٍء قَالَ لأَخِيهِ: يَا كَافِرُ. فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا. إِنْ كَانَ كَمَا قَالَ. وَإِلاَّ رَجَعَتْ عَلَيْهِ».».
٤- ولأن إطلاق التكفير على المسلمين هي خاصية وشعار الخوارج، كما قال النبي ﷺ: « قرأ القرآن حتى إذا رُئِيت بَهْجَتُه عليه وكان رِدْئاً للإسلام ، غيّرَه إلى ما شاء الله ، فانسلخ منه ، ونبذه وراء ظهره وسعى على جاره بالسيف ، ورماه بالشرك».
٥- ولذلك كان من ممادح وسِمات أهل السنة: التخطئة التي يظهر بها الحق ويهدى بها الناس للحق، لا التكفير.
٦- وأما الجماعات فلها نمَطان من التكفير:
تكفير الإخوان -ومن شايعهم- المبني على وصف المجتمع بالجاهلي، وتكفير سياسي بوصف المسلم بالعلماني؛ على إرادة جعله قسمًا يقابل الإسلامي.
والنوع الآخر من تكفير الجماعات هو تكفير السروريين وداعش والقاعدة، ومن تأثّر بهم من السلفيين.
٧- فالعناية بالعقيدة الصحيحة معناها: العلم والعدل والرحمة والقوة في نشر الحق ومقاومة أنواع الباطل بالهدى والخير، لا انتقام الخوارج وتترسهم بدعوى الغضب لله والغيرة، فيطلقون على المسلمين كل أنواع الألفاظ الصريحة في التكفير، أو غير الصريحة كالماسونية والصهيونية ووو... ويطلقونها على من يريدون؛ ليقتنع الجهال المقلِّدون مِن أتباعهم أنهم على حق، وعلى عناية بالعقيدة الصحيحة، والقول بموجبها، والغيرة عليها!
٨- تذكّر دائمًا أن تدينك ليس وسيلة إكمالٍ لنقص تعانيه؛ بالبغي على غيرك، وفرض منزلةٍ لنفسك.
٩- إنما التديّن الصادق قربة، يزداد بها حب الله، والسعي في رضاه، وتعدية النفع نصحًا لإخوانك المسلمين الذين يسرُّك الخير الذي فيهم دينًا ودنيا، ويؤلمك الشر الذي يلحقهم.
١٠- إنّ دلالة الأحاديث على فضل سلامة الصدر ونقاء السريرة لا تعني -كما يحاول البعض أن يفهمها- أنها أحد أبواب الخير النافلة المستحبة (وإن كان قد يأتي التمثيل عليها أحيانًا في الأحاديث متجهًا لأشخاص معينين)، إنما سلامة الصدر وحب الخير للمسلمين وكراهية حصول الشر لهم من واجبات الدين العينية الشخصية الواجبة على كل مسلم، بل هي الدرجة الدنيا من واجبات التطهر والتزكي، قال النبي ﷺ: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه».
نسأل الله أن يمنحنا الغضب له والغيرة على دينه، التي تنعكس رحمة ونصحًا للإسلام والمسلمين وحكمًا بعلم وعدل، ولا تنعكس -بسبب حظ النفس ووسوسة الشيطان- تكفيرًا وظلمًا وبغيًا وعدوانًا وتسلطًا وترفعًا وكبرًا على المسلمين، كما عليه الخوارج والمنحرفون.
١١- إن الصراخ والصياح وسلاطة اللسان والبذاء والاحتقار والهجوم الباغي سِمة الباطل وسوء الخلق، وإن الكلام الفصيح الواضح البيّن العادل سِمة العلم وحسن الخلق.
نسأل الله العافية والسلامة لنا جميعًا.
كتبه الشيخ: أحمد السبيعي حفظه الله تعالى
الجمعة 3 صفر 1443ه
الموافق 10 سبتمبر 2021م



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الأحد مايو 05, 2024 3:37 pm عدل 1 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مارس 22, 2024 6:12 am


تأصيلات هامة في مسألة التكفير
محاضرة ألقاها الشيخ خالد عبدالرحمن حفظه الله
ليلة الخميس 15 شوال 1434 الموافق 21 أغسطس 2013 في منطقة جابر العلي - الكويت
أضغط هنــــــــــــــــــــــــا
أو
أضغط هنـــــــــــــــــــا
أو




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الأحد مايو 05, 2024 3:09 pm عدل 3 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مارس 22, 2024 6:14 am

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه 15
إلى متى يا أهل التكفير
الشيخ عادل منصور
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا
أو





عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الأحد مايو 05, 2024 3:41 pm عدل 2 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الجمعة مارس 22, 2024 2:57 pm


كتاب
مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Arabicpdfs.com-446%D9%80-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%AD%D9%8A%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%8A%D8%AF%D8%A9--%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%B0%D9%8A%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B3%D8%B1%D8%B9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%83%D9%81%D9%8A%D8%B1--%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A8%D9%86-%D9%86%D8%A7%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%86%D9%8A
التحذير من التسرع في التكفير
للشيخ محمد بن ناصر العريني
أضغط هنــــــــــــــــــــــا
أو
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الأحد مايو 05, 2024 2:08 pm عدل 1 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل السبت مارس 30, 2024 5:01 pm


خطـر التكفـير
لا يسارع في التكفير من كان عنده مسْكَة من ورع ودين، أو شذرة من علم ويقين، ذلك بأن التكفير وبيل العاقبة، بشع الثمرة، تتصدع له القلوب المؤمنة، وتفزع منه النفوس المطمئنة.
وذلك لما يترتب عليه من أحكام عديدة، ووجوه من الوعيد شديدة، كوجوب اللعنة، والغضب، والطبع على القلب، وحبوط الأعمال، والخزي والعار، وعدم المغفرة، ثم الخلود أبد الآبدين في عذاب من رجز أليم، هذا إلى جانب مفارقة الزوجات، وعداوة الأهل والأصحاب، واستحقاق القتل، وعدم الميراث، وتحريم الصلاة عليه، وإبعاد دفنه عن مقابر المسلمين، إلى غير ذلك مما هو مزبور في مصنفات الفقه ودواوين الأحكام، فلا جرم بعدئذٍ أن يقف الشرع الشريف من أمر التكفير موقفًا صارمًا وزاجرًا.
لقد حرَّتْ ظاهرة التكفير المجتمعات الإسلامية إلى الوقوع في الفتن، ومقارفة الويلات، فكم انتهكت من أعراض وسفكت من دماء، وفتحت من معتقلات، و”هاهنا تُسْكَبُ العبرات، ويناح على الإسلام وأهله بما جناه التعصب في الدين على غالب المسلمين من الترامي بالكفر، لا لسُنَّة، ولا لقرآن، ولا لبيان من الله، ولا لبرهان، بل لما غلت به مراجل العصبية في الدين، وتمكن الشيطان الرجيم من تفريق كلمة المسلمين لَقَّنَهُم إلزامات بعضهم لبعض بما هو شبيه الهباء في الهواء، والسراب بقيعة، فيالله وللمسلمين من هذه الفاقرة التي هي من أعظم فواقر الدين، والرزية التي ما رزئ بمثلها سبيل المؤمنين... والأدلة الدالة على وجوب صيانة عرض المسلم واحترامه يدل بفحوى الخطاب على تجنب القدح في دينه بأي قادح، فكيف إخراجه عن الملة الإسلامية إلى الملة الكفرية، فإنَّ هذه جناية لا تعدلها جناية، وجرأة لا تماثلها جرأة، وأين هذا المجترئ على تكفير أخيه من قول رسول الله S: ((المسلم أخو المسلم لا يظلمه، ولا يسلمه))([1]) وقوله S: ((سباب المسلم فسوق وقتاله كفر))([2]) وقوله S: ((إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام([3])))([4])، إلى جانب الأحاديث الخاصة بالترهيب العظيم من تكفير المسلمين.
1- فَحَدَّثَ ثابت بن الضحاك –وكان من أصحاب الشجرة-:أنَّ رسول الله S قال: ((من حلف بملة غير الإسلام كاذبًا فهو كما قال، ومن قتل نفسه بشيء عُذِّبَ به في نار جهنم، ولعن المؤمن كقتله، ومن رمى مؤمنًا بكفر فهو كقتله)) أخرجه البخاري([5]).
2- وأخبر عبد الله بن عمرt :أن رسول الله S قال: ((أيّما رجل قال لأخيه: يا كافر، فقد باء بِهَا أحدهما إن كان كما قال، وإلا رجعت عليه)) متفق عليه([6]). وفي رواية لمسلم: ((إذا كَفَّر الرَّجُل أخاه…)).
3- وعن أبي ذر t:أنَّه سَمِعَ النَّبِي S يقول: ((لا يرمي رجل رجلاً بالفسوق، ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه إنْ لَمْ يكن صاحبه كذلك)) رواه البخاري([7]).
4- وعن أبي هريرةt :أنَّرسول الله S قال: ((إذا قال الرجل لأخيه: يا كافر فقد باء بِهَا أحدهما)) رواه البخاري([8]).
والحاصل من هذه الأحاديث أنَّ المقول له إنْ كان كافرًا كفرًا شرعيًّا فقد صدق القائل، وذهب بِهَا المقول له، وإنْ لَمْ يكن رجعت للقائل مَعَرَّةُ ذلك القول وإثمه، وهذا من أعدل الأجوبة كما يقول الحافظ ابن حجر([9]) -رحمه الله-.
وكذا من أحسن القول قول الحليمي –رحمه الله–: إذا قال ذلك مسلم لمسلم، فهذا على وجهين:
· إنْ أراد أن الدين الذي يعتقده كُفْرٌ، كَفَر بذلك.
· وإنْ أراد أنه كافر في الباطن، ولكنه يظهر الإيمان نفاقًا، لَمْ يكفر.
· وإنْ لَمْ يرد شيئًا لَمْ يكفر؛ لأن ظاهره أنه رماه بما لا يعلم في نفسه مثله. اهـ . ولكنه يبوء بإثم هذه الكبيرة([10]).
وقد قال جماعة من أهل العلم في قول اللهU : )وَلاَ تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيْمَانِ([الحجرات:11]. هو قول الرجل لأخيه: يا كافر، يا فاسق. وهذا موافق لهذا الحديث، فالقرآن والسنة ينهيان عن تفسيق المسلم وتكفيره ببيان لا إشكال فيه([11]).
وعلى ما أرشد إليه الشرع المطهر مضى العلماء من السلف والخلف يُحَذِّرُون من العجلة في التكفير ويرهبون؛ حماية لأعراض المسلمين أن تُنْتَهَك، وصيانة لدمائهم أن تسفك.
قال العلاء بن زياد التابعي الجليل: “ما يضرك شهدت على مسلم بكفر أو قتلته([12]).
وقال أبو حامد الغزالي: “والذي ينبغي الاحتراز منه: “التكفير“، ما وجد إليه سبيلاً، فإنَّاستباحة الدماء والأموال من المصلين إلى القبلة، المصرحين بقول لا إله إلا الله محمد رسول الله خطأ، والخطأ في ترك ألف كافر في الحياة أهون من الخطأ في سفك دمٍ لمسلم“([13]).
وقال ابن أبي العز الحنفي: “واعلم –رحمك الله وإيانا- أنَّ باب التكفير وعدم التكفير باب عظمت الفتنة والمحنة فيه، وكثر فيه الافتراق، وتشتتت فيه الأهواء والآراء، وتعارضت فيه دلائلهم، فالناس فيه في جنس تكفير أهل المقالات والعقائد الفاسدة المخالفة للحق الذي بعث الله به رسوله في نفس الأمر، أو المخالفة لذلك في اعتقادهم على طرفين ووسط، من جنس الاختلاف في تكفير أهل الكبائر العملية“([14]).
ثم قال: “إنَّه لمن أعظم البغي أنْ يُشْهَدَ على معين أنَّ الله لا يغفر له ولا يرحمه، بل يخلده في النار، فإنَّ هذا حكم الكافر بعد الموت“([15]).
وقال ابن عبد البر: “القرآن والسُّنَّة ينهيان عن تفسيق المسلم وتكفيره ببيان لا إشكال فيه، ومن جهة النظر الصحيح الذي لا مدفع له، أنَّكل من ثبت له عقد الإسلام في وقت بإجماع من المسلمين، ثم أذنب ذنبًا، أو تأول تأويلاً، فاختلفوا بعد في خروجه من الإسلام، لَمْ يكن لاختلافهم بعد إجماعهم معنى يوجب حُجَّة، ولا يخرج من الإسلام المتفق عليه إلا باتفاق آخر، أو سنة ثابتة لا معارض لها، وقد اتفق أهل السنة والجماعة –وهم أهل الفقه والأثر– على أن أحدًا لا يخرجه ذنبه –وإن عظم– من الإسلام، وخالفهم أهل البدع، فالواجب في النظر أنْ لا يكفر إلا من اتفق الجميع على تكفيره، أو قام على تكفيره دليل لا مدفع له من كتاب أو سنة“([16]). اهـ.
وقال القرطبي: “وباب التكفير باب خطير، أقدم عليه كثير من الناس فسقطوا، وتوقف فيه الفحول فَسَلِمُوا، ولا نعدل بالسلامةشيئًا“([17]).
وفي الفتاوى الصغرى: “الكفر شيء عظيم،فلا أجعل المؤمن كافرًا متى وجدت رواية أنه لا يكفر“.
وفي الخلاصة وغيرها: “إذا كان في المسألة وجوه توجب الكفر، ووجه واحد يمنعه فعلى المفتي أن يميل إلى الوجه الذي يمنع التكفير تحسينًا للظن بالمسلم، إلا إذا صرح بإرادة موجب الكفر، فلا ينفعه التأويل“.
وفي التتار خائية: “لا يكفر بالمحتمل؛ لأن الكفر نِهَاية في العقوبة، فيستدعي نِهَاية في الجناية،ومع الاحتمال لا نِهَاية“.
والذي تحرر أنْ لا يفتى بكفر مسلم أمكن حمل كلامه على محمل حسن،أو كان في كفره اختلاف، ولو رواية ضعيفة، فعلى هذا فأكثر ألفاظ التكفير المذكورة لا يفتىبالتكفير فيها، وقد ألزمت نفسي أن لا أفتي بشيء منها([18]).
هذه شذرات من كتب الأحناف، أما غيرهم من الفقهاء والعلماء فأشد تحرزًا، وأكثر تورعًا في مسائل التكفير.
يقول ابن حجر الهيتمي: “ينبغي للمفتي أن يحتاط في التكفير ما أمكنه لعظيم خطره، وغلبة عدم قصده، سيما من العوام، وما زال أئمتنا -يعني الشافعية– على ذلك قديْمًا وحديثًا”([19]) .
وقال شيخ الإسلام بن تيمية –رحمه الله تعالى–: “وليس لأحد أنْ يُكَفِّر أحدًا من المسلمين –وإنْ أخطأ وغلط– حتى تُقَام عليه الحجة، وتُبَيَّن له المحجة، ومن ثبت إسلامه بيقين،لَمْ يزل ذلك عنه بالشك، بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة، وإزالة الشبهة… وإذا تبين ذلك، فاعلم أنَّ “مسائل التكفير والتفسيق” هي من مسائل الأسماء والأحكام التي يتعلق بِهَا الوعد والوعيد في الدار الآخرة، وتتعلق بِهَا الموالاة والمعاداة والقتل والعصمة وغير ذلك في الدار الدنيا“([20]) اهـ.
وقال ابن ناصر الدين الدمشقي: فلعن المسلم المعين حرام، وأشد منه رميه بالكفر، وخروجه عن الإسلام، وفي ذلك أمور غير مرضية:
منها: أنه إشمات الأعداء بأهل هذه الملة الزكية، وتمكينهم بذلك من القدح في المسلمين، واستضعافهم لشرائع هذا الدين.
ومنها: أنه ربما يقتدى بالرامي فيما رمى، فيتضاعف وزره بعدد من تبعه مأثْمًا، وقَلَّ أنْ يَسْلَمَ مَنْ رَمَى بِكُفْرٍ مسلمًا.
ثم ذكر الأحاديث التي ذكرناها في الترهيب من التكفير، ثم قال: فهل بعد هذا الوعيد من مزيد في التهديد، ولعل الشيطان يزين لمن اتبع هواه ورمى بالكفر والخروج من الإسلام أخاه، أنه تكلم فيه بحق ورماه، وأنه من باب الجرح والتعديل، لا يسعه السكوت عن القليل من ذلك، فكيف بالجليل؟ هيهات هيهات، إن في مجال الكلام في الرجال العقبات، مرتقيها على خطر، ومرتقبها هوى لا منجى له من الإثم والوزر، فلو حاسب نفسه الرامي أخاه: ما السبب الذي هاج ذلك؟ لتحقق أنه الهوى الذي صاحبه هالك([21]).
وقال الشوكاني: اعلم أنَّالحكم على الرجل المسلم بخروجه من دين الإسلام، ودخوله في الكفر لا ينبغي لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقدم عليه إلا ببرهان أوضح من الشمس، فإنه قد ثبت في الأحاديث الصحيحة المروية من طريق جماعة من الصحابةy أن من قال لأخيه: يا كافر، فقد بَاءَ بِهَا أحدهما. ففي هذه الأحاديث وما ورد موردها أعظم زاجر، وأكبر واعظ عن التسرع في التكفير([22]).
وقال الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب –رحمه الله–: وبالجملة فيجب على من نصح نفسه أن لا يتكلم في هذه المسألة إلا بعلم وبرهان من الله، وليحذر من إخراج رجل من الإسلام بمجرد فهمه واستحسان عقله، فإن إخراج رجل من الإسلام أو إدخاله من أعظم أمور الدين، وقد استزل الشيطان أكثر الناس في هذه المسألة([23]).
وقد اشْتَدَّ نكير ابن الوزير على من يسارع في تكفير المبتدعة من المسلمين، وذكر ثلاثة عشر وجهًا للتوقف في تكفير من فحشت بدعته منهم، فكان مما قال:
الوجه الأول: خوف الخطأ العظيم في ذلك، فقد صح عن رسول الله S تعظيم ذلك –فذكر أحاديث الترهيب من التكفير وغيرها– ثم قال:
وفي مجموع ذلك ما يشهد لصحة التغليظ في تكفير المؤمن وإخراجه من الإسلام مع شهادته بالتوحيد والنبوات، وخاصة مع قيامه بأركان الإسلام،وتجنبه للكبائر،وظهور أمارات صدقه في تصديقه؛ لأجل غلطه في بدعة، لعل المكفر له لا يسلم من مثلها، أو قريب منها.. ثم من العبر الكبار في ذلك أن الجمهور لَمْ يكفروا من كفر المسلم متأولاً في تكفيره غير متعمد، مع أن هذه الأحاديث الكثيرة تقتضي ذلك، والنصوص أصح طرق التكفير، فإذا تَوَرَّع الجمهور من تكفير من اقتضت النصوص كفره، فكيف لا يكون الورع أشد من تكفير من لَمْ يرد في كفره نص واحد، فاعتبر تورع الجمهور هنا، وتعلم الورع منهم في ذلك.
الوجه التاسع: أن الوقف عن التكفير عند التعارض والاشتباه أولى وأحوط، وذلك أن الخطأ في الوقف على تقديره تقصير في حق من حقوق الغني الحميد العفو الواسع، أسمح الغرماء، وأرحم الرحماء، وأحكم الحكماء I.
والخطأ في التكفير على تقديره أعظم الجنايات على عبادهالمسلمين المؤمنين، فقد أخل بحق المخلوق المسلم، بل تعدى عليه، وظلمه أكبر الظلم، وأفحشه، فأخرجه من الإسلام وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وأن جميع رسله وكتبه وما جاء فيها عن الله U حق لا شك فيه، ولا ريب في شيء منه على الجملة، وإنما أخطأ في بعض التفاصيل، وقد صرح بالتأويل فيما أخطأ فيه، فإن وصف الله بوصف نقص فلاعتقاده أنه وصف كمال، وإن نسب إليه قبيحًا فلاعتقاده أنه حسن، وإن تعمد القبيح في ذلك فمحل التَعَمُّد هو القلب المحجوب عَنَّا سرائره، والحاكم فيه عَلاَّم الغُيُوب.
وقد عُوقِبَت الخوارج أشد العقوبة، وذُمَّت أقبح الذم على تكفيرهم لعصاة المسلمين مع تعظيمهم في ذلك لمعاصي الله تعالى، وتعظيمهم لله تعالى بتكفير عاصيه، فلا يأمن المكفر أن يقع في مثل ذنبهم، وهذا خطر في الدِّين جليل، فينبغي شدة الاحتراز فيه من كل حليم نبيل؛ ولأجل هذا عُذر المتوقف في التكفير، وكان هذا هو الصحيح عند المحققين… بل كما قامت عليه الدلائل والبراهين.
الوجه العاشر: أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالبt لَمْ يُكَفِّر أهل الجمل وصفين، ولَمْ يسر فيهم السيرة في الكافرين، مع صحة قول رسول الله S: ((لا يحبك إلا مؤمن،ولا يبغضك إلا منافق)).
وسار فيهم السيرة في البغاة على إمام الحق، ولَمْ يسر فيهم السيرة في أهل الكفر؛ ولهذا قال الإمام أبو حنيفة: أنه لولا سيرته في ذلك ما عرفت أحكام البغاة، وإنما كان فعله فيهم حجة على البعد عن التكفير .
الوجه الثاني عشر: أن في الحكم بتكفير المختلف في كفرهم مفسدة بينة تخالف الاحتياط...
الوجه الثالث عشر: أن الخطأ في العفو خير من الخطأ في العقوبة… وثبت أنه –عليه الصلاة والسلام–ما خُيِّرَ بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لَمْ يكن إثْمًا…([24]).
وذكر العلامة محمد شقرون الوهراني عن إمام الحرمين أبي المعالي أنه اعتذر عن مسألة من مسائل التكفير، قال: لأن الغلط فيها يصعب؛ لأن إدخال الكافر في الملة وإخراج مسلم منها عظيم في الدنيا، ثم قال: هذا أبو المعالي إمام الحرمين خاف من الغلط في إخراج مسلم من الدين واستعظمه، واعتذر به لمن سأله.
فكيف يصح بعد تقرير هذا كله لمن لَمْ يبلغ معشار عشر الأئمة المتقدمين المذكورين أن يتجاسر على المسارعة إلى التصريح بالتكفير في حق عباد الله المسلمين([25]).
وكلام الأئمة في خطر التكفير، والتنفير من العجلة فيه من الكثرة بمكان، بحيث يتعذر استقصاؤه، وقد اقتصرت على نقل أطراف من متفرقات كلامهم يحصل منها المقصود، والله الموفق.

__________________
([1]) أخرجه البخاري: (2442)، ومسلم: (2580) من حديث ابن عمر.
([2]) أخرجه البخاري: (6044)، ومسلم: (116) من حديث ابن مسعود.
([3]) أخرجه البخاري: (1742)، ومسلم: (116) من حديث ابن عمر.
([4]) السيل الجرار: (4/584- 585).
([5]) البخاري: (6105).
([6]) البخاري: (6104)،ومسلم : (111).
([7]) البخاري: (6045).
([8]) البخاري: (6103).
([9]) فتح الباري: (10/481).
([10]) عَدَّهَا ابن حجر الهيتمي في كتاب “الزواجر عن اقتراف الكبائر”: (2/125) الكبيرة الثانية والخمسين بعد المائة.
([11]) التمهيد لابن عبد البر: (17/21).
([12]) حلية الأولياء: (2/246)، وسير أعلام النبلاء: (4/198).
([13]) الاقتصاد في الاعتقاد: (269).
([14]) شرح الطحاوية: (2/432).
([15]) المصدر السابق: (2/436).
([16]) التمهيد: (17/22).
([17]) المفهم: (3/111)، وعنه فتح الباري: (12/314).
([18]) حاشية ابن عابدين: (4/224).
([19]) تحفة المحتاج: (4/84).
([20]) مجموع فتاوى شيخ الإسلام: (12/468).
([21]) الرد الوافر: (35- 36).
([22]) السيل الجرار: (4/578).
([23]) الدرر السنية: (8/217).
([24]) انظر: إيثار الحق على الخلق: (420-451).
([25]) الجيش والكمين لقتال من كَفَّر عامة المسلمين: (33-35).


أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الإثنين أبريل 01, 2024 11:04 am

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Ayoaoc10
فتنة التكفير والموقف الشرعي منه
 ٢٣ / ٦ / ١٤٤٥هـ




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الأحد مايو 05, 2024 1:21 pm عدل 1 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الإثنين أبريل 01, 2024 1:48 pm


كتاب
مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه 0210
التحرير في بيان أحكام التكفير .. شروط وضوابط وشبهات
د. عصام بن عبد الله السناني
قرأه وعلق عليه وقدم له: الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
من هنـــــــــــــــــــا




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الأحد مايو 05, 2024 1:19 pm عدل 2 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الإثنين أبريل 01, 2024 2:03 pm


كتاب
مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه 0110

صلة الغلو في التكفير بالجريمة  
فضيلة الشيخ د.عبد السلام بن عبد الله السليمان
تقديم : العلامة الشيخ السلفي د.صالح بن فوزان الفوزان
          العلامة الشيخ المفتي عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
من هنـــــــــــــــــــــــا




عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الأحد مايو 05, 2024 12:55 pm عدل 2 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الإثنين أبريل 01, 2024 2:18 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Ayoa11
كتاب
مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه 0010
التقرير في حكم وخطورة التكفير والتفجير
د. سليمان بن عبد الله أبا الخيل

من هنـــــــــــــــــــــــا
أو
أضغط هنــــــــــــــــا
أو
أضغط هنــــــــــــــــــdocـــــا



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الأحد مايو 05, 2024 12:32 pm عدل 1 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الإثنين أبريل 01, 2024 2:29 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Aa12
كتاب
مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Thumbnail?id=16RjJpn2g6Tb_hTBrQPZwjmqvqdosBEdA&sz=w1000
نزعة التكفير خطورتها وعلاجها
تأليف الشيخ
فلاح بن إسماعيل مندكار رحمه اللَّه
أضغط هنـــــــــــــــــــا
أو
أضغط هنــــــــــــــــــــــــا



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الأحد مايو 05, 2024 12:10 pm عدل 1 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الإثنين أبريل 01, 2024 3:41 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Maxres11
فتنة التكفير والتفجير .
رابط ملف الصوت المباشر :
أضغط هنـــــــــــــــــا
أو
أضغط هنــــــــــــــــــــا



عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في الأحد مايو 05, 2024 11:57 am عدل 1 مرات
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Empty رد: مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه

مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل الثلاثاء أبريل 02, 2024 2:06 pm

مجموع فتاوي العلماء السلفيين في خطورة التكفير وضوابطه Maxres12
سلسلة التحذير من الغلو فى التكفير
الرابط الاصلى للسلسلة على موقع الشيخ بصيغة RAM
من هنـــــــــــــــــــا
أو
من هنـــــــــــــــــــــــا
01. تفسير ايات الحكم بغير ما أنزل الله فى سورة المائدة
أضغط هنـــــــــــــــــــا
02. الايمان قول وعمل
أضغط هنـــــــــــــــــا
03. الإيمان عند أهل السنة وغيرهم من الفرق الضالة
أضغط هنـــــــــــــــــــــا
04. تلازم عمل القلب مع عمل الجوارح وفتوى اللجنة الدائمة
أضغط هنــــــــــــــــا
05. مقدمة في اصول التكفير
أضغط هنـــــــــــــــــا
06. أنواع الكفر الستة و معنى الالتزام عند بن تيمية
أضغط هنــــــــــــــــــــا
07. أصول وضوابط التكفير
أضغط هنـــــــــــــــــــــــا
08. قواعد تكفير المعين
أضغط هنــــــــــــــــــا
09. تابع أصول وضوابط التكفير
أضغط هنــــــــــــــــــــا
10. تفسير السلف والخلف لقوله (ومن لم يحكم بما أنزل الله )
أضغط هنــــــــــــــــــــا
11. الرد على شبهات المخالفين ( الياسق وتفسيره عند ا بن كثير )
أضغط هنــــــــــــــــــــــــا
12. شبهات المخالفين ( قضية التشريع العام )
أضغط هنــــــــــــــــــــــــا
13. تابع شبهات المخالفين
أضغط هنـــــــــــــــــا
14. فتاوى العلماء الأكابر في نازلة الجزائر
أضغط هنــــــــــــــــــــــا
15. تابع فتاوى العلماء الأكابر في نازلة الجزائر
أضغط هنـــــــــــــــــــــا
|| رابط واحد لجميل الملفات ||
أضغط هنـــــــــــــــا

أبو عبد الله أحمد بن نبيل
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
المشرف العام
المشرف العام

الدولة : مصر
المساهمات : 1424
تاريخ التسجيل : 21/02/2024
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى